بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله، صلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله، غفر لشيخنا والحاضرين: رسالة في التوحيد والإيمان.
بسم الله الرحمن الرحيم، قال الشيخ الإمام العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى أجمعين، قوله: أصل دين الإسلام، وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والمولاة فيه، وتكفير من تركه، قلت: وأدلة هذا في القرآن أكثر من أن تحصر، كقوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)[آل عمران:64].
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: ...
هذه الرسالة في التوحيد والإيمان، للإمام العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن، للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب، حفيد الشيخ رحمه الله، قال في هذه الرسالة: (أصل دين الإسلام، وقاعدته أمران).
- (الأمر الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له).
- (والأمر الثاني: الإنذار عن الشرك).
أمران، لا يقوم الإسلام إلا بهذا (أصل دين الإسلام وقاعدته، الأمر الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له. والأمر الثاني: الإنذار عن الشرك).
(الأمر الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والمولاة فيه، وتكفير من تركه).
(أصل دين الإسلام وقاعدته أمران: الأمر الأول: الأمر بعبادة الله).
قال الله تعالى: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﯚ )[النساء/36].
وقال: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮱ)[الإسراء/23].
وقوله: (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﰃ)[الأنعام/151]؛ أدلة كثيرة فهو من أوله إلى آخره في هذا الأصل العظيم، (الأمر بعبادة الله)، تأمر بعبادة الله، أعبد الله، وحد الله، والعبادة المراد بها التوحيد، أعبد الله، أنت تأمر بعبادة الله؛ يعني تخصيص الله بالعبادة.
(والتحريض على ذلك)؛ حرض الناس، تحثهم على توحيد الله، وعبادة الله.
(والموالاة فيه)؛ توالي من وحد الله، وتحبه، وتنصره وتؤيده.
(وتكفير من تركه)؛ تكفير من ترك التوحيد، تكفره، وتعتقد أنه كافر ليس من المسلمين؛ هذا الأمر الأول.
أولًا: تأمر بعبادة الله، وتوحيده.
ثانيًا: تحرض الناس على عبادة الله، تحضهم عليه.
ثالثًا: توالي الموحد، وتحبه، وتنصره، وتؤيده.
رابعًا: تكفر من ترك التوحيد؛ هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني كما سيأتي: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، الإنذار، تحذير، تحذر الناس من الشرك، من الدعوة إلى غير الله، أو ينذر لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يطاف بغير بيت الله، الإنذار عن الشرك في عبادة الله تعالى.
ثالثًا: (التغليظ في ذلك)، تغلظ، وتبين أن هذا أمر غليظ أن هذا أمر شديد، وأن المشرك خارجًا من ملة الإسلام، وأنه مخلدٌ في النار.
(الإنذار عن الشرك، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه)، تعادوا المشرك، وتعتقد أنه عدو لله ولرسوله.
(وتكفير من فعله)، تكفر من فعل الشرك.
هذان الأمران، أمران أصل دين الإسلام وقاعدته، يقوم على هاذين الأمرين، من لم يأت بهاذين الأمرين فليس بمسلم، (الأمر الأول: الأمر بعبادة الله)، توحيده ، (والتحريض على ذلك)، تحرض الناس على التوحيد، (والمولاة فيه)، محبة المؤمن ونصرته وتأييده، وتكفير من ترك التوحيد.
الأمر الثاني: (الإنذار عن الشرك)؛ يعني ترك الشرك في عبادة الله، (والتغليظ في ذلك)، يعني تغلظ، تقول: إن هذا أمر غليظ، وأن هذا أمر شديد، وأن هذا من أعظم الجرائم، بل أعظمها وأشدها.
(والمعاداة فيه)؛ تعادي المشرك، وتبغضه في الله، (وتكفير من فعله)، تكفير من فعل الشرك، وتعتقد أنه كافر، وأنه ليس من المسلمين، وإلا فلا يصح إسلام المرء إلا بهذا، كل واحد من هذين الأصلين بينه المؤلف رحمه الله سرد أدلة في هذا، هذا الأصل الأول.
(المتن)
قلت: وأدلة هذا في القرآن أكثر من أن تحصر، كقوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)[آل عمران:64] الآية، أمر الله تعالى.
(الشرح)
الآية، يعني اقرأ الآية أكمل الآية، هذا معناها.
(المتن)
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوا أهل الكتاب إلى معنى لا إله إلا الله، الذي دعا إليه العرب، وغيرهم، والكلمة هي لا إله إلا الله، ففسرها بقوله: (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ)[آل عمران:64]، فقوله: (أَلَّا نَعْبُدَ)، فيه معنى: لا إله، وهي نفي العبادة عما سوى الله تعالى، وقوله: لا إله إلا الله، هو المستثنى في كلمة الإخلاص، فأمره تعالى أن يدعوهم إلى قصر العبادة عليه وحده ونفيها عمن سواه، ومثل هذه الآية كثير يبين أن الإلهية هي العبادة، وأنها لا يصلح منها شيء لغير الله، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)[الإسراء:23]، معنى (وَقَضَى)؛ أمر ووصى، قولان ومعناهما واحدًا، وقوله: (أَلَّا تَعْبُدُوا)، فيه معنى (لا إله)، وقوله: (إِلَّا إِيَّاهُ) فيه معنى إلا الله؛ وهذا هو توحيد العبادة، وهو دعوة الرسل إذ قالوا لقومهم: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )،[المؤمنون/32].
فلابد من نفي الشرك في العبادة رأسًا، والبراءة منه وممن فعله، كما قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)[الزخرف:26-27].
فلا بد من البراءة من عبادة ما كان يعبد من دون الله، وقال عنه عليه السلام: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)[مريم:48]، فيجب اعتزال الشرك وأهله بالبراءة منهما، كما صرح في قوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)[الممتحنة:4]، والذين معه هم الرسل كما ذكر ابن جرير، وهذه الآية تتضمن جميع ما ذكره شيخنا رحمه الله تعالى من التحريض على التوحيد، ونفي الشرك، والمولاة لأهل التوحيد، وتكفير من تركه بفعل الشرك المنافي له، فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد، فإنهما ضدان لا يجتمعان، فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد، وقد قال تعالى في حق من أشرك: (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)[الزمر:8]، فكفره تعالى باتخاذ الأنداد وهم الشركاء في العبادة، وأمثال هذه الآيات كثير، فلا يكون المرء موحدًا إلا بنفي الشرك والبراءة منه وتكفير من فعله.
(الشرح)
نعم هذا شرح الأصل الأول، كأن الشيخ الرحمن بن حسن يفسر كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقوله، يعني: قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الذي يقول: أصل دين الإسلام وقاعدته، الإمام المجدد، (أصل دين الإسلام وقاعدته أمران: الأمر الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والمولاة فيه، وتكفير من فعله).
الشيخ عبد الرحمن بن حسن شرح كلام جده محمد بن عبد الوهاب على الأصل هذا، (ثم قال -الشيخ عبد الوهاب رحمه الله- الثاني: الإنذار عن الشرك)، ثم شرح الأصل الثاني، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب بين أن أصل الإسلام وقاعدته أمران، الأمر الأول كما سبق، شرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن قال: (وأدلة هذا في القرآن أكثر من أن تحصر)، أدلة أيش؟ أدلة التوحيد، (الأمر بعبادة الله، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من فعله).
أدلةٌ كثيرة، بدأ بالآية، بآية آل عمران، كقوله تعالى: (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮃ ﮊ)[آل عمران:64].
هذه الآية أصلها توحيد العبادة الإلهية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في ركعتي الفجر، ويقرأ بالركعة الأولى: (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮂ)[البقرة/136]، وأحيانًا يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ)[الكافرون/1]، وأحيانًا: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ)[الإخلاص/1].
فهذه (ﭪ ﭫ ﭬ ﮊ)[آل عمران:64]، معناه هو معنى (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ)[الكافرون/1]، ومعنى (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮂ)[البقرة/136]؛ هو معنى (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ)[الإخلاص/1]، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر يفتتح بهما حياته اليومية، ويقرأ فيهما في سورة الإخلاص، فيفتتح حياته اليومية بالتوحيد، وأحيانًا يقرأ تلك الآيتين.
هذه الآية: (ﭪ ﭫ ﭬ)؛ هم اليهود والنصارى، ( ﭭ ﭮ ﭯ ﮃ ﮊ)[آل عمران:64]، كلمة سواء بيننا وبينكم نجتمع عليها, ما هي هذه الكلمة؟ (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ)[آل عمران:64].
تعالوا (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮃ ﮊ)، وهي أن نخص الله بالعبادة، كلمة نجتمع عليها تجمعنا، ما هي هذه الكلمة؟ أن نخص الله بالعبادة، (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ)؛ (ﮄ ﮅ ﮊ)[آل عمران/64]؛ ورفضوا وامتنعوا، (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)[آل عمران/64]؛ اتركهم وأعلن إسلامك.
هذه الآية هي تؤيد هذا الأصل الذي أقره المؤلف، وهو: (الأمر بعبادة الله، والتحريض على ذلك، والمولاة فيه، وتكفير من تركه)، فإن الآية فيها تعالوا نجتمع على كلمة التوحيد، فإن رفضوا فأعلن توحيدك، وإسلامك واتركهم.
قال المؤلف أيضًا شرح لهذه الآية، الشيخ: (أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهل الكتاب)، يدعوهم إلى أي شيء؟ (إلى معنى لا إله إلا الله)، لأنه قال: (ﭭ ﭮ ﭯ ﮃ ﮊ)؛ ما هي الكلمة؟ (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ)[آل عمران:64]، هو معنى لا إله إلا الله، (ﭳ ﭴﮊ)؛ هذا إثبات (ﭵ ﭶﮊ)؛ هذا النفي، لا إله: هذا النفي، إلا الله: هذا النفي.
ولا يكون التوحيد إلا بالأمرين: (النفي والإثبات)، ليس هناك توحيد إلا بالنفي والإثبات، تنفي جميع أنواع العبادة لغير الله وأن يكفر بالطاغوت؛ وهذا هو البراء من كل معبود سوى الله.
( ﭵ ﭶﮊ)[آل عمران:64]؛ هذا إثبات الإيمان بالله وحده، فكلمة التوحيد فيها كفر وإيمان، كفر بالطاغوت وإيمان بالله، ما يصلح التوحيد إلا بأمرين، أصلين لا بد منهما نفي وإثبات، نفي: هذا هو البراء من كل ما يعبد غير الله، والكفر بالطاغوت، والثاني: إثبات العبادة لله وحده والإيمان بالله، قال الله تعالى: (ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰚ)[البقرة/265].
لو قال شخص: أنا أعبد الله، هل يكون مسلم؟ ما يكون، فقد تعبد الله، تعبد غيره، ولكن متى يكون موحد؟ إذا قال: أنا أعبد الله ولا أعبد غيره، لا بد أن يأتي النفي، أنا أعبد الله، هذا إثبات، ولا أعبد غيره، هذا نفي، أنا أعبد الله: هذا الإيمان بالله، ولا أعبد غيره: هذا الكفر بالطاغوت، لا بد من أمرين: كفر وإيمان، نفي وإثبات، وإلا فلا يكون التوحيد.
فقوله: (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ)[آل عمران:64]؛ هو معنى لا إله إلا الله.
(أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهل الكتاب إلى معنى لا إله إلا الله، الذي دعا إليه العرب، وغيرهم، والكلمة)، تعالوا إلى الكلمة، ما هي الكلمة؟ (الكلمة هي لا إله إلا الله، ففسرها بقوله: (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ)[آل عمران:64]، فقوله: (أَلَّا نَعْبُدَ)[آل عمران:64]، هو فيه معنى لا إله، وهي نفي العبادة عما سوى الله تعالى)، الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، والبراءة من كل معبود سوى الله.
(وقوله: لا إله إلا الله، هو المستثنى في كلمة الإخلاص)، المستثنى في كلمة الإخلاص: إلا الله، لا إله إلا الله، هو معنى قوله: (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﮊ)[آل عمران/64]، نفي المستثنى.
قال: (فأمرهم تعالى أن يدعوهم إلى قصر العبادة عليه وحده ونفيها عمن سواه)، قصر العبادة عليه وحده، (ﭵ ﭶ ﮊ)[آل عمران/64]، ونفيها عمن سواه في قوله: (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ)[آل عمران:64].
قال المؤلف: (ومثل هذه الآية كثير يبين), يعني توحيد الله تعالى، (أن الإلهية هي العبادة)، والعبادة خاصة بالله، حق الله لا تحق لغيره، العبادة ما هي؟ هي الأوامر والنواهي، صلاة، صيام، زكاة، حج، بر الوالدين، صلة الأرحام، الدعاء، ذبح، نذر، الطواف بالبيت، توقر، رغبة، رهبة؛ هذه العبادة، خوف، رجاء، تخص الله بها، هذه الإلهية، هذا حق الله، لا يرضى سبحانه أن يشاركه فيه، أو تصرف العبادة لغيره، لا لإنسان مقرب، ولا نبي مرسل.
ولهذا قال: (ومثل هذه الآية كثير يبين أن الإلهية هي العبادة، وأنها لا يصلح منها شيء لغير الله)، كما قال تعالى: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮱ)[الإسراء/23]، (ﮙ ﮚ ﮱ)[الإسراء/23]، هذا النفي (ﮛ ﮜ ﮱ)[الإسراء/23]، هذا الإثبات.
قال المؤلف: (معنى (ﮗ ﮱ)[الإسراء/23]، أمر ووصى، قولان، ومعناهما واحدًا، وقوله: (ﮙ ﮚ ﮱ)[الإسراء/23]، فيه معنى لا إله، وقوله: (ﮛ ﮜ ﮱ)[الإسراء/23] فيه معنى إلا الله).
قال المؤلف: (وهذا هو توحيد العبادة)، توحيد العبادة أن يوحد الله بجميع أنواع العبادة، توحيد العبادة يعني إفراد الله بالعبادة، تفرد الله بالصلاة، فلا تصلي إلا له، تفرد الله بالدعاء، فلا تدعو إلا إياه، تفرد الله بالصوم، فلا تصوم بغير الله، تفرد الله بالذبح، بالنذر، بالصلاة، بالصيام، بالزكاة، بالحج، بالجهاد في سبيل الله، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تفرد الله بالدعاء، تفرد الله بكف نفسك عن المحرمات، تعبدًا لله وخوفًا منه.
قال المؤلف: (وهذا هو توحيد العبادة، وهو دعوة الرسل إذ قالوا لقومهم: (ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮈ)[المؤمنون/32])، كل الرسل، ( ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮈ)[المؤمنون/32]، نفي وإثبات، ( ﭽ ﭾ ﭿ ﮈ) هذا الإثبات، (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮈ)[المؤمنون/32]، هذا النفي.
قال: (فلابد من نفي الشرك في العبادة رأسًا، والبراءة منه وممن فعله)، من لم ينف الشرك ويتبرأ ما يكون مسلم، وليس موحد، لا بد من البراءة نفي الشرك، والبراءة من الشرك ومن أهله، من لم يتبرأ منهم، أو حسن فعلهم، فهو كافر غير مسلم، ما كفر بالطاغوت، الذي ما ينكر الشرك ما كفر بالطاغوت، أقرَّ الطاغوت، لا بد من إنكار الشرك.
(كما قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: (ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ)[الزخرف:26-27])، هذا معنى الآية، إنني براء؛ هذه البراءة من كل ما يعبد سواه؛ هذا النفي، (ﮋ ﮌ ﮍﮐ)[الزخرف:27]؛ هو الله، هو بمعنى لا إله إلا الله.
قال: (فلا بد من البراءة من عبادة ما كان يعبد من دون الله، وقال عنه)، يعني عن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام: (ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯱ)[مريم/48]، يقول لعباد الأصنام، لأبيه وقومه، أعتزلكم وعبادة الأصنام التي تعبدونها من دون الله.
قال: (فيجب اعتزال الشرك وأهله بالبراءة منهما)، يجب على المؤمنون أن يعتزلوا الشرك، وأهل الشرك، لنتبرأ من الشرك وأهله، فإن لم يتبرأ فهو كافرٌ مثلهم.
لو قال شخص: أنا ما أقول في اليهود والنصارى شيء، أنا أعبد الله، ولا دخل لي في اليهود، ولا في للنصارى، فنقول: تكفرهم أنت؟ فيقول: ما أدري، هم على دين يمكن يكون صحيح، اليهودية والنصرانية والإسلام؛ كل هذه أديان سماوية، ما أقول فيها شيء.
يجب أن تعتقد أن اليهودية دينٌ باطل، والنصرانية دينٌ باطل، وأن من تدين بهما فهو كافر، فإن لم تعتقد هذا فأنت كافرًا مثلهم، ما كفرت بالطاغوت، ولا يصح لك إسلام ولا دين، ولو كنت تصلى وتصوم، وتنتقض صلاتك ودينك إذا كنت تعتقد أن اليهود على حق، أو على دين صحيح، لا بد أن تكفر اليهود والنصارى والوثنية والشيوعية، تعتقد كفرهم، وأنهم من أهل النار، وأنهم على ضلالة.
لكن لا يلزم من هذا قتالهم، استحلال أموالهم، لا الكفار على نوعين:
- القسم الأول: يحاربنا، هذا دمه حلال، وماله حلال، مثل اليهود وغيرهم، من يقاتل المسلمين دمه حلال وماله حلال.
- القسم الثاني: مسالم، بينهم عهد، ذمي، أو مستأمن؛ هذا دمه معصوم، وماله معصوم، لا يجب قتله، لكن يجب نعتقد أنه على دينٌ باطل، ونبغضهم في الله، لكن لا يجب أن نقاتله ونستحوذ على ماله، فلنعامله معاملة طيبة، وندعوه إلى الإسلام، ولكن نعتقد أن هذا دينهم باطل، ونعتقد أنه على الكفر، وأنه إذا مات على الكفر أنه من أهل النار.
قال: (فيجب اعتزال الشرك وأهله بالبراءة منهما، كما صرح في قوله تعالى: (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﯹ)[الممتحنة/4])، الله تعالى قال: (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﯹ)[الممتحنة/4]؛ يعني: قدوة، قال: قدوة، اقتدوا بإبراهيم في هذا، (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﰀ)[الأحزاب/21]، الرسول هو القدوة.
وقال الله عن إبراهيم: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭥ)[الممتحنة/6]، (ﮣ ﮤ ﯹ)[الممتحنة/4]، خطاب لهذه الأمة وغيرها، (ﮣ ﮤ ﮥ ﯹ)[الممتحنة/4]؛ أي هذه الأمة، (ﮦ ﮧ ﯹ)[الممتحنة/4]، قدوة، (ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﯹ)[الممتحنة/4].
في أي شيء يا ربنا أن نقتدي بهم؟ قال: (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯹ)[الممتحنة/4]؛ هذه هي الحنيفية ملة إبراهيم.
أن تتبرأ من كل دين، ومن كل عبادة سوى الله، وأن تكفر بها، وأن تبغض أهلها وتعاديهم، فهذا هو الكفر بالطاغوت، ما في إيمان إلا بأمرين: (كفر بالطاغوت، وإيمان بالله)، الكفر بالطاغوت ما هو؟ أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها وتعاديهم، هذا هو الكفر بالطاغوت، من لا يكفر بالطاغوت فليس بمؤمن، ثم بعد ذلك تؤمن بالله، تكفر بالطاغوت، تتبرأ من عبادة كل ما هو سوى الله، ثم تؤمن بالله، تخلية، ثم تحلية.
في كلمة التوحيد كفر بالطاغوت، تقول: (لا إله)، هذا براءة من كل ما سوى الله، وفي إيمان بالله (إلا الله)، أمران لا بد منهم.
الله تعالى يقول: اقتدوا بإبراهيم أسوة حسنة، في أي شيء يا ربنا؟ في البراءة من كل معبودٍ سوى الله، والكفر بكل معبود سوى الله، وإبداء العداوة والبغضاء حتى يؤمن (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﯹ)[الممتحنة/4]، بأي شيء؟ بالبراءة، (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯹ)[الممتحنة/4]، تبرأ منهم ومن معبوداتهم، (ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯹ)[الممتحنة/4]، يعني أنكرنا عبادتكم وكفركم، منكرون.
(ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯹ)[الممتحنة/4]، أنتم أعداءٌ لنا حتى تؤمنوا بالله وحده، إذا آمنتم بالله وحده فلستم أعداء ، ثم قال في آخر الآية: (ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯹ)[الممتحنة/4]، إلا في هذه المسألة لا يقتدى بإبراهيم، حيث أنه استغفر لأبيه وهو كافر، لكن بين الله سبحانه وتعالى: (ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮏ)[التوبة/114]؛ فلا يُقتضى بالاستغفار لأبيه الكافر؛ لأنه لم يتبين له، ثم لما تبين له تبرأ منه، فلا يُستغفر للكافر ولو كان قليلًا، ولا ويدعوا له بالرحمة.
(ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﯹ)[الممتحنة/4].
(والذين معه هم الرسل)، قال المؤلف: (وهذه الآية تتضمن من جميع ما ذكره شيخنا رحمه الله)، هذا يقوله من؟ الحفيد الشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول هذه الآية: (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﯹ)[الممتحنة/4]، تتضمن جميع ما ذكره شيخنا الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب هو: (التحريض على التوحيد، ونفي الشرك، والمولاة لأهل التوحيد)، لأنه قال في الأول: (الأمر بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه).
يقول: هذه الآية تشمل هذه الأنواع كلها، تشمل التحريض، والموالاة فيه، وتكفير من تركه، أيش التحريض؟ التحريض,,, البراءة قال: (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯹ)[الممتحنة/4]، هذا ماذا؟ هذا تكفير من فعله، وإبداء العداوة، قال: (ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯹ)[الممتحنة/4]، هذه الآية تتضمن بما ذكره شيخنا رحمه الله: (من التحريض على التوحيد، ونفي الشرك، والمولاة لأهل التوحيد، وتكفير من تركه)، ترك التوحيد، (بفعل الشرك المنافي له، فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد)، ومن وحَّد الله فقد ترك الشرك، (فإنهما ضدان لا يجتمعان، فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد)، ومتى انتفى التوحيد وجد الشرك، لا يجتمعان، إذا وجد الشرك انتفى التوحيد، إذا وجد التوحيد انتفى الشرك، المراد الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أما الشرك الأصغر نعم قد يوجد مع التوحيد، لكن الشرك الأكبر لا يمكن.
إذا جاء الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو النفاق الأكبر ذهب التوحيد، وإذا جاء التوحيد والإيمان ذهب الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، لا يجتمعان.
(وقد قال تعالى في حق من أشرك: (ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ)[الزمر/8])، حكم الله على من أشرك بأنه من أهل النار.
قال: (فكفره تعالى باتخاذ الأنداد)، (ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯥ)[الزمر/8]، حكم عليه بالكفر، من جعل لله أندادًا، قال الله: (ﯝ ﯞ ﯥ)[الزمر/8]، إذًا كفره الله، من هم الأنداد؟ قال: (وهم الشركاء في العبادة)، جعل لله شركاء في العبادة، شريك ومثيل، يشرك البشر، أو الملك، أو النجم، أو الجن، أو الجماد أو غيره.
(وهم الشركاء في العبادة، وأمثال هذه الآيات كثير)، يقول المؤلف: (فلا يكون المرء موحدًا إلا بنفي الشرك والبراءة منه وتكفير من فعله)، فإن لم يكفر من فعله، إذا سألته يقول: اليهود والنصارى، ما أقول فيهم شيء، يمكن يكون على دين صحيح، هذا ماذا حكمه؟ كافر، لا بد أن يعتقد أن اليهود على دين باطل، ويكفرهم، ويبغضهم، ويعاديهم، وإن كان لا يقاتلهم، لا يلزم القتال.
(المتن)
ثم قال رحمه الله تعالى: الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله تعالى، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله، فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا، وهو دين الرسل، وأنذروا قومهم عن الشرك، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)[النحل/36].
وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون)[الأنبياء/25].
وقال تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ)[الأحقاف/21]، قوله: (في عبادة الله)، العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
(الشرح)
ثم قال رحمه الله الإمام المجدد الشيخ محمد عبد الوهاب: (الثاني)؛ الثاني من الأمرين، قال في الأول: (أصل دين الإسلام وقاعدته أمران: الأمر الأول: الأمر بعبادة الله، والثاني، الأمر الثاني: الإنذار عن الشرك) أن تنذر، وتحذر من الشرك في عبادة الله، فإذا رأيت من يطوف حول القبر يتقرب إليه، تنذره أن هذا الشرك، تحذره أن هذا الشرك، ورأيت من يدعو من دون الله يطلب المدد، تحذره أن هذا شرك، تراه يذبح له، هذا شرك، تراه ينذر له، هذا شرك، تراه يركع ويصلي له، هذا شرك.
لا بد من الإنذار عن الشرك في عبادة الله، (والتغليظ في ذلك)، تغلظ، تشدد، وهو أمرٌ خطير، هذا يُخرج من ملة الإسلام، (والمعادة فيه)، تعادي من يشرك، عدوٌ لك، وليس صديقًا لك، لا تجعله صديق ولا تزوره، وتخصه، وتهدي له هدايا من دون المؤمنين، (وتكفير من فعله)، وتعتقد أنه كافر.
قال الشيخ عبد الرحمن في شرح هذا الأصل: (فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا)، ما يتم مقام التوحيد إلا بهذا، إلا بهذا الأمرين، (وهو دين الرسل)، فلا يتم التوحيد إلا بالإنذار عن الشرك، والتغليظ فيه، في ذلك، (والمعاداة فيه، وتكفير من فعله، ولا يتم مقام التوحيد إلا بهذا، وهو دين الرسل، أنذروا قومهم عن الشرك بالله)، وأيش الدليل؟ قال: كما قال تعالى: (ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮒ)[النحل/36]، كل رسول يقول لهم: اعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت، يأمرهم بعبادة الله، ويحذره من الشرك.
وقال تعالى في الآيات الأخرى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)[الأنبياء/25]؛ فهو أمرهم بالتوحيد، ونفي الشرك.
وقال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ)؛ وهو هود( ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ)؛ هذا معروف في اليمن مكانه,( ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)؛ الرسل(ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭫ)[الأحقاف/21]، الرسل قبله (نوح)، والرسل بعده، كلهم أنذروا قومهم فيقولوا لهم: (ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭫ)[الأحقاف/21].
(قوله في عبادة الله)، الشيخ الآن عبد الرحمن يشرح كلام جده يقول: (الإنذار عن الشرك في "عبادة الله")، كلمة في عبادة الله يريد أن يفسر العبادة.
قال: (قوله في "عبادة الله" العبادة اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)، هذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية اختاره، ما هي العبادة؟ اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه سواءً كان قول أو فعل، باطن أو ظاهر.
(مثلًا) القول الظاهر: كالنطق بالشهادة، والدعوة إلى الله، وتلاوة القرآن؛ هذا قول يرضاه الله، ظاهر، والقول الباطن: تصديق القلب، وإقراره، والإيمان بالله؛ هذا قول قلب الباطن.
والأعمال، الأعمال الظاهرة مثل: الصلاة، والصيام، والزكاة، والأعمال الباطنة مثل: النية، والإخلاص، والمحبة، والرغبة، والرهبة، والتوكل، والخوف، والرجاء، هذه أعمال القلوب الباطنة والظاهرة.
إذًا العبادة تشمل: (الأقوال، والأعمال) الظاهرة والباطنة التي يحبها الله ويرضاها، والتي يحبها الله ويرضاها هي الأقوال والأعمال التي أنزلها في كتابه، وعلى لسان رسوله.
هذا تعريف شيخ الإسلام، وعرف بعضهم العبادة بأنها ما أُمر به شرعًا من غير اضطراب عُرفي ولا اقتضاء عقلي.
العبادة: هي الأوامر والنواهي، تفعل الأوامر، وتترك النواهي خوفًا ورجاءً، ورغبة ورهبة، سواءً هذا الأمر أمر إيجاب، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)[المزمل/20]، أو أمر استحباب كالأمر بالسواك، وتترك النواهي، كقوله: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا)[الإسراء/23]، أو نهي تنزيه كالنهي عن الحديث بعد صلاة العشاء.
(المتن)
وقوله: (والتغليظ في ذلك)، وهذا موجودٌ في الكتاب والسُنة، كقوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)[الذاريات/50-51]، ولولا التغليظ لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريش ما جرى من الأذى العظيم، كما هو مذكور في السير مفصلاً، فإنه عاداهم بسب دينهم وعيب آلهتهم.
(الشرح)
المؤلف فسر قول جده، (والتغليظ في ذلك)، التغليظ في الشرك، قال: (وهذا موجود في الكتاب والسُنة)، غلظ في الشرك، كقوله تعالى: (ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ)[الذاريات/50-51]، أحذركم، أحذركم من الشرك، (ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰌ)[الذاريات/50]، أنذركم، وأحذركم من الشرك.
قال المؤلف: (ولولا التغليظ)، لولا التغليظ الذي (......) على المشركين، (لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريش ما جرى من الأذى العظيم)، لو كانوا يسكتون ولا ينهونهم عن الشرك، لسكتوا عنه، (كما هو مذكور في السير مفصلاً، فإنه)؛ يعني الرسول صلى الله عليه وسلم، (عاداهم بسب دينهم وعيب آلهتهم)، ولهذا جاءوا لعم النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب: إن ابن أخيك سب آلهتنا وعابها، وشتمها، وفرق بيننا، انهه عن ذلك، لو كان ساكت ما رد لسكتوا عنه ، وصار يتعبد وحده ولا ينشر دينه ولا ينكر عليهم، فقالوا: الآن اختر، اختار الآن، يعني صلح بينا وبينه، يريد يكون من مال نجمع لك المال حتى تكون أكثر مالًا، تريد تكون سيد نجعلك سيد، تريد تتزوج نزوجك أجمل امرأة في مكة، ماذا تريد؟ اترك ألهتنا، لا تسب آلهتنا.
فلما قال له عمه أبا طالب: يا ابن أخي هؤلاء قومك، فقال: «يا عمي والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى أموت دونه أو يظهره الله»، فعند ذلك يأس وأيس.
(ولولا التغليظ لما جرى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريش ما جرى من الأذى العظيم، كما هو مذكور في السير مفصلاً، فإنه عاداهم الرسول بسب دينهم وعيب آلهتهم)، أما لو كان مسالم لهم، وقال لهم: أنتم على كيفكم، وكل واحد مخير؛ لتركوه.
(المتن)
قوله رحمه الله تعالى: "والمعاداة فيه" كما قال تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ)[التوبة/5]، والآيات في هذا كثيرة جدا كقوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)[البقرة/193]، والفتنة الشرك، ووسم تعالى أهل الشرك بالكفر فيما لا يحصى من الآيات، فلا بد من تكفيرهم أيضا. هذا هو مقتضى "لا إله إلا الله" كلمة الإخلاص، فلا يتم معناها إلا بتكفير من جعل لله شريكا في عبادته كما في الحديث الصحيح: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله»، فقوله: «وكفر بما يعبد من دون الله»، تأكيدًا للنفي فلا يكون معصوم الدم والمال إلا بذلك، فلو شك أو تردد لم يعصم دمه وماله؛ فهذه الأمور هي تمام التوحيد لأن "لا إله إلا الله" قيدت في الأحاديث بقيودٍ ثقال: بالعلم، والإخلاص، والصدق، واليقين، وعدم الشك. فلا يكون المرء موحدا إلا باجتماع هذا كله واعتقاده وقبوله ومحبته والمعاداة فيه والموالاة، فبمجموع ما ذكره شيخنا رحمه الله يحصل ذلك.
(الشرح)
هذا تفسير لقول المؤلف (والمعاداة فيه)، (الإنذار عن الشرك، والتغليظ فيه والمعاداة فيه)، المعاداة للشرك، من أشرك نعاديه قريب أو بعيد، حتى ولو كان الوالدين، نعاديه ولكن الوالدان يتعامل معهما معاملة بالإحسان، وإن كان يبغض الشرك بالله وما هم عليه من الدين، لكن يعاملهم معاملة حسنة في الدنيا، ينفق عليهما، ويتلطف معهما ولو كانا كافرين، ثم عادى شيء والإحسان شيء آخر، قال الله تعالى في الوالدين الكافرين، (ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ)[لقمان/15]، ثم قال: ( ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮨ)[لقمان/15].
فقوله: (والمعاداة فيه)، يعني المعاداة في الشرك، من أشرك نعاديه، عدونا، والمؤمن الموحد حبيبنا، ولو كان أبعد الناس، ولو كان بعيد، ولو كان ما بيننا وبينه صلة، والمشرك عدو، ولو كان أقرب الناس إليك، عدو في الدين، لكن المعاملة شيء آخر.
قال رحمه الله: كما قال (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯥ)[التوبة/5].
قال: (ﮮ ﮯﯥ)؛ في أي مكان، هؤلاء المشركين الذين يقاتلون الحربيون.
قال: (والآيات في هذا كثيرة جدًا كقوله تعالى: (ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﮆ)[البقرة/193]،), هذا في جهاد المشركين، والفتنة الشرك، (ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮆ)؛ حتى ينتهي الشرك، طالما الشرك موجود، فالقتال موجود.
(ووسم تعالى أهل الشرك بالكفر فيما لا يحصى من الآيات)، وسمهم يعني وصفهم، وصف أهل الشرك بالكفر، المشرك هو الكافر والكافر هو المشرك، فالمشرك كافر؛ لأنه جحد توحيد الله بعدما جاءه الحق، والكافر مشرك لأنه عبد الشيطان، وعبد الهوى.
قال: (فلا بد من تكفيرهم أيضًا)، من تكفير أهل الشرك، (هذا هو مقتضى "لا إله إلا الله" كلمة الإخلاص، فلا يتم معناها إلا بتكفير من جعل لله شريكًا في عبادته)، تكفير من جعل لله شريكًا في عبادته داخلٌ في معنى لا إله إلا الله، من يكفر بالطاغوت، ومن لم يكفره ما حقق كلمة التوحيد.
(كما في الحديث الصحيح: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله»، فقوله: «وكفر بما يعبد من دون الله»، تأكيد للنفي)، في قوله: لا إله، (فلا يكون معصوم الدم والمال إلا بذلك)، إذًا بأي شيء؟ الكفر بما يعبد من دون الله، (فلو شك أو تردد لم يعصم دمه وماله)، لو شك، يعني عند التردد هل يكفر المشرك أو لا يكفره؟ هل يعتقد عقيدته التي عليها أو لا يعتقد؟ لا ينكر فلا يعصم دمه ولا ماله, (.......) لكفر الكافر؛ لأنه عدو لله ولرسوله، وللمؤمنين، وأنه على دينٍ باطل، فلو شك أو تردد لم يكن مسلمًا.
قال: (فهذه الأمور هي تمام التوحيد لأن "لا إله إلا الله")؛ يعني كلمة التوحيد، (قيدت في الأحاديث بقيود ثقال)، لا بد من تحقيق الشروط والقيود (بالعلم)، هذا شرط، الحديث يقول: «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة»، إذًا لا بد من العلم، العلم، نفي الجهل؛ لأن الكلمة التوحيد مشتملة على النفي والإثبات، وأنها تنفي العبادة لغير الله، وألا تشرك بالله، وتعلم أن الآلة هو المعبود، أن لا إله معبود حق إلا الله.
(والإخلاص)، كما جاء في الحديث الآخر: «من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله, قال: من قال: لا إله إلا الله خالصة من قلبه»؛ وفي لفظ: «مخلصًا»، يعني أفرده لله، أخلص عمله تفويضه لله.
(والصدق)، لابد أن يكون على الصدق، فإن المنافق يقولها ولكن عن كذب، يقول: آمنت بلسانه وقلبه مكذب، (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ)[البقرة/8].
(ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ)[المنافقون/1]، فالمنافق يقولها لا عن صدق، بل كذب، اللسان ينطق، والقلب يكذب، ما صدق القلب.
ولا بد من اليقين، ونفي الشك والريب؛ لأن بعض المنافقين يقولوها عن تردد، ما عنده يقين، ولا ثبات، وعدم الشك.
قال: (فلا يكون المرء موحدًا إلا باجتماع هذا كله واعتقاده)، تعتقد هذا، وأن التوحيد لا بد منه، وأن المشرك على دينٍ باطل، وقبوله، ومحبته.
(واعتقاده وقبوله ومحبته والمعاداة فيه والموالاة، فبمجموع ما ذكره شيخنا رحمه الله يحصل ذلك)، ما ذكره في الأصلين لقوله في الفصل الأول: الأمر بتوحيد الله، (الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه، هذه الأمور، والأمر الثاني: الإنذار عن الشرك، في عبادة الله تعالى، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله)، لا بد من مجموع هذه الأمور يكون الإنسان موحد.
السائل: فلو شك أو تردد، يذكر المؤلف يعني نقص في كمال التوحيد، وإلا أنه يكون كافر؟.
الشيخ: إذا شك أو تردد لا يكون مسلم، إذا شك يكون كافر، من شك في خلق الله للعبادة، أو شك في كفر كافر، من شك في كفر الكافر، فهو كافر مثله.
من شك في القيامة في البعث يكون ماذا؟ كافر، من شك في ملك من الملائكة، أو في ربوبية الله ووحدانيته، أو في الرسل يكون كافر.
السائل: وكأنه يذكر هنا في تمام التوحيد يعني كأنه يكون يعني ما يتم تمام التوحيد إلا إذا تحقق ذلك؟.
الشيخ: إي نعم، إذا تحقق وحد الله وأخلص له العبادة وبعد عن الشرك وغلظ في ذلك وعادى أهله، فإن شك في كفر الكافر فهو كافرٌ مثله.
السائل: ينافي كمال التوحيد؟.
الشيخ: ينافي التوحيد أساسه ينافي أصله، لا بد من اليقين، ألم تسمع إلى صاحب الجنتين, قال الله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭪ)[الكهف/35-36]، شك، (ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭻ)[الكهف/36-37]، كفر بأي شيء؟ بالشك شك في الساعة (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ)[الكهف/37].
فالشك كفر، الشك في القيامة، في البعث، أو في ربوبية الله أو في ألوهيته، أو في ملك الملائكة، أو في الرسل، أو في الكتب، من شك في كفر الكافر فهو كافرٌ مثله لابد من عدم التردد,
الشيعة طبقات منهم الكافر ومنهم المؤمن أربعة وعشرين طبقة على حسب العقيدة، والخوارج أربعة وعشرين فرقة بعضهم الكفرة وبعضهم (......) على حسب العقيدة، الشيعة أعلى طبقة، أعلى طبقة الشيعة النصيرية الذين يرون الله حلَّ في علي، ويقولون: إن الله علي في السحاب فهذا أعظم الناس في كفرًا.
والطبقة الثانية: المخطئة الذي خطئوا جبريل، فقالوا: إن جبريل أرسله الله إلى علي، ولكنه أخطأ ووصلها إلى محمد، يقولون عبارتهم المشهورة: خان الأمين يا جبريل وصدها الرسالة عن حيدرة لقب علي هؤلاء كفار ليسوا بمسلمين، يخونوا جبريل! جبريل خان، الرسالة لعلي، لكنه أخطأ جبريل وأرسلها إلى محمد فهؤلاء كفار.
الطبقة الثالثة: الفرقة الثالثة من الشيعة: الرافضة، والرافضة وقعوا في ثلاث أنواع من الكفر:
النوع الأول: أنهم يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم من دون الله الحسن والحسين وفاطمة، وكلهم يدعونهم؛ (.....) حتى بعضهم من شيعة إيران عند الكعبة يقول: يا علي يا حسين يا كذا، يبدأهم الأول يا حسين يا فاطمة حتى يبدؤونهم واحد بعد واحد أول علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن علي الباقر, ثم جعفر بن محمد (..) ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي (..) ثم علي بن محمد الهادي ثم محمد الحسن، ثم الحسن بن علي، ثم الخلف الحجة المهدي المنتظر محمد بن الحسن الذي دخل سرداب سامراء في العراق سنة ستين ومائتين ولم يخرج إلى الآن, مضى عليه ألف ومائتين سنة, يقول شيخ الإسلام أنه مضى عليه أربعمائة سنة في زمانه ونحن نقول أنه مضى عليه كم؟ ألف سنة نسأل الله السلامة والعافية، وهو شخص موهوم لا حقيقة له، العجيب أنه شخصٌ موهوم لا حقيقة له، مات أبوه عقيم ولم يُولد له، فخلفوا له الولد وأدخلوه السرداب, يقولون: دخل السرداب وسيخرج كم له من سنة يعيش في هذه المدة في السرداب؟! وكل سنة يأتون بدابة وأحيانًا بغلة ويوقفونها على باب ويقول: يا مولانا اخرج، يا مولانا اخرج.
سألت بعض الإخوة العراقيين قال: موجود إلى الآن يأتون به للباب السرداب يقولون: السرداب صغير ما يسع الحمامة, هذا قبل سقوط صدام الحين (..) يقول عليه شرطة حراس نسألهم عنه قالوا: ما في شيء، ولو يطلع قتلناه حنا الآن هذا رزقنا الآن مستفيدين من الحراسة نعلم أن ما فيه، ولو فيه شيء قتلناه.
السائل: السدنة(..)؟.
الشيخ: يشهرون السلاح، ويذكر شيخ الإسلام أنهم يوقفون أناس في أماكن متعددة يقفون في أماكن متعددة في أول النهار وآخره يتركون الصلاة إذا قيل لهم صلوا، قال: لا نخشى أن يظهر المهدى المنتظر وحنا مشغولين بالصلاة.
السائل: (..)؟.
الشيخ: نسأل الله العافية, (ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ)[الغاشية/2-4]
قلنا إن هذا النوع الأول من الكفر الرافضة عبادة أهل البيت.
والنوع الثاني: أنهم كذبوا الله في تزكية الصحابة وتعديلهم، الله زكى الصحابة ووعدهم الجنة (ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰐ)[الحديد/10]، وهم قالوا أن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إن الرسول نص على الأئمة الاثنا عشر الأئمة منصوصين معصومين ولكن الصحابة كفروا بعد وفاة الرسول، وارتدوا وخالفوا النصوص وأخفوها وولوا أبو بكر زورًا وبهتانًا وظلمًا، ثم ولوا عمر زورًا وبهتانًا وظلمًا، ثم ولوا عثمان زورًا وبهتانًا وظلمًا ثم وصلت إلى الخليفة الأول علي, هذا موجود عندهم.
والنوع الثالث من الكفر: إنهم كذبوا الله في أن القرآن محفوظ، قالوا: والقرآن ما بقي إلا الثلث ضاع الثلثين، الثلثين موجود في مصحف فاطمة عندهم يعادل المصحف الذي بين أيدينا ثلاث مرات وهذا تكذيب لله في قوله: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ)[الحجر/9].
قالوا: لا القرآن ما محفوظ، حتى ألف بعضهم بعض الشيعة كتاب سماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب أثبت أن كتاب الله محرف هذا مصادم للقرآن وهذا كفر وضلال, بقية الطوائف من الشيعة من الزيدية يفضلون علي على عثمان مبتدعة لكن هذه الطوائف الثلاث كلها كفرة نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
ثم قال رحمه الله تعالى: والمخالف في ذلك أنواع؛ فأشدهم مخالفة من خالف في الجميع فقبل الشرك واعتقده دينًا وأنكر التوحيد واعتقده باطلاً، كما هو حال الأكثر، وسببه الجهل بما دل عليه الكتاب والسنة من معرفة التوحيد وما ينافيه من الشرك والتنديد وإتباع الأهواء، وما عليه الآباء، كحال من قبلهم من أمثالهم من أعداء الرسل فرموا أهل التوحيد بالكذب والزور، والبهتان والفجور، وحجتهم (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)[الشعراء:74].
وهذا النوع من الناس والذين بعده قد نقضوا ما دلت عليه كلمة الإخلاص، وما وضعت له، وما تضمنته من الدين الذي لا يقبل الله دينًا سواه، وهو دين الإسلام الذي بعث الله به جميع أنبيائه ورسله واتفقت دعوتهم عليه كما لا يخفى فيما قص الله عنه في كتابه.
(الشرح)
نعم المؤلف يشرح كلام جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ثم قال رحمه الله يعني: الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (والمخالف في ذلك أنواع) والمخالف في الأصل الثاني (..) الشرك التحذير عمن فعله، المخالف في ذلك أنواع (فأشدهم مخالفة من خالف في الجميع) أشد الناس مخالفة في هذين الأصلين من خالف في الجميع (فقبل الشرك واعتقده دينا، وأنكر التوحيد واعتقده باطلاً) هذا أشد الناس مخالفة خالف في الأصل الأول والأصل الثاني، الواجب عليه التحذير من الشرك وإنكاره هذا قبل الشرك واعتقده دينًا يتدين لله بعبادة الصالحين، بعبادة أصحاب القبور ويذبح لهم, فإذا قلت له هذا شركًا, يقول: لا هذا محبة للصالحين هذا تشفع بهم، أنت ما تحب الصالحين، أنت تبغضهم هذا قول الشرك واعتقده دينًا يتدين بعض عباد القبور بقولهم يجعله دينًا له للتقرب لله بهذا، هو تقرب له بالشرك قبل الشرك واعتقده دينًا وأنكر التوحيد واعتبره باطلًا، التوحيد إذا أمرته بالتوحيد قال: لا هذا معناه أنكرت حق الصالحين، إذا نهيت عن الدعوة إلى الله قال: أنت ما أعطيت الصالحين أنقصتهم.
قال: (كما هو حال الأكثر) أكثر أهل القبور هكذا (وسببه الجهل بما دل عليه الكتاب والسنة من معرفة التوحيد وما ينافيه من الشرك والتنديد وإتباع الأهواء) نعم جهل، جهلوا الشرك والتنديد يعني جعل لله ند ومثيل في العبادة وإتباع الأهواء وما عليه الآباء لأنهم مشوا على هذا آباؤهم على الشرك ومشوا على هذا.
(كحال من قبلهم وما عليه الآباء، كحال من قبلهم من أمثالهم من أعداء الرسل فرموا أهل التوحيد بالكذب والزور)؛ والبهتان والفجور؛ لأنهم ينهونهم عن الشرك ورموهم بالكذب والزور وحجتهم ما هي؟ إتباع الآباء والأجداد في الباطل (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)[الشعراء:74]؛ هذه هي حجتهم الملعونة, الحجة الملعونة اتباع الآباء والأجداد في الباطل, هي حجتهم أنهم قالوا: (ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ)[الزخرف/22]، وهي حجة القرشيين وهي حجة فرعون حينما قال لموسى: (ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ)[طه/51]؛ يعني القرون الأولى كلهم على باطل، أتجعل الآباء والأجداد في الباطل؟.
قال المؤلف:(وهذا النوع من الناس والذين بعده قد ناقضوا ما دلت عليه كلمة الإخلاص), كلمة الإخلاص نفي وإثبات تنفي الشرك عن العباد وتثبتها لله (وما وضعت له) وضعت لأي شيء؟ وضعت للتوحيد، لإخلاص الدين لله، إخلاص العبادة لله ونفي الشرك.
(وما تضمنته من الدين الذي لا يقبل الله دينًا سواه) الدين الذي لا يقبل الله سواه هو أن توحد الله وتخلص له العبادة، وتنفي العبادة عن غيره، وهو دين الإسلام الذي بعث به بجميع أنبيائه ورسله، واتفقت دعوتهم عليه كما لا يخفى فيما قص الله علينا عنهم في كتابه، هذا هو دين الله إخلاص العبادة لله ونفيه عمن سواه.
(المتن)
ثم قال رحمه الله: ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك ولم يعاد أهله. قلت: ومن المعلوم أن من لم ينكر الشرك لم يعرف التوحيد ولم يأت به، وقد عرفت أن التوحيد لا يحصل إلا بنفي الشرك، والكفر بالطاغوت المذكور في الآية.
(الشرح)
(ثم قال رحمه الله) يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال: (ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك ولم يعادي أهله). هذا نقض الموحد شخص يعبد الله وحده لا يعبد غيره لكنه ما أنكر الشرك يشوف المشركين ولا ينكر عليهم، يراهم ولا يعاديهم، هذا ما كفر بالطاغوت، فلا يكون موحد، ما يكفي يكون يقول لا أعبد إلا الله، هو ما يعبد إلا الله لكن ما ينكر الشرك، مثل الذي يقول: أنا أعبد الله ولا أعبد غيره، لكن اليهود والنصارى على حق هذا كافر؛ لأنه لم ينكر الشرك، لم يكفر بالطاغوت.
هذا معنى قول المؤلف: (ومن الناس من عبد الله وحده) يعني ما أشركوا لكن (ولم ينكر الشرك ولم يعادي أهله) فكونه لم ينكر الشرك ولم يعادي أهله ما كفر بالطاغوت والذي لا يكفر بالطاغوت لا يكون مؤمنًا بالله لابد من الأمرين.
الكفر بالطاغوت أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتنكرها وتكفره أهلها وتبغضهم وتعاديهم، وهذا ما أنكر ما كفر بالطاغوت.
قال: (قلت: ومن المعلوم) يقول المؤلف الشارح (قلت ومن المعلوم أن من لم ينكر الشرك لم يعرف التوحيد) صحيح التوحيد لا بد فيه من معرفة الشرك وإنكاره، من لم ينكر الشرك لم يعرف التوحيد (ولم يأت به، وقد عرفت أن التوحيد لا يحصل إلا بنفي الشرك، والكفر بالطاغوت المذكور في الآية) لا يحصل التوحيد إلا بنفي الشرك، والكفر بالطاغوت.
(المتن)
قال رحمه الله: ثم قال رحمه الله: ومنهم من عاداهم ولم يكفرهم فهذا النوع أيضا لم يأت بما دلت عليه (لا إله إلا الله) من نفي الشرك وما تقتضيه من تكفير من فعله بعد البيان إجماعًا، وهو مضمون سورة الإخلاص و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وقوله في آية الممتحنة (كَفَرْنَا بِكُمْ)[الممتحنة:4] ومن لم يكفر من كفره القرآن فقد خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد وما يوجبه.
(الشرح)
ثم قال رحمه الله يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (ومنهم من عاداهم)؛ يعني عادى المشركين ولم يكفرهم، ما حكمه؟ يعاديهم وما كفرهم قال المؤلف : (هذا النوع أيضًا لم يأت بما دلت عليه) لا إله إلا الله (من نفي الشرك وما تقتضيه من تكفير من فعله)؛ لأنه ما كفر بالطاغوت، لأن الكفر بالطاغوت تعتقد كفران المشركين، وهذا يقول: يعاديهم بس لكن ما يكفرهم، ما يكون موحد أيضًا حتى يعتقد كفرهم (بعد البيان إذا بين إجماعًا، وهو مضمون سورة الإخلاص و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)), هذه الآية السورة نزلت لما قال الكافرون: يا محمد أنت الآن أذيتنا وسبيت ألهتنا ونحن بيننا خصام في حل بيننا وبينك أعبد إلهانا سنة ونحن نعبد إلهك سنة، أنت تعبد آلهتنا سنة، ونحن نعبد إلهك سنة، فأنزل الله هذه السورة (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)[الكافرون/1-2]، الجملة جاءت فعليه؛ يعني الآن ما أعبد ما تعبدون (ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ)[الكافرون/3]، ثم جاءت الجملة الاسمية تفيد الاستمرار والثبات (ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ)[الكافرون/4]، في المستقبل تيئيس لهم (ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ)[الكافرون/5]، (ﭬ ﭭ ﭰ)[الكافرون/6]؛ الباطل (ﭮ ﭯ ﭰ)[الكافرون/6]، الحق, هذا تأييس لهم.
فلم يكفرهم يقول المؤلف لم يكفر بالطاغوت ولم يأت بالإخلاص الذي دلت عليه سورة (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ)[الكافرون/1].
(وقوله في آية الممتحنة عن إبراهيم (ﯘ ﯙ ﯹ)[الممتحنة/4]), لا بد من هذا، يعني أنكرنا ما أنتم عليه من الشرك (ومن لم يكفر من كفره القرآن فقد خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد وما يوجبه), من لم يكفر من كفره القرآن، القرآن كفر المشركين، والذي لم يكفر خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد وما يوجبه، التوحيد يوجب ماذا؟ تكفير المشرك.
(المتن)
ثم قال رحمه الله: ومنهم من لم يحب التوحيد، ولم يبغضه فالجواب أن من لم يحب التوحيد لم يكن موحدًا، لأنه هو الدين الذي رضيه الله لعباده كما قال تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)[المائدة:3]، فلو رضي به الله تعالى وعمل به لأحبه، ولا بد من المحبة لعدم حصول الإسلام بدونها، فلا إسلام إلا بمحبة التوحيد، قال الشيخ أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: الإخلاص محبة الله وإرادة وجهه، فمن أحب الله تعالى أحب دينه، ومن لا فلا، والمحبة يترتب عليها كلمة الإخلاص، وهي من شروط التوحيد.
(الشرح)
ثم قال يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (ومنهم)؛ يعني من الناس (من لم يحب التوحيد ولم يبغضه), سلبي ما يحب التوحيد ولا يبغضه والجواب أنه لا يكون موحد لا بد أن يحب التوحيد, وإن كان لا يحب ولا يبغض بغضه سلبي، ما صار موحد لابد أن يكون عنده محبة للتوحيد وبغض لأهله وإلا فإنه لا يكون موحدًا (فالجواب أن من لم يحب التوحيد لم يكن موحدًا) لماذا؟ قال: لأنه التوحيد (هو الدين الذي رضيه الله لعباده كما قال تعالى: (ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮓ)[المائدة/3] فلو رضي به الله تعالى وعمل به لأحبه), فما يرضي ما رضيه الله، الله رضي الإسلام دينًا، والذي يرضى الإسلام يحبه، والذي ما يحبه ما رضيه الله فلا يكون مسلمًا.
قال: (ولا بد من المحبة لعدم حصول الإسلام بدونها), ما يحصل الإسلام إلا بالمحبة، قال: (فلا إسلام إلا بمحبة التوحيد، قال الشيخ أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: الإخلاص محبة الله وإرادة وجهه), من لم يحب الله كافر، من لم يحب الله ورسوله كافر، والكمال أن تقدم محبة الله ومحبة رسوله على كل شيء، فإن قدمت محبة المال، أو الآباء، أو الأبناء، أو العشيرة، أو غيرها فهذا فسق ونقصٌ في التوحيد كما إذا قدم محبة الآباء، أو الأبناء، أو العشيرة، أو المساكن، أو الأموال فإنه يكون فاسق عاصي، ضعيف الإيمان كما قال تعالى: (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮝ)؛ ثمانية أشياء (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ)[التوبة/24]، يعني انتظروا ماذا يحل بكم من عقوبة الله، وحكم عليهم بالفسق.
السائل: (..)؟.
الشيخ: هؤلاء المشركين يحبون أندادهم كحب الله, يعني يساونهم بالله في المحبة, (ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮞ)[البقرة/165]، من محبة المشركين لأندادهم؛ لأن محبتهم خالصة، ومحبة المشركين مشتركة.
السائل: (..)؟.
الشيخ: يعني يقدمها, يقدم محبة هذه الأشياء على محبة الله ورسوله, هو يكون فاسد هو يحب الله ورسوله عنده أصل المحبة، لكن يقدم هذه الأشياء.
السائل: (..)؟.
الشيخ: لا، ما هو في ترك المحبة، أصل المحبة لا بد منها من لم يحب الله ورسوله كافر، هم يحبون الله ورسوله لكن قدموا محبة هذه الأشياء فصاروا فساق.
السائل: حبهم للآباء والأبناء (..)؟.
الشيخ: قدم محبة الأب على محبة الله، مثل: أمره الأب بالمعصية فأطاعه في المعصية، فقدم محبة الأب على محبة، كذلك الابن، كذلك أزواج، كذلك محبة المال تعامل بالربا فقدم محبة المال على محبة الله، هو يحب الله ما هو كافر، لكن تعثر جمع المال من حلال وحرام قدم محبة المال على محبة الله فصار فاسقًا.
السائل: ما يكون المحبة هنا الأصل فيها الإباحة, محبة الأب والابن أمر مشروع, لكن الأنداد؟.
الشيخ: غير الإباحة المحبة أنواع، المحبة الطبيعة شيء لكن هذه المحبة الدينية بمعنى أنه أطاعه في المعصية قدم محبة الوالد على محبة الله فأطاعه في المعصية أمره بالمعصية قال: اشرب الخمر فأطاعه.
السائل: يعني المقصود المحبة هنا الطاعة؟.
الشيخ: نعم، أما المحبة الطبيعة محبة الولد، محبة المال، ومحبة الصديق، ومحبة الجعان للطعام، والظمآن للماء هذه محبة طبيعة ما إشكال فيها.
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب: (الإخلاص محبة الله وإرادة وجهه فمن أحب الله تعالى أحب دينه، ومن لا فلا) يعني من لم يحب دينه لم يحب الله (والمحبة يترتب عليها كلمة الإخلاص، وهي من شروط التوحيد) يترتب على المحبة كلمة الإخلاص أن لا تعبد إلا الله.
(المتن)
ثم قال رحمه الله تعالى: ومنهم من لم يبغض الشرك ولم يحبه، قلت ومن كان كذلك فلم ينفي ما نفته لا إله إلا الله من الشرك والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فهذا ليس من الإسلام في شيء أصلاً، ولم يعصم دمه ولا ماله كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة.
(الشرح)
ثم قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ومن الناس من (لم يبغض الشرك ولم يحبه) هذا مثل القول اللي قبله, اللي قبله لا يحب التوحيد ولا يبغضه سلبي، وهذا لا يبغض الشرك ولا يحبه سلبي المشركين والمسلمين عنده سواء ما في فرق بينهم، لم يبغض المشرك ولم يحبه هذا أيضًا لا يكون موحدًا (قلت: ومن كان كذلك فلم ينفي ما نفته لا إله إلا الله من الشرك والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فهذا ليس من الإسلام في شيء أصلاً، ولم يعصم دمه ولا ماله كما دل عليه الحديث) السابق «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه» قال: «وكفر بما يُعبد من دون الله » وهذا ما كفر بما يعبد من دون الله لا يحب الشرك ولا يبغضه سلبي، لا لا تكون سلبي ابغض الشرك وابغض أهله وإلا لا يصلح لك إسلام ولا دين.
(المتن)
وقال رحمه الله تعالى: ومنهم من لم يعرف الشرك ولم ينكره ولم ينفه، ولا يكون موحدًا إلا من نفى الشرك وتبرأ منه وممن فعله وكفرهم، وبالجهل بالشرك لا يحصل شيء مما دلت عليه لا إله إلا الله ومن لم يقم بمعنى هذه الكلمة ومضمونها فليس من الإسلام في شيء؛ لأنه لم يأت بهذه الكلمة ومضمونها عن علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وقبول وانقياد، وهذا النوع ليس معه من ذلك شيء، وإن قال: لا إله إلا الله فهو لا يعرف ما دلت عليه وما تضمنته.
(الشرح)
وقوله رحمه الله قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ومنهم من لم يعرف الشرك ولم ينكره ولم ينفه) يعني ما عرف الشرك لا أنكره ولا نفاه سلبي، قال: ( ولا يكون موحدًا إلا من نفى الشرك وتبرأ منه) لأنه بهذا يكون الكفر بالطاغوت حقق الركن الأول من أركان كلمة التوحيد لا يكون موحدًا إلا من نفى الشرك، و تبرأ من الشرك وكفره (وممن فعله وكفرهم) وبهذا يكون كفر بالطاغوت وإلا فلا يتحقق الركن الأول.
قال: (والجهل بالشرك لا يحصل شيء مما دلت عليه لا إله إلا الله) الجهل لا بد تعرف الشرك حتى تنكره (ومن لم يقم بمعنى هذه الكلمة ومضمونها فليس من الإسلام في شيء) الذي ما يقوم بهذه الكلمة ويحققها ركنيها يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ليس من الإسلام في شيء لماذا؟ قال: (لأنه لم يأت بهذه الكلمة ومضمونها عن علم) تقول عن علمٍ ينفي الجهل فعلم بأن لها ركنان: كفر بالطاغوت وإيمان بالله (ويقين) تتيقن أن معناها إخلاص الدين لله لا في شك ولا ريب (وصدق) صدق لا عن نفاق (وإخلاص) ليس فيه شرك (ومحبة) لهذه الكلمة وأهلها (وقبول) ممن دعاه إليها (وانقياد) لحقوقها وهي الأعمال الواجبة، الواجبات وترك المحرمات.
قال المؤلف: (وهذا النوع ليس معه من الإسلام شيء) الذي لم ينكر الشرك ولم يبغضه ما معه من الإسلام شيء (وإن قال: لا إله إلا الله) يعني بلسانه ما ينفع إذا كان ما عنده محبه وبغض محبة للتوحيد ومحبة للشرك ولو قالها بلسانه ما يكفيه المهم العمل قال: (فهو لا يعرف ما دلت عليه وما تضمنته).
(المتن)
ثم قال رحمه الله تعالى: ومنهم من لم يعرف التوحيد ولم ينكره، فأقول: هذا كالذي قبله، لم يرفعوا رأسًا بما خلقوا له من الدين الذي بعث الله به رسله، وهذه الحال حال من قال الله فيهم: (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)[الفرقان:44].
(الشرح)
ثم قال الشيخ يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (ومنهم) يعني من الناس (من لم يعرف التوحيد ولم ينكره) ما عرف التوحيد وما أنكره، قال: (هذا كالذي قبله، لم يرفعوا رأسًا بما خلقوا له من الدين الذي بعث الله به رسله) لأنه لابد من الأمرين: كفر بالطاغوت وإيمان بالله (وهذه الحال حال من قال الله فيهم: (ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ)[الفرقان/44]) مثل الأنعام ما عرفوا ما خلقوا له، يأكلون كما تأكل ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم كما قال الله تعالى: (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ)[محمد/12]، نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
وقوله رحمه الله تعالى: ومنهم وهو أشد الأنواع خطرًا من عمل بالتوحيد ولم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه ولم يكفرهم. فقوله رحمه الله تعالى: وهو أشد الأنواع خطرا؛ لأنه لم يعرف قدر ما عمل به، ولم يأت بما يصحح توحيده من القيود الثقال التي لا بد منها، لما علمت من أن التوحيد يقتضي نفي الشرك والبراءة منه معاداة أهله وتكفيرهم مع قيام الحجة عليهم، فهذا قد يغتر بحاله، وهو لم يأت بما عليه من الأمور التي دلت عليها كلمة الإخلاص نفيًا وإثباتًا.
(الشرح)
(وقوله)؛ يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (ومنهم)؛ يعني من الناس (وهو أشد الأنواع خطرًا من عمل بالتوحيد ولم يعرف قدره) ما يعرف أنه عظيم، وأنه حق الله وأنه لا بد منه (ولم يبغض من تركه ولم يكفره)
قال رحمه الله: (فقوله رحمه الله تعالى: وهو أشد الأنواع خطراً) لماذا؟ (لأنه لم يعرف قدر ما عمل به) لم يعرف قدر التوحيد (ولم يأت بما يصحح توحيده من القيود الثقال التي لا بد منها) من قيود العلم والإخلاص والمحبة والانقياد والكفر بما عُبد من دون الله.
قال: (لما علمت من أن التوحيد يقتضي نفي الشرك والبراءة منه ومعاداة أهله) هذا التوحيد يقتضي نفي الشرك، والبراءة من الشرك، ومعاداة أهله من المشركين (وتكفيرهم مع قيام الحجة عليهم) قال: (فهذا قد يغتر بحاله) يعني شخص لم يعرف قدر التوحيد وظنوا أنه موحد, ظن بعض الناس اغتروا بحاله أنه موحد (وهو لم يأت بما عليه من الأمور التي دلت عليها كلمة الإخلاص نفياً وإثباتاً) ما أتى بالنفي، ولا أتى بالإثبات ولا أتى بالقيود.
(المتن)
وكذلك قوله رحمه الله تعالى: ومنهم من ترك الشرك وكرهه ولم يعرف قدره فهذا أقرب من الذي قبله، لكن لم يعرف قدر الشرك لأنه لو عرف قدره لفعل ما دلت عليه الآيات المحكمات، كقوله عن الخليل: (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)[الزخرف:27،26]، وقوله: ( إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا)[الممتحنة:4]، فلا بد لمن عرف الشرك وتركه من أن يكون كذلك من الولاء، والبراء من العابد والمعبود، وبغض الشرك وأهله وعداوتهم. وهذان النوعان هما الغالب على أحوال كثير ممن يدعي الإسلام، فيقع منهم من الجهل بحقيقته ما يمنع الإتيان بكلمة الإخلاص، وما اقتضته على الكمال الواجب الذي يكون به موحدًا. فما أكثر المغرورين الجاهلين بحقيقة الدين!.
(الشرح)
( وكذلك قوله) يعني قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ومنهم) يعني من الناس (من ترك الشرك وكرهه ولم يعرف قدره) يعني ما يعرف أن قدره عظيم وأنه يجب البراءة من الشرك وأهله، وأن المشرك في النار ما عرف هذا، هو ترك الشرك وكرهه لكن ما عرف قدره، ما ظن أن الشرك يصل إلى هذه الحالة، وأن المشرك مخلد في النار، وأنه يجب عداوته، وأن الشرك يخرج من الملة ما عرف قدره هو ترك الشرك وكذا لكن ما عرف قدره قال: (فهذا أقرب من الذي قبله، لكن لم يعرف قدر الشرك؛ لأنه لو عرف قدره لفعل ما دلت عليه الآيات المحكمات) وهي البراءة من الشرك وأهله كما قال الله عن الخليل: (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)[الزخرف/26].
(ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯹ)[الممتحنة/4]، تكفيرهم ومعاداتهم، وإظهار البغضاء لهم، قال: (فلا بد لمن عرف الشرك وتركه من أن يكون كذلك من الولاء، والبراء) الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين الموحدين والبراء من العابد والمعبود، من العابد الذي يعبد الصنم والوثن والمعبود اللي هو الصنم والوثن تبرأ من الصنم والوثن المعبود يتبرأ من العابد.
(وبغض الشرك وأهله), لا بد من هذا (وأهله وعداوتهم), قال المؤلف: (وهذان النوعان هما الغالب على أحوال كثير ممن يدعي الإسلام), هذا والذي قبله، من عمل بالتوحيد ولم يعرف قدره، والثاني من ترك الشرك ولم يعرف قدره قال: (هذان النوعان هما الغالب على أحوال كثيرٍ ممن يدعي الإسلام فيقع منهم من الجهل بحقيقته ما يمنع الإتيان بكلمة الإخلاص), ما حقق كلمة الإخلاص لأنه ما عرف بسبب الجهل ما عرف قدر التوحيد ولا عرف قدر الشرك (وما اقتضته على الكمال الواجب الذي يكون به موحدا. فما أكثر المغرورين الجاهلين بحقيقة الدين!), كثير فيغتر بعض الناس ويجهل حقيقة التوحيد.
السائل: شيخ هذا كافر كحال سابقه؟.
الشيخ: نعم أقرب للذي قبله.
السائل: يقول المؤلف: ومنهم من لم يعرف التوحيد أو ينكره؟.
الشيخ: إيه نعم ولم ينكر من لم يعرف التوحيد على الصواب ما عرف التوحيد ولا أنكره جاهل لا أنكر التوحيد ولا عرفه، يعني لا عرف حقيقته ولا أنكره بين بين يعني هو ما ينكر التوحيد ويعاديه ويبغض أهله ولا عرفه لا هذا ولا هذا بين حيادي.
(المتن)
فإذا عرفت ذلك عرفت أن الله كفر أهل الشرك ووصفهم به في الآيات المحكمات بقوله: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ)[التوبة:17]، وكذلك السنة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فأهل التوحيد والسنة يصدقون الرسل فيما أخبروا، ويطيعونهم فيما أمروا، ويحفظون ما قالوا ويفهمونه ويعملون به، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويجاهدون من خالفهم تقربًا إلى الله وطلبًا للجزاء من الله لا منهم.
وأهل الجهل والغلو لا يميزون بين ما أمروا به ونهوا عنه، ولا بين ما صح عنهم ولا ما كذب عليهم، ولا يفهمون حقيقة مرادهم، ولا يتحرون طاعتهم، بل هم جهال بما أتوا به معظمون لأغراضهم، قلت: ما ذكره شيخ الإسلام يشبه حال هذين النوعين الأخيرين.
(الشرح)
يقول المؤلف: (فإذا عرفت ذلك عرفت أن الله كفر أهل الشرك ووصفهم به في الآيات المحكمات), مثل قوله تعالى بقوله: (ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮘ)[التوبة/17]، كفرهم (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)[التوبة/17]، الله تعالى كفرهم وبين أن أعمالهم حاطبة
(قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فأهل التوحيد والسنة), وصفهم ( يصدقون الرسل فيما أخبروا، ويطيعونهم فيما أمروا), لا بد من هذا تصديق الرسل في أخبارهم وطاعتهم في الأوامر، يقروا بذلك وتنفيذ الأحكام (ويحفظون ما قالوا ويفهمونه ويعملون به) يفهمون قولهم ويعملون به (وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) هذا تفسير الحديث، الحديث «يحمل هذا العلم من هذا الإسلام كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ».
ينفون عن كلام الله وكلام ورسوله تحريف الغاليين الغلاة الذين غالوا وحرفوا كلام يبطلونها، وانتحال المبطلين لانتساب المبطلين إلى هذا الدين ونسبته إلى ما ليس منه يزيفه أهل الحق والعلم وتأويل الجاهلين التأويلات الباطلة والتفسيرات الباطلة للنصوص هذه أهل العلم يبينونها وينفونها.
السائل: ما معنى الانتحال؟.
الشيخ: الانتساب نسبة المبطلين للدين لما ليس منه، وتأويل الجاهلين، ويجاهدون من خالفهم، هذه من أوصافهم من أوصاف أهل التوحيد (يجاهدون من خالفهم تقربًا إلى الله، وطلبًا للجزاء من الله لا منهم), يجاهدون من خالفهم لماذا؟ تقرب إلى الله وطاعة لله وطلب الجزاء والثواب من الله، لا منهم قال :(وأهل الجهل والغلو لا يميزون بين ما أمروا به ونهوا عنه), جهلة، ما يميزون بين الأوامر والنواهي كل واحد عندهم (......)(ﯢ ﯣ ﯧ)[يونس/87]؛ هذا أمر (ﮊ ﮋ ﮌ ﮓ)[الإسراء/32]؛ هذا نهى, أهل الجهل ما يفرقون بينهما بين ما أمروا وما نهوا عنه.
( ولا بين ما صح عنه ولا ما كذب عليه), ما صح على الرسول من الأحاديث وما كذب عليه ما في تمييز, كل ما نسب إلى الرسول أخذه صحيح أو باطل, لابد من التمييز (ولا يفهمون حقيقة مراده), هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله لا يفهمون حقيقة مراد الرسول ولا يتحرون طاعة الرسل أيضًا ما عنده تحري، ما عنده إيمان إيمانه ضعيف، لا يتفهم كلام الرسول، ولا يتحرى طاعته (بل هم جهال), جهال بأي شيء؟ (بما أتوا به معظمون لأغراضهم), وأهوائهم وشهواتهم لا لله ورسوله.
قال الشارح: (قلت: ما ذكره شيخ الإسلام يشبه حال هذين النوعين الأخيرين), من هم النوعين الأخيرين؟ أرجع إليهم النوع الأول: من عمل بالتوحيد ولم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه ولم يكفرهم.
والثاني: من ترك الشرك وكرهه ولم يعرف قدره.
(المتن)
بقي مسألة حدثت تكلم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية وهي عدم تكفير المعين ابتداء لسبب ذكره رحمه الله تعالى أوجب له التوقف في تكفيره قبل إقامة الحجة عليه. قال رحمه الله تعالى: ونحن نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأحد أن يدعو أحدًا من الأموات، لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميِّت ولا إلى ميِّت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن هذه الأمور كلها، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه. انتهى.
قلت: فذكر رحمه الله تعالى ما أوجب له عدم إطلاق الكفر عليهم على التعيين خاصة لهم بعد البيان والإصرار فإنه قد صاروا أمة واحدة، ولأن من العلماء من كفره بنهيه لهم عن الشرك في العبادة فلا يمكنه أن يعاملهم إلا بمثل ما قال، كما جرى لشيخنا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في ابتداء دعوته. فإنه إذا سمعهم يدعون زيد بن الخطاب t قال: الله خير من زيد تمرينًا لهم على نفي الشرك بلين الكلام. نظرًا إلى المصلحة وعدم النفرة. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(الشرح)
هذه المسألة يذكرها شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهي: عدم تكفير المعين ابتداءً هذه مشهورة عن شيخ الإسلام يقول المعين الذي يتكلم بكلمة الكفر لا نكفره، لا نكفره حتى تقوم عليه الحجة، لكن الكلمة نقول كفر، إذا كان شخص ينتسب إلى الإسلام، يستقبل القبلة، ثم فعل فعلاً كفريًا أو تكلم بكلامٍ كفري هل نكفره؟ نقول: نفرق بين الفعل والفاعل، وبين القول والقائل، فالشخص الذي تكلم نقول له: هذه كلمة كفر وهذا كلام كفري، والذي فعل الكفر نقول: هذا فعل كفر، أما الشخص الذي تكلم ما نكفره لأن ما ندري حاله قد يكون جاهل, قد يكون ما قامت عليه الحجة، قد يظن ما يظن أنها كلمة كفر إذا بين له رجع، فلا نكفره حتى توجد الشروط وتنفى الموانع وتقوم عليه الحجة، هذا رأي شيخ الإسلام في هذا التفريق بين المقالة والقائل الفعل والفاعل.
فلو فعل إنسان كفر حتى الحكم بغير ما أنزل الله سواء كان أفراد أو حكومات أو غير ذلك ما تكفر الأشخاص الشخص ما تدري عنه، ما تفكر الحكومات الفلانية ولا الشخص الفلاني ولا العالم الفلاني اللي تكلم هذا الكلام؛ لأنك ما تدري عنه, قد يكون ما يدري قد يكون له مقصد آخر، يكون سبق اللسان قد يكون مجبر، قد يكون مُكره، قد يكون جاهل ما تدري عليه، لكن الكلام تعطيه حكم هذا الكلام كفري، هذا الفعل كفري، لكن الشخص لا، هات الشخص اللي عندي وأبين له، وأقول له: هذا كفر، وهذا الدليل فإذا بلغه وأصر حكمت بالكفر أما قبل ذلك كفر، هذا هو الذي ينبغي وهذا الذي أقره شيخ الإسلام.
قال: (بقي مسألة حدثت تكلم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية وهي عدم تكفير المعين ابتداء), ابتداءً أنت ما تكفر حتى تقوم عليه الحجة, (لسبب ذكره رحمه الله أوجب له التوقف في تكفيره قبل إقامة الحجة عليه), لابد من إقامة الحجة عليه ويبين الدليل ثم يصر، (قال رحمه الله تعالى: ونحن نعلم بالضرورة)؛ هذا كلام شيخ الإسلام (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأحد أن يدعو أحدًا من الأموات), نعلم أن الرسول ما شرع لأحد أن يدعو الأموات (لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم بلفظ الاستغاثة), يقول: يا فلان أغثني (ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميِّت ولا إلى ميِّت), هذا غير مشروع أن الواحد يسجد لميت أو إلى ميت (ونحو ذلك بل نعلم أن الرسول نهى عن هذه الأمور كلها، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله).
قال شيخ الإسلام: (ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم) لماذا ما نكفرهم؟ غلبة الجهل عليهم بعضهم جهلة، والجاهل ما يُكفر حتى يُعلم (لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى), حتى ماذا؟ حتى (يبين لهم مع جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه), إذا بينا له وتبين الحجة وعلمها ثم أصر كفر به واضح هذا؟ قال الشيخ رحمه الله تعليق على كلام الشيخ: ( فذكر رحمه الله)؛ شيخ الإسلام (ما أوجب له عدم إطلاق الكفر عليهم على التعيين خاصة لهم بعد البيان والإصرار) لماذا؟ قال: (فإنه قد صار أمة واحدة؛ ولأن من العلماء من كفره بنهيه لهم عن الشرك في العبادة فلا يمكنه), يقول بعض العلماء كفر شيخ الإسلام بأي شيء؟ لأنه نهى عن الشرك في العبادة فكفره وشيخ الإسلام (لا يعاملهم إلا بمثل ما قال) لا يكفر من كفره، فلا يمكنه أن يعاملهم إلا بمثل ما قال (كما جرى لشيخنا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في ابتداء دعوته فإنه إذا سمع), الناس يشركون بزيد بن الخطاب يقولون: يا زيد، يا زيد، ماذا يقول الشيخ في أول الدعوة؟ ما يستطيع يجابههم لو قال هذا شرك قتلوه يأتيهم بلطف يقول (الله خير من زيد), كما قال تعالى: (ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ)[النمل/59].
الله خير من زيد، هذا تدرج في الدعوة، الله خير من زيد يقول المؤلف: (تمرينًا لهم على نفي الشرك بلين الكلام. ونظرًا إلى المصلحة وعدم النفرة), مشركين نشئوا على الشرك لو قال: هذا شرك، قالوا: أنت المشرك، ولا قبل، لكن الله خيرٌ من زيد، هم يعلمون أن الله خيرٌ من زيد ما في إشكال يمكن يقبلون صح الله خير من زيد لكن لو قال أنتم مشركين قالوا: أنت المشرك الله خير من زيد (تمرينًا لهم على نفي الشرك بلين الكلام. ونظرًا إلى المصلحة وعدم النفرة), شيخ الإسلام رحمه الله يناظر الجهمية يقول: بعض الجهمية الآن الذين يقولون: إن الله في كل مكان هم يقولون كلمة كفر، لكن هو يقول: أنتم لا تكفرون، أنا لو قلت بقولكم لكفرت لأني أعلم أن هذا كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم لا تعلمون، يقول لهم: أنا لو قلت بمثل قولكم لكفرت لأني أعلم أن هذا كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم ما تعلمون؛ هذا معنى تكفير المعين وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد، بهذا نكون انتهينا من الرسالات.