شعار الموقع

رسالة مفتاح الجنة 1 من بداية الكتاب - إلى قوله و أمَّا أهل البدعة فقد زادوا على ما جاء به رسول الله ﷺ أشياء

00:00
00:00
تحميل
217

مفتاح أهل الجنة 1

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً بن عبد الله رسوله إلى الثقلين و أنه خاتم الأنبياء و المرسلين أما بعد :

فإني أحمد الله إليكم و أُثني إليه الخير كله و أسأله المزيد من فضله و أسأله سبحانه أن يصلح قلوبنا و أعمالنا و نياتنا و ذرياتنا و أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً و أن يجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً و ألا يجعل فينا و لا مِنَّا شقياً محروماً كما أسأله سبحانه أن يجعل جمعنا هذا جمع خير و علم و تقوى تنزل عليه السكينة و تغشاه الرحمة و تحفُّه الملائكة و يذكره الله فيمن عنده .

فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أنَّ النبي ﷺ قال : مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.

أيُّها الإخوان نحن في خير عظيم نسأل الله أن يرزقنا و إياكم الإخلاص في العمل و الصدق في القول ، المسلم الذي هداه الله الإسلام و وفقه للإيمان و منَّ عليه بهذه النعمة هذا قد حصل على خير عظيم فإن لله تعالى على المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر جعله يختار الإسلام و يقبل الإسلام و يرضاه و يكره الكفر و الفسوق و يكره المعاصي و هذا فضل من الله و نعمة ، ليس بحولك و لا قوتك و لكن الله حبب إليكم الإيمان و زيَّنه في قلوبكم و كرَّه إليكم الكفر و الفسوق و العصيان .

على المسلم أن يفرح و يغتبط بهذه النعمة العظيمة التي هداهُ الله و التي منَّ عليه بها ، لم يجعلنا من اليهود و لا من النصارى و لا من الوثنيين و لا من الملاحدة ولكن جعلنا مسلمين فنحمد الله و نشكره و نثني عليه الخير كله.

على المسلم أن يغتبط بهذه النعمة منَّ الله عليك بالإسلام ، منَّ الله عليك بحفظ القرآن ، منَّ الله عليك بالهداية ، منَّ الله عليك بالمحافظة على الصلوات الخمس ، منَّ الله عليك ببر الوالدين ، منَّ الله عليك بالصدقة و الإحسان ، منَّ الله عليك برحمة الضعفاء و المساكين فعليك أن تشكر الله على هذه النعمة .

والفرح فرحان :

فرح برحمة الله و فضله ، فرح الأشر و البطر .

كما قال تعالى في قصة قارون : إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ هذا فرح الأشر و البطر ، كما قال تعالى في أهل النار : ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ ۝ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا  فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ.

فالمسلم يفرح بتوفيق الله تعالى له و إحسانه إليه ، فهذه نعمة عظيمة -نعمة الإيمان و الإسلام - ثم إذا منَّ الله عليك بعد ذلك بالتوجه إلى طلب العلم و الاستفادة من أهل العلم و كتبهم و هذه نعمة أخرى نعمة عظيمة هذه وراثة الأنبياء و الرسل ، منَّ الله عليك بالعلم - فالعلماء هم ورثة الأنبياء - و الأنبياء لم يورثوا ديناراً و لا درهماً و إنما ورثوا العلم فمن أخذه, أخذه بحظ وافر .

قال صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ أنت الآن تسلك طريق الجنة إذا كنت مخلصاً لله ، إذا كان عملك خالصاً لله إذا كان عٍلمُك لله لا رياء و لا سمعة و لا لأجل مجاراة العلماء و لا مجاراة السفهاء و إنما تتعلم العلم لتعبد ربك على بصيرة ، فالمسلم عليه أن يجاهد نفسه على الإخلاص لأن طلب العلم و تعلم العلم و تعليمه طاعة عبادة من أجلّ الطاعات و العبادات ، والعبادة لا تصح و لا تُقبل عند الله و لا تكون نافعة عند الله حتى يتوفر فيها شرطان :

الشرط الأول : الإخلاص أن تكون خالصة لله تعالى مراداً بها وجه الله و الدار الآخرة .

الشرط الثاني : أن تكون موافقةً لشريعة الله و سُّنة نبيه ﷺ.

قال تعالى : فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.

قال تعالى : وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ.

يسلم وجهه : يخلص العمل لله ، الإحسان : كون العمل موافقاً للشريعة .

قال تعالى : بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.

و الأصل الأول وهو الإخلاص لله و هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله و إذا تخلَّف هذا الأصل حلَّ محله الشرك .

والأصل الثاني : أن يكون العمل موافقاً للشريعة و لهدي لرسول الله ﷺ و هو مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله و إذا تخلَّف هذا الأصل حلَّ محله البدع .

فهذان الأصلان :

الأول شهادة أن لا إله إلا الله و دلَّ عليه الحديث الصحيح : إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل أمرئ ما نوى.

والثاني و هو أن يكون العمل موافقاً للشريعة دلَّ عليه قول النبي ﷺ : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .

و هذان الأصلان هما أصل الدين و أساس الملة ( أن تشهد لله تعالى بالوحدانية و أن تشهد لنبيه محمد ﷺ بالرسالة)

و من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة, و مفتاح الجنة لا إله إلا الله .

والعلم الذي هو وراثة الأنبياء و الذي نوَّه الله تعالى بفضله و رفع أهل العلم قال تعالى : ‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ و يكفي أهل العلم شرفاً أن الله تعالى قرن شهادتهم بشهادته و شهادة ملائكته على أجل مشهود به و هو الشهادة لله تعالى بالوحدانية ، قال الله تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ  لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، و قال : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ .

إنما يخشى الله خشية حقيقية كاملة و إلا فكل مؤمن عنده أصل الخشية و من لم يخش الله ليس بمؤمن و ليس بمحب الله كل مؤمن عنده أصل الخوف .

إنما تُفقد الخشية إذا جاء الكفر و الشرك حتى العاصي عنده أصل الخشية .

و قال تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ  وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا أولو العزم الخمسة هم أخشى الرسل ( نوح ، إبراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد ) .

و قال تعالى : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ.

و أخشى أولو العزم الخمسة و أتقاهم الخليلان:( إبراهيم و محمد عليهما الصلاة و السلام ) و أخشى الخليلين و أتقاهم هو نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و هو أفضل الناس و سيد البشر ، و هو أعلم الناس بربه و أخشى الناس و أتقاهم له .

جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ فلما أخبروا كأنهم تناقلوها فقالوا وأين نحن من النبي ﷺ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول الله ﷺ إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.

العلم : هو الفقه في الدين ، قال فيه النبي ﷺ : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين  قال العلماء هذا الحديث له منطوق و له مفهوم :

المنطوق : أن من فقهه الله في الدين فقد أراد به خيراً .

والمفهوم : أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيراً - و لا حول و لا قوة إلا بالله- .

الفقه في الدين عام ( الفقه في أسماء الله و صفاته و الفقه في حكم التشريع و لذلك الفقه فقهان :

فقه أكبر : و هو أصول الدين و ما يتعلق به .

وفقه أصغر : و هو أحكام الصلاة و الصيام و الطهارة ) .

و العلم الذي بعث الله به نبينا محمد عليه الصلاة و السلام ثلاثة أنواع لا رابع لهما :

القسم الأول :

العلم بالله و أسمائه و صفاته و أفعاله - هذا أشرف العلوم- شرف العلم بشرف المعلوم و المعلوم هو الله أول ما يجب على الإنسان أن يعرف ربَّه ومن هو معبوده تعرف من ربك ؟ ربك هو الله الرحمن الرحيم السميع البصير الملك القدُّوس اتصف بالعلم والرحمة و العزة و القدرة .

والقسم الثاني :

 العلم بدين الله بالأوامر و النواهي .تنتقل إلى أن تتعلم حقه الذي خلقك من أجله قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ نعبد الله بفعل الأوامر و ترك النواهي و بالذل و الخضوع و غاية الحب .

والقسم الثالث :

العلم بالجزاء يوم القيامة - جزاء أهل التوحيد- ما هو جزاؤهم ؟ تعلم أنَّ الله أعدَّ لهم دار كرامة دار جنته رضي عنهم متَّعهم برؤيته و جزاء من ترك التوحيد و كان مُشرك و هو العذاب و النار .

و ماعدا هذه الأقسام يختلف :

علم الصناعات علم الزراعة علم الطب علم الصيدلة علم الهندسة عم الجيولوجيا علم الكيمياء علم الكهرباء و غيرها من العلوم هذه إذا تعلَّمها المسلم و حَسُن قصده و نيته-هي من فروض الكفاية- و نوى بذلك أن ينفع المسلمين و يغنيهم عن أعدائهم فلا بأس أن يتعلم هذه العلوم من أجل الدنيا و هو مأجور .

و قال تعالى : من كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ۝ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ  وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

فينبغي للمسلم أن يحرص على طلب العلم حتى ينال الأجر و الثواب الذي رتبه الله تعالى على تعلم العلم و تعليمه و حتى يكون ممن يسلك الطريق إلى الجنة .

و لم يأمر الله تعالى نبيه أن يسعى بالاستزادة من شيء إلا من العلم قال سبحانه : وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا و لم يقل زدني مالاً أو جاهاً .

وينبغي للمسلم أن يحرص على إصلاح النية و إصلاح القصد حتى يكون قصده وجه الله و الدار الآخرة .

قيل للإمام أحمد رحمه الله ماذا ينوي طالب العلم قال : " ينوي أن يرفع الجهل عن نفسه ثم رفع الجهل عن غيره " .

نسأل الله أن نكون و إياكم من الرابحين .

و نحن إن شاء الله سندرس في هذه الدورة الرسالة التي بين أيديكم و هي " رسالة مفتاح الجنة لا إله إلا الله " .

هذه الرسالة ألَّفها الشيخ محمد سلطان المعصومي الخُجندي هذا الشيخ وُلد سنة 1279 هجرية و توفي سنة 1379 و تعلم في بلاده على أبويه و غيرهم ثم لمَّا بلغ العمر 23 ظهرت عليه علامات النجابة و بدأ يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فلاقى شِدَّة فسافر و أتى إلى الحجاز و درس في الحرمين ثم سافر إلى الشام و مصر ثم بعد ذلك عاد إلى بلده و عُيِّن مفتياً في البلاد ثم انتقل و عُيِّن قاضياً و رجع مرة أخرى إلى بلاد الحجاز و ألَّف هذه الرسالة و هي رسالة عظيمة و قد أثنى عليه العلماء و هو في زمان أثنى عليه الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية قديماً و الشيخ عبد الله آل الشيخ وكذلك إمام الحرم سابقاً أبو السمح عبد الظاهر محمد إمام الحرم المكي و خطيبه .

قال إمام الحرم : " لقد اطلعت على رسالة الأستاذ العلَّامة الشيخ محمد سلطان المعصومي الخُجندي الموسومة بمفتاح الجنة لا إله إلا الله فألفيتها رسالة قيَّمة نافعة في التوحيد شارحة معنى لا إله إلا الله كما ينبغي, فعلى الناصحين لأنفسهم الحرص عليها و مذاكرتها و تكرارها فقد جَمَعَت من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية ما فُرق في مواضع كثيرة أكثر الله من أمثال مؤلفها و أعانه على تأليف مثلها و نفع مثلها إنه قريب مجيب ، و لا ريب أن الأستاذ في تأليف هذه الرسالة و ما تقدم قد قام بواجب النصيحة لله و رسوله و دينه و أمته فجزاه الله أحسن الجزاء آمين .

و المؤلف له مؤلفات ( هدية السلطان إلى قُرَّاء القرآن ، سند الإجادة في طالب الإفادة ، رفع الالتباس في رفع الخضر و إلياس ، مشاهدة المعصومة عند قبر خير البرية و مشاهدة حبل الشرع المتين ، حكم الواحد الصمد في حكم الطالب من الميت المدد ).

بيَّن في هذه الرسالة أن كلمة التوحيد هي مفتاح الجنة و أنَّ المفتاح لا بد له من أسنان و الأسنان هي الشرائع ( الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ،بر الوالدين ) و أنَّ من أتى بهذا المفتاح و هذه الأسنان فهو من أهل الجنة و من ضيَّع هذا المفتاح أو ضيَّع أسنانه فإنه يحصل له من النقص بحسب نقصه .

بعض الناس كبَّر المفتاح و بعض الناس زاد في الأسنان - هذا من البدع- و بعض الناس  الأسنان عنده معوَّجة و هكذا .

و هو محقق رحمه الله ينقل عن أئمة الدعوة و هي رسالة عظيمة, وكلمة التوحيد -لا إله إلا الله - لها شروط :

الشرط الأول : العلم المنافي للجهل .

الشرط الثاني : اليقين المنافي للشك .

الشرط الثالث : الإخلاص المنافي للشرك .

الشرط الرابع : الصدق المانع من النفاق .

الشرط الخامس : المحبة المنافية للبغض .

الشرط : السادس : الانقياد لحقوقها - و هي الواجبات الصلاة و الصيام و الزكاة - .

الشرط السابع : القبول المنافي للترك .

و زاد بعضهم شرطاً ثامناً و هو الكفر بكل ما يُعبد من دون الله .

لا بد من أداء هذه الشروط حتى تتحقق كلمة التوحيد ، أمَّا من قال لا إله إلا الله بلسانه و نقضها بأفعاله لا تنفعه بدليل أن المنافقين يقولونها و هم في الدرك الأسفل من النار لماذا ؟ لأنهم لم يقولوها عن صدق بل عن قلوب مُكّذِّبة .

فلا بد من تحقيق هذه الكلمة و الكلمة إعرابها :

لا : نافية للجنس من أخوات -إنَّ- تنصب المبتدأ و ترفع الخبر .

إله : اسمها ( و الخبر محذوف تقديره لا إله حقٌ إلا الله ) .

و الإله معناه المعبود لا معبود بحق إلا الله هذا معنى الكلمة .

بعض الناس و بعض الصوفية و بعض أهل الكلام فسروا الإله بالخالق قالوا لا خالق إلا الله و هذا باطل ؛ لأنه لو كان كذلك لكان أبو جهل مؤمن فهو يقول لا خالق إلا الله و أبو لهب أيضاً و الكفار كلهم يقرون بأن الله هو الخالق .

الإله : المعبود المألوه الذي تألهه القلوب محبةً و إجلالاً و خوفاً و رجاءً و تعظيماً .

نبدأ الآن المقدمة :

(المتن)

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين :

اللهم اغفر لنا و لشيخنا و لوالدينا و لجميع المسلمين :

قال الشيخ محمد سلطان المعصومي رحمه الله تعالى :

الحمد لله الذي جعل مفتاح الجنة لا إله إلا الله و شرط في مادتها الإخلاص و اليقين إلى منتهاه ، و جعل لهذا المفتاح أسناناً معلومة و سمَّى المجموع ديناً و قد أكمل هذا الدين و أتمَّه تماماً فمن ألحق به ما لم يكن في عصر التنزيل فقد كذَّب الله و رسوله و ارتكب إثماً كبيراً و قد  خَسِرَ في الدارين خسراناً مبيناً ، فما ابتدعه مردود عليه و إن ظنَّه حسناً و أحسنه صنعاً .

(الشرح)

هذه المقدمة ابتدأها بالحمد لله ، الحمد - أل للاستغراق و الحمد معناه الثناء على المحمود وبصفاته الاختيارية مع حبه و إجلاله و تعظيمه و الحمد أكمل من المدح ، فالمدح لا يستلزم الحب فقد تمدح الإنسان و أنت لا تُحبه و قد يُمدح الإنسان بالصفات غير الاختيارية ( كطويل القامة ، وجميل الخلقة ) و هذا لا صنع له فيه لكن الحمد الثناء عليه بالصفات الاختيارية التي يفعلها باختياره ( كالكرم ، والجود ، والشجاعة ) .

جميع أنواع المحامد كلها لله ملكاً و استحقاقاً لله الام للاستحقاق.

أصل الله الإله سُهلت الهمزة ثم التقت اللام مع اللام فأصبح النطق ( الله ) و هو المألوه الذي تألهه القلوب محبة و إجلالاً و خوفاً و تعظيماً و رجاءً .

و الله هو أعرف المعارف لا يُسمى به غيره و بقية الأسماء كلها تأتي صفات الله.

الله علمٌ على ربنا لا يُسمى به غيره ، و كل اسم من أسماء الله مُشتمل على صفة ( الله مشتملة على صفة الإلوهية ) و لهذا قال ابن عباس رحمه الله : " الله ذو الإلوهية والعبودية على خلقه أجمعين" .

الرحمن مشتمل على صفة الرحمة ، العليم مشتمل على صفة العلم ، القدير مشتمل على صفة القدرة ، السميع مشتمل على صفة السمع ، البصير مشتمل على صفة البصر ، الحكيم مشتمل على صفة الحكمة و هكذا ...كل اسم من أسماء الله مشتمل على صفة لأن أسماء الله مُشتقة و ليست جامدة ، بخلاف الصفات ما تشتق من الصفات الأسماء لله تعالى مثلاً :( العلم ما تشتق له العالم ) .

فقال المؤلف : (الحمد لله الذي جعل مفتاح الجنة لا إله إلا الله)، و ذكر المؤلف عن البخاري : " مفتاح الجنة لا إله إلا الله, فقيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولكن ليس من مفتاح إلا له أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح " .

الأسنان هي الشرف التي تكون في المفتاح و كان الأبواب سابقاً من الخشب قبل أبواب الحديد و كانوا يجعلون المفتاح لباب الخشب عودا من الخشب و له أعواد مثل أعواد الكبريت و الباب في خروق و تدخل المفتاح في الخروق فيفتح الباب - هذه تسمى الأسنان - .

قال المؤلف : (الحمد لله الذي جعل مفتاح الجنة لا إله إلا الله و شرط في مادتها الإخلاص و اليقين إلى منتهاه)، الإخلاص لا بد منه الإخلاص المنافي للشرك فلو قال لا إله إلا الله ثم ذبح لغير الله انتقضت عليه كلمة التوحيد و لم تنفعه لماذا ؟ لأنه فُقِدَ الإخلاص و جاء الشرك .

و لو قال لا إله إلا الله ثم سبَّ الله أو سب الرسول أو سبَّ دين الإسلام بطلت كلمة التوحيد لا تنفع لأنها ليست مع إخلاص و هكذا .

لا بد من الإخلاص المنافي للشرك و اليقين المنافي للشك و الريب ،فإن المنافقين يقولونها و ليس عندهم يقين بل عندهم شك و ريب .

قال تعالى : إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ

قال: (وجعل لهذا المفتاح أسناناً معلومة) و الأسنان هي الشرائع ( الصلاة الزكاة الصيام الحج بر الوالدين صلة الأرحام و ترك المحرمات هذه أسنان )  و سمَّى المجموع ديناً ( يعني المفتاح كلمة التوحيد و الأسنان هو الدين ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) و قد أكمل هذا الدين و أتمَّه تماماً ( الله تعالى أكمل هذا الدين ) قال تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا.

(فمن ألحق به ما لم يكن في عصر التنزيل فقد كذَّب الله و رسوله و ارتكب إثماً كبيراً) أي من زاد في الدين ما ليس منه كأهل البدع و الصوفية  (و قد  خَسِرَ في الدارين خسراناً مبيناً) ( الدارين : الدنيا و الآخرة )  ، فما ابتدعه مردود عليه و الدليل : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد الحدث مردود و هو البدعة . و في لفظ لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.

 (فما ابتدعه مردود عليه و إن ظنَّه حسناً و أحسنه صنعاً) كالذي يحتفلون بمولد النبي ﷺ هذه بدعة يقولون محبة لرسول الله ﷺ نقول هل الرسول ﷺ جعل  لنفسه مولداً في زمانه هل أبو بكر جعل للنبي ﷺ مولداً؟ أنتم تحبون الرسول ﷺ أكثر من محبة أبي بكر ) مضى القرن الأول و الثاني و الثالث ما في مولد حتى جاء في القرن الرابع الفاطميون هم الذين أحدثوا المولد مضاهاة للنصارى في بلاد المسيح .

المولد بدعة و هو حدث في الدين لم يفعله الرسول ﷺ ولم يفعله الصحابة ولم يفعله القرن الأول و لا الثاني و لا الثالث - القرون المفضلة- .

(المتن)

فيا خسارة المبتدع المغرور المفتون الذي قد غرَّه هواه و نفسه أو شيطانه و شيخه فأنه قد ضيَّع عُمرهُ فيا خسارة من هذا حاله ، فإنه سيُطرد عن حوض رسول الله ﷺ -الكوثر- .و يقول رسول الله ﷺ في حقهم إذاً : فسُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي .

(الشرح)                                                         

المؤلف يبين أن المُبتدع خسران ، المُبتدع: الذي يُحدث في الدين ما ليس منه ( أذكار احتفالات صلاة صيام أو غير ذلك مما يحدثه بعض الناس في الدين ).

المؤلف يقول :خسارة المبتدع المغرور المفتون الذي قد غرَّه هواه و نفسه أو شيطانه و شيخه مثل شيوخ الصوفية و غرته نفسه الأمَّارة بالسوء ، فإنه قد ضيَّع عمره بالباطل لأنه يزيد في الدين ما ليس منه .

فيا خسارة من هذا حاله ، فإنه سيُطرد عن حوض رسول الله ﷺ -الكوثر- .

و يقول رسول الله ﷺ في حقهم إذاً : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي.

والكوثر نهر في النهر و يطلق على حوض الرسول ﷺ و هو حوض عظيم جاء وصفه في الأحاديث أن طوله مسافة شهر و عرضه مسافة شهر و ماؤه أشد بياضاً من اللبن و أحلى من العسل و أبرد من الثلج و أطيب ريحاً من المسك ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً حتى يدخل الجنة و هذا الحوض يوم القيامة يصبُّ فيه ميزابان من نهر الكوثر في الجنة .

و قال ﷺ في الصحيح : إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فرطكم : هو السابق الذي يتقدم القوم و يهيئ لهم المكان و ينتظرهم فالنبي ﷺ يسبقنا عند الحوض - .

و قال : إنه يؤتى برجال من أمتي أعرفهم و يعرفونني فيُختلجوا دوني فأقول يا ربي أصحابي أصحابي و في لفظ : أُصيحابي أُصيحابي ، فيُقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، قال النبي ﷺ: يُذادون كما تُذاد الإبل العُطاش -تطردهم الملائكة- فيقول يا ربي أصحابي أصحابي  أُصيحابي أُصيحابي ، فيُقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مُرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فيقول النبي ﷺ: سُحقاً سُحقاً لمن غيَّر بعدي سُحقاً : بُعداً.

قال العلماء هؤلاء هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي ﷺ وهم الأعراب الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم أما الصحابة الذين صحبوا النبي ﷺ و لزموه فهؤلاء الله تعالى ثبَّتَّهم ، و في هذا دليل على أنَّ النبي ﷺ لا يعلم الغيب و أنَّه لا يعلم أعمال أمته ، و فيه الرد على الحديث المشهور الذي فيه أن النبي ﷺ يُعرض عليه أعمال أمته و أنه تُعرض عليه كل يوم و أنَّه يستبشر بحسنها و و يستسيء مُسيؤها هذا حديث غير صحيح .

لو كان تُعرض عليه أعمال أمته لكان يدري ما فعلوا و لم يُقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .

والكوثر : يُطلق على الحوض و يُطلق على نهر في الجنة عليه خير كثير .

(المتن)

و ميزان هذا المفتاح و معياره إنما هو ما جاء به سيدنا محمد رسول الله ﷺ و هو كتاب الله تعالى ( القرآن ) و سُّنَّة الرسول ﷺ الصحيحة الثابتة بالعيان في دواوين أهل العلم و العرفان .

(الشرح)

هذا ميزان المفتاح و معياره ، مفتاح الجنة ليس تفسيره في الهواء و كل أحد يدعي أن هذا المفتاح لا ، بل مفتاحه و معياره ما جاء به الرسول عليه الصلاة و السلام من العلم النافع ( القرآن و السُّنة هذا هو مفتاح الجنة ) يستقيم الإنسان على طاعة الله و يُخلص العبادة و يوحد الله و يؤدي حق الله حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً.

عن معاذ بن جبل ، قال : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ ﷺ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا».

إذا قيل لك ما هو المفتاح ؟ كتاب الله و سُّنَّة رسوله .

فمن أتى بهذا المفتاح ( وحَّد الله و أتى بالأسنان و هي الواجبات أدَّاها و انتهى عن المحرمات و استقام على طاعة الله و مات على التوحيد دخل الجنة ) .

(المتن)

و أمَّا أهل البدعة فقد زادوا على ما جاء به رسول الله ﷺ أشياء ( عقيدة و كماً و كيفا ) باستحسان عقولهم القاصرة بل الفاسدة أو قياساتهم الكاسدة الباطلة فبعضهم كبَّر المفتاح و ضخمَّه و بعضهم زاده أسناناً أو عوّجها بحيث صار المفتاح لا يوافق القفل فلا ينفتح القفل و لا الباب أصلاً ، و بعضه قد ينفتح بغاية التعب و المعالجات الكثيرة ، فلو أبقى المفتاح والقفل على ما هو عليه لانفتح القفل من أول الأمر كما ورد في شأن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة دار السلام دخولا أولياً بلا عتاب ولاحساب .

(الشرح)

البدعة : هي الحدث في الدين .

قال ﷺ: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.

أمَّا الحدث في غير الدين لا ليس بدعة ، عادة الناس في المأكل و المشرب و المراكب هذه عادات ليس عبادة .

الحدث في العادات لا بأس فيه، وإحداث شيء في العبادة فهو بدعة .

وأهل البدعة فقد زادوا على ما جاء به رسول الله ﷺ أشياء ( الاحتفال بمولده ﷺ ، الأذكار و الأوراد الصوفية ).

كماً: الكم بالعدد و الكثرة .

والكيف : الكيفية .

أهل البدع ما الذي جعلهم يزيدون ؟ إمَّا استحسانا و إمَّا قياسا مصطلحان فاسدان .

عقولهم القاصرة تستحسن هذا ، أو يقولون نقيس على ما جاء عن النبي ﷺ من العبادات (نقول العبادات ما فيها قياس ، العبادات توقيفية يوقف بها عند النصوص و ليس فيها قياس ) .

قال : فبعضهم كبَّر المفتاح و ضخمَّه وبعضهم زاده أسناناً (نزيد صياما احتفالات خاصة )  أو عوّجها ( لم يؤد الصلاة كما أمر الله و لم يؤد الصيام كما أمر الله ) بحيث صار المفتاح لا يوافق القفل فلا ينفتح القفل و لا الباب أصلاً ( لأن المفتاح ضخم أو الأسنان معوَّجة ) ، و بعضه قد ينفتح بغاية التعب و المعالجات الكثيرة ( بسبب ما حصل من الضعف و النقص في العبادات )، فلو أبقى المفتاح على ما هو عليه لانفتح القفل من أول الأمر ( لو أبقى كلمة التوحيد سليمة من الزيادات و الأسنان و الواجبات سليمة ) كما ورد في شأن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة دار السلام دخولا أولياً بلا عتاب ولاحساب .

يُشير إلى حديث ابن عباس في الصحيحين في عرض الأمم على النبي ﷺ:  عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِي مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِي مَعَهُ الرَّجُلاَنِ ، و النَّبِي مَعَهُ الرَّهْطُ ، و النَّبِيُ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ أُمَّتِي ، فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ. ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ لي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِي ﷺ فَقَالُوا أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا ، فَبَلَغَ النَّبيَ ﷺ فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.

وفق الله الجميع لطاعته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد