شعار الموقع

شرح كتاب رسالة التوحيد لعبدالله بن حميد_2

00:00
00:00
تحميل
97

المقدم:

 

فصلٌ في بيان توحيد الربوبية

أما توحيد الربوبية: فقد اعترف به المشركون الذين بُعِثَ فيهم رسول الله ﷺ ولم يدخلهم في الإسلام، فهم مقرون بأن الله هو الخالق الرزاق، الرازق، المحيي المميت، المتصرف في هذا العالم بما تقتضيهِ حكمته، وإرادته، ومجرد الاعتراف بهذا لا يكون به الإنسانُ مسلمَا، قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾[يونس:31]، أي أفلا تفردونه بالعبادة، وتتركون عبادة ما سواه؟

فقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾: أي من ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر، ويشق الأرض شقًا بقدرته ومشيئته فيخرج منه ﴿حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)﴾[عبس:27-31]، أإله مع الله؟ فسيقولون الله.

وقوله: ﴿أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ﴾ أي: الذي وهبكم هذه القوة السميعة، والقوة الباصرة، ولو شاء لذهب بها ولسلبكم أيها، كقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾[الملك: 23]، وقال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ﴾[الأنعام: 46]، الآية، وقوله: ﴿وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾[يونس:31] بقدرته العظيمة، ومنته العميمة.

وقوله: ﴿وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾[يونس:31] أي: من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يُسئَل عما يفعل، وهم يُسئَلُون ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾[الرحمن: 29]، فالمُلكُ كُلهُ العلوي والسفلي وما فيهما من ملائكةٍ وإنس وجان، فقيرون إليه، عبيد له، خاضعون لديه، فسيقولون الله، أي: وهم يعلمون ذلك ويعترفون به، ﴿فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ أي: أفلا تخافون منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم؟ فكثيرٌ مما يحتج سبحانه وتعالى على المشركين بما اعترفُوا به من توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية والآيات، والآيات في هذا المعنى كثيرةٌ جدًّا، ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ [المؤمنون:84-89]، وتوحيد الربوبية قد فُطرة على قبوله ...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رسالة التوحيد (2)

المدة صافية: (38:32)

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ: ... محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

بعون الله تعالى نبدأ درسنا هذا المساء.

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم اغفر لنا، ولشيخنا ولوالدينَا وللحاضرين، والسامعين ولعموم المسلمين.

يقول المؤلف-رحمه الله-:

فصلٌ في بيان توحيد الربوبية

أما توحيد الربوبية: فقد اعترف به المشركون الذين بُعِثَ فيهم رسول الله ﷺ ولم يدخلهم في الإسلام، فهم مقرون بأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي المميت، المتصرف في هذا العالم، بما تقتضيهِ حكمته، وإرادته، وبمجرد الاعتراف بهذا لا يكون به الإنسانُ مسلمَا، قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾[يونس: 31]، أي: أفلا تفردونه بالعبادة، وتتركون عبادة ما سواه؟

فقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾، أي: من ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر، ويشق الأرض شقًا بقدرته ومشيئته فيخرج منه ﴿حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)﴾[عبس:27-31]، أإله مع الله؟ فسيقولون الله.

وقوله: ﴿أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ﴾ أي: الذي وهبكم هذه القوة السامعة، والقوة الباصرة، ولو شاء لذهب بها ولسلبكم أيها، كقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾[الملك: 23]، وقال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ﴾[الأنعام: 46].

وقوله: ﴿وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾؛ بقدرته العظيمة، ومنته العميمة.

وقوله: ﴿وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾ أي: من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لا حكمه، ولا يُسأَل عما يفعل، وهم يُسألُون ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: 29]، فالمُلكُ كُلهُ العلوي والسفلي وما فيهما من ملائكةٍ وإنسٍ وجانٍ، فقيرون إليه، عبيد له، خاضعون لديه، فسيقولون الله، أي: وهم يعلمون ذلك ويعترفون به، ﴿فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾، أي: أفلا تخافون منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم، فكثيرًا مما يحتج سبحانه وتعالى على المشركين بما اعترفُوا به من توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية، والآيات في هذا المعنى كثيرةٌ جدًّا.

الشيخ: هذا التوحيد، توحيد الربوبية هو الاعتراف والإقرار بأن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي، المميت، هو الاعتراف بأن الله تعالى ... إقرار العبد واعترافه بأن الله هو الرب، وغيره مربوب، وأنه الخالق وغيره مخلوق، وأنه مالك وغيره مملوك، وأنه مُدَبِّر وغير مُدبَّر، والاعتراف بأن الله تعالى هو منزل الأمطار ... منزل المطر ومسبب الأسباب.

هذا توحيد الربوبية: أن تعترف وتقر بأن الله هو الخالق، هو خالق العالم، وغيره مخلوق، تقر بأن الله هو الرب وغيره مربوب، تقر بأن الله مالك وغيره مملوك، وتقر بأن الله هو المُدَبِّر وغير المُدبَّر، تقر بأن الله مُنزل المطر، ومسبب الأسباب.

هذا أمر فطري، فطر الله عليه الخلائق، ولا ينكره إلا من شذ من المجموعة البشرية، وإلا جميع طوائف بني آدم كلهم أقروا بهذا التوحيد، واعترفوا به، كفار قريش يقرون بهذا كما سمعنا من الآيات: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾، ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾[1] معترفون بهذا، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾[العنكبوت: 61]، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾[العنكبوت: 63]، معترفون بهذا، هذا أمر فطري، فطر الله عليه جميع الخلائق.

ومن أنكر فهو في الغالب منكرٌ للرسالة ولكنه معترف بقلبه، مثل فرعون، فرعون الذي كان يقول ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾[النازعات: 24]، قال الله تعالى عنه وعن قومه: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾[النمل: 14]، ﴿جَحَدُوا بِهَا﴾ بأسئلتهم، ﴿وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾، فرعون قال لموسى: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ تجاهل العارف، ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ إذًا هذا أمرٌ فطري، فرعون هذا الذي قلنا [00:06:04] له آلهة يعبدها من دون الله، ولهذا قال ﴿الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾[الأعراف: 127]، وفي قراءة (وإلهتك)؛ لأنه معبود.

فتوحيد الربوبية أمر فطري فطر الله عليه الخلائق، ولهذا يحتج الله عليهم بإقرارهم بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة، ما دمتم تعرفون أن الله هو الخالق لماذا لا تعبدونه؟ ما دمتم تعرفون أن الله هو الرازق لماذا لا تعبدونه؟ لم تعبدون غيره؟ أنت تعرف أن الله هو المدبر لك، لماذا تعبد غيره؟ ما دمت تعرف أن الله هو المالك لماذا تعبد غير المالك؟

ولهذا قال –سبحانه وتعالى- في سورة النمل يحتج عليهم: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾ [النمل: 60]، كم دليل احتج عليهم؟

﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾، ثم قال: ﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾[النمل: 64]، احتج عليهم بما أقروا به على ما أنكروه، كيف تعترفون بأن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المالك، ثم تعبدون غيره!

يلزمكم أن توحدوه، لكن يعني ... ولهذا قال علماء التوحيد الذي هو لازم، لازم لتوحيد الربوبية، يعني من اعترف بأن الله خالق، ورازق، يلزمه أن يعبده، لكن ما كل واحد يلتزم بما لزمه، فهو أمر فطري فطر الله عليه جميعًا، لكن هناك طوائف من البشر شذوا، وأنكروا توحيد الربوبية وهم الدهرية، الدهرية الذين يقولون إن الليل والنهار هو الذي يهلكهم ولا يعترفون بالرب ولا بالميعاد، قالوا: ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾[الجاثية: 24]، يعني بمرور الليالي والأيام، يقولون: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾، يقول: ليس هناك إله، ولا بعث ولا معاد، بل بطون تدفع بالولادة، وأرض تبلع بالموت، ولا رب ولا معاد.

﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾، وهو مذهب الشيوعية في الجانب الفكري، الشيوعية يقولون لا إله والحياة مادة، لا إله، يعبدون المادة، ولكنهم أيضًا في الجانب الاقتصادي يقولون الناس مشتركون في النساء، وفي الأموال، الشيوعية، إشاعة، النساء مشتركة، والمال مشترك، وأما الرب والمعاد فإنهم ينكرونه.

هناك أيضًا طوائف شذت وأنكرت توحيد الربوبية، الطباعيون، الذين يقولون: إن الطبيعة هي التي أوجدت العالم، والطبيعة يفسرونها بذات الأشياء، ذات الأرض في ذات الأرض، ذات السماء في ذات السماء، ذات النبات في ذات النبات، وتارة يفسرونها بخصائصها وصفاتها، كالبرودة، والحرارة، والرطوبة، واليبوسة، والملاسة، والخشونة، قالوا: هي هذه، هذه هي الطبيعة التي أوجدت العالم، إذا كانت ذات الطبيعة عاجزة عن إيجاد نفسها، فعجز صفاتها من بـاب أولى.

هناك من شذّ، وقال: أن هذا يجري على الصدفة، وأن هذا العالم موجود صدفة.

وانتظام أمر هذا العالم العلوي والسفلي، دليل على أن مدبره إله واحد وهو الله سبحانه وتعالى، لا يمكن أن يكون صدفة، انتظام أمر هذا العالم العلوي والسفلي يكون أتى صدفة! هذا لا يقوله عاقل.

المقصود أن هناك طوائف شذوا من المجموعة البشرية، وإلا فجميع طوائف بني آدم ما عدا هؤلاء الذين شذوا كلهم يقرون بتوحيد الربوبية، وأن الله هو الرب، الخالق، الرازق، المدبر [00:11:05]، لكن هذا ما يكفي في الإيمان حتى يضم إليه توحيد العبادة والألوهية، توحيد الله بالعبادة.

وضابط توحيد الربوبية: هو أن توحد الله بأفعاله هو، أفعال الرب الخلق، الرزق، الإماتة، الإحياء، إنزال المطر هذه أفعال الله، توحده بها تضيفها إليه وتنسبها له.

أما توحيد العبادة: فهو توحيد الله بأفعالك أنت صلاة، صيام، زكاة، دعاء، حج، عمرة، توكل، رغبة، رهبة.

فهُم وحدوا الله بأفعاله هو، ولم يوحدوا الله بأفعالهم، أفعالهم صرفوها إلى الأصنام والأوثان، وأفعال الله ... ووحدوا الله في الربوبية، ولم يوحدوا الله في الألوهية، فلا يصح الإيمان حتى يوحد الله في الربوبية، ويوحد المسلم ربه في الربوبية، ويوحده في الألوهية، ويوحده في الأسماء والصفات. نعم.

المقدم:

وتوحيد الربوبية قد فُطرت على قبوله والاعتراف به قلوب بني آدم، فلم ينكره إلا شذاذ قليلون من بني آدم كفرعون القائل: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾[النازعات: 24]، والقائل ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: 38]، معترف في نفس الأمر بوجود الخالق الموجد لهذا العالم، كما حكى الله عنه في قوله: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾[النمل:14]، وفي ما حكى الله عن نبيه موسى u في قوله لفرعون: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾[الرحمن: 29].

الشيخ: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ﴾: والعلم هو اليقين، يعني أنت لقد علمت، [00:12:48] يقول ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، إذًا تعلم أنت، عندك يقين، والقول الثاني: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾ يقين، استيقنتها أنفسهم ولكنه أنكر عنادًا. نعم.

المقدم:

فصلٌ في توحيد الألوهية

وهو إخلاص العبادة لله -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له،

الشيخ: نعم، هو إخلاص العبادة لله، والعبادة هي أفعالك أنت، الصلاة، الصيام، زكاة، حج، بر الوالدين، دعاء، [00:13:21] نذر، توحيد الله، توحيد العبادة وتوحيد الله بأفعالك أنت أيها العبد، وتوحيد الربوبية أن توحد الله بأفعاله هو، فلا بد من توحيد الربوبية، ولا بد من توحيد الألوهية، ولا بد من توحيد الأسماء والصفات حتى يصح إيمان العبد.

والعبادة: هو اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال الباطنة، والظاهرة، كما قال شيخ الإسلام.

قال بعض العلماء: العبادة هي ما أُمر به شرعًا، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي، ما أُمر به شرعًا من غير أن يطرد العرف، ولا ما يقتضي العقل، هي الأوامر والنواهي، العبادة هي الأوامر والنواهي، تفعل الأوامر، وتجتنب النواهي، تفعل الأوامر تعبدًا لله، وتجتنب النواهي تعبدًا لله هذه هي العبادة، تفعل الأوامر سواء كان الأمر أمر إيجاب مثل قوله: ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[الأنعام: 72]، أو أمر استحباب كالأمر بالسواك عند كل صلاة، أنت تتعبد الله بالسواك أثناء الأمر، وتتعبد الله بإقامة الصلاة.

وترك النواهي تعبدًا له، سواء كان النهي نهي تحريم، أو نهي تنزيه، نهي تحريم كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾[الإسراء: 22]، ﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾[النساء: 29]، ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الأنعام: 152]، أو نهي تنزيه، كالنهي عن الحديث بعد صلاة العشاء، كان النبي [00:14:52] كراهة تنزيه، أنت تترك النواهي نهي التحريم ونهي التنزيه تعبدًا لله، تفعل الأوامر أمر إيجاب، أو أمر استحباب تعبدًا لله، هذه هي العبادة، كل الأوامر تفعلها، سواء ... وكل النواهي تتركها تعبدًا لله.

المقدم:

فلا يعبد إلا الله وحده، ولا يدعى إلا هو دون غيره من الملائكة، والنبيين، والأولياء، والصالحين، وغيرهم، ولا يلتجأ لكشف الضر إلا إليه، ولا لجلب الخير إلا إليه، ولا ينذر إلا له، ولا يذبح إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يخاف إلا منه سبحانه، ولا يستعان ولا يستغاث إلا به وحده، إلى غير ذلك من أنواع العبادة، كالرغبة، والرهبة، والإنابة إلى الله، والخشوع له، فصرف شيء منها إلى غير الله شرك منافٍ للتوحيد الذي أرسل لأجله الرسل، فجميع الرسل أرسلوا لتحقيق هذا النوع من التوحيد.

الشيخ: يعني صرف شيء من العبادة لغير الله يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر، ومن أنواع العبادة الدعاء، والمراد بالدعاء الذي مع العبادة أن ندعو الله، دعاء الله، والدعاء فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما دعاء الحي الحاضر فهذا ليس بعبادة، هذا محسوس، تقول: يا فلان، تدعوه، أعني، أطلب منك أن ... إصلاح سيارتي، أو إصلاح مزرعتي، أو أقرضني مالًا، هذا تسأل مخلوق ولا يكون شرك؛ لأنه قادر، حي قادر، لكن تدعو ميت أو غائب، أو حي حاضر بما لا يقدر إلا الله هذا شرك، تقول للميت: يا فلان أغثني. ميت! أو نجيني من النار، أو أدخلني الجنة، هذا شرك، أو يدعو غائب لا يسمع، لكن لو دعا غائب الآن ويصله عن طريق الوسائل الحديثة، لا بأس.

شخص غائب في بلد يوصل له رسالة، أو يدعوه في الجوال، أو يرسل كذا، يدعوه وهو قادر لا بأس هذا حي، حاضر قادر، لكن لو دعا غائب لا يمكن أن يصل إليه هذا من الشرك.

أو دعا حي لا يقدر عليه إلا الله، مثال: مثل الاستغاثة: شخص أصابته كربة، فاستغاث بغني يقضي دينه، هو قادر، هذا لا بأس، يقضي، شخص مثلًا سقط في الماء لا يعرف السباحة فاستغاث بسباح قال: يا فلان اغثني. ينزل ويخرجه، لكن لو استغاث بمشلول، مشلول، واحد مشلول ما يتحرك واستغاث به هذا شرك؛ لأن المشلول ما عنده قدره، معناه أنه ما دعاه إلا أنه يعلم أن هناك سر خفي يستطيع به أن يخرجه، فيكون شرك، المشلول ما يدعا، لكن شخص قادر سباح دعاه قال أنا سقطت، اغثني، ينزل ويخرجه لأن معه أسباب، أما هذا إذا دعا ميت أو غائب لا يصل إليه في أمر لا يقدر عليه إلا الله، أو دعا حي حاضر لكن لا يقدر عليه إلا الله، دعا حي حاضر قال يا فلان نجني من النار، ما يقدر أن ينجيه من النار، أو اغفر لي ذنبي، ما يقدر عليه إلا الله، أو أدخلني الجنة، ما يقدر عليه إلا الله، شرك، هذا لا يُسأل إلا لله.

لكن تدعوا في شيء يقدر عليه تقول: يا فلان ساعدني في إصلاح سيارتي، ما في مانع يقدر حي حاضر، يا فلان أقرضني مالًا، يا فلان أقضِ ديني وهو يستطيع هذا لا بأس به، هذا الدعاء، إذا دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله صار شرك، صار مشرك، صار من أهل النار، صار من أهل الأوثان -والعياذ بالله- إذا مات على ذلك.

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾[الأحقاف: 6].

وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾[فاطر: 13]، قطمير: اللفافة القشرة البيضة التي تكون على النواة، ما يملكها، غيره ما يملك ولا قطمير، ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾، ما يسمع لأنه ميت، قد بليت عظامه، لو كشفت القبر ما وجدت إلا تراب، كيف تدعو تراب وتنسى رب الأرباب، أين عقلك؟ ألغيت عقلك؟

﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا﴾ على الفرض والتقدير، ﴿مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ سماه الله شركًا، لأنه دعاه فهو مشرك، ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ وهو الله.

قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[المؤمنون: 17]، سماه كافرًا، من دعا غير الله فهو كافر، ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[يونس: 106]، يعني المشركين.

وهكذا إذا ذبح لغير الله فهو مشرك، قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2] اذبح، قال: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الأنعام: 182]، وهكذا إذا طاف بقبره تقربًا إليه، الطواف خاص بالبيت لله تعالى، ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[الحج: 29]، وهكذا إذا نذر له، فيكون شرك لأن النذر عبادة قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾[البقرة: 270]، وفي الحديث: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه»، وكذا لو ركع الإنسان تقربًا إليه، أو سجد له، أو صلى له، أو استعان به، أو استغاث به، أو استعاذ به فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك. نعم.

المقدم:

قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 59]، فهذه دعوة أول رسولٍ بعد حدوث الشرك، إلى عبادة الله وحده سبحانه، وقال هود لقومه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 65]، وقال صالح لقومه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 73]، وقال شعيب لقومه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 85]، وقال إبراهيم u لقومه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[العنكبوت: 16]

الشيخ: هذه دعوة الرسل جميعًا، كلهم، كل قوم، كل رسول بعثه الله أول ما يبدأ به، يدعوهم إلى عبادة الله: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾، قال سبحانه وتعالى في آية عامة: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]، كل أمة [00:22:31] ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36].

والطاغوت كل ما عبد من دون الله، كل ما تجاوز به العبد حدًّا معبود أو متبوعٍ أو مطاع، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25]، هذه دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم. نعم.

المقدم:

وقال تعالى مخاطبًا لنبينا محمدًا ﷺ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25]، وأول ما أُمر به نبينا محمد ﷺ سيد المرسلين، وخاتم النبيين، توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له وحده كما قال –عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾[المدثر: 3]، ومعنى قوله ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ أي: عظم ربك بالتوحيد، وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، وهذا قبل الأمر بالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج وغيرها من شعائر الإسلام، ومعنى ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ أي أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له، وهذا قبل الإنذار عن الزنا، والسرقة، والربا، وظلم الناس، وغير ذلك من الذنوب الكبار.

الشيخ: نعم، لأن التوحيد المقدم هو أصل الدين وأساس الملة، وأعظم ... وأفرض الفرائض وأوجب الواجبات هو التوحيد، هو وأول واجب، والشرك أعظم الكبائر، وأعظم الذنوب وأغلظها وأشدها، وأول الأوامر في القرآن الكريم هو الأمر بالتوحيد، أول الأوامر هو الأمر بالتوحيد، وأول النواهي في القرآن النهي عن الشرك.

في سورة البقرة بعدما ذكر الله الأصناف الثلاثة الطوائف الثلاث، ذكر المؤمنين في الظاهر والباطن في أربع آيات: ﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾[البقرة:1-3]، إلى قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[البقرة:5].

ثم ذكر الكفار في الباطن والظاهر في الطائفة الثانية، في آيتين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[البقرة:6-7].

ثم ذكر الطائفة الثالثة وهم المؤمنون في الظاهر، الكفار في الباطن وهم المنافقون في ثلاثة عشر آيات لشدة خطرهم على الإسلام والمسلمين، قال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾، ثم ضرب لهم مثلًا [00:25:17] ومثلًا ؟؟

بعد الطوائف الثلاث جاء أول الأوامر موجه للناس جميعًا [00:25:24]: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ هذا أول الأوامر موجه للناس جميعًا ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ من كل صنف أعبدوا ربكم [00:25:38] واستدل على استحقاق العبادة بستة أدلة قال: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾، الذي خلقكم مستحق للعبادة، ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ خلق من قبلكم وهم السلف [00:25:47] ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾: هذا الدليل الثالث، ﴿ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾: الذي جعل السماء بناءً، هذا هو الدليل الرابع، ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾: هذا الدليل الخامس، ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ﴾: هذا هو السادس، ستة أدلة كلها استدل بها على أنه مستحق للعبادة.

ثم جاء بعد ذلك النهي عن الشرك، قال: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ هذا أول نهي، ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ أمثال ونظراء، نهي الشرك، هذا أول نهي في القرآن نهي عن الشرك، وأول الأوامر أمر عن التوحيد. نعم.

المقدم:

وهذا النوع من التوحيد هو أعظم أصول الدين وأفرضها، فلأجله خلق الله الخلق، كما قال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]، ولأجله أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، كما قال تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]، ومعنى اعبدوا الله: وحدوا الله وأفردوه بالتأله له تعالى، فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال الظاهرةِ والباطنة، من الدعاء والخوف، والرجاء والتوكل، والرغبة والرهبة، والخشوع والخشية، والاستعانة، والاستغاثة، والذبح والنذر، إلى غير ذلك من أنواع العبادة، وصرف شيء من هذا إلى غير الله شرك بالله، ومنافٍ لكلمة التوحيد لا إله إلا الله التي أرسل لأجلها جميع الرسل، فإنها كلمة عظيمة، قامت بها الأرض والسموات، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات وبها أرسل الله تعالى رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، ولأجلها نُصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين، والكفار، والأبرار، والفجار، فهي منشأ الخلق والأمر، والثواب والعقاب،

الشيخ: فهي؟

المقدم: فهي منشأ الخلق والأمر.

الشيخ: نعم، هي منشأ الخلق والأمر

المقدم:

والثواب والعقاب، وهي الحق الذي خلقت له الخليقة وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب

الشيخ: نعم، ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الحجر: 93]، نعم.

المقدم: وعليها يقع الثواب والعقاب،

الشيخ: فلأجلها ماذا؟

المقدم: وعنها وعن حقوقها ...

الشيخ: لا، قبل، فلأجلها، فلأجلها؟

المقدم: فلأجلها خُلقت الخليقة.

الشيخ: نعم، [00:28:41] الجملة.

المقدم: ونُصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين، والكفار، والأبرار، والفجار، فهي منشأ الخلق والأمر، والثواب والعقاب، وهي الحق الذي خلقت له الخليقة وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب، وعليها يقع الثواب والعقاب، وعليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام،

الشيخ: (وهي كلمة التقوى، وهي كلمة لا إله إلا الله وهي العروة الوثقى)، نعم.

المقدم: وعنها يسأل الأولون والآخرون، فلا تزول قدما العبد ...

الشيخ: (ماذا تعبدون، وماذا أجبتم المرسلين)، نعم، ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الحجر:92-93]، نعم.

المقدم: فلا تزول قدم العبد بين يدي الله حتى يسألَ عن مسألتين، ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فجواب الأولى: بتحقيق لا إله إلا الله، معرفةً وإقرارًا وعملًا، وجواب الثانية: بتحقيق أن محمدًا رسول الله معرفةً وإقرارًا وانقيادًا وطاعة.

الشيخ: نعم، الإنسان، الخالق يسأله عن كلمتين: ماذا تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فجواب الأولى: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، [00:30:19] كلمة التحقيق، وجواب الثانية: تحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله، ماذا كنتم تعبدون؟

فالمؤمن يقول: أعبد الله، وماذا أجبتم المرسلين؟

فيقول: أجبت ... آمنت بالله، آمنت برسول الله، آمنت بمحمد، صدقت أن محمدًا رسول الله.

ماذا كنتم تعبدون؟ هذا السؤال عن كلمة التوحيد، وماذا أجبتم المرسلين؟ هذا سؤال عن رسول الله الأولى عن شهادة أن لا إله إلا الله، والثانية عن شهادة أن محمدًا رسول الله، وجواب الأولى ماذا؟ وجواب الأولى ...

المقدم: فجواب الأولى: بتحقيق لا إله إلا الله، معرفةً وإقرارًا وعملًا.

الشيخ: نعم، معرفة: تعرف معناها، وأن ما نهى ... نفي العبادة عن غير الله، وإثباتها لله، مشتملة ... لا إله إلا الله مشتمله على نفي وإثبات، صدرها لا إله، عجزها إلا الله، هي قائمة على أصلين:

الأصل الأول: ألا يُعبد إلا الله. والأصل الثاني ... الأصل الأول نفي العبادة عن غير الله.

والأصل الثاني: إثباتها لله، قائمة على هذه الأصلين.

والأصل الأول: نفي العبادة لغير الله وهذا كفرٌ بالطاغوت، والأصل الثاني: إثبات العبادة لله وهذا هو الإيمان بالله.

ولا هناك توحيد إلا بأمرين: بنفي وإثبات، النفي هو الكفر بالطاغوت، والإثبات هو الإيمان بالله وحده، كلمة لا إله إلا الله مشتمله على أصلين: "لا إله" هذا كفر بالطاغوت، "إلا الله" إيمان بالله، قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة: 256]، فهي كلمة على أصلين: نفي العبادة عن غير الله، التخلية قبل التحلية، تتخلى عن الشرك بعبادة غير الله، ثم تتحلى بالإيمان والتوحيد، تتخلى عن الشرك وعن المعاصي، ثم تتحلى بالإيمان والتوحيد، لا إله إلا الله. نعم، فجواب الأولى ماذا؟ فجواب الأولى ...

المقدم: فجواب الأولى: بتحقيق لا إله إلا الله، معرفةً وإقرارًا وعملًا.

الشيخ: نعم، معرفة، معرفة هنا مشتملة على النفي والإثبات، وإقرارًا: تقر بأن الله هو المعبود بحق، وعملًا: تعمل بمقتضاها، مقتضاها تؤدي الواجبات، وتبتعد عن المحرمات، مقتضاها تصلي، تزكي، تحج، تبر الوالدين، تترك ما حرم الله عليك، مقتضاها العمل معرفة وإقرارًا وعمل، جواب الأولى؟

المقدم: فجواب الأولى: بتحقيق لا إله إلا الله، معرفةً وإقرارًا وعملًا.

الشيخ: نعم، معرفةً: تعرف معناها وأنها مشتملة على النفي والإثبات، وإقرارًا: بالقلب واعتراف، وعملًا: بالجوارح تؤدي حقوقها. نعم.

المقدم: وجواب الثانية: بتحقيق أن محمدًا رسول الله

الشيخ: ماذا أجبتم المرسلين، [00:33:21]

المقدم: وإقرارًا وانقيادًا وطاعة.

الشيخ: (وإقرارًا وانقيادًا وطاعة)، يعني وإقرارًا وانقيادًا وطاعة، يعني تقر بان محمدًا رسول الله، تنقاد وتطيعه، وتصدقه في أخباره -عليه الصلاة والسلام- وتمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه، وتتعبد بالله بما شرعه، تؤمن به -عليه الصلاة والسلام- وتقر بأنه رسول الله، وأنه خاتم النبيين، وأنه لا نبي بعده، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وتقر بذلك، نعم، وجواب الثانية؟

المقدم: وجواب الثانية: بتحقيق أن محمدًا رسول الله معرفةً وإقرارًا وانقيادًا وطاعة.

معرفةً: بالقلب.

وإقرارًا: تقر بأنه رسول الله.

وانقيادًا: تنقاد بقلبك بالحقوق.

وطاعة: تطيع الرسول -عليه الصلاة والسلام- في أوامره. نعم.

المقدم: ومعنى الإله: هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة

الشيخ: نعم، الإله، الإله هو ... فعال بمعنى مفعول، الإله هو المألوه الذي تألهه القلوب محبةً وإجلالًا وتعظيمًا، لا إله إلا الله يعني لا معبود، الإله هو المألوه المعبود، نعم، ومعنى الإله؟

المقدم: ومعنى الإله: هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة، وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع.

الشيخ: نعم كما يقوله بعض أهل البدع، [00:34:54] لا خالق إلا الله، لو كان معنى لا خالق إلا الله لكان أبو جهل مؤمن، أبو جهل يقول لا خالق إلا الله، لكن معناها لا معبود، الإله هو المعبود، ليس معناه الخالق، نعم.

المقدم: فإذا فسر المفسر الإله بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وغيرهم، لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث به رسول الله ﷺ.

الشيخ: ماذا؟ لم يعرفوا؟

المقدم: لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث به رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

الشيخ: لم يعرفوا؟ بواو؟

المقدم: نعم.

الشيخ: بالواو؟

المقدم: نعم، بالواو وألف الجماعة.

الشيخ: نعم، أعد سطرين، أعد.

المقدم: لم يعرفوا حقيقة التوحيد

الشيخ: قبل، سطرين، أعد.

المقدم: ومعنى الإله: هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة، وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع، فإذا فسر المفسر الإله بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وغيرهم، لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث به رسول الله ﷺ.

الشيخ: وهذا يفعله ويقوله أهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم، والصوفية، التصوف، أهل الصوفية وأهل الكلام كلهم فسروا الإله بالخالق وقالوا الاختراع، معناه ما وصلته العبادة والألوهية، الصوفية كذلك أهل الكلام، وأهل البدع، الصواب أن الإله معناه هو المعبود، لا إله: لا معبود؛ وليس معنى لا إله لا خالق أو لا قادر على الاختراع إلا الله. نعم.

المقدم: فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله حده خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين.

الشيخ: نعم، ولو كان معنى الإله القادر على الاختراع لكان المشركون مؤمنين؛ لأنهم يقرون بهذا، المشركون مقرون بأن الله هو القادر، الخالق، الرازق، المحيي، لكنهم لم يوحدوا الله في العبادة والألوهية فصاروا مشركين. نعم.

المقدم: قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾[لقمان: 29]، ومع ذلك كانوا يعبدون ويدعون غيره، ويطلبون المدد من دون الله، وإذا قيل لهم لمَ تعبدون وتدعون غير الله وأنتم تقرون بأن الله هو الخالق لكل شيء؟ يجيبون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾[الزمر: 3]، وقد وقع كثيرٌ من الناس، في كثيرٍ من أنواع الشرك الذي حذر عنه النبي ﷺ وجاء الإسلام لمحوها، ومن أنواع الشرك الذي وقع فيه الكثير، طلب الحوائج من الموتى.

الشيخ: قف على (من أنواع الشرك) قف على هذا.

 

[1] - تلا الشيخ الآيات مستقطعة، وتم إدراجها كاملة

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد