الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وآله وصحبه، أما بعد: فبعون الله تعالى نبدأ درسنا هذا المساء. سمِّ.
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، يقول المؤلف رحمه الله:
ومن أنواع الشرك الذي وقع فيه الكثير: طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، فضلاً عمن استغاث به، أو سأله أن يشفع له عند الله، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع...
الشيخ: بسم الله، المؤلف -رحمه الله- يبين أن من أنواع الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة: (طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم) والاستنجاد بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، هذا شرك أكبر يُخرج من الملة، نسأل الله السلامة والعافية، لأن الدعاء عبادة، والعبادة من خصائص الله -عز وجل- فمن صرفها لغير الله، فمن صرف الدعاء لغير الله، صرف العبادة لغير الله؛ فقد أشرك.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر:60].
وقال تعالى: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[يونس:106].
سؤال، سبق أن الدعاء معناه هو أن يسأل أن يدعو ميتًا أو غائبًا أو حيًا حاضرًا فيما لا يقدر عليه إلا الله، كأن ينادي الميت مثلاً أو الغائب ويقول: يا فلان أغثني، فرج كربتي، أنا في [00:01:59]، أنا في جوارك، المدد المدد، اقضِ حاجتي، نجني من النار، اغفر لي، ارحمني، أعطنِي الولد، كل هذا لا يُطلب إلا من الله عزَّ وجل؛ لأنه دعاء.
أما دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه؛ هذا من الأمور العادية، فلان الحي الحاضر يا فلان ساعدني، أعطني، أقرضني في ...، ساعدني في قضاء ديني، ساعدني في إصلاح سيارتي، ساعدني في إصلاح مزرعتي، لا بأس حي حاضر قادر، لكن تدعو الميت، الميت انتهى انقطع عمله، تدعو الغائب، لا يمكن أن يسمع، لكن لو دعوت الغائب وهو يستطيع، في أمورٍ يستطيعها من وسائل الاتصال الحديثة لا بأس يصله، لكن تدعو حي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله، حي حاضر؟ ولو كان حيًا لكن لا يقدر عليه إلا الله.
كأن تقول: يا فلان اشفع لي عند الله، ما يصح، يا فلان الغيث أغثني، يا فلان اغفر ذنبي، نجني من النار، أدخلني الجنة، هذا لا يقدر عليه إلا الله، هذا هو الدعاء، من صرفه لغير الله؛ فقد أشرك، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[يونس:106]، يعني المشركين.
وقال: ﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾[الشعراء:213]، وقال: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[المؤمنون:117]، حكم عليه بالكفر، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾[فاطر:13-14]، سماه الله شركًا.
فمن دعا ميتًا أو غائبًا أو حيًا أو حاضرًا فيما لا يقدر عليه إلا الله، فقد وقع في الشرك الأكبر الذي يخرجه من الملة، نسأل الله السلامة والعافية، فإذا مات ولم يتُب؛ فإنه يكون من أهل الأوثان ولا يكون من الإسلام، يكون وثني مات على عبادة الأوثان والأصنام، نسأل الله السلامة والعافية، مات على الشرك الأكبر. نعم.
المقدم: ولكن يا حسرة على العباد؛ يعملون على قبور المشايخ ومشاهدهم ما كان يعمله المشركون على مشاهد أوثانهم...
الشيخ: يعني يا [00:04:17] أن الناس صاروا يفعلون ما يفعله المشركون الأوائل، صار المتأخرون يفعلون وهم ينتسبون لأهل الإسلام، يبنون القباب على القبور، هذا وسيلة ودعوة للشرك، كذلك يدعون عندها، يصلون عندها، يبخرونها، يطيبونها، يضعون بها الورد والأزهار، كل هذا من وسائل الشرك. نعم.
المقدم: قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله: هذه المشاهد المشهودة اليوم قد اتخذها الغلاة أعيادًا للصلاة إليها والطواف بها وتقبيلها واستلامها وتعفير الخدود على ترابها وعبادة أصحابها والاستغاثة بهم.
الشيخ: نعم، وهذه الأعمال منها ما هو شرك أكبر مثل دعائها والطواف بها والتقرب إليهم، وسؤالها قضاء الحاجات، ومنها ما هو بدعة ووسيلة إلى الشرك الأكبر مثل بناء المشاهد عليها، ومثل كذلك تعفير الخد عليها، وما أشبه ذلك. نعم.
المقدم: وسؤالهم النصر، والرزق، والعافية وقضاء الديون ...
الشيخ: هذا من الشرك، يسألها الزرق والعافية وقضاء الديون، نعم، لأنه لا يقدر عليه إلا الله. نعم.
المقدم: وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات ...
الشيخ: نعم، كل هذا لا يُطلب إلا من الله، فمن طلبه من غير الله؛ فقد وقع في الشرك. نعم.
المقدم: وغير ذلك من أنواع الطلبات، التي كان عبَّاد الأوثان يسألونها أوثانهم، ومن لم يُصدِّق ذلك، فليحضُر مشهدًا من مشاهدهم المعروفة، حتى يرى الغلاة، وقد نزلوا عن الأكوار والدواب –إذا رأوها من مكان بعيد– فوضعوا لها الجباه، وقبَّلوا الأرض، وكشفوا الرؤوس، وارتفعت أصواتهم بالضجيج
الشيخ: هذا شبهوها بالإحرام بالحج أو بالعمرة، جاءوا من بعيد يكشفون الرؤوس يعني كأنهم محرمين، ثم يضجون بأصوات وإذا جاءوا إلى القبر طافوا به كما يُطاف بالكعبة، ثم ويذبحون ويحلقون رؤوسهم؛ حج، حتى بعض المشركين من الشيعة، بعضٌ من الشيعة ألَّف كتابًا سماه [حج المشاهد] حج القبور جعله حج، جعلها طواف، جعلها إحرام، جعلها حلق رأس، جعلها ذبح، ثم بعد ذلك إذا انتهى هؤلاء المشركون يهنئ بعضهم بعضًا، يقول: (أعظم الله أجرك)، (تقبل الله منك)، وإذا قيل له هل تبيع هذه الحجة بحجة إلى البيت الحرام؟ قال: لا ولا بألف حجة، نسأل الله العافية، الشيطان استحوذ عليهم والعياذ بالله. نعم.
المقدم: وقبَّلوا الأرض، وكشفوا الرؤوس، وارتفعت أصواتهم بالضجيج وتباكوا حتى تسمع لهم النَّشيج، ورأوا أنهم قد أرْبَوا في الربح على الحجيج ...
الشيخ: (أرْبَوا)؛ أربوا يعني زادوا، رأوا أنهم زادوا في الربح على الحجيج، ربحهم يعني أزيد من ... يعني آكد وأكثر من ربح الحجيج، هكذا يروا. نعم.
المقدم: ورأوا أنهم قد أربَوا في الربح على الحجيج، فاستغاثوا بمن لا يُبدئ ولا يُعيد، ونادوا، ولكن من مكان بعيد، حتى إذا دنوا منها صلوا عند القبر ركعتين ورأوا أنهم قد أحرزوا من الأجر كأجر من صلى إلى القبلتين، فتراهم حول القبر ركعًا سجدًا، يبتغون فضلاً من الميت ورضوانًا، وقد ملأوا أكفهم خيبة وخسرانًا، فلغير الله –بل للشيطان– ما يراق هناك من العبرات...
الشيخ: (العبرات)؛ يعني الدموع، دموعهم تجري على خدودهم، للشيطان هذا كله، تقرأ قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾[الغاشية:2-4]، خاشعة عاملة ناصبة، خاشعة عندها خشوع وعمل وتعب، (9:30)، لأن العمل لغير الله على غير الشرع، عمل مبني على الشرك، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: ما يراق هناك من العبرات، ويرتفع من الأصوات، ويُطلب من الميت من الحاجات، ويُسأل من تفريج الكربات، وإغناء ذوي الفاقات، ومعافاة أولي العاهات والبليات، ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيهًا له بالبيت الحرام.
الشيخ: (ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين)، طائفين يعني: بعد ما يصلوا ركعتين يطوفون على القبر كما يُطاف بالبيت الحرام، كما يُطاف بالكعبة. ثم انثنوا بعد ذلك، نعم، أعد: ثم انثنوا بعد ذلك.
المقدم: ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيهًا له بالبيت الحرام، الذي جعله الله مباركًا وهدى للعالمين، ثم أخذوا في التقبيل والاستلام ...
الشيخ: يعني يقبلون ويستلمون كما يقبِّل الحاج الحجر الأسود ويستلمه، يقبلون القبر ويستلمونه، حج، يعني جعلوا القبر حج مثل الحج إلى بيت الله، يقبلون ويستلمون. نعم.
المقدم: ثم أخذوا في التقبيل والاستلام، أرأيت الحجر الأسود وما يفعل به وفد البيت الحرام! ثم عفَّروا لديه تلك الجباه والخدود التي يعلم الله أنها لم تعفر كذلك
الشيخ: عفروا خدودهم وجباههم بالتراب، بتراب القبر. نعم.
المقدم: كذلك بين يديه في السجود
الشيخ: نعم، تبرُّك؛ إذا كان يعتقد أن البركة ... أن هذا التراب يجلب البركة؛ هذا شرك أكبر، وإذا كان يعتقد البركة من الله ويقول هذا سبب؛ هذا يكون بدعة موصلة إلى الشرك، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: ثم كملوا مناسك حج القبر بالتقصير والحلاق
الشيخ: أيضًا جعلوا حلق وتقصير، حلق رؤوس وتقصير رؤوس، مناسك حج القبر، نسأل الله العافية، نعم، كل هذا ابتداع من الشيطان. نعم.
المقدم: واستمتعوا بخلاقهم من ذلك الوثن، إذ لم يكن لهم عند الله من خَلاق، وقرِّبوا لذلك الوثن القرابين ...
الشيخ: أيضًا كذلك الذبائح، الذي يذبحون الذبائح عند القبر، الذين جعلوا القبر جعلوه إحرام، كشف الرأس واستلام وطواف وذبح وحلق الرأس؛ هذا حج، [00:12:23] نعمان المفيد من علماء الشيعة ألَّف كتابًا سماه [حج المشاهد]؛ يعني القبور، جعل للقبور حج؛ طواف، استلام، ذبح، تقصير، نعم، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: وقرِّبوا لذلك الوثن القرابين
الشيخ: نعم، وهي الذبائح، قربوا القرابين (الذبائح) للميت، يذبحون له.
المقدم: وكانت صلاتهم ونسكهم، وقربانهم لغير الله رب العالمين، قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي –رحمه الله تعالى: «لَمَّا صعبت التكاليف على الجهال والطَغام، عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاعٍ وضعوها لأنفسهم، فسهُلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم قال: وهم عندي كفار، مثل تعظيم القبور ...
الشيخ: الشاهد يقول: (وهم عندي كفار)؛ كفرهم بهذا، يعني بعبادة القبور والاستغاثة بهم، والذبح، والنذر، والدعاء، والطواف، كل هذا، هذه عبادات، من صرفها لغير الله فقد أشرك، ولذا قال أبو الوفاء بن عقيل: (وهم عندي كفار) بهذه الأعمال، بهذه الأعمال الشركية. نعم، وهم عندي ...
المقدم: وهم عندي كفار، مثل تعظيم القبور، والتزامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران، وتقبيلها، وتخليقها وخطاب الموتى بالحوائج ...
الشيخ: كل هذا ما يفعلونه؛ يوقدون النار (وتخليقها) يعني: تطييبها بالخَلوق بالطيب، (تخليقها) يعني وضع الخلوق عليها والخلوق أنواع من الطيب، يطيبون القبر وكذلك يوقدون النار عندها، وماذا؟ إيقاد النار وتخليقها وماذا؟
المقدم: وتقبيلها، وتخليقها وخطاب الموتى بالحوائج.
الشيخ: كذلك يكتب خطاب للميت يكتب خطاب من أجل أن يناديه، نعم، كل هذا مما يفعل عباد القبور. نعم.
المقدم: وكتب الرقاع فيها، يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ تربتها تبركًا
الشيخ: نعم، يعني يكتب الرقاع ويقول: يا مولاي افعل كذا، يا مولاي أعطني الولد كذا، يسِّر أمري، أعطني الرزق، وهكذا، هذا يكتبون الرقاع لها، يا مولاي افعل بي كذا وماذا؟
المقدم: وكذا، وأخذ تربتها تبركًا
الشيخ: كذلك أخذ التربة يتبركون بها، يأخذون من تراب القبر. نعم.
المقدم: وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال إليها ...
الشيخ: (وإفاضة الطيب): تطييب القبور، (وشد الرحال إليها)؛ يعني السفر من مكان بعيد. نعم.
المقدم: وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى ...
الشيخ: (إلقاء الخرق على الشجر) أيضًا، الشجر يلقون الخرق عليها كما يفعل عبَّاد اللات والعزى، نعم.
المقدم: وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى، والويلُ عندهم لمن لم يُقَبِّل مشهد الكف ولم يتمسح بآجرة مسجد الملموسة يوم الأربعاء ...
الشيخ: هذا يعني معابد كانت عندهم في زمن أبي الوفاء بن عقيل، الويل لمن لم يقبل الوثن الفلاني، ولم يستلم الأوثان، الويل له يعني من عبَّاد القبور يعاقبونه إذا لم يقبل وإذا لم يفعل، وهذه أمكنة عندهم في زمن أبي الوفاء ابن عقيل، والويل ماذا؟ والويل ...
المقدم: والويل عندهم لمن لم يُقَبِّل مشهد الكف
الشيخ: (مشهد الكف) عندهم في زمانهم، في زمن أبي الوفاء ابن عقيل وفي العصور السابقة. نعم.
المقدم: ولم يتمسح بآجرة مسجد الملموسة يوم الأربعاء ...
الشيخ: هكذا عندهم، (مسجد الملموسة يوم الأربعاء) يتمسحون به، نعم
المقدم: ولم يقل الحاملون على جنازته الصديق أبو بكر، أو محمد وعلي، أو لم يعقد على قبر أبيه أَزْجًا بالجص والآجر ...
الشيخ: أوَ لم ماذا؟
المقدم: أو لم يعقد على قبر أبيه أَزْجًا بالجص والآجر
الشيخ: (أو لم يعقد على قبر أبيه أَزْجًا بالجص والآجر) يعني ... أي أنه من باب التعظيم (أَزْجًا) يضعونها (بالجص والآجر)؛ بناء يعني يُبنى عليه، بناء عليه. نعم. ولم يخرق، نعم.
المقدم: ولم يخرق ثيابه إلى الذيل، ولم يرِق ماء الورد على القبر...
الشيخ: كل هذه من وسائل الشرك التي يعملونها، يريقون الماء على القبر، كونه يخرق ثيابه إلى الذيل إذا أقبل عليه، ينادي الصديق أبو بكر، ومحمد وعلي، كل هذه من وسائل الشرك، ونداؤه إذا دعا غير الله؛ فقد أشرك بهذا النداء، هذه كلها دائرة بين الأعمال الشركية ووسائل الشرك، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: قال العلامة ابن القيم –رحمه الله: ومن جمع بين سنة رسول الله في القبور، وما أمر به ونهى عنه، وما كان عليه أصحابُه، وما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهما مضادًا للآخر، مناقضًا له بحيث لا يجتمعان أبدًا.
الشيخ: يعني يقول ابن القيم -رحمه الله-: إذا نظرت لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونظرت إلى ما يفعل عباد القبور؛ وجدت بينهما تناقضًا؛ فعباد القبور يناقضون السنة ويخالفونها ويضادونها، يعكسون بالعكس؛ إذا أمر الله بكذا نهوا عنه، إذا نهى عن كذا أمروا به، وسيبيِّن المؤلف بأمثلة. نعم.
المقدم: مناقضًا له بحيث لا يجتمعان أبدًا، فنهى رسول الله عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها وإليها.
الشيخ: انظر المناقضة! الرسول نهى عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون إلى القبور، يصلون عندها وإليها، ناقضوا السنة، خالفوا. نعم.
المقدم: ونهى عن اتخاذها مساجد. وهؤلاء يبنون عليها المساجد، ويسمونها مشاهد، مضاهاة لبيوت الله ...
الشيخ: انظر المناقضة الآن! الرسول-صلى الله عليه وسلم-قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ؛ فَإِنِي أَنْهَاكُم عَنْ ذَلِكَ»، وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد مضاهاةً لبيوت الله، يعني يشبهونها ببيوت الله، نعم، بالمساجد. نعم.
المقدم: ونهى عن إيقاد السُرُج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل
الشيخ: الرسول نهى عن إيقاد السُرُج يعني تنوير المقبرة، فالناس تنور المقبرة وتجعل عليها أنوار؛ هذه دعوة للشرك، دعوة للشرك، يجعل فيها الأنوار، أنوار قوية، وهؤلاء الرسول نهى عن أن تُسرَج القبور، مع أن ما تُنوَّر القبور لأن المقبرة مظلمة ما فيها سكن، وهؤلاء يوقِفون، يجعلون الأوقاف على القبور وإيقاد السرج عليها وإيقاد الأنوار عليها، يخالفون، معاكسة ومخالفة لسنة الرسول -عَلَيْهِ الصَّلَاَةُ وَالسُّلَّامُ-، نعم.
المقدم: ونهى عن أن تتخذ عيدًا، وهؤلاء يتخذونها أعيادًا ومناسك ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر ...
الشيخ: نهى عن اتخاذ القبور مساجد، «فلا تتخذوا قبري عيدًا، ولا قبوركم مساجد»، وهؤلاء يجعلونها عيدًا، يجتمعون عليها كاجتماعهم على العيد أو أكثر، ويجعلونها أعيادًا ومناسك. نعم.
المقدم: وأمر بتسويتها لما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله «ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قَبْرًا مشرفًا إلا سويته». وحديث ثُمامة بن شفيّ وهو عند مسلم أيضًا قال: «كنّا مع فُضالة بن عبيد بأرض الرُّومِ برُودِس، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره. فَسُوِّي، ثم قال: سمعت رسول الله يأمر بتسويتها».
وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب ...
الشيخ: نعم، كل هذا مخالفة، الرسول –صلى الله عليه وسلم- أمر بتسوية القبور، تُسوَّى ولا تُرفع أكثر من شبر، قال: «لا تدع صورة إلا طمستها ولا قَبْرًا مشرفًا -يعني مرتفعًا- إلا سويته».
وحديث ثمامة بن فضالة، قال: لما توفي صاحب لنا أمر بتسويته، قال: «سمعت رسول الله يأمر بتسويته»، وهؤلاء يرفعون القبور كالبيت، ويعقدون عليها القباب، مخالفة لسنته، نعم.
المقدم: ونهى عن تجصيص القبر والبناء عليه لما روى مسلم في صحيحه عن جابر-رضي الله عنه-: قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبر، وأن يُقعَد عليه، وأن يُبنَى عليه»، ونهى عن الكتابة عليها لما روى أبو داود في سننه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تجصيص القبور، وأن يكتب عليها. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الشيخ: وهؤلاء، نعم.
المقدم: وهؤلاء يتخذون عليها الألواح، ويكتبون عليها القرآن وغيره، ونهى عن أن يزاد عليها غير ...
الشيخ: هذا يعني خالفوا سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، السنة أن ... نهى النبي أن يُجصص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه، وأن يُكتب عليه، كل هذا من البدع والمفاسد، لا يجصص القبر ولا البناء عليه، ولا القعود عليه، ولا الكتابة عليه، لما في هذا الحديث أنه نهى عن تجصيص القبر وأن يكتب عليه، وهؤلاء يتخذون ألواح، يكتبون ألواح، ويكتبون عليها القرآن، نعم، ويخالفون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، نعم.
المقدم: ونهى عن أن يزاد عليها غير ترابها، كما روى أبو داود عن جابر أيضًا: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يجصص القبر، أو يكتب عليه أو يزاد عليه»، وهؤلاء يزيدون عليه الآجر والجص والأحجار، قال إبراهيم النخعي: «كانوا يكرهون الآجُّر على قبورهم...»
الشيخ: نعم، نهى أن يزاد عليها غير ترابها، وأن يكتب عليها، وهؤلاء يكتبون عليها الرقاع، ويكتبون عليها الأسماء، ويزيدون عليها غير التراب؛ يزيدون عليها الجر والجص والأحجار، نعم، فخالفوا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، نعم.
المقدم: والمقصود أن هؤلاء المعظِّمين للقبور المتخذينها أعيادًا الموقدين عليها السُّرج، الذين يبنون عليها المساجد والقباب المناقضون لما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُحادُّون لما جاء به، وأعظم ذلك اتخاذها مساجد، وإيقاد السُّرج عليها وهو من الكبائر، وقد صرح الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم بتحريمه.
الشيخ: نعم، يقول المؤلف: إن هؤلاء الذين عظموا القبور وجعلوا عليها الأنوار، وبنوا عليها المساجد والقباب ناقضوا سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، حادُّوا الله ورسوله، يحادون [00:26:46]، قال: ومن أعظم ذلك (اتخاذها مساجد)، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ»، وكذلك إيقاد السرج عليها ووضع الأنوار القوية عليها، كل هذا من باب ... تعظيمٌ لها، وهي دعوة إلى الشرك، وهو من الكبائر، يقول: صرَّح الفقهاء بتحريم وضع القباب والسرُّج وإنارة القبور، نعم.
المقدم: قال أبو محمد المقدسي: ولو أبيح اتخاذ السرج عليها لم يُلْعن من فعله، ولأن فيه تضييعًا للمال في غير فائدة، وإفراطًا في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام.
الشيخ: يقول أبو محمد المقدسي-رحمه الله- يقول: لو أُبيح اتخاذ السرج والأنوار عليها؛ لما لُعن من فعله، لعنه الله، ولأن في السراج إضاعةً للمال في غير فائدة، ما الفائدة من إنارة قبر ميت؟ ولأن هذا فيه إفراط في تعظيم القبور، ويشبه تعظيم الأصنام، يشبه القبور بالأصنام، نعم.
المقدم: قال: ولا يجوز اتخاذ المساجدَ على القبور لهذا الخبر
الشيخ: نعم، لهذا الحديث: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجَدَ». نعم.
المقدم: ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ، يُحذِّر ما صنعوا» متفق عليه.
الشيخ: نعم، هذا تحذير، يعني المقصود مِن لعن اليهود والنصارى تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم؛ فيصيبها ما أصابهم، نعم.
المقدم: ولأن تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرب إليها، وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم والتمسح بها والصلاة عندها. انتهى.
الشيخ: هذا كله من كلام أبو محمد المقدسي -رحمه الله- يقول: تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها والتقرب إليها، تجصيص القبور والصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها والتقرب إليها، يقول: (وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام)، أول ما عُبدت الأصنام سببها: تعظيم الموت، (تعظيم الأموات باتخاذ صورهم والتمسح بها والصلاة عندها)، أول يعظِّم القبور ويصوِّر صورهم ويتمسح بها ويصلي عندها، ثم بعد ذلك يعبد الأصنام والأوثان. نعم.
المقدم: قال العلامة المباركفوري الهندي في كتابه: [تحفة الأحوذي يشرح جامع الترمذي] على قول علي لأبي الهياج الأسدي: أبعثك على ما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم: «أن لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته، ولا تِمثالا إلا طَمَسْتَه» ما نصه: ومِن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أوَليًّا، القبب والمشاهد المعمورة على القبور، وأيضًا هو من اتخاذ القبور مساجد، وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعل ذلك، وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، بل ظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر، فجعلوها مقصِدًا لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يسأله العِبَادُ من ربهم، وشدُّوا إليها الرحال، وتمسَّحوا بها، واستغاثوا.
وبالجملة أنهم لم يَدَعوا شيئًا مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام، إلا فعلوه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ: المباركفوري -رحمه الله- علَّق على قول عليّ لأبي الهيَّاج الأسدي: «ألا تدع صورةً إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته»، قال: من ذلك (رفع القبور)، من رفع القبور المنهي عنه جعل القباب على القبور، جعل القبة على القبور، وكذلك المشاهد المعمولة على القبور، قباب ومشاهد، هو من اتخاذها مساجد، إذا جعل لها قبة ومشاهد؛ معناه جعلها مسجد، هذا من اتخاذ ... داخل في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ».
ويقول: وتشييد القبور وتحسينها حصل فيه مفاسد عظيمة (يبكي لها الإسلام، منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، بل ظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر)، القبور، أصحاب القبور يقدر على جلب النفع ودفع الضر والعياذ بالله، وهذا ... هذا شركٌ في الربوبية.
(فجعلوها مقصِدًا)؛ يعني جعلوا القبور مقصدًا يقصدونها لطلب قضاء الحاجات وملجأ لنجاح المطلب، إذا كان المطلَب يريد أن ينجح؛ يأتي إلى القبر، ويلجأ إلى القبر، ويسأل صاحب القبر ما يسأله العباد من الله -عز وجل-، (وشدُّوا إليه الرحال، وتمسَّحوا بها، واستغاثوا).
ثم قال: ما تركوا شيئًا مما يفعله أهل الجاهلية إلا فعلوه، نسأل الله السلامة والمعافاة، (وبالجملة أنهم لم يَدَعوا شيئًا مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام، إلا فعلوه فإنا لله وإنا إليه راجعون)، نعم، ومع هذا ...
المقدم: ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يَغضب لله، ويغار حميةً للدينِ الحنيفِ، لا عالمًا ولا متعلمًا، ولا أميرًا ولا وزيرًا، ولا ملكًا، وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرًا من هؤلاء القبوريين، أو أكثرهم إذا توَجَّهَتَ عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرًا، فإذا قيل له بعد ذلك: احلف بشيخك ومعتقدك الولي الفلاني، تلعثم، وتلكأ وأبي واعترف بالحق، وهذا من أبيَن الأدلة الدالة على أن شرَكهم قد بلغ فوق شرك من قال: إنه تعالى ثاني اثنين، أو ثالث ثلاثة، فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أي رَزْءٍ للإسلام أشد من الكفر؟ وأي بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله؟ وأي مصيبة يُصاب بها المسلمون تَعْدل هذه المصيبة؟ وأي منكرٍ يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجبًا؟
لقد أسمَعْتَ لو نادَيْتَ حَيًّا، ولكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي.
وَلو نارًا نَفختَ بها أضاءت، ولكن أنت تَنْفُخُ في رمَادِ
الشيخ: نعم، يقول -رحمه الله-: أن هؤلاء عباد الأصنام والأوثان فعلوا يعني ما يفعله عبَّاد الأصنام والأوثان في الجاهلية، ومع ذلك لا نجد أحد ينكر، لا أحد ينكر هذا المنكر وهذا الكفر الفظيع، ولا أحد يغضب لله -عز وجل-، الشرك منتشر ويُطاف حول القبور ويُذبح لها، ويُنذر لها، وتُنادى، وتُعظم، ويُطلب منها تفريج الكربات، ومع ذلك ما في أحد يغضب لله، نترك شرك أعظم كفر، أعظم ذنب عُصيَ الله به هو الشرك، ومع ذلك يقول: لا نجد أحد يغضب لله؛ لا عالم ولا متعلم ولا أمير ولا وزير ولا ملك.
وهؤلاء عبَّاد القبور من تعظيمهم للقبور أنه إذا توجهت عليه اليمين يحلف بالله فاجرًا، فإذا قال له: احلف بمعبودك. يمتنع، يتلكأ، يعني يحلف بالله وهو فاجر، لكن ما يحلف بشيخه وهو فاجر، يخاف من شيخه، لا يحلف بمعبوده، يقول احلف بصاحب القبر؛ يقول: لا؛ لأنه يخاف، يخاف منه، من صاحب القبر، يخاف منه أن يحرمه دخول الجنة، أو يدخله النار، أو يخاف منه أن يميته، فهو يعظمه أشد من تعظيم الله، فإذا قيل: احلف بالله؛ حلف بالله فاجرًا ولا يبالي، إذا قيل: احلف بمعبودك؛ ما يقدر، يمتنع ويتلعثم -يقول-، ويعترف بالحق.
يقول الشيخ هذا دليل على أنهم زادوا على شرك أهل الأوثان الذي قالوا إن الله هو ثالث ثلاثة أو قالوا إنه ثاني اثنين.
ثم خاطب علماء الدين وملوك المسلمين قال: (أي رَزْءٍ للإسلام أشد من هذا الكفر؟)؛ يعني أي نقص حصل [00:36:56]، (وأي بلاء) أشد من هذا البلاء وأضر (من عبادة غير الله)، (أي مصيبة) أعظم من هذه المصيبة التي، (أي منكرٍ يجب إنكاره) إذا لم يكن هذا منكر أكبر؟ ثم قال [00:37:12]:
لقد أسمَعْتَ لو نادَيْتَ حَيًّا، ولكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي.
وَلو نارًا نفختَ بها أضاءت، ولكن أنت تَنْفُخُ في رمَادِ
الله المستعان، نعم.
المقدم: قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في قصة هدم اللات لما أسلمت ثقيف، فيه: أنه لا يجوز ...
الشيخ: نقف على هذا الجزء، نقف على هذا، الأسئلة، نقول الأسئلة إن شاء الله.