الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين نقرأ في كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة الإمام ابن قيم اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-:
[وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق]
نعم هذا هو الواجب على الإنسان أن يدور مع الحق حيث دار يوالي من جاء بالحق ولو كان ممن يبغضه ويرد الباطل ولو كان مع من يحبه الواجب على الإنسان أن يدور مع الحق حيث دار نعم.
[وأهل هذا المسلك إذا اختلفوا فاختلافهم اختلاف رحمة وهدى يقر بعضهم بعضا عليه ويواليه ويناصره وهو داخل في باب التعاون والتناظر الذي لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم].
يعني هذه اختلاف عن اجتهاد الاختلاف عن اجتهاد فهم يختلفون وكلهم مجتهد فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر هذا اختلاف المجتهدين هذا اختلاف التنوع.
[لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم بالتناظر والتشاور وإعمالهم الرأي وإجالتهم الفكر فإذا قوبل بين الآراء المختلفة والأقاويل المتباينة وعرضت على الحاكم الذي لا يجور وهو كتاب الله وسنة رسوله وتجرد الناظر عن التعصب واستفرغ وسعه وقصد طاعة الله ورسوله فقل أن يخفى عليه الصواب من تلك الأقوال ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري].
يعني إذا نظر في الأمور المختلفة ثم عرضها على الكتاب والسنة وتجرد عن الهوى لابد أن يتبين له الصواب.
[فإذا قوبل بين الآراء المختلفة والأقاويل المتباينة وعرضت على الحاكم الذي لا يجور وهو كتاب الله وسنة رسوله وتجرد الناظر عن التعصب واستفرغ وسعه وقصد طاعة الله ورسوله فقل أن يخفى عليه الصواب من تلك الأقوال ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض].
بغي يعني كونه يعتدي عليه باليد أو باللسان نعم.
[وعدوانه وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية ولكن إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافا لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة].
الصحابة يختلفون وكذلك العلماء يختلفون وليس بينهم نزاع ولا شقاق صدورهم سليمة المذموم في هذا أن يعتدي أحد المختلفين على الآخر باللسان أو باليد يبغي عليه أما الاختلاف لابد منه في المسائل التي هي يعني محل نظر واجتهاد نعم.
[الوجوه التي تنقسم إليها معاني القرآن وهي عشرة
الأول: تعرفه سبحانه نفسه لعباده بأسمائه وصفات كماله ونعوت جلاله وأفعاله وأنه واحد لا شريك له وما يتبع ذلك.
الثاني: ما استشهد به على ذلك من آثار قدرته وآثار حكمته فيما خلق وذرأ في العالم الأعلى والأسفل محتجا به على من ألحد في أسمائه وتوحيده وعطله عن صفات كماله وعن أفعاله وكذلك البراهين العقلية التي أقامها على ذلك والأمثال المضروبة والأقيسة العقلية
القسم الثالث: ما اشتمل عليه من بدء الخلق وإنشائه ومادته وابتداعه له وسبق بعضه على بعض وعدد أيام التخليق وخلق آدم وإسجاد الملائكة له وشأن إبليس وعصيانه وما يتبع ذلك
الرابع ذكر المعاد والنشأة الأخرى وكيفيته وصورته وإحالة الخلق فيه من حال إلى حال وإعادتهم خلقا جديدا.
الخامس: ذكر أحوالهم في معادهم وانقسامهم إلى شقي وسعيد وما يتبع ذلك.
السادس: ذكر القرون الماضية والأمم الخالية وما جرى عليهم وذكر أحوالهم مع أنبيائهم ليكون ما جرت عليه أحوال الماضين عبرة للمعاندين.
السابع: الأمثال التي ضربها لهم والمواعظ التي وعظهم بها ينبههم بها على قدر الدنيا وقصر مدتها وآفاتها ليزهدوا فيها ويتركوا الإخلاد إليها ويرغبوا فيما أعد لهم في الآخرة.
الثامن: ما تضمنه من الأمر والنهي والتحليل والتحريم وبيان ما يحبه من الأعمال والأقوال والأخلاق وما يكرهه منها وما يقرب إليه وما يبعد عنه وقسم هذا إلى فرائض فرضها وحدود حدها وزواجر نهى عنها وأخلاق وشيم رغب فيها.
التاسع: ما عرفهم إياه من شأن عدوهم ومداخله عليهم ومكايده لهم وما يريده بهم وعرفهم طريق التحصن منه وما يتداركون به ما أصيبوا به في معركة الحرب بينهم وبينه وما يتبع ذلك.
العاشر: ما يختص بالسفير بينه وبين عباده من أوامره ونواهيه وما اختصه به من الإباحة والتحريم وذكر حقوقه على أمته وما يتعلق بذلك فهذه عشرة أقسام عليها مدار القرآن وإذا تأملت الألفاظ المتضمنة لها وجدتها ثلاثة أنواع].
يحتاج إلى إعادة هذه بعد ذلك اختصرها عشرة اختصرها إلى ثلاثة تحتاج إلى إعادة بتأني إن شاء الله بإذن واحد أحد.
