يوم الإثنين 6-3-1438 جامع الراجحي إلى منزل الشيخ تسجيل.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
[فهذه عشرة أقسام عليها مدار القرآن وإذا تأملت الألفاظ المتضمنة لها وجدتها ثلاثة أنواع.
إحداها: ألفاظ في غاية العموم فدعوى التخصيص فيها يبطل مقصودها وفائدة الخطاب بها].
يعني ألفاظ جاءت في العموم فقط ولا يمكن أن تكون لخصوص وألفاظ جاءت في الخصوص لا يمكن أن تكون للعموم وألفاظ محتملة هذه متوسطة نعم.
[الثاني: ألفاظ في غاية الخصوص فدعوى العموم فيها لا سبيل إليه
الثالث: ألفاظ متوسطة بين العموم والخصوص فالأول كقوله {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}]
هذا عام ما في شيء يخرج عن علم الله.
{عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
كذلك كل شيء كل ما يسمى شيء فالله به عليم كل ما يسمى شيء فالله عليه قدير.
[{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}].
كذلك هذه كلها ألفاظ عموم.
{أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} وأمثال ذلك.
النوع الثاني كقوله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}.
هذه الثاني للخصوص تفيد الخصوص {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} هذا خاص بالرسول.
هذا ما أحد يقول هذا عام الناس الآن {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الإنزال والوحي للرسول وهو يبلغ ما يقال أحد هذا يشمل الناس كلهم نعم.
[{فلما قضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا}
كذلك هذا خاص خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- خاص بزيد زينب زوجها زيد ثم لما طلقها تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تفخر زينب على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات قال زوجناك هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقال إن أحدا يكون مثل النبي -صلى الله عليه وسلم-في هذا النكاح لابد فيه من ولي ومن شهود لكن هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم-كذلك المرأة التي وهبت نفسها خاص لأن الله قال خالصة لك خالصة يعني خاصة نص على الخصوصية نعم.
والثالث كقوله {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} وقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} و {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} ونحو ذلك مما يخص طائفة من الناس دون طائفة وهذا وإن كان متوسطا بين الأول والثاني فهو عام فيما قصد به ودل عليه
نعم هذا عام في الذين أسرفوا وهذا عام في المؤمنين وهذا عام في أهل الكتاب المتوسط لكن ليس عام للناس كلهم نعم
سؤال: خاص أو متوسط
الشيخ: نعم هذا متوسط الذين آمنوا كل من اتصف بصفة الإيمان نعم.
[ونحو ذلك مما يخص طائفة من الناس دون طائفة وهذا النوع وإن كان متوسطا بين الأول والثاني فهو عام فيما قصد به ودل عليه.
وغالبه أو جميعه قد علقت الأحكام فيه بالصفات المقتضية لتلك الأحكام فصار عموم لما تحته من جهتين من جهة اللفظ والمعنى فتخصيصه ببعض نوعه إبطال لما قصد به إذ الوقف فيها لاحتمال
إرادة الخصوص من أشد إبطالها وعودا على مقصود المتكلم به بالإبطال فادعى قوم من أهل التأويل في كثير من عموميات هذا النوع التخصيص وذلك في باب الوعد والوعيد وفي باب القضاء والقدر أما باب الوعيد فإنه لما احتج عليهم الوعيدية بقوله {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} وبقوله {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}وأمثال ذلك لجئوا إلى دعوى الخصوص وأما باب القدر فإن أهل الإثبات لما احتجوا على القدرية بقوله {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}وقوله {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}ونحوه ادعوا تخصيصه وأكثر طوائف أهل الباطل
لأنهم يقولون يخرجون الله خالق كل شيء القدرية تقول أفعال العباد ما خلقها الله يخرجونها يخرجون من العموم كل من الذي أخرجها؟ الله خالق كل شيء العباد داخله ادعوا الخصوصية يدعونها أنها خارج هذه دعوى الله خالق كل شيء وهو بكل شيء عليم قال أفعال العباد نعم
الطالب ادعوا تخصيصه
[وأكثر طوائف أهل الباطل ادعاء لتخصيص العموميات هم الرافضة]
نعم يخصون أهل البيت بأشياء الرافضة بالخصوص يخصون أهل البيت بأشياء يخصون علي يخصون كذا الحسن والحسين هم أكثر الناس في دعوى الخصوصية الرافضة نعم.
[وهكذا تجد كل أصحاب مذهب من المذاهب إذا أورد عليهم عام يخالف مذهبهم ادعوا تخصيصه وقالوا أكثر عموميات القرآن مخصوصة وليس ذلك بصحيح بل أكثرها محفوظة باقية على عمومها].
يعني أكثر أهل الباطل إذا احتج عليهم بنص يخالف ظاهرهم قالوا هذا مخصوص قالوا هذا خارج عن هذا العموم المؤلف قال هذا باطل وقال لهم لماذا؟ قالوا أكثر النصوص مخصوصة المؤلف يقول خطأ أكثر النصوص باقية على العموم وليس بصحيح نعم.
[فعليك بحفظ العموم فإنه يخلصك من أقوال كثيرة باطلة وقع فيها مدعو الخصوص بغير برهان من الله وأخطئوا من جهة اللفظ والمعنى].
يعني يقول المؤلف الزم عليك بالعموم الزم العموم تسلم من الأقوال الباطلة ادعاها قوم ادعوا أنها مخصوصة عليك بالعموم احفظ ابق على العموم ولا تسلك مسلك هؤلاء الذين ادعوا الخصوص بذلك تسلم من هذ الجهل الباطل نعم.
[وأما من جهة اللفظ فإنك تجد النص الذي اشتمل على وعيد أهل الكبائر مثلا في جميع آيات القرآن خارج بلفظه مخرج العموم المؤكد لمقصود عمومه].
يعني قوله عمومه يعني مشتملة على ألفاظ تؤكد قصد العموم نعم المؤلف قال عليك بالعموم النص العام عليك أن تبقى على النص العام حتى تسلم من دعوى أهل البدع الخصوص نعم.
[كقوله {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً}
عام وعيد لكل ظالم
وقوله {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ} وقوله {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} و {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ قد سمى النبي هذه الآية جامعة فاذة أي عامة فذة في بابها}
هذا لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحمر قال: ما أنزل علي إلا هذه الآية الفاذة الجامعة فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} أي عمل خير يعمله سواء في الحمار عن طريق الحمار يحمل شيء على الحمار وعلى الدابة وعلى السيارة يحمل شيئا يعين أحد من عمل خيرا وجده ولو مثقال ذرة أو أقل ومن عمل شرا وجده سماها الآية العامة الفاذة الجامعة نعم أجراها على عمومها هذه فيه رد على مدعي الخصوص نعم.
فاذة أي عامة فذة في بابها وقوله {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً} الآيتان وقوله {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظلما} و {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ}
وأضافوا أضعاف ذلك من عموميات القرآن المقصود عمومها].
يعني يقول آيات كثيرة من عموميات القرآن ادعوا فيها الخصوص نعم.
[التي إذا أبطل عمومها بطل مقصود عامة القرآن وأما خطؤهم من جهة المعنى]
نقف عند خطؤهم من جهة المعنى