بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.
نقرأ في كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة للإمام ابن القيم رحمه الله اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله.
(والمقصود أن الأقسام الثلاثة التي تضمنها القرآن وهي الأعم والعام والأخص كل منها يفيد العلم بمدلوله ولا يتوقف فهم المراد منه على العلم بانتفاء المخصص والإضمار والحذف والمجاز فإن ذلك يبطل أحكام تلك الأقسام العشرة. وتجد عند كثير من المعروفين بالتفسير من رد كثير من ألفاظ القرآن عن العموم إلى الخصوص نظير ما تجده من ذلك عند أرباب التأويلات المستنكرة ومتى تأملت الحال فيما سوغوه من ذلك وجدتها عائدة من الضرر على الدين بأعظم مما عاد من ضرر كثير من التأويلات وذلك لأنهم بالقصد إلى ذلك فتحوا لأرباب التأويلات الباطلة السبيل إلى التهافت فيها.
وتجد الأسباب الداعية للطائفتين قصد الإغراب على الناس وادعاؤهم أن عندهم منها نوادر لا توجد عند عامة الناس، وإلا فلو اقتصروا على ما يعرف من الآثار وعلى ما يفهمه العامة من معانيها لسلم علم القرآن والسنة وهذا أمر موجود في غيرهم كما تجد المتعنتين بوجوه القرآن يأتون من القراءات المستشنعة في ألفاظها ومعانيها الخارجة عن قراءة العامة وما يغربون به عليهم وكذلك أصحاب الإعراب يذكرون من الوجوه المستكرهة البعيدة المتعقدة ما يغربون به على الناس).
قال الشيخ: يغربون يأتون بالشيء الغريب.
(وكذلك كثير من المفسرين يأتون بالعجائب التي تنفر عنها النفوس ويأباها القرآن أشد الإباء كقول بعضهم طه لفظة نبطية معناها يا رجل ويا إنسان، وقال بعضهم هي من أسماء النبي مع يس، وقال بعضهم في نون والقلم إنها الدواة).
قال الشيخ: يغربون يقولون يس وطه من أسماء النبي عليه الصلاة والسلام، يغربون يفسرون وغايتهم الغرائب.
(وقال بعضهم في صاد إنها فعل ماض مثل رام وقاض وكما قال بعضهم في قوله {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَاّ رَجُلاً مَسْحُوراً} [الفرقان8] هو الذي له سحر أي رئة افترى أراده فرعون قوله لموسى {إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً} [الإسراء101] وأراد الكفار بقولهم: {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [الحجر15]).
قال الشيخ: السحر يطلق على الرئة، رجل له سحر يعني له رئة، رجل مثلكم.