بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.
نقرأ في كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة للإمام ابن القيم رحمه الله اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله.
(وقد يقع في كلام السلف تفسير اللفظ العام بصورة خاصة على وجه التمثيل لا على تفسير معنى اللفظة في اللغة، كما قيل في قوله {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون7] إنه القدر والفأس والقصعة، فالماعون اسم جامع لجميع ما ينتفع به فذكر بعض السلف هذا للسائل تمثيلا وتنبيها بالأدنى على الأعلى فإذا كان الويل لمن منع هذا فكيف بمن منع ما الحاجة إليه أعظم)
قال الشيخ الماعون: ما ينتفع به وهو باق كالقدر والقصعة والدلو والسكين، هذه أمثلة عامة، مثل لو قال أعجمي، أو أراد أن يبين للأعجمي عبارة الخبز فقطع قطعة وقال هذا الخبز، هذا مثال ليس معناه أن الخبز ليس فيه إلا هذا، هذا مثال.
(وفي قوله {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [البقرة201] إنها المرأة الموافقة فهذا كله من التمثيل للمعنى العام ببعض أنواعه)
قال الشيخ: هذا مثال آخر.
(وما يذكره كثير من المفسرين في آيات عامة أنها في قوم مخصوصين من المؤمنين والكفار والمنافقين وهذا تقصير ظاهر منهم وهضم لتلك العموميات المقصود عمومها وكان الغلط في ذلك إنما عرض من جهة أن أقواما في عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه قالوا أقوالا وفعلوا أفعالا في الخير والشر فنزلت بسبب الفريقين آيات حمد الله فيها المحسنين وأثنى عليهم ووعدهم جزيل ثوابه، وذم المسيئين ووعدهم وبيل عقابه، فعمد كثير من المفسرين إلى تلك العموميات فنسبوها إلى أولئك الأشخاص وقالوا إنهم المعنيون بها.
وكذلك الحال في أحكام وقعت في القرآن كان بدو افتراضها أفعال ظهرت من أقوام فأنزل الله بسببها أحكاما صارت شرائع عامة إلى يوم القيامة، فلم يكن من الصواب إضافتها إليهم إلا على وجه ذكر سبب النزول فقط وأن تناولها لهم ولغيرهم تناول واحد فمن التقصير القبيح أن يقال في قوله تعالى {يأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة 21] إن المراد بالناس أهل مكة فيأتي إلى لفظ من أشمل ألفاظ العموم أريد به الناس كلهم قرنا بعد قرن إلى أن يطوي الله الدنيا فيقول المراد به أهل مكة نعم هم أول من أريد به إذ كانوا هم المواجهين بالخطاب أولا وهذا كثير في كلامهم ،كقولهم المراد بقوله كذا وكذا أبو جهل أو أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة أو عبد الله بن أبي أو عبد الله بن سلام من سادة المؤمنين كما يقولون في كل موضع ذكر فيه {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد43])
قال الشيخ هذه الأمثلة طيبة وما قبل الأمثلة في أسباب النزول.