شعار الموقع

شرح كتاب مختصر الصواعق المرسلة_19

00:00
00:00
تحميل
89

كراهية السجاجيد هذه خشية من هذا الاعتقاد هذا كان بعض الناس يظن أنه إذا صلى في السجاد التي فيها صورة الكعبة 01:00 وإذا قلبها يقلبها يقول خلي وجها هكذا فلذلك جاءت الفتوى بأنه ما ينبغي أن يكون السجاجيد أن يكون غيها صورة تكون السجادة سادة.

الطالب: أما إذا وضعت يا شيخنا اشتراها مثلًا يطويها مثلا؟

الشيخ: ما في شك الكعبة في مكانها.

الطالب: الصلاة صحيحة؟

الشيخ: صحيحة الصلاة في مكانها أقول الكعبة في مكان العبادة الكعبة وصورتها ما تدل على شيء.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين نقرأ في كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة الإمام ابن القيم اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى

[نظم الكلام الطبيعي المعتاد الذي علمه الله للإنسان نعمة منه عليه أن يكون جاريا على المألوف والمعتاد منه فالمقدم مقدم والمؤخر مؤخر فلا يفهم أحد قط من المضاف والمضاف إليه].

هذه لغة العرب ميزتها هكذا خلاف العجم العجم يقدمون المضاف إليه على المضاف غير لغة العجم العربية اللغة العربية لها هذه الميزة المقدم مقدم والمؤخر مؤخر.

فلا ماذا؟

[فلا يفهم أحد قط من المضاف والمضاف إليه في لغة العرب إلا تقديم هذا وتأخير هذا وحيث قدموا المؤخر من المفعول ونحوه وأخروا المقدم من الفاعل ونحوه فلا بد أن يجعلوا في الكلام دليلا على ذلك لئلا يلتبس الخطاب فإذا قالوا ضرب زيدا عمرو لم يكن في هذا التقديم والتأخير إلباس فإذا قالوا ضرب موسى عيسى لم يكن عندهم المقدم إلا الفاعل فإذا أرادوا بيان أنه المفعول أتوا بما يدل السامع على ذلك].

لأن موسى وعيسى كل منهم آخرها ألف ما تدري ما فرق ما تظهر الحركة عليه ضرب موسى عيسى إذا موسى هو الفاعل ولا تقول لا موسى هو المضروب لأن ما في دليل ما تظهر بخلاف زيد وعمرو ضرب زيدا عمرو هنا لما نصبت زيدا دل على أنه المضروب نعم.

[لم يكن عندهم المقدم إلا الفاعل فإن أرادوا بيان أنه المفعول أتوا بما يدل السامع على ذلك من تابع منصوب يدل على أنه مفعول فلا يأتون بالتقديم والتأخير إلا حيث لا يلتبس على السامع ولا يقدح في بيان مراد المتكلم كقوله {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} وقوله {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا}].

لأن {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا} صار منصوب على التعظيم نعم.

[وقوله {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقوله {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا} ونحوه فهذا من التقديم الذي لا يقدح في المعنى ولا في الفهم وله أسباب تحسنه وتقتضيه مذكورة في علم المعاني والبيان.

وأما ما يدعى من التقديم والتأخير في غير ذلك في قوله { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ } وإن هذا قد تقدم فيه جواب لولا عليها فهذا أولا لا يجيزه النحاة ولا دليل على دعواه ولا يقدح في العلم بالمراد وذلك ما يدعون في قوله {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا } الآية قالوا تقديره فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم فكأنهم لما فهموا من قوله {تَوَلَّ عَنْهُمْ} مجيئه إليه احتاجوا إلى أن يتكلفوا ذلك وهذا لا حاجة إليه وإنما أمره بما جرت به عادة المرسل كتابه إلى غيره ليعلم ما يصنع به أن يعطيه الكتاب ثم ينعزل عنه حتى ينظر ماذا يقابله به ولو أراد ذلك لقال "ألقه إليهم وأقبل وقد علم من كونه رسولا أنه لا بد أن يرجع إليه فليس في ذلك كبير فائدة والتقديم والتأخير نوعاننوع يخل تقديم المؤخر وتأخير المقدم].

نقف على التقديم والتأخير ولعل نقرأ الشيخ لمعرفة السنن والآثار

الشيخ أكمل

[والتقديم والتأخير نوعاننوع يخل تقديم المؤخر وتأخير المقدم فيه بفهم أصل المعنى فهذا لا يقع في كلام من يقصد البيان].

إذا كان التقديم والتأخير يخل بالمعنى فهذا ممنوع نوع يخل.

[نوع يخل تقديم المؤخر وتأخير المقدم فيه بفهم أصل المعنى فهذا لا يقع في كلام من يقصد البيان وإنما يقع في الألغاز والأحاجي].

الألغاز والأحاجي لكن يعني كلام العلماء وكلام الفقهاء ما يمكن أن يقع فيه ألغاز وأحاجي إنما يقع فيه شيء واضح التقديم والتأخير إذا كانوا يخل بالمعنى ممنوع نعم.

[وقد يقع بسبب شدة الاختصار وضيق القافية عن التركيب المفهم كقوله وما مثله في الناس إلا مملكا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه].

هذا قول الشاعر يعني وما مثله في الناس؟

 [وما مثله في الناس إلا مملكا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه فهذه شبيه باللغز ومعناه وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أمه أبوه وهذا لا يقع في كلام الله ولا رسوله].

هذا ماذا يقول ومعناه ما هو معناه؟

[ومعناه وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أمه أبوه وهذا لا يقع في كلام الله ولا رسوله].

يعني يبين أن هذا الإلغاز ما يمكن أن يقع في الكلام ولا في كلام العلماء نعم يعني مقصوده أن الكلام إذا كان فيه وتقديم وتأخير إخلال بالمعنى هذا ما يقع في كلام العارفين كلام الصادقين من باب أولى كلام الله ورسوله إنما يقع هذه الألغاز والأحاجي في كلام بعض الناس الذي يريد أن يعمي الكلام نعم يعني مراده كلام الله وكلام رسوله أفصح الكلام فلا يقع فيه يعني ما يحتاج إلى إشارات إلى شيء معمى وإنما يكون واضح كلام الله وكلام رسوله نعم.

الطالب: هذا ما يفهم يا شيخ أهل الكلام وطريقتهم؟

الشيخ: يعني مثلا قول الشاعر مملك هذا معمم ما تفهمه إلا

الطالب: يقول البيت للفرزدق؟

الشيخ: نعم الفرزدق.

[يمدح خال هشام بن عبد الملك بن إسماعيل المخزومي يريد ما مثله في الناس حي أقاربه إلا مملك أبو أمه ذلك المملوك].

 إلا مملك أبو أمه ذلك المملوك ما مثله أحد من الناس حي أقاربه إلا مملك أبو أمه ذلك المملوك.

[ولكن نصب مملك حيث قدم الاستثناء أي لا يماثله أحد إلا ابن أخته هشام]

هذا تعمية

[الثاني: لا يخل بأصل المعنى وإن أخل بالغرض المقصود فيكون مراعاته من باب إخراج الكلام على مقتضى الحال وهذا هو الذي يتكلم فيه علماء المعاني والبيان قال سيبويه وهو يذكر الفاعل والمفعول كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم لهم وهم ببيانه أعنى وإن كانا جميعا يهمانهم].

هذا الكلام يقولون ما يخل بالمعنى ولكن يخل بماذا؟

الطالب: بالمقصود.

[وهذا يقع في باب الاستفهام والنفي والمبتدأ والخبر والفاعل والمفعول فمن ذلك أنك إذا قلت أفعلت كذا وبدأت بالفعل كان الشك في الفعل نفسه وكان الغرض بالاستفهام علمك بوجوده وإذا قلت أأنت فعلت كذا فبدأت بالاسم كان الشك في الفاعل من هو ففرق بين قولك أكتبت الكتاب وبين قولك أأنت كتبته وهذا كما أنه قائم في الاستفهام فكذلك هو في التقرير فإذا قلت أأنت فعلت كذا? كان المقصود تقريره بأنه هو الفاعل كما قال قوم إبراهيم {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}].

يا إبراهيم.

[فلم يكن مرادهم السؤال عن الفعل هل وجد أم لا ولو أرادوا ذلك لقالوا أكسرت أصنامنا? وإنما مرادهم السؤال عن الفاعل ولهذا كان الجواب {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}].

ومن هذا سنعرف الحال مقصود المؤلف من هنا أن كلام الله وكلام رسوله أفصح الكلام ما فيه تعمية ولا ألغاز والتقديم والتأخير إذا كان يخل بالمعنى لا يوجد في كلام الله وإذا كان لا يخل مقصوده يعني 14:47 أفصح الكلام وكذلك كلام رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بخلاف كلام الناس وكلام أهل الألغاز والأحاجي مقصوده أن كلام الله كلام أنزله الله تعالى على عباده ليفهموه ويتدبروه وليعملوا به كلام الرسول كذلك

وفق الله الجميع

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد