بسم الله الرحمن الرحيم
( متن )
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَالكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى: وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
( شرح )
و الويل شدة الهلاك و العذاب .
( متن )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ.
( شرح )
و العراقيب جمع عرقوب و هو مؤخرة القدم .
( متن )
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ فَرَجَعَ، ثُمَّ صَلَّى
( شرح )
هذا فيه دليل على أنه من ترك شيئا من الوضوء فلا يصح وضوءه عالما أو جاهلا إذا ترك شيء من أعضاء الوضوء فإنه يعيد الوضوء و فيه دليل على وجوب الموالاة لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ارجع فأحسن وضوءك و لم يقل له ارجع و اغسل اللمعة و على هذا فإذا ترك لمعة في يده أو في رجله فينظر إن كان الوقت قريبا و لم يطل الفصل فإنه يغسل اللمعة إذا كانت اللمعة في يده غسلها ثم مسح رأسه و غسل رجليه و إن كان اللمعة في رجله اليمنى غسلها ثم غسل اليسرى و إذا كانت اللمعة في رجله اليسرى غسلها و اكتفى أما إن طال الفصل فإنه يعيد الوضوء لفوات الموالاة و هذا فيه دليل على وجوب الموالاة بين أعضاء الوضوء و أن من ترك شيئا من أعضاء الوضوء لم يغسله فلا يعذر و لا تصح صلاته و لو كان جاهلا لأن هذا من باب الإيجاد فرق بين الإيجاد بخلاف النجاسة لو صلى و في ثوبه نجاسة جاهلا أو ناسيا صحت صلاته لأن هذا من باب التروك أما الوضوء فهو من باب الإيجاد فلا بد منه إذا ترك الوضوء و صلى بغير وضوء و لو جاهلا يعيد الوضوء و الصلاة و لا يعذر بجهل , فهذا الرجل الذي في قدمه لمعة قال له النبي صلى الله عليه و سلم ارجع فأحسن وضوءك و لم يقل فاغسل اللمعة فلو كانت الموالاة غير واجبة لقال اغسل اللمعة و على هذا ينظر إذا كان لوقت قريب و لم يطل الفصل غسل اللمعة و ما بعدها و إن طال الفصل أعاد الوضوء من جديد , و على هذا تكون فروض الوضوء ستة غسل الوجه ثم غسل اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين و الترتيب الخامس و الموالاة السادس , و الموالاة أن لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذي قبله في الوقت المعتاد .
( متن )
( شرح )
و هذا فيه فضل الوضوء و أنه من أسباب المغفرة لكن هذا مقيد باجتناب الكبائر كما سبق , إذا توضأ و غسل وجهه خرت خطاياه التي نظر إليها بعينيه و إذا غسل يديه غفرت خطاياه التي بطشتها يداه و إذا غسل رجليه غفرت خطاياه التي مستها رجلاه يعني إذا اجتنب الكبائر حتى يخرج نقيا من الذنوب .
( متن )
حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْباغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ.
( شرح )
و هذا فيه إسباغ الوضوء و إتمام الوضوء و هذا أكمل الوضوء و أسبغ الوضوء و فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم غسل يديه اليمنى حتى أسبغ في العضد يعني شرع في العضد حتى تمكن من غسل المرفقين ثم اليسرى كذلك ثم يغسل رجله أشرع في الساق حتى تجاوز الكعبين ثم غسل رجله اليسرى كذلك و هذا فيه دليل على أن المرفقين و الكعبين داخلان في الوضوء و الغسل و أنه لابد منهما و فيه دليل على أن ( إلى ) في الآية بمعنى ( مع ) الآية قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ يعني مع المرافق ( إلى ) بمعنى ( مع ) وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ بمعنى ( مع ) يعني مع الكعبين فهي تأتي للغاية و تأتي بمعنى ( مع ) , هنا الحديث دل على أن الآية أن ( إلى ) في الآية بمعنى ( مع ) وقد تأتي ( إلى ) و يكون ما بعدها داخلا فيها إِلَى الْكَعْبَيْنِ الكعب داخل في الغسل و المرفق داخل في الغسل و أحيانا تكون بعد ( إلى ) ليست داخلة معها كقوله تعالى ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ الليل ليس فيه صيام ما بعد إلى لا يدخل فيها بحسب الأدلة لكن هنا الآية ما بعد ( إلى ) داخل إِلَى الْمَرَافِقِ و مثله قوله تعالى في أموال اليتامى وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ( إلى ) بمعنى ( مع ) يعني لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم ( إلى ) بمعنى ( مع )كما في الآية فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ يعني مع المرفقين وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ يعني مع الكعبين وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ يعني مع أموالكم على حسب الأدلة , و هذا أكمل وضوء و هذا هو التحجيل و لهذا قال أن أن النبي صلى الله عليه و سلم توضأ مثل وضوئه هذا و قال أنتم الغر المحجلون فمن استطاع منكم أطال غرته و تحجيله فاليفعل و الغر بياض الفرس و التحجيل بياض في قوائمه و المعن أن هذه الأئمة تبعث يوم القيامة عليها علامات النور في وجوهها و أيديها و أرجلها علامة لها و تمييزا لها من الأمم و الوضوء ليس خاصا بهذه الأئمة الصواب أنه عام كما في الحديث هذا وضوئي و وضوء الأنبياء من قبلي و في قصة سارة امرأة الخليل أنها توضأت لكن خصائص هذه الأئمة الغر و التحجيل هذه هي الخصائص كما سيأتي أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل كيف تعرف أمتك قال أليس إذا كان لرجل خيل بهم و بينها خيل محجلة لا يعرف خيله من خيل غيره قالوا : بلى قال فأنتم الغر المحجلون هذه الأئمة من خصائصها التحجيل و الغرة ما فيها إطالة لأن الوجه يحده شعر الرأس أما اليدين و الرجلين ففيهما إطالة تشرع في العضد و تشرع في الساق أما ما جاء عن هريرة رضي الله عنه أنه إذا غسل يده بالغ حتى وصل الإبط و إذا غسل رجله بالغ حتى وصل الركبة فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه أما السنة هو ما روي في هذا الحديث , أبو هريرة روى أن النبي صلى الله عليه و سلم أسبغ في العضد و أسبغ في الساق و قال " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا " هذا هو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم لكن أبو هريرة بعد ذلك صار يزيد يتأول الحديث من أطال غرته و تحجيله فاليفعل يعني يريد أن يطيل الغرة حتى يصل البياض للإبط هذا اجتهاد منه رضي الله عنه .
( سؤال )
( 12:28 ) من كلام أبي هريرة !
( جواب )
أن يطيل غرته و في الفظ الآخر من استطاع أن يطيل غرته حذف ما قبلها لدلالة الكلام عليه يعني الغر و التحجيل و هو من كلام النبي صلى الله عليه و سلم و جاء أنه من كلامه و هنا ظاهره أنه من كلام النبي صلى الله عليه و سلم و الإطالة معناها الإشراع في العضد و الإشراع في الساق و أما غيره اجتهاد أبو هريرة رضي الله عنه و سيأتي في الحديث الذي بعده أن أبا هريرة زاد في هذا و أنه يكاد يصل إلى الإبط في غسل اليدين و يكاد يصل إلى الركبة في غسل الرجلين اجتهاد منه رضي الله عنه لكن الأولى الاقتصار على فعل النبي صلى الله عليه و سلم على حسب الأدلة فهو في آية الوضوء داخل النبي صلى الله عليه و سلم بين هذا أشرع في الساقين و أشرع في العضد وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ هذا داخل يعني لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم و في آية الصيام ليس بداخل على حسب الأدلة الأصل أنه غير داخل هذا هو الداخل .
( متن )
( شرح )
يعني و التحجيل ( غرته ) حذف التحجيل لدلالة اللفظ عليه مثل قوله تعالى وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ يعني و البرد , حذف التحجيل لدلالة الفظ عليه و هذا اجتهاد منه كون يصل إلى الإبط هذا اجتهاد منه و الصواب أنه يقتصر على فعل النبي صلى الله عليه و سلم كما روى هو في الحديث الأول أما الزيادة في الإبط و إلى قريب الساق هذا اجتهاد منه .
( متن )
( شرح )
و السمة العلامة .
( متن )
( شرح )
و السمة العلامة مثل قوله تعالى سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم و فيه إثبات الحوض للنبي صلى الله عليه و سلم و أنه من أيلا الشام إلى عدن طوله شهر و عرضه شهر طوله مسافة شهر و عرضه مسافة شهر و أوانيه عدد نجوم السماء و هو أحلى من العسل و أبرد من الثلج من شرب منه شربة لم يظمأ حتى يدخل الجنة نسأل الله من فضله و يباعد عنه اللذين بدلوا و غيروا يلاذون عنه كما تلاذ الإبل الغريبة قال النبي صلى الله عليه وسلم تردون علي الحوض قالوا للنبي أتعرفنا قال نعم إنكم تردون غرا محجلين من أثر الوضوء و الغر بياض في الوجه و التحجيل بياض في الساق نور في الوجه و نور في اليدين و الرجلين و أصل الغرة بياض في جبهة الفرس و التحجيل بياض في قوائمه الثلاث
( متن )
( شرح )
و هذا فيه دليل على أن خصيصة هذه الأئمة الغر و التحجيل و هذا هو الصواب و أن الوضوء ليس خاص بهذه الأئمة كما في الحديث هذا وضوئي و وضوء الأنبياء من قبلي و كما في قصة سارة أنها توضأت و صلت لما طلبت إلى الملك ملك مصر حين مرورهما فالوضوء ليس من خصائص هذه الأمة لكن من خصائصها الغر و التحجيل كما في هذا الحديث لكم سيما ليست في غيركم علامة و فيه أنه يلاذ قوم غيروا و بدلوا مثل الذين ارتدوا الأعراب فيلاذ قوم من أصحابه يقول أعرفهم و يعرفوني فيقول ( يا ربي أصحابي أصحابي ) و في لفظ آخر يقول أصحابي أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فإنهم لا يزالون مرتدين على أعقابهم فيقول سحقا سحقا لمن بدل و غير و هذا فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم الغيب في قوله فإنك لا تدري ما أحدثوا بعدك و فيه رد على من قال أن الرسول يعلم الغيب من الطوائف التي غلت و قالت أن الرسول يعلم الغيب و يعلم مفاتيح الغيب , قال فإنك لا تدري ما أحدثوا بعدك لا يدري ما تعمله أمته بعده مثل الأعراب الذين ارتدوا قاتلهم الصديق و الصحابة هم الذين يولذون نسأل الله العافية .
و فيه خلاف الأقرب أن أهل المعاصي و البدع أنهم مؤمنون الذين بدعتهم لا تصل إلى الكفر و إنما يلاذ المنافقون الذين كانوا مع المسلمين في الدنيا و المرتدون لاشك أنهم يلاذون , يحتمل أهل بدع لكن الأقرب أنهم من كفروا المرتدون و المنافقون أما المنافقون يلاذون و المرتدون كذلك يعرفهم الرسول صلى الله عليه و سلم الذين ارتدوا بعده و المنافقون كفار لا يردون لأنهم كفرة و لو كانوا مع المؤمنين و قال بعضهم القاضي عياظ و غيره أنه يلاذ العصاة أهل الكبائر و بعض أهل البدع الذين غيروا و بدلوا و الله أعلم .
( مداخلة )
وَقَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرِو بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كُلُّ مَنْ أَحْدَثَ فِي الدِّينِ فَهُوَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ عَنِ الْحَوْضِ كَالْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَسَائِرِ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ قَالَ وَكَذَلِكَ الظَّلَمَةُ الْمُسْرِفُونَ فِي الْجَوْرِ وَطَمْسِ الْحَقِّ وَالْمُعْلِنُونَ بِالْكَبَائِرِ .
( شرح )
الله أعلم , و الرافضة كفرة لأنهم يكفرون الصحابة و يفسقونهم و قد زكاهم الله فهم مكذبون لله و يعبدون آل البيت و يكذبون الله و أما الخوارج فهم عند الجمهور مبتدعة و كفرهم بعض العلماء .
( متن )
( شرح )
يعني العلامة الغر و التحجيل و أيلا بلدة في الشام من الشام إلى اليمن طول الحوض .
( متن )
( شرح )
يعني بعدا بعدا , و الفرط السابق و هو الذي تقدم يعد لهم الماء فرطكم يعني تقدموكم و فيه أن الصحابة يسمون أصحاب و إخوان و أما من يأتون بعده يسمون إخوان و ليسوا أصحاب فالصحبة خاصة بالصحابة لهم الصحابة الأخوة و الصحبة و من بعدهم وودت أني رأيت إخواني قالوا ألسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي و أما إخواني الذين لم يأتوا بعد فالصحابة إخوان و أصحاب و أما الذين بعدهم إخوان و ليسوا أصحاب و فيه أنه يذاد من غير و بدل و أن النبي يقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا لمن بدل بعدي و فيه أن هذه الأمة تختص بهذه العلامة عن الأمم الغرة و التحجيل في اليدين و الرجلين و الوجه و الإبل و الخيل البهم الدهم يعرف الإنسان الخيل إذا كانت دهم بهم يعني سوداء أو كذا بينها و بين خيل فيها بياض فتكون واضحة .
و فيه مشروعية الدعاء عند المرور من المقبرة السلام عليكم دار قوم مؤمنون و إنا بكم إن شاء الله لاحقون إذا مر بالمقبرة يدعو هذا الدعاء و إذا دخل يسلم .
( متن )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَكَانَ يَمُدُّ يَدَهُ حَتَّى تَبْلُغَ إِبْطَهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟ فَقَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ،
( شرح )
و هذا يدل على أنه اجتهاد منه رضي الله عنه حتى يكاد يبلغ الإبط لهذا لما أنكر عليه قال لو علمت أنكم هنا ما توضأت هذا الوضوء اجتهاده رضي الله عنه و إلا السنة أن يشرع في الساق كما روى في الحديث يشرع في العضد و يشرع في الساق و لا يزيد .
( متن )
( شرح )
و الحلية ما يتحلى به أهل الجنة يحلون ( يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا ) في حلية في أيديهم و أرجلهم تبلغ الحلية فيهم من حيث يبلغ الوضوء أراد أبو هريرة أن يزيد من الوضوء حتى تزيد الحلية في الجنة تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ فمن استطاع أن يطيل غرته و تحجيله فليفعل تحلى في يديه و رجليه أهل الجنة يحلون أهل الجنة جرد مرد مكحلون و ليس لهم لحى طول الواحد منهم ستون ذراعا و جاء في حديث سبعة أذرع و فيه ضعف و يحلون بذهب و أساور من فضة جمال يختلف الحال عن الدنيا الخشونة التي في الرجل يكون فيها جمال و ليونة و نعومة في الجنة و أساور من الذهب تبلغ الحلية يعني التحلية ما يتحلى بها يقال لها الحلية تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ.