شعار الموقع

شرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة_2

00:00
00:00
تحميل
100

(المتن)

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين, قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-رحمةٌ واسعة, عقيدتنا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره, فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنه الرب الخالق الملك المدبّر لجميع الأمور. ونؤمن بأُلوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل .

ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا  ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [مريم: 65].

(الشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك, على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: بينَّ عقيدة أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ  وهو الإيمان وأصول الإيمان الستة, فالإيمان وأركان الإيمان الستة التي بينا الله تعالى في كتابه وبينها رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنته, فعقيدة أهل السنة والجماعة مأخوذة من كتاب الله ومن سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الإيمان بالأصول الستة.

الأصل الأول: الإيمان بالله.

والأصل الثاني: الإيمان بالملائكة.

والأصل الثالث: الإيمان بالكتب المنزلة.

والأصل الرابع: الإيمان بالرسل.

والأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر.

والأصل السادس: الإيمان بالقول خيره وشره.

هذه الأصول دل عليها كتاب الله ودلت عليها سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأجمع عليها المسلمون,  ومن يجحد شيئًا منها إلا من خرج عن دائرة الإسلام وصار من الكافرين, أما القُرْآنَ العزيز فقد قال الله تعالى في آية البر: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } [البقرة: 177], هذه خمسة أصول.

 والأصل السادس في قوله تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49], وأما السنة فما ثبت في حديث جبرائيل في سؤلاته  للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمان, عن الإسلام, ثم عن الإحسان, ثم عن الإِسْلَامِ ثم عن الساعة وأمارته.

   ولما سأل عن الإيمان, قال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره", هذا هي العقيدة, عقيدة مسلم الإيمان بهذه الأصول الستة هذه هي الأصول الستة شرحها العُلَمَاءِ وبينوها في مؤلفاتهم في العقائد.

 وجميع ما كتبه أهل العلم في كتب العقائد لا يخرج عن هذه الأصول الستة شرح وبيان هذه الأصول الستة, وهذه الرسالة هذه العقيدة فيها شرح في هذه الأصول الستة, العقيدة الطحاوية شرحت هذه الأصول الستة وهكذا.

 جميع ما كتبه أهل العلم في ذلك, قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: "عقيدتنا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره", ثم فصل, فبدأ بالركن الأول والأصل الأول وهو الإيمان بالله.

فقال: الإيمان بالله يشمل الإيمان بروبية الله ويشمل الإيمان بألوهية الله, ويشمل الإيمان بأسماء الله وصفاته, ويشمل الإيمان بوحدانيته, الإيمان بربوبية الله هو أن توحد الله بأفعال الرب, بأفعاله هو سبحانه وهذا هو ما يُسمى بتوحيد الربوبية, الإيمان بالله هو توحيد الله في ربوبيته وتوحيد الله في ألوهيته, وتوحيد الله في أسمائه وصفاته.

فتوحيد الله في ربوبيته أن توحده بأفعاله هو, أفعال الله ما هي؟ الخلق, الرزق, الإماتة, الإحياء, تدبير الأمور, تصريف الأمور, نؤمن بأنه هو مسبب الأسباب, وأنه مُدبر الأمور وبأنه المصرف وبأنه مُنزل المطر وبأنه يحي النبات ونؤمن بأنه مدبر في هذا الكون.

تؤمن بأنه هو الرب وغيره مربوب, وتؤمن بأن الله هو الخلق وغير مخلوق, وتؤمن بأن الله هو المالك وغيره مملوك وتؤمن بأن الله هو المُدبر وغير مُدبَر إلى غير ذلك من الأفعال توحد الله بأفعاله وأن تعتقد هو الفاعل وهو الخالق هو الرازق هو المالك هو المدبر وهذا هو ما يُسمى عند أهل العلم بتوحيد الربوبية وهذا التوحيد فطري فطر الله عليه الخلائق.

فأمنت به جميع طوائف بني آدم إلا من شذ, من شذ فإنه لم يؤمن, وإلا فجميع طوائف بني آدم آمنوا بربوبية الله, إلا من شذ كالدهرية الذين يقولون: ما يهلكنا إلا الدهر, وقالوا: إن مرور الليالي والأيام هو الذي يفني الناس.

 وليس هناك ربٌ ولا ميعاد, فالبطون تدفع بالولادة وأرض تبلع بالموتى فلا رب ولا ميعاد نعوذ بالله.

وكذلك الطبائعيون الذي يقولون: إن الطبيعة هي ذات الأشياء أو صفاتها, وكذلك أَيْضًا من يدعي الصدفة,  وأشهر من أنكر وتجاهل الرب فرعون عندما قال: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24], وكان مستيقن في الباطن بالرب سبحانه وتعالى, ولهذا فإن هذا التغيير فطري لم تقع فيخ الخصومة بين العبد وبين رسوله.

وكذلك الإيمان بأسماء الله وصفاته توحد الله بأن تؤمن بما له من الأسماء والصفات التي سمى الله بها نفسه أو وصف بها نفسه وسماه بها رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووصفه بها رسوله, تؤمن بأن الله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن, هو الرحيم, تؤمن بأن الله هو الملك هو القدوس هو السلام هو المؤمن والمهيمن, العزيز, الجبار  المتكبر أنه هو الخالق البارئ المصور إلى غير ذلك من الأسماء التي وردت في النصوص.

وكذلك تؤمن بصفات الله التي وردت في النصوص لاسيما بأنه في العلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة والضحك والعزة والعظمة والكبرياء والاستواء والعلو هذه أسماء الصفات التي وردت في الكتاب والسنة نؤمن بها ونسمي الله بها والأسماء والصفات توقيفية.

يوقف من النصوص والعباد لا يخترعون السماء والصفات من عند أنفسهم, بل يثبتون لله ما أثبته لنفسه أو يثبت له رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينفون عنه  ما نفاه عن نفسه وما نفاه عن رسوله وهذا النوع من التوحيد وهو توحيد الأسماء والصفات أَيْضًا فطري, أقر به جميع بنو آدم إلا من شذ وما ورد عن بعضهم أنه أنكر اسم الرحمن بينما هو من العباد.

وإلا فقد وُجد في أشعارهم ما يدل على أنهم يثبتون الرحمن, ولكن بعضهم أنكر الرحمن, فأنزل الله وهم يكفرون بالرحمن, وإلا فقد وجد في أشعارهم قول الشاعر وما يشاء الرحمن يعقد ويطلق.

أما النوع الثالث: من التوحيد وهو توحيد الألوهية وهو أن تعتقد بأن الله هو المعبود بالحق وهو المُستحق للعبادة وأن غير معبود بالباطل, تعتقد بطلان عبادة كل ما سوى الله وتؤمن بأن المعبود والحق هو الله وهذا معنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, فإن معناها لا معبود حق إلا الله وهذا التوحيد اسمه توحيد الألوهية.

وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم, من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم وخاتمهم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهما فطريان, وهما وسيلة لتوحيد الألوهية, وأنواع التوحيد الثلاثة أنه مترادف مرتبط بعضه ببعض, مترادفة ما يصح واحد منها بدون الآخر.

ما يصح التوحيد حتى يوحد إنسان ربه في ربوبيته, ويوحد الله في أسماءه وصفاته ويوحد الله في ألوهيته, ومن لم يوحد الله في واحدٍ من هذه الأنواع فهو كافر, وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وسيلة إلى توحيد الألوهية.

 وذلك أن الإنسان إذا عرف ربه بأفعاله وأسماءه وصفاته عرف معبوده حينئذٍ يعبده ويوحده ويخلص له العبادة, فأنت تعرف ربك  أولًا تعرف المعبود, تعرف ربك بأسمائه وصفاته وأفعاله ثم تعبده سبحانه.

وهذه أنواع التوحيد الثلاثة دليلها (.....) دليلها من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دل عليها القرآن ودلت عليه السنة, فالعلماء قرؤوا النصوص وتتبعوا النصوص فوجدوا أن أنواع التوحيد ثلاثة كلها دل عليها القرآن وأدلتها (.....) واضحة من الكتاب والسنة.

ولهذا قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: "فنؤمن بربوبية الله", أي توحيد الروبية, "أي بأنه الرب, الخالق, الملك, المدبر لجميع الأمور", ونؤمن بألوهية الله أي بأنه الإله الحق, الإله معناه المعبود, يعني الحق أي المعبود بالحق, وكل معبود سواه هذا باطل, يشير إلى قول الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [لقمان: 30].

قال: "نؤمن بأسمائه وصفاته", أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا, ولهذا سُمي بها نفسه وسماه بها رسوله, ووصف بها نفسه ووصفه بها رسوله, الأسماء توقيفية, الناس ما يخترعون لله أسمائه وصفاته من أنفسهم يؤمنون بأن الله له الأسماء الحسنى التي سماه بها نفسه أو سماه بها رسوله.

والصفات الكاملة العلى التي وصف الله بها نفسه أو وصفه بها رسوله, قال الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180], وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60], والوصف الكامل.

قال: "ونؤمن بوحدانيته في ذلك", يعني بوحدانية الله في ربوبيته وبوحدانيته في ألوهيته وبوحدانيته في أسماءه وصفاته لأنه مُتوحد ليس له شريك في الربوبية وليس له شريك في الألوهية وليس له شريك في الأسماء والصفات, قال: "ونؤمن بوحدانيته في ذلك", أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته.

قال الله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65], هذه الآية فيها أنواع التوحيد الثلاثة: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [مريم: 65], هذه توحيد الربوبية, { فَاعْبُدْهُ} [مريم: 65], هذه توحيد الألوهية.

{وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65], هذه توحيد الأسماء والصفات, هل استفهام بمعنى النفي, والمعنى لا تعلم له سميا, سميًّا يعني مماثل مساميًا يساميه في ذاته ليس له مثيل في أسماءه وصفاته.

{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65], يعني لا تعلم له سمي ليس له سمي, ليس له مماثل من خلقه لا في ذاته ولا في ربوبيته, ولا في ألوهيته ولا في أسماءه صفاته.

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1], أحدٌ في ذاته وفي ربوبيته وأسماءه وصفاته, ليس له مثيل ولا نظير, {اللَّهُ الصَّمَدُ } [الإخلاص: 2], صمد في نفسه ما يحتاج إلى أحد ولا يأكل ولا يشرب وتصمد له هو السيد الكامل الذي تصمد له الخلائق بحوائجها, { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3], لأنه لم يتفرع منه شيء ولا يتفرع بشيء ليس له أصل ولا فرع ولا ولد ولا والد.

{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3], { لَمْ يَلِدْ} [الإخلاص: 3], فلم يتفرع منه شيء, {وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3], لم يتفرع من شيء فليس له أصل ولا فرع, بل هو واجب الوجود بذاته هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته, { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4], ليس له مثيل ولا مكافئ.

نعم

أحسن الله إليك

(المتن)

ونؤمن بأنه: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].

(الشرح)

نعم، هذه آية الكرسي, تسمى آية الكرسي وهي أعظم آية في القرآن كما أن أعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة, يعني نؤمن بما بينه الله في آية الكرسي من الأسماء والصفات, "نؤمن بأنه الله", هذا اسم الله خالق الميعاد لا يُسمى به غيره لفظ الجلالة.

بأن: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة: 255], كلمة التوحيد لا معبود حق إلا الله, {الْحَيُّ} [البقرة: 255], اسم من أسمائه: {الْقَيُّومُ} [البقرة: 255], قال ما هو الحي القيوم؟ هو اسم الله الأعظم وجمع الله بينهما مع بعض في كتابه في آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255], في آية آل عمران: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1، 2].

في سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111], فالحي اسم, والقيوم اسم, وأسماء الله ليست جامدة بل مشتقة مُشتملة على معاني وصفات, الحي من الحياة مشتمل على صفة الحياة, والقيوم مُشتملة على صفة القيومية.

{ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255], السنة مبادر النوم لكمال حياته وقيوميته, {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 255], هو مالك لهما, {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255], استفهام بمعنى النفي, وما يستطيع أحد أن يشفع حتى يأذن الله له.

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [البقرة: 255], إثبات صفة العلم ما بين أيدي خلقه, {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [البقرة: 255], ما أمامهم وما خلفهم, {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } [البقرة: 255], ما أحد يحيط بشيء من علمه إلا إذا شاء الله.   

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255], إثبات الكرسي وهو موضع في دلالة الكرسي وهو موضع قدمي الله عَزَّ وَجَلَّ, كما جاء عن  ابن عباس صحيحًا, قال: "الكرسي موضع قدمين للرب" (.....) , {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255], لا يتلفه ولا يثقله ولا يُصب عليه: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255], أسماء من أسماء الله: {الْعَلِيُّ} [البقرة: 255], يشتمل على صفة العلو وأن الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- له العلو بأنواعه الثلاثة.

علو الذات ذاته علية فوق العرش, وعلو القدر والشأن والعظمة وعلو القهر والسلطان: {الْعَظِيمُ } [البقرة: 255], اسم يشتمل على صفة العظمة.

نعم

أحسن الله إليك

(المتن)

ونؤمن بأنه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

(الشرح)

نعم، نؤمن بما دلت عليه هذه الآيات ما في سورة الحشر من الأسماء والصفات, نؤمن بأسمائه التي وردت في هذه الآيات وأن كل اسم مُشتمل على صفة, نؤمن بأنه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ}, كلمة التوحيد: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}, يعلم الغيب والحاضر.

{هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}, أسمان من أسماء الله, الرحمن مُشتملة على صفة الرحمة, وكذلك الرحيم: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ}, من أسمائه الملك: {الْقُدُّوسُ}, المُتنزه عن النقائص والعيوب, {السَّلامُ}, اسم من أسماءه.

{الْمُؤْمِنُ}, مُصدق لرسله بالبينات والمعجزات, {الْمُهَيْمِنُ}, على خلقه ومالك لهم: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}, كل هذه أسماء الله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}, يعني تنزيهًا لله {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ}, اسمه سبحانه وتعالى: {الْبَارِئُ}, الذي برئ المخلوقات.

{الْمُصَوِّرُ}, في خلقه كما يشاء, {لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}, كل ما في الكون يسبح له, وقال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [الإسراء: 44].

فالله يعلم كيفية التسبيح, وإن كل شيء يسبح بحمده جمادات, حيوانات كلها تسبح بحمد الله, والله هو الذي يعلم كيفية التسبيح, فنؤمن بهذه الأسماء وما دلت عليه من الصفات.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأن له ملك السماوات والأرض: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.

(الشرح)

نعم, "نؤمن بأن له ملك السماوات والأرض", فهو المالك لهما وهو المجري لهما, {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}, اسم عليم مشتمل على صفة العلم.

قدير؛ اسم لله مشتمل على صفة القدرة, فهو - سبحانه وَتَعَالَى- جعل الناس أصناف أربعة أصناف, بالنسبة لمن يُولد له ومن لا يُولد له: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً}, بعض الناس يهبه الله إناث فقط: {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ }, بعض الناس يُولد له الذكور هذا الصنف الثاني, والصنف الثالث: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً}.

بعض الناس يُولد له ذكور وإناث, والصنف الرابع: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً}, وهو من لا يُولد له, لا ذكور ولا إناث, ثم قال: {إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}, ختم الآية بأنه عليم قدير, أنه - سبحانه وَتَعَالَى-قسم الولادة إلى هذه الأقسام الأربعة بالنسبة للولادة وعدمها على مقتضى علمه وحكمته عَزَّ وَجَلَّ.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

(الشرح)

نعم، نؤمن بما دلت عليه هذه الآية: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }, لأنه لا يماثله أحد من خلقه لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه ولا في صفاته: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}, اسمان من أسماء الله, سميع مشتمل على صفة السمع, وبصير مُشتمل على صفة البصر.

{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ}, نؤمن بأنه له مقاليد السماوات والأرض - سبحانه وَتَعَالَى-, {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ}, يضيق على بعض الناس في الرزق ويوسع على بعض الناس في الرزق على مقتضى علمه وحكمته, ولهذا ختم الآية قال: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سبحانه وتعالى.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

(الشرح)

يعني نؤمن بما دلت على هذه الآية بأن: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}, نؤمن بأن الله يرزق جميع الدواب التي في البر والبحر والجو: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}, مكانها ما تستقر فيه: {كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}, وهو المكتوب كل شيء مكتوب كل شيء كتبه الله.

كما في الحديث الذي رواه الإِمَامِ مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص: «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كتب الله ما قبل الخلائق, قبل ما يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء», كل ما في هذا الكون مكتوب, الذوات, الصفات, والرطب واليابسة, والحركات والسكون: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12], وهو اللوح المحفوظ.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

(الشرح)

 نعم، ونؤمن بما دلت عليه هذه الآيات, هذه الآية الكريمة: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ}, مفاتح الغيب, جاء تفسيرها فسرت الآية الأخرى آية لقمان والحديث الشريف: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في الغيث: «مفاتح الغيب خمسة, إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدَ وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير», { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}, كل ما في البر وكل ما في البحر فالله يعلمه.

الحيوانات, الدواب, والأشجار والحبوب والثمار والأوراق وكل ما فيه والله يعلمه, {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا}, أي ورقة بتسقط في البر أو في البحر فالله أعلم: {وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}, إلا كتبه الله في اللوح المحفوظ

كل شيء مكتوب: {وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأن الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

(الشرح)

نعم، هذه مفاتح الغيب كما سبق, ونؤمن بها نؤمن بأن مفاتح الغيب عند الله - سبحانه وَتَعَالَى- لا يعلمها إلا الله. نعم

(المتن)

ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}، {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ},  {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً}.

(الشرح)

نعم، نؤمن بأن الله يتكلم ونثبت لله صفة الكلام, وأنه تكلم - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- "بما شاء متى شاء كيف شاء", هذه عقيدة أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ, كذلك دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله, ولهذا قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: "ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء", والدليل قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}، قال: كلم الله موسى, ثم أكد على ذلك قال: {تَكْلِيماً}، التأكيد ليس فيه مجاز.

مع أن كلام الله وكلام رسوله ليس فيه مجاز, وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}, أثبت الكلام لله, وقال: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً}, والنداء يكون من البعد: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً}, النجاء هو الكلام من قرب, والنداء هو الكلام من البعد.

الأدلة على إثبات صفة الكلام وجاءت أنواعه كثيرة: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى}، {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}, {وَنَادَيْنَاهُ}, {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً}, وقد أنكر أهل البدع صفة الكلام والجهمية والمعتزلة, قالوا: إن اله لا يتكلم والعياذ بالله, وقالوا: كلام الله مخلوق, جعلوا الرب أبكم لا يتكلم أعوذ بالله.

وقد أنكر الأشاعرة, قالوا: إن الكلام ليس بحرف ولا صوت يُسمع, وإنما هو قائم بالنفس, وقالوا: إن الله لا يتكلم, الكلام معنى قائم بنفسه مثل العلم ما يُسمع, فقالوا كيف تكلم الله, قالوا ما تكلم الله, تكلم بنفسه ما أحد يسمعه.

فكيف؟ قالوا: إن الله اضطر جبريل اضطرار, فالكلام هنا بمعنى قائم فتكلم بهذا القُرْآنَ يقولون: تكلم به جبريل, وبعضهم قال: تكلم به محمد وبعضهم قال: أن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ أما الرب لا يسمع منه الكلام ولا يتكلم لا حرف ولا صوت الكلام قائم بالنفس لا يتكلم والعياذ بالله وهذا قول باطل.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه: {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} ، {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات، صدقًا في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسنا في الحديث، قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} ، وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}.

(الشرح)

نعم، نؤمن بأن كلام الله لا ينتهي, وليس له نهاية, لأنه صفة من صفاته, بخلاف المخلوق فإن له نهاية, أما الكلام هو صفة الرب لا نهاية له ولهذا قال الله تعالى: {قل لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}، المداد الحبر الذي يُكتب فيه, لو كان البحر مداد حبر يُكتب فيه لنفد ماء البحار ولا تُنفد كلمات الله.

وفي الآية الأخرى:  {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ }, المعنى لو جُعل ما في الأرض من الأشجار أقلام يُكتب فيها وجُعل البحر مداد حبر لتكسرت الأقلام ونفدت مياه البحار  ولا تنفد كلمات الله.

{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}, اسمان من أسمائه, عزيز مشتمل على صفة العزة, حكيم مشتمل على صفة الحكمة, قال: ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات, كلمة الله أتم الكلمات, لأن كلامه صفة من صفاته, صدق في الأخبار وعدل في الأحكام.

أخبار الله صدق, وأحكامه عادلة وحديثه حسن ما أحسن منه, قال الله تعالى:  {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122], {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87], وقال: وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلا, قالوا العُلَمَاءِ صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأحكام, وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87].

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، تكلم به حقا وألقاه إلى جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَق}، {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 

 (الشرح)

هذا هو الحق عليه أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ والتي دلت عليه النصوص كلام الله لفظه ومعناه حق صفة من صفاته تكلم الله به حقًا وألقاه إلى جبريل, فنزل به جبريل على قلب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}.

وقال: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَق}، فصرح الله بأنه القرآن منزل, وقال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}.

أما أهل البدع والمعتزلة قالوا: القُرْآنَ مخلوق لفظه ومعناه, وأما الأشاعرة قالوا: القُرْآنَ هو المعنى القائم في نفس الرب, وأما اللفظ فليس من كلام الله.

الحروف والألفاظ ليس من كلامه, ولهذا يقول الأشاعرة ينكرون كلام الله, فَإِذاْ قيل: كيف يُسمى كلام الله؟ قالوا: مجاز يُسمى كلام الله لأنه تأدى به كلام الله وإلا كلام الله معنى قائم بنفسه ويستدلون بقول الأخضر النصراني: إن الكلام  لفي الفؤاد وإنما في علا اللسان على الفؤاد جيدَ.

يأخذون بكلام النصراني ويتركون النصوص والعياذ بالله نعوذ بالله من زيغ القلوب.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأن الله عز وجل عَلِيٌ على خلقه بذاته وصفاته، لقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.

(الشرح)

 نعم، وهو يؤمن بأن الله عَزَّ وَجَلَّ عَليّ على خلقه بذاته, يعني بين بأن الله في العلو وأنه فوق مخلوقاته, ومخلوقاته سقفها وأعلاها عرش الرحمن والله فوق العرش, بعد أن تنتهي المخلوقات مستويٍ على عرشه لجلاله وعظمته منفصل عنهم سبحانه وتعالى وهو فوق العرش وفوق المخلوقات.

 "هو عَلِيٌ على خلقه بذاته وصفاته"، لقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، اسمه العلي واسمه العظيم, العلي مشتمل على صفة العلو والعظيم مشتمل على صفة العظمة, وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}, من أسمائه القاهر: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}, اسمه الحكيم واسمه الخبير.

وله سبحانه نثبت لله صفة العلو, والعلو ثلاث أنواع كلها خالصة لله, علو الذات فذاته فوق مخلوقاته فوق العرش, وعلو القدر والشأن والعظمة, وعلو القهر والسلطان, كما قال العلامة ابن القيم: والخلق أنواع ثلاث كلها لله ثابتة بلا نكران.

وأما أهل البدع فيثبتون نوعان من العلو وأنكروا النوع الثالث, قال: نثبت لله علو القدر والشأن والعظمة ونثبت لله علو القهر والسلطان, أما علو الذات فلا, فلا نقول: أن الله فوق المخلوقات أنكروا هذا, أين يكون؟

قالوا: ما يقولون: فوق العرش,  لأن قولهم فوق العرش صار متحيز انحاز في جهة معينة وهذا تنقص لله, إذًاْ أين يكون؟ قالوا: يكون مختلط بالمخلوقات أعوذ بالله, فالطائفة الأولى من الجهمية قالوا: أنه مختلط بالمخلوقات, حتى أنهم لم ينزهوا الله على أماكن قذر والعياذ بالله هذا في كل مكان.

قالوا: أنه في بطون السباع, وفي أجواف الطيور أعوذ بالله, والطائفة الثانية: مثل النقيضين الله لا داخل العالم ولا خارج ولا فوقه ولا تحته ولا متصل به ولا منفصل عنه, أين يكون؟ جهل أعوذ بالله من زيغ القلوب.

وأما أهل الحق؛ فأثبتوا علو الله في ذاته وأنه فوق المخلوقات.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ}

واستوائه على العرش: عُلُوُّه عليه بذاته عُلوًّا خاصا يليق بجلاله وعظمته، لا يعلم كيفيته إلا هو.

(الشرح)

نعم، ونؤمن بأن الله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}, كما أخبر عن نفسه, نُثبت الاستواء لله. الاستواء له أربعة معاني في اللغة: استقر وصعد وعلا وارتفع. وتفاسير السلف في الاستواء لا تخرج عن هذه المعاني الأربع، فنؤمن بأن الله مستوٍ على عرشه بهذه المعاني الأربع، استقر وصعد وعلا وارتفع، استواءً يليق بجلاله وعظمته، لا يكيف، لا نعلم التكييف، لكن نعلم معناه، معنى الاستواء: استقر وعلا وصعد وارتفع. أما الكيفية فلا يعلمها إلا الله. كما قال الإمام مالك رَحِمَهُ اللهُ لما سأله رجل عن الاستواء قال: الاستواءُ معلوم، معلوم في معناه باللغة العربية: استقر وعلا وصعد وارتفع.

الكيف مجهول، كيفية الاستواء مجهول، ولا يعلمه إلا الله.

والإيمانُ به واجب والسؤالُ عنه بدعة.

تلقى العلماء هذه المقالة بالقبول.

وهذا يقال في جميع الصفات، إذا سال شخص للعلم، كيف، نقول العلم معلوم، والكيف مجهول والإيمانُ به واجب والسؤال عنه بدعة.

سألك شخص عن السمع، سمعُ الله. تقول السمعُ معلوم والكيفُ مجهول والإيمانُ به واجب والسؤالُ عنه بدعة.

إذا قالوا نحنُ نؤمن بأن الله استوى على عرشه والاستواء علو يليق به، علو خاص. علو خاص على العرش. كما أن له العلو فوق المخلوقات كلها.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم ويسمعُ أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبرُ أمورهم، يرزقُ الفقيرَ ويجبرُ الكسير، يؤتي الملكَ من يشاء وينزعُ الملكَ ممن يشاء، ويعزُ من يشاء ويذلُ من يشاء بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير. ومن كان هذا شأنه كان مع خلقهِ حقيقة وإن كان فوقهم على عرشهِ حقيقة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض، ونرى أن من قال ذلك فهو كافرٌ أو ضال لأنه وصفَ الله بما لا يليق به من النقائص. 

(الشرح)

 نعم، قال المؤلف: ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه. يعني نؤمن بصفة المعية، أنه مع خلقه، كما نؤمن بصفة العلو صفة الاستواء، فهو سبحانه له صفة العلو على المخلوقات، وله صفة الاستواء على العرش.

ونؤمن بأن له صفة المعية وأنه مع خلقه وهو على عرشه، والمعية كما دلت النصوص نوعان:

- معية عامة.

- ومعية خاصة.

المعية العامة: عامة للمؤمن والكافر، فالله مع خلقه جميعاً بإحاطته، فهو مع خلقه جميعهم مؤمنهم وكافرهم. معهم بعلمه وإحاطته واطلاعه ونفوذ قدرته وهو فوق العرش. يعلم أحوالهم ويدبر شئونهم، وتنفذ فيهم مشيئته.

والمعية الثانية المعية الخاصة بالمؤمنين، خاصة بالمؤمنين وتقتضي المعية الحفظ والكلأ والنصر والتأييد.

ومعنى المعية في لغة العرب: المصاحبة، تقول المصاحبة، ولا تقول المخالطة. تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا. تقول المعية وإن كان فوق رأسه. وتقول: الغطاء معي وإن كان فوق رأسك ويقال زوجته معه وإن كانت في المشرق وهو في المغرب. المعية يعني المصاحبة، ولا تقتضي الاختلاط ولا الامتزاج ولا المحاذاة عن اليمين أو الشمال.

لكن أهل البدع قالوا: وهو معهم في ملكوتهم، قالوا يختلط، وضربوا النصوص بعضها ببعض، وأبطلوا نصوص العلو والفوقية التي أفراده تزيد على ثلاثة آلاف. أفراد أدلة العلو تزيد على ثلاثة آلاف دليل، كلها ضربوا بها عرض الحائط وأبطلوها بنصوص المعية، وقالوا إنها مع المخلوقات وأنكروا أن يكون فوق المخلوق، فوق خلقه. ضربوا النصوص بعضها ببعض.

وأما أهلُ الحق فهداهم الله وعملوا بالنصوص من الجانبين، فعملوا بأن الله فوق مخلوقاته ومستوى عرشه، وهو معهم باطلاعه وإحاطته ونفوذ قدرته ومشيئته، ومع المؤمنين بتأييده ونصره. والمعية لا تقبل الاختلاط ولا الامتزاج. المعية في لغة العرب هي مطلق المصاحبة.

ولهذا قال  المؤلف: "ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه" لا منافاة. هو على عرشه وهو مع خلقه بإطلاعه وإحاطته ونفوذ قدرته ومشيئته، يعلمُ أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدبر أمورهم وهو فوق العرش، فوق المخلوقات. يرزق الفقير، ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعزُ من يشاء، ويذلُ من يشاء، هذه أوصافه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، {بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الملك: 1]، فمن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، مع خلقه حقيقة يعني باطلاعه وإحاطته ونفوذ قدرته ومشيئته وتدبير أمور عباده، وهو يجلس فوق العرش سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

من كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان فوق عرشه حقيقة، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11].

ولا نقول كما تقول الحلولية الجهمية أو غيرهم أنه مع خلقه في الأرض، الحلولية، سموا حلولية لأنهم يقولون أن الله حالٌ في كل مكان. أعوذُ بالله.

يقول المؤلف : ونرى أن من قال ذلك فهو كافرٌ أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص. ضال.

العلماء كفروا من قال إن الله في الأرض، أو من أنكر علو الله وقال إن الله في الأرض مع خلقه فهو كافر.

نعم

أحسن الله إليكم

(المتن)

 ونؤمنُ بما أخبرَ به عنه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ينزلُ كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر

ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه "ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له".

(الشرح)

 بالنص، فأستجيب له، فأعطيه، فأغفر له.

هذا فيه بيان الإيمان بصفة النزول، يعني نؤمن بصفة النزول لله عَزَّ وَجَلَّ كما يليق بجلاله وعظمته كما دل الحديث، نؤمن بما أخبر به عن نفسه، أو بما أخبر به عنه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، كما يليق بنزول الله، الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا نزول يليق بجلالهِ وعظمته، لا يُعرف كيفية نزوله، الذي يفعله كما يليق بجلاله، وهو فوق العرش.

ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، نزولاً يليق بجلاله وعظمته، فيقول: من يدعوني، من يسألني، من يستغفرني. نعم

خلافاً لأهل البدع الذين أولوا صفة النزول، قال أهل البدع: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: ينزل أمراً.

أمره ينزلُ في كل وقت ليس خاص بثلث الليل.

وكذلك بعضهم تأول، قال: ينزل ربنا، يُنزل ملك.

هذا تأويلٌ باطل. الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال: ينزل ملك، ولم يقل ينزل أمره.

هذا النزول نزول نفسه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن كيفيته لا يعلمه إلا الله، ينزل نزولاً لا يشابه نزول المخلوقين، كما يليق بجلالهِ وعظمته. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى: {كَلاّ إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكّاً دَكّاً وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر 21: 23].

ونؤمن بأنه تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107].

(الشرح)

 نعم، ونؤمن بأنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، يأتي يوم القيامة، والإتيان يليق بجلاله وعظمته، لا نعلم كيفية إتيانه، للفصل بين العباد، يفصل بين العباد يوم القيامة، يحاسبنا، ثم ننصرف من الحساب، فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير.

نؤمن بأنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد. الدليل قول الله تعالى: {كَلاّ إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكّاً دَكّاً وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر 21: 23]. يجيء سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما يليق بجلاله وعظمته.

الأشاعرة يفسرون: "وجاء ربك": وجاء أمره.

كما قال صاحب الجلالين: هذا غلط، هذا تأويل باطل.

الصواب: إثبات المجيء لله، يجيء الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن لا نعرف كيفية المجيء.

قال: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر 21: 23].

ونؤمن بأنه تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107]. يفعل ما يريد كما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة هود، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107]. يفعل ما يشاء سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان:

كونية: يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ، {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ}.

وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}.

ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابعٌ لحكمته، فكل ما قضاه كونًا أو تعبَد به خلقه شرعًا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو ما تقاصرت عقولنا عن ذلك: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

(الشرح)

 نعم، هذا فيه إثبات الإرادة.

ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان. نثبت صفة الإرادة لله، والإرادة نوعان: إرادةٌ كونية وإرادةٌ شرعية.

إرادةٌ كونيةٌ خلقيةٌ قدرية فهي عامة في جميع الأشياء، لا يتخلف مرادها، ما دام أراد الله كونه وقدره لابد أن يقع.

والنوع الثاني: إرادةٌ دينية شرعية: قد يقع مراده وقد لا يقع.

فالإرادة الكونية مثل: إذا أراد الله مثلاً، أن ينزل المطر لابد أن ينزل، أراد الله أن ينبت النبات لابد أن ينبت. أراد الله لهذا العبد المرض لابد أن يمرض، أراد له الموت لابد أن يموت، ما يتخلف مراده.

أما الإرادة الدينية الشرعية: أراد الله تعالى من العباد أن يعبدوه، ويوحدوه، لكن منهم من عبده ومنهم من لم يعبده وهم الكفار. أراد الله من الناس كلهم أن يصلوا {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]، فمنهم من يستجيب، ومنهم من لم يستجيب. الإرادة الدينية قد يتخلف مراده.

الله تعالى أراد الإيمان من الناس كلهم أمرهم به، لكن منهم من آمن ومنهم من لم يؤمن.

فالإرادتان تجتمعان في حق المؤمن، الإرادة الكونية والإرادة الدينية الشرعية. الله أراد الإيمان من أبي بكر كوناً وقدراً وأراده ديناً وشرعاً.

وتتخلف الإرادة الدينية في حق الكافر، أراد الله الإيمان من أبي لهب ديناً وشرعاً فلم يقع. ولم يرده كوناً وقدراً فيقع. الإرادة الكونية لا تتخلف. تجتمعان في حق المؤمن. الله أراد الإيمان لأبي بكر كوناً وقدراً وديناً وشرعاً هنا اجتمعتا.

وأراد الإيمان من أبي لهب ديناً وشرعاً فلم يقع. ولم يرده كوناً وقدراً فيقع مراده الكوني.

ولهذا قال المؤلف: ونؤمن بأن إرادته إرادتين:

كونية: يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له. لا يلزم أن يكون محبوباً لله. اللهُ أراد كل ما في هذا الكون أن يقع، يعني لا يقع في ملك الله إلا ما يريده. لكن بعضه محبوباً له وهو ما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله. وقد لا يكون المحبوب وهو ما خالف الشرع. وهو من بعض المشيئة الكونية، لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]. {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ } [هود: 34]، هذه إرادة كونية.  

وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، الإرادة الشرعية قد يقع مراده وقد لا يقع. ولا يكون مراده إلا محبوباً لله، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}.

قال: ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابعٌ لحكمته، لأن الإرادة الكونية مبنية على الحكمة، والإرادة الشرعية مبنية على الحكمة، لا يريد اللهُ شيئاً إلا وفق مقتضى حكمته، فكل ما قضاه كونًا أو تعبَد به خلقه شرعًا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو تقاصرت عقولنا عن ذلك: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن الله تعالى يُحب أولياءه وهم يُحبونه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

(الشرح)

 نعم، هذا فيه إثبات صفة المحبة لله على ما تليق بجلاله وعظمته، ولهذا قال: ونؤمن بأن الله تعالى يُحب أولياءه وهم يُحبونه، ثم ذكر الأدلة: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، فأثبت المحبة لله، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، أثبت المحبة لله، وأن الله يُحب عباده وهم يحبونه، قال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، {وَأَقْسِطُوا} يعني واعدلوا {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} العادلين، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

فهذه آيات تثبت المحبة.

وأنكر المحبة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، الأشاعرة لا يثبتون كل الصفات، الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والقدرة والإرادة.

له الحياة والكلام والبصر  ثم إرادة وعلمٌ واقتدر. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}، {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}.

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.

ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة النحل، الآية: 106].

(الشرح)

 نعم، هذا فيه إثبات صفة الرضا وصفة الكراهة وصفة الغضب. نؤمن بهذه الصفات لله كما يليق لجلاله وعظمته.

وقد أنكرها أهل البدع الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، أنكروا هذه الصفات. أنكروا صفة الرضا، وأنكروا صفة الكراهة، وأنكروا صفة الغضب.

وقد دلت عليه النصوص لهذه الصفات، ولهذا قال: ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها، الدليل: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}، وصف نفسه بالرضا. وقال: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} أثبت صفة الكراهة، الكره.

قال: ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.

ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم، الدليل: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة النحل، الآية: 106].

أهل البدع، يؤولون الرضا بالثواب، والغضب بالانتقام، هذا باطل، الثواب أثر من الصفة، والانتقام أثر من آثار الغضب. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفاً بالجلال والإكرام: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} [سورة الرحمن، الآية: 27].

(الشرح)

 قال: ونؤمن بأن لله تعالى وجها، إثبات صفة الوجه.: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} [سورة الرحمن، الآية: 27]. موصوفاً بالجلال والإكرام.

خلافاً لأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، أنكروا صفة الوجه. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [سورة المائدة، الآية: 64]، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر، الآية: 67].

(الشرح)

نعم، هنا فيه إثبات اليدين لله عَزَّ وَجَلَّ.

وقد أنكرها أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وتأولوا اليدين قالوا بالنعمة، اليد تأولوها بالنعمة أو القدرة. وهذا من أبطل الباطل.

كيف يُقال لله يدين قدرتين؟ أو نعمتين؟ هذا يُفسد المعنى، ونعم الله كثيرة.

ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين، الدليل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [سورة المائدة، الآية: 64]، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر، الآية: 67]. إثبات أن لله يمين. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [سورة هود، الآية: 37]، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: " إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور ".

(الشرح)

 نعم، هذا فيه إثبات العينين لله، من عقيدة أهل السُّنّة والجماعة إثبات أن لله عينين حقيقيتين، والدليل: حديث الدجال، يؤخذ منه: أن لله عينين. «إن الدجال أعور العين اليُمنى، وإن ربكم ليس بأعور». فالأعور الذي ليس له إلا عين واحدة. «والله ليس بأعور» له عينان سليمتان كريمتان.

وأما قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14]، {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [سورة هود، الآية: 37]، فالآية جُمعت للعظمة، التعظيم، ليس المراد: أن لله أعين متعددة، لا. {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [سورة هود، الآية: 37]، يعني بمرأىً منا، فالجمع للتعظيم، وإنما يؤخذ إثبات العينين من حديث الدجال.

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». فيه إثبات البصر لله، وإثبات الوجه لله عَزَّ وَجَلَّ.

يقول: وأجمع أهل السُّنّة على أن العينين اثنتين. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليك.

ونؤمن بأن الله تعالى {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الأنعام، الآية: 103].

ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة، الآيتان: 22 ـ 23].

ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى، الآية: 11].

ونؤمن بأنه: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [سورة البقرة، الآية: 255] لكمال حياته وقيوميته.

ونؤمن بأنه لا يظلم أحدًا لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.

(الشرح)

 نعم، كل هذه الصفات دلت عليها النصوص، استشهد المؤلف بالنصوص. قال: ونؤمن بأن الله تعالى {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الأنعام، الآية: 103]. "لا تدركه الأبصار" الإدراك هو الإحاطة، والمعنى: لا تحيطه الأبصار رؤية، ولا هذه الرؤية، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُرى ولا يُحاطُ به رؤية، كما أنه يُعلم ولا يحاط به.

"لا تدكه الأبصار" لكمال عظمته، يكون أعظم من كل شيء.

ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23]، وقد تواترت بذلك الأحاديث، حديث أبي هريرة رَحِمَهُ اللهُ وأبي حاتم وأبي موسى، وفيه: «إنكم ترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، وكما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب».

وأهل البدع أنكروا رؤية الله، قالوا إن الله لا يُرى، وتأولوا الرؤية بالعلم، قالوا إنه يُرى يعني يُعلم، كما قال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: 1].

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إنكم ترون ربكم، .... كما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب» هل هذا العلم أو الرؤية بالبصر؟ الرؤية بالبصر.

ولهذا قال المؤلف: ونؤمنُ أن الله وَتَعَالَى {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ} [سورة الأنعام، الآية: 103]. ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.

ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته، لا مثله ولا مثيل ولا شبيه، كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى، الآية: 11]. {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]، {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل: 74].

ونؤمن بأنه: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [سورة البقرة، الآية: 255] لكمال حياته وقيوميته. حياته كاملة، أما المخلوق ضعيف حياته ناقصة ولذا يحتاج إلى النوم يرتاح لضعف حياته.

ونؤمن بأنه لا يظلم أحدًا لكمال عدله، لأنه عادل، كما قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]، ونؤمن بأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته، {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة يس، الآية: 82].

وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [سورة ق، الآية 38 ]، أي: من تعب ولا إعياء.

ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماء والصفات، لكننا نتبرأُ من محظورين عظيمين هما:

التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.

والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.

(الشرح)

 نعم، ونؤمن بأنه سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته، كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة يس، الآية: 82]. ونترك الأمر لله.

ونؤمن بأن الله لا يلحقه تعب ولا إعياء، بخلاف المخلوق الضعيف يحلقه التعب، أما الرب هو كامل لقوته وقدرته فلا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته وقدرته، كما أخبر الله أنه خلق السماوات في ستة أيام ولم يلحقه تعب: قال:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [سورة ق، الآية 38 ]، أي: من تعب ولا إعياء.

ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماء والصفات، يعني جميع الأسماء والصفات كلها نؤمن بها، كل ما جاء في الكتاب والسُّنّة، لكننا نتبرأُ من محظورين عظيمين وهما: التمثيل والتكييف.

التمثيل: أن تمثل صفات الله بصفات خلقه، أو اسم من أسمائه. وأن يقول صفات الله تشبه صفات المخلوقين. استواء الله مثل استواء المخلوق. هذا قول المشبهة والممثلة، يقول أحدهم: لله يدٌ كيدي، وقدرةٌ كقدرتي، واستواءٌ كاستوائي. هذا كفر وضلال قول المشبهة، المشبهة أكثرهم غلاة الشيعة والرافضة. (.....) التميمي، هشام (.....) الدواليقي، وغيرهم من المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه، هؤلاء كفرة.

هم (.....) أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله كذا وكذا.

كذلك لا نكيف ولا نمثل، بل نقول: صفاتُ الله وأسماؤه لا يماثلها شيءٌ من صفات خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى، الآية: 11]. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليك.

ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتا لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.

ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلمُ بنفسه وأصدق قيلاً وأحسن حديثا، والعباد لا يحيطون به علما.

وما أثبته له رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه، وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.

ففي كلام الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمال العلم والصدق والبيان، فلا عذر في رده أو التردد في قبوله.

(الشرح)

نعم، يقول المؤلف رَحِمَهُ اللهُ: ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، ، ما نفاه الله عن نفسه يقول: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة: 255]، ننفي السِنة وننفي النوم. لا يعجزه شيء ننفي العجز عنه. وهكذا، كل ما نفاه الله عن نفسه {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] ننفي الظلم عنه، كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله، ننفي عن الله. لكن هذا النفي يتضمن إثباتَ الكمال لضده، نفي السِنة والنوم {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة: 255]  لماذا؟ لكمال حياته وقيوميته، {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] لكمال عدله، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] لكمال عظمته. وهكذا.

ليس النفي فقط ولكنه يتضمن إثبات ضده من الكمال.

قال المؤلف: وأن ذلك النفي يتضمن إثباتا لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.

ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، لابد أن نثبت لله الأسماء الحسنى، ولابد أن ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه، ونعتقد أن النفي متضمنٌ لكمال ضده من الكمال.

وذلك قال: ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلمُ بنفسه وأصدقُ قيلاً وأحسنُ حديثا، والعباد لا يحيطون به علما. هو أعلم بنفسه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

وما أثبته له رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.

ففي كلام الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمال العلم والصدق والبيان، فلا عذر في رده أو التردد في قبوله.

لا يجوز لإنسان أن يرد كلام الله وكلام رسوله، أو يتردد في قبوله. نعم

(المتن)

 أحسن الله إليكم.

فصل

وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتا أو نفيا، فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.

ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُّنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل.

ونتبرأ من طريق المحرّفين لها، الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن طريق المعطّلين لها الذين عطّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ومن طريق الغالين فيها، الذين حملوها على التمثيل، أو تكلفوا لمدلولها التكييف.

ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو حق لا يناقض بعضه بعضا، لقوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء: 82]. ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بينهما تناقضا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه، فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه.

ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف.

(الشرح)

 نعم، وهذا الفصل بين لك المؤلف رَحِمَهُ اللهُ إجمالاً ما يعتقده أهل السُّنّة بما يتعلق بالأسماء والصفات وأن كتاب الله وسُنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متفقان وليس بينهما تناقض. فقال: "وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتا أو نفيًا، فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون".

فنحن نثبت الأسماء والصفات كما يليق بجلاله وعظمته معتمدين على الكتاب والسُّنّة، يعني نثبت الأسماء والصفات التي وردت في الكتاب والسُّنّة، لا نأتي بأسماء وصفات من عند أنفسنا ونُسمي الله بها أو نصف الله بها، لا، الأسماء والصفات توقيفية مأخوذة من الكتاب والسُّنّة وهذه طريقة السلف، ولهذا قال: وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.

ثم بين المؤلف أنه يجب إجراء النصوص على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بها، فلا تؤول النصوص، ولا تصرف عن ظاهرها.

قال: "ونتبرأ من طريق المحرّفين لها، الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، كما نرى في المحرفين الذين حرفوا قالوا: الاستواء بمعنى استولى، هذا تحريف. إذ جاء ربك: جاء أمره. هذا تحريف هو تبرأ منهم.

وهو تبرأ من طريقة المعطّلين الذين عطّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

المعطلة عطلوا الأسماء والصفات، عطلوا الصفات، عما دلت عليه من المعاني، وتأولوها على غير تأويلها، قالوا: استوى: استولى. هذا باطل.

وكذلك تبرأ من طريقة الغالين الذين حملوها على التمثيل.

الغالين قالوا: صفات الله مثل صفات المخلوقين، وأسماؤه مثل أسمائهم.

هذا غلو أو تكلفوا لمدلولها التكييف.

قال: "ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سُنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو حق لا يناقض بعضه بعضا"، الكتاب والسُّنّة متفقان لا يناقضان بعضهما، لقوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء: 82]. ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لأنه لا يصدق بعضها بعضا.

ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بينهما تناقضا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه، هذا انحراف. فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه.

ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بينهما، يقول: فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر.

الذي يدعي التناقض في الكتاب والسُنة، إما لضعف علمه وقلة علمه، أو فهمه قاصر، أو عنده تقصير في التدبر، فعليه أن يطلب العلم، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف، كما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء: 82].

وفق الله الجميع إلى ما فيه طاعته، وثبتنا الله الجميع على الهدى. وصلى الله على محمدٍ وآلهِ وصحبه.

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد