(كلام الشيخ)
وكذلك الكلام في الرؤية كونه يجادل في النصوص حتى يفضي به الجدال إلى تأويل النصوص بالعلم كما يفعله المعتزلة أو إنكار العلو وكذلك الجدال في القرآن يجادل في القرآن حتى ينكر أن يكون كلام الله القرآن لفظه ومعناه, وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه , يقول لا يقول صاحبه ولا في السنة من السنة في الجدال , لا يكون صاحبه حتى ولو أصاب السنة بكلامه لا يكون من السنة حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار , الآثار النصوص كلام الرسول ﷺ وكذلك آثار الصحابة والتابعين , لا يكون الإنسان من أهل السنة حتى يترك الجدال ويؤمن بالآثار والنصوص ويدع الخصومات.
.قال البغوي رحمه الله في شرحه السنة اتفق علماء السلف من أهل السنة عن النهي عن الجدال والخصومة في الصفات, وعن الجدل في الخوض في علم الكلام وتعلمه.
.وقال الإمام أبو محمد البربهاري في شرح السنة: واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام والجدال والمراء والخصومة.
والعجب كيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله تعالى يقول: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فعليك بالتسليم والرضا بالآثار والكف والسكوت.
.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , مبيناً سبب ذب السلف لعلم الكلام في كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول قال رحمه الله "فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه".لاشتمال هذه الألفاظ على معان مجملة من النفي والإثبات .
كما قال الإمام أحمد رحمه الله في وصفه لأهل البدع فقال : هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على مفارقة الكتاب يتكلمون بمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس ويلبسون عليهم". وكلام السلف في هذا طويل. نعم .
( المتن )
والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس منه شيء مخلوق.
( الشرح )
نعم.
يقول المؤلف رحمه الله : (والقرآن كلام الله فالقرآن كلام الله وليس بمخلوق) يعني القرآن كلام الله لفظه ومعناه حروفه ومعانيه هو كلام الله كما دلت على ذلك النصوص وكما أقر ذلك أهل السنة والجماعة أن كلام الله يشمل اللفظ والمعنى والله تعالى تكلم بكلام بحرف وصوت يسمع فلا بد من الإيمان بأن كلام الله صوت يسمع لفظ ومعنى هذه عقيدة أهل السنة والجماعة التي دلت عليه النصوص فيجب أن يقول المسلم يؤمن أن القرآن الكريم كلام الله وأن يقول ليس بمخلوق كلام الله اللفظ والمعاني والحروف والمعاني وكلام الله بصوت يسمع.
كلام الله نوعان : يسمع من الله بواسطة كما سمع الصحابة كلام الله بواسطة النبي ﷺ وكما يسمع كلام الله بصوت قراءة القارئ.
والنوع الثاني كلام بدون واسطة كما سمعه جبرائيل من الله وكما سمع موسى كلام الله بدون واسطة وكما سمع نبينا ﷺ في ليلة المعراج كلام الله دون واسطة وكما يكلم الله الناس يوم القيامة يسمعون كلامه بلا واسطة , وكما سمع يكلم آدم يقول الله يا آدم في الحديث يقول الله تعالى يوم القيامة يا آدم يسمعه بصوت ينادي بين الخلائق بصوت مسموع يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب.
وهذا هو الصوت المسموع من كلام الله هذا يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب بخلاف صوت المخلوق فإن القريب يسمعه أكثر من البعيد , أما الصوت المسموع من كلام الله فإن البعيد والقريب يسمعه على حد سواء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب , ينادي الله يا آدم يقول يا آدم كما في الحديث الصحيح يا آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث النار فيقول يا ربي من كم ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد من أهل الجنة فالقرآن كلام الله لفظه ومعناه.
.يقول المؤلف يقول الإمام رحمه الله : (ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق ) لا تضعف كن قوياً نشيطا في معتقدك وفي إعلانك وإظهارك لمعتقد أهل السنة والجماعة كن نشيطا لا تكن ضعيفا لا تضعف أن تقول ليس بمخلوق لا تضعف أمام أهل البدع.
قال (فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس بمخلوق) كلام الله ليس ببائن منه يعني لم يفارقه وينتقل منه إلى غيره تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
.ولهذا قال الإمام الحافظ أبو الوليد الطيالسي : "القرآن كلام الله ليس ببائن منه".
وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن قول السلف : كلام الله منه بدأ وإليه يعود منه بدأ لم يريدوا به أنه فارق ذاته وحل في غيره فإن كلام المخلوق بل وسائر صفاته لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فكيف يجوز أن يفارق ذات الله كلامه أو غيره من صفاته.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد رحمه الله سمعت أبي يقول مرة عندما سئل عن القرآن : كلام الله ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجادلوا من يخاصم.
إذاً القرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا يضعف الإنسان أن يقول ليس بمخلوق فإن كلام الله ليس ببائن منه يعني ليس بمنتقل عنه وليس منه شيء بمخلوق ليس من الله شيء مخلوق كلام الله صفة من صفاته والله تعالى بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله هو الخالق وغيره المخلوق .قال الله تعالى : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ الله بذاته وأسمائه وصفاته هو الخالق وما عداه فهو مخلوق.
أما أهل البدع فاختلفوا في كلام الله كما قال الإمام أحمد أهل البدع مخالفون في الكتاب كما قال الإمام أحمد رحمه الله قال إنهم مختلفون في الكتاب مخالفون في الكتاب متفقون على مخالفة الكتاب القرآن كلام الله لفظه ومعناه حروفه بصوت يسمع.
. أما المعتزلة فقالوا كلام الله مخلوق لفظه ومعناه قالوا إن القرآن مخلوق كلام الله مخلوق لفظه ومعناه وقالوا إن الله تعالى لما كلم موسى قال فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ قالوا إن الله خلق الكلام في الشجرة فنادت موسى فالشجرة هي التي قالت إني أنا الله رب العالمين المعتزلة وهذا من أبطل الباطل أن الشجرة تقول إني أنا رب العالمين فالمعتزلة يقولون كلام الله مخلوق لفظه ومعناه كلام الله والقرآن مخلوق تعالى الله عما يقولون. وكذلك الجهمية.
وأما الأشاعرة فهم مذبذبون أيضا أخذوا نصف مذهب أهل السنة ونصف مذهب الأشاعرة مذبذبون كما قال العلماء خناثى كالخنثى لا أنثى ولا ذكر .الأشاعرة ماذا قالوا عن كلام الله؟
قالوا كلام الله نصفان نصف مخلوق ونصف غير مخلوق اللفظ مخلوق والمعنى غير مخلوق ,فصار مذهبهم مكون من نصف مذهب أهل السنة ونصف مذهب المعتزلة.
المعتزلة يقولون : الكلام مخلوق اللفظ والمعنى والأشاعرة قالوا : اللفظ مخلوق والمعنى غير مخلوق فالمعنى وافقوا فيه أهل السنة واللفظ وافقوا فيه المعتزلة فصاروا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فصاروا خنثى لا ذكر ولا أنثى .الأشاعرة يقولون الكلام من حيث هو اسم للمعنى وأما اللفظ والحروف والأصوات ليس من الكلام كيف ليس من الكلام؟ قالوا هي دليل على الكلام ،الكلام معنى قائم بالنفس لا يسمع ليس بحرف ولا صوت ويستدلون ببيت منسوب للأخطل النصراني
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما | جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
بيت مصنوع لا يدرك من قائله منسوب للأخطل أولاً هذا البيت مصنوع لا يعرف , أين دليلكم من الكتاب والسنة تعتمدوا على كلام ،كلام مصنوع منسوب للأخطل والأخطل ولو سلمنا أنه قاله الأخطل أولاً مصنوع , ثانياً لو سلمنا( ..) فالمقصود أن الكلام لفي الفؤاد يعني الكلام الذي يعده الإنسان ويهيئه والكلام الذي يهيئه في كلامه قبل أن يتكلم به يكون يزنه بعقله قبل أن ينطق به, وليس مقصوده أن اللفظ ليس من الكلام ولو سلمنا جدلاً أن مقصوده اللفظ فهذا قول نصراني والنصراني لا يحتج به والنصارى ضلوا في معنى الكلام النصارى ضلوا في معنى الكلام , فقالوا إن عيسى نفس الكلمة جزء من الله وليس هو الكلمة وقالوا عيسى كلمة الله يعني عيسى ، عيسى هو الكلمة يقولون هو كلمة الله يعني عيسى هو الكلمة والكلام صفة من صفات الله فجعلوا عيسى جزءا من الله .والمسلمون يقولون عيسى مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة خلقه الله إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ عيسى مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة والنصارى يقولوا عيسى هو الكلمة فهو جزء من الله تعالى الله عما يقولون.النصارى ضلوا في معنى الكلام كيف يستدلوا بقول نصراني ضل في معنى الكلام على معنى الكلام ؟ هذا ما يمكن كيف يستدل بقول نصراني ضل في معنى الكلام على معنى الكلام هو ضل في معنى الكلام هذه مسألة منازع فيها في محل نزاع تستدل بقول نصراني النصارى ضلوا في معنى الكلام أفيستدلوا بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام ويترك ما يعرف معنى الكلام من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل اللغة ؟
فالأشاعرة قالوا الكلام هو اسم للمعنى أما اللفظ ليس بكلام دليل على الكلام ولهذا قالوا القرآن ما هو ؟ القرآن المعنى القائم بنفس الرب لم يتكلم الرب بحرف ولا صوت ولم يسمع عنه أي كلمة جعلوا الرب أبكم ما يتكلم نعوذ بالله كيف إذاً كيف جعل هذا القرآن ؟ إذا كان الرب لا يتكلم ؟ قالوا الله اضطر جبريل اضطرارا ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر عنه بالقرآن فالقرآن عبارة عبر به جبريل عبر به عن المعنى القائم بالرب كأنه أبكم نعوذ بالله مثل ما تعبر عن الأبكم بحركات ثم تعبر وتقول هذا كلام الأبكم تعال الله عما يقولون.قالوا الرب لا يتكلم لأنه لو تكلم بحرف وصوت صار محلا للحوادث بزعمهم والرب منزه عن الحوادث والحرف حادث والصوت حادث والرب ليس محلا للحوادث فقالوا الكلام ليس بحرف ولا صوت معنى قائم بنفسه، اضطر الله جبريل ففهم المعنى القائم فعبر بهذا القرآن فالقرآن عبارة عبر به جبريل.
.وقالت طائفة أخرى من الأشاعرة الذي عبر به محمد ليس جبريل عليه الصلاة والسلام.
.وقالت طائفة ثالثة من الأشاعرة جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ ولم يتكلم الله بكلمة واحدة.
.هذه ثلاث طوائف من الأشاعرة وهم يقولون إن القرآن ليس هو كلام الله مجاز يسمى ما في المصحف يسمى كلام الله مجازا ليس حقيقة لماذا مجاز ؟ قالوا لأنه تأدى به كلام الله فهم يقولون القرآن كلام الله يعني مجازا لكن عند التحقيق والمناقشة يقولون لا نحن نقول كلام الله لأنه تأدى به كلام الله , المعاني تأدت بهذه الحروف والألفاظ وإلا فلا فلم يتكلم إلا بهذه الألفاظ المصحف ما فيه كلام الله ما فيه كلام الله لكن تأدى به كلام الله حتى إن بعضهم يهون من وقوع المصحف يرمى أو كذا لا يبالي فيقولوا القرآن ليس بكلام الله والعياذ بالله ,حتى بعض الأشاعرة غلا في هذا لا يبالي باحترام القرآن والمصحف لأنه ما فيه كلام الله إنما تأدى به كلام الله وهذا من أبطل الباطل فليحذر المسلم من هذا ,وبعضهم قال كلام الله الحروف يعني المعتزلة غلوا في الألفاظ ,المعتزلة قالوا الكلام اللفظ والمعنى والأشاعرة قالوا الكلام المعنى وأبو المعالي الجويني قالوا الكلام هي الحروف والألفاظ وهذا باطل.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الوسطية " والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف " هذا مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن ."القرآن كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني: كما يقوله أبو المعالي الجويني ولا المعاني دون الحروف كما يقوله الأشاعرة .والقرآن صفة من صفات الله لفظه ومعناه وليس بمخلوق كما تقوله المعتزلة الكلام اسم للفظ والمعنى في اللغة العربية اسم للفظ والمعنى فإطلاق الكلام على الاسم على المعنى إطلاقه على جنس المعنى وإطلاقه على اللفظ إطلاقه على جنس معناه وإطلاقه على اللفظ والمعنى إطلاقه على جميع مسماه ,مثل الإنسان اسم الإنسان يسمى اسم للروح والجسد فإطلاق الإنسان على الروح إطلاق على جزء معناه وإطلاقه على الجسد إطلاقه على جزء معناه وإطلاقه على الروح والجسد إطلاق على كل معناه , فالإنسان اسم للروح والجسد والكلام اسم للفظ والمعنى هذا هو الحقيقة .نقف هنا وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله وسلم على نبينا محمد والآن يأتي دور الأسئلة.
(سؤال )
أحسن الله إليكم هذا سائل يسأل يقول القدرية ينكرون علم الله فهل يلزم من ذلك أنهم ينكرون أن الله خلق أفعال العباد ؟
(الجواب )
الأشعرية يقولون القدرية المتوسطون وهم القدرية المجوسية يقولون إن الله خلق كل شيء إلا أفعال العباد ،العباد هم الذين خلقوها ويقولون إن الله خلق الإنسان وخلق وأعطاه القوة لكن الإنسان هو الذي خلق فعله خيرا أو شرا طاعة أو معصية فرارًا من القول بأن الله خلق المعاصي حتى لا يكون ظالماً وهم يعترفون أن الله خلق الإنسان وأعطاه القوة لكن يقولون هو الذي خلق فعله ولهذا يلزمون على الله أن يثيب المطيع لأنهم عندهم أصل من أصولهم إنفاذ الوعيد يوجبون على الله أن يثيب المطيع ويعاقب العاصي لأنه هو الذي خلق فعله فيجب على الله أن يثيب المطيع الثواب على الله كما يستحق الأجير أجرته ويجب عليه أن ينفذ الوعيد في العاصي وليس له أن يعفو عنه هكذا هم المعتزلة لأنه هو الذي خلق فعله خلق فعله يعني يستحق الأجر يجب أن يعطى أجره هكذا يوجبون على الله ويجب أن يعاقب العاصي و(..) أن يعفو عنه تعالى الله عما يقولون. نعم ..
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل قال المؤلف رحمه الله " وليس في السنة قياس " أليس قياس الأولى من القياس العقلي وقد أثبته المحققون في صفات الله ؟
(الجواب )
بلى , القياس ليس من فعل السنة القياس قياس لا يستند إلى نص قياس في العقول يعني يقيس الإنسان بالعقل إما قياس أولى أو قياس .. أنا بينت هذا في أثناء هذا قلت إن القياس الشرعي يستند إلى الشرع المراد القياس المسند للعقل المجرد. نعم ..
( السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل ما معنى قول المؤلف : (ترك الجلوس مع أهل الأهواء)؟
(الجواب )
ترك الجلوس مع أهل الأهواء يعني أهل البدع لا تجالس أهل الأهواء يعني أهل البدع لأنهم يضرونك يشبهون عليك ويلبسون عليك قد يلبسون عليك شبهة فلا تستطيع ردها, ولهذا كما ورد عن بعض السلف لما قال بعض أهل البدع قالوا كلمة , قال ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة ما يريد أن يتكلم مع أهل البدع قد تكون هذه الكلمة الذي يكلمه فيها شبهة فتتمكن من نفسه ولا يستطيع ردها فلا تجالس أهل الأهواء وأهل البدع . نعم.
(السؤال )
أحسن الله إليكم , يقول السائل : يجب علينا أن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله , فكيف تفسر قول الله : مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ؟
(الجواب )
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ يعني فبفضل الله وتوفيقه , وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فبسبب ذنوبك فبسبب ذنوبك كسبتها والله تعالى (..)ولهذا قال بعدها قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا وقال مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ نعم
(السؤال )
أحسن الله إليك يقول السائل : هل الأشعري معتزلي والعكس؟
(الجواب )
لا الأشعري له مذهب و المعتزلي له مذهب ،مذهب المعتزلة ينكرون جميع الصفات ولا يثبتون إلا الأسماء يقولون مذهبهم أن إثبات أسماء الله لكن بدون معاني الرحمن بدون رحمة عليم بلا علم وقدير بلا قدرة سميع بلا سمع وبصير بلا بصر.
وأما الأشاعرة فهم يثبتون الأسماء ويثبتون سبع صفات , الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والقدرة والإرادة والباقي يؤولونه ومنهم من يثبت عشرين صفة ومنهم من يثبت أربعين لكن المشهور عنهم سبع صفات الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والقدرة والإرادة هذا في الصفات وفي القدر الأشعرية جبرية والمعتزلة قدرية نعم وتجد الأشاعرة ينكرون الأسماء مثل الجهمية وأما المعتزلة فهم يعتمدون بالأسماء ضد الأشعرية. نعم
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل : من الذي قال إن الكلام هو حروف وألفاظ ؟
(الجواب )
حروف وألفاظ ومعاني أهل السنة والجماعة يقولون الكلام حروف وألفاظ ومعاني والحروف والألفاظ واحد حروف ومعاني , شيخ الإسلام يقول في العقيدة الواسطية " والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه" والحروف هي الألفاظ ليس كلام الله الحروف دون المعاني كما يقوله أبو المعالي الجويني ولا المعاني دون الحروف كما يقوله الأشاعرة. نعم ...
( السؤال )
أحسن الله إليكم هذا السائل يسأل عن قول النصارى في عيسى ابن مريم ؟
(الجواب )
نعم النصارى يقولوا أن عيسى ابن الله جعلوه جزءا من الله تعالى الله عما يقولون غلو في عيسى حتى رفعوه في مقام العبودية والنبوة إلى مقام الألوهية وقالوا عيسى ابن الله وقالوا فسروا قول الله تعالى وكلمته قالوا هو نفس الكلمة هو جزء من الله وأما أهل السنة قالوا عيسى كلمة الله يعني مخلوق بالكلمة من الله خلقه الله بكلمة كن . نعم ..
( السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل : إن تخلل حياة الصحابي ردة هل يعتبر صحابياً ؟
(الجواب )
إذا مات على الإسلام نعم، إذا مات على الإسلام فإنه لا يضره إن تخلل عمله ردة , وكذلك الإنسان إذا تخلل عمله ردة ثم تاب ومات على الإسلام لا يبطل عمله يحرزه بتوبته أما إذا مات على الكفر والعياذ بالله فإنها تبطل أعماله كلها لكن إذا تاب الله عليه ومات على الإسلام بقيت أعماله أحرزها الله قال تعالى : وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ فاشترط لحبوط العمل الموت على الكفر وقال سبحانه وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ نعم
(السؤال )
أحسن الله إليكم هذا سائل من فرنسا يقول : جاء في الحديث أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ما صحة هذا الحديث ؟ وهل ترك الجدال ولو كان الحق معك في أمور الدين يدخل في هذا الحديث ؟
(الجواب)
نعم .. الحديث صحيح أنا زعيم يعني كفيل(..) في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ترك الجدال في الدين ولو كان على حق لأن الجدال قد يفضي به إلى ما لا يحمد عقباه وأقل ما فيه أن تكون خصوم ويكون حزازات في النفوس ومحن وضغائن ترك المراء في الجدال مطلوب فلا ينبغي للإنسان أن يماري فمن ذلك قول الله تعالى في الحج فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ الجدال هو المراء: قيل أن تماري صاحبك حتى تغضبه، نعم .
( السؤال )
أحسن الله إليكم ,, هذا السائل يقول : ما المقصود بقوله " ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي له ذلك وأحكم له"؟
(الجواب)
نعم، ومن لم يبلغ تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي له ذلك يعني عليه أن يسلم إلى ما بلغه تفسير الحديث ولم يبلغه عقله يسلم لله ورسوله قد كفي ذلك فسر الأحاديث فسرت فسرها النبي ﷺ وبين العلماء معانيها يعني هي معلوم لغيرك إذا كنت أنت لا تعلمها فيعلمها غيرك فأنت مكفي عليك أن تسلم وتؤمن , تقول آمنت بالله وبما جاء عن الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله كما روي هذا عن الإمام الشافعي "قال آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله " عليه الصلاة والسلام، نعم.
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل : هل نكفر الأشاعرة بسبب تذبذبهم بين أهل السنة والمعتزلة؟
(الجواب )
لا، الأشاعرة ما كفرهم العلماء لأنهم مبتدعة لأنهم متأولون فرق بين الجاحد والمتأول الجاحد الذي يجحد كافر شخص يقول يجحد الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ينكر يقول الرب لم يستو على العرش هذا كافر , لماذا ؟ لأنه كذب الله ومن كذب الله كفر..
لكن شخص قال الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى على العين والرأس هذا كلام الله نؤمن به لكن معنى استوى استولى لأنه لا يمكن له أن يستوي , شبهة هذا ما يكفر لأنه متأول هذا لا أنا أؤمن بكلام الله لكن استوى ما يليق بالله أن يستوي لأنه إذا استوى شابه المخلوق شبهة هذا مبتدع لكن ما يكفر لكن الأول يقول لا يمكن الاستواء هذا كافر لأنه مكذب لله ومن كذب الله كفر , كذلك الأشاعرة متأولون لهم شبهة والمتأول لا يكفر، نعم.
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول هل ثبت أن أبا الحسن الأشعري رجع عن قوله أم لا ؟ وهل ترحم عليه شيخ الإسلام رحمه الله؟
(الجواب)
نعم ثبت أن أبا الحسن الأشعري رحمه الله رجع عن معتقد الأشاعرة وأبو الحسن الأشعري له أطوار كان في الأول على مذهب ابن الكلاب كان على مذهب المعتزلة , جلس في المعتزلية مدة طويلة ما يقرب أربعين سنة ثم أعلن رجوعه وجلس على منبر الجامع وقال لهم إني راجع عن مذهبي وإني منخلع من الأقوال والأهواء التي تفترونها كما أخلع هذا وخلع ثوبا عليه ثم صار على مذهب ابن الكلاب وهو إثبات الصفات الذاتية وتأويل الصفات الفعلية , ثم تحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة في كتابه الإبانة آخر ما كتب في كتاب الإبانة عن أصول الديانة وقال إنه على معتقد الإمام أحمد بن حنبل وهو أثنى على الإمام أحمد وقال إنه الإمام الكبير الإمام المبجل والإمام المفخم رحمه الله ورضي عنه ومذهبي فيه كذا وكذا في كتاب الإبانة عن أصول الديانة لكن بقت عليه أشياء يسيرة أشياء يسيرة بقت عليه بسبب طول مكثه على المذهب الأول , وإلا في الجملة رجع على معتقد أهل السنة والجماعة لكن أتباعه بعضهم ما رجع استمروا على معتقدهم السابق. نعم.
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل : لو ترشدونا إلى أفضل الكتب في أصول المعتزلة و الأشاعرة و الجهمية ؟
(الجواب)
ما ننصحك بأن تذهب إلى الأصول الأشعرية والمعتزلة لماذا ؟ لا تقرأ فيها أصول ننصحك بكتب أهل السنة والجماعة أصول المعتزلة معروفة كتب الأشاعرة كتب المعتزلة تجدها في المكتبات موجودة تجد بعض المكتبات في دواليب خاصة المعتزلة لهم أصولهم خمسة القاضي عبد الجبار المعتزلي معروف فلا ننصحك يكفي أن تعرف مذهب المعتزلة عليهم وكتب أهل السنة والجماعة حينما يردون عليهم ويبينون مذاهبهم الباطلة فلا يرجع إلى كتبهم إلا الحسان وطالب العلم أو عالم من أهل العلم يريد أن يرد عليهم لا بأس أن يرجع إلى كتبهم أما طالب العلم يذهب إلى كتب الأشاعرة وكتب المعتزلة لا، قد تزل وتضل قد يلبسون عليك تقرأ شبههم ولا تستطيع الرد عليهم أو لا تجد الرد عليهم. نعم .
(السؤال )
أحسن الله إليكم يقول السائل : ما هي الكتب التي تنصحون بها بسيرة الصحابة ؟
(الجواب)
سيرة الصحابة تأخذها من القرآن ومن السنة من القرآن الكريم الله تعالى ذكر سيرهم قال مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ترجع إلى سيرهم في كتب السنة والأحاديث والصحيحين في البخاري ومسلم ذكر فيها مناقب الصحابة مناقب الصديق مناقب عمر مناقب عثمان مناقب علي وكذلك أيضا في مسند الإمام أحمد وفي السنن الأربع وكذلك في كتب السير سيرة ابن هشام من أمثل ما كتب في هذا وكذلك أيضا البداية والنهاية لابن كثير حين ذكر سير الصحابة وكذلك أيضا العواصم في القواسم لابن العربي كتاب جيد ذكر فيه عصر الصحابة وكذلك مختصر السيرة للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب عظيم في السيرة وفي سير الصحابة سيرة النبي ﷺ وأصحابه وكذلك مختصر السيرة لابنه عبد الله وغير ذلك. نعم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس منه شيء مخلوق وإياك ومناظرة من أخذل فيه ومن قال باللفظ وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فهذا مبحث في القرآن والقرآن كلام الله قال المؤلف رحمه الله (والقرآن كلام الله وليس بمخلوق) فالقرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله ليست ببائنة منه ليست منفصلة عنه فالله بذاته وأسمائه وصفاته هو الخالق وما سواه هو المخلوق ولهذا قال المؤلف رحمه الله "والقرآن كلام الله" يعني لفظه ومعناه حروفه ومعانيه كله كلام الله.لأن الكلام اسم للفظ والمعنى اسم للحروف والمعاني هذا هو الصواب الكلام من حيث هو اسم للفظ والمعنى والحروف والمعاني كما أن اسم الإنسان اسم للروح والجسد مسمى الإنسان الروح والجسد مسمى الكلام اللفظ والمعنى .هذا هو الصواب الذي عليه أهل اللغة وعليه المحققون فاللفظ والحروف والمعاني داخل في مسمى الكلام كما أن الروح والجسد داخل في مسمى الإنسان , الإنسان اسم مسمى الإنسان بروحه وجسده فالإنسان إنسان بروحه وجسده , والكلام كلام بلفظه ومعناه وكذلك كلام الله صفة من صفاته اللفظ والمعنى. الحرف والصوت وهذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة كما قرره الإمام أحمد بن حنبل وهو إمام أهل السنة والجماعة.
قال : (القرآن كلام الله لفظه ومعناه حروفه ومعانيه وليس بمخلوق) : كما يقول أهل البدع كما تقوله المعتزلة فإن المعتزلة يقولون كلام الله مخلوق لفظه ومعناه الحروف والمعاني مخلوق عند المعتزلة اللفظ والمعنى.
أما الأشاعرة فإنهم قالوا اللفظ والحروف مخلوقان والمعنى ليس بمخلوق لأن مسمى الكلام عند الأشاعرة المعنى فقط المعنى هو مسمى الكلام أما اللفظ، اللفظ والحروف والصوت ليس بكلام وإنما هو دليل على الكلام اللفظ والحروف قالوا عبارة عن كلام الله عبارة ، عبارة عن كلام الله فالإنسان يعبر عما في معناه يعبر بلفظه وحروفه وصوته عما في نفسه من الكلام هذا هو مذهب الأشاعرة وهو مذهب باطل.
وكما سبق أن الأشاعرة يرون أن المعنى هو كلام الله وأن الله لم يسمع له صوت ولا حرف ولا لفظ وشبهتهم في ذلك يقولون لو قلنا إن الكلام واللفظ والحرف وصوت للزم من ذلك أن تحل الحوادث في ذات الرب والحوادث لا تحل إلا بالمخلوق فراراً من ذلك بزعمهم قالوا إن اللفظ والحرف والصوت ليس من الكلام وإنما هو دليل على الكلام والكلام هو المعنى القائم بالنفس وأما هذا القرآن قالوا إن الله لم يتكلم به ولم يسمع منه وإنما تكلم به جبريل عبر به عما في نفس الرب اضطره الله اضطرار ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر بهذا القرآن فهذا القرآن عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله، وطائفة أخرى قالت الذي عبر محمد عليه الصلاة والسلام وليس بجبريل وطائفة أخرى قالت إن جبريل أخذ من اللوح المحفوظ وهذه الأقوال كلها فاسدة وكلها باطلة.
والصواب أن الله تعالى تكلم بهذا القران بحرف ولفظ وصوت وسمع منه جبرائيل فنزل به على قلب محمد ﷺ كما قال الله تعالى في كتابه العظيم: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قال تعالى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله كما يقول الأشاعرة هذا القرآن فالقرآن الذي يتلى عبارة عن كلام الله هذا باطل.
ولهذا روى البخاري رحمه الله في خلق أفعال العباد بسنده عن سفيان بن عيينة قال: "أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون القرآن كلام الله وليس بمخلوق" وفي رواية أبي سعيد الدارمي في الرد على الجهمية قال سفيان بن عيينة قال عمرو بن دينار "أدركت أصحاب النبي ﷺ فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون الله الخالق ومن سواه المخلوق والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود" بسند صحيح، منه خرج يعني تكلم الله وإليه يعود في آخر الزمان حينما يرفع القرآن وهو شرط من أشراط الساعة الكبار إذا ترك الناس العمل به نزع القرآن من الصدور ومن المصاحف نسأل الله السلامة والعافية.
وروى البيهقي في الأسماء والصفات من طريق(...) وقد أدرك عمرو بن دينار أدلة أصحاب رسول الله البدريين والمهاجرين والأنصار مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير وأدلة التابعين رحمة الله عليهم .وعلى هذا مضى سبل هذه الأمة لم يختلفوا في ذلك ّأن القرآن كلام الله.
قال علي بن المديني" القرآن كلام الله ومن قال إنه مخلوق فهو كافر لا يصلى خلفه".
وقول المؤلف رحمه الله (ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق) لا ينبغي للسني أن يضعف لا تضعف قلها بصراحة وقوة أعلن الحق أنت على الحق لا تضعف قل القرآن كلام الله ليس بمخلوق ولو كنت بين أهل البدع لأن بعض الناس قد يضعف إذا كان بين أهل البدع قد يستحي يقول الإمام لا تضعف ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق.
(فإن كلام الله ليس ببائن منه) ليس ببائن منه يعني لم يفارقه وينتقل منه إلى غيره تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
قوله (وليس منه شيء مخلوق) يعني من الرب إذا كان ليس ببائن منه فليس من الرب شيء مخلوق والرب هو الخالق بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وصفاته لا تفارقه وتنتقل إلى غيره وإذا كانت لا تفارقه فليس من الله شيء مخلوق.
ولهذا قال ومن الناس من قال- أبو المعالي الجويني- إن الكلام هو اللفظ ألفاظ دون معان، الألفاظ دون المعاني هو القرآن، منهم من قال الكلام مسمى الكلام اللفظ والحروف ومنهم من قال مسمى الكلام المعاني وهم الأشاعرة، والمعتزلة يقولون مسمى الكلام اللفظ والمعنى لكن كلاهما مخلوق وأهل السنة يقولون مسمى الكلام اللفظ والمعنى لكن كلاهما صفة الله.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الواسطية "والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني كما يقوله أبو المعالي الجويني ولا المعاني دون الحروف كما يقوله الأشاعرة".
يقول الإمام رحمه الله : (وإياك ومناظرة من أجدل فيه) يعني لا تجادل إياك والمناظرة من أجدل فيه لا تجادل أهل الباطل لأن الجدال والخصومات قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه فلا تجادل أهل البدع أبلغهم أن القرآن كلام الله ولا تجادل ولهذا قال (وإياك ومناظرة من أجدل فيه).
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله في السنة سمعت أبي يعني الإمام أحمد رحمه الله مرة يقول : "كلام الله ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم " لا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم، هذا معنى قوله (إياك ومناظرة من أجدل فيه) أجدل أفعل تفعيل من الجدال إياك من يجادل من باب المجادلة وفي رواية ابنه عبد الله يقول : " كلام الله ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجادلوا من يخاصم " لا تخاصم في هذا ولا تجادل.
ثم قال الإمام أحمد: (ومن قال باللفظ وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق) هنا ذكر طائفتان : الطائفة الأولى من تقول باللفظ :والطائفة الثانية الواقفة : والطائفة الثالثة لم تقل إنه مخلوق : فتكون طوائف أهل البدع:
من قال القرآن مخلوق هذا قول المعتزلة هؤلاء أهل البدعة.
الطائفة الثانية قالوا :المعنى ليس بمخلوق واللفظ مخلوق وهم الأشاعرة.
والطائفة الثالثة: من تقول اللفظ مخلوق , لفظي بالقرآن مخلوق.
.والطائفة الرابعة أن تتوقف : يقول لا أدري لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق وكل هؤلاء أهل البدع.
ولهذا قال بعض السلف :الواقفة شر من اللفظية , اللفظية هؤلاء طائفة حدثت حدث متأخرون فيقول أحدهم لفظي بالقرآن مخلوق فهؤلاء مبتدعة , لأنهم تكلموا بكلام لم يتكلم به السلف فهذه طريقة مبتدعة لبعض أهل البدع من قال باللفظ يعني من قال لفظي بالقرآن مخلوق ابتدعها بعض أهل البدع ليروجوا بدعتهم فقالوا : لفظنا بالقرآن مخلوق .وقد عدهم الإمام أحمد رحمه الله وغيره من العلماء من الجهمية من قال لفظي بالقرآن جهمي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله في السنة سألت أبي فقلت :" إن قوما يقولوا لفظنا بالقرآن مخلوق فقال هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول الجهم وعظم الأمر عنده في هذا وقال هذا كلام الجهم "وقد اشتهر عن الإمام أحمد رحمه الله مقالة مشهورة " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال لفظي بالقرآن غير بمخلوق فهو مبتدع " هذه عبارة مشهورة سد الباب من الجهتين.
وثبت عن الإمام البخاري رحمه الله , بل أقره الإمام البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد أن أفعال العباد مخلوقة ألفاظهم وحروفهم وأصواتهم وأداؤهم وحركاتهم مخلوقة وأما كلام الله فليس مخلوق.
ولهذا بوب البخاري رحمه الله قال باب قراءة المنافق والفاجر وأصواتهم وقراءتهم لا تجاوز حناجرهم واستدل بالحديث أن الخوارج يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وذكر أدلة في هذا وسرد أحاديث في كتاب خلق أفعال العباد وبين أن العباد مخلوقون ومن ذلك ألفاظهم وأصواتهم وحركاتهم وأداؤهم وأصواتهم لا تجاوز حناجرهم فظن بعض الناس أن هناك اختلاف بين الإمامين الإمام أحمد و الإمام البخاري وقالوا إن البخاري يقرر لفظية يقرر كلام اللفظية أو مذهب اللفظية حتى هجره جماعة الإمام البخاري وهجره محمد(..)وقال من جالس محمد بن إسماعيل عندنا فهو مبتدع وهجر طائفة من الناس الإمام البخاري وهجروه طائفة وقالوا إن المبتدع يتكلم باللفظ وقد بين العلامة ابن القيم رحمه في كتابه الصواعق المرسلة سبب هذه الفتنة التي حصلت(..) المحدثين وأن هذه الفتنة حصل فيها لبس وسببها أمران ,الأمر الأول : القول المجمل الذي قاله الإمام أحمد والقول الثاني : الحسد الذي أصاب بعض الناس لأن الإمام البخاري هو الإمام هو إمام أهل السنة رفع الله ذكره وأعلى قدره وله جهود عظيمة في علوم الحديث ولم (..) إلا الكتاب العظيم كتابه الصحيح والذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله فنشر الله صيته فحسده بعض الناس وتعلقوا بالقول المجمل من الإمام أحمد حينما قال :" من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " فقالوا إن البخاري قرر أن الألفاظ مخلوقة فهو مبتدع وسبب ذلك الحسد الذي أصابهم مع تعلقهم بالشبهة مع الشبهة التي حصلت بسبب القول المجمل للإمام أحمد والواقع أنه لا اختلاف بين الإمامين الإمام أحمد والإمام البخاري كل من الإمامين يقرر أن كلام الله لفظه ومعناه حروفه واللفظ والمعنى والحروف والأصوات كلها من صفات الله وكل من الإمامين يقرر أن العبد مخلوق ومن ذلك أفعاله وحركاته وأقواله وكلامه ولكن الإمام أحمد رحمه الله أجمل وسد الباب حتى لا يتعلق الناس حتى لا يكون هناك طريق للمبتدعة, فقال من قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي , لماذا ؟لأنه خالف قول السلف فلماذا تقول لفظك غير مخلوق أنت مخلوق لا لفظك ولا غير لفظك لماذا تخصص اللفظ فتخصيصك للفظ بدعة كل إنسان مخلوق بحركاته وأفعاله وأصواته ومن ذلك قراءته , أما كونك تخصص لفظه غير مخلوق فهذا بدعة , كما لو قال شخص الفاتحة ليست مخلوقة أو قال البقرة ليست مخلوقة نقول مبتدع أنت القرآن كله ليس بمخلوق لماذا تخصص الفاتحة وتخصص البقرة لماذا تخالف قول السلف ؟ فقولك بدعة فكذلك إذا قال لفظي بالقرآن مخلوق نقول أنت مبتدع فأنت مخلوق بجميع أفعالك وحركاتك فلماذا تخصص لفظك للقرآن وتخالف السلف؟ وكذلك إذا قال غير مخلوق من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع لأنه أيضا خالف قول السلف.
ومن العلماء من فسر قول الإمام أحمد قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي لأنه(..) في اللفظ تطلق على الشيء الساقط ولأنه يراد به اللفظ الملفوظ وهو القرآن صار قوله جهمي وكذلك من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع لأنه خالف قول السلف.
وأما الإمام البخاري فإنه بين وفصل بين ما قاله الرب من الكلام فهو صفته وما قال من الكلام للعبد ....د 47:49 فلا اختلاف بين الإمامين وأهل السنة إمام أهل السنة أحمد والبخاري رحمهما الله متفقان وليسا بمختلفين لكن الإمام أحمد سد الباب وأجمل والإمام البخاري فصل وبين بين ما يقوله الرب وبين ما يقوله العبد، لكن الفتنة التي حدثت في المحدثين سببها الحسد حسدهم للإمام البخاري لما رفعه الله ونشر صيته وتعلقوا وحصلت لهم شبهة حيث تعلقوا بالقول المجمل من الإمام أحمد فحصلت فتنة من المحدثين مركبة من الحسد والشبهة التي حصلت من القول المجمل من الإمام أحمد وإلا في الواقع لا اختلاف بين الإمامين .
ومن وقف فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنه كلام الله أيضا مبتدعة هذه طائفة تسمى الواقفة ،الواقفة هم الذين قالوا القرآن كلام الله ولكن وقفوا فقالوا لا نقول غير مخلوق ولا نقول مخلوق , نقول أنتم مبتدعة .لا تتوقف من توقف فهو مبتدع بل قل القرآن كلام الله ليس بمخلوق لا تتوقف فالتوقف بدعة.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل في كتابه السنة سمعت أبي رحمه الله سئل عن الواقفة الذين يقفون يقولون لا مخلوق ولا غير مخلوق فقال أبي:" من كان يخاصم ويرفض الكلام فهو جهمي ومن لم يرفض الكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم فليسأل وقال الواقفة شر من الجهمية ".
وروى الآجري في الشريعة عن أبي داود السجستاني قال سمعت أحمد بن حنبل سئل هل له رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ثم يسكت ؟ يعني ما يقول مخلوق ولا غير مخلوق ؟ فقال ولم يسكت ؟ ولولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا بأي شيء لا يتكلمون.
فالواقفة مبتدعة ولهذا قال المؤلف رحمه الله الإمام (ومن وقف وقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق لا فرق بينهما) من قال القرآن مخلوق فهو مبتدع ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع ومن توقف وقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو مبتدع مثل من قال مخلوق ولهذا قال (..)مثل من قال هو مخلوق وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق.
والخلاصة من هذا أن مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وأن الكلام اسم للفظ والمعنى والحروف والأصوات , وأما الطوائف الذين المبتدعة فهم الجهمية والمعتزلة قالوا القرآن لفظه ومعناه مخلوق والأشاعرة قالوا اللفظ مخلوق والمعنى غير مخلوق أيضا مبتدعة وطائفة أبو المعالي الجويني : اللفظ الكلام اسم للفظ دون المعنى وأيضاً هؤلاء مبتدعة واللفظية الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق مبتدعة والواقفة الذين يقولون نتوقف ما نقول مخلوق ولا غير مخلوق مبتدعة. نعم.
(المتن)
والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي ﷺ من الأحاديث الصحاح وأن النبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله ﷺ صحيح رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي ﷺ وَالْكَلَام فِيهِ بِدعَة وَلَكِن نؤمن بِهِ كَمَا جَاءَ على ظَاهره وَلَا نناظر فِيهِ أحدا
( الشرح )
الكلام في الرؤية سبق الكلام في الرؤية والإيمان بالرؤية يوم القيامة يعني رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة يعني من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة عند أهل السنة الإيمان بالرؤية يوم القيامة يعني برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وأن المؤمنين يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر فالمؤمن يرى ربه بعين رأسه يراه من فوقه ترون ربكم كما ترون القمر ونحن نرى القمر من فوقنا فنحن نرى الله من فوقنا أنكم ترون ربكم كما ترون القمر هذا تشبيه للرؤية بالرؤية وليس تشبيها للمرئي بالمرئي ليس تشبيها لله بالقمر الله لا يشبه أحد من خلقه وإنما تشبيه للرؤية يعني ترون ربكم رؤية واضحة من فوقكم كما ترون القمر رؤية واضحة من فوقكم وليس المراد أن الله مثل القمر تعالى الله.
سبق النصوص في هذا وأن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ثابتة في النصوص في القرآن وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ الزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم وكذلك لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
والنصوص من السنة متواترة كما ذكر العلامة ابن القيم في كتاب الروح متواترة أنه رآها وأنها مروية في الصحاح والسنن والمسانيد وأنه رواها نحو ثلاثين صحابيا وفيها: أن المؤمنين يرون ربهم كما يرون القمر وفيها أنكم ترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وأن النصوص في الرؤية متواترة.
ولهذا قال الإمام أحمد وغيره من أنكر رؤية الله فهو كافر من قال إن الله لا يرى فهو كافر .لأنه مكذب لله والآيات القرآنية صريحة في هذا الواردة ولأنه مكذب للأحاديث المتواترة.
ولهذا قال الإمام هنا (الإيمان بالرؤية يوم القيامة) يعني من أصول أهل السنة الإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي ﷺ من الأحاديث الصحاح (وأن النبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله ﷺ فهو صحيح).
والذين أنكروا الرؤية هم الجهمية والمعتزلة , بماذا تأولوا نصوص الرؤية ؟ قالوا معنى الرؤية العلم ترون ربكم كما ترون القمر يقول تعلمون ربكم كما تعلمون أن القمر قمرا ,تعلمون أن لكم ربا كما تعلمون أن القمر قمرا فسروا الرؤية بإيش ؟ بالعلم وهذا باطل في قوله ترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس فيه سحاب هذا علم وإلا رؤية بالبصر ؟ كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب هذا رؤية البصر وإلا رؤية القلب ؟ هذا رؤية البصر , فالنصوص صريحة في هذا.
وأما الأشاعرة فإنهم أثبتوا الرؤية ونفوا الجهة قالوا يرى لكن في غير جهة بدون جهة لم يحددوا الجهة كيف ترون ربكم ؟ قالوا ما نحدد الجهة بلا مواجهة وهذا باطل.
وأهل السنة أثبتوا الرؤية وأثبتوا العلو وأن المؤمنين يرون ربهم من فوقهم ربهم فوقهم لأننا نرى القمر من فوقنا.
قال : وأن النبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله ﷺ فهو صحيح رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس) وهذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في السنة رواه عن ابن عباس قال : قال الرسول ﷺ: رأيت ربي ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أيضا أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال : رأى محمد ربه قلت أليس الله يقول لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ؟ , " هذا عكرمة يسأل ابن عباس " فقال ابن عباس : " ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقال أريه مرتين. قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ورواه علي بن الزيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس يعني رؤية النبي ﷺ لربه مأثور ولهذا قال الإمام والنبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور صحيح في حديث ابن عباس رأيت ربي وفي الحديث الآخر رأيت ربي في أحسن صورة.
لكن هل هذه الرؤية بالبصر وإلا بالفؤاد ؟ وهذه الرؤية أو الرؤية في المنام ؟ أما ليلة المعراج فإن النبي ﷺ لما أسري به من مكة إلى بيت المقدس عرج به إلى السماء وجاوز السبع الطباق ورأى في كل سماء أنبياء رأى في السماء الأولى آدم وفي الثانية يحيى وعيسى ابنا خالة وفي الثالثة يوسف وفي الرابعة هارون وفي الخامسة إدريس أو في الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم ثم جاوز السبع الطباق حتى وصل إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام فكلمه الله وخاطبه من دون واسطة وسمع كلام الله كما سمعه موسى وفرض رب العزة والجلال عليه الصلاة خمسين صلاة في ذلك المقام الأعلى الذي يسمع فيه صريف الأقلام ثم نزل بصحبة جبرائيل هبط به جبرائيل حتى مر على موسى في السماء السادسة فسأله ماذا فرض عليك ربك؟ قال خمسين صلاة في اليوم والليلة قال ارجع إلى ربك واسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق خمسين صلاة في اليوم والليلة فرجع استشار جبريل فأشار إليه وسأل ربه التخفيف حتى وضعه عشرا وفي بعض الروايات أنه وضعه خمسا ثم رجع مرة أخرى فأمره موسى أن يرجع فجعله يتردد بين ربه وبين موسى إذا وصل إلى موسى قال اسأل ربك التخفيف أمتك ضعيفة لا تطيق أربعين صلاة ثم صارت ثلاثين قال لا تطيق ثلاثين صلاة ثم صارت عشرين فقال لا تطيق عشرين صلاة ثم صارت عشرا فقال لا تطيق عشرا وفي بعض الروايات أنه في كل مرة (..)خمسا من خمسين إلى خمس حتى وصلت إلى خمس فقال له لما خففت إلى خمس قال ماذا فرض عليك ربك، موسى يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام قال خمس صلوات قال له ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق خمس صلوات في اليوم والليلة فقال عليه الصلاة والسلام إني سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم فنادى مناد من السماء أن أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ما يبدل القول لدي هي خمس في العدد وخمسون في الميزان والأجر الحسنة بعشر أمثالها فلله الحمد. وهذا فيه نسخ النسخ قبل التكليف نسخ التكليف من خمسين إلى خمس صلوات.
هل رأى محمد ربه ليلة المعراج ؟ أما سماعه كلامه فهذا لا إشكال فيه سمع كلام الله بدون واسطة كما سمع موسى كلام بدون واسطة, ولهذا موسى يسمى كليم الله لأنه سمع كلام الله دون واسطة وشاركه نبينا في التكليم ,فسمع كلام الله من دون واسطة وإبراهيم خليل الرحمن وشاركه نبينا الخلة فيسمى أيضا خليل الرحمن , فالخليلان إبراهيم ومحمد وكذلك الكليمان موسى ومحمد , بقي الرؤية بعين رأت هل رأى الرسول ﷺ ربه بعين رأسه ؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول أن النبي ﷺ رأى ربه بعيني رأسه , وقالوا هذا من خصوصياته وأما غير النبي ﷺ فلم يره أحد بالاتفاق، اتفق العلماء على أنه لم ير أحد ربه في الدنيا لا موسى ولا غيره من الأنبياء ولهذا لما سأل موسى الرؤية منعه الله قال لن تستطيع في الدنيا ما تتحمل ولا تثبت ولهذا ما ثبت الجبل اتفق العلماء على أنه لم يره أحد ربه في الدنيا من الأنبياء ولا غيرهم مطلقا لا في الأرض ولا في السماء إلا نبينا ﷺ.فاختلفوا فيه على قولين:
فقالت طائفة إنه رأى ربه بعيني رأسه وهذا من خصوصياته لم تحصل لنبي من الأنبياء ولا غيرهم ولهذا قال بعض العلماء : " التكليم لموسى والخلة لإبراهيم والرؤية لمحمد " هذه الخصوصيات التكليم لموسى كلمه من دون واسطة والخلة لإبراهيم هو خليل الرحمن والرؤية لمحمد رأى ربه بعيني رأسه.
والقول الثاني :أنه لم ير ربه بعيني رأسه ولكنه رآه بعيني قلبه وفؤاده .والذين قالوا رأى بعيني رأسه استدلوا بما روي عن ابن عباس " قال رأى ربه وفي رواية أخرى أنه رآه بفؤاده " وكذلك استدلوا بقول الإمام أحمد لما روي أنه رأى ربه وفي رواية أخرى أنه رآه بفؤاده واستدلوا بقوله تعالى : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ قال هي رؤية عين أريها النبي.
والقول الثاني : أنه لم ير ربه بعيني رأسه وإنما بعيني فؤاده وهذا هو الصواب وهو قول المحققين وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة وجمع من الصحابة ومنهم عائشة رضي الله عنها أنها أنكرت على مسروق ، مسروق التابعي أنكرت عليه لما سألها قال هل رأى محمد ربه بعيني رأسه في ليلة والمعراج ؟فقالت عائشة لقد قف شعري مما قلت ثم قالت من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب واستدلت بقول الله تعالى وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قالت سمع كلامه من وراء حجاب.
وأجابوا عن استدلال من قال بالرؤية أما ما روي عن ابن عباس قال إنه رآه يحمل على رؤية الفؤاد بدليل في رواية أخرى قال رآه بفؤاده فالمطلق يحمل على المقيد.
وكذلك ما روي عن الإمام أحمد أنه قال رآه يحمل على قوله على الرواية الأخرى المقيدة أنه رآه بفؤاده وهذا هو الصواب أنه لم ير ربه بعيني رأسه وإنما رآه بفؤاده.
ومن الأدلة على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي ﷺ لما سئل هل رأيت ربك ؟ قال نور أنا أراه يعني كيف أراه والنور حجاب يمنعني من رؤيته ؟
والدليل الثاني حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أيضا عن النبي ﷺ قال : إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام حجابه النور وفي لفظ النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه يعني أن الله تعالى يحتجب عن خلقه بالنور لو كشف الحجاب لاحترق الخلق كلهم ومنهم محمد أليس من خلقه لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ومحمد من خلقه.
ولأن البشر لا يستطيعون أن يثبتوا لرؤية الله ولا يستطيعون أن يثبتوا لتجلي الله في الدنيا بدليل أن موسى لما سمع كلام الله بدون واسطة منعه من رؤيته فقال ربي سمعت كلامك رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قال الله لموسى قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ماذا حصل ؟اندك تدكدك انساخ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا صعق وغشي عليه فلما أفاق من غشيته قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أنه لا يراك في الدنيا أحد إلا مات ولا جبل إلا تدكدك فلا يستطيع أحد أن يثبت رؤية الله في الدنيا لكن يوم القيامة ينشأ الناس تنشئة قوية يثبتون فيها لرؤية الله فيراه المؤمنون.
ولأن رؤية الله نعيم ادخره الله لأهل الجنة ليس لأهل الدنيا أعظم نعيم بل أعظم نعيم يعطوه أهل الجنة هو رؤيتهم لربهم فإذا كشف الحجاب ورآه المؤمنون نسوا ما هم فيه من النعيم من عظمه وهو الزيادة التي خلقها الله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ.
فهذه النصوص الصواب أن النبي ﷺ لم ير ربه بعيني رأسه وإنما رآه بعيني فؤاده أعطاه الله زيادة علم بفؤاده.
ومن العلماء من قال جعل الله له عينين بفؤاده.
وأما قول بعض العلماء " التكليم لموسى والخلة لإبراهيم والرؤيا لمحمد " فهذا ليس بصحيح بل التكليم لموسى ولمحمد , والخلة لإبراهيم ولمحمد والرؤية ليست لأحد هذا هو الصواب ولهذا قال المؤلف رحمه الله (والنبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور عن الرسول ﷺ).
وأما قول النبي ﷺ رأيت ربي في أحسن صورة هذا رؤيته في المنام رؤية الله في المنام هذا ثابت رؤية الله في المنام حق أثبتها جميع الطوائف كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " جميع الطوائف تثبت رؤية الله في المنام إلا الجهمية من شدة إنكارهم رؤية الله أنكروا رؤيته في المنام ".
والرؤية في المنام لا يلزم منها المشابهة فقرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الإنسان يرى ربه على حسب معتقده فإن كان اعتقاده سليما رأى ربه بصورة حسنة وإن كان اعتقاده سيئ رأى ربه بصورة تناسب اعتقاده ولا يلزم من ذلك التشبيه.
ولما كان النبي ﷺ أصح الناس اعتقادا قال رأيت ربي في أحسن صورة قال يا محمد بم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا أدري يا رب فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فعلمت فقلت يختصم الملأ الأعلى في إسباغ الوضوء على المكاره ونقل الخطى للمساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة وشرحها الحافظ ابن رجب في رسالة تسمى شرح حديث اختصام الملأ الأعلى في رسالة مستقلة.
هذا معنى قول المؤلف (وأن النبي ﷺ قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله ﷺ صحيح رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس).
قال المؤلف رحمه الله والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي ﷺ) الحديث على ظاهره فيه إثبات الرؤية وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة الحديث عندنا على ظاهره كما جاء النبي ﷺ والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحدا يقول هذا الكلام يؤيد ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله وما قاله ابن القيم رحمه الله من أن الإمام أحمد رحمه الله لم يقل أن الرسول ﷺ رأى ربه بعيني رأسه , قال إنما قال النبي ﷺ قد رأى ربه رأى ربه مجمل هذا يعني رأى ربه بفؤاده لا بعيني رأسه.
وقال رحمه الله وليس قول ابن عباس إنه رآه مناقضاً لهذا ولا قوله رآه بفؤاده وقد صح عنه أنه قال رأيت ربي تبارك وتعالى فكما قال المؤلف رحمه الله الإمام الحديث على ظاهره الأحاديث كلها تجري على ظاهرها ولا يتكلم فيه والكلام فيه بدعة الكلام الذي يخالف قول السلف ويخالف ظاهر الحديث فهو بدعة قال ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره وهو أن الرسول ﷺ رأى ربه ولكن عند التحقيق نبين جمع بين النصوص أنه لم ير ربه بعيني رأسه ولهذا قال نور أنا أراه وقال لو كشفه الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (..) لا نناظر ولا نجادل وكما سبق أن الجدال والخصومات في الدين منهي عنه لهذا قال الإمام رحمه الله لا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم، نعم .
(المتن)
والإيمان بالميزان يوم القيامة كما جاء يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر والإيمان به والتصديق به والإعراض عن من رد ذلك ترك مجادلته.
(الشرح )
نعم، من أصول أهل السنة التي بينها الإمام وأقرها (الإيمان بالميزان يوم القيامة كما جاء يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر والإيمان به والتصديق به والإعراض عن من رد ذلك ترك مجادلته) ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالميزان وأن الأعمال توزن والأشخاص يوزنون فالإيمان بالميزان من عقيدة أهل السنة والجماعة وأنه ميزان حسي أهل السنة يؤمنون بالميزان وأنه ميزان حسي توزن فيه أعمال العباد له كفتان الكفة الواحدة أعظم من أطباق السماوات والأرض ولهذا جاء في الحديث لو وضعت السماوات في كفة والأرض في كفة مالت بهن لا إله إلا الله فأهل السنة يؤمنون بالميزان وأنه ميزان حسي له كفتان عظيمتان الكفة أعظم من أطباق السماوات والأرض وله لسان.
ما الذي يوزن في هذا الميزان ؟ توزن الأعمال ويوزن الأشخاص توزن الأعمال فتكون الحسنات في كفة والسيئات في كفة فمن ثقلت موازينه نجا وسعد ومن خفت ميزان الحسنات وثقلت ميزان السيئات هلك قال الله تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ وقال تعالى وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ وقال سبحانه فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
هذه الأدلة كلها تثبت الميزان وأن الأعمال توزن وأن الحسنات في كفة والسيئات في كفة وأنه ميزان حسي حقيقي.
وكذلك يوزن الأشخاص ويكون ثقل الأشخاص وخفتهم على حسب الأعمال فإذا كان عمله حسن ثقل ولو كان خفيف الوزن في الدنيا ثبت أن النبي ﷺ كان جالسا وحوله بعض أصحابه وأمامهم عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل فكشفت الريح عن ساقيه فضحك الصحابة فقال النبي ﷺ مم تضحكون فقالوا : من دقة ساقيه يا رسول الله دقيق الساقين فقال النبي ﷺ والذي نفسي بيده لهما في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أحد يعني ساقا ابن مسعود الدقيقتان قال النبي ﷺ لهما في الميزان أثقل من جبل أحد ما الذي ثقلهما العمل الصالح.
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة لخبث عمله.
قال الله تعالى : فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا أول الآية وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا بسبب العمل السيئ.
ولهذا قال المؤلف رحمه الله والإيمان بالميزان يوم القيامة هذا من أصول أهل السنة ومن عقيدة أهل السنة كما جاء يعني كما جاء في الأحاديث والنصوص كما جاء في النصوص من الكتاب والسنة يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة .(..) حديث أبي هريرة إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ثم قال اقرؤوا فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنً أيضا هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر من الأحاديث الصحيحة التي وردت في إثبات الميزان كثيرة منها حديث نواس بن سمعان يقول قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين رواه الإمام أحمد وأبي عاصم في السنة وغيرهم.
ومنه حديث سلمان الفارسي قال يوضع الصراط يوم القيامة وله حد كحد الموس قال ويوضع الميزان لو وضعت في كفتيه السماوات والأرض وما فيهن لوسعتهن فتقول الملائكة ربنا من تزن بهذا ؟ فيقول من شئت من خلقي فتقول الملائكة ربنا ما عبدناك حق عبادتك.
ومن الأدلة(..) في الميزان ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وهذا آخر حديث في صحيح البخاري .الشاهد قوله ثقيلتان في الميزان ففيه إثبات الوزن.
ومن الأدلة أيضاً حديث البطاقة هو حديث مشهور ما هو حديث البطاقة ؟ رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ورواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة من طريق الليث بن سعد وسند الحديث صحيح وهو حديث مشهور وهو أرجى حديث لأهل المعاصي بل أفضل حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :قال رسول الله ﷺ :إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة يوقف بين يدي الله هذا الرجل فينشر له تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر سيئات سجلات ثم يقول الله له أتنكر من هذا شيئا ؟ تنكر هذه السيئات , قال لا يا رب ما أنكر كل عمله سيئات تسع وتسعين سجل كل سجل مد البصر كم مد البصر منك تسع وتسعين مرة مد البصر كلها سجلات سيئة قال أظلمتك كتبتي الحافظون ؟ ظلموك كتبوا عليك شيء لم تعمله ؟ قال لا يا رب فيقول الله :ألك عذر أو حسنة تذكر حسنة عملتها ولو حسنة واحدة فيبهت الرجل فيقول لا يا رب ما أتذكر شيء يعترف بالسيئات ولا يتذكر فيقول الله بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله , فيقول الله أحضروه فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ ويش تعمل بطاقة صغيرة مكتوب فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتوضع السجلات فيها تسع وتسعين في كفة وتوضع البطاقة البطاقة مكتوب فيها أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فنجا , طاشت السجلات خفت السجلات تسع وتسعين وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم وفي لفظ آخر ولا يثقل شيء(..) بسم الله الرحمن الرحيم . فلما ثقلت البطاقة نجا. قال تعالى فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فهذا أرجى حديث لأهل المعاصي هذا فيه إثبات الميزان لكن كيف نجا هذا الرجل ؟أليس كل مسلم له مثل هذه البطاقة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله كل مسلم يشهد , وكثير منهم من العصاة يعذب في النار ومعه هذه البطاقة فلماذا نجا هذا الرجل دون غيره مع إن كل المسلمين لهم مثل هذه البطاقة لو لم يأت بهذه البطاقة ما صار مسلماً؟
السبب أن هذه البطاقة قالها هذا الرجل على إخلاص وعن صدق وعن توبة وقد يكون قالها عند الموت عن توبة وإخلاص وصدق فأحرقت الشبهات والشهوات أحرقت هذه السيئات أحرقت البطاقة هذه السيئات قالها عن إخلاص وصدق وامتلأ قلبه بمحبة الله وامتلأ قلبه بحقائق الإيمان لم يقلها عن غفلة وذبول بخلاف غيره فإنه قالها وضعف الإخلاص ولما ضعف الإخلاص إذا ضعف الإخلاص قال لا إله إلا الله وضعف الإخلاص تأتي الشبهات والشهوات إذا قوي الإخلاص في التوحيد لا يمكن أن يصر الإنسان على المعصية لكن إذا ضعفت الشبهات إذا ضعفت كلمة التوحيد جاءت الشبهات والشهوات فأصر على المعصية ومات على الكبيرة من غير توبة فيعذب ويكون تحت مشيئة الله أما إذا قالها عن إخلاص وصدق فلا يمكن أن يصر على المعصية لا يمكن أن يصر على صدقها لا يمكن أن يصر على معصية مع الإخلاص لكن متى يصر على المعصية والكبيرة؟ إذا ضعف الإخلاص إذا ضعف أصر على الكبيرة فمات على كبيرة وغير توبة فيعذب أو يعفى عنه وهذا الرجل قالها بإخلاص وصدق ولم يصر على كبيرة سواء قالها عند الموت أو قبل ذلك قالها عن إخلاص وصدق وتوبة ولم يصر على معصية فلهذا طاشت السجلات وثقلت البطاقة.
أما أهل البدعة كالمعتزلة فإنهم خالفوا أهل السنة والجماعة في إثبات الميزان و أنكروا الميزان فقالوا ليس هناك ميزان حسي أبدا له كفتان أنكروا لأن المعتزلة يعتمدون على عقولهم ولا يعتمدون على النصوص يجعلون النصوص وراءهم ظهريا ويعتمدون على العقول لأن المعتزلة من أصولهم التوحيد والإيمان والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقالوا إن التوحيد وكذلك العدل من الأصول العقلية وأن العقل أدرك ذلك قبل مجيء الشرع ويقول إن العقل كافي العقل كافي د1:24:5 في إقامة الحجة وأما الكتاب والسنة فهما زائدان احتياطيان فالكتاب والسنة بمثابة الشهود الزائدين على (..) كما لو طلب القاضي شهود أتيت بأربعة شهود يأخذ القاضي شاهدين والباقي احتياطا فكذلك الكتاب والسنة احتياط والعقل كاف ,وقالوا مثل الكتاب والسنة بالنسبة للعقل كمثل المدد اللاحق بالجيش والجيش مستغن عنه احتياط حتى غلا بعض المعتزلة في العقل وقالوا في قول الله تعالى : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا قالوا الرسول العقل.
ومن هذا المبدأ أنكروا الميزان الحسي وقالوا ليس هناك ميزان حسي أبدا وإنما النصوص التي فيها إثبات الميزان المراد بها العدل والله لا يحتاج إلى الميزان انظر إلى عقولهم قالوا لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال هو الذي يحتاج إلى ميزان أما الرب فلا يحتاج إلى ميزان الرب يعدل المراد بالميزان العدل الله يعدل بين عباده بدون ميزان .
أرأيتم كيف قابلوا النصوص بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة ؟ ما في ميزان حسي كذبوا بالنصوص التي فيها إثبات الميزان وقالوا المراد بالميزان العدل وأن الله يعدل بين عباده ولا يحتاج إلى ميزان حسي قالوا إن العقل يقتضي أن الرب لا يحتاج إلى ميزان الميزان يحتاجه المخلوق يحتاج يزن مثل البقال والفوال أما الرب لا يحتاج إلى ميزان .نقول النصوص واضحة في هذا أنتم كذبتم النصوص الواجب على المسلم أن يسلم لله ولرسوله يسلم للكتاب والسنة وقولهم باطل من أبطل الباطل.
قال المؤلف رحمه الله (والإيمان به) يعني بالميزان (والتصديق به) يعني يجب على المسلم الإيمان بالميزان والإيمان به يعني بالميزان والتصديق به (والإعراض عمن رد ذلك وترك مجادلته) من هو الذي رد ذلك؟ المعتزلة ردوا النصوص, وترك المجادلة :لا نجادله لأنه ما عنده دليل على هذا الجدال عقيم معه كيف نجادله وهو الآن رد النصوص فإذا ردها لا نجادل ولا نخاصم ولكن نبين لهم النصوص فإن قبلوا فالحمد لله وإن تركها فلا نجادله ولهذا قال (والإعراض عمن رد ذلك وترك مجادلته). نعم ...
(المتن )
وأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
(الشرح )
نعم قال من أصول السنة الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينه وبينهم ترجمان ’ الترجمان الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة يقال له ترجمان يسمى مترجم من شخص إلى شخص هذا ترجمان, فالإمام يقول إن من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول أهل السنة الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان ما في حاجب.
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وأحمد والترمذي وابن ماجة أن النبي ﷺ قال : ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه جاء في الحديث الآخر ما منكم من أحد إلا سيحاضره الله محاضرة يعني يخاطبه فيقول يا فلان أتذكر ذنب كذا أتذكر ذنب كذا أتذكر ذنب كذا ؟ فيذكره ببعض غدراته فيقول بلى يا ربي ألم تغفر لي ذلك فيقول ربي سبحانه بلى من مغفرتي بلغت منزلتك هذه.
إذا لا بد من الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان يكلمهم في وقت واحد .جاء في الحديث الآخر إن الله ليدني العبد يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه يستره عن الناس يكون بينه وبين ربه هذا من ستر الله للمؤمن عشان لا يفتضح فيذكره ببعض غدراته في الدنيا ألم تفعل كذا ألم تفعل كذا ألم تفعل كذا ؟ فيقول بلى يا رب فيقول ألم تغفرها لي ؟ فيقول الرب بلى من مغفرتي بلغت منزلتك هذه .
وجاء في الحديث الآخر : أنه يؤتى بالرجل يوم القيامة وأنه تخرج له سيئات فيقرر عليها فيعترف فيقول الله له بدلوها له حسنات فتبدل حسنات فيفرح فيقول يا ربي هناك سيئات ما رأيتها يريدها تسود الحسنات سيئات ما مرت فهذا فيه إثبات أن الله تعالى يكلم المؤمنين يكلم العباد يوم القيامة وفيه إثبات يوم القيامة إثبات البعث والجزاء والحساب من كذب بالبعث أو يوم القيامة فهو كافر بنص القرآن وبالإجماع .قال الله تعالى : زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ أن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
الترجمان هو الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة يقال تَرجمان في اللغة بفتح التاء والجيم .والوجه الثاني تُرجمان بضم التاء وضم الجيم والوجه الثالث تَرجُمان بفتح التاء وضم الجيم وقيل فيها أيضا في الوجه الثالث تُرجَمان بضم التاء وفتح الجيم , وعلى هذا ما يغلط أحد ما يغلط أحد تقول بكل صيغة تَرجَمان وتُرجُمان وتُرجَمان وتَرجُمان ثلاثة لغات مشهورة.
وهو الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة ومن شخص إلى شخص المعنى أن الله تعالى يكلم بدون واسطة ولا حجاب يكلمه الله بدون واسطة بدون مترجم لا بد من الإيمان بذلك وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة. نعم.
والقول بيوم القيامة معلوم أن إثبات البعث والجزاء والحساب أن هذا من أصول الإيمان الستة وأن من كذب بها كفر قد أمر الله نبيه أن يقسم على البعث والساعة في ثلاثة مواضع قال سبحانه: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ أقسم على البعث وكفر من أنكر البعث قال زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا .وقال سبحانه وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ يعني البعث قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ وقال سبحانه وتعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ثلاثة مواضع أمر الله لنبيه أن يقسم على البعث والقيامة والساعة هذا أصل من أصول الإيمان فمن كذب بالبعث أو بالجزاء أو بالحساب أو بالجنة أو بالنار فهو كافر لأنه مكذب لله ومن كذب الله كفر . نعم.