(المتن)
والإيمان بالحوض وأن لرسول الله ﷺ حوضاً يوم القيامة تَرِدُ عليه أمته عرضه مثل طوله مسيرة شهر آنيته كعدد نجوم السماء على ماصحت به الأخبار من غير وجه.
(الشرح)
نعم من أصول السنة الإيمان بالحوض وأن لرسول الله ﷺ حوضاً يوم القيامة يرد عليه أمته عرضه مثل طوله يعني مسيرة شهر يعني عرضه مسيرة شهر وطوله مسيرة شهر آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه فالإيمان بالحوض من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة.
والحوض حوض لنبينا ﷺ في موقف القيامة يصب في ميزابان من نهر الكوثر من الجنة الحوض في الأرض في موقف القيامة والجنة فوق تصب في ميزابان يصب فيه في الحوض ميزابان من أهل الجنة هذا الحوض كما ذكر المؤلف رحمه الله جاءت النصوص في وصفه.
أولاً : أن هذا الحوض في موقف يوم القيامة.
ثانياً : أنه ترد عليه أمته يوم القيامة للشرب.
ثالثاً : عرضه مثل طوله مسافة شهر طوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر.
رابعاً : آنيته الكيزان الأواني التي يصب فيها كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه.
وجاء أيضا في وصفه أنه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك وأن من شرب منه فإنه لا يظمأ حتى يدخل الجنة نسأل الله الكريم من فضله.
وروى الشيخان البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال :قال النبي ﷺ :حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبداً
وقد جاء في وصف الحوض في أحاديث كثيرة وجاء في بعض الأحاديث بيان المسافة وأن طوله ما بين صنعاء إلى المدينة وفي بعضها ما بين الشام إلى المدينة وبعضها ما بين جربة إلى عجرة اختلفت بعض المسافة طويل وبعضها قصير اختلف العلماء في هذا قال بعضهم يجمع بينهم بأن ,المسافة القصيرة للعرض والمسافة الطويلة للطول وقال بعضهم أن هذا يختلف باختلاف السير وأن المسافة الطويلة لقطع المسافة السريعة إذا كان الجاد في السير والمسافة القليلة لغير الجاد في السير.
وأنكرت الخوارج والمعتزلة على الحوض أنكروا أن يكون حوض النبي ﷺ مع أن الأحاديث متواترة وهذا من جهلهم وضلالهم ولهذا قال العلماء ومنهم الطحاوي في عقيدته: حريٌ لمن أنكر الحوض أن يحرم منه يوم القيامة جزاء وعقوبة عقوبة له أخلق لمن أنكره ألا يرد عليه وقد ثبت.
إذاً الخوارج والمعتزلة هؤلاء قوم مبتدعة أنكروا الحوض وأنكروا الميزان المعتزلة وأنكروا الشفاعة ،الشفاعة في خروج العصاة من النار وقال أنهم يجب تخليدهم في النار ولا يخرج العصاة وهذا من جهلهم وضلالهم مع أن النصوص في هذا متواترة نصوص الحوض متواترة نصوص الميزان كذلك نصوص الشفاعة متواترة ومع ذلك أنكرها هؤلاء لجهلهم وضلالهم هذا الحوض لنبينا محمد ﷺ ترد عليه أمته يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام : إني فرطكم على الحوض من ورد عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ حتى يدخل الجنة قال إني فرطكم الفرط :هو الذي يتقدم القوم و يستقبلهم ويعد لهم الضيافة يقول أنا استقبلكم أنا فرطكم يعني أستقبلكم وأتقدمكم وأنتظر مجيئكم.
وثبت في الأحاديث الصحيحة أنه يرد على الحوض أناس من هذه الأمة قد غيروا وبدلوا فيذادون كما تذاد الإبل العطاش قال ﷺ: ليردن عليّ أناسٌ أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم وفي رواية اختلجوا دوني فيقول يا ربي فأقول يا ربي يا ربي هؤلاء أمتي ،أمتي , وفي لفظ فأقول أصحابي ،أصحابي , وفي لفظ ثالث أقول أصيحابي ،أصيحابي (تصغير أصحاب) فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم قال النبي ﷺ فأقول سحقاً ،سحقاً لمن غير بعدي يعني بُعداً و بُعداً.
قال العلماء إن هؤلاء الذين يذادون هؤلاء الذين ارتدوا عن النبي ﷺ الذين ارتدوا بعد موت النبي ﷺ وهم الأعراب الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم أما الصحابة رضوان الله عليهم الذين رسخ الإيمان في قلوبهم والذين جاهدوا مع النبي ﷺ ولازموه فثبتهم الله ثبتهم الله إنما هذا الردة حصلت لبعض الأعراب الذين رأوا النبي ﷺ ولم يلازموه ولم يثبت الإيمان في قلوبهم فارتدوا.
وفيه هذا من الفوائد دليل على أن النبي ﷺ لا يعلم الغيب لأنه قال إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك لو كان يعلم الغيب لعلم وفيه هذا الرد على الغلاة الذين عبدوا النبي ﷺ وقالوا إنه يعلم الغيب ومن ذلك الطوائف رفعوا النبي ﷺ لمقام العبودية وتسمى البريلوية في الهند يقولون إن الرسول يعلم الغيب وهم طائفة كفرة قد كتب فيهم بعض الإخوان رسالة عن البريلوية رسالة في كلية أصول الدين في بيان كفرهم وضلالهم طائفة البريلوية يقولون إن الرسول يعلم الغيب لو كان يعلم الغيب لعلم وفيه دليل على ضعف الحديث الذي ورد أن النبي ﷺ تعرض عليه أعمال أمته فيستبشر بحسنها ويستغفر لمسيئها. هذا حديث ضعيف عرض أعماله على أمته هذا حديث ضعيف يرد عليه بالأحاديث الصحيحة لو كان تعرض عليه أمته ولو كان يعلم الغيب لعلم هؤلاء لعلم بحالهم ولم يقال له إنك لا تدري إنك لا تدري لا تعلم إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك فلا يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام.
وهل الحوض خاص بنبينا ﷺ أو للأنبياء؟ لكل نبي حوض ورد في الترمذي وغيره أن لكل نبي حوضاً أن لكل نبي حوضاً ترد عليه أمته ولكن حوض نبينا ﷺ أعظمها وأوسعها وأحلاها وأكثرها وارداً جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.
وهل الحوض قبل الصراط أو بعد الميزان ؟يكون الكلام في هذا إن شاء الله بعد الصلاة وفق الله الجميع لطاعته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وبارك على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الأمور التي تكون يوم القيامة:
أولها: نفخ الصور النفخ في الصور حين يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الصعق والموت فيموت الناس ثم يوقف الناس وهذا هو يوم القيامة ابتداء يوم القيامة من نفخ الصور وهي نفخة.
والصور : قرن عظيم يلتقمه إسرافيل فينفخ فيه نفخة طويلة يطّولها فيفزع الناس أولها فزع وآخرها صعق وموت فلا يسمع أحدٌ الصوت إلا (أصاليتاً ورفعاليتاً)هكذا تسمى الصوت يمينا وشمالا (والليت) صفحة العنق فلا يزال الصوت يقوى يقوى يقوى حتى يموت الناس فأوله فزع وآخره صعق وموت كما قال الله تعالى في سورة النمل : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وفي سورة الزمر وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ فأولها فزع وآخرها صعق وموت الصوت لا زال يقوى ،يقوى صفارات الإنذار التي تكون في الدنيا يفزع الناس منها لأنها مزعجة الصوت قوي فإذا قوي الصوت لو قوي مثل من يسمع صفارة الإنذار مئات أو آلاف ماذا يحصل للناس يموتون.
ثم يمكث الناس أربعين وينزل الله مطراً تنبت منه أجساد الناس وينشئ الله الناس نشأةً قوية تعادل ذرات التي استحالت والإنسان يبلى إلا عجب الذنب كما قال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه الإمام مسلم : كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم ومنه يركب وعجب الذنب : هو العصعص وهو آخر فقرة من العمود الفقري عظم الصغير هذا لا يبلى وأما بقية الجسد فإنه يبلى ويصير ترابا فيعيده الله خلقا جديدا يعيد الله الذرات التي استحالت الله عالم وقادر قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ يعيده خلقا جديداً فيكون الإنسان هو نفسه ذاته هي ،هي لكن الله ينشئه تنشئة قوية فيعاد تعاد الذرات التي استحالت وينشأ الناس تنشئة قوية.
فإذا تكامل خلقهم أذن الله لإسرافيل فنفخ في الصور النفخة الثانية -نفخة الحياة الأولى نفخة الموت والصعق- فتعود الأرواح إلى أجسادها لأن الأرواح باقية بما فيها إما في نعيم أو في عذاب وروح المؤمن إذا خرجت منه تنقل إلى الجنة تتنعم ولها صلة بالجسد وروح الكافر تنقل إلى النار ولها صلة بالجسد كما ورد في الحديث إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه تأخذ شكل طائر فإذا أذن الله لإسرافيل بنفخ في الصور فنفخ في الصور تطايرت الأرواح إلى أجسادها فدخلت كل روح في جسدها فيقوم الناس ينفضون التراب عن رؤوسهم حفاة لا نعال عليهم عراة لا ثياب عليهم غُرلا غير مختونين وأول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثياب من الجنة هذا أمور الأمور تكون في الأخرة أول شيء النفخ في الصور نفخة الصعق ثم نفخة ثانية نفخة البعث قال بعض العلماء ثلاثة نفخات :نفخة الفزع , والصعق , والموت , ولكن هذا جاء في حديث ضعيف في سند إسماعيل بن رافع وهو ضعيف والصواب نفختان لكن الأولى طويلة يطولها أولها فزع وآخرها موت صعق وموت ثم النفخة الثانية والله تعالى يعيد الذرات التي استحالت.
وقال الجهم بن صفوان إن الذي يعاد يبعثه الله شخص آخر جسد آخر. وهذا باطل اللزوم على قوله أن الله يعذب جسد لم يعصه ولما قال الجهم بن صفوان إن الذي يعاد جسد آخر أنكر ابن سينا البعث بعث الأجساد من الذي فتح له الباب؟ الجهم لما قال إن الذي يعاد جسد آخر قال لا ليس فيه ليس لا يعاد الجسد إنما التي تعاد الروح وهذا هو كفر قرر هذا في رسالته الأضحوية لابن سينا فكفر بذلك نعوذ بالله لأن تكذيب بالبعث كفر بالإجماع بنص القرآن وإجماع المسلمين كما سبق من الآيات فمن أنكر بعث الأجساد فهو كافر والفلاسفة يقولون البعث في الأرواح لا الأجساد فكفروا بذلك من أنكر بعث الأجساد فهو كافر البعث للأجساد وأما الارواح باقية الأرواح باقية إما في نعيم أو في عذاب.
فأول شيء من أمور الآخرة النفخ في الصور نفخة الفزع والصعق ثم نفخة البعث ثم بعث الأجساد ثم الوقوف بين يدي الله الحساب يقف الناس وتدنوا الشمس من فوق رؤوسهم ويزاد في حرارتها حتى يلجمهم العرق على حسب الأعمال فمنهم من يلجمه العرق إلى ركبتيه وإلى حقويه ومنهم من يلجمهم العرق إلجاماً. ومنهم من يذهب عرقه كذا مسافات في الأرض.
ثم تكون الشفاعة بعد ما يفزع الناس إلى الأنبياء ويتأخر عنها أولو العزم " آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد عليه الصلاة والسلام" فيشفع النبي ﷺ للناس هذه الشفاعة العظمى في موقف القيامة وهي المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون , هذه الشفاعة للمؤمن والكافر لجميع الأمم لإراحة الناس من الموقف.
فيحاسبهم الله كلهم في وقت واحد في وقت واحد يحاسبهم كم البشر ملايين يحاسبهم الله في وقت واحد لا يلهيه شأن عن شأن لأنه الخالق أما المخلوق الضعيف فلا يستطيع أن يكلم اثنين في وقت واحد أو ثلاثة لكن الخالق يحاسبهم في وقت واحد كما أنه يخلقهم ويرزقهم في وقت واحد ويفرغ منهم في قدر منتصف النهار مقدار منتصف النهار انتهى الحساب.
حتى يصل أهل الجنة إلى الجنة ويصلونها في وقت القيلولة أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا قيلولة.
ثم بعد ذلك تتطاير الصحف فآخذ صحيفته بيده اليمنى مستبشراً كل من لقيه يريه إياه هآؤم اقرؤوا كتابية هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ كما سمعنا في الآيات في سورة الحاقة التي قرأها الإمام هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ إنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ ظننت يعني أني تيقنت الظن بمعني اليقين هنا إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَة كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ نسأل الله الجنة لنا ولكم.
وأما الصنف الثاني وهم أصحاب الشمال يعطون يعطى كل واحد منهم صحيفته بيده الشمال ملوية وراء ظهره نعوذ بالله. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ يندم أشد الندم فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ما هي أعماله ،أعماله الخبيثة ؟إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ينكر البعث ينكر الإيمان كفر بالله وكفر بالبعث . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَام إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ وفي الآية الأخرى قال الله تعالى وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فيعطى الكتاب بالشمال ملوية وراء ظهره نعوذ بالله.
هذا الترتيب الآن لأمور الآخرة نفخات الصعق والموت ثم نفخة البعث ثم بعث الأجساد ثم الوقوف بين يدي الله للحساب ثم أخذ الكتب بالأيمان وبالشمائل ثم بعد ذلك الحوض على الصحيح يرد الناس على الحوض يردون لأن المعنى يقتضي هذا قبل الميزان وقال بعض العلماء وزن الأعمال قبل الحوض قبل الورود على الحوض هذا قولين , والصواب أن الحوض قبل الميزان الحوض قبل الميزان جاء بأمرين الأمر الأول: أن الناس يردون عطشى فيناسب ورودهم على الحوض أولاً والأمر الثاني :أنه ثبت في الحديث الصحيحين أنه يطرد قوم ويذادون على الحوض ولو كان بعد ولو كان ورود الحوض بعد الوزن لعرف الذين خفت ميزانهم أنهم لا يردون عن الحوض لعرفوا أنهم لا يردون الحوض لأنهم هؤلاء خفت موازينهم فلما ورودوا على الحوض وطردوا دل على أنه قبل الميزان ثم بعد الحوض وزن الأعمال , ثم الورود على الصراط الورود على الصراط الذين (18:14) ثم الجنة أو النار هذا الترتيب الصحيح " نفخة الصور الصعق ثم نفخة البعث ثم البعث وهو النشأة نشأة العباد ثم الحشر ثم الشفاعة ،الشفاعة العظمى ثم أخذ الكتاب بالأيمان والشمائل ثم الورود على الحوض ثم وزن الأعمال ثم المرور على الصراط ثم الجنة أو النار "عشرة أشياء وقال بعض العلماء : "وزن الأعمال قبل الورود على الحوض"والصواب كما سبق أن الحوض قبل.
وقال أحد أهل العلم الورود على الصراط قبل الحوض قال بعض العلماء الورود على الصراط قبل الحوض واستدلوا ببعض النصوص بعضهم أن رجلا قال للنبي ﷺ أين أجدك يوم القيامة قال تجدني عند الحوض أو عند الميزان أو عند الصراط اختر واحدة من هذه الثلاثة قال بعض العلماء إن الناس يمرون على الصراط ثم بعد تجاوز الصراط يردون على الحوض وهذا مرجوح الصواب أن الورود على الحوض قبل الصراط لأنه لو كان الورود على الحوض بعد الصراط لكان الحوض كان الحوض بعد الصراط , والصراط منصوب على متن جهنم والحوض يصب في ميزابان من أهل الجنة فتكون النار تحول بين النار تحول بين الميزابان اللذان يصبان في الحوض لو كان الورود على الحوض على الصراط لكانت النار تحول بين الحوض وبين الميزابان اللذان يصبان فيه لأن الحوض يصب في ميزابان نهر الجنة فلو كان بعد الورود على الصراط منصوب على متن جهنم والحوض بعد ذلك فتكون النار تحول بين الحوض وبين الميزابان اللذان يصبان فيه.
وقال بعض العلماء إن الحوض طويل أن الحوض طويل فالناس يمرون على الصراط ثم إذا انتهوا من الصراط ظهر لهم طرف الحوض.
وقال آخرون : "أنهم يردون على الحوض بعد الصراط وقبل الصراط ".
وكل هذه الأقوال ضعيفة ولأن الحوض في موقف القيامة والصراط منصوب على متن جهنم كذا الصعود من تجاوزها وصل الجنة فلا يرجع مرة أخرى إلى الموقف ما يمكن الصراط صعود على متن جهنم ولهذا من تجاوزه وصل جهنم لا يمكن وإذا وصل للجنة هناك قنطرة يحاسب فيها المؤمنون ثم يدخلون الجنة فلا يرجعون مرة أخرى إلى الحوض لأن الحوض في الموقف فدل على أن الحوض أولا قبل الصراط هذا هو الصواب في الترتيب. نعم.
(المتن)
والإيمان بعذاب القبر وأن هذه الأمة تفتتن في قبورها وتسأل عن الإيمان والإسلام ومن ربه ومن نبيه ويأتيه منكر ونكير كيف شاء الله وكيف أراد والإيمان به والتصديق به.
(الشرح)
نعم من أصول أهل السنة الإيمان بعذاب القبر بعذابه يعني ونعيمه بعذاب القبر ونعيمه هذا ماصحت به الأخبار من أصول أهل السنة كما قرر الإمام أحمد في هذه الرسالة من أصول السنة الإيمان بعذاب القبر والإيمان بعذاب القبر ونعيمه من عقيدة أهل السنة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه.
وقد دلت النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ على إثبات عذاب القبر ونعيمه من ذلك قول الله تعالى :وَمَنْ أَظْلَم ُمِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُون َعَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ اليوم عند خروج الروح اليوم تجزون عذاب الهون هذا فيه إثبات عذاب القبر الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُون َعَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ يقول اليوم تجزون عذاب الهون هذا فيه إثبات عذاب القبر.
ومن الأدلة قول الله تعالى وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُم ْوَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ يضربون وجوههم وأدبارهم هذا متى؟ بعد خروج الروح هذا عذاب القبر وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُم ْوَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
وقال سبحانه وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُم ْيَرْجِعُونَ قيل المراد بالعذاب الأدنى: هو عذاب القبر والأكبر هو عذاب يوم القيامة وقيل أن العذاب الأدنى هو يوم أصابهم يوم بدر ما أصاب الكفار القتل ما أتاهم من القتل والأسر في يوم بدر قيل هو العذاب الأدنى وقيل هو عذاب القبر.
ومن الأدلة على عذاب القبر ومن الأدلة الصريحة الواضحة قول الله تعالى في آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا آل فرعون ثم قال وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ إذا العرض هذا قبل قيام الساعة النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا بعد ما ذكر الله قصة المؤمن من آل فرعون فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ فوقاه الله يعني الرجل المؤمن من آل فرعون فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا متى يكون هذا العرض ها ؟في القبر الدليل أنه قال بعدها وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ إذا العرض هذا قبل قيام الساعة العرض قبل قيام الساعة هذا صريح لإثبات عذاب القبر وأنهم يعذبون غدوا وعشيا.
ومن الأدلة أيضا على نعيم القبر قوله تعالىإِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ هذه البشارة يبشر المؤمن بثلاث بشارات عند خروج الروح ألا تخافوا تبشرهم الملائكة تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا الأولى , لا تخافوا من المستقبل لا تخافوا من أهوال يوم القيامة لا تخافوا من الشدائد لا تخافوا من عذاب القبر لا تخافوا من عذاب النار تؤمن روعهم الملائكة من هم هؤلاء؟ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ يعني قالوا ربنا إلهنا ومعبودنا الحق هو الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا بالعمل هذا جزاءهم إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ معبودنا وإلهنا هو الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا بالعمل تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا هذه البشارة الأولى لا تخافوا من المستقبل لا تخافوا من أهوال وشدائد يوم القيامة لا تخافوا من الشدائد لا تخافوا من عذاب القبر لا تخافوا من عذاب النار.
والبشارة الثانية : وَلَا تَحْزَنُوا على ما خلفتم من أموال وأولاد فنحن نخلفكم فيهم.
والبشارة الثالثة: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ هذا فيه إثبات عذاب القبر ونعيمه هذا في القرآن.
وفي السنة أيضاً الأحاديث كثيرة في هذا الأحاديث كثيرة في هذا منها في الصحيحين وفي غيرهما الحديث المشهور الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت فكذبتهما عائشة قبل أن تعلم فكذبتهما ولم أنعم أصدقهما فخرجتا العجوزان من عندي ودخل علي الرسول ﷺ فقلت له يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم فقال صدقتا إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم قالت عائشة: فما رأيته بعد النبي صلى في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر
ومن الأدلة ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ قال في الحديث الصحيح إذا تشهد أحدكم فليستعيذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وهذا حديث ثابت في الصحيحين وغيرهما أن النبي ﷺ أمر أن يتعوذ في التشهد الخير من أربع إذا تشهد أحدكم يعني وصلى على النبي ﷺ قال فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
وهذا سنة عند جمهور العلماء الاستعاذة من هذه الأربع سنة مستحبة مؤكدة سنة مؤكدة والواجب التشهد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فهذا الواجب وأما الدعاء فهو مستحب.
وذهب بعض العلماء كطاووس بن كيسان اليماني من التابعين إلى وجوب التعوذ بالله من هذه الأربع قال : يجب على كل مصلي أن يتعوذ بالله من هذه الأربع وثبت عن طاووس أنه قال لابنه مرة لما صلى: هل استعذت بالله من أربع قال لا قال أعد صلاتك. أمره بأن يعيد الصلاة دل على أنه يرى وجوب التعوذ بالله من هذه الأربع ولكن يقول العلماء على أنها ليست بواجب وإنما مستحب.
هذا كما قال العلماء اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم هذا فيه اثبات عذاب جهنم ومن عذاب القبر إثبات عذاب القبر.
ومن ذلك حديث البراء بن عازب الحديث المشهور الطويل قال خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة جنازة رجل من الأنصار قال فانتهينا إلى القبر ولما يلحد له فجلس النبي ﷺ وجلسنا حوله وكأن على رؤؤسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال: اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَو ْثَلَاثًا هذا دليل على إثبات عذاب القبر ثم قال :إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا عند رأسه فيقول: يعني ملك الموت أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج الروح تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء القطرة من فم القربة من السقاء فيأخذها يعني ملك الموت فإذا أخذها لم يدعوها :يعني الملائكة الذين يعاونونه في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط في بعض ألفاظ الحديث يؤتى بحنوط من الجنة وكفن من أكفان الجنة ويخرج منها يعني من الروح كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها يعني للسماء فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة قالو فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتي ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقال له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقال له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقال له وما علمك بذلك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت الذي وجهك يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي هذا فيه إثبات نعيم القبر وفيه إثبات السؤال وأن هذه الأمة تفتن في قبروها يسأل عن ربه وعن دينه وعن نبيه قال وأما العبد الكافر الفاجر إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال إلى الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح كفن أسود فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ويقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتتفرق في جسده فينتزعها يعني ملك الموت كما ينتزع السفود من الصوف المبلول الشوك من الصوف المبلول من يستطيع يستخرجه فيأخذها الموت فإذا أخذها يعني ملك الموت لم يدعوها في يده طرفة عين يعني الملائكة الذين معه حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها من هذه الروح كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض رائحة خبيثة فيصعدون بها يعني هذه الروح فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالو ما هذه الروح الخبيثة فيقول فلا بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها بالدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله ﷺ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ها ،ها لا أدري فيقال له ما دينك فيقول ها ،ها لا أدري فيقال له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول ها، ها لا أدري فينادي منادٍ من السماء أن كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتي رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول ربي لا تقم الساعة هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسند وابنه عبد الله في السنة وأبو داود وسندخ حسن.
هذا الحديث فيه إثبات عذاب القبر ونعيمه وفي إثبات الفتنة في القبر سؤال المنكر والنكير منكر ونكير ملكان يقال لأحدهم منكرا والثاني نكيرا هذا فيه يدل لما قاله المؤلف وأن هذا هو الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وأن هذه الأمة تفتن في قبورها تفتن : يعني تسأل الفتنة هي السؤال تختبر وتمتحن ويسأل عن الإسلام وعن الإيمان ما دينك ومن ربك ومن نبيك ؟ فيثبت الله المؤمن ويضل الله الكافر والفاجر فلا بد من الإيمان بعذاب القبر ونعيمه ولا بد من الإيمان بفتنة القبر وهي سؤال منكر ونكير ولهذا قال المؤلف : ويأتيه منكر ونكير منكر ملك ونكير ملك آخر وفي حديث ويأتيه ملكان يقال لأحدهما المنكر ويقال للآخر النكير وفي لفظ وفي حديث آخر ويأتيه ملكان أزرقان أسودان فيسألانه من ربك وما دينك والمؤلف الإمام أحمد رحمه الله قال: ويأتيه منكر ونكير كيف شاء وكيف أراد يعني لا يسأل عن الكيفية كيف شاء يعني كيف يشاء الله وكيف أراد على أي طريقة أراد الله .
فلا بد من الإيمان بذلك يجب الاعتقاد بذلك والإيمان به ولهذا قال الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته وشارح الطحاوية لابن أبي عز : قد تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً وسؤال الملكين ويجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ولا يتكلم في كيفيته إذا تواترت الأخبار. الأخبار متواترة فمن أنكر المتواتر المعلوم من الدين كفر. وقد تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ولا يتكلم في كيفيته إّذ لا يؤتى للعقل وقوف على كيفيته لا نستطيع(..) ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار ما يستطيع الإنسان يعرف الكيفية والشرع يقول شارح الطحاوي يقول لا يأتي بما تحيله العقول ولكن يأتي بما تحار به العقول يعني الشريعة لا تأتي بشيء تنكره العقول وتحيله لكن الشريعة تأتي بشيء تتحير فيه القلوب تتحير فيه العقول(..) ولا الشريعة لا تأتي بشيء تنكره العقول وتنفيه لكن تأتي بشيء تتحير فيه العقول (39:13) على انفراده وهذا قول العلماء الشريعة تأتي بمحارات العقول لا بمحالاتها الشريعة تأتي بإيش؟ بمحارات العقول لا بمحالاتها يعني إيش تأتي بما تتحير فيه العقول ولا تدرك على انفرادها ولكن لاتـأتي بشيء تحيله العقول وتنكره فالعقل الصحيح الصريح يوافق النقل الصحيح ولهذا ألف أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب عظيم سماه "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" وبين أن العقل لا يخالف النقل سمى بعض العلماء كتاب العقل :يعني أنه إذا كان أنه لا يمكن أن يتعارض نقل صحيح وعقل صريح أبداً إذا وجد أن العقل يوافق يخالف النص فهذا لأحد الـأمرين: إما أن النقل غير صحيح ما صح حديث ضعيف أو أن العقل غير صريح فيه شبهة أو شهوة العقل الصريح هو الخالي من الشبهات والشهوات إما أن العقل ليس بصريح فهو إيش عنده شبهات وشهوات أو إن العقل صريح ولكن النقل غير صحيح أما نقل صحيح وعقل صريح فلا يمكن أن يتعارض أبداً لا يمكن أن يتعارض ولهذا اسم الكتاب عند شيخ الإسلام "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ".
فلا بد من الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وكذلك الإيمان بضمة القبر ثبت فثي الحديث أن للقبر ضمة قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح لما مات سعد بن معاذ اهتز عرش الرحمن اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ومع ذلك ما سلم من الضمة ضمه القبر في أول تضمه ثم يفرج الله له للقبر ضمة لو كان أحد نجا منها لنجا منها سعد بن معاذ.
عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وأن العذاب يكون للروح والجسد الروح تعذب وتنعم مفردة وثم تصل الجسد روح المؤمن تنعم بالجنة وحدها طائر بشجر الجنة وليس لها صلة بالجسد لأن الروح سريعة الطيران بسرعة تذهب وتأتي تطير ولهذا النائم تجد روحه خرجت بمجرد إذا ضربت رجله رجعت من بعيد وكذلك الكافر تعذب روحه في النار (..) بالجسد والجسد يبلى والروح باقية في نعيم أو عذاب.
وذهب المعتزلة إلى أن العذاب والنعيم يكون للروح قالوا أما الجسد فلا يعذب لا يعذب ولا ينعم وهذا باطل وأنكروا عذاب القبر ونعيمه في الجسم قال كيف وأنكروا السؤال وأنكروا تضييق القبر وتوسيعه المؤمن ثبت في الحديث إن المؤمن يوسع له في قبره مد البصر ويفتح له باب إلى الجنة ويأتيه من ريحها وطيبها والكافر يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها أنكروا العقلانيون أنكروا عذاب القبر ونعيمه قالوا كيف ،كيف عذاب القبر ما يعذب ولا ينعم قالو لو فتحنا القبر ما وجدنا فيه نار تشتعل ولا وجدنا الميت يأكل ولا يشرب ولا يأتيه نعيم ولا شيء لا يأتيه شيء من ثمر الجنة ولا شيء وقالوا كيف ،كيف ينعم هذا ويعذب هذا ولو فتحنا القبر ما وجدنا لا عذاب ولا نعيم ما وجدنا نارا ولا شيء وكيف يعذب من صلب على خشبة وكيف يعذب وينعم من أكلته الطيور أو أكلته السباع ومن أكلته الحيتان والمقبرة التي زرعت فصارت حبوبا وثمارا كيف يعذب وكيف ينعم؟
نقول لهم أمور الآخرة هذه أمور الآخرة لا تعلمون كيفيتها لا تدركون كنها ولا كيفيتها الواجب على المسلم أن يسلم هذه أمور الغيب يسلم لها لا نعلم الكيفية والكنه فالمؤمن ينعم ويعذب لأنه فالميت ينعم ويعذب لأنه في البرزخ لكن أنت لست في البرزخ أنت لو كشفت على القبر ما ووضعت يدك ما حسست بذلك لأنك في الدنيا لكن هو يحس أمور الآخرة لا يعلم كيفيتها الواجب التسليم يجب على المؤمن أن يسلم لله ولرسوله ﷺ ويؤمن بعذاب القبر ونعيمه فالميت يناله العذاب عذاب القبر ونعيمه حتى ولو كان منصوبا على خشبة حتى ولو غرق في البحار حتى ولو أكلته السباع ولو أكلته الحوت والحوت أكله يناله ما قدر له يناله سؤال منكر ونكير و يناله العذاب والنعيم وتناله ضمة القبر ولكن الله هذا أعلم بكيفيته ما نكيف ذلك لكن نؤمن بذلك كل من مات لا بد أن يسأل : من ربك ومن نبيك ولا بد أن يعذب أو ينعم ويضيق عليه قبره أو أو يوسع له قبره ولو كان منصوبا على الخشبة ولو أكلته السباع ولو أكله الحيتان يناله ما قدر له من النعيم والعذاب والسؤال وضمة القبر وسؤال منكر ونكير هذا هو الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة قال عليه الصلاة والسلام لولا أن لا تدافعوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع منه لولا ألا تدافنوا من رحمة الله أن الإنسان لا يسمع هذا أصوات المعذبين وإذاً ما قر له قرار وما عاش الناس ولهذا كما جاء في الحديث أن المعذب في القبر يضرب يضربه ملكان ضربة يصيح منها صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين إلا الجن والإنس إلا الإنسان ولو سمعه الإنسان وهو يصيح لصعق ولما عاش وما كنا نسمع أصوات المعذبين هل تقر للناس قرار بكاؤهم وصياحهم وصراخهم ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح لولا أن لا تدافعوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعه.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول للذي يجيش الجيوش التي تربي الخيول وتهيؤها وتعدها للجهاد الناس ما كان عندهم المخترعات الحديثة ما عندهم صواريخ ولا سيارات ولا طائرات ولا السلاح ما هو الحرب بالسلاح ووسيلة في النقل هي الخيول الخيل المضمرة والخيل تعد تهيأ الخيول معدة للجهاد تضمر يعني تحبس في مكان أربعين يوماً وتطعم طعاما خاصا وتهيأ فيخرج منها العرق ويزول منها الضخامة وتخرج بعد المدة نقية قوية مفتولة الساعدين قوية عندها استعداد للجهاد والركوب وكذلك إذا مرضت يعالجونها يعالجونها بالإسهال فكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول إذا أصاب أصاب يعني الخيول ألم في بطونها ائتوا بها إلى قبور الرافضة أو قبور اليهود فيأتون بها فتسمع صوت المعذبين فيخرج منها إسهال تسمع صوت المعذبين فيخرج من بطونها الإسهال فيكون هذا فيه علاج له فينزل ما في بطنها بسبب سماعهم لأصوات المعذبين قبور الرافضة و قبور اليهود يجيبوهم لقبور الرافضة و قبور اليهود تسمع المعذبين فيخرج منها يعني الروث من بطنها ويكون هذا في علاج وشفاء لها.
وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد وآل وصحبه.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
والإيمان بشفاعة النبي ﷺ وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاء في الأثر كيف شاء الله وكما شاء إنما هو الإيمان به والتصديق به.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك وسلم على نبينا وإمامنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين أما بعد .
قال الإمام أحمد رحمه الله في رسالة أصول السنة والإيمان بشفاعة نبينا بشفاعة النبي ﷺ :
يعني ومن السنة ومن أصول السنة عند أهل السنة الإيمان بشفاعة النبي ﷺ وشفاعة النبي ﷺ كما سبق أنواع له ثلاث شفاعات اختص بها وثلاث شفاعات شاركه فيها غيره.
فالشفاعات الخاصة بنبينا ﷺ:
أولها الشفاعة العظمى التي تكون في موقف القيامة والتي يتأخر عنها أولوا العزم والتي يموج الناس فيها بعضهم من بعض وهي عامة للمؤمن والكافر لإراحة أهل الموقف لإراحة أهل الموقف حتى يحاسبهم الله هذه الشفاعة العظمى خاصة بنبينا ﷺ وهي المقام المحمود التي يغبطه فيها الأولون والآخرون الله تعالى عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا هذا هو المقام المحمود وذلك أن الناس يقفون بين يدي الله للحساب حفاة عراة غرلًا وتدنو الشمس من الرؤوس ويزاد في حرارتها ويبلغ الناس من الكرب والهم والغم ما الله به عليم فيموج الناس بعضهم البعض ويفزعون إلى الأنبياء ويطلبون منهم الشفاعة ،والشفاعة من الحي الحاضر القادر لا بأس به بخلاف الشفاعة من الميت أو الغائب فلا ما يطلب من الميت الشفاعة يقول يا فلان اشفع لي أو غائب لا يستطيع هذا شرك لكن الشفاعة من الحي الحاضر القادر لا بأس وهذه الشفاعة يطلبون يطلب الناس من الأنبياء أن يدعو الله وأن يسألوا الله وأن يشفعوا عند الله أن يحاسبهم لكن يتأخرون هؤلاء أولوا العزم كما سبق في حديث الشفاعة أو كما ذكر في حديث الشفاعة الطويل مذكور في الصحيحين أو في غيرهما وأن الناس يأتون أولا آدم فيقولوا يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته وعلمك أسماء كل شي فاشفع لنا إلى ربك حتى تريحنا من هذا الموقف ألا ترى إلى ما نحن فيه فيعتذر آدم فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني أكلت من الشجرة التي نهيت عنها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول رسول بعثه الله إلى الأرض وسماك الله عبداً شكوراً اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما بلغنا فيعتذر نوح فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني دعوت على أهل الأرض دعوة أغرقتهم نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فإنه خليل الرحمن فيذهبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيقولون يا إبراهيم أنت خليل الرحمن اتخذك الله خليلاً اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما بلغنا فيعتذر إبراهيم فيقول إبراهيم إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات هذه الكذبات يجاد بها عن دين الله هذه تورية إحداها : قال عن زوجته إنها أختي لما مر ملك مصر في ذلك الوقت تأول أنها أخته في الإسلام لئلا يغار ويأخذها منه .والثانية : لما كسر الأصنام جعل الفأس على الصنم الأكبر وقال لما سألوه من فعل هذا؟ قال هذا يعني يريهم أنها لا تنفع ولا تضر والثالثة : لما نظر في النجوم قال إني سقيم يريهم ذلك يعتقدون في النجوم وأنها لا تنفع ولا تضر اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فإنه كليم الرحمن فيذهبون إلى موسى فيقولون يا موسى أنت كليم الرحمن اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا فيعتذر فيقول موسى إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب مثله بعد وإني قتلت نفساً لم أومر بقتلها عندما قتل القبطي قبل النبوة هذا قبل النبوة اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فإنه روح الله وكلمته فيذهبون إلى عيسى فيقولون يا عيسى أنت روح الله وكلمته اشفع لنا إلى ربك ألا إلى ترى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا فيعتذر عيسى ولا يذكر ذنباً إلا أنه يقول اتخذت أنا وأمي إلهين من دون الله اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد فإنه خاتم النبيين فيأتون نبينا محمد ﷺ فيقولون يا محمد اشفع لنا إلى ربك فيقول عليه الصلاة والسلام أنا لها أنا لها فيذهب عليه الصلاة والسلام إلى العرش فيسجد تحت العرش لا يبدأ بالشفاعة وهو أوجه الخلق عند الله ما يستطيع أحد أن يشفع حتى أفضل الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ما يبدأ بالشفاعة ما يقدر ولا أحد يستطيع أن يشفع إلا بعد الإذن ما يبدأ بالشفاعة وإنما يبدأ بالسجود تحت العرش يبدأ يذهب فيسجد تحت العرش فيفتح الله له المحامد يلهمها إياه في ذلك الموقف فلا يزال يحمد الله ويثني عليه حتى يأتي الإذن من الرب فيقول الله سبحانه العظيم يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشّفع هذا الإذن قال الله تعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِه ما أحد يستطيع أن يشفع عند الله إلا بإذن أما ملوك الدنيا ورؤساءهم والأغنياء والوجهاء كل واحد يشفع بدون إذن يدفع الباب ويدخلون عليهم بدون اختيار وقد يرغمون إرغاما قد يرغمه لأنه بحاجة وقد يشفع لابنه أو زوجته بشيء هو مكره عليه لكن الله لا مكره له مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فيشفعه الله فيقضي الله بين الخلائق ويحاسبهم جميعاً فينصرف الناس فريقان فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير هذه الشفاعة الأولى الشفاعة العظمى خاصة بنبينا ﷺ .
الشفاعة الثانية :الشفاعة لأهل الجنة في الإذن لهم إلى دخولها أهل الجنة لا يدخلونها إلا بشفاعة من الذي يشفع؟ نبينا ﷺ يشفع عند ربه فيأذن له ربه بدخول الجنة .
الشفاعة الثالثة : الشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب لأنه خف كفره بدفاعه عن النبي ﷺ فصار أخف أهل النار عذاباً فيخففه فيشفع له شفاعة التخفيف فيخرج فيشفع نبينا محمد ﷺ في عمه أبا طالب فيخرجه الله من غمرات من نار إلى ضحضاح يغلي منها دماؤه شفاعة تخفيف ،تخفيف فقط هذه الثلاث خاصة بنبينا ﷺ .
أما الشفاعات الأخرى في ثلاث شفاعات أخرى يشاركه فيها غيره من الأنبياء والصالحين(..) والشهداء وغيرهم.
الأولى: الشفاعة في رفع درجات قوم من أهل الجنة وزيادة ثوابهم يشفع في قوم من أهل الجنة يرفع بدل ما يكون في الدرجة الأولى يكون في الدرجة الرابعة الشفاعة في زيادة درجات قوم من أهل الجنة وزيادة ثوابهم .
الشفاعة الخامسة :الشفاعة في قوم استحقوا دخول النار بمعاصيهم فيشفع فيهم ألا يدخلوها.
الشفاعة السادسة :الشفاعة في قوم دخلوا النار بذنوبهم فيخرجون منها هذه ثلاث شفاعات مشتركة.
وهذه الشفاعات أنكر منها الخوارج والمعتزلة الشفاعتين الأخريين الخامسة والسادسة أنكروا خروج من استحق دخول النار ألا يدخلها ومن دخلها ألا يخرج منها لأن الخوارج والمعتزلة يرون أن العاصي كافر يكفرونه وأنه يخلد في النار فلا يشفع فيه فأنكروا النصوص التي فيها إخراج العصاة من النار مع أنها متواترة.
ولهذا أنكر عليهم أهل السنة و بدّعوهم وضللوهم وصاحوا بهم كيف ينكرون أحاديث متواترة بلغت حد التواتر ثبت أن نبينا ﷺ يشفع أربع شفاعات في أهل النار في العصاة فكلما يحد الله لهم حدا يخرجهم بالعلامة يقال له آخر من كان في قلبه مثقال برة من إيمان مثقال حبة من إيمان مثقال ذرة من إيمان مثقال حبة خردل من إيمان حتى يقال في المرة الرابعة أخرج من كان في قلبي أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان وذلك أن المعاصي وإن كثرت وعظمت لا تقضي على الإيمان لكن تضعفه تضعف الإيمان المعاصي حتى لا يبقى منه إلا أدنى حبة من خردل لكنها لا تقضي عليه ما الذي يقضي على الإيمان الكفر ،الكفر الأكبر أو النفاق الأكبر أو الشرك الأكبر أو الظلم الأكبر أو الفسق الأكبر الذي يخرج من الملة هذا يقضي على الإيمان لا يبقى منه شيء أما المعاصي تضعف الإيمان تضعفه ولو كثرت ولو عظمت ما تقضي عليه لكن حتى لا يبقى إلا مثقال حبة من خردل أو أدنى.
ذكر بعضهم في الشفاعة في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم يشفع لهم في دخول الجنة.
يقول الإمام رحمه الله. والإيمان بشفاعة النبي ﷺ يعني وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحمَا من هم؟ هؤلاء العصاة عصاة الموحدين عصاة الموحدين يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحماً في الحديث النبوي .يؤتى بهم ضبائر ضبائر قد امتحشوا حتى صاروا فحماً .احترقوا فصاروا فحماً فيذهب بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاء في الأثر.
كما شاء الله كيف شاء الله وكما شاء الله يشير بهذا إلى حديث ابن سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال :يدخل الله أهل الجنة في الجنة يدخل من يشاء برحمته ويوصل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون فحماً منها قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحِبة في حميل إلى جانب السير أو إلى حامل السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية رواه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما : ينبتون كما تنبت الحِبة يعني البذرة في حميل السيل فإذا اذُهِبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فإذا تكامل خروج العصاة ما يبقى أحد(..) يخرجهم رب العالمين الله برحمته فإذا انتهوا انتهى الموحدون العصاة ولم يبق في النار أحد بعد ذلك تطبق النار على الكفرة بجميع أصنافهم اليهود والنصارى والوثنيين و الملاحدة والمنافقون في الدرك الأسفل منها فلا يخرجون منها أبد الآباد .كما قال الله تعالى إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ يعني مطبقة مغلقة وقال سبحانه وتعالى يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَ مَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَاب ٌمُّقِيمٌ قال سبحانه: كَذَلِكَ يُرِيْهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَ مَا هُمْ بِخَارِجِيْنَ مِنَ النَّارِ وقال تعالى لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا وقال تعالى كلما خبت زدناهم سعيرا نسأل الله السلامة والعافية يقول المؤلف يجب الإيمان بذلك كيف شاء الله وكما يشاء الله إنما هو الإيمان به والتصديق ،الإيمان بالنصوص والتصديق لها وعدم الاعتراض عليها نعم .
(المتن )
والإيمان أن المسيح الدجال خارجٌ مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه والإيمان بأن ذلك كائن وأن عيسى ابن مريم ينزل فيقتله بباب لد.
(الشرح)
نعم ومن أصول السنة يقول الإمام أحمد رحمه الله ومن أصول السنة عندنا الإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه والإيمان بأن ذلك كائن وأن عيسى ابن مريم ينزل فيقتله بباب لد. وباب لد: بلدة قريبة من بيت المقدس.
من عقيدة أهل السنة والجماعة وأصول السنة الإيمان بأن المسيح الدجال خارج وأنه يخرج في آخر الزمان المسيح سمي المسيح لأن عينه ممسوحة عينه اليمنى ممسوحة خارج على الناس مكتوب بين عينيه كافر وفي اللفظ الآخر مكتوب بين عينيه في بعض الأحاديث كَ فَ ر َيقرؤها كل مسلم كاتب أو غير كاتب والإيمان بأن ذلك كائن ونزول وخروج المسيح الدجال هو الشرط الثاني من شروط الساعة الكبرى والشرط الأول من أشراط الساعة الكبار خروج المهدي فأشراط الساعة نوعان :أشراط الساعة علاماتها فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا إذا جاء علاماتها فلا يضرهم إلا الساعة تأتيهم بغتة فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا أشراطها يعني علاماتها.
فأشراط الساعة قسمها العلماء إلى قسمين: أشراط صغرى وأشراط كبرى , ومنهم من جعلها ثلاثة صغرى و متوسطة وكبرى أشراط صغرى و أشراط كبرى .
الصغرى أولها بعثة نبينا محمد ﷺ فإنه نبي الساعة قال رسول الله ﷺ بعثت أنا والساعة كهاتين وقرب بين أصبعيه السبابة والوسطى فهو نبي الساعة ومن أشراط الساعة موت النبي ﷺ ومنها فتح بيت المقدس , ومنها الحروب والفتن التي حصلت بين الصحابة ومنها عمارة الصبيان والأحداث ,ومنها إضاعة الأمانة وإسناد الأمور إلى غير أهلها, ومنها إماتة الصلاة ,ومنها كثرة شرب الخمور ومنها ,ظهور القينات والمعازف ومنها الربا والزنا ومنها أن يتعلم لغير الدين ويتفقه لغير الدين ,ومنها العقوق كثرة العقوق وجاء في بعضها يكون المطر قيضا والولد غيضا ,ومنها كثرة الشرط ,ومنها كثرة النساء وقلة الرجال, ومنها كثرة الجهل وقلة العلم ولهذا جاء في الأحاديث لا تقوم الساعة حتى يقل العلم ويكثر الجهل ويظهر الزنا ويشرب الخمر ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ومنها تقارب الأسواق وظهور المخترعات الحديثة ومنها الخسوف ثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ,ومنها كثرة الزلازل وهي كثيرة لا تزال تكثر وتزيد وهي التي نحن فيها الآن .
وأما أشراط الساعة الكبرى فهي عشرة لم يخرج منها شيء حتى الآن وهي التي تليها الساعة تلي الساعة قريبا وهي متقاربة إذا خرج واحدة منها تتابعت كالسلك الذي نظم فيه الخرز فإذا انقطعت تتابعت الخرز.أولها المهدي محمد بن عبد الله المهدي رجل من آل بيت النبي ﷺ من سلالة فاطمة يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا .اسمه محمد بن عبد الله المهدي وخلافته خلافة نبوة ويخرج جاءت في المهدي أحاديث منها أحاديث صحيحة ومنها ضعيفة وحسنة لكنها ثابتة وأنه يخرج في وقت ليس للناس فيه إمام في وقت ليس فيه للناس إمام فيبايع في آخر الزمان وفي زمانه تكثر الحروب والفتن في زمان المهدي تكثر الحروب الطاحنة بين المسلمين وبين النصارى حروب طاحنة بين المسلمين وبين النصارى وتحصل للناس الفتن في الشام ومن آخرها جاء في أحاديث صحيح مسلم أحاديث في الحروب التي تقع قتلى التي تكون ومن آخرها فتح القسطنطينية فإذا فتحت القسطنطينية وعلق الناس سيوفهم بالزيتون صاح الشيطان إن الدجال قد خلفكم في أهلكم (...)في المرة الأولى يكون خطأ.
فيخرج الدجال في زمن المهدي بعد فتح القسطنطينية والدجال رجل من بني آدم أولا يدعي الصلاح أنه رجل صالح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية ويقول للناس أنا ربكم وهو كافر وسمي المسيح لأن عينه ممسوحة عينه اليمنى ممسوحة ولهذا سمي المسيح والدجال من كثرة دجله وكذبه ومن أعظم كذبه إدعاؤه للربوبية والدجاجلة كثيرون كل السحرة دجاجلة لكن الدجال الأكبر هو الذي يخرج في آخر الزمان هذا أكبرهم وآخرهم أكبرهم الدجال الذي يخرج في آخر الزمان و إلا الدجاجلة كثيرون كل السحرة دجاجلة يمخرقون على الناس.
فيخرج هذا الرجل ولا يترك أرضا بلداً إلا دخلها إلا مكة والمدينة لأنه ممنوع من الملائكة وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ملائكة في يدهم السيوف صلتاً ولا يستطيع لكنه يأتي إلى المدينة وينزل في السبخة فترجف ثلاثة رجفات المدينة فيخرج إلى الدجال كل كافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل منافق ومنافقة ولم يتبق في المدينة خبث وينصع طيبها ولا يبقى في المدينة إلا الطيبين في ذلك الوقت في زمن الدجال يدعي الربوة يدعي الربوبية يقول للناس أنا ربكم ومعه خوارق وعادات فتن وابتلاء وامتحان ابتلى الله العباد به.
من فتنته أنه معه صورة الجنة وصورة النار فالجنة خضراء تجري والنار سوداء تدخن والذي يوافقه وهو معكوس جنته نار وناره جنة فالذي يوافقه يلقيه فيما يرى الناس الجنة وهي النار والذي يعصيه يلقيه فيما يرى الناس النار وهي الجنة.
ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن
ومن فتنته أنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ابتلاء وامتحان أخبرنا رسول الله ﷺ
ومن فتنته أنه يأتي إلى الخربة فتتبعه كنوزها كأعاسيب النحل
ومن فتنته أنه يسلط على رجل فيدعوه إلى الإيمان به فيكذبه فيقطعه نصفين بالسيف ويمشي بين القطعتين ثم يقول له قم فيحييه الله فيستوي قائماً فيقول أتعرفني الآن فيقول ما زدت فيك إلا بصيرة فيقول لمن معه أرأيتهم إن قتلته ثم أحييته أتشكون في الأمر قالوا لا فيقتله ثم يحييه الله ابتلاء وامتحانا قال رسول الله ﷺ فهذا الرجل أعظم الناس شهادة عند رب العالمين فيريد أن يقتله مرة أخرى فلا يستطيع .
و فتنته عظيمة يأتي معه أناس يعلمون أنه كاذب لكن يخشون من الفقر لأنه يأتي إلى القوم إلى البادية فيدعوهم وإذا استجابوا له جاء أخصبت أرضهم وجاءتهم الأمطار وسمنت مواشيهم وامتلأت ضروعها باللبن ويأتي القوم فيردون عليه فيصبحون ملحدين وتهلك أنعامهم ابتلاء وامتحانا حتى يتبعه أناس يقولوا نعلم أنه كاذب لكن نريد أن نعيش عيشة رغيدة آثروا الحياة الدنيا على الآخرة نعوذ بالله ولهذا جاء في حديث النبي ﷺ قال من رأى الدجال فلينأ عنه لأن له فتنة ابتعد عنه لا تقرب منه وثبت صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أو أمر أكبر من الدجال
وأما لبثه في الأرض سئل النبي ﷺ كيف يلبث في الأرض مكثه ؟ قال يمكث أربعين يوماً أربعين يوما اليوم الأول طوله سنة واليوم الثاني طوله شهر واليوم الثالث طوله أسبوع اليوم الأول تطلع الشمس ولا تغرب إلا بعد 356 يوما واليوم الثاني تطلع الشمس و لا تغرب إلا بعد شهر إلا بعد ثلاثين يوما واليوم الثالث تطلع الشمس ولا تغرب إلا بعد سبعة أيام والباقي سبعة وثلاثون يوما كأيامنا قيل يا رسول الله اليوم الأول واليوم الثاني والثالث كيف نعمل بالصلوات كيف نصلي؟قال اقدروا له اقدروا له كل أربعة وعشرين ساعة خمس صلوات والشمس طالعة كل أربعة وعشرين ساعة خمس صلوات حتى تنتهي ينتهي هذا اليوم الطويل وكذلك اليوم الثاني.
فهذا الدجال لا بد من الإيمان به وهو مربوط في جزر من جزائر البحر كما في حديث تميم بن أوس في حديث فاطمة بنت قيس أنه لعب الشهر لعب الموج شهراً وأنهم خرجوا إلى جزيرة من جزر البحر فوجدوا الدجال ووجدوا الدابة فرأوا رجلاً عظيم الخلقة مربوطة يداه إلى عنقه بحديد وأنهم سألوه وأنه أخبرهم وأنه قال يوشك أن يخرج .
ولهذا قال الإمام رحمه الله والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه والإيمان بأن ذلك كائن لا بد من الإيمان بأن ذلك كائن .من الأحاديث التي وردت حديث أنس عن النبي ﷺ قال: ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر وفي رواية الدجال مكتوب بين عينيه كافر.
وفي حديث النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله ﷺ الدجال فقال : إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج وأنا لست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم فمن أدركه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف فإنها جوار لكم من فتنته يعني تجيركم من فتنته قلنا ما لبثه في الأرض قال أربعين يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم فقلنا يا رسول الله هذا اليوم كسنة تكفينا فيه صلاة اليوم قال لا اقدروا له قدره ثم ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ويدركه عند باب لد رواه مسلم وأبو داود وغيره.
والأحاديث في هذا كثيرة ثم بعد مكثه هذه المدة الدجال ينزل عيسى ابن مريم من السماء وهي الشرط الثالث من أشراط الساعة الكبار واضع كفيه على جناح الملكين عند المنارة البيضاء في دمشق في وقت صلاة الفجر وقد أقيمت صلاة الفجر فيقدمه المسلمون فيمتنع فيقول إنما أقيمت لك فإذا نزل عيسى ابن مريم صار فرداً من أفراد الأمة المحمدية فيحكم بشريعة نبينا محمد ﷺ لأن كل نبي أخذ الله عليه الميثاق لأن بعث محمدا ﷺ وأنت نبي وأنت حي لتتبعنه. قال الله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّق ٌلِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُم ْعَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ وفي الحديث الآخر يقول الرسول اللهﷺ والذي نفسي بيده لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي فعيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل قتل المسيح الدجال بحربة في باب لد قال قرب فلسطين وفي الحديث أنه إذا رآه إذا رأى مسيح الضلالة ومسيح الهدى ذاب كما يذوب الملح في الماء ولو تركه لمات لكنه يقتله يقتل مسيح الهدى مسيح الضلالة وحينئذ تكون الحكم لعيسى يكون هو الولاية له ويحكم بشريعة نبينا محمد ﷺ.
ثم يخرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى وهي العلامة الرابعة ويأجوج ومأجوج أمتان كافرتان من بني آدم الأولى تسمى يأجوج والثانية مأجوج وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله حتى لما قال في الحديث :إن الله تعالى ينادي آدم يوم القيامة يقول يا آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث النار فيقول آدم يا ربي وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد من الجنة فشق ذلك على الصحابة قالوا كيف واحد من الجنة من كل ألف واحد ؟كما قال العلامة ابن القيم:
يا سلعة الرحمن لست رخيصة | بل أنت غالية على الكسلان |
يا سلعة الرحمن ليس ينالها | في الألف إلا واحد لا اثنان |
فشق ذلك على الصحابة قالوا يا رسول الله ألف بعث النار ما فيه إلا واحد من الجنة فقال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واحد من يأجوج ومأجوج ألف لكن كفرة ومنكم واحد.
فيخرجون ويفسدون في الأرض فيمر أولهم بأول بحيرة يشربون ماءها ثم يمروا من بعدهم فيقولوا كان بهذه مرة ماء فيأمر الله نبيه عيسى أن يتحصن في جبال الطور.
هذه أربعة متوالية المهدي ثم الدجال ثم عيسى ثم يأجوج ومأجوج ثم تتوالى بقية أشراط الساعة منها :نزع القرآن من الصدور والمصاحف إذا ترك الناس العمل به نزع, الخامس والسادس الدخان الذي يملأ الأرض والسابع , هدم الكعبة والعياذ بالله والثامن , طلوع الشمس من مغربها والتاسع , طلوع الدابة والعاشر آخرها , النار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا هذا باختصار ولتفصيلها يحتاج إلى وقت طويل.
فلا بد من الإيمان بأن الدجال خارج وأنه شرط من أشراط الساعة الكبار والإيمان بأن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل فيقتله بباب لد .هذا من أصول أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ عيسى وقال في الآيات الأخرى وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا عيسى وفي قراءة وإنه لعلم علامة . نعم.