قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك، على عبد الله، ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) اللهم اغفر لنا ولشخنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين الأحياء منهم والميتين. قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد
باب ذكر إثبات العلم لله جل وعلا، تباركت أسماؤه، وجل ثناؤه، بالوحي المنزل على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) الذي يقرأ في المحاريب، والكتاتيب، من العلم الذي هو من علم العام، لا بنقل الأخبار التي هي من نقل علم الخاص، ضد قول الجهمية المعطلة الذين لا يؤمنون بكتاب الله، ويحرفون الكلم عن مواضعه، تشبها باليهود، ينكرون أن لله علما، يزعمون أنهم يقولون أن الله هو العالم، وينكرون أن لله علما مضافا إليه من صفات الذات، قال الله جل وعلا في محكم تنزيله: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ (166) النساء)، وقال الله عز وجل: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ (14) هود)، فأعلمنا الله أنه أنزل القرآن بعلمه، وخبرنا جل ثناؤه أن أنثى لا تحمل، ولا تضع إلا بعلمه، فأضاف الله جل وعلا إلى نفسه العلم الذي خبرنا أنه أنزل القرآن بعلمه، وأن أنثى لا تحمل، ولا تضع إلا بعلمه، فكفرت الجهمية وأنكرت أن يكون لخالقنا علم مضاف إليه من صفات الذات، تعالى الله عما يقول الطاعنون في علم الله علوا كبيرا، فيقال لهم: خبرونا عمن هو عالم بالأشياء كلها، أله علم أم لا؟ فإن قال: الله يعلم السر والنجوى وأخفى، وهو بكل شيء عليم، قيل له: فمن هو عالم بالسر والنجوى وهو بكل شيء عليم، أله علم أم لا علم له؟ فلا جواب له لهذا السؤال إلا الهرب: ( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم هذا على أن ابن خزيمة رحمه الله يكفر الجهمية، كفرهم؛ لأنهم ينكرون صفات الله تعالى، والجهمية منسوبون للجهم بن صفوان، وهم منكرون الأسماء والصفات لله عز وجل، ولا يثبتون إلا ذاتا مجردة، والذات المجردة، لا وجود لها إلا في الذهن، لا وجود للذات إلا بالأسماء والصفات، والعلم ثابت لله عز وجل، بالنصوص من الكتاب والسنة، نعم)، أحد الطلبة يقول: الجهمية لو فعل أحدهم فعلهم ذلك ما حكمه؟ (الشيخ حفظه الله تعالى) (منسوب إلى الجهم بن صفوان، الواحد بعينه قد لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة، نعم). قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
باب ذكر إثبات وجه الله الذي وصفه بالجلال والإكرام في قوله: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمن)، ونفى عنه الهلاك، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) القصص) نعم). قال(قارئ المتن): إذا أهلك الله ما قد قضى عليه الهلاك، مما قد خلقه الله للفناء لا للبقاء، جل ربنا، عن أن يهلك شيء منه مما هو من صفات ذاته، قال الله جل وعلا: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمن)، وقال: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) القصص) وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (28) الكهف). وقال: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (115) البقرة) فأثبت الله لنفسه وجها، وصفه بالجلال والإكرام، وحكم لوجهه بالبقاء، ونفى الهلاك عنه، فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن، والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه بالمخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين، وعز عن أن يكون عدما كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم، إذا نفيت الصفات عن الإنسان، صار عدما، نسأل الله العافية، حتى الجماد له طول، وعرض، وعمق، هناك جدار ليس له طول، ولا عرض، ولا عمق، وليس له ذات، لا من حجر، ولا من خشب، ولا من حديد، وليس فوق الأرض، ولا تحت الأرض، ولا متصل، ولا منفصل، ولا داخل العالم، ولا خارج العالم، إيش يكون؟ عدم، هذا العدم الذي تنفى عنه الصفات، والأسماء، هكذا الجهمية، والعياذ بالله، ربهم عدم، يعبدون عدما، نسأل الله السلامة والعافية الجهمية والمعنزلة، نعم، ولهذا يقول العلماء: المعطل يعبد عدما، والمشبه يعبد صنما، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا نعم) قال(قارئ المتن): تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات الله خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وقال الله جل ذكره في سورة الروم: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ (38 الروم) إلى قوله:( ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ (38) الروم) وقال: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوَ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ (39) الروم)، وقال: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (9) الإنسان) وقال: (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) الليل). (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم كل هذه نصوص فيها إثبات الوجه لله عز وجل، نعم).
قال(قارئ المتن): باب ذكر البيان من أخبار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) في إثبات الوجه لله جل ثناؤه، وتباركت أسماؤه، موافقة لما تلونا من التنزيل الذي هو بالقلوب محفوظ، وبين الدفتين مكتوب، وفي المحاريب والكتاتيب مقروء (الشيخ حفظه الله تعالى) (طويل الباب، قف على الباب). قال(قارئ المتن): أحسن الله إليك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، على تمام عونه وتوفيقه وفضله، ونسأله المزيد من عونه وتوفيقه وفضله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.