الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، وغفر لكم، وللمسلمين، والحاضرين، والمستمعين يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة في كتابه التوحيد: باب إثبات السماع والرؤية لله جل وعلا الذي هو كما وصف نفسه: سميع بصير، ومن قال: معبوده غير سميع بصير، فهو كافر بالله السميع البصير، يعبد غير الخالق الباريء، الذي هو سميع بصير، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يرد على أهل الكلام من المعتزلة والجهمية، الذين نفوا السمع والبصر، ونفوا الصفات، وقالوا ليس لله صفات؛ لئلا يشابه المخلوق، المعتزلة نفوا الصفات، وكذلك الجهمية نفوا الأسماء والصفات، والأشاعرة أثبتوا سبع صفات الحياة، والكلام، والبصر، والسمع، والعلم، والقدرة، والإرادة ونفوا بقية الصفات تأولوها والذي ينفي السمع والبصر هم المعتزلة والجهمية، نعم حكموا عليهم بالكفر الجهمية حكموا عليهم كفار لأنهم كفرهم كما قال العلماء خمسمائة عالم ... وصفه تعالى دقيقة وخمسة عشر ثانية وجاء المعنزلة، فكفرهم بعض العلماء أيضا، والجاحد الذي أنكرها جحودا؛ فهذا كافر، أما من أنكرها تأويلا؛ فهذا محل نظر. (قال شيخنا في كتابه:أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر ص(56) (57)) (فكفرهم بإطلاق هذا قول وقول ثاني: تكفير الغلاة منهم وقول ثالث: تبديعهم مطلقا). (الشيخ حفظه الله تعالى) (أعد الترجمة باب إيش؟ ) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، يقول: باب إثبات السماع والرؤية لله جل وعلا (الشيخ حفظه الله تعالى) (لأنه يسمع ويرى، قال الله تعالى لموسى وهارون: ((...إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (46) طه )) فيه إثبات أن الله يسمع ويرى، نعم ) قال(قارئ المتن): الذي هو كما وصف نفسه: سميع بصير، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال: ((...وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى )) نعم) قال(قارئ المتن): ومن قال: معبوده غير سميع بصير، فهو كافر بالله السميع البصير، يعبد غير الخالق الباريء، الذي هو سميع بصير،(الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم إذا نفى السمع والبصر لله جحودا فهو كافر لا شك في هذا نعم) قال(قارئ المتن): قال الله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهَ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ (181) آل عمران)، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الآية فيها: إثبات السمع لله عز وجل قال: ( سمع الله)، أخبر الله أنه يسمع، فمن قال أن الله لا يسمع فهو كافر قالها جحودا نعم) قال(قارئ المتن): وقال الله عز وجل في قصة المجادلة: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (1) المجادلة). قال أبوبكر: قد كنت أمليت في كتاب الظهار خبر عائشة رضي الله عنها: (( سبحان ربي وبحمده، وسع سمعه الأصوات، إن المجادلة تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيخفى علي بعض كلامها، فأنزل الله: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (1) المجادلة) وقال الله عز وجل: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ (80) الزخرف)، وقد أعلمنا ربنا الخالق الباري، أنه يسمع قول من كذب على الله، وزعم أن الله فقير، فكذبهم الله في مقالتهم تلك، فرد الله ذلك عليهم، وخبَّر أنه الغني وهم الفقراء،(الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى) وأعلم عباده المؤمنين أنه السميع البصير، فكذلك خبَّر المؤمنين: أنه قد سمع قول المجادلة، وتحاور النبي صلى الله عليه وسلم والمجادلة، وخبَّرت الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أنه كان يخفى عليها بعض كلام المجادلة، مع قربها منها، فسبحت خالقها الذي وسع سمعه الأصوات، وقالت: ((سبحان من وسع سمعه الأصوات)) فسمع الله جل وعلا كلام المجادلة، وهو فوق سبع سمواته مستو على عرشه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى) وقد خفي بعض كلامها على من حضرها، وقرب منها، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وقالت عائشة: سبحان من وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة تجادل وهي بجوارها ويخفى عليها شيء من كلامها والله سمع كلامها من فوق سبع سموات فأنزل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (1) المجادلة) نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، وقال الله عز وجل لكليمه موسى، وأخيه ابن أمه هارون، يؤمنهما فرعون، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وأخيه ابن أمه هكذا هو ابن أمه وأبيه ولكن وأما قوله: (... يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ... (94) طه ) فهذا للاستنطاق لما أخذ بلحية وبرأس أخيه قال (قالَ يَا بْنَ أُمَّ) وإلا فإنه من أبيه وأمه يقول هنا ابن أمه هو ابن أمه وأبيه نعم) قال(قارئ المتن): وقال الله عز وجل لكليمه موسى، وأخيه ابن أمه هارون، يؤمنهما فرعون، حين خاف أن يفرط عليهما، أو أن يطغى،: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه) فأعلم الرحمن جل وعلا أنه سمع، مخاطبة كليمه موسى وأخيه هارون عليهما السلام، وما يجيبهما به فرعون، وأعلم أنه يرى ما يكون من كل منهم، وقال جل وعلا: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (1) الإسراء)، إِلَى قَوْلِهِ: (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإسراء)، وقال في سورة حم المؤمن: (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(56) غافر)، واستقصاء ذكر (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، (وَسَمِيعٌ بَصِيرٌ) يطول بذكر جميعه الكتاب، وقال عز وجل لكليمه موسى ولأخيه هارون صلوات الله عليهما: (كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) الشعراء) فأعلم جل وعلا عباده المؤمنين، أنه كان يسمع ما يقول لكليمه موسى وأخيه، وهذا من الجنس الذي أقول: استماع الخالق ليس كاستماع المخلوق، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا معلوم صفات الخالق ليست كصفات المخلوق، سمعه، وبصره، وكلامه، وعلمه، وقدرته، كل ذلك، كما يليق بجلاله وعظمته له الكمال في هذا والمخلوق له ما يناسبه، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، قد أمر الله أيضا موسى عليه السلام أن يستمع لما يوحى، فقال: (فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) طه)، فلفظ الاستماعين واحد، ومعناهما مختلف، لأن استماع الخالق غيرَ استماع المخلوقين، (الشيخ حفظه الله تعالى) (لأن استماع الخالق ليس كاستماع المخلوقين، هذا معلوم نعم) قال(قارئ المتن): لأن استماع الخالق غيرَ استماع المخلوقين، لأن استماع الخالق غيرَ استماع المخلوقين، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( لأن استماع الخالق غيرُ استماع المخلوقين،) قال(قارئ المتن): لأن استماع الخالق غيرُ استماع المخلوقين، عز ربنا وجل أن يشبهه شيء من خلقه، وجل عن أن يكون فعل أحد من خلقه شبيها بفعله، عز وجل، وقال عز وجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105) التوبة)، وليس رؤية الله أعمال من ذكر عملهم في هذه الآية، كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤية المؤمنين، وإن كان اسم الرؤية يقع على رؤية الله أعمالهم، وعلى رؤية رسول الله ورؤية المؤمنين، قال أبو بكر: وتدبروا أيها العلماء، ومقتبسوا العلم، مخاطبة خليل الرحمن أباه، وتوبيخه إياه لعبادته من كان يعبد، تعقلوا بتوفيق خالقنا جل وعلا، صحة مذهبنا، وبطلان مذهب مخالفينا، من الجهمية المعطلة، قال خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليه، لأبيه: (لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) مريم) أفليس من المحال يا ذوي الحجا، أن يقول خليل الرحمن، لأبيه آزر: (... لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ ... (42) مريم)، ويعيِّبُه بعبادة ما لا يسمع،(الشيخ حفظه الله تعالى) (ويَعِيبُهُ ) قال(قارئ المتن): ويَعِيبُهُ بعبادة ما لا يسمع،ولا يبصر، ثم يدعوه إلى عبادة من لا يسمع، ولا يبص،كالأصنام التي هي من الموتان، لا من الحيوان أيضا، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني إبراهيم عليه السلام، عاب على أبيه أن يعبد الأصنام؛ التي لا تسمع ولا تبصر، (...يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ ... (42) مريم)، فدل على أن الذي لا يسمع ولا يبصر نقص يستدل به على عدم الألوهية، وأنه لا يصح له الألوهية، فلا يمكن أن يعيب إبراهيم على أبيه عبادة الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ويقول: اعبد ربك وهو لا يسمع ولا يبصر هذا ما يمكن، ولكنه يقول له: اعبد الله الذي يسمع ويبصر، لا تعبد الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر؛ فإنها ناقصة، معيبة، والناقص لا يصح أن يكون إلها نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، فكيف يكون ربنا الخالق الباريء، السميع البصير،كما يصفه هؤلاء الجهال المعطلة. (الشيخ حفظه الله تعالى) (المعطلة الذين نفوا السمع والبصر وأن الله لا يسمع ولا يبصر هو أشر المخلوقين الجهمية والمعتزلة نعم) قال(قارئ المتن): عز ربنا عن أن يكون غير سميع، ولا بصير، فهو كعابد الأوثان والأصنام، لا يسمع ولا يبصر، أو كعابد الأنعام، ألم يسمعوا قول خالقنا وبارئنا: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان) الآية فأعلمنا عز وجل أن من لا يسمع، ولا يعقل كالأنعام، بل هم أضل سبيلا.
ثم قال: باب البيان من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، على تثبيت السمع والبصر لله، موافقا لما تلونا من كتاب ربنا، إذ سننه صلى الله عليه وسلم، إذا ثبتت بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، لا تكون أبدا إلا موافقة لكتاب الله،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، على تمام عونه وتوفيقه وفضله، ونسأله المزيد من عونه وتوفيقه وفضله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.