قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد:
قال: باب ذكر صفة خلق آدم عليه السلام. والبيان الشافي أنه خلقه بيده، لا بنعمته، على ما زعمت الجهمية المعطلة، إذ قالت: إن الله يقبض بنعمته من جميع الأرض قبضة, فيخلق منها بشرا، (الشيخ حفظه الله تعالى) (عجيب، هم قالوا خلقه بقدرته، ما قالوا بنعمته، هذا المشهور عنهم أنهم يقولون خلقه بقدرته، يعني قال له كن فيكون، والله تعالى فضَّله على العالم، يعني خلقه بيده، هم قالوا بنعمته هم، نعم ) قال (قارئ المتن): إذ قالت: إن الله يقبض بنعمته من جميع الأرض قبضة, فيخلق منها بشرا، وهذه السنة السادسة في إثبات اليد للخالق الباريء جل وعلا. (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى)
قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وعبدالوهاب الثقفي، قالوا: حدثنا عوف، عن قسامة بن زهير المازني، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وقال: عبد الوهاب: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأسود، وبين ذلك والسهل والحزن، والخبيث والطيب)).
قال: وحدثنا أبو موسى، قال:حدثنا يحيى بن سعيد، وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا النضر بن شميل، وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا أبو عاصم، كلهم عن عوف، وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو سفيان يعني الحميري سعيد بن يحيى الواسطي قال: حدثنا عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) (( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأبيض والأسود، وبين ذلك، السهل والحزن، والخبيث )) هذا حديث أبي هاشم، وحديث أبي رافع وأبي موسى مثله، غير أنهما زادا: ((الأحمر والطيب)) ، وزاد أبو موسى في آخره، ((وبين ذلك))، وقال الدارمي: (( من جميع الأرض، جاء منهم، السهل والحزن، والخبيث والطيب, والأحمر والأسود)) وقال أبو موسى: قال: حدثني قسامة بن زهير.
باب ذكر سنة سابعة تثبت يد الله، والبيان أن يد الله هي العليا، كما أخبر في محكم تنزيله: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (10) الفتح)، فخبر النبي صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أيضا: ((أن يد الله هي العليا)) أي: فوق يد المعطِي, والمعطَي جميعا.
قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، رضي الله عنه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فألحفت في المسألة , فقال: ((يا حكيم، ما أنكر مسألتك، وفي نسخة ما أكثر مسألتك، إن هذا المال خضرة حلوة ، وإنما هو أوساخ أيدي الناس، وإن يد الله هي العليا, ويد المعطِي تليها ,ويد السائل أسفل من ذلك)).
قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال، وألحفت عليه , فقال: ((وما أكثر مسألتك، يا حكيم، إن هذا المال حلوة خضرة، وهي مع ذلك أوساخ أيدي الناس، وإن يد الله فوق يد المعطِي ، ويد المعطِي فوق يد المعطَي ، ويد المعطَي أسفل الأيدي» قال أبو بكر: مسلم بن جندب، قد سمع من ابن عمر، رضي الله عنهما، غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر، رضي الله عنهما، أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام، رضي الله عنه.
قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن إبراهيم بن مسلم الهجري، وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أسباط، قال: حدثنا إبراهيم بن مسلم الهجري، وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إبراهيم الهجري، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبدالله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( الأيدي ثلاثة: يد الله العليا , ويد المعطِي التي تليها, ويد السائل السفلى, إلى يوم القيامة، فاستعف عن السؤال ما استطعت)) هذا لفظ حديث بندار، وقال يوسف، ومحمد بن رافع، عن أبي الأحوص، عن عبدالله، رضي الله عنه، وقال ابن رافع: (( فيد المعطِي الثاني))، وقال يوسف: ((ويد المعطِي التي تليها)) وقال: ((استعفوا عن السؤال، ما استطعتم))، وكلهم أسند الخبر.
قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عبيدة بن حميد، قال: حدثني أبو الزعراء، وهو عمرو بن عمرو ، عن أبي الأحوص, ، عن أبيه مالك بن نضلة، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا , ويد المعطِي التي تليها, ويد السائل السفلى, فأعط الفضل, ولا تعجز عن نفسك)) (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش؟ أعد الحديث) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، عن أبي الأحوص, عن أبيه مالك بن نضلة، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا , ويد المعطِي التي تليها, ويد السائل السفلى, فأعط الفضل, ولا تعجز عن نفسك)) قال أبو بكر: أبو الزعراء هذا عمرو بن عمرو ابن أخي أبي الأحوص, و أبو الزعراء الكبير: الذي روى عن ابن مسعود رضي الله عنه، اسمه: عبدالله بن هانيء.
باب ذكر سنة ثامنة تبين وتوضح: أن لخالقنا عز وجل يدين كلتاهما يمينان، ولا يسار لخالقنا عز وجل، إذ اليسار من صفة المخلوقين، فجل ربنا عن أن يكون له يسار، مع الدليل على أن قوله عز وجل: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (64) المائدة), أراد عز وجل باليدين، اليدين, لا النعمتين كما ادعت الجهمية المعطلة.
قال: حدتنا محمد بن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى، ويحيى بن حكيم، قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) (( لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح عطس, فقال: الحمد لله، فحمد الله عز وجل بإذن الله تبارك وتعالى، فقال له ربه: رحمك ربك يا آدم ))، وقال له: (( يا آدم , اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأ منهم جلوس، فقل: السلام عليكم)) ، فقالوا: وعليك السلام , ثم رجع إلى ربه عز وجل، فقال: «هذه تحيتك، وتحية بنيك، وبنيهم))، فقال الله تبارك وتعالى له، ويداه مقبوضتان، ((اختر أيتهما شئت))، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يمين مباركة في الشرف، والفضل، وعدم النقص، والضعف، بخلاف الآدميين؛ فإن له يمين وشمال؛ لكن الشمال فيها ضعف ونقص، وإلا جاء ما يدل على أن لله شمال؛ لكنها في صحيح مسلم، ( (2788) من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما) قال بعضهم: إنه انفرد بها بعض الرواة؛ (عمر بن حمزة) ولهذا امتنع، بعضهم عن القول بأن لله شمال، ومنهم من أثبت لله الشمال الشيح محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد في المسائل قال: إن لله يمين وشمال، قال شيخنا عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تعالى في شرحه لمسلم(2788): والصواب : أن الشمال ثابتة لله عز وجل ونقل إثباتها عن الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب (كما في كتاب التوحيد الباب الأخير منه في مسائله: السادسة: التصريح بتسميتها الشمال،) كما نقل عن الشيخ ابن باز رحمه الله إثباتها في مسائله (ص 49 ))) ومعنى قوله: كلتا يدي ربي يمين يعني في الشرف والفضل، وعدم النقص، كما يحصل للمخلوق نعم (في سنن أبي داود (4732) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذهن قال ابن العلاء: (بيده الأخرى) )
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ قال: ((هؤلاء ذريتك))، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم، أو من أضوئهم، لم يكتب له إلا أربعين سنة، فقال: يا رب، ما هذا؟ فقال: ((هذا ابنك داود وقد كتب الله له عمرا أربعين سنة))، فقال: أي: رب زده في عمره، قال: (( ذاك الذي كتبت)) قال: فإني جعلت له من عمري ستين سنة، قال: ((أنت وذاك)) فقال: ثم أسكنه الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، وكان آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة، قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد، فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود)) (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش قال على تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (قال: صحيح وإسناده حسن على شرط مسلم ورواه الترمذي وابن حبان والحاكم وعنه البيهقي في الأسماء والصفات، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وروه ابن أبي عاصم والنسائي في عمل اليوم والليلة والطبري في التاريخ وغيرهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (وساق شارح الطحاوية في مبحث الميثاق؛ الذي أخذ على آدم وذريته، فيه كلام، وفيه نوع نكارة وإن كان السند صحيح، أن يكون آدم يجحد، والله أعلم نعم) أحد الطلبة: ذلك قدر الله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا قدر الله لكن في النهاية يرجع إلى ما كان، في الظاهر يعطيه لكن في النهاية يرجع إلى ما كتب الله له ولهذا جحد وأنكر؛ فرجع إلى عمره المكتوب له نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.قال: هذا حديث بندار، غير أنه قال: ((رحمك الله يا آدم))، وقال: ((أو من أضوئهم)) قال: يا رب، ما هذا؟ ، وقال أبو موسى: (( عمره مكتوب عنده))، لم يقل: بين عينيه، وقال: إذ لآدم ألف سنة، وقال: وإذا فيهم رجل أضوؤهم، أو من أضوئهم، لم يكتب له إلا أربعين سنة، قال: أي رب، ما هذا؟ فقال: ((هذا ابنك داود))، قال: يا رب زده، وقال: عجلت، أليس كتب الله لي ألف سنة، وقال: ما فعلت، فجحد))، وهكذا قال يحيى بن حكيم، في هذه الأحرف كما قال: أبو موسى.
قال: حدثنا محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثناه أبو هريرة، رضي الله عنه، فذكر أخبارا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء بالليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه))، (الشيخ حفظه الله تعالى) (لم يغض يعني لم ينقص، يغض، ينقص نعم) قال: ((وعرشه على الماء، وبيمينه الأخرى القبض، يرفع، ويخفض)) هذا لفظ حديث عبد الرحمن، وقال: محمد بن يحيى في حديثه: (( يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار))، وقال: (( فإنه لم ينقص مما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض )). (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه إثبات اليدين لله عز وجل، وأن له سبحانه يمين، والحديث الآخر في الشمال لكنها انفرد بها أحد رواة مسلم (عمر بن حمزة) أثبت لله شمالا، وفيه إثبات اليدين لله عز وجل، وفيه أن خزائن الله ملأى، وأن الله تعالى جواد كريم، وأن لا ينقص ما في يمينه سبحانه وتعالى نعم). قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.قال: باب ذكر سنة تاسعة تثبت يد الله عز وجل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الإمام ابن خزيمة رحمه الله أطال فيها إثبات اليد لله؛ لأن الأشاعرة أنكروها، وفسروها بالقدرة أو النعمة اليد، وهذا باطل، (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (75) ص) لو فسرتها بقدرتي أو نعمتي، يفسد المعنى، الله له قدرتان اثنتان والقدرة هل تثني القدرة أوالنعمة تثنى؟ نعم الله كثيرة نعم)