قال(قارئ المتن): الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) يقول الإمام أبو بكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر إمساك الله تبارك وتعالى اسمه وجل ثناؤه، السموات، والأرض وما عليها، على أصابعه جل ربنا عن أن تكون أصابعه كأصابع خلقه، وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه،
وقد أجل الله قدر نبيه صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) عن أن يوصف الخالق الباري بحضرته، بما ليس من صفاته، فيسمعه فيضحك عنده، ويجعل بدل وجوب النكير والغضب على المتكلم به، ضحكا تبدو نواجذه، تصديقا وتعجبا لقائله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (لما ذكر الأصابع أن الله عز وجل، جعل السموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلائق على أصبع، ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر نعم ) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، لا يصف النبي صلى الله عليه وسلم، بهذه الصفة مؤمن مصدق برسالته.
قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو معاوية، قال : حدثنا الأعمش، وحدثنا يوسف بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية وجرير، واللفظ لجرير، وحدثنا: سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم، رجل من أهل الكتاب، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فقال: يا أبا القاسم: أبلغك أن الله عز وجل، يحمل الخلائق على أصبع، والسموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بدت نواجذه، قال: فأنزل الله تعالى:(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (67) الزمر) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. (الشيخ حفظه الله تعالى) ( وهذا فيه إثبات الأصابع لله عز وجل، وفيه إثبات الضحك الله عز وجل، والأصابع من الصفات الذاتية، والضحك من الصفات الفعلية، كما يقول ذلك بعض أهل العلم نعم والحديث الآخر يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخلان الجنة، نعم )
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، قال: وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحدثنا : محمد بن بشار، بندار، وقال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن منصور، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، قال: (( جاء يهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فقال: يا محمد إن الله يمسك السموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، والخلائق على أصبع، ويقول : أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) حتى بدت نواجذه، وقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (91) الأنعام).
قال: حَدَّثَنَا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا منصور، وسليمان الأعمش بهذا الإسناد، الحديث بتمامه.
قال: حدثنا بندار في عقب خبره قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، قال: ((فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، تعجباً وتصديقا له)). فقال أبو موسى في عقيب خبره : قال: يحيى: زاد فيه فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، ((فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعجباً وتصديقا له)).
قال: حدثنا: أبو موسى، في عقب حديث يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبو المساور، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبدالله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه، كذا حدثنا به أبو موسى قال: بنحوه، قال: أبوبكر: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات، وهم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش، مع حفظه، واتقانه، وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، وإنما هو: عن علقمة. وأما خبر منصور فهو: عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، والإسنادان ثابتان صحيحان. منصور، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله، رضي الله عنه، والأعمش: عن إبراهيم، عن علقمة عن عبدالله، رضي الله عنه، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه، وطول مجالسته أصحاب ابن مسعود، رضي الله عنه، أن يروي خبراً عن جماعة من أصحاب ابن مسعود ، رضي الله عنه، عنه.
قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة السَّلَمَاني، (الشيخ حفظه الله تعالى) (السَّلْمَاني)، قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، عن عبيدة السَّلْمَاني عن عبدالله، رضي الله عنه، قال: (( جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع، والأرضين على أصبع، والجبال والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، والخلائق كلها على أصبع، ثم يهزهن ثم يقول: أنا الملك أنا الملك، قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضحك حتى بدت نواجذه، تعجبا له، وتصديقا له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضَ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر) ). (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه لا إله إلا هو، هذا فيه إثبات اليد، وفيه إثبات القبض نعم، (وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) نعم، وفيه إثبات عظمة الرب سبحانه وتعالى ، وأن هذه السموات العظيمة، على سعتها، الآن الإنسان حينما ينطر إلى السماء ما يشاهد طبيعة أطرافها، يشاهد شيء يسير منها، ومع ذلك هذه السموات العظيمة كلها (مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى)، وما هذه السموات السبع، والأرضون السبع، في كف الرحمن، إلا كخردلة في يد أحدكم، أي الحبة الصغيرة نعم).
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، قال: حدثنا أبو زرعة؛ عبيدالله بن عبد الكريم، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال:حدثنا أبو كدينة، وهو يحيى بن المهلب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: مر يهودي، بالنبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فقال: يا أبا القاسم، ما تقول: إذا وضع الله السماء على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، و الجبال على ذه، وسائر الخلائق على ذه، فأنزل الله:(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (91) الأنعام) (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم يعني ما عظموا الله حق تعظيمه، نعم) قال(قارئ المتن): قال أبوبكر: فلعل متوهما يتوهم ممن لم يتبحر العلم، ولا يحسن صناعتنا في التأليف بين الأخبار، فيتوهم أن خبر ابن مسعود، رضي الله عنه، يضاد خبر ابن عمر رضي الله عنهما، وخبر أبي سعيد، رضي الله عنه، يضاد خبرهما، وليس كذلك، وهو عندنا بحمد الله ونعمته.
أما خبر ابن مسعود، رضي الله عنه، فمعناه: أن الله جل وعلا، يمسك ما ذكر في الخبر على أصابعه، على ما في الخبر، سواء. قبل تبديل الله الأرض غير الأرض، لأن الإمساك على الأصابع غير القبض على الشيء، وهو مفهوم في اللغة، التي خوطبنا بها؛ لأن الإمساك على الشيء بالأصابع غير القبض على الشيء، ونقول: ثم يبدل الله الأرض غير الأرض، كما خبر منزل الكتاب على نبيه المصطفى، صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم وبارك عليه) في محكم تنزيله في قوله: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ (48) إبراهيم)، وبين على لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، صفة تبديل الأرض غير الأرض، فأعلم صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم وبارك عليه) أن الله تعالى يبدلها، فيجمعها خبزة واحدة، فيقبض عليها حينئذ كما خبر في خبر ابن عمر، رضي الله عنهما، ويكفؤها، كما أعلم في خبر أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، فالأخبار الثلاثة كلها ثابتة صحيحة المعاني على ما بينا.
قال أبو بكر: وروى نمر بن هلال، قال: ثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبضتين : (( هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي)).
قال: حدثناه أبو موسى، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم قال: حدثنا النمر بن هلال النمري، قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا الحكم بن سنان، قال : حدثنا ابن عون، قال:حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (( إن الله تعالى قبض قبضة فقال: إلى الجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: إلى النار ولا أبالي ))
باب إثبات الأصابع لله عز وجل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (على كل حال الصفات الواردة في الكتاب والسنة، يجب إثباتها لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته الأصابع واليدين والقبض واليمن واليد والرجل كلها ثابتة لله عز وجل نعم )
