قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب إثبات الأصابع لله عز وجل، من سنة النبي، صلى الله عليه وسلم، قيلا له لا حكاية عن غيره، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( من قوله، قيلا له: يعني من قوله نعم) كما زعم بعض أهل الغباء والجهل، أن خبر ابن مسعود، رضي الله عنه، ليس هو من قول النبي، صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وإنما هو من قول اليهود، وأنكر أن يكون ضحك النبي، صلى الله عليه وسلم، تصديقا لليهودي.
قال: حدثنا عبدالله بن محمد الزهري، والحسين بن عبدالرحمن الجرجرائي، ومحمد بن محمد بن خلاد الباهلي، ومحمد بن ميمون، ومحمد ابن منصور المكيان، قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وقال: محمد بن خلاد، حدثنا وقال المكيان، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال: حدثنا أبو إدريس الخولاني، قال: حدثني النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) يقول: ((ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه))، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع))، وهذا حديث الباهلي، وقال الآخرون: (( فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه ))، وقال: محمد بن ميمون : ((أو قال : يضع ويخفض ))، بالشك، وقال: الحسين بن عبدالرحمن، قال: حدثني عبدالرحمن بن يزيد الأزدي، وقال هو والجرجرائي أيضاً (( يا مقلب القلوب ))، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وقال يقبض وإيش؟ ) قال(قارئ المتن): قال : يضع ويخفض (الشيخ حفظه الله تعالى) (يضع ويخفض، نعم وفيه إثبات الوضع والخفض كما يليق بجلال الله وعظمته، وهو من الصفات الفعلية، نعم) وقال لنا عبدالله بن محمد الزهري مرة: ((ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه)).
قال أبو بكر: بهذا الخبر أستدل أن معنى قوله في خبر أبي موسى: ((يرفع القسط ويخفضه))، أراد بالقسط الميزان، كما أعلم في هذا الخبر أن الميزان بيد الرحمن، يرفع ويخفض، فقال الله: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (47) الأنبياء) قَدْ أَمْلَيْتُ هَذَا الْبَابَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ.
قال: وروى ابن وهب، قال: حدثني إبراهيم بن نشيط الوعلاني، عن ابن أبي الحسين وهو عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، المكي، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت أم سلمة، تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) كان يكثر في دعائه: ((اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))، قالت: فقلت: يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإن القلوب لتتقلب؟ قال: ((ما من خلق لله من بني آدم، إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه)) فنسأل الله أن لا يزيع قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة؛ إنه هو الوهاب. (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى نعم).
قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال : حدثنا عمي، وروى عبدالله بن رجاء عن شراحبيل بن الحكم، عن عامر بن نائل، عن كثير بن مرة، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم،: ((إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله، فإذا شاء صرفه، وإذا شاء بصره، وإذا شاء نكسه، ولم يعط الله أحداً من الناس شيئاً هو خير من أن يسلك في قلبه اليقين، وعند الله مفاتيح القلوب، فإذا أراد الله بعبده خيراً، فتح له قفل قلبه، واليقين والصدق، وجعل قلبه وعاء، واعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة، ولم يؤت أحد من الناس شيئاً، يعني هو شر، من أن يسلك الله في قلبه الريبة، وجعل نفسه شرة شرهة، مشرفة متطلعة، لا ينفعه المال، وإن أكثر له، وغلق الله القفل على قلبه، فجعله ضيقاً حرجاً، كأنما يصعد في السماء))
قال: حدثناه: محمد بن يحيى، قال: حدثني إسحق بن إبراهيم الزبيدي، قال: حدثني عبدالله بن رجاء.
قال أبوبكر: أنا أبرأ من عهدة شرحبيل بن الحكم وعامر بن نائل، وقد أغنانا الله، فله الحمد كثيراً، عن الاحتجاج في هذا الباب بأمثالها، فتدبروا يا أولي الألباب، ما نقوله في هذا الباب، في ذكر اليدين: كنحو: قولنا في ذكر الوجه، والعينين، تستيقنوا بهداية الله إياكم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني كله ثابت لله جل وعلا اليدين، والعينان، والأصابع، كلها فاستيقن أيها المؤمن بهداية الله لك، واحذر أن تكون من المعطلة الذين ينفون صفات الله عز وجل نعم). قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، وشرحه جل وعلا صدوركم للإيمان بما قصه الله جل وعلا، في محكم تنزيله، وبينه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) من صفات خالقنا عز وجل، وتعلموا بتوفيق الله إياكم أن الحق، والصواب، والعدل، في هذا الجنس، مذهبنا، مذهب أهل الآثار، ومتبعي السنن، وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وتقفوا على) قال(قارئ المتن): وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يسمون أهل السنة مشبهة؛ لأن المعطلة يسمون أهل السنة مشبهة للصفات؛ لأنهم معطلة وهم المعتزلة والجهمية، ولكن يسمون أهل السنة مشبهة لأنهم يثبتون الأسماء والصفات لله، نعم) قال(قارئ المتن): قال: إذ الجهيمة المعطلة جاهلون بالتشبيه. نحن نقول: لله جل وعلا يدان، كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين، على ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ونقول: إن الله عز وجل، يقبض الأرض جميعاً بإحدى يديه، ويطوي السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمينان، لا شمال فيهما، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا على أساس أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى لا يثبت الشمال لله، جاءت الشمال في صحيح مسلم، قال: بشماله، لكن تفرد بها بعض الرواة، (عمر بن حمزة) فابن خزيمة، ومن معه، لا يرون إثبات الشمال، لتفرد الراوي بها ومنهم من أثبت اليمين والشمال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في آخر كتاب التوحيد وفيه إثبات الشمال لله عز وجل، وكذلك أثبتها شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز أثبت الشمال لله عز وجل، وابن خزيمة وجماعة لا يرون إثبات الشمال كلها تسمى يمين ما في شمال، وأما من قال إثبات الشمال يقول اليمين والشمال، ومعنى الحديث وكلها يمين مباركة، يعني كلها في الشرف والفضل وعدم النقص والضعف كلها يمين، وإلا فله يمين وشمال بخلاف المخلوق فإن الشمال يكون فيها نقص وضعف، نعم) قال أحد الطلبة: الشيخ عبدالعزيز بن باز أثبتها. (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً، له يدان، (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش أعد) قال(قارئ المتن): ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً، له يدان، عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين، ولو أن جميع من خلقهم الله من بني آدم إلى وقتنا هذا، وقضى خلقهم، إلى قيام الساعة، لو اجتمعوا على معونة بعضهم بعضا، وحاولوا على قبض أرض واحدة من الأرضين السبع بأيديهم؛ كانوا عاجزين عن ذلك غير مستطيعين له، وكذلك لو اجتمعوا جميعاً على طي جزء من أجزاء سماء واحدة، لم يقدروا على ذلك، ولم يستطيعوه (الشيخ حفظه الله تعالى) (وكذلك) قال(قارئ المتن): وكذلك لو اجتمعوا جميعاً على طي جزء من أجزاء سماء واحدة، لم يقدروا على ذلك، ولم يستطيعوه وكانوا عاجزين عنه، فكيف يكون يا ذوي الحجا من وصف يد خالقنا بما بينا من القوة والأيدي، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( ذوي الحجا أي: ذوي العقول، فكيف يكون) قال(قارئ المتن): فكيف يكون يا ذوي الحجا من وصف يد خالقنا بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبها، يد الخالق بيد المخلوق؟، (الشيخ حفظه الله تعالى) (نسأل الله العافية، هؤلاء المشبهة، ولذلك قال العلماء المعطلة كفار، والجهمية كفار، قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه كفر، ومن نفى ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كفر، وليس فيما وصف به نفسه ووصفه به رسوله من ذلك تشبيه، نعم ) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، أم كيف يكون مشبهاً من يثبت لله أصابع على مابينه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) للخالق الباريء؟ ويقول: (( إن الله جل وعلا، يمسك السموات على إصبع، والأرضين على إصبع )) تمام الحديث. ويقول: إن جميع بني آدم منذ خلق الله آدم إلى أن ينفخ في الصور لو اجتمعوا على إمساك جزء من أجزاء كثيرة من سماء من سمواته أو أرض من أراضيه السبع بجميع أيديهم كانوا غير قادرين على ذلك، ولا مستطيعين له، بل عاجزين عنه، فكيف يكون من يثبت لله عز وجل يدين على ما ثبته الله لنفسه، وثبته له صلى الله عليه وسلم، مشبها يدي ربه بيدي بني آدم؟ (الشيخ حفظه الله تعالى) (على كل حال الصفات باب واحد، يجب على المسلم أن يثبت الأسماء والصفات، التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، الأصابع واليدين والعينين والقبض والخفض والرفع نعم إيش بعده ) قال(قارئ المتن): نقول: لله يدان مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بهما خلق الله آدم عليه السلام، وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام، ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين، وأيدي المخلوقين مخلوقة محدثة، غير قديمة فانية غير باقية، بالية تصير ميتة، ثم رميما، ثم ينشئه الله خلقا آخر(فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14) المؤمنون), فأي تشبيه يلزم أصحابنا: أيها العقلاء، إذا ثبتوا للخالق ما ثبته الخالق لنفسه، وثبته له نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وقود مقالة، هؤلاء المعطلة، يوجب أن كل مؤمن يقرأ كتاب الله، ويؤمن به، إقراراً باللسان وتصديقاً بالقلب فهو مشبه، لأن الله ما وصف نفسه في محكم تنزيله بزعم هذه الفرقة، أحد الطلبة: (في نسخة، بدل وقود وقول مقالة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الأحسن وقول نعم) أحد الطلبة: (في نسخة يا شيخ مؤدى قولهم ولازمه معناها، وقود مقالة، أي مؤدى قولهم ولازمه) (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم وإيه المقالة، نعم إيش بعده) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وقود مقالة، (في نسخ أخرى وقول هؤلاء المعطلة)، وقول هؤلاء المعطلة، يوجب أن كل مؤمن يقرأ كتاب الله، ويؤمن به، إقراراً باللسان وتصديقاً بالقلب فهو مشبه، لأن الله ما وصف نفسه في محكم تنزيله بزعم هذه الفرقة، ومن وصف ما وصف الله يد خالقه فهو: يشبه الخالق بالمخلوق، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يشبه الخالق بالمخلوق، وينفي الصفات، نعم) قال(قارئ المتن): فيجب على قود مقالتهم : أن يكفر بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) عليهم لعائن الله إذ هم كفار منكرون لجميع ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، غير مقرين بشيء منه، ولا مصدقين بشيء منه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيجب إيش) قال(قارئ المتن): فيجب على قود مقالتهم (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيجب على قول) قال(قارئ المتن): (على قود مقالتهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (على قول، فيجب على قول مقالتهم) أحد الطلبة: (لعلها قود ياشيخ أي ما يقود إليه قولهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيجب إيش؟) قال(قارئ المتن): (فيجب على قود مقالتهم، عند الإخوان على قول مقالتهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (كمل) قال(قارئ المتن): أن يكفر بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) عليهم لعائن الله إذ هم كفار منكرون لجميع ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، غير مقرين بشيء منه، ولا مصدقين بشيء منه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وهذا تكفير بالعموم يقولون من أنكر صفات الله فهو كافر، لكن المعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة عليه، إذا قامت الحجة عليه، وبين له ولهذا قال العلماء كالأئمة وغيرهم من أنكر رؤية الله كفر من أنكر رؤية الله في الآخرة كفر، كالإمام أحمد وغيره، ومن أنكر كلام الله كفر للعموم، لكن المعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة فيجب على قود مقالتهم) فيجب على قود مقالتهم أن يكفر بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، عليهم لعائن الله إذ هم كفار منكرون لجميع ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، غير مقرين بشيء منه، ولا مصدقين بشيء منه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبق كلمة قود) قال(قارئ المتن): (وقود مقالة هؤلاء المعطلة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (كان ما يقوله، مؤدى قولهم ولازمه ما يقود إلى قولهم المؤدى واللازم، يفيد الاستمرار نعم على كل حال قولهم قود على ما يقود إلى قولهم) أحد الطلبة: (في نسخة القاريء لله يدان باسطتان وفي النسخ الأخرى لله يدان مبسوطتان) (الشيخ حفظه الله تعالى) (مبسوطتان أحسن، وهو نص القرآن ((...بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ ... (64) المائدة))
قال(قارئ المتن): ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء، والأركان، نقول: لو شبه بعض الناس: يد قوم الساعدين شديد البطش، عالم بكثير من الصناعات، جيد الخط، سريع الكتابة، بيد ضعيف البطش، من الآدميين، خِلو من الصناعات والمكاسب، أخرق، لا يحسن أن يخط بيده كلمة واحدة، لو شبه يد من ذكرنا أولا بالقوة والبطش الشديد، بيد صبي في المهد، أو كبير هرم، يرعش، لا يقدر على قبض، ولا بسط، ولا بطش، أو يقول له: يدك شبيهة بيد قرد، أو خنزير، أو دب، أو كلب، أو غيرها من السباع، أما يقول له سامع هذه المقالة، إن كان من ذوي الحجا والنهي، أخطأت يا جاهل التمثيل، ونكست التشبيه، ونطقت بالمحال من المقال، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أو يقول إيش) قال(قارئ المتن): أو يقول له: يدك شبيهة بيد قرد، أو خنزير، أو دب، أو كلب، أو غيرها من السباع، أما يقول له سامع هذه المقالة، إن كان من ذوي الحجا والنهي،(الشيخ حفظه الله تعالى) (الحجا العقول، نعم، إن كانوا من أصحاب العقول نعم) أخطأت يا جاهل التمثيل، ونكست التشبيه، ونطقت بالمحال من المقال، ليس كل ما وقع عليه اسم اليد جاز أن يشبه ويمثل إحدى اليدين بالأخرى، وكل عالم بلغة العرب، فالعلم عنده محيط: أن اسم الواحد قد يقع على الشيئين مختلفي الصفة، متبايني المعاني، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يد القط ليست مثل يد الفيل وليست مثل يد البعير، وليست مثل يد الطير تختلف الأيدي تختلف لا يشبه بعضها بعضا نعم فكيف يقال أن الخالق إذا أثبت يدا لنفسه تشبه يده يد المخلوق؟ نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، وإذا قال لم يجز إطلاق اسم التشبيه، إذا قال المرء لابن آدم يدان، وللقرد يدان، وأيديهما مخلوقتان، فكيف يجوز أن يسمى مشبها من يقول لله يدان، على ما أعلم الله في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ونقول: لبني آدم يدان ونقول ويدا الله بهما خلق آدم، وبيده كتب التوراة لموسى عليه الصلاة والسلام، ويداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء،(الشيخ حفظه الله تعالى) (ونقول) قال(قارئ المتن): ونقول: لبني آدم يدان ونقول ويدا الله بهما خلق آدم، وبيده كتب التوراة لموسى عليه الصلاة والسلام، ويداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، وأيدي بني آدم مخلوقة على ما ثبت وشرحت قبل: في باب الوجه والعنين، وفي هذا الباب، وزعمت الجهمية المعطلة " أن معنى قوله: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (64) المائدة) أي نعمتاه، وهذا تبديل، لا تأويل، والدليل على نقض دعواهم: هذه، أن نعم الله كثيرة لا يحصيها إلا الخالق الباريء، ولله يدان لا أكثر منهما. كما قال لإبليس عليه لعنة الله:(مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدِي (75) ص)، فأعلمنا جل وعلا أنه خلق آدم بيديه، فمن زعم أنه خلق آدم بنعمته كان مبدلا لكلام الله، (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم لأنه المعطلة يأولون اليد بالقدرة والنعمة، لما خلقت بيدي بقدرتي أوبنعمتي ما يستقيم الكلام هذا لا شك أنه مبدل أعد العبارة ) قال(قارئ المتن): والدليل على نقض دعواهم: هذه، أن نعم الله كثيرة لا يحصيها إلا الخالق الباريء، ولله يدان لا أكثر منهما. (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى أما اليد فليس له إلا يدان اثنتان) كما قال لإبليس عليه لعنة الله:(مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدِي (75) ص)، فأعلمنا عز وجل أنه خلق آدم بيديه، فمن زعم أنه خلق آدم بنعمته كان مبدلا لكلام الله، وقال عز وجل: (...وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ... (67) الزمر)، أفلا يعقل أهل الإيمان : أن الأرض جميعاً لا تكون قبضة إحدى نعمتيه يوم القيامة، ولا أن السموات مطويات بالنعمة الآخرى. ألا يعقل ذوو الحجا من المؤمنين: أن هذه الدعوى التي يدعيها الجهمية جهل، أو تجاهل شر من الجهل، بل الأرض جميعاً قبضة ربنا جل وعلا، بإحدى يديه يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه وهي : اليد الأخرى، وكلتا يدي ربنا يمينان، لا شمال فيهما جل ربنا وعز عن أن يكون له يسار إذ إحدى اليدين يسارا إنما يكون من علامات المخلوقين، جل ربنا وعز عن شبيه خلقه، وافهم ما أقول من جهة اللغة، تفهم وتستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله، لا متأولة قوله: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (64) المائدة)، لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت: بل يداه مبسوطة، أو منبسطة، لأن نعم الله أكثر من أن تحصى، ومحال أن تكون نعمه نعمتين لا أكثر، فلما قال الله عز وجل: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (64) المائدة)، كان العلم محيطا أنه ثبت لنفسه يدين لا أكثر منهما، وأعلم أنهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء، والآية دالة أيضاً على أن ذكر اليد في هذه الآية ليس معناه النعمة، حَكى الله جل وعلا قول اليهود، فقال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (64) المائدة), فقال عز وجل ردا عليهم: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ (64) المائدة), وقال: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (64) المائدة)، وبيقين يعلم كل مؤمن: أن الله لم يرد بقوله: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ (64) المائدة), أي: غلت نعمهم، لا، ولا أراد اليهود أن نعم الله مغلولة وإنما رد الله عليهم مقالتهم وكذبهم في قولهم: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (64) المائدة), وأعلم المؤمنين أن يديه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، وقد قدمنا ذكر إنفاق الله عز وجل بيديه في خبر همام بن منبه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يمين الله ملأى، سحاء لا يغيضها نفقة)) فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله ينفق بيمينه، وهما يداه التي أعلم الله أنه ينفق بهما كيف يشاء. وزعم بعض الجهمية: أن معنى قوله ((خلق الله آدم بيديه)) أي: بقوته، فزعم أن اليد هي القوة، وهذا من التبديل أيضاً، وهو جهل بلغة العرب، والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب، لا اليد، (الشيخ حفظه الله تعالى) (مثل قوله تعالى: ((وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ... (47) )) أيد أي: بقوة، فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس، والمناظرة. (الشيخ حفظه الله تعالى) (لم يفرق بينهما يتعلم أولا يروح الكتاتيب يتعلم وبعدين يناقش، لأنه ما يعرف اللغة نعم) قال (قارئ المتن): قد أعلمنا الله عز وجل أنه خلق السماء بأيد، واليد واليدان غير الأيد، إذ لو كان الله خلق آدم بأيد كخلقه السماء، دون أن يكون الله خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (75) ص) ولا شك ولا ارتياب: أن الله عز وجل قد خلق إبليس عليه لعنة الله أيضاً بقوته، أي إذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (75) ص)، عند هؤلاء المعطلة، والبعوض، والنمل، وكل مخلوق، فالله خلقهم، عنده بأيد وقوة. وزعم بعض من كان يضاهي بعض مذهبه مذهب الجهمية: في بعض عمره لما لم يقبله أهل الآثار، فترك أصل مذهبه عصبية، زعم أن خبر ابن مسعود، رضي الله عنه، الذي ذكرناه إنما ذكر اليهودي أن الله يمسك السموات على أصبع. الحديث بتمامه، وأنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، ضحك تعجبا وتصديقا لليهودي, فقال: إنما هذا من قول ابن مسعود، رضي الله عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، ( إنما ضحك تعجبا لا تصديقا لليهودي)، وقد كثر تعجبي من إنكاره، ودفعه هذا الخبر، وكان يثبت الأخبار في ذكر الأصبعين. قد احتج في غير كتاب من كتبه بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن)، فإذا كان هذا عنده ثابتا يحتج به، فقد أقر وشهد أن لله أصابع، لأن مفهوما في اللغة : إذا قيل: بين أصبعين من أصابع: أن الأصابع أكثر من أصبعين، فكيف ينفي الأصابع مرة ويثبتها أخرى؟ فهذا تخليط في المذهب والله المستعان. وقد حكيت مراراً عن بعض من كان يطيل مجالسته أنه قد انتقل في التوحيد منذ قدم نيسابور ثلاث مرات، وقد وصفت أقاويله التي انتقل من قول، إلى قول، وقد رأيته في بعض كتبه يحتج بخبر ليث بن أبي سليم، عن عبدالرحمن بن سابط، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبخبر خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (( رأيت ربي في أحسن صورة))، فيحتج مرة بمثل هذه الأسانيد الضعاف، الواهية، التي لا تثبت عند أحد له معرفة بصناعة الحديث، ثم يعمد إلى أخبار ثابتة صحيحة من جهة النقل، مما هو أقل شناعة عند الجهيمة المعطلة من قوله: (رأيت ربي من أحسن صورة)، فيقول: هذا كفر بإسناد ويشنع على علماء الحديث بروايتهم تلك الأخبار الثابتة الصحيحة، والقول بها قلة رغبة وجهل بالعلم وعناد. والله المستعان، وإن كان قد رجع عن قوله: فالله يرحمنا وإياه. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا في حديث رأيت ربي في أحسن صورة، خاصا بذلك الرواة للحديث والحديث هو ثابت صحيح في البخاري، وابن خزيمة أولا رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ...هذا المذهب فيه غلطات رحمه الله، لا ترى الذات؛ لأن رؤية الذات غلط، ولا تغالطوا في إثبات الصورة، يقول الانتقال من هذا إلى هذا لما رددنا عليه إنكاره لليد انتقل، وقال لا بأس بالصورة وهذه الصورة ثابتة بأحاديث ضعيفة، وحديث الصورة ثابتة، وابن خزيمة رحمه الله غلط في ردها ظنا أن فيها تشبيه رحمه الله، وأطال رحمه الله في هذا رغم أن الأمر واضح ما يحتاج إلى الإطالة هذه،) أحد الطلبة قال: (هو هنا كان يقصد شخص معين، لما قدم نيسابور) (الشيخ حفظه الله تعالى) (في نيسابور كان في مناظرة بينه وبينهم ... انتقل من هذا إلى هذا راح يثبت الصورة كانت حصلت بينهم مناظرة، ثم انتقل من إسناد إلى إسناد وقال هذا كفر بالأسانيد نعم نقول الأحاديث ثابتة كيف ما تقبلونها، نعم لأن الأحاديث ثابتة بالأسانيد، غير حديث (رأيت ربي من أحسن صورة) ابن خزيمة يقول ثابت بأسانيد ضعيفة نعم).