قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم. يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد: ما زال في باب: ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى ...
قال أبوبكر: في خبر فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((وإذا سألتم الله فاسألوه الفردس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة)). قال أبوبكر: أمليته في كتاب الجهاد. (الشيخ حفظه الله تعالى) (وفوقه عرش الرحمن، فوقه: يعني سقفه عرش الرحمن، فالفردوس هو أعلى الجنة، ووسط الجنة، وهذا يجعل الجنة مقببة، وليست مربعا ولا مسدسا؛ لأن المقبب هو الذي خاصته أعلاه، القبة خاصتها أعلاها، ولو كانت مربعة ومسدسة ما كان خاصتها أعلاها، لما قال أعلاه وسط الجنة وأعلى الجنة، فلما كان وسطه هو أعلاه؛ دل على أنها مقببة وليست مربعة ولا مسدسة، فيه إثبات علو الرب سبحانه وتعالى، واستوائه على عرشه وفوقه عرش الرحمن والله فوق العرش، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال أبوبكر: فالخبر يصرح أن عرش ربنا جل وعلا فوق جنته، وقد أعلمنا جل وعلا، أنه مستو على عرشه، فخالقنا عال فوق عرشه، الذي هو فوق جنته. (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى، فإذا العرش سقف الجنة، وسقف الماء، الآية (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (7) هود)، كيف يكون سقف الماء وسقف الجنة؟ يعني العرش يكون على الماء (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (7) هود)، الآية، وفي الحديث هنا الجنة سقفها عرش الرحمن، كيف يكون هذا؟ الطلبة أجابوا إجابات متعددة أحدهم قال: قبل الاستواء على العرش (الشيخ حفظه الله تعالى) قال لا، نعم الآن كيف يكون العرش سقف للجنة، وسقف للماء؟ وطالب ثان قال: (أن تكون الجنة والماء متساويتان وأن تكون الجنة أعلى من الماء أو تكون الجنة على الماء والماء أعلى من الجنة، إما أن تكون الجنة والماء في مرتبة واحدة، أو تكون الجنة ، ثم فوقها الماء، ثم فوقها العرش، (الشيخ حفظه الله تعالى) لا إذا صارت الجنة فوق العرش ما كان العرش سقف للجنة وسقف للماء، وطالب ثالث قال: منه تفجر أنهار الجنة، (الشيخ حفظه الله تعالى) خالف أئمة التفسير لكن كيف يكون العرش سقف للماء وسقف للجنة؟ وطالب رابع قال: العرش على الماء، والجنة فوق هذا العرش، الذي هو على الماء، (الشيخ حفظه الله تعالى) لا السقف الجنة ولا السقف الماء الجواب واضح العرش سقف المخلوقات، جزء منه على الماء، وجزء منه على الجنة، يعني بعضه على الماء، سقف الماء، وبعضه سقف الجنة، ما في إشكال، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: ثنا أسد يعني ابن موسى، قال: ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال:سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((لما قضى الله الخلق كتبه في كتابه، فهو عنده فوق عرشه، إن رحمتي غلبت غضبي)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا فيه إثبات الصفات، الفوقية، وإثبات الرحمة، وإثبات الغضب، إن رحمتي سبقت غضبي، إثبات الرحمة لله، وإثبات الغضب، وإثبات الفوقية العلو نعم كيف هذا الكتاب يكون فوق العرش؟ العرش سقف المخلوقات، وهذا الكتاب فوقه، كتب كتابا فهو عنده فوق العرش، كيف يكون العرش هو سقف المخلوقات؟ كيف يكون هذا الكتاب فوق العرش؟ معنى العرش سقف المخلوقات؟) أحد الطلبة يقول: هو عنده فوق عرشه، (الشيخ حفظه الله تعالى): (صار فوق العرش والعرش سقف المخلوقات، نعم، كيف يكون هذا؟ الجواب مستثنى، هذا مستثنى نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال أبوبكر: أمليت طرق هذا الخبر في غير هذا الكتاب، والخبر دال على أن ربنا جل وعلا فوق عرشه الذي كتابه: (إن رحمته غلبت غضبه عنده). قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد يعني ابن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، رضي الله عنه، قال: ((وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، ما بين كل سماء إلى أخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش ويعلم أعمالكم )). (الشيخ حفظه الله تعالى): (هذا حديث العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه،) قال(قارئ المتن): حديث ابن مسعود رضي الله عنه، (الشيخ حفظه الله تعالى): (إيش السند؟) قال(قارئ المتن): قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد يعني ابن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، رضي الله عنه، قال: ((وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، ما بين كل سماء إلى أخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش ويعلم أعمالكم )). (إيش قال على تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (إسناده حسن، رواه الدارمي في الرد على المريسي، وفي الرد على الجهمية، وابن عبدالبر، والطبراني في الكبير، والبيهقي في الأسماء والصفات، من طرق عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد) (الشيخ حفظه الله تعالى): (بين السماء والأرض خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، كم تكون سبع سموات؟ وفوق السماء السابعة إلى الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والله تعالى فوق العرش كم مجموعها؟) أحد الطلبة قال: أربعة آلاف سنة، وطلبة آخرون قالوا: خمسة آلاف، (الشيخ حفظه الله تعالى): بين السماء، والأرض، خمسمائة عام، وبين السماء الدنيا، والسماء الثانية، خمسمائة عام، وبين السماء الثانية، والثالثة، خمسمائة عام، وبين السماء الثالثة، والرابعة، خمسمائة عام، وبين السماء الرابعةـ والخامسة، خمسمائة عام، وبين السماء الخامسةـ والسادسة، خمسمائة عام، وبين السماء السادسة، والسابعة، خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة إلى الكرسي، خمسمائة عام، وبين الكرسي، والماء، خمسمائة عام، تسع خمسمائة عام، أربعة آلاف وخمسمائة عام، القرآن تكلم في هذا، كقوله تعالى: ((تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج )) كان هذا من العرش إلى الفرش؛ حينما تزول السموات، يعني في يوم القيامة، ابن القيم يقول: إذا زالت السموات يوم القيامة، يكون من العرش إلى الفرش، هذه المسافة، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن وائل بن ربيعة، عن عبدالله رضي الله عنه، قال: (( بين كل سماء مسيرة خمسمائة عام))، قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: ثنا أسد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:(( ما بين السماء الدنيا، والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، والعرش فوق السماء، والله تبارك وتعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (سبحانه وتعالى، لا إله إلا هو نعم) وقد روى إسرائيل، عن أبي إسحق، عن عبدالله بن خليفة، أظنه عن عمر، رضي الله عنه، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب جل ذكره فقال: ((إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذ ركب من ثقله)). قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا إسرائيل، قال: أبوبكر: ما أدري الشك والظن أنه عن عمر، هو من يحيى بن أبي بكير، أم من إسرائيل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال: أظنه عن عمر نعم) قد رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن عبدالله بن خليفة، مرسلا ليس فيه ذكر عمر، لا بيقين، ولا بظن، وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غيرُ متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات. (الشيخ حفظه الله تعالى) (المراسيل المنقطعات ليس من مقصده؛ لأنه رحمه الله قصد أن لا يضع في كتابه إلا الأحاديث المتصلة، دون المراسيل المقطوعات، لكن المرسل يكون شاهدا، المرسل والمقطوع يكون شاهدا، نعم من الشواهد) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثناه: سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، قال:ابن خزيمة: وثنا بشر بن خالد العسكري، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعد بن معبد، عن أسماء بنت عميس، رضي الله عنها قالت: كنت مع جعفر رضي الله عنه بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أسماء بنت عميس كانت تزوجت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم لما قتل تزوجها أبوبكر الصديق رضي الله عنه، وكانت هاجرت مع جعفر رضي الله عنه، إلى الحبشة الهجرة من مكة لما اشتد أذى قريش لهم، تحكي هذه القصة أنها رأت إمرأة في الحبشة امرأة حبشية عجوز على رأسها مكتل، جاء بعض الشباب الذين يعبثون، ودفعها حتى سقط المكتل من على رأسها، الشباب في كل أمة لهم عبث، نعم (قالت كنت) ) قال(قارئ المتن): قالت: كنت مع جعفر رضي الله عنه بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فَسَفَّتْ الريح الدقيق، (الشيخ حفظه الله تعالى) (فَسَفَتْ الريح الدقيق، خلاص ذهب الدقيق هذا رجل أو شباب القصة فيها أنهم شباب، (فجاء رجل) ) قال(قارئ المتن): فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فَسَفَتْ الريح الدقيق، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني اعتدى عليها وأسقط من رأسها الدقيق انتثر وضاع، نعم) قال(قارئ المتن): فقالت: أكلك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم). (الشيخ حفظه الله تعالى) (ما تستطيع أن تدافع عن نفسها، لكن أنا أكلك للملك، وهو الله سبحانه وتعالى، سوف يأخذ حقي منك يوم القيامة، يوم يقعد على الكرسي هناك قال: والكرسي هو العرش، نعم ماذا قال في تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (قال: حسن بشواهده، وهذا الإسناد ضعيف وله أكثر من علة: أولا: سعد بن معبد، قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. ثانيا: زكريا بن أبي زائدة، مدلس وقد عنعن، ثالثا: أبو إسحاق السبيعي، اختلط بأخرة ورواية زائدة عنه بعد الاختلاط، والحديث رواه الدارمي في الرد على المريسي، وله شواهد من حديث، بريدة رضي الله عنه، وجابر، رضي الله عنه نعم) قال(قارئ المتن): قال: حدثنا أبو موسى، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا همام، قال: قال: ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، ومن فوقها يكون العرش، وإن الفردوس من أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، فسلوه الفردوس)). وقد أمليت هذا الباب في كتاب ذكر نعيم الجنة.
قال: حدثنا بندار، محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن عمار، وهو الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:الكرسي: موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره). (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه)، قال(قارئ المتن): (قال: إسناده حسن) (الشيخ حفظه الله تعالى) (وهذا مشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما، الوقوف عليه، الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدره إلا الله، هذا تلقته الأمة بالقبول، وأهل السنة على أن الكرسي موضع القدمين والعرش فوق ذلك، نعم) قال(قارئ المتن):أحسن الله إليكم. قال: حدثنا بندار، قال: ثنا أبوأحمد، قال: ثنا سفيان، عن عمار، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكرسي موضع القدمين). قال: حدثنا سلم بن جنادة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر أحد قدره). قال: حدثنا محمد بن العلاء أبوكريب، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام وهو ابن عروة، عن أبيه، قال: قدمت على عبد الملك، فذكرت عنده الصخرة التي ببيت المقدس، فقال عبد الملك: هذه صخرة الرحمن، التي وضع عليها رجله، فقلت: سبحان الله يقول الله تبارك وتعالى : (...وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ... (255) البقرة)، وتقول: وضع رجله على هذه، ياسبحان الله، إنما هذه جبل، قد أخبرنا الله أنه ينسف نسفاً، فيذرها قاعاً صفصفاً). (الشيخ حفظه الله تعالى) (من القائل هذا؟) قال(قارئ المتن): (عبدالملك) (الشيخ حفظه الله تعالى) (عن من) قال(قارئ المتن): (هذا عروة يقول قدمت على عبدالملك، هشام بن عروة عن أبيه عروة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا غريب إن صح عن عبدالملك الكلام هذا، نعم) قال(قارئ المتن): (قال إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات) قال(قارئ المتن): قال أبوبكر: ولعله يخطر ببال بعض مقتبسي العلم: أن خبر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في بعد ما بين السماء إلى التي تليها خلاف خبر ابن مسعود، رضي الله عنه، وليس كذلك، هو عندنا، إذ العلم محيط أن السير يختلف باختلاف سير الدواب من الخيل والهجن، (الشيخ حفظه الله تعالى) (إذ العلم) قال(قارئ المتن): إذ العلم محيط أن السير يختلف باختلاف سير الدواب من الخيل والهجن، والبغال والحمير، والإبل، وسابق بني آدم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (البدن والإبل واحد) قال(قارئ المتن): (الهجن) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الهجن) قال(قارئ المتن): والبغال والحمير، والإبل، وسابق بني آدم،يختلف أيضاً، فجائز أن يكون النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، أراد بقوله: (بعد ما بينهما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة)، أي: بسير جواد الركاب، من الخيل، وابن مسعود رضي الله عنه، أراد: مسيرة الرجال من بني آدم، أو مسيرة البغال، والحمير، أو الهجن، من البراذين، أو غير الجواد من الخيل، فلا يكون أحد الخبرين مخالفاً للخبر الآخر، وهذا مذهبنا في جميع العلوم، أن كل خبرين يجوز أن يؤلف بينهما في المعنى، لم يجز أن يقال هما متضادان، متهاتران، على ما قد بيناه في كتبنا. (الشيخ حفظه الله تعالى) (يقصد المؤلف الجمع بين الحديثين، حديث مابين كل سماء خمسمائة عام، وفي بعضها اثنان أو ثلاث وسبعون سنة، والجمع بينهما خمسمائة هذا يحمل على بطيء السير من الرجالة على رجليه ومن الهجن وغيرها، وأما اثنان أو ثلاث وسبعون يحمل على السير السريع على الخيل السريعة والجواد نعم وعلى هذا فلا يكون هناك اختلاف ، فقال هذا مذهبنا كل ما أمكن الجمع بين الحديثين، هذا مقدم لأن فيه إعمال لهما ، إذا أمكن الجمع فلا يعدل عنه، أما إذا لم يمكن الجمع ينظر المتقدم والمتأخر، والمتأخر ينسخ المتقدم، فإن لم يعلم التاريخ، يلجأ إلى الترجيح، يرجح خاصة ما هو أصح، فإن لم يعلم لا هذا ولا هذا يتوقف، فإذا جاءك خبران متعارضان تسلك هذه المسالك أولا: تجمع بينهما، هذا مقدم، فإن أمكن الجمع، فلا يعدل عنه لغيره لأنه فيه إعمال الدليلين، فإن لم يمكن الجمع يطلب التاريخ، فإن عرف المتأخر، فإنه ينسخ المتقدم، فإن لم يعرف التاريخ، فإنه يجمع بينهما بالترجيح، يرجح أحدهما على الآخر، فإن لم يمكن يتوقف؛ حتي يتبين له أحد المسالك الماضية، نعم) قال(قارئ المتن):أحسن الله إليكم. قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: ثنا شريك، وثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سماك، عن عبدالله بن عُمَيْرَة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (بن عَمِيرَة) قال(قارئ المتن):أحسن الله إليكم. عن عبدالله بن عَمِيرَة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه في قوله:(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) الحاقة)، أملاك في صورة الأوعال، انتهى حديث علي بن حجر، وزاد عبدة في حديثة: (ما بين أظلافهم إلى ركبهم، ثلاث وستون سنة)، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أملاك في صورة ... وزاد) قال(قارئ المتن): أملاك في صورة الأوعال، انتهى حديث علي بن حجر، وزاد عبدة في حديثة: (ما بين أظلافهم إلى ركبهم، ثلاث وستون سنة)، قال شريك مرة: (ومناكبهم ناشبة بالعرش). قال: ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله: ((سبقت رحمتي غضبي)) وقال: ((يمين الله ملآى سحاء، لا يغيضها شيء بالليل والنهار)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال: يمين الله ملآى، فيه إثبات اليمن لله، وإثبات الرحمة والغضب لله، سحاء يعني كثيرة الصب، وفي الأثر أرأيتم ماذا أنفق منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يمينه يعني لم ينقص سبحانه وتعالى نعم) قال(قارئ المتن):أحسن الله إليكم. قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبى هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، تلومني على عمل أعمله، كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض قال: فحج آدم موسى)). قال: وحدثنا محمد بن عقبة، قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ((احتج آدم وموسى ...))، قال محمد بن يحيى: فذكر الحديث. قال أبوبكر: خبر أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قد سمعه الأعمش، عن أبي صالح، وليس هو مما دلسه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الأعمش مدلس، وتدليسه قليل، هل هذا مما سمعه الأعمش؟) قال(قارئ المتن): خبر أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قد سمعه الأعمش، عن أبي صالح، وليس هو مما دلسه، وخبر أبي سعيد رضي الله عنه، في هذا الإسناد صحيح لا شك فيه، وإنما الشك في خبر أبي سعيد رضي الله عنه، في ذلك الإسناد دون خبر أبي هريرة رضي الله عنه كذلك. (الشيخ حفظه الله تعالى) (وإنما الشك) قال(قارئ المتن): وإنما الشك في خبر أبي سعيد رضي الله عنه، في ذلك الإسناد دون خبر أبي هريرة رضي الله عنه كذلك. قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عمر بن حفص بن عياث، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا أبوصالح، قال: حدثنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: وأراه قد ذكر أباسعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((احتج آدم وموسى )) وساق الحديث.
باب: ذكر البيان أن الله عز وجل في السماء(الشيخ حفظه الله تعالى) (نصوص العلو كثيرة، أفرادها تزيد على ألف دليل نعم ومع ذلك أولها المبتدعة النفاة وأنكروها نعم)