شعار الموقع

24 شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة

00:00
00:00
تحميل
337

قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللمسلمين جميعا، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى:

باب: ذكر البيان أن الله عز وجل في السماء كما خبرنا في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وكما هو مفهوم في فطرة المسلمين، علمائهم وجهالهم، أحرارهم ومماليكهم، ذكرانهم وإناثهم، بالغيهم وأطفالهم، كل من دعا الله جل وعلا؛ فإنما يرفع رأسه إلى السماء، ويمد يديه إلى الله، إلى أعلى لا إلى أسفل. (الشيخ حفظه الله تعالى) (فطرة من الله، فطر الخلق عليها، نعم، حتى البهائم، إذا أصابها شيء، رفعت رأسها، نعم)

قال أبوبكر: قد ذكرنا استواء ربنا على العرش، في الباب: قبل، فاسمعوا الآن ما أتلو عليكم من كتاب ربنا الذي هو مسطور بين الدفتين، مقروء في المحاريب، والكتاتيب، مما هو مصرح في التنزيل، أن الرب جل وعلا في السماء، لا كما قالت الجهمية المعطلة: إنه في أسفل الأرضين، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قبحهم الله) قال(قارئ المتن):  فهو في السماء عليهم لعائن الله المتتابعة.

قال الله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضُ (16) الملك)، وقال الله عز وجل: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا (17) الملك)، أفليس قد أعلمنا يا ذوي الحجا خالق السموات والأرض، وما بينهما في هاتين الآيتين: أنه في السماء، وقال عز وجل: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعْهُ (10) فاطر)، (الشيخ حفظه الله تعالى) (والصعود يكون من أسفل إلى أعلى، فدل على أنه في العلو، نعم) قال(قارئ المتن):  أفليس العلم محيطا، يا ذو الحجا والألباب، أن الرب جل وعلا فوق من يتكلم بالكلمة الطيبة، فتصعد إلى الله كلمته، لا كما زعمت الجهمية المعطلة أنه تهبط إلى الله الكلمة الطيبة، كما تصعد إليه، ألم تسمعوا يا طلاب العلم،  قول الله تبارك وتعالى لعيسى ابن مريم: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (55) آل عمران)، أليس إنما يرفع الشيء من أسفل إلى أعلى، لا من أعلى إلى أسفل ؟ (الشيخ حفظه الله تعالى)  ( الرفع من أسفل إلى أعلى ، فدل على أنه في العلو، نعم)

قال(قارئ المتن):  وقال الله عز وجل: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (158) النساء)، ومحال أن يهبط الإنسان من ظهر الأرض إلى بطنها، أو إلى موضع أخفض منه وأسفل. فيقال: رفعه الله إليه لأن الرفعة في لغة العرب، الذين بلغتهم خوطبنا، لا تكون إلا من أسفل إلى أعلى وفوق، ألم تسمعوا قول خالقنا جل وعلا يصف نفسه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ (18) الأنعام)، أو ليس العلم محيطا، أن الله فوق جميع عباده، من الجن، والإنس، والملائكة، الذين هم سكان السموات جميعاً؟  أولم تسمعوا قول الخالق الباريء: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ، وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل) فأعلمنا الجليل جل وعلا في هذه الآية أيضاً أن ربنا فوق ملائكته، وفوق ما في السموات، وما في الأرض، من دابة، وأعلمنا أن ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم. والمعطلة تزعم أن معبودهم تحت الملائكة كما هو فوقهم، (الشيخ حفظه الله تعالى)  أعوذ بالله (يَخَافُونَ رَبَّهُمُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل) سبحان الله ، نعم). ألم تسمعوا قول خالقنا: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ (5) السجدة)،  أليس مفهوما في اللغة السائرة بين العرب، التي خوطبنا بها، وبلسانهم نزل الكتاب، أن تدبير الأمر من السماء إلى الأرض، إنما يدبره المدبر، وهو في السماء لا في الأرض، وكذلك مفهوم عندهم: أن المعارج: المصاعد، قال الله تعالى:(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ (4) المعارج)، وإنما يعرج الشيء من أسفل إلى أعلى وفوق، لا من أعلى إلى دون، وأسفل، فتفهموا لغة العرب، لا تغالطوا. (الشيخ حفظه الله تعالى)  (وإنما يعرج الشيء من أسفل إلى أعلى ) قال(قارئ المتن):  وإنما يعرج الشيء من أسفلِ إلى أعلى وفوق،(الشيخ حفظه الله تعالى) (من أسفلَ إلى أعلى) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وإنما يعرج الشيء من أسفلَ إلى أعلى وفوق، لا من أعلى إلى دون، وأسفل، فتفهموا لغة العرب، لا تغالطوا.  وقال جل وعلا: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى) والأعلى : مفهوم في اللغة : أنه أعلى شيء، وفوق كل شيء، والله قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه، وأعلمنا أنه العلي العظيم، أفليس العلي ياذوي الحجا ما يكون عاليا، لا كما تزعم الجهمية المعطلة : أنه أعلى، وأسفل، ووسط، ومع كل شيء، وفي كل موضع من أرض وسماء، وفي أجواف جميع الحيوان. ولو تدبروا آية من كتاب الله، ووفقهم الله لفهمهما؛ لعقلوا أنهم جهال، لا يفهمون ما يقولون، وبان لهم جهل أنفسهم، وخطأ مقالتهم. وقال الله تعالى لما سأله كليمه موسى عليه السلام  أن يريه ينظر إليه، قال: (...لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ... (143) الأعراف). أفليس العلم محيطا، ياذوي الألباب، أن الله عز وجل لو كان في كل موضع، ومع كل بشر وخلق كما زعمت المعطلة، لكان متجليا لكل شيء، وكذلك جميع ما في الأرض، لو كان متجليا لجميع أرضه سهلها، ووعرها، وجبالها، وبراريها، ومفاوزها، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وبراريها، وإيش؟) قال(قارئ المتن): (وبراريها، ومفاوزها) (الشيخ حفظه الله تعالى) (ومفاوزها، نعم، المفاوز الصحاري نعم) قال(قارئ المتن): ومدنها وقراها، وعمرانها وخرابها، وجميع ما فيها من نبات، وبناء، لجعلها دكا (الشيخ حفظه الله تعالى)  (هذا قول الجهمية يقولون: في كل مكان، أعوذ بالله، مختلط بالمخلوقات معها، كيف يتجلى؟ وهو مختلط معها، يتجلى وهو احتجب عن خلقه، فكيف يتجلى؟ فهؤلاء الملاحدة  الجهمية يقولون: في كل مكان، نعوذ بالله نعم) قال(قارئ المتن):   كما جعل الله الجبل الذي تجلى له دكا، قال الله تعالى : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف). قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن الحسين، ويحيى بن  حكيم، قالوا: ثنا معاذ بن معاذ العنبري، قال: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف). قال: بإصبعه هكذا، (الشيخ حفظه الله تعالى)  (عن أنس بن مالك) قال(قارئ المتن): عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف). قال: بإصبعه هكذا،  وأشار بالخنصر من الظفر، يمسكه بالإبهام، قال: فقال: حميد لثابت: يا أبا محمد دع هذا، ما تريد إلى هذا؟ قال : فضرب ثابت منكب حميد، وقال: ومن أنت ياحميد؟، وما أنت ياحميد، يحدثني به أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وتقول أنت: دع هذا، هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم.

وقال الزعفراني، وعلي بن الحسين، عن حماد بن سلمة، قال علي: ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الزعفراني عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف). قال: هكذا، ووصف معاذ أنه أخرج أول مفصل من خنصره، فقال له حميد الطويل: يا أبا محمد ما تريد إلى هذا؟ فضرب صدرة ضربة شديدة، وقال: من أنت يا حميد، يحدثني أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: أنت ما تريد إلى هذا؟ غير أن الزعفراني قال: هكذا ووضع إبهامه اليسرى على طرف خنصره الأيسر على العقد الأول. (الشيخ حفظه الله تعالى)  (إيش قال على تخريج الحديث؟، حديث أنس رضي الله عنه هذا تكلم عليه) قال(قارئ المتن): (نعم، قال إسناده صحيح على شرط مسلم، رواه الترمذي، وحسنه، وأحمد، وولده في السنة، وابن أبي عاصم في السنة، وابن أبي حاتم، وغيرهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني هو تجلى للجبل بمقدار الخنصر صار رأس خنصر، ومع ذلك تدكدك الجبل، وانساخ، وموسى عليه السلام صعق، ((وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) الأعراف))، وأنه لا يرك  أحد في الدنيا إلا مات،  ولا جبل إلا تدهده، فإذا كان التجلي بمقدار رأس الخنصر، كشف الله الحجاب عن الجبل، فانساخ وتدهده، الله يحتجب عن خلقه، لو كشفه؛ الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، نعم وهذا فيه رد على الجهمية الذين يقولون أن الله مختلط بالمخلوقات، ومتجلي على جميع المخلوقات على كلام هؤلاء الزنادقة، نعم)

قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثنا عبد الوارث بن عبدالصمد، قال: ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا ثابت، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لما تجلى ربه للجبل رفع خنصره وقبض على مفصل منها فانساخ الجبل))، فقال له حميد لا تحدث بهذا؟ فقال: يحدثنا أنس ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقول لا تحدث به.

قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قوله تعالى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف) قال:  تجلى قال: بيده هكذا، ووصف عفان بطرف أصبعه الخنصر، قال: فساخ الجبل، فقال حميد لثابت: أتحدث بمثل هذا؟ قال: فرفع ثابت يده  فضرب صدره، وقال: حدثنيه أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: أتحدث بمثل هذا؟

قال: حدثنا محمد، قال: ثنا الهيثم بن جميل، قال:  ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله قال: وحدثناه محمد، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا حماد، قال: ثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه، ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا هذه الآية: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ (143) الأعراف) موسى صعقا، قال: فحكاه النبي صلى الله عليه وسلم،  فوضع خنصره على إبهامه، فساخ الجبل فتقطع. قال: وحدثنا محمد، قال: ثنا حجاج يعني ابن منهال، عن حماد بن سلمة بمثله عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قرأ هذه الآية: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ (143) الأعراف)

قال: حدثنا محمد، قال:ثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال:  تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا نحو حديثهم. فاسمعوا يا ذوي الحجا، دليلا آخر من كتاب الله: أن الله جل وعلا في السماء، مع الدليل على أن فرعون مع كفره وطغيانه، قد أعلمه موسى عليه السلام بذلك،  وكأنه قد علم أن خالق البشر في السماء، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( قف على فاسمعوا يا ذوي الحجا،  الأدلة كثيرة الأدلة على إثبات أن الله في العلو تزيد أفرادها على ألف دليل، ورغم ذلك تجاهلها هؤلاءالمعطلة نعم)  

 

logo
2025 م / 1447 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد