قال(قارئ المتن): الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد:
باب: ذكر سنن النبي صلى الله عليه وسلم، المبينة أن الله جل وعلا فوق كل شيء، وأنه في السماء
قال: وثنا سلم ابن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، الحديث بطوله . (في قصة قبض روح المؤمن وروح الكافر) قد أمليته في كتاب الجنائز.
قال: وحدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا الأعمش، الحديث بطوله، قد أمليته في كتاب الجنائز.
وفي خبر يونس بن خباب، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة.
حتى إذا خرجت روحه، وصلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا: رب، عبدك فلان، فيقول: أرجعوه فإني عهدت إليهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى)).
قال: وحدثناه محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يونس بن خباب، بهذا.
قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، وأسد بن موسى، قالا: ثنا ابن أبي ذئب.
قال: وحدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي، قال: وأخبرنا ابن أبي ذئب.
قال: وثنا محمد بن رافع، قال: ثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحا قيل : اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في جسد طيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، قال: فيقولون ذلك حتى تخرج، فإذا خرجت عرجت إلى السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة،كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فيقال: لها كذلك حتى تنتهي إلى السماء، التي فيها الرب تبارك وتعالى، ثم ذكر الحديث بطوله، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا استدلال من المؤلف رحمه الله على أن الله في العلو، وأن الروح يعرج بها إلى السماء، ويعرج بها إلى الله في العلو، وأن الله في العلو، والله تعالى أعلى العلو، وهو فوق العرش، نعم)
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قد أمليته في أبواب عذاب القبر. قال: حدثنا رجاء بن محمد العذري، قال: ثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده،
(( أن قريشا جاءت الحصين وكانت تعظمه، فقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فإنه يذكر آلهتنا، ويسبهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ودخل الحصين، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوسعوا للشيخ)، وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: ما هذا الذي يبلغنا عنك، أنك تشتم آلهتنا، وتذكرهم، وقد كان أبوك جفنة وخبزا، فقال: يا حصين إن أبي وأباك في النار، يا حصين: كم إلها تعبد اليوم؟ قال: سبعة، ستة في الأرض، وإله في السماء، قال: فإذا أصابك الضر من تدعو؟ قال: الذي في السماء، قال: فإذا هلك المال من تدعو؟ قال: الذي في السماء، قال: فيستجيب لك وحده وتشركهم معه)) وذكر الحديث. وقد أمليته في كتاب الدعاء. (الشيخ حفظه الله تعالى) (الشاهد، إثبات العلو لله عز وجل، وأن الرفع إنما يكون من أسفل إلى أعلى، دل على أن الله في العلو، نعم) باب ذكر الدليل على أن الإقرار بأن الله عز وجل في السماء من الإيمان. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا حديث الجارية لما سألها أين الله؟ قالت: في السماء، قال أعتقها فإنها مؤمنة نعم)
قال: ثنا مبشر، يعني ابن إسماعيل الحلبي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني هلال بن أبي ميمونة، قال: حدثني عطاء بن يسار، قال: حدثني معاوية بن الحكم السلمي، رضي الله عنه، قال: وكانت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد، والجوانية، فوجدت الذئب قد أصاب منها شاة، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، فصككتها صكة، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعظم ذلك علي، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفلا أعتقها؟ قال: بلى، ائتني بها، فجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أين الله؟ قالت:في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنها مؤمنة فأعتقها". (الشيخ حفظه الله تعالى) (شهد لها بالإيمان، لما سألها أين الله؟ قالت في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد لها بالإيمان، نعم، الحديث رواه مسلم في صحيحه، نعم)
قال(قارئ المتن): قال: حدثنا بندار، وأبو قدامة، قالا: ثنا يحيى وهو ابن سعيد، قال: بندار، ثنا الحجاج، عن يحيى بن أبي كثير، وقال: أبو قدامة، عن حجاج، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، رضي الله عنه، قال: (( وكانت له جارية ترعى غنماً لي)). فذكر الحديث بتمامه. وفي الخبر فقال: ائتني بها، فقال: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)). قال: أبوبكر: الحجاج هذا: هو الحجاج بن أبي عثمان الصواف، سمعت محمد بن يحيى يقول: الحجاج متين يريد (أنه حافظ متقن).
قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: حدثنا مالك، وثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا محمد بن إدريس، الشافعي، قال: ثنا مالك، قال: وثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكاً أخبره، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن الحكم رضي الله عنه، أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جارية لي كانت ترعى غنماً لي، فجئتها ففقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها، فقالت : أكلها الذئب، فأسفت وكنت من بني آدم، فلطمت وجهها، وعلى رقبة، أفأعتقها؟ فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم،: (( أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أعتقها)).
قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: ثنا زياد بن الربيع، قال: ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن محمد بن الشريد جاء بخادم سوداء عتماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن أمي جعلت عليها عتق رقبة مؤمنة، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجزيء أن أعتق هذه؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، للخادم : أين ربك؟، فرفعت برأسها فقالت : في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة.
قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا المسعودي، عن عون بن عبدالله، عن أخيه عبيدالله بن عبدالله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بجارية أعجمية، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي عتق رقبة مؤمنة، أفأعتق هذه؟، فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فأشارت إلى السماء، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أنا، قالت: فأشارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى السماء، أي: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم،: أعتقها فإنها مؤمنة.
قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد السنة يعني ابن موسى، قال: ثنا المسعودي، بهذا الإسناد مثله، وقال: بجارية سوداء لا تفصح، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني اترك بجارية سوداء لا تفصح ، بخادم سوداء عتماء، بجارية أعجمية، والحديث واحد، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بالإيمان؛ لما أقرت بأن الله في السماء، واعترفت برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، نعم) أحد الطلبة: أنها كانت كافرة. (الشيخ حفظه الله تعالى) (كافرة لا، النصوص التي وردت كلها فيها اشتراط الإيمان، وإلا قد يكون فيه أجر، لكن النصوص الكفارات كلها اشترطت الإيمان، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وقال: بجارية سوداء لا تفصح، فقال: إن علي رقبة مؤمنة، وقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ربك؟ فأشارت بيدها إلى السماء، ثم قال: من أنا؟ فقالت بيدها ما بين السماء إلى الأرض تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والباقي مثله.
قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا المسعودي، قال: أخبرني عون بن عبدالله بن عتبة، بهذا الإسناد مثله، وقال: أيضاً "بجارية عجماء لا تفصح، وقال: (أعتقها)، وقال: فقال: المسعودي مرة: (أعتقها فإنها مؤمنة). قال أبوبكر: أمليت تمام هذا الباب في كتاب الظهار، في ذكر عتق الرقبة في الظهار. خالف الزهري عون بن عبدالله في هذا الإسناد، في لفظ هذا المتن.
قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن رجل من الأنصار، رضي الله عنه : ((أنه جاء بأمة سوداء، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقتها، فقال: أتشهدين أن لا اله إلا الله؟ قالت : نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت : نعم، قال: أعتقها. رواه مالك، عن ابن شهاب، عن عبيدالله، عن عبدالله مرسلا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه).
قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا بشر بن عمر، قال: ثنا مالك، قال: أبوبكر:" أخطأ الحسين بن الوليد في إسناد هذا الخبر، رواه عن مالك، عن الزهري، عن عبيدالله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه).
قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، في عقب خبر المسعودي، قال: أخبرنا الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيدالله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. نحوا من ذلك، يريد من حديث المسعودي عن عون؛ عن عبيدالله بن عبدالله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال: نحوا من ذلك، إلا أنه لم يقل إنها مؤمنة.
قال أبوبكر: (الشيخ حفظه الله تعالى) (أبوبكر كنية المؤلف نعم)، قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: لا شك ولا امتراء، أن هذا غلط، ليس في خبر مالك ذكر أبي هريرة، رضي الله عنه، فأما معمر في روايته فإنه قال: عن رجل من الأنصار، رضي الله عنه، وأبو هريرة رضي الله عنه، دوسي، ليس من الأنصار، ولست أنكر أن يكون خبر معمر ثابتا صحيحا، ليس بمستنكر لمثل عبيدالله بن عبدالله أن يروي خبرا عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رجل من الأنصار، رضي الله عنه، لو كان متن الخبر متنا واحدا، كيف وهما متنان، وهما علمي حديثان لا حديثا واحدا. حديث عون بن عبدالله، في الامتحان، إنما أجابت السوداء بالإشارة، لا بالنطق، قال: وفي خبر الزهري، أجابت السوداء بنطق: بنعم، بعد الاستفهام، لما قال لها: أتشهدين أن لا اله إلا الله؟ وفي الخبر أنها قالت: نعم، وكذا عن الاستفهام لما قال لها أتشهدين أني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: نعم، نطقا بالكلام، والإشارة باليد، ليس النطق بالكلام. وفي خبر الزهري: زيادة الامتحان بالبعث بعد الموت، لما استفهمها، أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟، فافهموا لا تغالطوا.
باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام، رواها علماء العراق والحجاز ، عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. في نزول الرب جل وعلا إلى سماء الدنيا، كل ليلة، نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار، من ذكر نزول الرب، من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم يصف لنا كيفيه نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله جل وعلا ولى، نبيه صلى الله عليه وسلم، بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة ، من أمر دينهم. (أحاديث العلو، والفوقية النصوص للفوقية والعلو تزيد أفرادها على ألف دليل كما قال، ابن أبي العز وغيره، كل نص فيه الاستواء، وأن الله فوق، من القرآن والسنة، كل نص فيه الرفع، كل نص فيه الصعود يصعد، وهكذا، لا حصر لها، ومع ذلك تأولها أهل البدع وأنكروها، نعم)