قال(قارئ المتن): الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللمسلمين جميعا، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر تكليم الله كليمه موسى خصوصية خصه الله بها من بين الرسل؛ بذكر آي مجملة غير مفسرة؛ فسرتها آيات مفسرات.
قال أبوبكر: نبدأ بذكر تلاوة الآي المجملة غير المفسرة، ثم نثني بعون الله وتوفيقه بالآيات المفسرات.
قال الله تعالى جل وعلا: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ (253) البقرة) الآية، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذه الآية مجملة، منهم من كلم الله، فصلت في آية موسى، كلم الله المجملة، جاء تفصيلها في قول الله تعالى: ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) النساء) وقوله: ((وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ))، (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ (143) الأعراف)، فيه إثبات كلام الله عز وجل، والرد على من أنكره من المعتزلة، هم ينكرون الكلام، يقولون إن الله لا يتكلم الكلام يكون بحرف وصوت وهذا لا يليق بالله، ولو كان الله يتكلم الكلام لكان محلا للحوادث، ولذلك أنكروا الكلام، وقالت الأشاعرة إن الكلام معنى قائم بالنفس ((الكلام من حيث هو اسم للمعنى أما اللفظ فليس بكلام الله بل دليل على الكلام انظر شرح أصول السنة لشيخنا عبدالعزيز الراجحي ص (55) (56) )) فالكلام لا يسمع ليس بحرف ولا صوت، ((اللفظ والحروف والأصوات ليست من الكلام بل هي دليل على الكلام ص (55) المرجع السابق)) جعلوا الرب لا يتكلم، والعياذ بالله، وللكلام معنى قائم كما أن للعلم معنى في النفس، فللكلام معنى في النفس، وهذا باطل، قيل لهم كيف بلغنا هذا القرآن؟ قالوا إن الله ما أسمعنا منه ولا كلمة واحدة، قالوا إن الله يضطر فيه إضطرارا اضطر جبريل إلى فهم المعنى القائم بنفسه، فعبر بهذا القرآن، فالكلام عبارة عبر به جبريل، وإلا فالرب ما يتكلم، ...الدقيقة السابعة وثلاثة عشرة ثانية وقالت طائفة أخرى الذي عبر محمد واستدلوا بقوله تعالى: ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) التكوير)) وقوله تعالى: ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) الحاقة) وقالت طائفة ثالثة من الأشاعرة إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ، وليس من الله ولا كلمة واحدة، كل هذه الأقوال أقوال فاسدة، هذه صفة الكلام عند الطوائف التي خالفت أهل السنة، لا يثبتونها على وجهها على حقيقتها، أهل السنة الكلام لفظ ومعنى حرف وصوت جميعا كلام الله تكلم الله به سمعه منه جبرائيل، ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ((نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) الشعراء )) فالأشاعرة يقولون هذا الذي هو موجود في المصحف ليس كلام الله، إنما عبارة عن كلام الله، والمعتزلة يقولون الألفاظ والحروف والأصوات مخلوقة، والأشاعرة يقولون الكلام نصفه مخلوق وهو اللفظ وهو الحرف والصوت ، ونصفه ليس مخلوق وهو المعنى القائم بالنفس، فوافقوا المعتزلة في اللفظ دون المعنى ، المعتزلة الكلام اللفظ والمعنى مخلوق، والأشاعرة يقولون اللفظ مخلوق، والمعنى غير مخلوق، نصف مذهب المعتزلة، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال:
فأجمل الله تعالى ذكر من كلمه الله في هذه الآية، فلم يذكره باسم، ولا نسب، ولا صفة، فيعرف المخاطب بهذه الآية، التالي لها، أو سامعها من غيره ، أي الرسل الذي كلمه الله من بين الرسل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش أعد العبارة) قال(قارئ المتن): فيعرف المخاطب بهذه الآية، التالي لها، أو سامعها من غيره ، أي الرسل الذي كلمه الله من بين الرسل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أي تفسيرية المقصود أي الرسل الذي كلمه الله) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وكذلك أجمل الله أيضاً في هذه الآية الجهات التي كلم الله عليها من علم أنه كلمهم من الرسل، فبين في قوله: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ (51) الشورى)، الجهات التي كلم الله عليها بعض البشر، فأعلم: أنه كلم بعضهم وحيا، أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولا، فيوحي بإذنه ما يشاء،(الشيخ حفظه الله تعالى) (بين أن الوحي ثلاثة أنواع، نعم) وبين في قوله:( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) النساء)، أن موسى صلوات الله وسلامه عليه، كلمه تكليما، فبين لعباده المؤمنين في هذه الآية ما كان أجمله في قوله: (مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ (253) البقرة)، فسمي في هذه الآية كليمه، وأعلم أنه موسى، الذي خصه الله بكلامه، وكذلك قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ (143) الأعراف)، مفسر للآية الأولى، سمى الله في هذه الآية كليمه، وأعلم أنه موسى، الذي خصه الله بالتسمية من بين جميع الرسل صلوات الله عليهم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليهم) وأعلم جل ثناؤه أن ربه الذي كلمه، وأعلم الله تعالى في آية أخرى أنه اصطفى موسى برسالاته وبكلامه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (سطرين قبل) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وكذلك قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ (143) الأعراف)، مفسر للآية الأولى، سمى الله في هذه الآية كليمه، وأعلم أنه موسى، الذي خصه الله بالتسمية من بين جميع الرسل صلوات الله عليهم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليهم) وأعلم جل ثناؤه أن ربه الذي كلمه، وأعلم الله تعالى في آية أخرى أنه اصطفى موسى برسالاته وبكلامه، فقال عز وجل: (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي، فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) الأعراف)، ففي هذه الآية: زيادة بيان، وهي: إعلام الله في هذه الآية بعض ما به كلم موسى. ألا تسمع قوله: (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي (144) الأعراف)، إلى قوله: (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) الأعراف)، وبين في آي أخر بعض ما كلمه الله عز وجل به، فقال في سورة طه: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمَقْدِسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعَبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (12) طه)، إلى آخر القصة، وقال في سورة النمل: (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ (7) )، إلى قوله: (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا (8))، إلى قوله: (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) النمل)، وقال في سورة القصص: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) )، إلى آخر القصة، فبين الله في الآي الثلاث: بعض ما كلم الله به موسى، مما لا يجوز أن يكون من ألفاظ ملك مقرب، ولا ملك غير مقرب غير جائز أن يخاطب ملك مقرب موسى، فيقول: (إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص)، أو يقول: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ (12) طه)، قال الله عز وجل: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ( 137) الأعراف )، فأعلم الله في هذه الآية أن له جل وعلا كلمة يتكلم بها. (الشيخ حفظه الله تعالى) ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) النساء) (... وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ (143) الأعراف) نعم). قال(قارئ المتن): فاسمعوا الآن سنن النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة، بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، المبينة أن الله اصطفى موسى بكلامه خصوصية خصه بها من بين سائر الرسل عليهم السلام.
قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، وبشر بن معاذ العقدي، وأبو الخطاب، والزيادي، قالوا : ثنا بشر وهو ابن المفضل قال: ثنا داود، عن الشعبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لقي آدم عليه السلام، موسى عليه السلام)) فذكروا الحديث بتمامه، وفي الخبر: (( فقال آدم: ألست موسى الذي اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه.. ؟)).
قال: يحيى بن حبيب، عن داود، عن عامر، قال: وثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان عن عمرو وهو ابن دينار، قال: أخبرنا طاووس، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر هذا الحديث وقال: ((فقال آدم: يا موسى: اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده)). قال: ثنا به الزعفراني قال: ثنا سفيان بن عيينة، بهذا وقال: ((وخط لك التوراة بيده))، وقال: عن طاوس، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه).
قال: ثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، .. وذكر الحديث وقال: ((قال آدم: أنت موسى، اصطفاك الله بكلامه، وبرسالته وكلمك تكليماً)).
قال: حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانه، عن سليمان بهذا الإسناد، وقال: ((قال آدم: أنت موسى، الذي اصطفاك الله بكلامه، وبرسالاته)).
قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: ثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، قال: وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك، رضي الله عنه، يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، من مسجد الكعبة، الحديث بطوله.
وقال: حتى انتهى إلى قوله: كل سماء فيها الأنبياء قد سماهم أنس، رضي الله عنه، فوعيت منهم إدريس عليه السلام في الثانية، وهارون عليه السلام في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم عليه السلام في السادسة، وموسى عليه السلام في السابعة، بفضل كلام الله، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي فيه أحد، ثم علا به فوق ذلك، بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهي، ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط، ثم هبط، ثم بلغ موسى، فذكر باقي الحديث. (الشيخ حفظه الله تعالى) (أعد) قال (قارئ المتن): قال: سمعت أنس بن مالك، رضي الله عنه، يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، من مسجد الكعبة، الحديث بطوله. وقال: "حتى انتهى إلى قوله: كل سماء فيها الأنبياء قد سماهم أنس، رضي الله عنه، فوعيت منهم إدريس عليه السلام في الثانية، وهارون عليه السلام في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( آدم في الأولى، ويحيى وعيسى، في الثانية، يوسف في الثالثة، إدريس في الرابعة، وهارون في الخامسة، موسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة، هذا الذي جاء في الأحاديث، في بعض الأحاديث في الإسراء قد وهم بعض الرواة في رواية شريك، زاد، ونقص، وقدم، وأخر، يقول: فوعيت إيش؟) قال (قارئ المتن): فوعيت منهم إدريس عليه السلام في الثانية، (الشيخ حفظه الله تعالى) (في الثانية، هذا وهم) وهارون عليه السلام في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم عليه السلام في السادسة، وموسى عليه السلام في السابعة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا من الأوهام التي حصلت لشريك) بفضل كلام الله، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي فيه أحد، ثم علا به فوق ذلك، بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهي، ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط، ثم هبط، ثم بلغ موسى، فذكر باقي الحديث. (الشيخ حفظه الله تعالى) (أعد الحديث)
قال (قارئ المتن): قال: سمعت أنس بن مالك، رضي الله عنه، يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، من مسجد الكعبة، الحديث بطوله.
وقال: "حتى انتهى إلى قوله: كل سماء فيها الأنبياء قد سماهم أنس، رضي الله عنه، فوعيت منهم إدريس عليه السلام في الثانية، وهارون عليه السلام في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم عليه السلام في السادسة، وموسى عليه السلام في السابعة، بفضل كلام الله، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي فيه أحد، ثم علا به فوق ذلك، بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهي، ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط، ثم هبط، ثم بلغ موسى، فذكر باقي الحديث. (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه: إثبات الدنو، والتدلي لله عز وجل، هذا الدنو والتدلي، غير الدنو والتدلي الذي في سورة النجم لأن الدنو والتدلي في سورة النجم هذا دنو جبريل وتدليه، ((ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9) النجم )) وأما الدنو والتدلي في حديث الإسراء فهو دنو الرب سبحانه وتعالى وتدليه، والدنو الثاني والتدلي وصف من صفات الله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه دنو المخلوق وتدليه، نعم قال: ثم دنا فتدلي فإيش ) فأوحى إلى عبده ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط، ثم هبط، (الشيخ حفظه الله تعالى) (عندك شيء) قال أحد الطلبة: لا. قال أحد الطلبة: ثم هبط إلى السماء السابعة ثم هبط. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذه مفسرة ثم هبط ثم هبط من سماء إلى سماء، حتى بلغ موسى نعم، موسى في السماء السادسة، ثم هبط من السماء السابعة ثم هبط إلى السماء السادسة ثم إلى موسى نعم) ثم بلغ موسى، فذكر باقي الحديث.
قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال:ثنا أبو مالك، وهو سعد بن طارق ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، رضي الله عنه وعن ربعي بن حراش، رضي الله عنه، عن حذيفة رضي الله عنه، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، : ((يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟ فيقول: لست بصاحب ذلك، إعمدوا إلى ابني إبراهيم خليل ربه، فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلا من وراء وراء، إعمدوا إلى ابني موسى الذي كلمه الله تكليماً، فيأتون موسى..))، فذكروا الحديث بطوله. خرجته في كتاب (ذكر نعيم الآخرة).
قال أبوبكر: هذه اللفظة (( وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم)) من إضافة الفعل إلى الفاعل، الذي قد بينته في مواضع من كتبنا أن العرب قد تضيف الفعل إلى الفاعل، لأنها تريد أن الفعل بفعل فاعل.
قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا ابن أبي عدي عن ابن عوف، عن عمير بن إسحاق، أن جعفرا وهو ابن أبي طالب، رضي الله عنه قال: ((يا نبي الله إئذن لي أن آتي أرضاً أعبد الله فيها لا أخاف أحدا، قال: فأذن له فأتى أرض الحبشة)).
قال: فحدثنا عمر بن العاص، أو قال: قال عمرو بن العاص: ((لما رأيت جعفر وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته، قال: قلت لأستقبلن هذا وأصحابه، قال: فأتيت النجاشي فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه القطيعة أبدا أنا ولا أحد أصحابي. (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش الكلام أعد، حديث عمرو) فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يقول هذا عمرو بن العاص للنجاشي) وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه القطعة (وفي نسخة القطيعة) أبدا لا أنا ولا أحد من أصحابي. (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني لا يساء إليه، نعم) قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: اذهب إليه فادعه، قال: قلت أنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولا، فأتيته وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم، قال: فقال له أجب، قال: فجئنا إلى الباب فناديت ائذن لعمرو بن العاص، فرفع صوته، ائذن لحزب الله، قال: فسمع صوته، فأذن له قبلي، قال: فوصف لي عمرو السرير، قال: وقعد جعفر بين يدي السرير وأصحابه حوله على الوسائد، قال: قال عمرو: فجئت فلما رأيت مجلسه قعدت بينه وبين السرير فجعلته خلف ظهري، قال: وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي.
قال: قال النجاشي: ( نخر يا عمرو بن العاص أي: تكلم، قال: فقلت: ابن عم هذا بأرضنا، يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله لئن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك بهذه القطعة أبداً، أنا ولا أحد من أصحابي أبدا. (الشيخ حفظه الله تعالى) (لا أستند إليك ...) قال: نخر يا حزب الله، نخر، قال: فحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: صدق، وهو ابن عمي، وأنا على دينه، قال عمرو: فوا لله إني أول ما سمعت التشهد قط إلا يومئذ، قال بيده هكذا، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا أول مرة يسمع التشهد، جعفر تشهد وحمد الله تعالى نعم) أحد الطلبة: هل كان الحبشة لهم حاجة. (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم) قال (قارئ المتن): قال بيده هكذا، ووضع ابن أبي عدي يده على جبينه، وقال: أُوَّه أُوَّه (الشيخ حفظه الله تعالى) (أَوَّه أَوَّه) قال: أَوَّه أَوَّه حتى قلت في نفسي العن العبد الحبشي ألا يتكلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (ألعن العبد الحبشي حتى قلت في نفسي إيش) قال (قارئ المتن): حتى قلت في نفسي العن العبد الحبشي ألا يتكلم، أحد الطلبة: هذا من كلام عمرو؟ قال: ثم رفع يده، فقال: يا جعفر ما يقول في عيسى؟ قال: يقول: هو روح الله وكلمته، قال: فأخذ شيئاً تافهاً من الأرض، قال: ما أخطأ منه مثل هذه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أخذ تبنا) الطالب: (قال شيئا تافها) (الشيخ حفظه الله تعالى) (في الحديث الآخر أخذ تبنة من الأرض وقال ما زاد على هذا كلامه على ما في الإنجيل أنه موافق له، وفيه أنه قرأ عليه أول سورة مريم، ثم أخذ تبنة من الأرض، وقال ما زاد على هذا على ما في الإنجيل، ولا مثل هذا أو كذا نعم) أحد الطلبة: بالنسبة للعبارة التي قالها له هل تكون استفهام؟ استغرب قال له ألعن العبد الحبشي (الشيخ حفظه الله تعالى) (ألعن في نفسي محتمل، نعم) (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. فأخذ شيئاً تافهاً من الأرض، قال: ما أخطأ منه مثل هذه، قم يا حزب الله، فأنت آمن بأرضي، من قاتلك قتلته، ومن سبك غرمته. قال: وقال: لولا ملكي وقومي لا تبعتك فقم، وقال لآذنه: (الشيخ حفظه الله تعالى) (لآذنه من يأذن له، نعم) (قارئ المتن): انظر هذا، فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن أبى إلا أن يدخل فإذن له،
وقم أنت يا عمرو بن العاص، فو الله ما أبالي ألا تقطع إلى هذه القطيعة أبدا، أنت ولا أحد من أصحابك، قال: فلم نعد أن خرجنا من عنده فلم يكن أحد ألقاه خالياً أحب الي من جعفر، (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش الذي يتكلم عمر نعم إيش يقول؟ قال فخرجنا من عنده) (قارئ المتن): قال: فلم نعد أن خرجنا من عنده، فلم يكن أحد ألقاه خاليا أحب الي من جعفر، فلقيته ذات يوم في سكة فنظرت فلم أر خلفه فيها أحدا، ولم أر خلفي أحدا، (الشيخ حفظه الله تعالى) (فلقيت في مكة، أنت قرأت في سكة) (قارئ المتن): (في نسخة في مكة، يقول تحرف في الأصل إلى مكة، والتصحيح سكة، ) (قارئ المتن): قال: فلقيته ذات يوم في سكة فنظرت فلم أر خلفه فيها أحدا، ولم أر خلفي أحدا، قال: فأخذت بيده، (الشيخ حفظه الله تعالى) (عمرو لقى جعفر فيقول فلقيته خاليا في سكة إيش فعل) فلقيته ذات يوم في سكة فنظرت فلم أر خلفه فيها أحدا، ولم أر خلفي أحدا، قال: فأخذت بيده، وقال: قلت : تعلم أني أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، قال: غمز يدي، وقال: هداك الله فاثبت، قال: فأتيت أصحابي فوا الله لكأنما شهدوني وإياه، قال: فأخذوني فألقوا على وجهي قطيفة، فجعلوا يغموني بها وجعلت أمارسهم، قال: فأفلت عرياناً ما علي قشرة، قال: فأتيت على حبشية فأخذت قناعها من رأسها، قال: وقالت لي بالحبشية: كذا وكذا، فقلت لها، كذا وكذا، قال: فأتيت جعفر وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم قال: قلت ما هو إلا أن فارقتك، فعلوا بي وفعلوا، وذهبوا كل شيء من الدنيا هو لي، وما هذا الذي ترى علي إلا من قناع حبشية. قال: فقال: انطلق، قال: فأتي الباب فنادى، ائذن لحزب الله، قال: فخرج الآذن، فقال: إنه مع أهله، قال: استأذن لي، فأذن له فدخل. قال: إن عمرو بن العاص قد ترك دينه واتبع ديني، قال: قال:كلا، قال: قلت بلى، قال: قال: كلا، قلت بلى، قال: كلا، قلت بلى، قال: فقال لآذنه : اذهب فإن كان كما يقول: فلن يكتبن لك شيئاً إلا أخذته، قال: فكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل وحتى كتبت القدح، قال: فلو أشاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي فعلت، ثم كتب في الذين جاءوا في سفر المسلمين أحد الطلبة: في نسخة سفن بدل سفر. (قارئ المتن): (يقول في كتاب الحجة في بيان المحجة سفن) (الشيخ حفظه الله تعالى) (كمل) (قارئ المتن): قال: قال: أبو بكر فمعنى قوله (روح الله وكلمته) باب سيأتي في موضعه في هذا الكتاب إن شاء. (الشيخ حفظه الله تعالى) (انتهى) (قارئ المتن): انتهت الرواية. (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش قال في تخريجه) (قارئ المتن): (قال رجاله ثقات عدا عمير بن إسحاق قال عنه في التقريب، مقبول، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي في الكامل، لا أعلم يروي عنه غير ابن عون، وهو ممن يكتب حديثه، وله في الحديث شيء يسير، قلت: ورايته لهذا الحديث فيها ما يدل على شذوذه، والحديث رواه التيمي في الحجة من طريق المصنف) (الشيخ حفظه الله تعالى) (ما عندك حاجة) (قارئ المتن): عندي نعم (قال الشيخ هراس في تعليقه : هذه الرواية كما قلنا من نسج الخيال، ولا تتفق مع غيرها من الرويات الصحيحة التي فيها أن قريشا هي التي كانت قد أوفدت عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ليكلما النجاشي في إخراج المسلمين من بلاده وأما النجاشي بعدما سمع كلام جعفر ردهما خائبين، ولم يسلم عمرو في تلك الرحلة ولكنه رجع إلى قريش بخفي حنين وكان إسلامه بعد صلح الحديبية هو وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان) (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم، هذا هو الصواب ، هذا هو الصحيح ) قال أحد الطلبة: (في نسخة سمير الزهيري: (الشيخ حفظه الله تعالى) (أعطه المكبر) قال: وسند هذه الرواية ضعيف بسبب عمير بن إسحاق، حيث لم يتابع على هذه الرواية وانفرد بها عن غيره، فلا يعتد عليها) (قارئ المتن): قال: أبو بكر فمعنى قوله (روح الله وكلمته) باب سيأتي في موضعه من هذا الكتاب إن شاء.
وأما الأخبار التي فيها ذكر الشفاعة الأولى (فيأتون موسى فيقولون أنت الذي كلمك الله تكليماً). فأخرجتها في باب الشفاعات، فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الموضع.
باب ذكر البيان أن الله جل وعلا كلم موسى عليه السلام من وراء حجاب،