قال(قارئ المتن): الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين وللمستمعين أجمعين،(الشيخ حفظه الله تعالى) (آمين) يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب: صفة نزول الوحي على النبي، صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) والبيان أنه قد كان يسمع بالوحي في بعض الأوقات، صوتاً كصلصة الجرس.
قال أبوبكر: قد كنت أمليت بعض طرق الخبر في كتاب صفة نزول القرآن.
قال: فحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبدالله بن وهب، أن مالكاً حدثه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن الحارث بن هشام رضي الله عنه، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أحياناً مثل صلصة الجرس، فهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول)).
قالت عائشة: ((ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقاً)).
باب البيان أن الله جل وعلا يكلم عباده يوم القيامة من غير ترجمان، يكون بين الله عز وجل، وبين عباده بذكر لفظ عام مراده خاص. (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه بيان أن الوحي أنواع، منه ما يكون مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه، ومنه ما يكون رؤيا في المنام، ورؤيا الأنبياء وحي، ومنه ما يأتي الملك على صورة رجل فيكلمه، نعم)
باب البيان أن الله جل وعلا يكلم عباده يوم القيامة من غير ترجمان، يكون بين الله عز وجل، وبين عباده بذكر لفظ عام مراده خاص.
حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، عن ابن نمير، قال: وثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. قال: وثنا الزعفراني، الحسن بن محمد، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، واللفظ لوكيع، قال: ثنا الأعمش. قال: وثنا عبدالله بن سعيد الأشج، وأبو هاشم، زياد بن أيوب، قالا: ثنا وكيع، عن الأعمش. قال: وثنا أبو هاشم، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم كلهم قالوا: عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه)
قال: وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال:ثنا خيثمة بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، (عطس أحدهم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (يرحمك الله) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الترجمان الواسطة، يعني من دون واسطة، الترجمان هو الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة، هذا ترجمان والمعنى أن الله يكلم العباد من دون واسطة، فيه إثبات الكلام لله عز وجل، والرد على من أنكر كلام الله وأنه بحرف وصوت، يسمعه العباد، والرد على الأشاعرة، وأن كلام الله صفة من صفاته، والمعتزلة يقولون كلام الله المخلوق، والأشاعرة يقولون كلام الله لا يسمع، كلام نفسي، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: ثم ينظر من أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، ثم ينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار، تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)). هذا لفظ حديث عيسى بن يونس.
وقال الزعفراني: ((فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل )). وقال الأشج في حديث وكيع:(( فينظر عمن أيمن منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه، وينظر عمن أشأم منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه وينظر أمامه)). ومعاني أحاديثهم قريبة، وكلهم قالوا في الخبر ((ما منك أحد إلا سيكلمه ربه، أو قال: سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان)). إلا أن في حديث أبي أسامة: ((ليس بينه وبينه حاجب، ولا ترجمان)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (وهذا هو الشاهد لإثبات كلام الله عز وجل، كما يليق بجلاله وعظمته ، وأنه بحرف وصوت، وأن العباد يسمعون كلام الله، بدون واسطة، لا يسمعون كلام الملك، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثنا علي بن سلمة اللبقي حفظاً، قال: ثنا زيد بن الحباب، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان)).
قال: حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا وكيع، عن شريك، عن هلال بن أبي حميد، وهو الوزان، عن عبدالله بن عكيم الجهني، عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه فيقول: ابن آدم: ما غرك بي، ماذا عملت فيما علمت؟ ماذا أجبت المرسلين؟)).
قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا أبي، قال سمعت الأعمش يحدث عن خيثمة بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: (أيمن امرئ وأشأمه بين لحييه). قال لنا زيد: سمعته مرتين، مرة رفعة ومرة لم يرفعه. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هو اللسان أيمن إيش؟) قال(قارئ المتن): (أيمن امرئ وأشأمه بين لحييه). قال لنا زيد: سمعته مرتين، مرة رفعة ومرة لم يرفعه. وقال لنا زيد مرة وسمعته مرة، وسئل عنه فقال: لا أهاب أن أرفعه.
قال: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو اسامة، عن جرير بن حازم، عن
الأعمش، عن خيثمة بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم، أنه قال: (أيمن امرئ وأشأمه بين لحييه(.قال أبوبكر: وهذا هو الصحيح. ثم قال يتلوه في الرابع إن شاء الله تعالى
باب: ذكر بعض ما يكلم به الخالق جل وعلا عباده، مما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله يكلمهم به من غير ترجمان، يكون بين العزيز العليم وبين عباده، والبيان: أن الله عز وجل يكلم الكافر، والمنافق أيضاً تقريراً وتوبيخاً. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله سيد المرسلين محمد النبي وآله الطيبين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) (الشيخ حفظه الله تعالى) (أيمن امرئ وأشأمه يعني الكلام الحسن والكلام السيء، وبين لحييه اللسان يتكلم بالباطل هذا الأشأم، ويتكلم بالحق هذا الأيمن، نعم).