قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللمسلمين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد: مازال في باب: ذكر البيان الشافي لصحة ما ترجمته للباب قبل هذا: وترجمة الباب قبله باب: ذكر بعض ما يكلم به الخالق جل وعلا عباده، مما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. (الشيخ حفظه الله تعالى) (باب ذكر) قال(قارئ المتن): باب: ذكر بعض ما يكلم به الخالق جل وعلا عباده، مما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: حدثنا محمد بن معمر ربعي القيسي، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: وحدثني أبو صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: (( إن أحدهم ليلتفت ويكشف عن ساق)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش إن أحدهم) قال(قارئ المتن): (( إن أحدهم ليلتفت ويكشف عن ساق)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش قال عليه؟) قال(قارئ المتن): (قال هذا في سياق الأحاديث التي فيها كشف الساق) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الحديث الذي قبله إيش) قال(قارئ المتن): الحديث الذي قبله عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل نرى ربنا يوم القيامة)). فذكر الحديث بطوله.
وقال: (( ثم يتبدى الله لنا صورة في غير صورته، التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد، وبقيتم، فلا يكلمه يومئذ إلا الأنبياء. فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج. لحقت كل أمة بما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون، نعوذ بالله منك، فيقول: هل بينكم وبين الله من آية تعرفونها فيقولون نعم: فيكشف عن ساق فيخرون سجداً أجمعون . (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيكشف عن ساق، أو عن ساقه في البخاري يكشف عن ساقه، فيه إثبات الساق لله عز وجل) قال(قارئ المتن): ولا يبقى أحداً كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقاً إلا على ظهره طبقا واحدا، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (نسأل الله العافية) قال: ثم يرفع برنا ومسيئنا ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعم أنت ربنا ثلاث مرات)). ثم ذكر باقي الحديث (وهذا الحديث فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وفيه إثبات الصورة لله، وفيه إثبات الساق، ثلاث صفات إثبات الساق وإثبات الصورة ، وإثبات الكلام، وفيه أن المؤمنين والمنافقين يرون الله، وما عداهم فإنهم يتساقطون في النار الكفرة، لماذا قال المؤمنين والمنافقين؟ لأن المنافقين كانوا مع المؤمنين في الدنيا فكانوا معهم، فإذا ظهرت لهم العلامة وعرف المؤمنون ربهم كشف الساق سجد المؤمنون، والمنافقون لا يستطيعون السجود، يجعل الله ظهر كل واحد منهم طبقا، ما يستطيع يثني، يسجد قال تعالى: ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) القلم )) نسأل الله العافية، نعم ثم بعد ذلك إذا مشى المؤمنون والمنافقون ضرب بينهم ((...فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ ... (13) الحديد)) وانفصل المؤمنون عن المنافقين، نعم )
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثني محمد بن بشار بندار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: سعدان ابن بشر، أخبرناه. قال: ثنا أبو مجاهد الطائي، قال: حدثني محل بن خليفة عن عدي بن حاتم، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فجاء إليه رجلان يشكوان إليه: أحدهما: العيلة. ويشكو الآخر: قطع السبيل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما قطع السبيل فلا يأتي عليك إلا قليل، حتى تخرج العير من الحيرة (الشيخ حفظه الله تعالى) (الحيرة في العراق) إلى مكة بغير خفير، (الشيخ حفظه الله تعالى) (تكلم على الخفير) قال(قارئ المتن): قال(المجير) (الشيخ حفظه الله تعالى) (المجير أو الحامي، تخرج الطائفة ما في أحد يحميها ويجيرها يعني من الأمان، فيه بيان أن الأمان ينتشر، ينتشر الأمان) (الشيخ حفظه الله تعالى) (أول الحديث إيش، كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم) قال(قارئ المتن): عن عدي بن حاتم، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فجاء إليه رجلان يشكوان إليه: أحدهما: العيلة. ويشكو الآخر: قطع السبيل. (الشيخ حفظه الله تعالى) (واحد يشكو الفقر، والثاني يشكو قطاع الطريق، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفقر سيزول وكذلك يحصل الأمان، حتى يسير الواحد إلى مكان بعيد لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، كما في الحديث الآخر) قال(قارئ المتن): فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما قطع السبيل فلا يأتي عليك إلا قليل، حتى تخرج العير من الحيرة إلى مكة بغير خفير، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الحيرة في العراق إلى مكة لا تخاف، نعم ، وأما العيلة) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل صدقة ماله؛ فلا يجد من يقبلها، (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم قيل هذا من كثرة المال، هذا يحصل في زمن المهدي وقيل في زمن عيسى، وقال بعضهم حصل هذا في زمن عمر بن عبدالعزيز، في اللفظ الآخر لا تقوم الساعة حتى يهم الرجل من يقبل الخرزة، يهتم إذا أراد يخرج الزكاة يهتم يقول من يقبلها، ما في أحد يقبلها يهمه من يقبل صدقته، هذا لكثرة المال، وقرب الساعة في زمن عيسى، وزمن المهدي نعم) ((البخاري(1412) ومسلم (157) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله (الشيخ حفظه الله تعالى) (يوم القيامة، نعم) قال(قارئ المتن): ليس بينه حاجب يحجبه، ولا ترجمان مترجم له، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الترجمان هو الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة، عند الله تعالى يخاطبه ليس بينه وبينه واسطة ) قال(قارئ المتن): فليقولن له: ألم آتك مالا؟ فليقولن : بلى، فليقولن ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى. ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم فيه أن الصدقة وقاية من النار، والكلمة الطيبة تقوم مقام الصدقة عند فقدها، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
وفي خبر سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول: ألم أجعلك سميعاً بصيراً، ألم أجعل لك مالا وولداً؟، فماذا قدمت؟ فينظر من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، فلا يجد شيئاً ولا يتقي النار إلا بوجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوه فبكلمة طيبة)). (في نسخة هراس فإن لم تجدوه، وفي نسخة فإن لم تجدوا (الشيخ حفظه الله تعالى) (بدون هاء أحسن) وفي نسخة فإن لم يجد فبكلمة طيبة وهي رواية الترمذي (الشيخ حفظه الله تعالى) ( فإن لم يجدوا فلا بأس).
قال: حدثناه محمد بن بشار بندار، قال: ثنا محمد، عن شعبة، عن سماك، خرجته بطوله في كتاب "الصدقات"، من كتاب الكبير. ورواه أيضاً: قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب، قال: حدثني عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم الطائي، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد فقال: (( يا قوم هذا عدي بن حاتم وكنت نصرانياً وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه : أخذ بثيابي وقد كان قبل ذاك قال: إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال: فقام فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (أعد القصة إيش) عن عدي بن حاتم الطائي، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه)وهو جالس في المسجد فقال: (( يا قوم هذا عدي بن حاتم وكنت نصرانياً وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه : أخذ بثيابي (الشيخ حفظه الله تعالى) (الرسول صلى الله عليه وسلم)وقد كان قبل ذاك قال: إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي (الشيخ حفظه الله تعالى) (يد حاتم لأنه كان فر هرب وبعد ذلك أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له أنت فرار تفر من الله ورسوله، ما الذي يمنعك، أن الله أكبر نعم سيأتي الكلام) قال: فقام فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي، حتى أتى داره، فألقيت له وسادة، فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله..، وأثنى عليه، ثم قال: ما أفرك؟ أن يقال: الله أكبر، فهل تعلم شيئاً أكبر من الله؟ (الشيخ حفظه الله تعالى) (ما الذي جعلك تفر؟ لأنه هرب ما الذي يفرك؟ هل تعلم أن هناك أحد أكبر من الله؟ قال: لا، نعم) قال: قلت: لا. قال: فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال؟ قال: قلت: فإني حنيف مسلم. قال:فرأيت وجهه ينبسط فرحاً. (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني أسلم الآن في الحال وكان نصرانيا وهرب وجاء فأسلم فجأة والحديث في صحيح مسلم فسر النبي صلى الله عليه وسلم) أصله في البخاري (3595) من حديث عدي رضي الله عنه. قال: ثم أمرني فنزلت على رجل من الأنصار، قال: فجعلت آتيه طرفي النهار. قال: فبينما أنا عشية عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أتاه قوم في ثياب من صوف من هذه النمار، قال: فصلى، ثم قام فحث عليهم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (حث على الصدقة على الفقراء نعم) ثم قال: ولو بصاع، أو نصف صاع، ولو بقبضة، ولو بنصف قبضة، يقي أحدكم حر جهنم أو النار، ولو بتمرة، ولو بشق التمرة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (على حسب القدرة، بصاع بنصف صاع أو بقبضة من التمر بيديه، ولو بتمرة واحدة نعم) فإن أحدكم لاقي الله تبارك وتعالى فقائل له ما أقول لكم: فيقول ألم أجعل لك سمعاً؟ ألم أجعل لك بصراً؟ فيقول: بلى. ألم أجعل لك مالا وولداً، فيقول بلى. فأين ما قدمت لنفسك؟ قال: فينظر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، فلا يجد شيئاً يقي به وجهه، فليق أحدكم وجهه من النار، ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، إن الله ناصركم، ومعطيكم (الشيخ حفظه الله تعالى) (لا أخاف عليكم الفقر، إن الله ناصركم ومعطيكم ما يسد حاجتكم نعم) حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة، أو أكثر ما تخاف على مطيتها السرق. قال: فجعلت أقول في نفسي: أين لصوص طيء؟. (الشيخ حفظه الله تعالى) (حتى تسير الظعينة، الظعينة المرأة التي تركب البعير تسمى ظعينة، تسير من يثرب، اسم المدينة الأول، إلى الحيرة في العراق، ما تخاف السرق، أين هم السراق سراق كذا، وكذا أين سراق القبيلة الفلانية، تمشي مسافة كبيرة ماتجد شيئا، أين السراق الذين يسرقون الحجيج، نعم وين لصوص قبيلة طيء تسير من المدينة إلى العراق ما في أحد ما في لصوص ، لصوص طيء والقبيلة الفلانية والقبيلة الفلانية، يقول في نفسه، نعم) (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه) قال(قارئ المتن): ( قال: رواه الترمذي، والطبراني في الكبير، من طريق قيس بن ربيع بهذا الإسناد، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه، إلا من حديث سماك بن حرب) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الظاهر أصله في الصحيح نعم) في مسألة تحقق الأمن كما في البخاري (3852) من حديث خباب رضي الله عنه.
قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عاصم بن علي، قال:ثنا قيس بن الربيع.
قال أبوبكر: ((فخبر أبي سعيد، رضي الله عنه، وأبي هريرة رضي الله عنه، يصرحان: أن الله عز وجل يكلم المؤمنين، والمنافقين يوم القيامة بلا ترجمان، بين الله وبينهم إذ غير جائز أن يقول غير الله الخالق البارئ لبعض عباده أو لجميعهم: أنا ربكم، ولا يقول أنا ربكم غير الله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (لا يمكن أن يقول أنا ربكم إلا الله، نعم) إلا أن الله تعالى يكلم المنافقين على غير المعنى الذي يكلم المؤمنين، فيكلم المنافقين على غير المعنى الذي يكلم المؤمنين، فيكلم المنافقين على معنى التوبيخ والتقرير. ويكلم المؤمنين: يبشرهم بما لهم عند الله عز وجل ، كلام أوليائه وأهل طاعته)).
قال:حدثنا يوسف، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله له: (إذهب فادخل الجنة)، وذكر الحديث بتمامه. خرجته بطرقه في غير هذا الكتاب. وسأبين ذكر الفرق بين كلام الله أولياءه، وبين كلامه أعداءه، في موضعه، من هذا الكتاب،إن شاء الله ذلك وقدره.
قال: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو أسامة عن الأعمش، عن خثيمة عن عدي بن حاتم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه حجاب)، فذكر أبو كريب الحديث.
باب الفرق بين كلام الله تباركت أسماؤه، وجل ثناؤه، المؤمن الذي قد ستر الله عليه ذنوبه في الدنيا، وهو يريد مغفرتها له في الآخرة وبين: كلام الله الكافر، الذي كان في الدنيا غير مؤمن بالله العظيم، كاذباً على ربه، صادا عن سبيله كافراً بالآخرة.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (الحديث السابق فيه إثبات الكلام لله تعالى، وإثبات الصورة، وإثبات الساق كما سبق نعم)