قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر الفرق بين كلام الله تباركت أسماؤه، وجل ثناؤه، المؤمن الذي قد ستر الله عليه ذنوبه في الدنيا، وهو يريد مغفرتها له في الآخرة وبين: كلام الله الكافر، الذي كان في الدنيا غير مؤمن بالله العظيم، كاذباً على ربه، صادا عن سبيله كافرا بالآخرة.
قال: حدثنا أبو الأشعث، أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: ثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر، رضي الله عنهما عن نبي الله صلى الله عليه وسلم. (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه).
قال: وثنا أبو موسى، محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: بينما نحن مع ابن عمر رضي الله عنهما، ونحن نطوف بالبيت. قال: وثنا بندار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، وهشام، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: بينما نحن مع ابن عمر، رضي الله عنهما، ونحن نطوف بالبيت. غير أني لم أضبط عن بندار سعيدا.
قال: وثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همام، قال: ثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر، رضي الله عنهما، فأتاه رجل فقال: كيف سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه). يقول في النجوى؟ قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن الله عز وجل يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه، ثم يقول: أي عبدي: تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم، أي ربي. حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وغفرتها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون: فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين)). البخاري (2441) ومسلم (2768) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
هذا حديث الزعفراني،
وقال أبو موسى في حديثه: ((وأما الكفار: فينادي بهم على رؤوس الأشهاد: أين الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين؟)). قال أحد الطلبة: في الحديث معنى حتى يضع عليه كنفه، (الشيخ حفظه الله تعالى) (بعضهم فسره بستره، لكن ظاهر التأويل، والله أعلم بالكيفية، لكن قد يقال من ثمرة الكنف الستر نعم هذا فيه إثبات النجوى ، وأن الله يناجي عبده، والمؤلف ذكر الفرق بين كلام الله مع المؤمن وكلام الله مع الكافر وأن كلام الله مع المؤمن نجوى يستره، وأما الكافر فيكلمه كلام غضب سيأتي الكلام نعم ... الكنف أضيف إلى الله الله أعلم بكيفية الكنف، ،نعم المؤمن يناجيه الله مناجاة، وأما الكافر نعم ) قال(قارئ المتن): وقال أبو موسى في حديثه: ((وأما الكفار: فينادي بهم على رؤوس الأشهاد: أين الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين؟)).(الشيخ حفظه الله تعالى) (نسأل الله العافية هكذا يكلمون كلام غضب نسأل الله العافية، نعم)
قال: حدثنا الزعفراني، قال:ثنا عفان، قال:ثنا همام، قال: ثنا قتادة. قال: وحدثنا الزعفراني، قال: ثنا خلف، قال: ثنا أبو عوانه، عن قتادة، بهذا الإسناد وألفاظهم مختلفة.
باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكونه بكلامه وقوله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش باب ذكر) قال(قارئ المتن): باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه). ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكونه بكلامه وقوله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (يَكُونُ خلقه، الفرق بين ذكر كلام الله الذي يكون به الخلق، الله تعالى يخلق بالكلام ((إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس) قوله يخلق به، بين كلامه الذي يخلق به أو يكون به خلقه، وبين الخلق هناك فرق بين الخلق والأمر قال تعالى: ((...أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ... (54) الأعراف)) الأمر كلامه، الذي يخلق به، والخلق خلقه، باب ذكر إيش؟ أعد) قال(قارئ المتن): باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكون بكلامه وقوله. (الشيخ حفظه الله تعالى) (الفرق بين قوله الذي يكون به خلقه، وبين خلقه، الذي يكونه بكلامه وقوله، فرق بين قوله الذي يخلق به، فرق بين خلقه الذي خلقه بقوله (ألا له الخلق والأمر) فرق الله بينهم الأمر هو الكلام، والخلق لو كان شيئا واحدا لما فصل الله بينهما فهذ الباب عقده المؤلف لبيان الفرق بين قوله الذي يخلق به ويكون من خلقه وبين خلقه الذي خلقه الله بقوله نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. والدليل على ضد (في نسخة نبذ) قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله مخلوق جل ربنا وعز عن ذلك. (الشيخ حفظه الله تعالى) (الجهمية يرون أن كلام الله مخلوق هم ومذهب المعتزلة والكلام كلام الخلق من جنس المخلوقات ويستدلون بقوله تعالى: ((...اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ... (16) الرعد(62) الزمر )) والكلام داخل في عموم الكل، وهو مخلوق ، وهذا من جهلهم وضلالهم، الكلام صفة من صفاته والله هو الخالق بذاته، وأسمائه وصفاته، نعم).
قال الله سبحانه وتعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف) (الشيخ حفظه الله تعالى) (ففرق بينهما فدل على على أن الخلق غير الأمر، الخلق ما يخلق سبحانه بالكلام، أما الأمر فهو الكلام الذي يخلق به نعم) قال(قارئ المتن): قال الله سبحانه وتعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف) ففرق الله بين الخلق والأمر، الذي به يخلق الخلق، بواو الاستئناف، وأعلمنا الله جل وعلا في محكم تنزيله أنه يخلق الخلق بكلامه. (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش ففرق) قال(قارئ المتن): ففرق الله بين الخلق والأمر، الذي به يخلق الخلق، بواو الاستئناف، (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا الخلق والأمر فصل بينهما) وأعلمنا الله جل وعلا في محكم تنزيله أنه يخلق الخلق بكلامه. وقوله فقال:(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40) النحل) (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش عندك) أحد الطلبة: الواو واو العطف لا واو الاستئناف التي تقتضي المغايرة بين الخلق والأمر. (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا هو المقصد واو العطف ألا له الخلق والأمر، المقصد هذا نعم).
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. فأعلمنا جل وعلا أنه يكون كل مكون من خلقه بقوله: (كُنْ فَيَكُونُ (117) البقرة)، (الشيخ حفظه الله تعالى) ((إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)يس)) قال(قارئ المتن): وقوله: (كُنْ (117) البقرة) : هو كلامه الذي به يكون الخلق، وكلامه عز وجل الذي به يكون الخلق غير الخلق الذي يكون مكوناً بكلامه، فافهمه ولا تغلط ولا تغالط. ومن عقل عن الله خطابه علم أن الله سبحانه لما أعلم عباده المؤمنين أنه يكون الشيء بقوله: (كُنْ (117) البقرة)، أن القول الذي هو كن غير المكون بكن، المقول له كن. (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم تكرار هذا القول الذي يكون كن ، غير المخلوق الذي خلقه الله بكلمة كن، وكلمة كن هذه قول يخلق بها، المخلوق بكلمة كن غير الكلمة التي خلق الله بها، هذا واضح، الترجمة زيادة إيضاح نعم تكرار نعم) قال(قارئ المتن):وعقل عن الله أن قوله: (كُنْ (117) البقرة)، لو كان خلقا على ما زعمت الجهمية المفترية على الله كان الله إنما يخلق الخلق، ويكونه بخلق، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( هذا باطل يخلق الخلق بخلق، يخلقه بكلام، نعم)
لو كان قوله: (كُنْ (117) البقرة)، خلقاً. فيقال لهم: يا جهلة، فالقول الذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقاً، ثم يكونه على أصلكم. أليس قود مقالتكم الذي تزعمون أن قوله: (كُنْ (117) البقرة)، إنما يخلقه بقول قبله ؟ وهو عندكم خلق. وذلك القول يخلقه بقول قبله، وهو خلق، حتى يصير إلى ما لا غاية له ولا عدد، ولا أول، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يفضي إلى الدور، يخلق الخلق بخلق والخلق بخلق إلى ما لا نهاية، وهذا باطل، فيه التسلسل، نعم) قال(قارئ المتن): وفي هذا إبطال تكوين الخلق وإنشاء البرية، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث الله الشيء وينشئه ويخلقه، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( كل هذا باطل، نعم ) وهذا قول لا يتوهمه ذو لب، لو تفكر فيه، ووفق لإدراك الصواب والرشاد، قال الله سبحانه وتعالى: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ (54) الأعراف) فهل يتوهم مسلم يا ذوي الحجا أن الله سخر الشمس والقمر والنجوم مسخرات بخلقه؟ (الشيخ حفظه الله تعالى) ( مسخرات بخلقه باطل، مسخرات بأمره والأمر هو الكلام، نعم) أليس مفهوماً عند من يعقل عن الله خطابه أن الأمر الذي سخر به المسخّر غير المسخّر بالأمر؟ وأن القول غير المقول له. فتفهموا يا ذوي الحجا عن الله خطابه، وعن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بيانه، لا تصدوا عن سواء السبيل، فتضلوا كما ضلت الجهمية عليهم لعائن الله.
فاسمعوا الآن الدليل الواضح البين غير المشكل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، على الفرق بين خلق الله وبين كلام الله.
قال: حدثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، عن محمد بن عبدالرحمن، وهو مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس: رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين خرج إلى صلاة الصبح وجويرية رضي الله عنها، جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار فقال: (( لم تزالي جالسة بعدي؟. قالت:نعم، قال: قد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزنت بهن لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، وزنة عرشه)).
قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد، وهو ابن جعفر.
قال: وثنا أبو موسى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة عن محمد بن عبدالرحمن، قال: سمعت كريباً يحدث، عن ابن عباس عن جويرية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر عليها، فذكر الحديث وهو أتم من حديثه ابن عيينة، وقالا في الخبر: سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه وقال: في كل صفة ثلاث مرات. خرجته في كتاب الدعاء.
قال أبوبكر: فالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) الذي ولاه الله بيان ما أنزل الله عليه من وحيه (الشيخ حفظه الله تعالى) (... لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ...(44) النحل) نعم ) قد أوضح لأمته، وأبان لهم أن كلام الله غيرَ خلقه،(الشيخ حفظه الله تعالى) (غيرُ خلقه) قال(قارئ المتن): فقال: وأبان لهم أن كلام الله غيرُ خلقه، ((سبحان الله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) ففرق بين خلق الله، وبين كلماته، ولو كانت كلمات الله من خلقه لما فرق بينهما. ألا تسمعه حين ذكر العرش الذي هو مخلوق نطق صلى الله عليه وسلم، بلفظة لا تقع على العدد فقال: (زنة عرشه) والوزن غير العدد، والله جل وعلا قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من الخلق. (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال إيش) قال(قارئ المتن): قال: ألا تسمعه حين ذكر العرش الذي هو مخلوق نطق صلى الله عليه وسلم، بلفظة لا تقع على العدد فقال: (زنة عرشه) والوزن غير العدد، والله جل وعلا قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من الخلق. ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، فقال عز وجل: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مفسرة، معناها: قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا، والآية المفسرة لهذه الآية: ((وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان))
فلما ذكر الله الأقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الأقلام أنه أراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مدادا لم تنفد كلمات ربنا، (الشيخ حفظه الله تعالى) ( والمعنى لو أن ما في الأرض من شجر جعلت أقلاما، والبحر يمده من سبعة أبحر، وكتبوا بالأقلام، ماء البحار لنفدت مياه البحار، وتكسرت الأقلام ولم تنفد كلمات الله ((قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) (109) الكهف ((وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان))) نعم) وفي قوله: ((وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ... (27) لقمان))، أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يَرِدْ في هذه الآية: (الشيخ حفظه الله تعالى) (لم يُرِدْ في هذه الآية) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. لم يُرِدْ في هذه الآية أن لو كتبت بكثرة هذه الأقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى، وفي قوله جل وعلا: (... لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا ... (109) الكهف) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار كلها ، واسم البحر قد يقع على البحار كلها، كقوله: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ (22) يونس) الآية،(الشيخ حفظه الله تعالى) (البحر اسم جنس، يعم نعم) وكقوله: (وَالْفُلْكُ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ (65) الحج), والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار، وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها تجري في بحر واحد،(الشيخ حفظه الله تعالى) ( المراد الجنس، نعم) وقوله: ((وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ... (27) لقمان))، يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال : إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد في المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله جل وعلا عن أن تنفد كلماته. (الشيخ حفظه الله تعالى) يقول العلماء ( وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِماتُ (27) لقمان)) على أنه لا مفهوم لهذا، وليس معنى ذلك أن لو زادت على سبعة بحار تنفد كلمات الله، لا، المراد بيان أن كلمات الله لا تنفد مهما كتب، نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، جل وعلا عن أن تنفد كلماته، والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الأخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله، معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، (الشيخ حفظه الله تعالى) (البحر اسم جنس، يعم نعم) ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا (109) الكهف)، بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله، فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله. لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى : أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.
فاسمع الآن الأخبار الثابتة الصحيحة، بنقل العدل إلى العدل، موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، الدالة على أن كلمات ربنا ليست بمخلوقة، على ما زعمت المعطلة الجهمية عليهم لعائن الله. أحد الطلبة: كلمات الله الشرعية أو الكونية. (الشيخ حفظه الله تعالى) (الكلمات الشرعية، كلام الله، الذي يتكلم به، الكونية السموات والأرضين، الكونية مخلوقات نعم)