(مقدمة الشريط)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الأحبة في الله يسر إخوانكم في تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض أن يقدمون لكم دروس الدورة العلمية السادسة، والتي أقيمت في مسجد علي بن المديني بمدينة الرياض ومع شرح نواقض الإسلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- والذي قام بشرحها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، نسأل الله تعالى أن ينفع المسلمين بهذه الدروس وأن يجزي الشيخ خير الجزاء والأن نترككم مع مادة هذا الشريط.
(مقدمة الشيخ)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فهنا أن شاء الله في هذه الليلة المباركة سوف نتكلم على نواقض الإسلام، التي سمعها الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله عليه- وهذه النواقض العشرة هي أهم النواقض، أهم نواقض الإسلام.
والنواقض جمع ناقض، وناقض الشيء هو المبطل للشيء المفسد للشيء، نواقض الإسلام يعني مفسدات الإسلام ومبطلاته، بمعنى: أن الإنسان إذا فعل واحدة من هذه النواقض بطل إسلامه ودينه، وانتقل من دين الإسلام إلى دين أهل الأوثان -والعياذ بالله- انتقل من كونه مسلما إلى كونه وثنيا إلا أن يتوب إلا أن يتوب قبل الموت، فأن لم يتب قبل الموت وهو على ناقض من هذه النواقض فأنه يكون يخرج من دين الإسلام -نسأل الله السلامة والعافية- ويكون من أهل الأوثان.
فنواقض نواقض الشيء يعني مبطلاته ومفسداته، مثل نواقض الوضوء، نواقض الوضوء منها الخارج من السبيلين إذا توضأ الإنسان ثم خرج منه بول أو غائط بطل وضوؤه فسد، وانتقل من كونه متوضئا إلى كونه غير محدث، وكذلك نواقض الإسلام إذا فعل الإنسان ناقض من هذه النواقض أنتقل من كونه مسلما إلى كونه وثنيا من أهل الأوثان، -نسأل الله السلامة والعافية-.
وهذه النواقض هي أهم أهم النواقض، فاختصر الأمام -رحمه الله- على هذه النواقض العشر لأن النواقض الأخرى لأنها أهم النواقض، ولأن كثيرا من نواقض الإسلام ترجع إلى هذه النواقض العشر ترجع إليها، النواقض الأخرى، ترجع إلى هذه النواقض، أغلبها يرجع إلى هذه النواقض، فهي أهم النواقض.
وسوف -إن شاء الله- نشرح هذه النواقض في هذه الليلة إن -شاء الله-، وغدا سوف نشرح رسالة القواعد الأربع للأمام المجدد محمد بن عبد الوهاب لأنه طلب بعض الإخوان رسالة صغيرة القواعد الأربع التي تميز بين المشركين والمؤمنين، "ما يعني" ما تخذ وقتا كثيرا وبقية الوقت نجعله للأسئلة غدا -إن شاء الله-، نضع أول وقت نشرح القواعد الأربع أن صارت صغيرة صفحة أو صفحتين موجوده عندكم، ثم بعدها تكون الأسئلة، واليوم –إن شاء الله- في هذه الليلة تكون على نواقض، الكلام على نواقض الإسلام، وبقية الوقت يكون للأسئلة نعم..
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد..
فهذه رسالة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- المسماة بنواقض الإسلام العشرة قال -رحمه الله تعالى-:
(الشرح)
اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض اعلم: هذا أمر للعلم، والعلم هو حكم الذهن الجازم، يعني: تيقن، تيقن وأعلم يقينا أن الإسلام ينتقض بواحد من هذه النواقض العشرة، والعلم غير الظن خلاف الظن العلم هو اليقين يعني تيقن العلم هو حكم الذهن الجازم، معناه: تيقن واجزم لأن الإنسان إذا فعل ناقضا من هذه النواقض خرج من الإسلام، اجزم من غير شك من غير توهم لا تظن، فليجزم اعلم علما جازما أن الإسلام ينتقض بواحد من هذه النواقض العشرة نعم..
(المتن)
(الشرح)
هذا هو الناقض الأول من نواقض الإسلام، الناقض الأول من نواقض الإسلام الشرك في عبادة الله تعالى، الدليل ذكر لنا المؤلف -رحمه الله- دليلان دليل في حكم المشرك في الدنيا ودليل في حكم المشرك في الآخرة،.
الدليل الأول: في حكم المشرك في الدنيا، حكمه قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ إذا الذنب الشرك غير مغفور الشرك، المراد به الشرك الأكبر غير مغفور، لأن الله تعالى خصَّ وعلَّق، فخصَّ الشرك بأنه لا يغفر وعلَّق ما دونه بالمشيئة.
والدليل الثاني: حكمه في الآخرة، حكمه في الآخرة الجنة على صاحبه حرام، وهو مخلد في النار -نعوذ بالله- قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ وإذا كان حكمه في الدنيا لا يغفر، وفي الآخرة مخلد في النار، والجنة عليه حرام، -نسأل الله السلامة والعافية- فإنه في الدنيا أيضا تترتب عليه الأحكام، أحكام الدنيا منها:
أولا: أنه تطلق زوجته منه إذا كان متزوجا فيفرق بينه وبينها إلا أن يتوب، لأنها مسلمة وهو كافر والمسلمة لا تبقى في عصمة الكافر، قال الله تعالى: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ يعني الكفار، وقال تعالى: وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا.
ومن الأحكام أيضًا أنه إذا مات لا يصلى عليه ولا يغسل.
ومن الأحكام أنه لا يدفن في مقابر المسلمين.
ومن الأحكام أنه لا يدخل مكة لأن مكة لا يجوز دخول المشرك، لا يجوز دخول المشرك مكة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هذا.
ومنها أنه لا يرث ولا يورث، فإذا كان زوجته مسلمة وأولاده مسلمين فلا يرثون، فيكون ماله لبيت مال المسلمين، إلا إذا كان له ولد كافر فإنه يرثه، لقول النبي ﷺ: لا يرث المسلم كافرا ولا الكافر مسلما.
إذا تترتب الأحكام، إذا نقض ناقض من هذه النواقض وأستمر عليه، هذه الأحكام تترتب لا يغسل ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، ولا يرث ولا يورث، وتنفسخ زوجته منه، ولا يدخل مكة، وإذا مات فهو من أهل النار، إذا مات عليه -نسأل الله السلامة والعافية- والذنب غير مغفور، وفي الآخرة الجنة عليه حرام، وهو مخلد في النار، إذا فعل ناقضا من هذه النواقض العشرة.
الناقض الأول: يقول المؤلف: الشرك في عبادة الله تعالى، الشرك في عبادة الله تعالى؛ ماهي العبادة ؟ حتى نعرف الشرك في العبادة، العبادة هي: كل ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي، كل ما أمر به الشارع أو نهى عنه، أمر إيجاب أو أمر استحباب، كل ما أمر به الشارع أمر إيجاب أو أمر استحباب أو نهى عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه، فالأمر يجب فعله، فالأمر الواجب فالأمر إذا كان واجبا يجب فعله، وإذا كان مستحبا فإنه يستحب فعله، والنهي إذا كان نهي تحريم فيجب تركه، وإذا كان نهي تنزيه فإنه يكره فعله، أو تقول العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ،كل ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي فمثلا :الصلاة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، والنذر عبادة، والذبح عبادة، والدعاء عبادة، والتوكل عبادة، والرغبة عبادة، والرهبة عبادة، والجهاد في سبيل الله عبادة، والأمر بالمعروف عبادة والنهي عن المنكر عبادة، والإحسان إلى الجيران عبادة، وصلة الأرحام عبادة، وكذلك النواهي يتركها المسلم تعبدا لله، يترك الشرك، يترك العدول عن نسف الدماء، العدول عن نسف الأموال، العدول عن نسف الأعراض، يحيى الحق، تتعبد بأن لا تفعل هذا المنكر، تتعبد بأن لا تفعل الزنا، تتعبد لله بأن تترك شرب الخمر، تترك عقوق الوالدين، تترك التعامل بالربا، تترك الغيبة تترك النميمة ، كل هذا عبادة.
فالعبادة: الأوامر والنواهي، الأوامر تفعلها والنواهي تتركها تعبدا لله، والأوامر تسمع أمر إيجاب وأمر استحباب، أمر إيجاب كالصلاة هذه واجب، وأمر استحباب كالسواك مستحب، والنهي نهي تحريم كالنهي عن الزنا ونهي تنزيه كالنهي عن الحديث بعد صلاة العشاء، وسواء كان العمل ظاهرا كالصلاة والصيام أو باطنا كالنية والإخلاص والصدق والمحبة، والنهي سواء كان ظاهرا كالزنا منهي عنه أو باطنا كالعُجب والكبر يتركها، العُجب والكبر والرياء والغل والحقد والحسد.
فإذا العبادة تشمل الأوامر والنواهي، تشمل الأقوال والأفعال الظاهرة و الباطنة التي جاء بها الشرع، فإذا صرف نوعا من هذه العبادة لغير الله وقع في الشرك.
مثَّل المؤلف -رحمه الله- قال: كالذبح، كالذبح لغير الله، الذبح عبادة قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وقال سبحانه فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ فإذا ذبح لغير الله فقد صرف العبادة لغير الله، فيكون مشركا إذا ذبح.
ومثَّل المؤلف: كأن يذبح للجن إذا ذبح للجن أشرك، أو للقبر لصاحب القبر أشرك، أو ذبح للقمر أو للنجم أو للولي فإنه يكون مشركا.
ومثله الدعاء إذا دعا غير الله طلب البذل من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، طلب البذل من غير الله طلب الشفاء من غير الله، طلب الاستجارة تفريج الكربة من غير الله أشرك.
وكذلك الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك.
وكذلك أيضا من العبادات طاعة المخلوق في التحليل والتحريم، كأن يطيع أميرا أو وزيرا أو عالما أو عابدا أو أب أو زوجا أو سيدا يطيعه في تحليل الحرام أو تحريم الحلال فيكون شركا، صرف العبادة لغير الله لأن الله قال هو المحلل والحرم أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ
ومثله الركوع، إذا ركع لغير الله، أو سجد لغير الله صرف العبادة لغير الله، أو طاف بغير بيت الله تقربا لذلك الغير، أو نذر لغير الله أو حلق رأسه لغير الله كالصوفية الذي يحلق أحدهم رأسه لشيخه تعبدا له أو وكذلك يركع له أو يسجد له، أو يصوم لغير الله كالصوفية الذين يتوبون لشيوخهم، والشيعة الذين يتوبون أيضًا لرؤسائهم، والنصارى الذين يتوبون للقسيسين، التوبة عبادة، قال تعالى: وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ.
وفي المسند مسند الإمام أحمد أنه جيء بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب لمحمد، فقال النبي ﷺ عرف الحق لأهله، والله تعالى هو أهل التقوى وأهل المغفرة، والله تعالى هو أهل التوبة فإذا تاب لغير الله وقع في الشرك، صرف العبادة لغير الله.
فإذا المؤلف -رحمه الله- يقول الناقض الأول: الشرك بعبادة الله، وعرف العبادة أنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فإذا صرف أي نوع ثبت في الشرع أنه مأمور به أو ثبت في الشرع أنه منهي عنه وقع في الشرك، ثبت في الشرع أنه مأمور به أمر أيجاب أو أمر استحباب، أو نهى عنه الشرع نهي تحريم أو نهي تنزيه، فإذا فعل الأوامر لغير الله أو ترك النواهي لغير الله وقع في الشرك.
والمؤلف مثَّل: بالذبح ومثله الدعاء ومثله الاستعاذة ومثله الاستغاثة ومثله النذر ومثله الركوع ومثله السجود ومثله الطواف ومثله التوكل ومثله الخوف ومثله الرجاء ومثله حلق الرأس وغير ذلك من أنواع العبادة، فإذا صرف واحدة منها لغير الله فقد وقع في الشرك، وترتبت عليه الأحكام، ولا يغفر وتنفسخ زوجته منه إذا لم يتب في الحال، ولا يدخل مكة، ولا يرث ولا يورث، ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم إذا مات، وهو في الآخرة من أهل النار والجنة عليه حرام -نسأل الله السلامة والعافية- نعم...
(المتن)
(الشرح)
الناقض الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا، من جعل بينه وبين الله واسطة كأن يدعو الميت أو صاحب القبر يقول يا فلان اشفع لي، اشفع لي عند الله وهذا النوع وإن كان داخلا في النوع الأول إلا أنه أخف منه، فالشرك في عبادة الله عام، كأن يدعو غير الله عام، يدعو غير الله أو يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله، أمَّا النوع الثاني فهو أن يجعل بينه وبين الله واسطة يزعم أنه ينقل حوائجه إلى الله، كأن يقول لصاحب القبر يا فلان شفع لي عند الله يا رسول الله اشفع لي يسأله الشفاعة، جعل الرسول ﷺ واسطة بينه وبين الله هذا شرك، لأنه دعا غير الله ومن دعا غير الله فقد أشرك تشملهم النصوص التي فيها وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وقوله فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ وقوله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وقوله وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فسماه كافر، وقوله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وقوله وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ سماه الله شركا، فلما جعل بينه وبين الله وسائط وهذه الواسطة يدعوهم من دون لله أو يسألهم الشفاعة أو يتوكل عليهم والتوكل معناه أن يعتمد بقلبه عليهم ويفوض أمره إليهم لحصول مطلوبه فإنه يكفر بالإجماع، بإجماع المسلمين، لأن هذا لهو من الشرك، فالناقض الأول أعم وهذا أخص، الناقض الأول الشرك في عبادة الله سواء كان هذه العبادة الدعاء أو ذبح أو نذر أو طاعة في التحليل والتحريم أو ركوع أو سجود عام، والناقض الثاني خاص، وهو من يجعل بينه وبين الله وسائط، واسطة يدعوه أو يسأله الشفاعة ويتوكل عليه، فجعل صاحب القبر واسطة بينه وبين الله، يقول: يا فلان اشفع لي عند الله يا فلان انقل حاجتي إلى الله وهكذا، أو يسأله الشفاعة أو يتوكل عليه يعتمد عليه في حصول مطلوبه، يتوكل على هذا الميت مثلا أو على هذا الحي أو الحي، يتوكل عليه بأن ينجيه من النار، يتوكل عليه بأن ينصره على عدوه، يتوكل عليه في أن ييسر له الرزق، يتوكل عليه في حصول الولد، يتوكل عليه في النجاة من النار، أو في دخول الجنة، هذه لا يقدر عليه إلا الله، فمن جعل بينه وبين الله واسطة سواء حيا أو ميتا فإنه يكون مشركا، إنما الحي يسأل في الشيء الذي يقدر عليه، يقول: يا فلان أعني في إصلاح سيارتي، يا فلان أقرضني مالا، يا فلان أعني في إصلاح مزرعتي، أمَّا أن تسأل الحي بأن يغفر لك ذنبك هذا ما لا يملكه، أو ينجيك من النار، أو تسأله في أن يرزقك، أو ينصرك على عدوك، أو لا يحرمك دخول الجنة، -هذا ما يستطع- هذا شرك إذا جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم من دون الله أو يسألهم الشفاعة أو يتوكل عليهم بمعنى يعتمد عليه ويفوض أمره إليه في حصول مطلوبه فإنه يكفر في إجماع المسلمين.
و لهذا قال المؤلف: كفر إجماع، والأدلة على هذا هي الأدلة التي فيها أن الشرك في العبادة كفر مخرج عن الملة، الأدلة التي فيها تحريم الشرك وتحريم دعاء غير الله وتحريم سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله هي أدله ثابته، هذا النوع أو هذا الناقض من نواقض الإسلام كقوله تعالى : وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ أي من المشركين وقوله وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ويقول: قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فقد أشرك، أو يسألهم الشفاعة فقد أشرك، أو يتوكل عليهم في تفويض أمره إليهم في حصول مطلوبه فقد أشرك، لأنه صرف العبادة لغير الله ، نعم...
(المتن)
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر .
(الشرح)
الناقض الثالث: من نواقض الإسلام من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر بالإجماع، من لم يكفر المشركين "ومشرك" شامل لجميع الكفرة اليهود، والنصارى والوثنيين والشوعيين كلهم مشركون يجمعهم شيء واحد وهو الشرك بالله ، فاليهود مشركون لأنهم لم يؤمنوا بمحمد ﷺ وهذا وشرك، والنصارى مشركون لأنهم لم يؤمنوا بمحمد ﷺ ولأنهم يعبدون عيسى، والوثنيون مشركون والمجوس مشركون والمنافقون مشركون، فمن لم يكفر المشركين فهو كافر.
وكذلك من شك في كفر الكافر، من شك في أن اليهود كفار أو شك في أن النصارى كفار وفي أن الوثنيين كفار فهو كافر بهذا الشك.
أو صحح مذهبهم قال أن اليهود على دين صحيح أو النصارى على دين صحيح أو الوثنيين على دين صحيح، أو قال: لو قال شخص لما سأل عن اليهود والنصارى قال أنا ما أقول فيهم شيء، اليهود على دين، والنصارى، على دين والمسلمون على دين، من حب أن يتدين بالإسلام أو باليهودية أو بالنصرانية فله ذلك هذا شرك، هذا بالإجماع حكمه كافر، لأنه صحح مذهب المشركين، ولأنه لم يكفر المشركين، وكذلك إذا شك قال: أنا ما أدري هل هم كفار أو ليسوا كفار، اليهود نزل عليهم الكتاب التوراة والنصارى نزل عليهم الإنجيل والمسلمون نزل عليهم القرآن ما أدري هل هم كفار أو ليسوا بكفار يكفر إذا شك، لا بد أن يجزم بكفر اليهود والنصارى والوثنيين.
والدليل على هذا قول الله تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فمن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فأنه لم يكفر بالطاغوت، وليس هناك إيمان إلا بشيئين:
الشيء الأول: الكفر بالطاغوت.
والشيء الثاني: الإيمان بالله.
أمران لا بد منهما ما يحصل التوحيد إلا بأمرين الأمر الأول: الكفر بالطاغوت، والأمر الثاني: الإيمان بالله والكفر بالطاغوت.
والطاغوت كل ما خالف الشرع فهو طاغوت، كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع يسمى طاغوتا من الطغيان ومجاوزة الحد.
ومعنى الكفر بالطاغوت هو: أن تتبرأ من عبادة غير الله وتنفيها وتنكرها وتبغضها وتعاديها وتعادي أهلها، هذا هو الكفر بالطاغوت، الكفر بالطاغوت البراءة، البراءة من كل معبود سوى الله، وإنكار كل عبادة، وإنكار كل عبادة لغير الله ونفيها وبغضها وبغض أهلها ومعاداتهم، هذا الكفر بالطاغوت هو أن تتبرأ من كل شرك ومن كل دين غير دين الإسلام وتنكره وتنفيه وتبغضه وتعاديه وتعادي أهله، هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: الإيمان بالله إذا فعلت الأمرين فأنت موحد، تكفر بالطاغوت وتؤمن بالله، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله" فإن معناه: لا معبود حق إلا الله هذه كلمة التوحيد، هذه كلمة التوحيد وهي الكلمة التي تقي قائلها الشرك، كلمة التقوى تقي قائلها الشرك، وهي كلمة التي من أجلها أرسل الله الرسل، من أجلها بعث الله الرسل، من أجلها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، من أجلها قام سوق الجهاد، من أجلها قامت القيامة وحقت الحاقة ووقعت الواقعة، ومن أجلها خلقت الجنة والنار، (" لا إله إلا الله") معناها: لا معبود حق إلا الله، وكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فيها الأمران فيها كفر وفيها إيمان، "لا إله" هذا كفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا إيمان بالله "لا إله" هذا نفي العبادة عما سوى الله، صدر الكلمة فيها كفر بالطاغوت "لا إله" هذا الكفر بالطاغوت، "إلا الله" هذا الإيمان بالله، "لا إله" نفي لكل عبادة لغير الله، تنفي العبادة لغير الله ، "إلا الله" تثبت العبادة بجميع أنواعها لله، "لا إله" تنفي جميع أنواع العبادة لغير الله وهذا هو الكفر بالطاغوت، "إلا الله" تصرف العبادة بجميع أنواعها لله
فمن لم يكفر المشركين ما كفر بالطاغوت أقر الشرك، من شك في كفر اليهود والنصارى، أو صحح مذهبهم ما كفر بالطاغوت، فلا يكون مؤمنا.
إذا الدليل على أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم، الدليل على أنه يكفر كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لأنه لم يكفر بالطاغوت الدليل قول الله تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فمن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فإنه لم يكفر بالطاغوت، ومن لم يكفر بالطاغوت فلن يؤمن بالله، ومن لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فإنه لم يحقق كلمة التوحيد، -ما حقق كلمة التوحيد- وإنما ناقضها بل نقض كلمة التوحيد، يكون عمل هذا ناقضا لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لأن كلمة التوحيد فيها كفر بالطاغوت وإيمان بالله، ليس هناك إيمان إلا بشيئين، ليس هناك توحيد ولا إيمان إلا بشيئين كفر بالطاغوت وإيمان بالله.
ولهذا كلمة التوحيد فيها نوعان (لا إله إلا الله) فيها نفي وإثبات، لو قال إنسان: الله هو المعبود أنا أوحد الله وأعبد الله، يكون موحدا مؤمنا؟ لا ، لو قال شخص: الله المعبود الله معبود أنا أعبد الله، نقول: هذا ليس بتوحيد ما يكفيك أن تعبد الله بل لا بد أن تنكر عبادة كل معبود سوى الله، لا بد أن تأتي بالنفي والإثبات، (لا إله إلا الله) حصر نفي وإثبات لا بد من الأمرين (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود حق إلا الله فلو قال شخص: أنا أعبد الله فقط هل أنا موحد؟ نقول: لا ، لا ما يكفي أن تعبد الله لا بد أن تعبد الله ومع ذلك تنفي العبادة عن غير الله، وهذا هو الكفر بالطاغوت، وهذا ما يحصل إلا بالنفي والإثبات (لا إله إلا الله).
فإذا دليل الثالث هذا، الناقض الثالث قول الله تعالى :فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفصام لها وكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فيها تخليه وتحليه، ما معنى تخلية وتحلية؟ تخلية: التخلية هو أن تنفي العبادة عن غير الله، فإذا نفيت وأنكرت عبادة كل معبود سوى الله، بعد ذلك تأتي التحلية فتثبت العبادة لله تخلية ثم تحلية "لا إله" هذه التخلية نفيت العبادة عن غير الله، "إلا الله" تحلية أثبت العبادة لله، (لا إله) هذا هو الكفر بالطاغوت "إلا الله" هذا هو الإيمان بالله.... نعم.
(المتن)
الرابع: من أعتقد أن غير هدي النبي ﷺ أكملُ من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، فالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.
(الشرح)
الرابع: من نواقض الإسلام: أن من اعتقد أن غير هدي النبي ﷺ أكمل من هديه أو أن حكمه أحسن من حكمه كفر إجماع، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الله ورسوله ﷺ، فمن اعتقد أن هناك هدي أكمل من هدي النبي ﷺأو أن هناك حكم أحسن من حكمه فإنه يكون كافرا.
والدليل، دليل ذلك أنه لم يشهد أن محمدا رسول الله، ما شهد أن محمدا رسول الله لأن شهادة محمد رسول الله تقتضي تصديقه في أخباره، والعمل بشرعة والتحاكم إلى شريعته، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتعبد لله بشريعته، فمن اعتقد أن هناك هديا أكمل من هدي النبي ﷺ أو أن حكما أحسن من حكمه فإنه لم يشهد أن محمدا رسول الله، شهادة محمد رسول الله باطله، تبطل شهادة محمد رسول الله، فمن اعتقد أن هناك هديا أحسن من هدي رسول الله ﷺ أو مساويا أيضا حتى لو اعتقد أن هناك هديا مساوي لهدي النبي ﷺ أو أن هناك حكما مماثلا لحكم النبي ﷺ فإنه يكفر.
وكذا لو اعتقد أن هدي النبي ﷺ أكمل وأن حكمه أكمل لكن قال يجوز أن تهتدي بغير هدي الرسول ﷺ، ويجوز أن تتحاكم إلى غير حكم الرسول ﷺ فإنه يكفر، يكون كافرا لأنه أستحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه، فمن قال: إن هدي الرسول ﷺ أحسن الهدي لكن ما في مانع أن تهتدي بهدي غيره ولو كان هدي الرسول ﷺ أحسن، أو قال إن حكم الرسول ﷺ أحسن من حكم القوانين لكن يجوز الحكم بالقوانين فأنه يكفر، لا يجوز الحكم بالقوانين ولو كنت تعتقد أن حكم الشريعة أحسن، لأنه في هذه الحالة استحللت أمرا محرما معلوم من الدين بالضرورة، مثله مثل الذي يقول: الزنا حلال الزنا حلال ولكني لا أزني، يقول: هو ما يفعل الزنا ولكن يقول الزنا حلال، أو قال: الربا حلال لكن لا أتعامل بالربا نقول يكفر هذا، لأن الربا حرام وكونك تستحله وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة هذا كفر، وكذلك إذا قال الحكم بالقوانين جائز ولكن الحكم بالشرعية أحسن نقول: لا ، كونك تجيز الحكم بالقوانين هذا كفر وردة، لأنك استحللت أمرا محرما معلوما من الدين بالضرورة، الحكم بالقوانين هذا حرام بالإجماع، مثل الزنا حرام بالإجماع، مثل الربا حرام بالإجماع، فمن قال: الزنا حلال كفر، من قال الربا حلال كفر، من قال يجوز الحكم بالقوانين كفر، ولو كان يعتقد أن الحكم بالشريعة أحسن.
فإذا اعتقد أن هناك هديا أحسن من هدي الرسول عليه الصلاة و السلام أو مماثل أو أقل مع جواز الاهتداء بغير هديه كفر، وكذلك من أعتقد أنه يجوز الحكم بغير حكم الله ورسوله ﷺ سواء اعتقد أن حكم الله أحسن أو أقل أو مماثل فإنه يكون كافرا، لأنه أستحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة.
والدليل أنه لم يشهد أن محمدا رسول الله ومن لم يشهد أن محمدا رسول الله فإنه كافر، لأن شهادة أن محمدا رسول الله تقتضي التحاكم إلى شريعته، اعتقاد أنه لا يجوز التحاكم إلى غير شريعته واعتقاد أنه لا يجوز الاهتداء بغير هديه عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول ﷺ ولو عمل به كفر.
(الشرح)
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ولو عمل به كفر، من أبغض شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يكفر، الرسول ﷺ جاء بشرعية الصلاة ومن أبغض الصلاة كفر، جاء بشرعية الزكاة، جاء بشرعية تعدد الزوجات، ومن أبغض هذا الحكم الشرعي تعدد الزوجات كفر، ولهذا فإن ينبغي أن يُفهم النساء بأنهن لا يكرهن تعدد الزوجات لأن هذا حكم الله ورسوله، لكن يكره الكراهة يكون عندها كراهة لهذا الشيء وأنها لا تحب يعني كراهة طبيعية وهي لا تكره الحكم الشرعي لا يضرها ذلك، أو كون بعض الرجال لا يعدل فهي تكره أن يعدد هذا الرجل لأنه تخشى ألا يعدل فهذا لا بأس، أما أن تكره الحكم الشرعي وهو التعدد فهذا يكون ردة، - والعياذ بالله- كراهة بغض ما جاء به الرسول ﷺ.
والدليل على هذا قول الله تعالى ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ فمن كره شيئا مما أنزله الله أو مما شرعه الله ورسوله أو أبغضه فأنه يكون كافرا، فإذا أبغض تشريع الصلاة أو تشريع الزكاة أو تشريع الصوم أو تشريع الحج أو تشريع تعدد الزوجات أو كره ذلك أو أبغضه فإنه يكون كافرا، لأن ذلك ينافي الإيمان لأن حب الله ورسوله ﷺ لا بد منه، من لم يحب الله ورسوله ﷺ فهو كافر، لكن كمال المحبة تقديم محبة الله ومحبة رسوله على كل شيء، لكن أصل المحبة لا بد منه، لكن من لم يحب الله ورسوله كافر، فمن أبغض الله أو أبغض رسوله أو أبغض شيئا مما جاء به الشرع كفر، فإذا أبغض شيئا مما جاء به الشرع كفر، وأعظم ذلك من أبغض الله أو أبغض رسوله أو أبغض شيئا فإنه يكون كافرا، فإذا من أبغض شيئا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام أو مما جاء لله تعالى في كتابه أو كره ذلك أو أبغض الله أو أبغض رسوله ﷺ فإنه يكون كافرا مرتدا، لقول الله عز وجل ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ولأن هذا البغض ينافي الإيمان، ولأن محبة الله ورسوله ﷺ أصل الإيمان من لم يحب الله ورسوله فهو كافر، ومن أبغض شيئا مما جاء به الرسول ﷺ أو كره شيئا مما جاء به الرسول ﷺ فإنه يقتضي عدم محبة الله ورسوله وهذا كفر وردة، -نسأل الله السلامة والعافية-...نعم
(المتن)
السادس: من أستهزأ بشيء من دين الرسول ﷺ أو ثواب الله أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ
(الشرح )
السادس: من استهزأ بشيء مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام.. استهزأ بشيء من دين الرسول عليه الصلاة والسلام أو ثوابه أو عقابه كفر، من استهزأ بشيء من دين الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يكفر أو استهزأ بثوابه أو بعقابه فإنه يكفر، فإذا استهزأ بالصلاة كفر، إذا استهزأ بالزكاة كفر، استهزأ بالصوم كفر، استهزأ بالمصلين لأنهم لأنه يعني سخرية بهذه الصلاة التي يصليها المسلمون كفر، أو استهزأ باللحية كراهة للحية كراهة فيما جاء به الإسلام من الأمر بإعفاء اللحية أما إذا سخر من الشخص لذاته أو لشخصه فلا يكفر، لكن استهزأ باللحية يعني لأن الإسلام جاء باللحية ويستهزأ باللحية لأن الله شرعها على لسان رسوله شرع إعفاءها اللحية أما إذا استهزأ بشخص فلا يكفر.
فإذا وكذلك إذا استهزأ بالثواب استهزأ بالجنة قال كيف الجنة كيف إلى الجنة ثواب المؤمنين سخر بذلك أو استهزأ بالنار عقاب للكافرين استهزأ بها وسخر قال أيش الجنة أيش النار يكفر -والعياذ بالله- أو قلت من قال (لا إله إلا الله) غفرت ذنوبه، من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فاستهزأ بهذا الثواب سخرية لا لأنه لم يصح عنده، فإنه يكفر.
فإذا استهزأ بشيء من دين الرسول عليه الصلاة والسلام أو استهزأ بالثواب الذي أعده الله للمطيع أو أعده الله على العمل الصالح أو العقوبة التي أعدها الله للعاصي أو للكافر فإنه يكفر.
والدليل قول الله تعالى في سورة التوبة: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ قد كتب لهم الكفر بعد الإيمان، هذه الآية نزلت في جماعة من المجاهدين في غزوة تبوك استهزؤا بالرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه القراء قال بعضهم لبعض: ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء كما ثبت في الحديث، يعنون الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه القراء ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، يعننون الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول: ما رأينا منهم في كثرة الأكل وكذب الحديث والجبن عند لقاء الأعداء، يعنون الرسول ﷺ وأصحابه القراء، فسمع عوف بن مالك سمعهم وهم يتحدثون فقال للقائل: كذبت ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله ﷺ فجاء إلى النبي ﷺ ليخبره فلما جاء إليه وجد الوحي قد سبقه وأنزل الله هذه الآية قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ وجاء هذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام يعتذر للنبيﷺ يقول: يا رسول الله ما مالي قصد أنما تكلمت بكلام نقطع به عنا الطريق مثلما يقول بعضنا سواليف حكايات نقطع بها عنا الطريق مالي قصد يا رسول الله والنبي ﷺ لا يزيد إلا أن يتلوه عليه هذه الآية قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ والرجل متعلق بنسعة ناقة رسول الله ﷺ وهو الحبل الذي في بطن البعير ورجلاه تخط بالأرض والحجارة تضرب رجليه تنكب رجليه وهو يبالغ في الاعتذار يا رسول الله ما قصدت إنما كلام نقطع به عنا الطريق والرسول ﷺ لا يجيب سوى أن يقرأ عليه هذه الآية قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان، فقال قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فإذا كان هؤلاء سخروا بالرسول ﷺ والصحابة وقالوا يأكلون كثيرا ويكذبون في الحديث ويجبنون عند اللقاء، فكيف بمن سخر بدين الرسول عليه الصلاة والسلام، سخروا بأشخاص بأشخاصهم قالوا: أنهم يكذبون ويأكلون كثيرا ويجبنون عند اللقاء فكيف بمن سخر بالصلاة بالزكاة أو بالصوم أو بالجنة أو بالنار أو بالبعث أو بالجزاء أو بالصراط أو بالميزان فإنه يكفر.نعم..
(المتن)
السابع: السحر ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قولة تعالى وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ
(الشرح)
السابع من نواقض الإسلام: السحر ومنه الصرف والعطف فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قول الله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ هذه النواقض.
الناقض السابع السحر والسحر هو: في اللغة: عبارة عن ما خفي ولطف سببه، وفي الشرع هو: عبارة عن عزائم ورقى وعقد وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب والأبدان، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه.
و سمي السحر سحرا لأن الساحر يؤثر في الخفاء يعمل عزائم أو رقى أو عقد تؤثر في الخفاء في القلوب والأبدان، قد تؤثر بالمرض وقد تؤثر بالقتل وقد تؤثر بالتفريق بين المرء بين الزوج وزوجه، فالساحر الذي يتصل بالشياطين لا بد أن يقع في الشرك، وهو نوع من الشرك لأن الساحر الذي يتصل بالشيطان بينهم خدمة متبادلة، هناك عقد يعقد الشيطان الجني مع الساحر عقد بمقتضى هذا العقد ليكفر الأنسي الساحر، لا بد أن يكفر يطلب الشيطان منه أن يكفر، لأن يتقرب إليه بالشركيات التي يريدها يطلب منه أن يلطخ المصحف بالنجاسة أو يبول على المصحف أو يذبح له يتقرب إليه بالشركيات، فإذا فعل الشرك الساحر خدمه الجني بأن يستجيب لمطالبه، إذا أمره أن يلطم شخصا لطمه، أن يقتل شخصا قتله أن يأتيه بشيء يأتي له بالأخبار وغيرها.
فإذا السحر شرك فمن فعل السحر تعلم أو علمه أو فعله أو رضي به كفر، لأن الرضا كالفعل، من رضي بالشرك فهو مشرك، والدليل قول الله تعالى وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ كقصة الملكين الذين أنزلا إلى الأرض وفتنا فإذا جاءهما أحد يطلب أن يعلماه السحر نصحاه ونهياه أشد النهي وقالا له إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فإذا أصر علماه ويقول الله : وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ فكفرو بتعليم الناس السحر، فالسحر كفر وردة، من فعل السحر أو رضي به فهو كافر.
ومنه الصرف والعطف فالصرف: يصرف المرأة عن زوجها والزوج عن امرأته، يعملهم سحر بحيث أن الرجل إذا جاء إلى امرأته رآها في صورة قبيحة فينفر منها ولا يريد أن يقربها، أو هي يكرّها في زوجها إذا رأت زوجها رأته في صورة قبيحة ما تطيق النظر إليه، فيفرق فيحصل الفراق فيها، هي ما فيها يعني هي ليس فيها شيء وليس فيه شيء، لكن الشيطان الساحر عمل لهما سحر بحيث أنه يجعل المرأة أمام زوجها في صورة قبيحة لا يطيق النظر إليها أو يجعل الزوج في صورة قبيحة إذا رأته الزوجة ما تطيق النظر إليه فيحصل الفراق، هذا الصرف صرفها عنه وصرفه عنها، والعطف بالعكس العطف يعني يحبب المرأة يجعل السحر بحيث أنه يميل إلى المرأة يحسنها ولو كانت قبيحة، ولو كانت دنيئة الخلقة يجعلها من أحسن الناس وأجمل الناس، وكذلك أيضا إذا سحر المرأة يجعلها تنظر إلى زوجها أنه أحسن الناس وأجمل الناس وإن كان كريها وإن كان دنيء الخلق هذا عطف عطفها عليه وعطفه عليها فهذا من السحر.
ومنه التولة وهو شيء يصنعونه شيء دواء يصنع يصنعه السحرة ويعطونه للزوجة أو للزوجة يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها و الرجل إلى امرأته، فالسحر من فعل السحر أو رضيه ومنه الصرف والعطف فأنه يكون كافرا بنص القران قال تعالى وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فمن فعل السحر أو تعلم السحر أو علمه أو رضي به ومنه الصرف والعطف فإنه يكون كافرا لأنه أشرك بالله والدليل الآية وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ وقوله سبحانه فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وقوله سبحانه وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَولكن السحرة لا يضرون أحد ألا إذا قدر الله شيئا إذا قدر الله بالضرر حصل قال تعالى وما هم بضارين به من أحد ألا بأذن الله يعني ألا بأذن الله بكونه أو بقدره ...نعم.
(المتن)
(الشرح)
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
المظاهرة والمعاونة بمعنى واحد، مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، يعني: يساعد المشركين على المسلمين كأن يكون هناك قتال بين المسلمين والكفار ثم يعين الكفار على المسلمين يساعد ويعاون الكفار في قتال المسلمين يساعدهم بأي شيء بالمال أو بالسلاح أو بالرعب، فإذا ساعد الكفار على المسلمين يكون هناك قتال بين المسلمين والكفار ثم يأتي هذا الشخص ويساعد المشركين ويعاونهم على المسلمين، يعاونهم ويعطيهم يمدهم بالمال أو يمدهم بالسلاح أو يخطط لهم بالرأي حتى يدبر المكائد لهم، فإنه يكون كافرا لأنه فضل ايش؟ فضل المشركين على المسلمين، وهذا التفضيل تفضيل المشركين يستلزم أنه يبغض الإسلام ويبغض الله ورسوله ﷺ وهذا كفر وردة، من لم يحب الله ورسوله فإنه يكون كافرا.
فالذي يعين المشركين على المسلمين يعني: إذا كانوا في حرب أو قتال بين المسلمين والكفار ثم يأتي ويعين المشركين على المسلمين يساعدهم ويعاونهم ويظاهر هم على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي والتخطيط وجميع المكائد فإن هذا يكون دليلا على أي شيء دليلا على بغضه لله ورسوله، ودليل على بغضه للإسلام، ودليل على أنه كاره للإسلام والمسلمين، وكاره لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فيكون كافرا من أبغض الله أو أبغض رسوله أو أبغض شيئا مما جاء به الرسول ﷺ فإنه يكون كافرا قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ومن لم يحب الله ورسوله فإنه كافر أصل المحبة لا بد منه لكن الكمال كون الإنسان يقدم محبة الله ومحبة رسوله على الأهل والأولاد والمال هذا هو الكمال فإذا قدم محبة الله قدم شيئا من المال أو الأهل أو غيره على محبة الله ورسوله يكون عاصيا ناقص الإيمان، لكن أذا لم يحب الله ورسوله فإنه يكون كافرا، واللي يظاهر يعاون المشركين على المسلمين هذا لا يحب الله ورسوله ﷺ مبغض لله ولرسوله ﷺ كاره لله ولرسوله ﷺ كاره لما أنزل الله فيدخل في قوله تعالى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
والدليل الخاص في هذا أن المظاهرة كفر، هذه الآية الكريمة من سورة المائدة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ هذه من التولي، التولي محبة المشركين كفر وردة أصل محبة المشركين كفر وردة وينشأ عن هذه المحبة المساعدة، مساعدتهم على المسلمين.
فإذا من ساعد ظاهر المشركين على المسلمين فإن هذا دليل على أنه تولى المشركين وتولي المشركين ردة توليهم ردة، هناك فرق بين التولي وبين الموالاة التولي: تولي الكفر ردة، أما الموالاة يعني: محبتهم معاشرتهم ومصادقتهم هذا كبيرة، أما التولي فهو ردة، وأصل التولي المحبة في القلب ثم ينشأ عنها المساعدة والمعاونة وكونه يساعد المشركين على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي هذا دليل على أنه تولى المشركين وأحبهم وتولي المشركين ومحبتهم ردة وكفر بنص القرآن قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ لا تتولوهم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ الكفار بعضهم أولياء بعض وَمَن يَتَوَلَّهُم يعني: الكفرة، مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ من يتولى الكفرة منكم أيها المسلمون فإنه منهم كافر مثلهم، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ إذا معاونة في الثامن معاونة ومساعدة ومظاهرة المشركين على المسلمين هذه ردة، لأن هذا من التولي للكفرة وتولي الكفرة ردة عن الإسلام، بنص القرآن .. نعم.
(المتن)
التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد ﷺ،كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر.
(الشرح)
التاسع: من أعتقد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد ﷺ كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر.
(الشيخ)
نعم، الدليل؟ عندك دليل؟...
نعم الدليل قولة تعالى وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ فمن اعتقد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام كما وسع الخضر عن شريعة موسى فهو كافر، وذلك أن شريعة محمد ﷺ عامة لجميع الثقلين الجن والأنس وللعربي والعجم، ولأن شريعة نبينا محمد ﷺ هي شريعة الخاتمة وهي الناسخة لجميع الشرائع قال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا وقال تعالى وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قال سبحانه قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار وقال عليه الصلاة والسلام أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.
فمن اعتقد أن أحدا يجوز له أن يخرج عن شريعة محمد ﷺ ويتعبد لله في شريعة أخرى فهو كافر، لماذا ؟ لأن شريعة محمد ﷺ عامة للجن والإنس وللعرب والعجم، ولأنها ناسخة لجميع الشرائع، ولأنه بعد بعثة النبي ﷺ صارت رسالته عامة لجميع من يوجد إلى يوم القيامة، بخلاف شريعة موسى ، شريعة موسى ليست عامة فهي خاصة ببني إسرائيل ولهذا وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، الخضر التزم بشريعة موسى وإلا خرج؟ خرج عن شريعة موسى ولأن الخضر على الصحيح نبي يوحى إليه ولهذا جاء موسى يتعلم من الخضر كما قصَّ الله علينا وذلك في سورة الكهف، وكما ثبت في الحديث الصحيح أن موسى خطب الناس فسأله رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال لا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فقال: بلى عبدنا الخضر أعلم منك، وهذا في الصحيح البخاري فقال: يا ربي أين أجده قال: في مجمع البحرين، قال الله: في مجمع البحرين فسافر موسى سافر ليتعلم من الخضر ركب البحر هو وفتاه يوشع بن نون، في رحلة في طلب العلم وجاء وجعل الله له علامة، وهو أنه إذا فقد الحوت فإنه يجده، أخذا معهم الحوت، فلما فقداه وجداه فجاء إليه وهو مسجى الخضر بثوب قال موسى : السلام عليك فرفع كشف الغطاء عن وجهه وقال: وأنى بأرضك السلام، وين أنت؟ أنت في أرض ما فيها السلام، وأنى بأرضك السلام؟ فقال: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال من؟ موسى من بني اسرائيل، قال: نعم، ما جاء بك؟ ، قال: جئت لأتعلم منك، فقال: أما يكفيك التوراة التي أنزلها الله عليك؟ وهذا فيه دليل على أن الإنسان يعني مهما بلغ يحتاج إلى الزيادة من العلم وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا هذا موسى عليه الصلاة والسلام هو نبي كريم من أولي العزم الخمسة، ومع ذلك راح يستفيد طلب العلم ركب البحر وسافر.
فإذا فالخضر ما ألتزم بشريعة، قال: إني جئت لأتعلم منك، قال: لا تستطيع قال: ما تصبر، قال: إن شاء الله تجدني صابرا قال: أن صبرت أن أردت ذلك فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، لكن سترى شيئا لا تصبر عليه، قال: لا إن شاء الله ستجدني صابرا، ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، قال: طيب، فجعلوا يمشون على ساحل البحر، فمرت بهم سفينة فأشر لها الخضر، فوقفوا لأنهم لا يعرفون الخضر ولا يعرفون موسى فأركبوهم بدون أجرة، فلما أركبوهم أخذ جعل الخضر أخذ الفأس وجعل يخرق السفينة يخرقها حتى خرج الماء فأستغرب موسى ما صبر، قال: سبحان الله! ناس أحسنوا إلينا وحملونا بدون أجرة تخرب سفينتهم، تخرقها أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا أنكر عليه، فقال: الخضر أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، قلت لك ما تستطيع، قال نسيت ها المرة نسيت هذه المرة نسيت اسمح لي فقال: قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فقال: طيب، فنزلوا فجاءت المسألة الثانية؟ أشد أشدا وأعظم أعظم، فجاء فلم نزلوا جاء جعلوا يمشون في حي من الأحياء فوجد غلاما يمشي صغيرا فأخذه وقلع رقبته ورماها كأنها كرة قتله، فانزعج موسى انزعاج عظيم سبحان الله أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لقد جئت شيئا نكرا قال: فشدد عليه القول قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا الأولى قال: قَالَ أَلَمْ والثانية قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، قلت لك ما تستطيع فقال: هذه أخر مر إن سألتك هذه المرة خلاص يكون الفراق بيني وبينك قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ فآخر مره إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، ثم بعد ذلك مروا لقوم لقرية أو بلدة فاستضافوهم لكنهم لُؤَماء فلم يضيفوهم طردوهم ما أعطوهم حق الضيافة فوجدا جدارا يريد أن ينقض فجعل الخضر يشتغل ويعمل، قال: هذا لازم نقيم هذا الجدار، فقال: سبحان الله! ناس لُؤَماء ما ضيفونا وتروح تشتغل عندهم تبني لهم، قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ انتهى، انتهى الأمر وبين له.
قال: السفينة هذه خرقتها لأنها لمساكين يعملون في البحر، و وكان ورائهم ملك ظالم يأخذ السفينة الصالحة وأنا أردت أجعل فيها عيبا، حتى تبقى للمساكين والخرق هذا نسده قال نجعل فيه سدد ولا تغرق وتسلم السفينة منه للمساكين لأن لو ما جعلت فيها عيبا أخذها الملك الظالم، وهذا الغلام لو عاش كان كافرا وسيرهق والديه طغيانا وكفرا وسيرزقهم الله خير منه، وأما الجدار فهذا تحته كنز لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحا، فلو ترك سقط ضاع المال، لكن أنا أبنيه حتى يبقى ويعرف مكان المال قال النبي ﷺ يرحم الله موسى لو صبر لقص الله علينا من خبرهما.
فالخضر قال: يا موسى أنت على علم من علم الله علمك إياه لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمني إياه لا تعلمه، ولما مر عصفور ونقر في البحر وأخذ منه قال: ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما ينقص هذا البحر من هذا العصفور من منقاره من البحر.
فإذا الخضر ما ألتزم بشريعة موسى لأنه ليس من بني إسرائيل، خرج عن شريعة موسى فمن زعم أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد كما جاز للخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر، لماذا ؟ لأمرين:
الأمر الأول: أن شريعة محمد ﷺ عامة وشريعة أيش ؟وشريعة موسى خاصة، شريعة النبي ﷺ عامة وشريعة موسى خاصة، فلذلك الخضر ليس ملزما بشريعة موسى أما نحن ملزمون بشريعة محمد ﷺ.
وثانيا أن الخضر نبي يوحى إليه على الصحيح، فهو على شريعة وموسى على شريعة، فمن اعتقد أو أجاز اعتقد أنه يجوز له أو لغيره ألا يلتزم بشريعة محمد ﷺ وأن يتعبد لله من طريق غير الشريعة التي جاء بها محمد ﷺ فهو كافر بإجماع المسلمين، لأن شريعة النبي ﷺ عامة للثقلين الجن والأنس ولأنه لم يشهد أن محمدا رسول الله، فمن قال إن شريعة محمد ﷺ خاصة أو النبوة خاصة بالعرب أو أنه بعده نبي فإنه لم يشهد أن محمدا رسول الله وحين إذا يكون كافرا ولهذا قال النبي ﷺ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار
(المتن )
(الشرح)
العاشر: من أعرض، الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله فهذا ناقض من نواقض الإسلام، فمن أعرض عن دين الله لا يتعلم دين الله ولا يعبد الله فهو كافر، لأنه في هذه الحالة يكون عابدا للشيطان، ليس هناك أحد ليس له معبود، كل واحد في الدنيا له معبود، من لم يعبد الله عبد الشيطان ولا بد، فهذا هو الذي يقول عنه بعض الناس: متحلل من الأديان، لا يتعلم الدين ولا يعبد الله، لا يتعلم الدين ولا يعبد الله لا يعمل به، هذا إذا يعبد الشيطان، لأن الشيطان هو الذي أمره بذلك، فإذا يكون هذا عابدا للشيطان، ليس هناك أحد إلا وله معبود ،ما في أحد في الدنيا، الوثني له معبود واليهودي له معبود والنصراني له معبود، المسلم يعبد الله، وغير المسلم يعبد الشيطان، فهذا الذي يزعم أنه لا يتعلم الدين قد أطاع الشيطان وعبد الشيطان والذي أمره بذلك فصار عابدا للشيطان.
فمن أعرض عن دين الله لا يتعلم دين الله ولا يعبد الله مطلقا، لا يعبد الله بالدعاء ولا في الصلاة ولا بالحب ولا بالخوف ولا بالإيمان، ولا بالاعتقاد أن الله هو الخالق الرازق المدبر وأنه معبود بالحق ولا يتعلم الدين ولا يعبد الله فهذا كافر، كافر بإعراضه نفس الأعراض كفر، قال الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ قال تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وقال سبحانه وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ هذه أدلة وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ فالكفار يعرضون عما أنذروا من الإيمان بالله ورسوله والعمل بهذا الدين وقال سبحانه وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ فإذا من أعرض عن دين لله لا يتعلم الدين ولا يعبد الله هذا كافر، يسميه بعض الناس ملحد، محلل من الأديان، لكن هو يعبد الشيطان حقيقة، هو عابد للشيطان، ليس هناك أحد ما يعبد، لا يعبد أحدا ليس هناك أحد من الخلق إلا وهو يعبد من لم يعبد الله عبد الشيطان .
(المتن)
(الشرح)
يقول المؤلف -رحمه الله- لا فرق في هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، وكلها هذه النواقض من أعظم ما يكون خطرا ومن أكثر، ويكثر وقوعها في الناس فينبغي للإنسان أن يحذر من هذه النواقض، لأنه كثيرا من الناس يقعوا فيها ولأن الخطر عظيم -نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.
وهذه النواقض يقول المؤلف :لا فرق بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، فعندنا حالات واحدة فعل ناقض من نواقض الإسلام فعله هازلا، مثل شخص يستهزأ بالصلاة يستهزأ بالدين يمزح يسخر يكفر وإلا ما يكفر ؟ يكفر، شخص جاد ما هو يمزح جاد جازم يسخر بالدين جازما يكفر، سواء كان ساخرا أو جادا.
شخص آخر فعل ناقض من نواقض الإسلام خائف، خائف على نفسه أو خائف على ماله أو على ولده يكفر، ولو كان خائف فهو فعل سب الإسلام أو سب دين الإسلام عند شخص حتى يبقى ماله حتى يبقى ماله لا يؤخذ لأنه يخشى أنه لو ما سب الإسلام أُكل ماله يخشى على ماله أو على نفسه أو على ولده، يكفر وإلا ما يكفر ؟ يكفر.
فإذا من فعل ناقض من نواقض الإسلام هازلا يكفر جادا يكفر خائفا يكفر ألا المكره، أذا فعلها مع الإكراه بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان، أما أذا كان أطمئن قلبه بالكفر، فيكفر أيضا مثل إنسان وضع السيف على رقبته وقيل تكفر وألا قتلناك، هذا إذا تكلم بكلمة الكفر بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان لا يكفر، أما إذا لما وضع السيف على رقبته جاز له الكفر -والعياذ بالله- وكفر وقلبه مطمئن بالكفر يكفر أيضا -نعوذ بالله- فتكون الحالات كم ؟ الحالات خمس، أربع حالات يكفر، والخامسة لا يكفر.
الحالة الأولى: فعل الكفر أو ناقض من نواقض الإسلام يمزح هازل يكفر.
الحالة الثانية: فعل الكفر أو ناقض من نواقض الإسلام جادا يكفر.
الحالة الثالثة: فعل الكفر خائفا يكفر.
الحالة الرابعة: فعل الكفر مكرها وأطمئن قلبه بالكفر لما أكره جاز له الكفر يكفر.
الحالة الخامسة: فعل الكفر مكره واطمئن قلبه بالإيمان لا يكفر.
تكون خمس حالات أربع حالات يكفر، والحالة الخامسة لا يكفر.
طيب ما الدليل قد يقول بعض الناس أنا خائف، إنه خائف على نفسه أو أهله أو ماله تكلم بالكفر حتى يبقى ماله، نقول هذا كفر قال الله تعالى مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ إذا أستثنى الرب حاله واحدة المكره بشرط أن يكون قلبه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ثم قال الله : وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ استحبوا الحياة الدنيا عن الآخرة، فالذي يكفر لأجل المال أو خوفا على ماله وأهله استحب الدنيا على الآخرة، كان له نصيب من الدنيا قدم الدنيا على الآخرة قدم الدنيا على دينه ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ فإذا إذا فعل الكفر خوفا على أهله أو خوفا على ماله أو خوفا على نفسه فأنه يكفر، ولا يعذر بالخوف، يقول الله تعالى ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ
وكذلك إذا فعل الكفر هازلا وكذلك إذا فعله جادا وكذلك إذا فعله مكرها واطمئن قلبه بالكفر، ولا يستثنى إلا المكره إذا اطمئن قلبه بالإيمان، والمراد بالمكره : ما هو معناه أنه تهديد، بل معناه يكون إكراه ملجم، بأن يوضع السيف على رقبته أو يهدد بشخص قادر، ويعلم أنه ينفذ في الحال أنه ينفذ، وعده بأنه إن لم يكفر فإنه يقتله في الحال، فهذا يكون أيش؟ فإذا اطمئن قلبه بالإيمان فلا يضره، كونه يتكلم بكلمة كفر أو يفعل الكفر، أما مسألة الخوف مجرد الخوف فقط فهذا لا لا يبيح له الكفر، الخوف على نفسه أو أهله أو ماله فإنه يكون كافرا.
نسأل الله السلامة والعافية، ونعوذ بالله من الشرك والكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق، نسأل الله أن يتوفانا على الإسلام، ونسأله تعالى أن يعيذنا من الكفر والشرك والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق، نسأله سبحانه أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا من مضلات الفتن وأن يتوفانا على الإسلام غير مغيرين ولا مبدلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.