قال(قارئ المتن): الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللمسلمين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر البيان أن الله عز وجل ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة، برهم وفاجرهم، وإن رغمت أنوف الجهمية المعطلة المنكرة، لصفات خالقنا جل ذكره.
قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت إسماعيل، عن قيس، عن جرير. قال: وحدثنا محمد بن بشار بندار قال: وحدثني يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل.
قال: وثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا معتمر، عن إسماعيل.
قال: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا عبدالله بن إدريس، قال: سمعت ابن أبي خالد.
قال: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، والحسن بن محمد الزعفراني، قالا: ثنا وكيع، قال: ثنا إسماعيل.
قال: وحدثنا الزعفراني أيضاً قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
قال: وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون ،كلاهما عن ابن أبي خالد.
قال: وحدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: ثنا مروان بن معاوية، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد.
قال: وحدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا محمد بن فضيل قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد.
قال: وحدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، ووكيع، وأبو أسامة ويعلي ومهران ابن أبي عمر.
قال: وحدثنا عبدالله بن محمد الزهري، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبدالله، رضي الله عنه، قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: أما إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ : (...وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها ... (130) طه) (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا رواه الشيخان في الصحيح من حديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه البخاري (573) ومسلم (633) ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه البخاري ( 806) ومسلم(182) ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه البخاري (4581) ومسلم (183) وفيه إثبات رؤية الله عز وجل، والرد على الجهمية، والمعتزلة الذين ينكرون رؤية الله عز وجل، والقرآن الكريم دل على هذا في آيات ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) الواقعة )) فالنظر إلى وجه الله الكريم ثابت في القرآن، وفي السنة، وإن أنكره الجهمية، والمؤمنون يروا ربهم يوم القيامة، يرونه بعد دخول الجنة، وأما رؤية الكفار لله في الموقف، ففيه خلاف من العلماء من قال إنهم أهل الموقف يرونه جميعا ثم يحتجب عن الكفرة، ومنهم من قال لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون، الحديث الذي فيه أنه ينصرف جميع أهل الأديان الذين يعبدون غير الله يتساقطون في النار، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيتجلى الله لهم فيرونه، ثم يسجدون له، والمنافق لا يستطيع السجود يكون ظهره طبق، وهذا على أن المنافق يرى الله، في مواقف القيامة، نعم ومنهم من قال: لا يراه إلا المؤمنون؛ لعموم قوله تعالى: ((كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين)) نعم، هذا يدل على أن المحافظ على صلاة الفجر، وصلاة العصر، من أسباب رؤية الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا، والصلاة التي قبل طلوع الشمس هي الفجر، والصلاة التي قبل غروبها العصر، نعم ))) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، قال: هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم. وقال: بدارن في حديث يزيد بن هارون لا تضامون، وفي حديث وكيع ( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر) وقال الزعفراني في حديث يزيد بن هارون لا تضامون وقال: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ... (130) طه (55) غافر (39) ق (48) الطور) (الشيخ حفظه الله تعالى) ((لا تضامون، لا يصيبكم ضيم، كما أن الإنسان يرفع رأسه يرى القمر من دون مزاحمة فكذلك رؤية الله عز وجل، وفي رواية: ولا تضارون في رؤيته أي: لا يصيبكم ضرر، نعم)) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، وقال يحيى بن حكيم: إنكم راؤون ربكم كما ترون هذا، وقال أيضاً : وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ... (130) طه (55) غافر (39) ق (48) الطور).
وفي حديث شعبة: ( لا تضامون في رؤيته وحافظوا على صلاتين).
وقرأ:(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (130)طه)
وقال مروان بن معاوية: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: ثنا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبدالله، وقال: (لا تضامون)، بالرفع، وقال: ثم قرأ جرير(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ... (130) طه (55) غافر (39) ق (48) الطور).وقال يوسف في حديثه: ليلة البدر ليلة أربع عشرة، وقال: واللفظ لجرير.
قال: حدثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي، قال أخبرنا حسين الجعفي عن زائدة، قال: ثنا بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم، قال: ثنا جرير بن عبدالله، رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ليلة البدر، فنظر إلى القمر فقال: (إنكم ترون ربكم عز وجل يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته).
قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، قال: ثنا ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) (إنكم سترون ربكم عَيانا). (الشيخ حفظه الله تعالى) ( عِيانا) قال(قارئ المتن): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم عِيانا).
قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا عبدالله بن إدريس، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة من غير سحاب؟ قال: قلنا لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر في ليلة البدر، ليس في سحاب؟ قال: قلنا : لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما). (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني لا يصيبكم ضرر في رؤية الله كم أنه لا يصيبكم ضرر في رؤية الشمس صحوا ليس دونها سحاب ولا في رؤية القمر ليس دونه سحاب، وهذا صريح لأن المراد الرؤية بالعين المجردة، وفيه رد على المعتزلة، الذين فسروا الرؤية بالعلم، قالوا إنكم ترون ربكم، كما ترون القمر، تعلمون أن لكم ربا كما تعلمون أن القمر قمر، هكذا أولها المعتزلة، وهذا من تأويلهم الفاسد، هل يخفى قول النبي صلى الله عليه وسلم (كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب) أن هذه الرؤية بالقلب، يرى بالقلب العلم، كما ترون القمر صحوا ليس دونه سحاب، هل يخفى هذا إلا على من أعمى الله بصيرته، كيف كما ترى الشمس صحوا نقول لا لا المراد العلم بالقلب، وإنكار الرؤية بالبصر، نسأل الله العافية، نعم)) قال أحد الطلبة: المعتزلة يقولون الغيب. (الشيخ حفظه الله تعالى) (المعتزلة يقولون الغيب والمراد العلم، لكن الرؤية بالبصر المعتزلة ينكرونها، يقولون ما في رؤية بالبصر، لأن الذي يرى بالبصر الأجسام، ولا يرى إلا المحدود، وهذا تنقص، بزعمهم، كيف تأول كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب، هل هذا رؤية بالبصر أم بالقلب، كما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب، نعم )) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: وحدثني بن نمير، قال: حدثني يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال: وحدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا وهب بن خالد، قال: ثنا مصعب بن محمد، عن أبي صالح، عن أبي هريرةرضي الله عنه، بالحديث).
قال لنا محمد بن يحيى: ( الحديث عندنا محفوظ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أبي سعيد رضي الله عنه )
قال أبوبكر: (يعني أخطأ محمد بن يحيى) والصواب: قد روى الخبر أيضاً عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال: حدثناه عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، قال سمعته وروح ابن القاسم منه، يعني ابن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: ((هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فهل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فوا الذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤيتهما)). ثم ذكر الحديث بطوله،(الشيخ حفظه الله تعالى) (واضح صريح في الرؤية بالبصر نعم) وقد أمليت هذا الخبر من قبل، عن عبدالله بن محمد الزهري، ومحمد بن منصور الجواز، ومحمد بن ميمون.
وقد روى أيضاً خبر سهيل هذا: مالك بن سعير بن الخمس قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أبي سعيد، رضي الله عنه، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويؤتي بالعبد يوم القيامة فيقال له : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالا، وولداً..؟ إلى قوله: اليوم أنساك كما نسيتني).
حدثنا عبدالله بن محمد الزهري، غير مرة، قال: ثنا مالك بن سعير بن الخمس، وفي حديث سهيل هذا المعنى أيضا، لأن في خبره : (..فيلقى العبد فيقال: أي فل: ألم أكرمك.. إلى قوله: اليوم أنساك كما نسيتني). فرواية مالك بن سعير دالة على صحة مقالة، عالمنا أن الخبر محفوظ عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأبي سعيد رضي الله عنه،.
وحدثنا بخبر سهيل أيضا طليق بن محمد الواسطي، بالبصرة مختصراً.
قال: ثنا أبو معاوية، قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا؟ قال: (بلى، أليس ترون القمر ليلة البدر؟ قال: فوا الله لترونه كما ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته". قال أبوبكر: (ليس في خبر معاوية زيادة على هذا).
قال: حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: ثنا أسد يعني ابن موسى قال: ثنا محمد بن خازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا؟ قال: (ألستم ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته؟ قالوا: بلى. قال: والله لتبصرنه كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضارون في رؤيته). يعني تزدحمون.
قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد، ثنا شريك بن عبدالله، عن هلال الوزان، عن عبدالله بن عكيم، قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه، بدأنا باليمين قبل الحديث، فقال: (.. والله إن منكم من أحد (الشيخ حفظه الله تعالى) (إن منكم بمعنى ما يعني ما منكم من أحد) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم، والله إن منكم من أحد إلا سيخلو الله به، كما يخلوا أحدكم بالقمر ليلة البدر، أو قال: ليلته، يقول: يا ابن آدم ما غرك؟ يا ابن آدم ما غرك؟ ابن آدم ما عملت فيما علمت؟ ابن آدم: ماذا أجبت المرسلين). (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا تصريح باللقاء، والرؤية نعم)
باب ذكر البيان: أن جميع أمة النبي صلى الله عليه وسلم برهم وفاجرهم، مؤمنهم ومنافقهم، وبعض أهل الكتاب يرون الله عز وجل يوم القيامة (الشيخ حفظه الله تعالى) (المؤلف يرى هذا العموم وهي مسألة خلافية، من العلماء من قال لا يراه في موقف القيامة، ومنهم من قال من لايراه إلا المؤمنون والمنافقون، ومنهم من قال من لا يراه إلا المؤمنون، ثلاثة أقوال لأهل العلم المؤلف يرى العموم، وأنه جميع أهل الموقف يرونه ثم يحتجب عن الكفرة ((كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين)) نعم ) .