بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: "باب الإيمان بالقدر".
الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان بل هو الركن السادس من أركان الإيمان كما ثبت في الحديث الصحيح من حديث في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب, وحديث أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي r لما سئل عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره, هذه أصول الإيمان الستة: الإيمان بالله, والإيمان بالملائكة, والإيمان بالكتب والإيمان بالرسل والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالقدر.
وقال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة:285].
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}[النساء:136].
فجعل الكفر هو الكفر بهذه الأصول الخمسة دل على أن الإيمان هو الإيمان بهذه الأصول الخمسة.
الأصل السادس قد دل عليه قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:49].
ومن العلماء من جعلها سبعة وزاد: الإيمان بالجنة والنار.
ومن العلماء من جعلها خمسة في مقابلة أصول المعتزلة الخمسة, جعل الإيمان بالقدر تابع للإيمان بالله الإيمان بالله وقضاءه وقدره.
والقدر هو مقادير الأشياء مقادير الأشياء, يعني أن الله قدر المقادير الأشياء يعني علمها وكتبها وشاء وقوعها وخلقها, وهذه هي مراتب الإيمان بالقدر لا يتم الإيمان بالقدر إلا بالإيمان بمراتبه الأربعة:-
المرتبة الأولى: العلم.
والمرتبة الثانية: الكتابة.
والمرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة.
والمرتبة الرابعة: والخلق والإيجاد.
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بالإيمان بهذه المراتب الأربعة, ومن أنكر واحدا من هذه المراتب فقد كفر الإيمان بأن الله علم بالأشياء أزل قبل كونها علم بالأشياء قبل كونها في الأزل الذي لا بداية له, لأن الله هو الأول بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله بلى بداية لو كان له بداية لكان مسبوقا بالعدم, كما أنه الآخر الذي لا نهاية لآخريته, كما أنه الظاهر الذي لا فوقه شيء, كما أنه الباطن الذي يحجبه ليس دونه شيء لا يحجبه أحد من خلقه.
كما قال سبحانه: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد:3].
وفسر النبي r هذه الأسماء الأربعة بقوله: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء, وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء, وأنت الباطن فليس دونك شيء».
فالأول الذي لا بداية له بأسمائه بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه, فهذه هذا القدر أصل من أصول الإيمان لابد من الإيمان بهذه المراتب الأربعة: العلم, لأن الله علم بالأشياء قبل كونها في الأزل ذواتها بالذوات والصفات والحركات.
وكتب ××× الكتابة في اللوح المحفوظ الذوات والصفات والأفعال والحركات والأشياء والخير والشر والعز والذل والسعادة والشقاوة والحياء والموت والرطب واليابس والعجز والكيس كل شيء علمه الله وكتبه.
المرتبة الثانية المشيئة يعني أن الله تعالى سبق مشيئته وإرادته قبل وقوع الأشياء, لا يقع شيء إلا قد شاءه الله وأراده, لا يمكن أن يقع شيء بغير إرادة الله ومشيئته في الوقت الذي قدر الله أن يوجد فيه, ثم ××× الخلق والإيجاد.
فلابد من حفظ هذه المراتب الأربعة يحفظها الإنسان يحفظها المسلم ويؤمن به العلم علم الكتابة ××× ومشيئته خلقه وهو إيجاد وتقدير.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: "باب الإيمان بالقدر". وقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}[الأنبياء:101].
بعد أن بين الله تعالى أن المشركين هم ومعبوداتهم في النار قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء:98].
{لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ}[الأنبياء:99].
لو كان هؤلاء آلهة ما وردوا النار ××× ما وردوا النار دلوا على أنهم ليسوا آلهة {وكل فيها خالدون} هم وأصنامهم ومعبوداتهم مخلدون في النار.
لما نزلت هذه الآية: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} أشكل ذلك على الصحابة وقيل يا رسول الله الملائكة عبدوا والمسيح عبدوا والأنبياء عبدوا وهم لا يرضون بالعبادة فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}[الأنبياء:101].
الشاهد: سبقت لهم الحسنى يعني سبقت لهم الحسنى يعني سبق من الله سبحانه وتعالى سبقت لهم الحسنى أزل قدر الله أنهم من أهل الحسنى {أولئك عنها مبعدون} الذين سبقت لهم الحسنى من الله فهم مبعدون عن الله.
والشاهد: سبقت لهم منا الحسنى سبقت, سبقت السبق المراد به سبقت لهم قضاء الله وقدره يعني قدر الله لا زال أن لهم الحسنى هؤلاء مبعدون عنها مبعدون عن النار.
{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون} [الأنبياء:102].
والذين سبقت لهم الحسنى من الله قدر الله لهم الحسنى سبقت لهم الحسنى فهم مبعدون عن النار هذا هو الشاهد {سبقت لهم منا الحسنى} يعني قدر الله لهم السعادة هذا هو مناسبة الآية للترجمة.
وقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب:38].
أمر الله قدرا مقدورا الشاهد قوله: {قدرا مقدورا} يعني أمر الله مقدر كل شيء مقدر, أمر الله بقدر بخلقه بقدر, وهو سبحانه وتعالى يأمر بقدر وينهى أوامره بقدر وخلقه بقدر, كل شيء بقدر.
وله في ذلك الحكمة البالغة سبحانه وتعالى يخلق لحكمه لقضائه وقدره لحكمة يقدر الحكمة ويأمر لحكمة وينهى لحكمة, وكل بقدر, {وكان أمر الله قدرا ومقدورا}.
بين الله تعالى أن أمر الله بقدر هذا هو الشاهد من الترجمة.
وقول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}[الصافات:96].
والخلق مرتبة من مراتب القدر {والله خلقكم وما تعملون} خلقكم قدر خلقكم بعد أن شاءه وبعد كتابته في اللوح المحفوظ وبعد علمه علم الله ذلك خلقكم وعملكم معلوم لله في الأزل ومكتوب في اللوح المحفوظ, وشاء الله وقوعه وخلقه وأوجده {والله خلقكم وما تعملون}.
وقول الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
{إنا كل شيء} كل من صيغ العموم كل شيء بقدر, والخلق والأمر والذوات والصفات والأفعال والحركات كلها بقدر {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
المؤلف رحمه الله ذكر هذه الآيات الأربع في أول الباب.
ثم قال المؤلف رحمه الله: وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة», قال: «وعرشه على الماء».
وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه كما قال المؤلف رحمه الله من حديث عمرو بن العاص.
وفي لفظ: «قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, وكان عرشه على الماء», وقال: «وعرشه على الماء». وفي اللفظ الآخر: «وكان عرشه على الماء».
إذًا المقادير كتبت قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, وكان العرش والماء موجودان.
القارئ: -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وذرياتنا والسامعين.
(المتن)
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب أصول الإيمان: (باب الإيمان بالقدر).
وقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}[الأنبياء:101].
وقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب:38].
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}[الصافات:96].
وقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:49].
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله r: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة» قال: «وعرشه على الماء».
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة, قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له, أما من كان من أهل السعادة فسيسر لعمل أهل السعادة, وأما من كان من أهل الشقاوة فسيسر لعمل أهل الشقاوة, ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}[الليل:5]
{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[الليل:6],{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}[الليل:7].
متفق عليه.
(الشرح)
نعم حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا متفق عليه رواه الشيخان البخاري ومسلم, قال: قال رسول الله r: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار, ومقعده من الجنة».
هذا الحديث فيه صريح في أن في كتابة المقادير, وأن كتابة المقادير سابقة «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار, ومقعده من الجنة».
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه في خلق الإنسان: «أنه يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك, ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويأمر بأربع كلمات: بكتب رزقه, وأجله, وعمله, وشقي أو سعيد» وهو في بطن أمه.
وهذا التقدير: التقدير العمري مأخوذ من اللوح المحفوظ ما كتبه الله في اللوح المحفوظ, كما قال الله تعالى: {وعنده أم الكتاب}, {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39].
وأصله هو اللوح المحفوظ هذا هو الأصل, ومكتوب في اللوح المحفوظ ثم يكتب التقدير العمري في بطن أمه, ثم التقدير السنوي في ليلة القدر, ثم التقدير اليومي كل يوم هو في شأن, كلها توافق المقادير تقدير العام في اللوح المحفوظ, وما خالف في كتب الحفظة يمسح يمحى يوافق ما في اللوح المحفوظ كما قال الله تعالى: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت} يعني ما في صحف الحفظة ليوافق ما في اللوح المحفوظ, قال: {وعنده أم الكتاب} أصله.
قال عليه الصلاة والسلام: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قبل أن يخلق».
قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ الإشكال هذا قديم, قال الصحابة يا رسول الله ما دام كل واحد مكتوب مقعده من الجنة ومقعده من النار نتكل على كتابنا ولا حاجة للعمل, ماذا نعمل؟ نعمل شيء مكتوب.
وفي اللفظ الآخر أنه قال ××× الذي يعمل فيه الناس هل فيه شيء فرغ منه أم شيء مستقبل؟ قال: بل فرغ منه, انتهى, قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتاب الله وندع العمل فأرشده ××× فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له, الله تعالى ربط الأسباب بالمسببات, الله تعالى يدخل المؤمنين بالجنة بالعمل, ويدخل الكفار النار بالعمل, والسبب مكتوب والمسبب مكتوب, فأهل الجنة في الجنة كتب الله لهم أنهم في الجنة بالعمل الصالح لا بدون عمل, والكفار كتب الله لهم أنهم في النار بالشرك والأعمال الكفرين, ولهذا لما قال الصحابة يا رسول الله: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال r: اعملوا فكل ميسر لما خلق له, أما من كان من أهل السعادة فسيسر لعمل أهل السعادة, وأما من كان من أهل الشقاوة فسيسير لعمل أهل الشقاوة, يعني العمل ميسر اعمل لابد تعمل لا يمكن تجلس نائم لا لابد تعمل لابد من العمل خير أو شر عمل صالح أو عمل سيء, الإنسان همام حارث.
ولهذا في الحديث: «أصدق الأسماء همام وحارث», لأنه يوافق حالهم يتحرك همام يعمل ما ينام يتحرك ما هو بجماد الجماد هو الذي لا يتحرك, أما الإنسان همام يعمل.
ولذلك قال النبي r: «أما أهل السعادة فسيسر لعمل أهل السعادة» اعملوا, اعملوا فكل ميسر لما خلق له.
أما من كان من أهل السعادة فسيسر لعمل أهل السعادة, وأما من كان من أهل الشقاوة فسيسر لعمل أهل الشقاوة, ثم قرأ رسول الله r: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى}.
وفي اللفظ الآخر أيضا الآية الذي بعدها: {وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى}. متفق عليه.
نعم.
وهذا الحديث ظاهر في الترجمة والإيمان بالقدر قضاء الله وكونه لابد من الإيمان بالقدر, نعم.
(المتن)
قال رحمه الله تعالى: "وعن مسلم بن يسار الجهني قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الآية؟ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الأعراف:172], الآية".
فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله r سئل عنها؟ فقال: «إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته فقال خلقت هؤلاء للجنة, وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته, فقال: خلقت هؤلاء للنار, وبعمل أهل النار يعملون, فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل؟ فقال: «إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمل بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة, وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار» رواه مالك والحاكم وقالا على شرط مسلم, ورواه أبو داود من وجه آخر عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة عن عمر.
الشيخ: تكلم على تخريج الحديث؟
القارئ: قال أخرجه أبو داود وابن أبي عاصم في السنة, والضياء المقدسي في المختارة قال ابن عبد البر في التمهيد قال أبو عمر زيادة من زاد في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ليست بحجة لأن الذي لم يذكره أحفظ, وإنما تقبل زيادة من الحافظ المتقن. انتهى.
الشيخ: أين الزيادة؟
القارئ: ×××
الشيخ: على كل حال الحديث لا بأس صحيح وله شواهد, والحديث فيه أن عمر رضي الله عنه سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.
قال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله r سئل عنها؟ فقال: «إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية, وقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون».
إذًا خلقهم للجنة وأدخلهم الجنة لا بدون عمل قال بعمل أهل الجنة يعملون, الله خلقهم للجنة بالعمل لا بدون عمل, ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون, إذًا دخلوا النار لا بعمل بل بعمل أهل النار الشرك والمعاصي.
فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل؟ قال النبي r: «إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة».
«وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار».
فالحديث واضح في أن الله تعالى كتب المقادير, ومن ذلك الشقاوة والسعادة, وأن أهل السعادة كتبوا من أهل السعادة لكن بعمل أهل السعادة لا بدون عمل, وأهل الشقاوة كتبوا من أهل الشقاوة لكن بعمل أهل الشقاوة, وفيه أن الله تعالى ربط الأسباب بالمسببات وأنه لا يمكن فصل السبب عن المسبب, لا يمكن دخولهم الجنة بدون عمل ولا يمكن دخولهم النار بدون عمل لابد من هذا, وهذا يفسر الحديث السابق: «خلقت هؤلاء للجنة», «قبض قبضة فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي, ثم قبض قبضة وقال هؤلاء للنار ولا أبالي» هذا مطلق يقيد بهذا الحدي هؤلاء للجنة يعني بعمل أهل الجنة, وهؤلاء للنار بعمل أهل النار, فلا يمكن فصل المسببات عن الأسباب السبب مقدر كما أن المسبب مقدر فالسبب مقدر السبب مقدر والمسبب مقدر, مقدر أن هذا من أهل الجنة, ومقدر أنه بعمل أهل الجنة, وقدر أن هذا من أهل النار ولكن مقدر بأنه من عمل أهل النار, كل من الأمرين مسبب السبب والمسبب كلاهما بقدر, كما أن المسبب بقدر فالسبب بقدر.
آمنا بالله وقضاءه وقدره نعم الذي بعده.
(المتن)
قال رحمه الله تعالى: وقال إسحاق بن رَاهُويَة حدثنا بقية بن الوليد, قال أخبرني الزبيدي محمد بن الوليد عن راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن أبي قتادة, عن أبيه, عن هشام بن حكيم بن حزام أن رجلاً قال: يا رسول الله أتبتدئ الأعمال أم قد قُضِي القضاء؟ فقال r: «إن الله لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال: هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار».
الشيخ: ايش قال على تخريجه؟
القارئ: قال أحسن الله إليك: أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره, وابن أبي عاصم في السنة, وفي الآحاد والمثاني له والبخاري في التاريخ الكبير, وابن بطة في الإبانة, والطبراني في الكبير, وفي مسند الشاميين له.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفيه بقية بن الوليد وهو ضعيف, ويحسن حديثه بكثرة الشواهد وإسناد الطبراني حسن.
(الشرح)
نعم الحديث فيه بقية بن الوليد وبقية بن الوليد ضعيف لكنه له شواهد يشهد له الحديث السابق الذي قبله والذي بعده كلها شواهد له, وهو حديث حسن, وفيه أن رجلا قال يا رسول الله أتبتدئ الأعمال أم قد قضي القضاء؟ يعني هل الأعمال الآن الذي يعملها الإنسان يبتدئها الإنسان ولم يقدرها الله إلا الآن, أم سبق بها القضاء والقدر؟ فأخبر النبي r أنه سبق بها القضاء والقدر سبق بها علم الله في الأزل, ثم كتبت في اللوح المحفوظ, ثم المشيئة, ثم الخلق والإيجاد ما في شيء جديد, أتبتدئ الأعمال أم قد قضي القضاء؟ فقال: إن الله لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم, ثم أفاض بهم في كفيه, فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار, فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة يعني لابد أن يعملوا بها, وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار, فدخول أهل الجنة بعمل أهل الجنة, ودخول أهل النار بعمل أهل النار وكل ميسر لما خلق له. نعم.
(المتن)
وعن عبدِ الله بن مسعودِ رضي الله عنه, قال: حَدَّثَنا رسولُ الله وهو الصادق المصدوق: «إن أَحدكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ فيِ بَطْنِ أُمِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمَ نُطْفَةَ، ثُمَّ يَكُونُ علقةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِك ثُمَ يَبعثُ اللهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ، بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثم يَنْفَخَ فِيهِ الرُّوحَ، فوالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ؛ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بَعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْنَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بَعَمَلِ أَهْلِ الْنَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا». متفق عليه.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث رواه ابن مسعود واتفقوا عليه وهو معروف وهو من أحاديث الأربعين النووية, وفيه بيان خلق الإنسان وأنه يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة, ثم يكون علقة مثل ذلك يعني أربعين يوما, ثم يكون مضغة مثل ذلك أربعين يوما, فأربعين وأربعين, وأربعين, تكون المدة مائة وعشرين أربعة أشهر, ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات: -
الكلمة الأولى: العمل. يكتب العمل.
الكلمة الثانية: يكتب الأجل.
الكلمة الثالثة: يكتب الرزق.
الكلمة الرابعة: يكتب الشقاوة أو السعادة وهو في بطن أمه ××× حتى نفخ الروح, ثم ينفخ فيه الروح وهو صائر إلى ما كتب الله له لا يمكن أن يتجاوز ما كتب له لا في الرزق ولا في العمل ولا في الأجل ولا في الشقاوة ولا في السعادة, والأجل مكتوب, وفيه الرد على المعتزلة الذين يقولون إن المقتول مات قبل أجله ولو لم يقتل لصار له أجلا آخر هذا من جهلهم وضلالهم, المقتول قدر الله أن هذا أمره, أنه يموت بهذا السبب, وهو داخل في هذا الحديث المقتول وغيره تعددت الأسباب والموت واحد.
قال النبي r: «فوالذي لا إله غيره» أقسم عليه الصلاة والسلام وهو الصادق وإن لم يقسم لكن لأهمية الأمر عظم الأمر وأهميته وعظم هذا الشأن «فوالذي لا إله غيره إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتب» الذي كتب عليه في بطن أمه وأنه من أهل النار فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب الذي كتب عليه وهو في بطن أمه أنه ايش؟ أنه من أهل الجنة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» متفق عليه.
كله صائر إلى ما قضى الله وقدره ولكن الإنسان هذا قد يكون سر الله في خلقه مغيب عنك, أنت عبد مأمور بالعمل اعمل والله تعالى ييسر, فلا تدري ما كتب, فالله تعالى كلفك وأمرك ونهاك, وأرسل إليك الرسل وأنزل إليك الكتب لتعمل أنت عبد مأمور مكلف بطاعة الله أمرك الله بتوحيده وطاعته اعمل وجاهد نفسك على العمل, والقدر هذا من شؤون الله القدر ليس من شأنك, فجاهد نفسك على العمل الصالح وتب إلى الله عز وجل, وجاهد نفسك على العمل, على توحيد الله وإخلاص الدين لله وأداء الواجبات وترك المحرمات وأنت ميسر لما خلقت له, وجاهد نفسك, وامتثل أمر ربك والله يوفقك. نعم.
(المتن)
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه يبلغ به النبي r, قال: «يدخل المَلَك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة, فيقول: يا رب أشقي أو سعيد, فيكتبان، فيقول: يا رب أذكر أو أنثى فيكتبان، ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا يُنقص». رواه مسلم.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث حديث حذيفة بن أسيد قال: يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة.
وفي الحديث السابق: أنه بعد مائة وعشرين يوما.
كأن هذا يعني تختلف بعض النطق ××× بعضها أكثر من هذه المدة وأقل, فكأن هذا والله أعلم أنه يختلف اختلاف النطف أن بعضها يدخل بعد أربعين أو خمس وأربعين, وبعضها مائة وعشرين, أو أن وأن المتقدم هذا تخطيط ثم يليه الدخول الآخر, والله أعلم, المقصود أن هذا الحديث فيه أنه الملك يدخل على النطفة بعد ما تستقر في الرحم أربعين يوما, فيقول يا رب أشقي أم سعيد, فيكتبان, هذا فيه دليل على أن الملك لا يعلم قبل ذلك ولا يعلم أحد, ثم بعد ذلك يعلم الملك, ثم يعلم الأطباء بعد ذلك, يقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان, يقول الله شقي أو سعيد فيكتب, فيقول يا رب أذكر أو أنثى فيكتبان يعني يكتب الملك ما أعلمه الله ويكتب عمله الذي يعمله يعمل بالصالحات أو السيئات يعمل بالحسنات أو يعمل بالسيئات, موحد, أو مشرك, أو عاصي, أو مطيع وأثره وأجله ورزقه, {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}[يس:12].
آثارهم وأعمالهم, ما يكون بعدهم, وأجلهم يعني الوفاة ماذا تكون, تكون وفاته بالليل أو بالنهار في أرض كذا بالمرض, أو بالقتل, أو باللوم, أو بغير ذلك من أنواع الموت تعددت الأسباب والموت واحد.
ورزقه يكتب الزرق ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص. رواه مسلم.
آمنا بالله وقضاءه وقدره, نعم.
(المتن)
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها, قالت: دعي رسول الله r إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه فقال: «أو غير ذلكِ يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم, وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم».
(الشرح)
نعم, وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها, قالت: دعي رسول الله r إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت له: طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه, فقال: «أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم, وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم».
هذا قضاء الله وقدره ولكنهم يعملون, لكنهم سيعملون بالعمل الذي يؤهلهم للدار التي يسكنونها, أهل الجنة ييسروا لعمل الجنة, وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار.
والصبي نعم معلوم أن الصبي ليس عليه ذنب, وأطفال المسلمين في الجنة, وأطفال الكفار فيهم الخلاف, ولكن لما شهدت عائشة له بعينه النبي r أعرض عنها, فقلت له طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه, فقال: أو غير ذلك يا عائشة.
لأن هذا الصبي معلوم أنه مات والصبي تبعا للمسلمين كما دلت عليه النصوص ×××
لكن النبي r أراد أن يبين لها أنه لا ينبغي أن تشهد على شخص بعينه, شخص بعينه, وقد أخبر النبي r أن أطفال المسلمين تبعا لهم, وأما أطفال الكفار ففيهم خلاف وأرجحها أنهم أيضا في الجنة في الحديث في قصة إبراهيم رضي الله عنه قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما رآه النبي r وحوله أطفال أولاد الناس من المشركين وغيرهم, فأطفال المسلمين لهم حكم في الدنيا تبعا لآبائهم, وإذا قتل آبائهم قتلوا معهم, لكن إذا ماتوا فهم في الجنة هذا هو الصواب وقيل إنهم يمتحنون يوم القيامة فيهم أقوال ثمانية أقوال لكن هذا أرجحهم, وقد كتب في هذا رسالة كتبها أحد الباحثين ××× فترات ورجح هذا ××× الرسالة هي موجودة الرسالة قديما في أصول الدين, نعم.
إذًا فهذا الحديث إذًا فيه أنه لا ينبغي الشهادة لأحد بعينه, ويحتمل أن هذا قبل أن يخبر النبي r أن أطفال المسلمين في الجنة أن هذا قبل ذلك, مثل ما جاء في الحديث أنه لما شهد لأحد الصحابة بأنه في الجنة, قال زجر عن ذلك وقال إني وأنا رسول الله r ما أدري ما يفعل بي.
ما أدري ما يفعل بي ولا بكم, وهذا قاله أولا ثم أخبره الله سبحانه أنه في الجنة, وأن أبا بكر في الجنة, وعمر في الجنة, فقال هذا أولا ××× عثمان ××× لما مات قالت شهادتي عليك أنك من أهل الجنة وأنك, فقال كيف تشهدين له أنا ورسول الله ما أدري ما يفعل بي, وروي له عينا في الجنة فقال أما هو فقد أرجو له الخير أدركه اليقين وأرجو له الخير, وإني أنا ورسول الله ما أدري ما يفعل بي, فقلت يا رسول الله ماذا قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} [الأحقاف:9].
ثم بعد ذلك أخبره الله, فيحتمل أن هذا كان أولا قال لعائشة أو غير ذلك يا عائشة قبل أن يخبر النبي r بعد ذلك أن أطفال المسلمين في الجنة, ويحتمل أن المراد أن النبي r أراد من عائشة أن لا تشهد لشخص واحد بعينه وإن كان طفلا, نعم فلا يشهد بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص, نعم.
(المتن)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس».
(الشرح)
نعم «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس» رواه مسلم.
الكيس النشاط, والعجز الكسل, كل شيء بكيس بقدر النشاط كون الإنسان نشيط حتى يكون نشيط قدر الله أن يكون نشيط يكون له نشيط وله قوة ×××
وواحد يكون عنده عجز كسل هذا الكسل والعجز مكتوب مقدر, والنشاط مقدر أيضا, فدل على أن القدر شامل لكل شيء كل شيء بقدر العجز والكيس والحركات والسكنات والذوات والأفعال والأقوال, والرطب واليابس, كل شيء معلوم لله ومكتوب في اللوح المحفوظ {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام:59].
وهو اللوح المحفوظ.
فكل شيء بقدر حتى العجز والكيس ما فيه يعني شيء يخرج عن قضاء الله وقدره ما أقولك شيء إهمال ولا هناك شيء يفوت على الله تعالى الله, طيب.
وأما قول القائل لقيته كصدفة هل يجوز لقيت فلانا صدفة ما حكم قول الإنسان لقيتك صدفة هل يجوز أو لا يجوز هل ينافي القضاء والقدر؟ الجواب لقيتك صدفة بالنسبة للمخلوق نعم ما في مانع, بالنسبة للمخلوق أنا وأنت يعني ما أعلم, صدفة يعني ما عندي علم, رب صدفة خير من ألف معاد, لكن بالنسبة لله ما في شيء صدفة, كل شيء بقدر بالنسبة لله, لكن بالنسبة لي أنا وأنت نعم صدفة أنا ما أعلم, لقيتك صدفة ما عندي علم مسبق بذلك, فأنا ضعيف, المخلوق ضعيف لا يعلم إلا ما علمه الله, لقيتك صدفة رب صدفة غير من ألف معاد بالنسبة للمخلوق لا بأس بذلك, نعم.
(المتن)
وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى:{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:4].
قال: يُقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
رواه عبد الرزاق وابن جرير وقد روي معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما, والحسن, وأبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير ومقاتل.
الشيخ: ايش قال عن تخريجه.
القارئ: قال أخرجه عبد الرزاق في تفسيره والطبراني كذلك.
(الشرح)
وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى:{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} يعني في ليلة القدر {إنا أنزلناه في ليلة القدر} سميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من حياة وموت وصحة ومرض وسعادة وشقاوة وعز وذل وخير وشر, وغير ذلك, ولعظم قدرها وشأنها فهي ليلة عظيمة القدر والشأن.
قال قتادة: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها, من أي شيء؟ من الخير والشر, من الحياة والموت, من العز والذل, من السعادة والشقاوة, كل شيء يكتب ما يكون في تلك السنة هذا تقدير سنوي, كما أن ما يكتب على الإنسان وهو في بطن أمه تقدير عمري, وفيه تقدير يومي وهو في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن}, يخفض, ويرفع, ويعز, ويذل, ويسعد, ويشقي, ويغني, ويفقر.
كل يوم هذا تقدير يومي والتقدير العام ما كتبه الله في اللوح المحفوظ.
قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها, رواه عبد الرزاق وابن جرير وقد روي معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما, والحسن وأبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير ومقاتل.
وهو صحيح, صحيح نعم.
(المتن)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: إن الله خلق لوحاً محفوظاً من درّةٍ بيضاء دفَّتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والأرض, ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويُحيي ويُميت ويُعز ويُذِل ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾[الرحمن: 29]. رواه عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني والحاكم.
الشيخ: ايش قال على تخريجه.
القارئ: قال أخرجه عبد الرزاق في تفسيره, والطبري في تفسيره, وأبو الشيخ في العظمة, والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححه, واللالكائي في اعتقاد أهل السنة وأبو نعيم في الحلية.
(الشرح)
نعم هذا موقوف على ابن عباس, ومثل هذا لا يقال بالرأي مثل هذا له حكم الرفع.
والقاعدة عند ××× أن الصحابي إذا قال شيئا لا مجال للرأي والاجتهاد فيه فله حكم الرفع ما لم يكن مرفوعا ××× عن بني إسرائيل, وابن عباس كان يأخذ من بني إسرائيل, لكن هذا ليس مأخوذ عن بني إسرائيل, ابن عباس رضي الله عنه قال: إن الله خلق لوحا محفوظاً من درّةٍ بيضاء دفَّتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور, وكتابه نور, عرضه ما بين السماء والأرض, ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة, ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويُحيي ويُميت ويُعز ويُذِل ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾, رواه عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني والحاكم.
ابن عباس يعني فسر هذه الآية: {كل يوم هو في شأن}, ومثل هذا لا يمكن أن ابن عباس يأتي به من عند نفسه هذا ما يعلم إلا بالغيب, ×××
ابن عباس ××× أن اللوح المحفوظ من درة بيضاء ودفتاه كذا وقلمه نور وعرضه ما بين السماء والأرض, ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة, هذا لا يمكن فله حكم الرفع له حكم الرفع, وليس هذا مما أخذ عن بني إسرائيل, نعم.
(المتن)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر هذه الأحاديث وما في معناها, وقال: فهذا تقدير يومي والذي قبله تقدير حولي، والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به، والذي قبله كذلك عند أول تخليقه وكونه مضغة، والذي قبله تقدير سابق على وجوده لكن بعد خلق السماوات والأرض، الذي قبله تقدير سابق على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق, وفي ذلك دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته وزيادة تعريفه الملائكة وعباده المؤمنين بنفسه وأسمائه.
ثم قال: فاتفقت هذه الأحاديث ونظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه؛ بل يُوجب الجدَّ والاجتهاد, ولهذا لما سمع بعض الصحابة رضي الله عنهم ذلك قال: ما كنت بأشد اجتهادا مني الآن، وقال أبو عثمان النهدي لسلمان: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحاً مني بآخره، وذلك لأنه إذا كان قد سبق له من أعظم من فرحه بالأسباب التي تأتي بعدها.
(الشرح)
نعم ذكر عزاه ×××
القارئ: قال في شفاء العليل.
الشيخ: شفاء العليل نعم, شفاء العليل هذا كتاب ابن القيم وهو كتاب عظيم شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل خاص بالقدر كتاب عظيم, كنا درسناه في مواضع في ×××× للطلاب في الدراسات العليا لمواضع منه.
قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل لما ذكر هذه الأحاديث السابقة وما في معناها قال: فهذا تقدير يومي, تقدير يومي مثل قوله: {كل يوم هو في شأن}, يخفض, ويرفع, ويعز, ويذل, ويحيي, ويميت, ويسعد, ويشقي, ويفقر, ويغني, كل يوم كل يوم هو في شأن, والذي قبله تقدير حولي, تقدير حولي يعني في ليلة القدر, {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * تنزل الملائكة والروح فيها}.
كما سبق هذا تقدير حولي ××× تقديران, والذي قبله تقدير عمري في حديث ابن مسعود أنه يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما, ثم يأته الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد هذه ثلاث تقديرات كلها تفصيل ××× للسابق, تقدير يومي هذا في كل يوم, وتقدير حولي في كل سنة في ليلة القدر, وتقدير عمري في كل إنسان, حينما يدخل الملك ويؤمر بأربع كلمات وهو في بطن أمه, ويكتب رزقه وأجله أو علمه وشقي أو سعيد, والذي قبله كذلك عند أول تخليقه وكونه مضغة, يعني مثل ما سبق في الحديث السابق أنه يأتي النطفة بعد خمس وأربعين يوما بعد أربعين أو خمس وأربعين, هذا سابق, عند أول تخليقه وكونه مضغة, ثم بعد ذلك يأتيه الملك بعد أن تمضي الأربعين والأربعين, والأربعين بكتب رزقه وأجله وعملي وشقي أو سعيد, فصار تقديران للإنسان تقدير عند أول تخليقه بعد ما يمضي أربعين أو خمس وأربعين مثل ما جاء في الحديث السابق ××× وبعد خمس وأربعين يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة.
فيكون هذا تقدير عمري عند تعلق النفس به, والذي قبله كذلك عند أول خلقه وكونه مضغة هذه أربع تقادير أو خمس تقادير, والذي قبله هذا السادس تقدير سابق على وجوده, لكن بعد خلق السموات والأرض تقدير كتابة المقادير في اللوح المحفوظ «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة سابق على وجود الإنسان لكن بعد خمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء».
هذا يقول بعد خلق السموات والأرض هذا تقدير سابق بعد خلق السموات غير التقدير العام, والذي قبله تقدير سابق مع وجوده لكن بعد خلق السموات والأرض, التقدير العام قبل خلق السموات والأرض والذي قبله تقدير سابق على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, كم تقدير سبعة أو ستة التقدير اليومي هذا في كل يوم {كل يوم هو في شأن}, ثم التقدير الحولي في ليلة القدر, والذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به, هذا الثالث, والذي قبله عند أول تخليقه وكونه مضغة هذا الرابع, والذي قبله تقدير سابق على وجوده لكن بعد خلق السموات والأرض هذا الخامس, والسادس التقدير العام قبل خلق السموات والأرض, والذي قبله تقدير سابق على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكله ستة تقادير, قال وكل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقرير السابق.
مثله ما جاء في أيضا هناك تقدير أيضا بعد تقدير خاص لما لقي موسى آدم قال له أنت آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده, ونفخ فيك من روحه, وأسكنك جنته, قال نعم, قال فلماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال موسى فقال آدم عليه الصلاة والسلام أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته, ألم تجد مكتوب قبل أن أخلق {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه:121] بأربعين سنة؟ قال نعم, قال النبي r فحج آدم موسى يعني غلب الحجة قال قبل أن أخلق بأربعين سنة بأربعين سنة هذا تقدير هذا تقدير غير التقدير الذي هو في تقدير قبل خلقه غير التقدير السابق في اللوح المحفوظ تقدير خاص بأربعين سنة, كل هذه التقادير كلها تفصيل من التقرير السابق.
قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذا دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته, يدل على كمال علمه سبحانه وتعالى, والله تعالى أحاط بكل شيء علما, هو دليل على كمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته, فهو كامل في علمه,, كامل في قدرته, وكامل في حكمه, وزيادة تعريفه الملائكة وعباده المؤمنين بنفسه وأسمائه, لأن هذا الله تعالى عرف الملائكة بنفسه وعرف عباده المؤمنين بنفسه وبأسمائه وصفاته, ثم قال: فاتفقت هذه الأحاديث ونظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل.
ولا يوجب الاتكال عليه, بل يوجد الجد والاجتهاد, ولهذا لما قال الصحابة يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له.
أما أهل السعادة فسيسرون لعمل أهل السعادة, وأما أهل الشقاوة فسيسرون لعمل أهل الشقاوة, ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى}.
ولهذا قال ××× فاتفقت هذه الأحاديث ونظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد, ولهذا لما سمع بعض الصحابة قال ما كنتم بأشد اجتهادا مني الآن, يقول ستجتهد أكثر الآن لما علمت أن كل شيء مقدر, لماذا؟ سيأتي في سبب في نقل هذا لعثمان النهدي وقال أبو عثمان النهدي لسلمان: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره, أول هذا الأمر القدر عليه يقول أنا أفرح بالقدر الذي كتبه الله, أشد فرحا مني بآخره وعمله هو أول الأمر القدر, وآخره عمله هو, لماذا شوف التعليل قال: وذلك لأنه إذا كان قد سبق له من الله أعظم من فرحه بالأسباب التي نأتي بها, يقول قضاء الله وقدره قدر أنه يعمل أعمالا صالحة, وأنا أعمل بالسبب, يقول أنا أفرح بقضاء الله أكثر من فرحي بعملي, أفرح لأن عملي سبب, وهذا كتب الله تعالى كتبه الله تعالى فكتابة الله له واختيار الله تعالى له أنه من أهل السعادة يقول هذا مقدم على عملي مقدم على السبب, لأن هذا اختيار الله {وربك يخلق ما يشاء ويختار}.
والله تعالى قدر علي قدر لي السعادة واختارني من أهل السعادة وييسر له العمل بالسعادة, لكن أنا أفرح باختيار الله لي أكثر من فرحي بعملي بالأسباب, واضح هذا, هذا معنى قول ابن القيم رحمه الله: فاتفقت هذه الأحاديث ونظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد, ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت بأشد اجتهاد مني الآن, قال أبو عثمان النهدي لسلمان لأنا بأول هذا الأمر اللي هو ما قدره الله وكتبه أشد فرحا مني بآخره الذي هو العمل, وذلك لأنه إذا كان قد سبق له من الله يعني السعادة أعظم بفرحه بالأسباب التي يأتي بها, أو نأتي بها, نعم.
(المتن)
وعن الوليد بن عبادة قال: دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت, فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي, فقال: أجلسوني, فلما أجلسوه, قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى, حتى تؤمن بالقدر خيره وشره, قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشرُّه؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك, يا بني إني سمعت رسول الله يقول: «أول ما خلق الله القلم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة» يا بني إن متَّ ولست على ذلك دخلت النار.
رواه أحمد.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث من أحاديث أيضا كتاب التوحيد, قال: وعن الوليد بن عبادة قال: دخلت على أبي. عبادة بن الصامت رضي الله عنه صحابي, والوليد ابنه عبادة صحابي قال: دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت, فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي. هذه ساعة الفراق.
فقال: أجلسوني في مرض الموت نصيحة خالصة هذه لا يخاف ××× مثل ما نصح بعض الصحابة ابن زياد كان أميرا ظالما في العراق نصحه وقال لولا أني في الموت ما نصحتك, نصحه وقال إن النبي قال: إن شر ××× حطامة الظلمة إياك أن تكون منهم إياك أن تكون منهم يعني نصحه عن الظلم إياك أن تكون من الظلمة, قال لولا أني في الموت ما نصحتك خلاص في الموت ××× ما يرجو أحد ولا يخاف أحد, انتهى الأمر, فهذه نصيحة قال أوصني واجتهد لي يقول الوليد لعبادة الصحابي الجليل أوصني واجتهد لي, فقال: أجلسوني, فلما أجلسوه, قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم ب الله تبارك وتعالى, حتى تؤمن بالقدر خيره وشره.
هذا دليل على أن من آمن بالقدر كافر, الذي ما يجد طعم الإيمان كافر ما عنده إيمان , فدل على أن عدم الإيمان بالقدر كفر وضلال, وأن من لم يؤمن بالقدر لم يعلم بالله حق العلم لا يعلم بالله حق العلم وليس عنده شيء من الإيمان من جحد القدر لم يؤمن بالله حق الإيمان لم يعلم إلا حق العلم ولم يؤمن بالله, ليس بمؤمن, ولا وليس له علم بالله تبارك وتعالى حتى يؤمن بالقدر خيره وشره.
قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك. وهذا من القدر وليس كل القدر, هذا جزء منه تعلم أن ما أخطأ لم يكن ليصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك, يعني الشيء الذي أخطئك تعلم أنه ما يمكن أن يصيبك يعني قد يكون الإنسان مثلا ينجو من حادث سلمه الله من حادث, هذا مكتوب أنه لن يصيب, كما أنه أصابه لا يمكن أن يخطئه مكتوب أنه يصيبه هذا من الإيمان بالقدر تعلم أن ما أخطئك لم يكن ليصيبك, وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, هذا من الإيمان بالقدر جزء منه.
يا بني إني سمعت رسول الله يقول: «أول ما خلق الله القلم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
وفي لفظ أنه قال: يا رب وماذا أكتب؟ قال: «اكتب مقادير كل شيء, فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
يا بني إن متَّ ولست على ذلك دخلت النار».
إن مت ولست مؤمنا بالقدر فأنت من أهل النار, دل على أن الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان وأن من جحد الإيمان بالقدر فهو كافر بمراتبه الأربعة: (العلم, ثم الكتابة, ثم المشيئة والإرادة, ×××) من أنكر واحدا من هذه كفر, من أنكر العلم كفر, ونسبه الله للجهل, من أنكر الخلق كذلك قال من أنكر الكتابة أيضا كذلك أنكر صفة من صفات الله كفر, من أنكر المشيئة صفة من صفات الله كفر, من أنكر الخلق كذلك صفة من صفات الله كفر, لابد من الإيمان بهذه المراتب الأربعة: علم كتابة مولانا مشيئته خلقه وإيجاد وتقدير, اقرأ الحديث الذي بعده.
(المتن)
وعن أبي خزامة, عن أبيه رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به, وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: «هي من قدر الله» رواه أحمد والترمذي وحسنة.
(الشرح)
نعم, وعن أبي خزامة, عن أبيه قال: قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به, وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: «هي من قدر الله», رواه أحمد والترمذي وحسنه, حسنه الترمذي تكلم على تخريجه, وحسنه الترمذي, وهو صحيح معناه صحيح تشهد له النصوص, الرقى والأدوية والتقاة كلها من القدر هي مقدرة, والله قدر أن هذا المريض يشفى بهذه الرقية, يشفى بهذا الدواء, فهي من قضاء الله وقدره ما تمنع من قضاء الله وقدره, أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به, وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله؟ قال: «هي من قدر الله».
هي من القدر الله قدر لنا السبب والمسبب, الشفاء مقدر, والسبب الرقية مقدر, والدواء مقدر, والشفاء مقدر, فهي من ××× قدر الله السبب والمسبب, فالرقية مقدرة والدواء مقدر والتقاة مقدرة فهي من قدر الله, قال هي من قدر الله آمن بالله وقضاءه وقدره, طيب الحديث الأخير ونقف عليه بعض الصلاة إن شاء الله وفق الله الجميع ×××
القارئ: -
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين يا رب العالمين.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه أصول الإيمان: "باب الإيمان بالقدر".
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنْ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
(الشرح)
نعم هذا الحديث من حديث أبي هريرة وهو ××× حديث في كتاب الإيمان في باب الإيمان بالقدر ذكره المؤلف رحمه الله يقول النبي r: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير».
المؤمن القوي هو الذي يتعدى نفعه للآخرين, يتعدى نفعه للآخرين ينفع الناس بماله, أو بشفاعته, أو بجاهه, أو بتعليمه وإرشاده أو ببدنه «خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وهو الذي يقتصر نفعه على نفسه, وليس المراد بقوة البدن قد يكون ضعيف البدن ولكنه قوي شرعا, يكون البدن لكن له أعمال يتعدى نفعها للآخرين من صدقات, من أموال, أو إحسان, أو شفاعات, توجيه وإرشاد, رأي سديد, إصلاح بين الناس, وقد يكون وهو على فراشه, ليس المراد قوة البدن فالمراد بالقوة هنا النفع تعدي النفع للآخرين سواء كان قوي البدن أو ضعيف البدن أحب إلى الله من المؤمن الضعيف الذي يقتصر نفعه على نفسه, ثم قال: وفي كل خير, لأنهم اشتركوا في الإيمان وفي كل خير ومنه قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء:79].
احرص على ما ينفعك احرص على توجيه وإرشاد النبي r احرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك, افعل الخير أسباب الخير الذي تنفعك في دينك ودنيك احرص عليها ولا تهملها ولا تضيعها واستعن بالله استعن بالله أطلب العون من الله أن يعينك على فعل الخير, وعلى فعل ما ينفع ولا تعجزن نهى عن العجز, العجز كون الإنسان يقدر الشيء وهو قادر عليه يترك الشيء وهو قادر عليه هذا العجز, الكسل بسبب الإهمال لا تعجر, «فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل».
قدر الله يعني هذا قدر الله خبر لمبتدأ محذوف, أو قدر الله فعل قدر الله هذا وما شاء قدر الله هذا الأمر وما شاء فعل, أو هذا قدر الله وما شاء فعل, يعني لا تعترض على قضاء الله وقدره بـــ (لو) قال: «فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
فلا يجوز الاعتراض على قضاء الله وقدره باللوم لو أني ما فعلت كذا وكذا ما حصل كذا وكذا, لو أن فلان ما فعل كذا ما أصابه الموت لا هذا مقدر, لو أن فلان كذا ما أصابه الحادث, لو أن فلان فعل كذا ما فاتته الحاجة الفلانية اعتراضا على القضاء والقدر, لكن لو إذا كانت في تمني الخير فلا بأس, تقول لو علمت درسا في المسجد لحرضت هذا في تمني الخير لا بأس به, مثل قول النبي r: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة».
(لو): تستعمل في فعل الخير لا بأس بها, أما في الاعتراض على القضاء والقدر اعتراض على القدر هذا هو الممنوع وهي التي تفتح عمل الشيطان, وهذا مناسبة الحديث في الترجمة مناسبته الحث حث المؤمن على عمل الخير, وأن يكون نفعه متعددا للخير, وأمره بالحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه, والاستعانة بالله, وترك الكسل والعجز, وعدم الاعتراض على قضاء الله وقدره وأن هذا من عمل الشيطان, نعم.
(المتن)
(باب ذكر الملائكة عليهم السلام والإيمان بهم).
وقول الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[البقرة:177], الآية.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصلت:30].
وقوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}[النساء:172].
وقوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء:19].
{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:20].
وقوله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}[فاطر:1], الآية.
وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[غافر:7], الآية.
(الشرح)
باب ذكر الملائكة عليهم الصلاة والسلام والإيمان بهم.
الإيمان بالملائكة هو الأصل الثاني من أصول الإيمان, كما في حديث جبريل لما سأل عن الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته».
فالإيمان بالملائكة هو الأصل الثاني من أصول الإيمان, والملائكة جمع ملك, وأصلها مألك ثم ××× الهمزة.
والملك هو المرسل, والملائكة خلقهم الله تعالى من نور كما في الحديث: «خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم».
فهم مخلوقون من نور وهم ذوات وأشخاص محسوسة تنزل وتصعد وترى وتخاطب الرسول, خلافا لمن أنكر الملائكة وكفر بهم من الفلاسفة: الفلاسفة اليونان أرسطو, ونصر الفارابي, وأبو علي بن سينا هؤلاء رؤساء فلاسفة اليونان كلهم لا يؤمنون بالملائكة ينكرونهم, وأبو علي بن سينا أراد أن يقرب الفلسفة من الإسلام وهو في محاولة شديدة لم يصل إلى ما وصلت إليه الجهمية الغالية في التجهم, فالجهم ××× التجهم أشد وأصلح حالا منه, وفي محاورة شديدة قال إن الملائكة عبر عن يعني أمور معنوية وكذلك الشياطين وإذا أراد أن يتقرب إلى الملائكة قال إن الملائكة يعني ما يجدها الإنسان في نفسه من الخير, والملائكة ما يجد الإنسان في نفسه من الشر.
أنكروا أن يكونوا الملائكة ذوات وأشخاص محسوسة, وهذا كفر بالملائكة ولو ادعى الإسلام والعياذ بالله, كما أنهم أنكروا الكتب المنزلة, وأنكروا كذلك البعث, قالوا البعث ما في بعث ولا جزاء ولا جنة ولا نار, وأنكروا النبي وقالوا أن النبي رجل عبقري يمكن أن تحصل النبوة ××× بالتمرين.
فالملائكة خلق من خلق الله خلقهم الله من نور, وهم لا يعصون الله ما أمرهم, ولهم أعمال وظائف, فلابد من الإيمان بالملائكة والإيمان بأنهم خلق من نور, والإيمان بأنهم لا يعصون الله, والإيمان بأن لهم وظائف يعملونها, وكل حركة في السموات والأرض ماشية على الملائكة بإذن الله بالكون القدري, وهم منهم الموكل بحملة العرش, ××× ومن الملائكة موكل بعمارة السموات بالعبادة, ومنهم موكل بأمر نطفة وتدبيرها حتى تتم, ومنهم موكل بكتابة أعمال بني آدم الحسنات والسيئات, ومنهم موكل بحفظ بني آدم, ومنهم موكل بالسحاب, ومنهم موكل بالنجوم, ومنهم موكل بالجبال, ومنهم موكل بالجنة وإعداد النعيم لأهلها, ومنهم موكل بالنار وإعداد العذاب لأهلها.
ومنهم كما قال الله: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}[الصافات:1].
{فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}[الصافات:2].
{فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}[الصافات:3].
{وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا}[المرسلات:1].
{فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا}[المرسلات:2].
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}[النازعات:1].
{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}[النازعات:2].
هم الملائكة لهم أعمال عظيمة فلابد من الإيمان بهم, واعتقاد أنهم خلق الله, وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم خلق مطيعون لله فلا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيات سرد آيات في الملائكة آية البر {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177].
والشاهد هم الملائكة, وهذه أصول الإيمان من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين, والقدر داخل في الإيمان بالله أو يستدل بقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:49].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصلت:30].
الشاهد قوله: {تتنزل عليهم الملائكة} تنزل على المؤمنين عند الموت وفي القبر وتبشر المؤمنين المستقيمين الذين استقاموا على طاعة الله {الذين قالوا ربنا الله} يعني معبودنا ××× {ثم استقاموا} بالعمل, {تتنزل عليهم الملائكة} تبشرهم ثلاث بشارات قد يكون من حوله يكبي وهم يبشرون بهذه البشارات: -
البشارة الأولى: {ألا تخافوا} لا تخافوا ما أمامكم لا تخافوا من عذاب القبر, لا تخافوا من عذاب النار, وتهدئ روعهم.
البشارة الثانية: {لا تحزنوا} لا تحزنوا بما أخلفتم من أموال وأولاد فنحن نخلفكم فيها.
البشارة الثالثة: {وأبشروا بالجنة} ثلاث بشارات {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
قول الملائكة, الملائكة مع المؤمنين في كل وقت, وقوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}[النساء:172].
الشاهد: {ولا الملائكة المقربون}.
{لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله} يستنكف يعني ما يمتنع عن عبادة الله {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}.
واستدل به على أن الأنبياء وصالح البشر أفضل لأنه عطف الأنبياء على المسيح فدل على أنهم أفضل, لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولن يستنكف الملائكة المقربون, كلهم يعبدون الله, ويفتخرون بذلك, ويلتذذون, ولا يستنكفون عن عبادة الله, لن يستنكف المسيح, ولن يستنكف من دونه من الملائكة.
استدل به على أن الأنبياء أفضل صالح البشر.
وقوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء:19].
{وله ما في السموات والأرض}: يعني مالك من في السموات والأرض.
{ومن عنده}: وهم الملائكة.
{لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون}: ومن عنده في العلو, وهذا من أدلة إثبات العلو لا يستكبرون عن عبادة الله ولا يستحسرون بل يعبدون الله.
{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء:20]: لا يسأمون.
وقوله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}[فاطر:1], الآية.
فيه إثبات الملائكة وأن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع.
وقوله تعالى: : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[غافر:7].
حملة العرش ومن حوله يسبحون الله, ويؤمنون بالله, ويستغفرون المؤمنين قائلين {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[غافر:7].
{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[غافر:8].
{وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[غافر:9].
فهذه نصوص أفردها المؤلف من القرآن في ذكر الملائكة وفضلهم وعبادتهم لله عز وجل, ثم بعد ذلك سرد الأحاديث, نعم.
(المتن)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم» رواه مسلم.
وثبت في بعض أحاديث المعراج أنه r رُفِع له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة وقيل في السادسة بمنزلة الكعبة في الأرض وهو بحِيال الكعبة، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملَك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.
(الشرح)
نعم, وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم» رواه مسلم.
هذا فيه إثبات الملائكة وأنهم مخلوقون من نور, وأما الجان إبليس مخلوق من مارج من نار مارج ذهب النار الصافي, وخلق آدم مما وصف لكم يعني من طين رواه مسلم.
وثبت في بعض أحاديث المعراج وفيه إثبات الملائكة وهذا الحديث في صحيح مسلم, فيجب الإيمان بالملائكة ومن أنكر جحد الملائكة كفر لأنه مكذب لله ومن كذب الله كفر.
وثبت في بعض أحاديث المعراج أنه r رفع له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة وقيل في السادسة وهو بمنزلة الكعبة في الأرض وهو ××× الكعبة حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض, وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ×××
فالبيت المعمور كعبة سماوية في السماء, مثل الكعبة الأرضية, منزلتها عند أهل السماء كمنزلة الكعبة عند أهل الأرض, وهو محاذي السماء ××× معروف في السماء السابعة في حديث الإسراء أنه في السماء السابعة وأن إبراهيم مسند ظهره إليه, لأن إبراهيم باني الكعبة الأرضية فأسند ظهره إلى الكعبة السماوية أسند ظهره لو سقط لسقط على الكعبة هذه, وإذا يدخل كل يوم سبعون ألف ملك للطواف, والعبادة, ثم لا يعودون إليها ××× ما يصلهم الدور من كثرة الملائكة كل يوم يدخل هذا البيت كم؟ سبعون ألف ملك, ولا يصلهم الدور إلى يوم القيامة خلاص من طاف به ما يصله الدور ××× إلى يوم القيامة, فهذا يدل على كثرة الملائكة ولا قلتهم؟
طالب: كثرتهم.
الشيخ: أحسنت, من يوم خلق الله السموات والأرض إلى الآن يطوف كل يوم سبعون ألف, نعم فلابد من الإيمان بالملائكة, نعم.
(المتن)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملَك ساجد أو ملك قائم فذلك قول الملائكة: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾[الصافات: 165-166].» رواه محمد بن نصر وابن أبي حاتم وابن جرير وأبو الشيخ.
وروى الطبراني عن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنَّا لم نشرك بك شيئا».
(الشرح)
نعم, وعن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله r: «ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو ملك قائم فذلك قول الملائكة: {وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون}.
وهذا يدل على كثرة الملائكة كثيرون «ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو ملك قائم».
هذه الملائكة العباد هناك ملائكة حملة العرش, ملائكة لهم أعمال أخرى ملائكة موكلين بالشمس, بالقمر, بالنجوم, ببني آدم ملائكة عباد يتعبدون ساجد ملائكة سجود, ملائكة ركع, ملائكة قائمون, وذلك قول الله تعالى: {وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون} رواه محمد بن نصر وابن أبي حاتم وابن جرير وأبو الشيخ.
وروى الطبراني عن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك» يعني تنزيها لك يا الله «ما عبدناك حق عبادتك إلا أنَّا لم نشرك بك شيئا».
يعني ما أتينا بالواجب علينا أتينا بالعبادة التي هي حق علينا, إلا أنا لم نشرك بك شيئا, لكن ما استطعنا أن نأتي بالعبادة التي هي حق لك يا الله, ايش قال على تخريجه تكلم على تخريجه؟
القارئ: ×××
الشيخ: على كل حال له شواهد معروف أي نعم ×××
(المتن)
وعن جابر رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» رواه أبو داوود والبيهقي في الأسماء والصفات والضياء في المختارة.
(الشرح)
نعم, ×××
يقول شيخ الإسلام أحاديثه أحسن من أحاديث الحاكم.
هذا الحديث قال رسول الله r: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش» حلمة العرش يحمل العرش يوم القيامة ثمانية, والآن أربعة يحمله في الدنيا أربعة ويوم القيامة ثمانية.
«ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» ما بين شحمة الأذن إلى الكتف, كم الآن بين شحمة الأذن وكتف ابن آدم الضعيف كم سم؟ سم مترات بين الأذن والكتف, لكن الملك هذا ما بين شحمة الأذن والكتف سبعمائة عام مسيرة سبعمائة عام تصور حتى ينقطع تصورك متى تنتهي سبعمائة عام, وهذا ملك وهو ضعيف وهو لا يساوي شيء بالنسبة لعظمة الله مع عظم خلقه لا يساوي شيء لعظمة الله, الملائكة مع عظم خلقهم يصعقون, ويرتعدون ويرتجفون خوفا من الله عز وجل, ××× صعقوا الملائكة صعقوا وخروا لله سجدا مع عظم خلقتهم, تكلم على ×××
القارئ: يقول أخرجه أبو داود, وابن أبي حاتم في تفسيره, والبيهقي في الأسماء والصفات, وأخرجه أبو الشيخ في العظمة بلفظ: «خمسمائة عام», والطبراني في الأوسط بلفظ: «أربعمائة عام».
قال ابن كثير في تفسيره: وهذا إسناده جيد رجاله ثقات.
وقال الحافظ الفتح: وإسناده على شرط الصحيح.
(الشرح)
نعم وفي لفظ أظنه: تخفق الطير تخفق الطير ما بين شحمة أذنه مسيرة سبعمائة سنة تخفق الطير طيران الطير تخفق الطير تطير من شحمة أذنه إلى كتفه سبعمائة عام, نعم.
(المتن)
فمن سادتهم جبرائيل عليه السلام وقد وصفه الله تعالى بالأمانة وحسن الخلق والقوة فقال تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}[النجم:5-6]، ومن شدَّة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط عليه السلام وكنَّ سبعاً بمن فيهنَّ من الأمم وكانوا قريباً من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدائن من الأراضي والعمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء, حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قَلَبها فجعل عالِيَها سافلها. فهذا هو {شَدِيدُ الْقُوَى}.
(الشرح)
هذا من سادة الملائكة جبريل, بل هو أفضل الملائكة, وهو أمين الوحي.
قال العلماء: ومنزلته من الله كمنزلة الحاجب من الملك, وهو أفضل الملائكة هو موكل بالوحي الذي فيه حياة القلوب والأرواح جبريل وميكائيل وإسرافيل هؤلاء من سادة الملائكة, جبريل موكل بالوحي كل هؤلاء موكلون بما فيه الحياة, جبريل موكل بالوحي الذي فيه حياة القلوب والأرواح, ميكائيل موكل بالقطر والماء الذي فيه حياة الأبدان أبدان الناس والحيوانات, وإسرافيل موكل بالنفخ في السور الذي فيه ××× الأرواح.
ولهذا توسل النبي r بربوبية الله لهؤلاء الأملاك الثلاثة في الاستفتاح قال: اللهم رب جبريل, وميكائيل, وإسرافيل, فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
فهذا من سادتهم بل هو بل قد قالوا أنه أفضل الملائكة جبريل, وصفه الله بالأمانة وحسن الخلق والقوة {مطاع ثم أمين}.
قال: {علمه شديد القوى} هذه القوة {ذو مرة فاستوى} حسن الخلق {فاستوى}.
قال: ومن شدته وقوته أنه رفع مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام وكن سبعا سبع قرى بمن فيهم من الأمم وكانوا قريبا من أربعمائة ألف, وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدائن من الأراضي والعمارات على طرف جناح طرف جناح له ستمائة جناح طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء, حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصيح ديكتهم ثم قلبها فجعلها عاليها سافلها بأمر الله, هذا هو {شديد القوى}.
هذا الملك الذي له ستمائة جناح عرض لإبراهيم في الهواء وهو لما ألقي في النار فقال: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا وأما إلى الله فبلى, فجاء الفرج من الله قال الله: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}.
هذه وإن كان في ثبوتها نظر هذه القصة, لكن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب استفاد منها بقطع النظر عن صحتها, وأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعني أبدى حاجته ما أبدى إلى حاجته إلى مخلوق ولو كان جبريل, قال: أما إليك فلا وأما إلى الله فبلى".
فجاء الفرج أسرع {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} نعم.
(المتن)
وقوله: ﴿ذُو مِرَّةٍ﴾ أي: ذو خلق حسن وبهاء وسناء وقوة شديدة، قال معناه ابن عباس رضي الله عنهما، وقال غيره: ﴿ذُو مِرَّةٍ﴾ أي: ذو قوة، وقال تعالى في صفته: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾[التكوير:19-21] أي: له قوة وبأس شديد وله مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند ذي العرش ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ﴾ أي مطاع في الملأ الأعلى ﴿أَمِينٍ﴾ ذي أمانة عظيمة ولهذا كان هو السفير بين الله وبين رسله عليهم السلام, وقد كان يأتي إلى رسول الله r في صفات متعددة وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين وله ستمائة جناح.
روى ذلك البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(الشرح)
نعم هذا في وصف جبريل قوله: {ذو مرة}؟ ذو مرة ذو خلق حسن وبهاء وسناء وقوة شديدة, إذًا هو موصوف بالقوة, موصوف بالأمانة, موصوف بالخلق الحسن والجمال.
قال معناه ابن عباس: {ذو مرة} ذو خلق حسن وبهاء وسناء وقوة شديدة.
وقال غيره: {ذو مرة} ذو قوة, قال تعالى في صفته: {إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين} أي له قوة وبأس شديد, وله مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند ذي العرش وهو الله سبحانه وتعالى.
{مطاع ثم}: أي مطاع في الملأ الأعلى الملائكة يطيعون, {أمين} ذي أمانة عظيمة, ولهذا كان هو السفير بين الله وبين رسله. السفير يعني هو الذي ينقل الوحي هو الذي ينزل بالوحي على من؟ على الرسل, ولهذا لما النبي r في أول البعثة لما جاءه الملك وجاء إلى خديجة وقال خفت ××× عقلي, فقالت خديجة رضي الله عنها: «كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتقري الضيف».
وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانيا تعلم العبرانية, فقال يا ابن أخي ماذا يأتيك فوصفه, فقال ××× هذا الناموس الذي كان يأتي موسى هذا الناموس الذي كان يأتي موسى, ليتني كنت جذعا حين يخرجك قومك, فقال: أومخرجي هم, قال: نعم, لم يأتي أحد بمثل ما أوتيت به إلا عودي.
فهو السفير بين الله وبين رسله, سفير بين الله بين موسى وبين الله بين محمد وبين الله ينزل بالوحي, وقد كان يأتي إلى رسول الله في صفات متعددة, وكان يأتيه غالبا في صورة ××× وكان رجلا جميلا, ورآه الصحابة على صفة رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر لا يعرفه أحد.
يأتي على هذه الصفة, وجاء إلى النبي r وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه, فتعجبوا, ولما ذهب انتهى راح ذهب ما يدرون أين ذهب, جاء يعني رجل العادة المسافر يأتي رث الثياب وهذا جميل ثيابه جميلة كأنها ثياب جديدة لبسها من أين جاء شديد سواد الشعر ولا فيه تشعث ولا شيء.
وأما صفته التي خلق عليها له ستمائة جناح رآه مرتين مرة في الأرض يوم البعثة, ومرة في السماء ليلة المعراج, ورآه على صفاته متعددة في أوقات متعددة, نعم.
(المتن)
وروى الإمام أحمد عن عبد الله قال: «رأى رسول الله r جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها سدَّ الأفق, يسقط من جناحه من التهاويل والدرّ والياقوت ما الله به عليم». إسناده قوي.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قال: «رأى رسول الله r جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض». رواه مسلم.
(الشرح)
نعم, وروى الإمام أحمد عن عبد الله قال: «رأى رسول الله r جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل منها سد الأفق» متى رآه؟ قلنا رآه مرتين مرة في المعراج ليلة المعراج, ومرة في الأرض, وهو ××× في البعثة, كل جناح كل منها سد الأفق, يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم. إسناده قوي.
وعن عبد الله بن مسعود في صحيح مسلم قال: «رأى رسول الله r جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض» رواه مسلم.
إذًا هذا جبريل الذي هو السفير بين الله وبين الرسل, وتكلم عليه يقول إسناده قوي وهنا يقول إسناده قوي المؤلف ×××
الإمام أحمد التهاويل والدر والياقوت والله أعلم هل كان هذا في المعراج ××× ليلة المعراج ××× ليلة المعراج يوم المعراج ورآه يسقط من التهاويل والدر والياقوت, أما في الأرض فإنه رآه على ثلاث مرات وأتاه ××× ثلاث مرات كل مرة يقول اقرأ يقول ما أنا بقارئ.
"حلة": الحلة مكونة من ثوبين حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض, نعم.
(المتن)
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: «رأيت جبريل عليه السلام منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ والياقوت». رواه أبو الشيخ, ولابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جبرائيل عبد الله، وميكائيل عبيد الله وكل اسم فيه (إيل) فهو عبد الله.
وله عن علي بن الحسين مثله وزاد وإسرافيل وعبد الرحمن.
(الشرح)
نعم, وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: «رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين».
يهبط قد ملأ ما بين الخافقين الشمال واليمين يعني مد البصر عن يمينه وعن شماله.
عليه ثياب سندس ثياب سندس, السندس نوع من الحرير السندس والإستبرق السندس الحرير الرقيق.
معلق بها اللؤلؤ والياقوت, ولا يقال أن جبريل كيف يلبس الحرير جبريل, جبريل هل هو مكلف, مكلف, مكلف نحن الآن مكلفون ممنوعون من الحرير, ثم أيضا هذا المنع من الحرير جاء في المدينة, وقد يكون هذا في مكة في أول الأمر, وقد يكون هذا في السماء رآه, رآه منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين يعني هذا ظاهر في الأرض هذا في أول البعثة.
رواه أبو الشيخ, ولابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جبريل عبد الله, وميكائيل عبيد الله, وله عن علي بن الحسين مثله وزاد وإسرافيل وعبد الرحمن. هذه أسمائهم بالعربية هذه ترجمة جبريل عبد الله, ترجمة ميكائيل عبيد الله, ترجمة إسرافيل عبد الرحمن.
و (إيل) هو عبد الله كل (إيل) فهو عبد الله.
وهذا فيه إثبات الملائكة والرد على من أنكرهم, ويجب الإيمان بهم والإيمان أصل من أصول الإيمان, نعم.
(المتن)
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبرائيل».
وعن أبي عمران الجوني أنه بلغه أن جبرائيل عليه السلام أتى النبي r وهو يبكي, فقال رسول الله r: «ما يبكيك؟ فقال: ومالي لا أبكي فوالله ما جفت لي عين منذ أن خلق الله النار مخافة أن أعصيه فيقذفني فيها» رواه الإمام أحمد في الزهد.
وللبخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما, قال: قال رسول الله r لجبرائيل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا» فنزلت : ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلك ﴾ [مريم:64], الآية.
(الشرح)
نعم, وروى الطبراني عن ابن عباس, قال: قال رسول الله r: «ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبريل».
وهذا تكلم عن سنده وهذا فيه ولا شك أنه أفضل الملائكة هو أفضل الملائكة وهو الذي اختاره الله تعالى للوحي, أن يكون من حملة الوحي.
وعن أبي عمران الجوني أنه بلغه أن جبريل: هذا منقطع, عن أبي عمران أنه بلغه أن جبريل أتى النبي r وهو يبكي, فقال له ما يبكيك؟ قال: ومالي لا أبكي فوالله ما جفت لي عين منذ أن خلق الله نار مخافة أن أعصيه فيقذفني.
يعني من الذي يبكي؟ جبريل, أته النبي وهو يبكي, فقال له النبي r: ما يبكيك, ما يبكيك يا جبريل؟ فقال: ومالي لا أبكي, فوالله ما جفت لي عين منذ أن خلق الله النار مخافة أن أعصيبه فيقذفني فيها» رواه الإمام أحمد في الزهد.
هذا منقطع وهو ضعيف هذا قول أنه ضعيف لأن الملائكة معصومون, قال الله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فالآية تدل على أنهم لا يعصون الله, هذا فيه أنه أن جبريل يخاف, يخاف أن يقذفه الله في النار مع أن الله عصمه.
والحديث الثاني قهو للبخاري: وللبخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما, قال: قال رسول الله r لجبرائيل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا» فنزلت: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}[مريم:64].
تكلم على حديث أبي عمران الجوني منقطع هو منقطع ولكن في متنه غرابة أيضا, غرابة ×××
سندا ومتنا, أما سندا فلأنه منقطع وأما متنه فلأن جبريل معصوم, أخبر الله أن الملائكة لا يعصون الله.
طالب: أحسن الله إليكم, قال ××× أخرجه البيهقي في شعب الإيمان النص الذي قرأناه, والذي في الزهد للإمام أحمد أن النبي r قال لجبريل: لم تأتني إلا وأنت صار بين عينيك, قال إني لم أضحك منذ أن خلقت النار.
الشيخ: قال ايش.
طالب: قال أحسن الله إليكم: صار بين عينيك, قال إني لم أضحك منذ خلقت النار هذا الذي في الزهد, هذا الذي يقوله المخرج.
الشيخ: سنده؟
طالب: ما ذكر شيء.
الشيخ: فيه نكارة نعم.
طالب: أحسن الله إليكم ×××
الشيخ: وهو أفضل الملائكة ××× أفضل الملائكة عليه الصلاة والسلام, نعم.
(المتن)
ومن ساداتهم ميكائيل عليه السلام وهو موكل بالقطر والنبات.
وروى الإمام أحمد عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال لجبرائيل: «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكاً قط؟» قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.
(الشرح)
هذا نفس الإشكال ××× السابق حديث الإمام أحمد الذي تكلم عن سنده يحتاج إلى مراجعة فيه إشكال الملائكة معصومون {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} نص القرآن.
طالب: ×××
الشيخ: فيه يعني فيه غرابة في متنه غرابة, نعم.
طالب: أحسن الله إليكم.
الشيخ: ومن سادة الملائكة ميكائيل, وهو موكل بالقطر الذي فيه النبات الذي فيه حياة الأبدان؛ وحياة الحيوانات, وجبريل موكل بالوحي الذي فيه حياة القلوب والأرواح أيهما أهم حياة القلوب والأرواح أهم فيكون جبريل مقدم على ميكائيل, لأن جبريل موكل بما فيه الأرواح والقلوب, وميكائيل موكل بما فيه حياة النبات والقطر الذي فيه حياة الأبدان, وحياة الروح والقلوب مقدم على حياة الأبدان, نعم.
(المتن)
ومن ساداتهم: «إسرافيل عليه السلام وهو أحد حملة العرش, وهو الذي ينفخ في الصور» روى الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ».
قالوا: فما نقول يا رسول الله ؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
(الشرح)
نعم, ومن ساداتهم: «إسرافيل» فيكون من سادة الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل, وكل واحد موكل بما فيه الحياة إسرافيل أحد حملة العرش وهو الذي ينفخ الصور والنفخ في الصور فيه إعادة الأرواح إلى أجسادها.
وروى الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحتى جبهته وأصغى سمعه ينتظره متى يؤمر فينفخ».
قالوا: فما نقول يا رسول الله؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
كيف أنعم.
والترمذي حسنه تكلم عليه.
طالب: لم يتكلم عليه, لكن في تخريج الحديث السابق يا شيخ.
الشيخ: نعم.
طالب: تخريج الحديث السابق لم أرى ميكائيل ضاحكا يقول أحسن الله إليك.
الشيخ: لا ميكائيل.
طالب: أي نعم الحديث فيه غرابة يقول فيه حميد بن عبيد مولى بن ××× الأنصاري مولاهم يقول ابن حمزة الحسيني لا يدرى من هو في تعجيل المنفعة.
الشيخ: هذا مجهول.
طالب: مجهول.
الشيخ: إذا كان فيه غرابة لابد أن يكون في سنده ×××
وكذلك الحديث الأول الذي فيه أن بكاء جبريل أيضا.
طالب: ×××
الشيخ: هذا بلاغا منقطع, كذلك حديث الترمذي هنا: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرآن» يحتاج إلى تخريج, هل تكلم عليه؟
طالب: لا ما تكلم عليه.
الشيخ: طيب بعده.
(المتن)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: «إن ملكا من حملة العرش يقال له: إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله, قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى, ومرق رأسه من السماء السابعة العليا». رواه أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية، وروى أبو الشيخ عن الأوزاعي, قال: «ليس أحد من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل, فإذا أخذ في التسبيح قطع على أهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيحهم».
(الشرح)
نعم هذا عن ابن عباس مرفوعا وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: «إن ملكا من حملة العرش يقال له: إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله» يعني ليحمله يحمل زاوية «قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى, ومرق رأسه من السماء السابعة العليا» من طوله يعني طويل قدماه في الأرض السابعة السفلى, ورأسه فوق السماء السابعة العليا, هذا رواه أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية, وهذا يحتاج إلى يعني تخريج يحتاج إلى تخريج, ××× نؤمن بالله ونؤمن بما صح رواه أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية.
وروى أبو الشيخ عن الأوزاعي قال: ليس أحدا من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل, فإذا أخذ في التسبيح قطع على أهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيحهم.
هذا روي عن الأوزاعي, ويحتاج إلى ثبوت عن الأوزاعي ×××
يحتاج ما في تخريج له.
طالب: لا ما في تخريج.
الشيخ: يحتاج إلى مراجعة نعم.
طالب: أحسن الله إليك ×××
الشيخ: والأوزاعي هذا.
طالب: هذا أخرجه العجولي في كشف الخفاء.
الشيخ: نعم.
طالب: الحديث هذا أحسن الله عملك.
الشيخ: أي حديث.
طالب: على كاهله, يقول: أخرجه ××× وهو ضعيف إسناده ضعيف في الدرر السنية.
الشيخ: على كل حال نحن نؤمن بأن الملائكة خلقتهم عظيمة فإذا صح آمنا ××× نعم, كذلك الأوزاعي قول الأوزاعي هذا الأوزاعي يعني رواه عن أحد من الصحابة ××× ما كان رواه عن أحد من الصحابة.
طالب: لا ما ذكر شيء.
الشيخ: ويحتمل أنه يكون مأخوذ عن بني إسرائيل ليس أحدا من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل, فإذا أخذ في التسبيح قطع عليه سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم, نعم.
(المتن)
ومن ساداتهم ملك الموت عليه السلام, ولم يجيء مصرحاً باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة, وقد جاء في بعض الآثار تسميته بعزرائيل فالله أعلم قاله الحافظ ابن كثير, وقال: إنهم بالنسبة إلى ما هيأهم له من أقسام, فمنهم حملة العرش, ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش وهم مع حملة العرش أشرف الملائكة وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}[النساء: 172].
(الشرح)
نعم, ومنهم من سادات الملائكة ملك الموت قال: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ}[السجدة:11]. فسمي ملك الموت ولم يجيء مصرحا باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة, لكن جاء في بعض الآثار تسميته بعزرائيل, قوله: فالله أعلم قاله الحافظ ابن كثير, يعني تسميته في بعض الآثار بعزرائيل ما ثبت يعني لا في الحديث الصحيح ما جاء تسميته بعزرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة, لكن جاء في بعض الآثار بعض الآثار غير الأحاديث الصحيحة والله أعلم, الآثار قد تكون مأخوذة عن بني إسرائيل, فنحن نسميه ملك الموت كما سماه الله, {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ}.
فتسميته عزرائيل هذا جاء في بعض الآثار وهذه الآثار ليست من الأحاديث قد تكون آثار عن الصحابة وعن التابعين وقد تكون مأخوذة عن بني إسرائيل, فالله أعلم وهذا قول الحافظ ابن كثير, المؤلف الإمام ××× نقل عن الحافظ ابن كثير أنه قال فالله أعلم قال الحافظ ابن كثير فالله أعلم.
وقال إنهم بالنسبة لما هيأهم الله أقسام من الملائكة فمنهم حملة العرش, ومنهم الكربيون, الكربيون الذين هم حول العرش, والكربيون وحول ××× العرش هم أشرف الملائكة, وهم الملائكة المقربون إذًا حملة العرش والذين حول العرش هم أشرف الملائكة وهم الكربيون, الكربيون الذين حول العرش وحملة العرش, فكلهم أشرف الملائكة وكلهم يسمون بالملائكة المقربين.
قال الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [النساء:172]؛ وهم حملة العرش والكربيون.
يعني أقسام الملائكة منهم حملة العرش, ومنهم سكان السموات, والموكل ببني آدم, ومنهم الموكل بالموت, ومنهم الموكل بالكتابة كتابة الأعمال, ومنهم الموكل بالشمس والقمر وبالجنة وبالنار وظائف متعددة, نعم.
(المتن)
ومنهم سكان السماوات السبع يعمرونها عبادة دائمة ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً, كما قال تعالى: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ﴾[الانبياء:20], ومنهم الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور.
قلت: الظاهر أن الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور سكان السماوات, ومنهم موكلون بالجنان وإعداد الكرامات لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها، من ملابس ومآكل ومشارب ومصاغ ومساكن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومنهم الموكلون بالنار أعاذنا الله منها وهم الزبانية, ومقدَّموهم تسعة عشر وخازنها مالك وهو مقدَّم على الخزنة، وهم المذكورون في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر:49]، وقال تعالى:﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾[الزخرف:77]، وقال تعالى: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، وقال تعالى ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾[المدثر:30-31].
(الشرح)
نعم يقول المؤلف: ومنهم من الملائكة أي الملائكة أقسام ومنهم سكان السموات السبع يعمرونها عبادة دائمة ليلا ونهارا صباحا ومساء, كما قال تعالى: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا ما عبدناك حق عبادتك, كما سبق هؤلاء سكان السموات يعمرونها ××× منهم الركع ومنهم السجد ومنهم القائمون, {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} لا يسأمون أعطاهم الله قوة لأنهم خلقوا لعبادة الله, ومنهم الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور.
كل يوم يدخلون البيت المعمور الكعبة السماوية فوق الكعبة سبعون ألف ملك, ثم لا يعدون إليها إلى أن يصلهم الدور من كثرة الملائكة.
قال المؤلف رحمه الله: قلت الظاهر أن الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور هم سكان السموات, سكان السموات هم يتعاقبون يسكنون السماء ويتعاقبون.
ومنهم موكلون بالجنان وإعداد الكرامات لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها, من ملابس ومآكل ومشارب ومصاغ ومساكن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نسأل الله الكريم من فضله ×××
موكلون بالجنان, وخازن جهنم قيل إنه رضوان ما ذكر اسمه هل جاء تسميته في حديث صحيح, وجاء في بعض ××× أن اسمه رضوان, وذكره المؤلف رحمه الله, أما النار فإن خازنها مالك في نص القرآن {وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك}.
ومنهم موكلون بالنار أعاذنا الله منها وهم الزبانية, ومقدموهم تسعة عشر {عليها تسعة عشر} في القرآن, وخازنها مالك وهو مقدم على الخزنة, وهم المذكورون في قوله تعالى: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب} خازنها خزنة جهنم مقدمهم مالك.
وقال تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} يعني بالموت {قال إنكم ماكثون}.
وقال تعالى: {عليها ملائكة غلاظ شداد} النار ××× {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
وقال تعالى: {عليها تسعة عشر} النار, قال: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} إلى قوله: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} فلابد من الإيمان بالملائكة هؤلاء الإيمان بسكان السموات والإيمان بالموكلين بالجنان, والإيمان بالموكلين بالنار, لابد من الإيمان بذلك. نعم ××× وكذب القرآن كفر, نعم.
(المتن)
ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم كما قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾[الرعد:11]، قال ابن عباس: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء أمر الله خلَّوْا عنه، وقال مجاهد: ما من عبد إلا وملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال له وراءك إلا شيء يأذن الله تعالى فيصيبه.
(الشرح)
نعم ومن أنواع الملائكة وأقسامهم الموكلون بحفظ بني آدم قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}.
قال ابن عباس في تفسير الآية: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه, فإذا جاء أمر الله خلو عنه حتى ينفذ القدر, وقال مجاهد: ما من عبد إلا وملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منهم شيء يأتيه يريده إلا قال له وراءك إلا شيء يأذن الله تعالى فيصيبه.
إذًا حفظه والإنسان عليه حفظه اثنان واحد من أمامه وواحد من خلفه في الصباح وفي المساء أربعة, وأربعة أيضا كتبة واحد عن يمينه يكتب الحسنات والآخر عن شماله يكتب السيئات, فيكون بين أربعة أملاك بليل وأربع أملاك بالنهار بدلا حافظان وكاتبان.
ويدل على تلك الحديث: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار» وهو حديث صحيح.
قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾.
قال ابن عباس: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء أمر الله خلَّوْا عنه. حتى ينفذ القدر فلابد من الإيمان بهذا والإيمان بالملائكة, نعم.
(المتن)
ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد كما قال تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[قّ:17-18]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾[الانفطار:10-12].
روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «إن الله ينهاكم عن التعرِّي فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات: الغائط والجنابة والغسل, فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذم حائطٍ أو بغيره».
قال الحافظ ابن كثير: ومعنى إكرامهم: أن يستحِي منهم فلا يُملي عليهم الأعمال القبيحة التي يكتبونها فإن الله خلقهم كراماً في خلقهم وأخلاقهم ثم قال ما معناه: إن من كرمهم أنهم لا يدخلون بيتاً فيه كلب ولا صورة ولا جُنُب ولا تمثال ولا يصحبون رفقة معهم كلب أو جرس.
(الشرح)
نعم, ومن أنواع الملائكة الموكلون بحفظ أعمال بني آدم يكتبون الحسنات والسيئات, كما قال تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ كاتب, قال: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ ××× بهذا كله رواه البزار عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله r: «إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من الملائكة الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث: الغائط والجنابة والغسل, فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذم حائط أو بغيره. إذا كان في العراء لكن في غير العراء لا بأس إذا دخلت الحمام فله أن يخلع ثوبه ويغتسل.
قال النووي رحمه الله: أنه ينبغي له الأفضل أنه ولو في الحمام لا يتعرى ××× ولو كان لا وجه له لا وجه لهذا ××× دليل يدل على أنه لا يخلع ثوبه بل يخلع ثوبه لأن هذا ××× معناه يصيبه الماء وتكون ثيابه دائما رطبة وهذا فيه مشقة.
والنبي r كان يغتسل ويخلع ثوبه كان يغتسل هو وعائشة رضي الله عنها ويقول ××× وتقول ×××
إنما هذا في العراء, وكان موسى عليه الصلاة والسلام حييا يستتر ولا ترى له عورة فاتهمه بني إسرائيل ××× في عيب ××× عيب وكان بني إسرائيل يغتسلون عراة يتساهلون في العورة ××× ولا يبالون وموسى حي عليه الصلاة والسلام فكان لا يغتسل عاريا.
فاتهمه ××× وقالوا هذا فيه عيب ××× ما تسترت وقال ×××
فالله تعالى أراد أن يبرئه فاغتسل يوما موسى عليه الصلاة والسلام ووضع ثوبه على حجر, فلما اغتسل وأراد ××× فر الحجر ××× طار في السماء فجعله يتبعه موسى يقول ثوبي حجر, ثوبي حجر يناديه عملهم وعملة العاقل لما فر بثوبه صار يعامل معاملة العاقل ثوبي حجر ثوبي حجر حتى مر على بني إسرائيل فشاهدوه قالوا والله ما فيه عيب من أحسن الناس, فنزل الحجر بثوبه وأخذه وجعل يضربه موسى ××× عاملهم معاملة العاقل يضربوه حتى أثر العصى في الحجر أثر قال أن به ندبا أو ندبين عاملته معاملة ايش ×××
فهذا تهمة بني إسرائيل فكان حييا عليه الصلاة والسلام, والأنبياء عليهم السلام يتصفون بالحياء, وكذلك نبينا r في قصة نقله الحجارة أو اللبن لما تصدعت الكعبة وكان عمره خمسة وثلاثين قال له عمه العباس ××× ارفع إزارك وضعه على كتفك فظهرت عورته فسقط عليه السلام ××× فما رأي له عورة.
طالب: الأذان يا شيخ.
طالب: أحسن الله إليك يا شيخ ثبوت اسم ××× لخازن الجنة ×××
هذا فتاوى اللجنة الدائمة سئلنا هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه الجواب المشهور عند العلماء أن اسم خازن الجنة رضوان, وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر والله أعلم.
قال الشيخ المحدث عبد الله السعيد رحمه الله: لم يثبت أن خازن الجنة اسمه رضوان.
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتا ثبوتا واضحا.
الشيخ: وأما رضوان.
طالب: وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتا ثبوتا واضحا كثبوت مالك, لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم والله أعلم.
الشيخ: ما ثبت رضوان هذا بنص القرآن مالك نعم.
قال الحافظ ابن كثير رحمه ومعنى إكرامهم أكرموهم أن يستحيي منهم فلا يملي عليهم الأعمال القبيحة التي يكتبونها فإن الله خلقهم كراما في خلقهم, وأخلاقهم, ثم قال ما معناه أن من كرمهم أنهم لا يدخلون بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب ولا تمثال, ولا يصحبون رفقة معهم كلب أو ××× هذا كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله معنى إكرامهم أن يستحي منهم الإنسان فلا يعمل الأعمال القبيحة التي يكتبونها لأن الله خلقهم كراما في خلقهم وأخلاقهم.
ومن كرمهم عليه الصلاة والسلام أنهم لا يدخلون بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب, ولهذا لما جاء جبريل إلى النبي r لم يدخل كان فيه تمثال وفيه جرو للحسن والحسين امتنع فقال اخرج الجرو واقطع التمثال فقطع التمثال.
ولا يصبحون برفقة معهم كلب ولا جرس هذا من كرمهم عليهم الصلاة والسلام, نعم.
(المتن)
قال رحمه الله: وروى مالك والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل, وملائكة بالنهار, ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي, فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
وفي رواية: أن أبا هريرة رضي الله عنه, قال: اقرءوا إن شئتم {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما يقول النبي r: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الرب سبحانه وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
فهنيئا للمصلين, لكن من لم يصلي ماذا تقول الملائكة؟ تركناهم وهم غافلون أو ساهون بلهوهم وأتيناهم وهم ساهون أو غافلون.
وفي رواية أن أبا هريرة قال: اقرءوا إن شئتم {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.
قرآن الفجر يعني وصلاة الفجر, سمي صلاة الفجر قرآن لأن أطول ما فيها القراءة, {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} تشهده الملائكة.
سميت صلاة الفجر قرآن لأن أطول ما فيها القراءة, كان النبي يقرأ في الركعة من الستين للمائة, نعم فلابد من الإيمان بالملائكة, وأن هؤلاء من أقسامهم وأنواعهم.
(المتن)
وروى الإمام أحمد ومسلم حديث: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
وفي المسند والسنن حديث: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع».
والأحاديث في ذكرهم عليهم السلام كثيرة جدا.
(الشرح)
نعم روى الإمام أحمد ومسلم حديث: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده».
حفتهم الملائكة: لأن الملائكة تحف المجتمعين يتلون كتاب الله, وتنزل عليهم السكينة قيل السكينة ××× وقيل الطمأنينة وغير ذلك.
وغشيتهم الرحمة: وهذا في فضل الاجتماع لمدارسة العلم والقرآن تحصل هذه الفضائل تنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله في من عنده. أربع فضائل عظيمة.
ثم قال: «ومن بطأ علمه لم يسرع به نسبه» يعني من أخره العمل كان عمله سيء فلا يسرع به نسبه ولو كان من ××× الأنبياء ما ينفعه النسب إذا عمله سيء ما ينفعه النسب فإذا كان عمله سيء فلا يرفعه النسب ولو كان نسيبا حسيبا ولو كان من ××× الأنبياء من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه لا تقول أصلي وفصلي أبدا, إنما أصل الفتى ما قد حصل.
وفي المسند حديث: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع» وهذا من فضائلهم عليهم الصلاة والسلام يتتبعون مجالس الذكر ومجالس العلم فإذا وجدوها تضع الملائكة أجنحتهم لطالب العلم رضى بما يصنع, والأحاديث في ذكرهم كثيرة كما قال المؤلف, ولكن هذا أيضا ××× نعم.
(المتن)
قال رحمه الله: (باب الوصية بكتاب الله عز وجل).
وقول الله تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾[الأعراف:3].
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه, أن رسول الله r خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي, فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به».
فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: «وأهل بيتي» وفي لفظ: «كتاب الله هو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة» رواه مسلم.
(الشرح)
نعم, باب الوصية بكتاب الله تعالى, هذا الكتاب عقده المؤلف بالوصية بكتاب الله كتاب الله هو خير كتاب وفضل كتاب فيه الهدى والنور, من اتبعه وعمل بما فيه حصلت له السعادة, ومن ضيعه وأهمله وتركه حصلت له الشقاوة.
قال الله تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء}, أمر الله تعالى بإتباع ما أنزل الله {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم} من الكتاب والحكمة أيضا تابعة وحي ثاني, والله أمر بالعمل بالسنة {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تتبعوا من دونه أولياء, ثم قال: {قليلا ما تذكرون}.
لا تتبعوا من دونه أولياء قليلا تذكركم قليل, ثم ذكر حديث زيد بن أرقم أن رسول الله r خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر». يعني الرسول بشر وليس ملك «يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب» يعني الموت «وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور» هذا هو الشاهد حث هذه وصية بكتاب الله, «وكتاب الله أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به».
قال فحث على كتاب الله ورغب فيه, هذا فيه الوصية بكتاب الله.
ثم قال: «وأهل بيتي» هذا الثقل الثاني, وفي لفظ: «كتاب الله هو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة».
من اتبع كتاب الله كان على الهدى, ومن تركه فهو على الضلالة قال أولهما كتاب الله ××× وسنتي.
ثم أوصى بأهل بيته عليه الصلاة والسلام نعم.
(المتن)
قال رحمه الله: وله في حديث جابر الطويل, أن النبي r قال في خطبة عرفة: «لقد تركتم فيكم لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت, قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات».
(الشرح)
نعم, وله يعني لمسلم من حديث جابر الطويل, أن النبي r قال في خطبة عرفة: «لقد تركتم فيكم لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله» فهذا فيه الحث على كتاب الله والأخذ به.
قال: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون»؟ يعني تسألون هل بلغت أو لم أبلغ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت, قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ثم ينكتها إلى الناس اللهم اشهد, اللهم اشهد, اللهم اشهد ثلاث مرات عليه الصلاة والسلام, ونحن نشهد له بالبلاغة عليه الصلاة والسلام نشهد أنه بلغ وأدى ونصح عليه الصلاة والسلام وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه. نعم.
(المتن)
وعن علي رضي الله عنه, قال: سمعت رسول الله r يقول: «ألا إنها ستكون فتنة»، قلت: ما المخرج يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، وليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضلَّه الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط لمستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ﴾ [الجن:1-2]، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم»رواه الترمذي وقال: غريب.
(الشرح)
نعم, وهذا الحديث ضعيف في رواية الرافضي في رواية من نعم الحارث الأعور والحارث كذاب رافضي, رافضي كذاب, لكن الحديث معناه صحيح حكم, ويصح يعني خطبة وكلمته كلها صحيحة ولها شواهد لكن الحديث ضعيف سنده ضعيف لأنه من رواية الحارث الأعور وهو شيوعي رافضي مدلس.
قال: «ألا إنها ستكون فتنة»، قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله» هذا صحيح المخرج في الفتنة كتاب الله.
فيه نبأ ما كان قبلكم: وهذا صحيح يعني خبر من قبلكم هذا صحيح.
وخبر ما بعدكم: هذا صحيح الخبر عن الجنة والنار وأشراط الساعة وغيرها.
وحكم ما بينكم: يعني هو يحكم.
هو الفصل، وليس بالهزل: هذا صحيح.
من تركه من جبَّار قصمه الله: نعم هذا وعيد من تركها لابد أن يقسمه الله في الدنيا والآخرة.
ومن ابتغى الهدى من غيره أضلَّه الله: من ابتغى الهدى من غير القرآن فهو ضال هذا صحيح.
وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم: هو حبل الله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} القرآن.
وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط لمستقيم، كل هذا وصف للقرآن, هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ما يمكن الأهواء تزيغ به بل هو فيه الحق والبيان.
ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق يعني يبلى عن كثرة الردّ، بل كلما كرره الإنسان تجدد.
ولا تنقضي عجائبه: كل هذه من أوصافه بالحق, لكن سنده ضعيف, لكن الجمل هذه كلها صحيحة, وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ [الجن:1-2]، من قال به صدق، نعم من قال بالقرآن فهو صادق, ومن عمل به أُجِر، مأجور في كل حرف حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, ومن حكم به عدل، من حكم بالقرآن فهو لا شك أن هذا هو العدل, ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم».
كل هذه ××× عظيمة ولها شواهد وأدلة لكن الحديث متنه سنده صحيح نعم ومتنه جيد, نعم.
(المتن)
وعن أبي الدرداء مرفوعاً: «ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً» ثم تلا: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً﴾[مريم:64]. رواه البزَّار وابن أبي حاتم والطبراني.
الشيخ: ايش قال عن تخريجه.
طالب: يقول أحسن الله إليك, يقول أخرجه البزار كما في كشف الأستار والدار قطني والطبراني ××× والحاكم في المستدرك والبيهقي في الكبرى, قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن, ورجاله موثوقون وسكت عنه الحافظ في الفتح.
(الشرح)
معناه صحيح معناه صحيح وعن أبي الدرداء مرفوعا: «ما أحل الله في كتابه فهو حلال» هذا صحيح, وما حرمه فهو حرام يكون له شواهد, وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا, ثم تلا: {وما كان ربك نسيا} يعني ما سكت عنه فهو معفو عنه, ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام, ومسكوت عنه متروك يعني مسكوت يعني معفو عنه.
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتَّحة وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعند رأس الصراط داعٍ يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، وفوق ذلك داعٍ يدعوا كلما همَّ عبدٌ أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلِجْهُ».
ثمَّ فسَّره فأخبر أن «الصراط المستقيم هو الإسلام، وأن الأبواب المفتَّحة محارم الله وأن السُّتور المرخاة حدود الله، وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن, وأن الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كلِّ مؤمن» رواه رزين، ورواه أحمد والترمذيُّ عن النواس بن سمعان بنحوه.
الشيخ: نعم تكلم عليه في سنده.
طالب: يقول أحسن الله إليك: أخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى وأحمد في المسند والمروزي في السنة, والطبراني ××× والحاكم في المستدرك, والبيهقي في شعب الإيمان من حديث النواس بن سمعان, قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولا أعرف له علة ولم يخرجاه.
وأورده المنذري من حديث ابن مسعود في الترغيب والترهيب, وقال ذكره رزين ولم أره في أصوله, إنما رواه أحمد والبزار مختصرا بغير هذا اللفظ بإسناد حسن.
(الشرح)
نعم لا بأس ×××
وعن ابن مسعود رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً»، وهذا فسره الصراط المستقيم هو الإسلام.
وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتَّحة: هذه الأبواب المفتحة هي محارم الله.
وعلى الأبواب ستور مرخاة: وهذه الستور المرخاة هي حدود الله.
وعند رأس الصراط داعٍ يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا. هذا الداعي هو القرآن.
وفوق ذلك داعٍ يدعوا كلما همَّ عبدٌ أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلِجْهُ.
هذا هو الداعي, الداعي من فوقه هذا واعظ الله في قلب كل مؤمن, وهذا المثل مثل يعني جيد وواضح الصراط المستقيم هو الإسلام, والأبواب المفتحة هي محارم الله, والستور حدود الله, والداعي على رأس الصراط هو القرآن, وأن الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كلِّ مؤمن.
فجدير بالمسلم أن يتأمل يعني هذا الحديث, وأن يعظم القرآن وأن يحذر محارم الله وأن يعظم القرآن ويستقيم على طاعة الله. نعم.
(المتن)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله r: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ﴾, فقرأ إلى قوله: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[آل عمران:7]، قالت: قال «فإذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه أولئك الذين سمى الله فاحذروهم». متفق عليه.
(الشرح)
نعم, هذا الحديث رواه الشيخان لأن عائشة قالت في تفسير قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن آم الكتاب وأخر متشابهات}.
فيه أن القرآن متشابه ومحكم, {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:7].
قالت عائشة: منهم هم الذين يتبعون المتشابهات؟ قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه أولئك الذين سمى الله فاحذروهم.
يعني سمى الله في ××× في قلوبهم زيغ ××× سماهم الله ×××
فدل على أن إتباع المتشابه دليل على الزيغ والعياذ بالله, والواجب على الإنسان أن يرد المحكم المتشابه إلى المحكم, يعني أهل الحق يردون المتشابه إلى المحكم ويفسرون به فيزول الإشكال, وأما أهل الزيغ فيتركون المحكم ويأخذون المتشابه فيزيغون ويهلكون, ولهذا في هذا الحديث: «فإذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه أولئك الذين سمى الله» سمى الله أن في قلوبهم زيغ «فاحذروهم» أنهم من أهل الزيغ, والذي يتبع المتشابه فهذا على الزيغ, وأما أهل الحق فهم يردون المتشابه إلى المحكم ويفسرون به, ويعملون بالمحكم, ويقولون آمنا بالمتشابه ويردونه إليه ويفسرونه به فيزول الإشكال, وفق الله الجميع ×××
القارئ:-
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه أصول الإيمان في باب ذكر الملائكة: وعن عبد الله مسعود في باب الوصية كتاب له وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خطًّا رسول الله r خطا بيده ثم قال: «هذا سبيل الله» ثمَّ خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال: «هذه سُبُل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه» وقرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:153]. رواه أحمد والدارمي والنسائي.
(الشرح)
نعم, بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الحديث عن عبد الله مسعود فيه وسيلة الإيضاح أصل في وسائل الإيضاح العملية وسيلة إيضاح عملية.
قال: خطا لنا رسول الله r خطا مستقيما بيده ثم قال هذا سبيل الله, ثم خطا خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليها», وقرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.
رواه أحمد والدارمي والنسائي.
هذه وسيلة عملية هذه أصل الوسائل وسائل إيضاح خط خطوطا مستقيم وقال هذا سبيل الله, وخط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه».
مناسبته للترجمة: أن هذا الصراط هو كتاب الله, وهو القرآن وهو الإسلام, فمن استقام على الصراط المستقيم فهو على الجادة, وهو متبع لكتاب الله, وقد امتثل النبي r في وصيته بإتباعه لكتاب الله. نعم.
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: كان ناس من أصحاب النبي r يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله r, فقال: «إن أحمق الحُمْق وأضلَّ الضلالة قوم رغِبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى نبي غيِر نبيِّهم وإلى أمةٍ غير أمتهم» ثم أنزل الله: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[العنكبوت:51]. رواه الإسماعيلي في معجمه وابن مردُويَهْ.
الشيخ: تكلم عليه على سنده.
القارئ: أحسن الله إليكم, قال أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه من حديث أبي هريرة, وروى نحوه الدارمي ××× الطبري في تفسيره ×××
(الشرح)
هذا الحديث عن أبي هريرة رفعه إلى النبي r قال: كان ناس من أصحاب النبي r يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله r, فقال: «إن أحمق الحمق وأضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى نبي غير نبيهم وإلى أمة غير أمتهم», ثم أنزل الله: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
هذا فيه الحصر ×××
طالب: وضعفه الألباني في السلسلة.
الشيخ: نعم ضعفه لكن المعنى صحيح والآية كافية: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
الآية كافية : {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
هذا فيه الوصية بكتاب الله كتاب الله كافي, كيف يعدل الإنسان إلى التوراة أو الإنجيل ويأخذ منه كافي كتاب الله : {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
فيه الرحمة والذكرى للمؤمن فهذا يعني ولو لم يصح الحديث فالآية كافية ولا شك أن معنى الحديث صحيح أن هذا من الحمق, ومن الضلال أن يرغب الإنسان عما جاء به نبي الله إلى نبي غير نبيه وإلى أمة غير أمته, يأخذ من التوراة ويترك ما جاء في القرآن يأخذ من أمة اليهود, من أمة النصارى ويترك ما أنزله الله على أمة محمد r لا شك أن هذا من الحمق والضلالة. نعم.
(المتن)
وعن عبد الله بن ثابت ببن الحارث الأنصاري رضي الله عنه, قال: دخل عمر رضي الله عنه على النبي r بكتاب فيه مواضع من التوراة, فقال: هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك فتغيّر وجه رسول r تغيرا شديدا, لم أر مثله قط.
قال عبد الله بن الحارث لعمر رضي الله عنهما: أما ترى وجه رسول الله؟ فقال عمر: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد r نبياً فسرّي عن رسول الله r, وقال: «لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم أنا حظُّكم من النبيين وأنتم حظِّي من الأمم» رواه عبد الرَّزاق وابن سعد والحاكم في الكنى.
الشيخ: تكلم عليه.
القارئ: ×××
(الشرح)
هذا الحديث حديث عبد الله بن ثابت قال: دخل عمر رضي الله عنه على النبي r بكتاب فيه مواضع من التوراة, فقال: هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله r تغيرا شديدا, لم أر مثله قط.
لأنه أتى بالتوراة والقرآن كافي.
قال عبد الله بن الحارث لعمر رضي الله عنهما: أما ترى وجه رسول الله يعني تغير؟ فقال عمر: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد r نبيا فسري عن رسول الله r يعني زال الغضب.
وقال: لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم أنا حظكم من النبيين وأنتم حظي هذا لا شك لا شك أنه لو نزل واتبعوه لكان هذا ضلال, لأن النبي r شريعته هي خاتمة الشرائع وهي ×××
الحديث الآخر: «لو نزل موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي».
والآية الكريمة: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران:81].
أخذ الله ميثاق النبيين ××× كله لئن بعث محمد وأنت نبي لا تتبعنه, والنبي أخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد ××× لا تتبعنه, وهذا فيه دليل على من اتبع غير النبي r فهذا ضلال, لكل نبي أخذ العهد أن يؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام لئن بعث وهو حي, وأخذ الميثاق على أمته أن يؤمنوا بالنبي r إذا أدركوه, نعم, وهذا كله كافي في الوصية بكتاب الله وبإتباع رسول الله r. نعم.
(المتن)
(باب حقوق النبي r).
وقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: من الآية59] الآية.
وقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[النور:56].
وقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر: من الآية7].
(الشرح)
نعم هذا الباب لحقوق النبي r الله تعالى له الحق له حق والرسول له حق والمؤمن له حق, وحق الله العبادة لا ××× لا نبي مقرب لا نبي مرسل, وكذلك الطاعة من الحقوق المشتركة الطاعة تكون لله وللرسول, قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.
ففي هذه الآية أمر الله بطاعته وطاعة رسوله, فالطاعة من الحقوق المشتركة الله يطاع والرسول يطاع, والإيتاء {وما آتاكم الرسول فخذوه} يكون لله وللرسول, والحسب والكفاية خاص بالله, والرغبة خاص بالله, حسبنا الله {وإلى ربك فارغب}.
{ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله} الإيتاء يكون لله وللرسول, والإرضاء حق لله وللرسول فهناك حقوق مشتركة, وهناك خاصة العبادة هذا خاص بالله لا يشرك به أحدا والطاعة مشىتركة {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول ردوه إلى الكتاب وإلى السنة, {ذلك خير وأحسن تأويلا}.
وقوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون}.
فيه أن من أقام الصلاة وأطاع الرسول طاعة الرسول من أسباب الرحمة.
وقوله: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه} هذا في وجوب طاعة الرسول وامتثال أمره واجتناب نهيه وهذا من الحقوق المشتركة الرسول يؤخذ ما جاء به في كتاب الله وما جاء في رسول الله, وينته عما نهاه الله عنه وما نهاه عنه رسوله هذه من الحقوق المشتركة حقوق النبي r لله وللرسول.
(المتن)
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَه إَلاَّ الله، وَأنَّ مُحَمَدًا رَسُولُ الله، وَيُقيمُوا الصَّلاة، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مني دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقَّ الإسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله عز وجل» رواه مسلم.
(الشرح)
وهذا الحديث رواه الإمام مسلم حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به, فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله U».
فيه أن النبي r مأمور بقتال الناس حتى يأتوا بالشهادتين يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بالله وبالرسول هذا مشترك, يشهدوا أن لا إله إلا الله هذا خاص به الشهادة لله بالوحدانية وشهادة النبي بالرسالة الشهادتين لله وللرسول والإيمان بالله وبالرسول مشترك الإيمان بالله ربا وبالإسلام وبمحمد نبيا, وبما جاء به, وبما جاء عن الله, وبما جاء عن رسول الله, قال: فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق, يعني إذا آمنوا شهدوا أن لا إله إلا الله, وشهدوا أن محمدا رسول الله وآمنوا بالله وبرسوله فإنهم بعد ذلك إذا فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم إلا بحق حقوق لا إله إلا الله التوحيد, وحقوق شهادة أن محمدا رسول الله, حقوق أن لا إله إلا الله امتثال الأوامر واجتناب النواهي, ومن حقوق الرسول طاعته وامتثال أمره وتحكيم شرعه, وإتباعه فيما جاء به والتعبد بما شرعه الله على لسانه, نعم.
(المتن)
ولهما عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله r: «ثَلاثٌ مَنْ كُنّ فيهِ وَجَدَ بهن حَلاوَةَ الإْيمان: أَنْ يَكونَ اللّهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمّا سِواهُما، وأنْ يُحِبّ المَرْءَ لا يُحِبّهُ إلاّ لله، وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعد إذْ أنقَذُه الله منه كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النّار».
ولهما عنه مرفوعاً: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِين».
(الشرح)
نعم, ولهما عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان» يعني لذة الإيمان فيه دليل على أن الإيمان له حلاوة وله لذة وله طعم, من توفرت فيه هذه الخصال وجد لذة الإيمان وطعمه.
الأولى: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, يقدم محبة الله ومحبة الرسول على محبة كل شيء محبة الولد والوالد والعشيرة والأولاد والمساكن والتجارات والنفس أيضا.
الثاني: وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, يحبه للاستقامة على طاعة الله, لا لنصاب, ولا لمال ولا لشركة بينهما بل يحبه لكونه مطيعا لله ولرسوله.
الثالث: أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
يكره أن يعود في الكفر ككراهته بأن يلقى في النار, ولهما عنه مرفوعا عن أنس: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».
هذا فيه تقدير أن لا يؤمن الإيمان الكامل, فإذا قدر محبة الولد والوالد على محبة الله ورسوله فهذا يدل على ضعف إيمانه ونقص إيمانه وهذا الحديث فيه بيان له حقوق الرسول من حق الله وحق الرسول الإيمان بالله وبالرسول, وأن يكون محبة الله ومحبة رسوله محبة الله ومحبة الرسول هذه من الحقوق المشتركة, وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله, إلا لله لأجل استقامته على طاعة الله, وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار, لأنه يحب المرء لا يحبه إلا لله لأنه مستقيم على طاعة الله, لأنه مؤمن بالله وبرسوله يؤدي حقوق الله وحقوق الرسول, وكذلك يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار, لأن الاستقامة على طاعة الله ورسوله ولأداء حق الله وحق رسوله.
والحديث الأخير فيه أنه لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين, فيه هذا من الحقوق المشتركة محبة الله وتقدم محبة الله ومحبة الرسول على محبة الولد والوالد, فإن قدم شيئا من ذلك على محبة الله ومحبة الرسول هذا يدل على ضعف إيمانه, إذا تعامل بالربا معناه قدم محبة المال على محبة الولد والوالد, إذا أطاع والده في المعصية فقدم محبة الوالد على محبة الله ورسوله فيكون إيمانه ضعيف ناقص.
ولهذا قال الله تعالى في سورة التوبة: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].
بين أن من قدم محبة الله ومحبة رسوله من قدم شيئا من الأصناف الثمانية على محبة الله ورسوله والجهاد في سبيله فهو فاسق وضعيف الإيمان متوعد, {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
لضعف إيمانه, فكذلك هنا من قدم محبة الولد أو محبة الوالد على محبة الله ورسوله فهو ناقص الإيمان, نعم لأنه لم يؤدي الحقوق كاملة, نعم.
(المتن)
وعن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدِّث بحديث فيقول بيننا وبينكم كتابُ الله عز وجل, فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرَّمْناه، ألا وإن ما حرَّم رسول الله r مثل ما حرم الله» رواه الترمذي وابن ماجة.
(الشرح)
هذا الحديث فيه دليل على أن السنة وحي ثاني, وأنه يجب العمل بالكتاب والسنة, وأن من حق الله أن تعمل بكتاب الله, ومن حق الرسول كذلك أن تعمل بسنة رسول الله, في قوله: ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله. فهذه من الحقوق المشتركة, والله تعالى يحرم والرسول يحرم والرسول مبلغ عن الله, وهذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة, تكلم عليه.
القارئ: ما تكلم ×××
الشيخ: هو صحيح معناه صحيح, ما حرمه الله ورسوله يجب تحريمه, وما حله الله ورسوله يجب اعتقاد حله, نعم. هذا وحي ثاني نعم.
(المتن)
باب تحريضه r على لزوم السنة والترغيب في ذلك وترك البدع والتفرُّق والاختلاف والتحذير من ذلك.
وقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾[الأحزاب:21].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾[الأنعام: من الآية159]الآية.
وقوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾[الشورى: من الآية13]الآية.
(الشرح)
نعم باب تحريضه r على لزوم السنة والترغيب في ذلك وترك البدع والتفرق والاختلاف والتحذير من ذلك, هذا الباب فيه التحريض والحث على لزوم السنة والترغيب في ذلك والتحذير من البدع والتفرق والاختلاف.
قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}.
دلت هذه الكلمة على أن الرسول هو الأسوة الحسنة يقتدى به ويتبع ويمتثل أمره ويجتنب نهيه عليه الصلاة والسلام, ويعمل بسنته, وتصدق أخباره, ويتعبد لله بما شرعه.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}[الأنعام:159], هذا في التحرير من التفرق وأن المتفرقين الذين كانوا شيعا وأحزابا ليسوا من الرسول عليه الصلاة والسلام.
الآية الثالثة فيها أيضا الحث على إقامة الدين, وعدم التفرق فيه {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} [الشورى:13].
فيه الأمر بإقامة الدين والنهي عن التفرق, وهذا وهو دين الإسلام الدين دين الإسلام دين الإسلام بمعنى أنه العام وهو دين الأنبياء جميعا, أمرهم أن يقيموا الدين وألا يتفرقوا فيه, نعم.
(المتن)
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه, قال: وعظنا رسول الله r موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجِلَت منها القلوب فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فما تعهد إلينا؟ فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة» رواه أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه، وفي رواية له: «لقد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً» ثم ذكر بمعناه.
(الشرح)
نعم, هذا الحديث حديث العرباض ابن سارية قال: وعظنا رسول الله r موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع لأنها حارة وتؤثر في القلوب, خرجت من القلب فتؤثر في القلب, قال رسول الله هذه الموعظة كأنها موعظة مودع لأنها ذرفت منها العيون وخافت منها القلوب, فما تعهدوا إلينا فأوصاهم بتقوى الله قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة".
هذه وصية أوصيكم بتقوى الله تقوى الله امتثال أوامره واجتناب نواهيه أصل التقوى توحيد الله وإخلاص الدين له, والسمع والطاعة يعني لولاة الأمور, وإن كان عبدا حبشيا ولو كان عبدا حبشيا إذا استتب له الأمر وجب السمع والطاعة له, وثبتت ولايته بالغلبة والقوة ولو بالغلبة والقوة ولو كان عبدا حبشيا, أما في الاختيار فلابد من الشروط, وكذلك تثبت الولاية بالاختيار ××× كما تثبت للصديق ولعثمان ولعلي, وتثبت أيضا بولاية العهد كما ثبت لعمر من ولاة العهد من الصديق.
قال النبي r: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, بين النبي r أنه سيحصل اختلاف في المستقبل حث على لزوم السنة وسنته وسنة الخلفاء الراشدين والتمسك ثم حذر من الاختلاف من البدع, فقال: «وإياكم ومحدثات الأمور».
المحدثات جمع محدث والحدث والمحدثات هي البدع البدعة هي إحداث في الدين فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". رواه أبو داود.
وفي رواية للنسائي: "وكل ضلالة في النار".
كل محدثة وكل بدعة صاحبها متوعد بالنار, فيه التحذير من البدع, والتحذير من الاختلاف, وفي رواية: "لقد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها". يعني السنة ترك السنة على المحجة البيضاء تركهم على شيء واضح في كتاب الله وسنة رسوله, فيه بيان كل شيء, لا يزيغ عنها عن هذه البيضاء إلا هالك وهو الذي ينحرف عن الصراط المستقيم إلى الجواد المنحرفة وإلى البدع والاختلاف والتفرق.
(المتن)
ولمسلم عن جابر قال: قال رسول الله r أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هديُ محمد r وشرَّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة.
وللبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قيل: ومن أبى؟ قال:«من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى».
(الشرح)
ولمسلم عن جابر قال: قال رسول الله r أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هديُ محمد r وشرَّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة.
هذا فيه تحذير من البدع وأنها شر الأمور, وفيه دليل على أن كل بدعة هي من الضلال فليس في البدعة شيء حسن, وفيه الحث على كتاب الله قال: خير الحديث كتاب الله والحث على سنة رسوله وقوله خير الهدي هدي محمد r لأنه حث على كتاب الله والحث على سنة الرسول والتحذير من البدع, وبيان البدع كلها ضلالة.
وفي الحديث الآخر حديث الذي في البخاري: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى, قيل ومن أبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة وقد عصاني فقد أبى, فيه أن من أطاع الرسول دخل الجنة واستقام على طاعة الله, وأدى حقوق الله وحقوق النبي r ومن عصى فقد أبى وامتنع فمآله النار والعياذ بالله. نعم.
(المتن)
ولهما عن أنس رضي الله عنه, قال: جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي r يسألون عن عبادة النبي r فلما أخبروا بها كأنهم تقالوا فقالوا أين نحن من النبي r قد غفر لما تقدم من ذنبه وما تأخر, فقال أحدهم أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال الآخر: أنا أصوم النهار ولا أُفطِر، وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبداً، فجاء النبي r فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأُفطِر وأُصلي وأُرقد وأتزوج النساء فمن رَغِب عن سنتي فليس مني».
(الشرح)
نعم, هذا الحديث رواه الشيخان حديث أنس فيه أن هؤلاء الثلاثة الرهط قيل أنهم علي بن أبي طالب, والمقداد بن الأسود ومعهم ثالث جاءوا وسألوا عن عبادة النبي r في السر في اللفظ الآخر ××× في السر فقيل له أنه يصلي بعض الليل وينام ويصوم بعض الأيام ويفطر ويتزوج ××× فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا أين نحن من النبي r قال غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, قال نعم قال نحن الآن لا نكون مثل الرسول, الرسول مغفور له ما تقدم من ذنبه, لكن نحن نريد أن نزيد الرسول مغفور له صحيح يصلي وينام ويصلي ويفطر لكن مغفور له, لكن نحن ما ندري هل غفر لنا أو لا ××× فقال أحدهما أما أنا فأصلي الليل أبدا كل الليل أصلي ما عشت, وقال الآخر أما أنا أصوم النهار ولا أفطر أصوم الدهر, وقال الآخر لا أنا اعتزل النساء حتى ابتعد عن الدنيا وملاذها فلا أتزوج أبدا, فجاء النبي r أخبر بقولهم فقال في اللفظ الآخر أنه خطب الناس وقال ما بالهم الذين يقولون كذا وكذا, وهنا قال أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ قالوا نعم, قال أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له, لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني».
يقول أنا أخشاكم لله وأتقاكم لله ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأرقد مع ذلك أنا أخشاكم لله فلا يمكن أن يعني أن تكون زيادتكم انقطاعكم عن العبادة يكون فيه هذه الخشية بالله الخشية لله إنما هم في إتباع السنة الخشية والتقوى في إتباع في هدي النبي r وإتباع سنته, ففيه دليل على أن الرسول هو الأسوة الحسنة, وأنه يجب التأسي به, وأن لا يتجاوز الإنسان سنته ولو زعم أنه يريد أن يزيد فهذه الزيادة لا وجه لها زيادة عما حث عليه النبي r وعما أرشد إليه.
ولهذا قال: «من رغب عن سنتي فليس مني», من رغب عن سنته وزاد أو نقص فليس من هديه عليه الصلاة والسلام». نعم.
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء» رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ» رواه البغوي في شرح السنة وصححه النووي.
(الشرح)
أما الحديث الأول فرواه الإمام مسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء, بدأ الإسلام قليل عدد قليل, وسيعود غريبا في آخر الزمان, قال: فطوبى للغرباء طوبى الجنة حث على الغراء يعني طوبى للغرباء الذين يستقيمون على طاعة الله, ويتمسكون بالإسلام عند انحراف الناس وفسادهم, فهم غرباء لكن لهم الجنة, وهم الذين على الحق وفيه الحث على التمسك والاستقامة على طاعة الله, ولزوم الإسلام ولو رغب عنه الكثير.
والحديث الثاني حديث عبد الله بن عمرو قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» رواه البغوي في شرح السنة وصححه النووي, صححه النووي وحسنه وهم من أحاديث الأربعين النووية لكن فيه مقال تكلم فيه بعضهم, ولكن معناه صحيح, والمعنى لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول إذا كان هواه تبعا لما جاء به الرسول استقام على طاعة الله وأدى الواجبات وانتهى عن المحرمات, وأدى حقوق الله وحقوق النبي r.
(المتن)
وعنه أيضا قال, قال رسول الله r: «ليأتينَّ على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان فيهم من أتى أمَّه علانية لكان في أمَّتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل افترقت على ثنتين وسبعين ملَّة وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين ملَّة كلُّهم في النار إلا ملَّة واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» رواه الترمذي.
ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أُجور من تَبِعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تَبِعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا».
(الشرح)
نعم هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو قال, قال رسول الله r ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان فيهم من أتى أمَّه علانية لكان في أمَّتي من يصنع ذلك».
يعني أن هذه الأمة تعمل مثل ما عمل في بنو إسرائيل وهذا فيه بيان أن هذا الأمر سيوجد, وفيه فائدة: -
الفائدة الأولى: بيان أن هذا الأمر سيوجد, وأنه واقع.
والأمر الثاني: التحذير, التحذير من هذا, لأنه ليس المراد أن كل الأمة تعمل هذا, المراد أنه يوجد من يعمل ففيه بيان أن هذا الأمر سيوجد في عالم من أعلام النبوة حيث وقع كما أخبر.
والأمر الثاني: التحذير, التحذير من الانحراف, ممن أتى ××× علانية التحذير من هذا الأمر وبيان أن هذا الأمر أمر عظيم, وأنه لا يجوز, وأن هذا انتهاك حتى ما يأتي أمه علانية والعياذ بالله, ثم قال وإن بني إسرائيل افترقت على ثنتين وسبعين ملة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة, قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي, ما عليه أصحابي من التمسك والاستقامة على طاعة الله والأخذ بالسنة, فيه الحث على العمل بما كان عليه النبي وأصحابه وأن هذا هو طريق النجاة.
ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا, هذا فيه الحث على الدعوة إلى الخير, وأن من دعا إلى الخير فله أجور من تبعه, وفيه التحذير من دعاة الضلال والدعوة إلى الضلال, وأن من دعا إلى ضلال فعليه أوزار مثل أوزار من تبعه نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
وله عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله r: قال «إنه أُبدِع بي فاحملني، فقال: «ما عندي». فقال رجل: يا رسول الله أنا أدلُّه على من يحمله رسول الله r من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
(الشرح)
نعم, هذا الحديث فيه أن قال جاء رجل إلى النبي r قال أبدع بي يعني ليس عندي شيء, يعني ما عندي ما عندي شيء احمله ما عندي راحلة ما عندي شيء فاحملني شوف لي راحلة لعل هذا يكون من الجهاد, فقال ما عندي, قال الرجل يا رسول الله أنا أدله على من يحمله يعني يحمل متاعه.
فقال النبي r: «من دل على خير فله مثل على أجر فاعله».
فيه فضل أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله من غير يعني فله أجره وأجر من عمل بهذا الخير, وهذا فيه الحث على الدعوة إلى الخير, وهنا تكلم على سنده في مسلم. تابع لمسلم.
طالب: نعم أخرجه مسلم.
الشيخ: نعم ×××
(المتن)
وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه مرفوعا: «من أحيا سنَّة من سنتي قد أُميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمِل بها من الناس لا ينقص من أجور الناس شيئاً، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله فإن عليه مثل إثم من عمل بها من الناس لا ينقص من آثام الناس شيئاً» رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وهذا لفظه.
(الشرح)
نعم وهذا مثل الحديث السابق في أن من أحيى السنة مثل سنة الضحى سنة ركعتي الفجر وما أشبه ذلك من السنن التي أميتت في بلد أو في مكان فإن له من أجر مثل أجر من عمل بها إذا دعا الناس أو عمل واتبعوه في السنة وأحياها فله أجور من تبع, وكذلك من ابتدع بدعة وضلالة وتبعه الناس وعملوا بها فعليه إثمه وعليه مثل إثم من عمل بها لا ينقص من آثام الناس شيئا» نسأل الله السلامة والعافية فيه الحث على العمل بالسنة والتحذير من العمل بدعة, نعم.
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «كيف أنتم إذا لبِستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرَم فيها الكبير وتُتَّخذُ سنَّة يجري الناس عليها فإذا غُيَّر منها شيء قيل تُرِكتْ سنة. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كَثُر قُرَّاؤكم وقلَّ فقهاؤكم وكثُرت أموالكم وقلَّ أمناؤكم والتمستْ الدنيا بعمل الآخرة وتُفُقِّهَ لغير الدين». رواه الدارمي.
(الشرح)
نعم, وهذا الأثر موقوف على الصحابي ابن مسعود قال كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير. اللهم سلم, سلم, يعني بدعة فتنة مستمرة من الصغر إلى الكبر, الصغير يربو فيها والكبير يهرم عليها وتتخذ سنة يجري الناس عليها, فإذا غيرت غير منها شيء قيل تركت السنة, قيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن متى تكون هذه الفتنة وهذا الشر يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثرت أموالكم وقل أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين».
رواه الدارمي.
لا حول ولا قوة إلا بالله, يقول إذا كثر القراء لكن ما عندهم فقه يقرؤون ولا يفقهون مثلا كل يقرأ الآن الصحافيين وكلا يقرأ ما في أحد قال الرجال والنساء, لكن من هو الفقير؟ قليل, هذا الزمان كثير القراء, وزمن الجهل وإن كان كل شيء الآن فيه موجود لكن كل يقرأ وكل يكتب وكل يكتب الصحف والمجلات والكمبيوتر لكن جهال كلهم جهال ما في فقه كثر القراء وقل الفقهاء, وكثرت الأموال وفي هذا الزمن أيضا, وقل الأمناء والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين».
نسأل الله السلامة والعافية, وهذه موجودة في هذا الزمان كثر القراء وقل الفقهاء وكثرت الأموال وقل الأمناء أيضا والتمست الدنيا بعمل الآخرة, هذا يوجد في هذا الزمن, وتفقه لغير الدين كله موجود في هذا الزمان, نسأل الله السلامة والعافية, اللهم سلم, سلم.
(المتن)
وعن زياد بن حدير رضي الله عنه, قال: قال لي عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام ؟ قلت: لا. قال: يهدمه زلَّة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلِّين. رواه الدارمي أيضاً.
وعن حذيفة رضي الله عنه, قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب رسول الله r فلا تعبدوها, فإن فإن الأول لم يدَع للآخِرِ مقالاً، فاتقوا الله يا معشر القُرَّاء وخذوا طريق من كان قبلكم» رواه أبو داود.
(الشرح)
وعن زياد بن حدير رضي الله عنه, قال: قال لي عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا. قال: يهدمه زلة العالم, وجدال المنافق بالكتاب, وحكم الأئمة المضلين.
هذه الثلاث تهدم الإسلام, زلت العالم لأنها زلة بزلته أمم يتبعونه وجدال المنافق بالكتاب جدال المنافق وهو عليم اللسان أضل الناس حصلت شبهة من كلامه, والثاني حكم الأئمة المضلين الحكام القضاة الأئمة المضلين. رواه الدارمي.
وحديث حذيفة قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب رسول الله r فلا تعبدوها, لماذا؟ قال: «فإن الأول لم يدَع للآخِرِ مقالاً».
المقال الأول.
يعني الصحابة حاذوا الخير, ما تركوا شيئا لمن بعدهم فمن بعدهم لا يأتي بشيء جديد, ثم قال: فاتقوا الله يا معشر القُرَّاء وخذوا طريق من كان قبلكم» رواه أبو داود.
حتى تستقيموا على طاعة الله واحذروا من الانحراف, نعم.
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من كان مستنَّاً فليستنَّ بمن قد مات فإن الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد r, كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبا, وأعمقها علما وأقلها تكلفا, اختارهم الله لصحبة النبي r ولإقامة دينه, فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسِيَرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم».
(الشرح)
نعم وهذا الأثر عن ابن مسعود أثر عظيم يقول: من كان مستنا يعني مقتديا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة, يعني من كان مريدا متأسي ومقتدي يقتدي بالأموات من الصحابة من الذين ماتوا واستقاموا على طاعة الله, أما الحي فإنه قد يتغير لا تؤمن عليه الفتنة ما دامت الروح وصلت إلى الحلقوم يخشى عليه.
ولهذا يقال أن الإمام أحمد رحمه الله لما حضرته الوفاة أنه رؤي سمع يقول بعد, بعد ثم أفاق فقيل له يا إمام لماذا قلت بعد, بعد؟ قال: للشيطان جاءني وقال فتني يا أحمد فتني يا أحمد ما قدرت عليك قال لا بعدوا بعدوا ما وصلت الروح إلى الحلقوم, فإذا كان هذا الإمام أحمد رحمه الله إمام السنة والجماعة فكيف بغيره؟
قال: من كان مستنا مقتديا فليتقدي بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة, ثم قال: أولئك أصحاب محمد يقتدوا بهم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبا قلوبهم بارة بخلاف غيرهم قد تكون قلوبهم فاجرة, وأعمقها علما عندهم عمق في العلم, أما غيرهم عندهم عمق في الجهل والتكلفات والأقيسة العقلية وغير ذلك, أما الصحابة هم أعمق الناس علما وأقلها تكلفا ما عنده مثل المتأخرين تكلفات وشطحات اختارهم الله الصحابة لصحبة نبيه ولإقامة دينه لا شك أن هذا اختيار لا كان ولا يكون مثلهم وهم أفضل الناس بعد الأنبياء اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم اعرفوا للصحابة فضلهم, واتبعوهم على أثرهم اتبعوهم لأنهم مستقيمون على طاعتكم, وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. صدق رحمه الله يقول هذه أوصاف الصحابة, الواجب العمل بما في كتاب الله وسنة رسوله وبما عليه الصحابة والتابعون من أنهم على الحق, نعم.
(المتن)
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه قال: سمِع النبي r قوماً يتدارؤون بالقرآن فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يُصدّق بعضه يعضاً فلا تكذِّبوا بعضه ببعض، فما علِمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى معالمه». رواه أحمد وابن ماجة.
(الشرح)
نعم, هذا الحديث ××× عن أبيه عن جده قال سمع النبي قوما يتدارؤون في القرآن, وفي لفظ أنهم سمعهم يتنازعون في الحديث الآخر في القدر, فلما سمعهم كأنما تفقه في وجه حب ××× بهذا أمرت تطلبوا كتاب الله بعضه ببعض ما علمتم به فاعملوا به, وما جهلتم فكلوه إلى عالمه, وهنا قال سمع النبي r قوما يتدارؤون في القرآن يعني يتخالفون, فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض, وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض, فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى معالمه».
لا يجوز للإنسان أن يضرب الكتاب بعضه ببعضا, يقول الكتاب متناقض هذه الآية تناقض هذه الآية هذا الحديث تناقض هذا الحديث هذا ما يجوز, كتاب الله ما نزل لهذا كتاب الله نزل يصدق بعضه بعضا, فلا تكذب بعضه بعضا وما علمه الإنسان عمل به وما جهل قال الله أعلم يسأل أهل العلم ويراجع كتب أهل العلم, ويقول ××× ويقول هذه الآية تنافي هذه الآية, هذا الحديث ينافي هذا الحديث من غير علم هذا لا يجوز هذا هو سبب الهلاك كما قال كما جاء في هذا الحديث. نعم.
(المتن)
باب التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب.
فيه حديث الصحيحين في فتنة القبر أن المنعَّم يقول جاءنا بالبيّنات والهدى فآمنا به وأجبنا واتبعنا وأن المعذَّب يقول: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
وفيهما عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين».
(الشرح)
نعم باب التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب.
فيه حديث الصحيحين في فتنة القبر أن المنعم عليه يقول جاءنا بالبينات والهدى فآمنا وأجبنا واتبعنا. جاءنا بالبينات وتعلم العلم بالبينات والهدى هذا العلم البينات والهدى آمنا وأجبنا واتبعنا, والمعذب يقول سمعت الناس يقول شيئا فقلته يتبع ××× الناس يغمض عينيه ويتبع أما المؤمن شوف المنعم عليه البينات جاءنا بالبينات والهدى بينات كتاب الله وسنة رسوله, وفي حديث معاوية: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين», هذا من علامات الحديث قال العلماء هذا الحديث فيه دليل على أن من فقهه الله في الدين فقد أراد به خيرا, ومفهومه أن من لم يرد الله به خيرا لم يفقهه في الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله, نعم هذا فيه الحث على العلم, نعم.
(المتن)
وفيهما عن ابن موسى رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الماس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقِه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسِلتُ به».
(الشرح)
نعم هذا الحديث حديث ابن موسى في الصحيحين وفيه أن النبي r ضرب مثال قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيب الكثير الذي أصاب أرضا» وهذه الأرض انقسمت إلى هذه الأقسام: طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير, هذا قال أهل العلم هذا مثل العلماء الفقهاء المتحدثون الفقهاء الذين حفظوا الأحاديث وتعلموا واتفقوا فيها وفجروا ينابيع النصوص واستخرجوا الأحكام, كالإمام أحمد والبخاري وغيرهم, وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا من أجادب أمسكت الماء ما أنبتت العشب والكلأ لكن أمسكت الماء, فجاء الناس وانتفعوا بهذا الماء وشربوا وسقوا وزرعوا, قال العلماء هذه مثل المحدثين الذين ضبطوا الأحاديث وضبطوها وأوصلوها لمن بعدهم فجاء من بعدهم واستفادوا منها ضبطوها وحفظوها.
والثالث يقول أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً قيعان هذا لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ لا تبنت الكلأ مثل الأولى ولا تمسك الماء حتى يستفيد الناس منه ما جاءها ذهب في الأرض يستفاد منه لا, لا يخرج كلأ ولا ينبت نبات ولا يبقى حتى يستفاد منه, قال النبي r فذلك مثل من فقه في دين الله فنفعه ونفع من بعثني الله به فعلم وعلم مثل الطائفة الأولى والطائفة الثانية.
ومثل من لم يرفع بذلك رأسا هذا مثل الطائفة الثالثة ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به, وهذه الآن أمثال مفيدة قال الله: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
وهذا مشروح شرط الكتاب في الصحيحين مشروح الحديث, إن شاء الله بالتفصيل يرجع إليه, نعم.
(المتن)
ولهما عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
(الشرح)
وهذا سبق الحديث التحذير من الذين يتبعون المتشابه, وهذا سبق الحديث أعاده المؤلف مرة ثانية لأن من يتبعون المتشابه هم أهل الزيغ, نعم.
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلُوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» رواه مسلم.
(الشرح)
نعم هذا الحديث فيه يقول النبي r: «ما من نبي بعثه الله في أمته إلا كان له من أمته حواريون يعني أصحاب وأنصار يأخذون بسنته, الحواري هو الصاحب والناصح الخالص الصديق الخالص المخلص, إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته, ويقتدون بأمره, كل نبي له أصحاب يقتدون به ثم يأتي بعد الأصحاب تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون؛ ويفعلون ما لا يؤمرون يقولون شيئا, ويفعلون بخلافه تخالف أفعالهم وأقوالهم, ويفعلون خلاف الأوامر والنواهي عصاة, كيف نعمل بهم يجب إنكار المنكر عليهم, قال فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن, ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن, ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن, ومن جاهده بيده إذا كان يستطيع تغيير المنكر باليد غيره باليد, وإذا كان لا يستطيع غير باللسان, وإذا كان لا يستطيع غيره بالقلب, مثل حديث أبي سعيد: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فمن لم يستطع فبلسانه, فمن لم يستطع فبقلبه, قال: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» رواه مسلم.
ليس وراء الذي ما ينكر بلسانه بيده ولا بلسانه ولا بقلبه ما عنده شيء من الإيمان ولا حبة خردل هل معنى ذلك أنه كافر؟ لا المراد ليس المراد من الإيمان ولا حبة خردل من الإيمان الذي يتعلق بالإنكار والمنكر, وإلا إذا لم ينكر المنكر فهو مثل حكم فاعل المنكر, فاعل المنكر هل هو كافر؟ يختلف, إذا كان المنكر كفر فهو كفر, وإذا كان المنكر كبيرة مثل إنسان جلس في مجلس يغتابون الناس ونهاهم من نهاهم ايش؟ سلم, لكن شخص سكت, ولم ينكر, وهو يقدر ايش يكون حكمه كافر؟ لا حكمه ما عنده إيمان ما يتعلق بإيمان المنكر, يكون حكمه مثل المغتابين يكون مرتكب لكبيرة مثلهم هذا المعنى, المنكر: المنكر هذا سلم, والذي لم ينكر حكمه حكم من فعل المنكر وليس عنده شيء من الإيمان الذي يتعلق وواجب عليه في إنكار المنكر, وأما حكمه حكم فاعل المنكر إن كان المنكر كفر ورضي به فهو كافر, وإن كان المنكر كبيرة ورضي به فهو كبيرة, نعم.
(المتن)
وعن جابر رضي الله عنه, أن عمر رضي الله عنه, قال: يا رسول الله إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن تكتب بعضها؟! فقال: «أمتهوكون أنتم كما تهوَّكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي». رواه أحمد.
(الشرح)
نعم, هذا الحديث يقول أنه من حديث جابر أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها؟ فأنكر النبي r فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى, يعني تضلون كيف يعني تنحرفون كما انحرفت اليهود والنصارى, لقد جئتم بكم بها بيضاء الشريعة نقية ولو كانوا ××× ما وسعوا إلى إتباعي فكيف تكتب من التوراة وتكتب من الإنجيل وتترك القرآن هذا فيه التحذير, التحذير من الانحراف والحث على لزوم كتاب الله وسنة رسوله والاكتفاء بهما.
(المتن)
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه مرفوعاً: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَ حدوداً فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها» حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.
(الشرح)
هذا حديث ابن ثعلبة قال إن الله فرض فرائض في الواجبات فلا تضيعوها كالصلوات والزكاة والحج وغيرها, وبر الوالدين, وصلة الأرحام, وحد حدودا فلا تعتدوها يعني لا تتجاوزوها لا تعتدوا حد الزنا حد السرقة حد شرب الخمر عقوق الوالدين لا تعتدوها, وفرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدها, وفي لفظ فلا تنتهكوها الحدود تطلق على الواجبات وتطلق على المحرمات, فالواجبات لا تعتدوها لا تتجاوزوها حد حدودا كأنها الواجبات فلا تعتدها فلا تتجاوزوها والمحرمات لا تنتهكوها فالحدود تطلق على المحرمات وتطلق على الواجبات, فالواجب لا يجوز أن يتعدى, والمحرمات لا يجوز أن ينتهكها فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدود واجبات فلا تتجاوزوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها, هذه المحرمات الفرائض ثم الحدود, الواجبات ثم المحرمات, الفرائض لا تضيعوها والحدود لا تتجاوزوها الواجبات, والمحرمات لا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة منكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها, لا تبحثوا عما سكت عنه الشرع ×××
(المتن)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم».
(الشرح)
هذا الحديث فيه أن النبي قال: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه, وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فرق بين المنهي وبين المأمور, المنهي عليك أن تجتنبه, ما لك عذر, وأما المأمور افعل ما تستطيع إن استطعت أن تفعله وجب عليك, وإن عجزت عن شيء فافعل ما تستطيع, ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ما لك خيار المنهي عنه, وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم, قال: فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم, يعني هلاك الأولين ومن كان قبلنا بكثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء فيه التحذير بكثرة المسائل والاختلاف وكثرة المسائل على العلماء, وذكر الأسماء الفرضيات والأشياء التي ××× والأشياء التي فيها إعنات, وايش قال المسئول وإقامة الحرج والعدل كل هذا منهي عنه.
نعم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[المائدة:101]. نعم.
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال, قال رسول الله r: نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فحفِظها ووعاها وأداها فرُبَّ حامل فقه غيرِ فقيه وربُّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه: ثلاث لا يَغِلُّ عليهم قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم» رواه الشافعي والبيهقي في المدخل, ورواه أحمد وابن ماجه والدارمي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه.
(الشرح)
نعم هذا فيه أن من دعا لمن سمع قوله وحفظه ووعاه نضر الله تعالى نضر الله عبدا سمع مقالتي ××× بالنضرة وأن يكون قلبه نضرة, يعني القلب يعني نضر الله عبدا جعله نضرا جعله الله تعالى جعله بالنضرة, وهم وجوههم ناضرة ينظرون إلى ربهم.
سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها فرب حامل فقه إلى غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه هذه دعوة لمن سمع مقالة الرسول وحفظها ووعاها وأداها إلى غيره, فقد يكون غيره الذي سمعها أفقه منه, أن يكون الحامل غير فقيه, والمحمول إليه فقيهة يستفيد منها, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه قد يكون يستفاد منها واستنبطت منها عشرة فوائد واللي بعدها يستنبط عشرين فائدة, واللي بعدها يستنبط ثلاثين وهكذا, قد يكون اللي حملها غير فقيه والثاني المحمول عليه فقيه.
ثم قال: ثلاث لا يَغِلُّ عليهم قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم».
قال: ثلاث لا يغل عليهم قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله, والنصيحة للمسلمين, ولزوم الجماعة هذا سبق في أول الرسالة في مسائل الجاهلية ثلاثة لا يغل عليهم قلب مسلم إخلاص العمل لله, وبهذا تستقيم أحوال الناس, إخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم يعني عدم التفرق, فمن لم يخلص العمل لله فسد دينه صار مشركا, وكذلك من لم ينصح للمسلمين, وكذلك من لم يلزم جماعته متفرق بهذا تختل أمور الناس, بهذه الأمور الثلاثة تصلح أمور الناس, وبتركها أو بترك شيئا منها تختل الأمور قال إخلاص العمل لله, والنصيحة للمسلمين ينصح لبعضهم لبعض, والثالثة لزوم الجماعة وعدم التفرق, قال فإن دعوتهم تحيط من وراءهم, نعم.
(المتن)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله r: «العلم ثلاثة آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة وما كان سوى ذلك فهو فضل». رواه الدارمي وأبو داود.
(الشرح)
نعم العلم ثلاث آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة يعني العلم لا يتجاوز هذه الأمور إما آية محكمة أو علم بكتاب الله أو سنة قائمة عن الرسول r, أو فريضة عادلة من الفرائض التي فريضة الله التي تقسم في الميراث فالعلم إما آية محكمة, أو سنة قائمة, أو فريضة عادلة إما آية من كتاب الله, أو سنة, أو فريضة يحكم بها بين أهل الإرث, قال: وما كان سوى ذلك فهو فضل». رواه الدارمي وأبو داود.
نعم ومن عمل بكتاب الله وسنة رسوله واستقام على الفرائض فإنه قد استقام على طاعة الله, وتعلم العلم لهذا فيه الحث على العلم هذا هو العلم لا يتجاوز إما آية وإما سنة وإما فريضة, نعم.
(المتن)
وعن ابن عباس رضي الله قال: قال رسول الله r: «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» رواه الترمذي.
وفي رواية: «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» رواه الترمذي.
(الشرح)
وهذا فيه الوعيد الشديد على من قال في القرآن برأيه فإنه متوعد بالنار, والواجب على الإنسان أن لا يتكلم إلا بعلم وهذا فيه الحث على العلم والتحريض على العلم وهنا هو الشاهد للترجمة, أن الإنسان لا يتكلم إلا بعلم ومن تكلم بغير علم فهو عليه متوعد بالنار.
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه» رواه أبو داود.
وعن معاوية رضي الله عنها, أن النبي r نهى عن الأُغلوطات» رواه أبو داود أيضاً.
(الشرح)
نعم حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله r «من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه», هذا لا شك أن من أفتى بغير علم فإثمه على من أفتاه هذا فيه الحث على تعلم العلم والتحذير من الفتوى بغير علم, وهذا هو الشاهد من الترجمة, وفيه أيضا أن من أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد في غيره فهذا من الخيانة يجب على الإنسان النصح.
في حديث معاوية: أنه نهى عن الأغلوطات, الأغلوطات التي توقع الناس في الغلط والحرج, لأنها تنافي العلم والواجب على الإنسان أن يتعلم وأن ينتهي عن الأغلوطات والأحاجي التي تضل الناس عن الصراط المستقيم.
نعم.
(المتن)
وعن كثير بن قيس قال: كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاء رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول لحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول ما جئتك لحاجة قال: فإني سمعت رسول الله r يقول: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضىً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
رواه أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
(الشرح)
وهو حديث مشهور تكلم عليه وعلى سنده فيه أن كثير بن قيس كان جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق.
طالب: ××× يقول هنا تخريج حسن بشواهده كما بيناه في مسند أحمد وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير ابن قيس, وأخرجه ابن ماجة من طريق عبد الله ابن داود الخريبي بهذا الإسناد, وهو في مسند أحمد وصحيح ابن حبان, وأخرجه الترمذي من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم ××× عن قيس بن كثير قلنا كذا سماه به, وقال الترمذي ليسه إسناده عندي متصل, هكذا حدثنا محمد بن ××× هذا الحديث إنما يروى هذا الحديث.
الشيخ: هذا تخريج من؟
طالب: شعيب.
الشيخ: شعيب نعم يعني حسن بشواهده وفيه أنه قال: كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاء رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول لحديث بلغني عنك أنك تحدثه, قال ما جئت لحاجة إلا لهذا؟ قال: نعم فبشره قال أبشرك, قال: فإني سمعت رسول الله r يقول: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة».
هذا فيه بيان أن طريق العلم هو طريق الجنة, وما ذاك إلا لأن الإنسان يتعلم يتفقه ويتبصر في شريعة الله ويعرف ما أوجب الله عليه ويفعل ويترك ما حرم الله عنه, وينهي عنه, قالوا إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم, وهذا فيه فضل العلم, وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، هذا كله في فضل العلم, وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
كل هذا واضح في الحث على العلم والتحريض على العلم, نعم.
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ومرفوعاً: «الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا». رواه الترمذي وقال: غريب، وابن ماجه.
لا يحتاج إلى تخريج ولكن المعنى صحيح لا شك أن ضالة المؤمن حيث وجدها هو أحق بها لأنه يطلب الحق, وفي أثر علي الذي بعده قال: إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله, ولم يرخص لهم في معاصي الله, ولم يؤمنهم من عذاب الله, ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره, هذا هو الفقيه يعني يجعلهم يجعل الناس ××× في الرجاء لا يقنطهم من رحمة الله فييأسون, ولا يرخصهم في معاصي الله فيسترسلون في المعاصي, ولا يؤمنهم من عذاب الله, بل يذكر لهم النصوص التي فيها الترغيب والترهيب حتى يجمعوا بين الخوف والرجاء, ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ما ترك القرآن رغبة إلى غيره من القصص وغيرها.
قال: إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تتدبر, الخير في العبادة إذا كان فيها علم إذا كان فيها علم نعم نفعت, والعلم إذا كان فيه فهم نفع أما بغير فهم فلا والقراءة إذا كانت فيها تدبر حصلت منها الفائدة, حصلت الفائدة للقلب واستفاد.
(المتن)
وعن الحسن رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ الْإِسْلَامَ فَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّينَ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ». رواهما الدارمي.
(الشرح)
هذا في طلب العلم من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة تحتاج إلى مراجعة الحسن هذا عن الحسن قال ×××
طالب: ××× الحسن البصري لأن فيه ×××
الشيخ: وعن الحسن هنا سقط الصحابي.
طالب: هو ضعيف لإرسال الحسن البصري, ولأن فيه نصر ابن القاسم مجهول.
الشيخ: لكن طلب العلم معروف فضله ولا شك أنه من ورثة الأنبياء وأنه يلي الأنبياء, وأنه من أتباع الأنبياء, أما هذا اللفظ فيه ××××
(المتن)
(باب قبض العلم).
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: «هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ ». رواه الترمذي.
(الشرح)
هذا الأوان قال كنا مع رسول الله فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: «هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء» رواه الترمذي.
هذا في يعني في صحته نظر لأن ××× في حياته ما يختلس العلم, وإنما الرسول r هو الذي ينشر العلم فكيف يقول هذا أوان يختلس فيه العلم في عهد النبي r ايش قال عليه تكلم عليه؟
طالب: ما تكلم.
الشيخ: ما تكلم, طيب كيف يقول أوان يختلس فيه العلم والرسول هو الذي يعلم العلم وينزل عليه العلم من الله الوحي, هذا أوان نزول العلم الآن انتشار العلم وقت الرسول عليه الصلاة والسلام, نعم.
(المتن)
وعَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ r شَيْئًا فَقَالَ «ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا». رواه أحمد وابن ماجه.
(الشرح)
وعَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ r شَيْئًا فَقَالَ, زياد بن لبيد هذا صحابي.
طالب: رضي الله عنه.
الشيخ: تكلم عليه هذا مثل رواية الحسن بن زياد بن لبيد وهل هو صحابي؟ قال ذكر النبي r شيئا قال: «ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا».
فيه دليل على أنه لابد من العمل وأن من قرأ القرآن ولم يعمل به لم يستفيد كون الإنسان يقرأ القرآن ولا يعمل به حجة الله عليه, اليهود يقرءون ولا يعملون التوراة بل صاروا ×××
فالمعنى صحيح لكن سنده فيه نظر.
-- ((@ كلمة غير مفهومة- 03:22:38)) --
(المتن)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: «عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْضُهُ ذهابُ أهلِه بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ أَوْ يُفْتَقَرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ. رواه الدّارمي بنحوه.
(الشرح)
نعم حديث ابن مسعود قال: «عَلَيْكُمْ» هذا أثر قال عليكم بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ حث ابن مسعود قبل أن يقبض, وَقَبْضُهُ ذهابُ أهلِه, وهذا كما جاء في الحديث: «إن الله ينتزع العلم انتزاعا حديث عبد الله بن عباس ينتزعه من صدور الرجال, وإنما يقبض العلم بقبض العلماء, فإذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا, فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلو».
وهذا قال قبضه ذهاب إليه عليكم بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ إليه للعم يحتاج, أَوْ يُفْتَقَرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ, نسأل الله السلامة والعافية, يدعون إلى كتاب الله وهم لا يعملون به, عليكم العلم وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ, حث على العلم والتحذير من البدع والتنطع والتعمق, وعليكم بِالْعَتِيقِ. رواه الدّارمي بنحوه, يعني قديم, قديم وهو يعني علم الكتاب والسنة يحتاج إلى مراجعة.
(المتن)
وفي الصحيحين عن ابن عمرو مرفوعاً: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
(الشرح)
نعم هذا الحديث في الصحيحين ومعناه الحديث السابق, السابق هو معنى هذا وهذا الحديث واضح أنه حث على تعلم العلم قبل قبضه, وأن قبضه بقض العلماء, وإذا قبض العلماء اتخذ الناس رءوسا جهالا لابد المناصب يكون لها حد, ××× المنصب ××× إلى المنصب
فإذا لم يبقى علماء جعل الناس يصير المفتي جاهل, والحاكم جاهل, والمدرس جاهل, والإمام جاهل, ويسألونهم الناس لابد أن يسألونهم الناس, ما يجدون أمامهم إلا هذا الجاهل هذا المفتي جاهل وهذا العالم جاهل فيضلون ويضلون هذا معنى الحديث: «يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
فيه الحث على تعلم العلم قبل قبضه.
(المتن)
وعن علي رضي الله عنه, قال رسول الله r: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شرٌّ من تحت أديم السماء، من عندهم تخرُج الفتنة، وفيهم تعود» رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(الشرح)
نعم وهذا فيه التحذير من علماء الضلال, قال: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه, لأن الناس لا يعملون به ولم يبقى من القرآن إلا رسمه فقط تقرأ الآيات للتبرك في المحافل وفي المآتم فقط ولا يعملون بها, مساجدهم عامرة بالبنيان وهي خراب من الهدى من العلم, علماء شر من تحت أديب السماء يعني علماء الفتنة وعلماء الضلال من عندهم تخرج الفتنة, وفيهم تعود» رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وهذا مثل ما قال ابن القيم رحمه الله: علماء الضلال تخالف أقوالهم وأفعالهم كلما قالت أقوالهم للناس افعلوا قالت افعلوا للناس لا تفعلوا أقوال حسنة وطيبة والأفعال سيئة, إذا سمعت الكلام تقول عسى هذا كأن هذا من الصحابة لكن العمل ما في عمل نسأل الله السلامة والعافية, على كل حال يحتاج إلى مراجعة ويحتاج إلى بيان هل نتكلم عليه نعم.
طالب: ×××
الشيخ: ××× نسأل الله العافية لكن على كل حال جاءت نصوص تدل على أنه في آخر الزمان يفسد الناس ولا يعملون بالقرآن والسنة نعم.
(المتن)
باب التشديد في طلب العلم للمراء والجدال
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ» رواه الترمذي.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه مرفوعا مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلَا قوله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون﴾» رواه أحمد والترمذي وابن ماجهِ.
(الشرح)
نعم هذا باب التشديد في طلب العلم للمراء والجدال. يعني التحذير بأن يطلب العلم للمراء لمرآة الناس أو مجادلتهم أو ليواري بهم العلماء, أو ليجاري به السفهاء كل هذا من المقاصد السيئة, في حديث كعب بن مالك قال: «من طلب العلم ليجاري به العلماء, أو ليماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس عنه أدخله الله النار», يعني ما طلب العلم لله الواجب طلب العلم لله لأنه عبادة إنما طلب حتى يكون يجاري مثل العلماء رياء حتى يشار إليه مثل العلماء, أو ليماري به السفهاء يقول ××× أنه عالم أو يصرف به وجوه الناس عنه يكون يصرف به وجود الناس عنه إليه, إذًا هذه المقاصد السيئة قد أدخله الله النار, وهذا يحتاج إلى مراجعة السند.
وحديث أبي أمامة مرفوعا قال: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل, ولا حول ولا قوة إلا بالله, ثم تلا: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}, يعني هؤلاء الذين أضلوا بعد الهدى تركوا الهدى بعد الضلال يعوضون بالجدل والعياذ الجدال بالباطل جدلا من العلم نسأل الله السلامة والعافية, وفيه التحذير من الجدال بالباطن, نعم.
(المتن)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت قَالَ رسول الله r: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ». متفق عليه.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث حديث صحيح وفيه إثبات البغض لله على ما يليق بجلاله وعظمته, ومنه قوله تعالى: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} والمقت هو أشد البغض ففيه إثبات البغض لله عز وجل كما فيه إثبات المحبة كما يليق بجلاله وعظمته, وقد أنكر ذكر أهل البدع من الأشاعرة والمعتزلة, وأن أبغض الرجال إلى الله الألد الخص كثير الخصومة كثير اللدادة والحجاج بالباطن, فيه التحذير من الخصومة واللداد نعم, وأن هذا يبغضه الله.
(المتن)
وعَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه, قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِأَرْبَعٍ دَخَلَ النَّارَ - أَوْ نَحْوَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ - لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ, أَوْ لِيَأْخُذَ بِهِ مِنْ الْأُمَرَاءِ. رواه الدارمي.
(الشرح)
وهذا موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قال أثر صحابي قال من طلب العلم لواحد من هذه الأربعة فهو في النار ليباهي به العلماء ما طلبه لله لمباهاة العلماء يباهي بهم يقول أنا مثلكم يعني, أو ليماري به السفهاء, يقول للسفهاء انظروا متميزون عنكم نحن من أهل العلم, أو ليس ××× وجوه الناس إليه حتى يذكر, أو ليأخذ به من الأمراء أموال, إن فعل من ذلك هذا ما تعلم لله فهذا عليه الوعيد الشديد نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما– قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين: أما علمتم أن لله عباداً أسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم، وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء. والعلماء بأيام الله، غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتى إذا استفاقوا من ذلك تسارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يعُدُّون أنفسهم من المفَرِّطين، وإنهم لأكياس أقوياء ومع الضالين والخطَّائين وإنهم لأبرار برءاء، ألا إنهم لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له بالقليل، ولا يُدِلُّون عليه بأعمالهم حيث ما لقيتَهم مهتمون مشفقون، وَجِلون خائفون. رواه أبو نعيم.
قال الحسن وسمع قوماً يتجادلون: هؤلاء قوم مَلُّوا العبادة، وخفَّ عليهم القول، وقلَّ ورعُهم فتكلموا.
(الشرح)
وهذا أثر عن ابن عباس موقوف عن ابن عباس قال لقوم سمعهم بعد لصحة سندهم قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين يعني يتجادلون يختلفون, قال أما علمتم أن لله عبادا أسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم، يقول أنتم تجادلون الآن وتتمارون في الدين وفيه لله عباد سكتوا, لا عن صمم ولا عن بكم خشية الله, سكتوا ما يتكلمون بغير علم فسكتوا خشية خوفا من الله, ليس عندهم صمم وليس عندهم بكم ألسنتهم قوية وصاروا يتكلمون, لكن خافوا من الله خشية الله جعلتهم لا يتكلمون بغير علم فيه التحذير من الكلام بغير علم قال وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء.
ما في شيء علة تمنعهم, لكن ما الذي أسكتهم؟ خوف الله, علماء وفصحاء وطلقاء ××× عقلاء قال والعلماء بأيام الله، يعني يعلموا أيام الله, غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم من شدة الخوف, وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، سكتوا, حتى إذا استفاقوا من ذلك تسارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية، وهي الطاعة, يعُدُّون أنفسهم من المفَرِّطين، وإنهم لأكياس وهم الأكياس العقلاء, أقوياء ويعدون أنفسهم مع الضالين والخطَّائين وإنهم لأبرار برءاء.
مثل ما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}[المؤمنون:57] ^
{وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ}[المؤمنون:58]^
{وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ}[المؤمنون:59]^
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون:60]^
{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون:61]^
ألا إنهم لا يستكثرون له الكثير، لا يستكثرون له الكثير من العبادة لله, ولا يرضون له بالقليل، ولا يُدِلُّون عليه بأعمالهم, ما يدلون عليهم الإدلال هو أن يمن على الله بعمله يمن على الله ويرى نفسه أنه يعمل كثير وأنه ××× على الله وأنه يجب على الله أن يعامله وأن يعطيه لأنه ××× على الله بعمله كأنه معاوضة, لا العلماء ××× بأنفسهم ××× ويرون أن ما عملوه أنهم مقصرون وأنهم مفرطون لا يدلون بالعمل الإدلاء على الله يعني يدل على الله ويمن على الله بعمله, حيث ما لقيتَهم مهتمون مشفقون، خائفون من ذنوبهم وَجِلون خائفون. رواه أبو نعيم.
قال الحسن وسمع قوماً يتجادلون: هؤلاء قوم مَلُّوا العبادة، وخفَّ عليهم القول، صار القول خفيف يتكلمون بكل شيء لهم أو عليهم وقلَّ ورعُهم فتكلموا.
بسبب قلة الورع تكلموا بما فيه نقص لدينهم, ومما فيه ضرر عليهم, نعم.
(المتن)
قال رحمه الله: باب التَجَوُّز في القول وترك التكلف والتنطع.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه مرفوعا: «الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنْ النِّفَاقِ». رواه الترمذي.
(الشرح)
نعم, وعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا: «الحياء والعي شعبتان من الإيمان».
الحياء كون الإنسان يستحي ولا يتكلم بكل شيء, والعي العي السكوت وعدم الكلام, شعبتان من الإيمان إذا كان المانع له هو الورع فعنده حياء فلا يتكلم بشيء لا يعنيه ولا يتكلم بغير علم, أو عنده عي يعني سكوت وحيا, والبذاء والبيان شعبتان من النفقاق البذاء يكون كونه عنده بيان ويتكلم ولسانه درب يتكلم بكل شيء وهذا دليل على ايش على النفاق لأنه لا يبال بضعف قلبه وضعف إيمانه هذا معنى ما جاء في هذا الحديث فالحياء والعي السكوت شعبتان من الإيمان, والبذاء وانطلاق الكلام والبيان شعبتان من النفاق. رواه الترمذي, نعم.
(المتن)
وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه, أن رسول الله r قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مساوئكم أخلاقاً الثَّرْثَارُونَ َ المتشدقون الْمُتَفَيْهِقُونَ». رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(الشرح)
نعم وهذا يحتاج إلى مراجعة سنده في بيان أن فضل حسن الخلق والتحذير من سوء الخلق وأن حسن الخلق قريب من الرسول وحبيب من الله فأحب الله وأقربهم من الرسول يوم القيامة أحسنهم أخلاقا, وأبغضهم إلى الله سيء الأخلاق, ثم ذكر وصف سيء الأخلاق, قال: الثرثارون المتشدقون في كلامهم المتفيهقون الذي يخرج الكلام من قعر لسانه ويدعي البلاغة والفصاحة مثل ما جاء في الحديث في اللفظ الآخر: «إن الله يبغض البليغ الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها».
البليغ, والبليغ هو الفصيح الثرثار والمتشدق ما عنده علم عنده ثرثرة وتشدق تجده يلقي الخطبة أو المحاضرة الطويلة ساعة, أو ساعة ونصف ولا يخرج منها بفائدة ثرثرة تشدق فيهقة هذا معنى الحديث, وهذا من وصف سيء الأخلاق لسوء خلقه صار لا يبالي يتكلم بكل شيء, بخلاف حسن الخلق فإنه يمسك ولا يتكلم إلا بخير, نعم.
(المتن)
وللترمذي نحوه عن جابر رضي الله عنه.
وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما مرفوعاً: «إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْبَلِيغَ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ بلسانها». رواه الترمذي وأبو داود.
(الشرح)
نعم الحديث الأول قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما يأكل البقر بألسنتها.
فيأكلون يعني يأخذون العوض بأقوالهم وكلماتهم كما تأكل البقرة بألسنتها ليس المعنى الإخلاص لله وإنما كل شيء معاوضة حتى الكلام فيه معاوضة.
وهذا يحتاج إلى مراجعة الحديث ولكن معناه صحيح الإنسان يأكل بلسانه وليس عنده إخلاص, هذا مذموم.
الثاني هو الحديث الذي ذكرت لكم حديث عبد الله بن عمرو: إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها, يعني فصاحة وبلاغة وتشدق لكن بدون علم وبدون بصيرة وبدون فقه.
(المتن)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: قال: «مَنْ تَعَلَّمَ صَرْفَ الْكَلَامِ لِيَسْبِيَ بِهِ قُلُوبَ الرِّجَالِ أَوْ النَّاسِ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا». رواه أبو داود.
(الشرح)
وهذا وعيد شديد من تعلم صف الكلام لا لله تعلم ليسبي به قلوب الرجال أو الناس حتى يصرف الناس إليه ويؤثر فيهم ويمدحون ويثنون عليه فقط ولا يريدوا فائدة لا يفيد الناس ولا يعطيهم حكمة ولا فائدة ولا علم وإنما حتى يسبي قلوبهم ويصرف الناس إليه ليثنوا عليه ويكون مشهورا ومعروفا عندهم, قال: لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا, صرفا يعني لا فريضة ولا نافلة وهذا فيه الوعيد الشديد ويدل على أن هذا من الكبائر, وهذا يحتاج إلى مراجعة, نعم.
(المتن)
وعَنْ عَائِشَةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ: «كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ r فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ، وقالت: كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ. وقالت: إنه لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ». روى أبو داود بعضه.
(الشرح)
نعم وهذا الحديث ××× له شواهد أن كلام الرسول r كان فصلا يعني ما في ××× يفصل الكلام, يفهمه كل ما يسمعه كان فصيح كان يقول الكلمة يسمعها ××× وقالت كان يحد حديثا لو عده العاد لأحصاه, وكان في خطبة الجمعة كذلك حتى بعض الصحابة هي تقول ما ××× إلا على لسان رسول الله يقرأه كل جمعة على المنبر, وقالت إنه لم يكن يسرد الحديث كسردكم ويتكلم أوتي جوامع الكلم كلمات معدودة ××× لعدها لكن كل كلمة تحتها معاني غزيرة بخلاف الثرثرة التي هي بالكلام الكثير وليست لها معاني, الرسول r يأتي بكلمات محصورة ولكن تحتها معاني غزيرة نعم ولأنه أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام نعم.
(المتن)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إذا رأيتم العبد يعطى زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقَّى الحكمة». رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(الشرح)
نعم هذا الحديث: «إذا رأيتم العبد يعطى زهدا في الدنيا» يعني زاهد في الدنيا «وقلة منطق» يعني كلامه قليل وزائد, ومعنى كلامه قليل أنه يتكلم لكن لا يتكلم إلا بخير, وبما فيه فائدة, وعنده زهد جمع بين أمرين الزهد في الدنيا وقلة الكلام فيما لا يعنيه قال: «فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة» رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ويحتاج إلى مراجعة السند وهذا لا شك أنه الزهد هذا خير وقلة المنطق إلا فيما يعنيه هذا خير نعم.
(المتن)
وعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه, قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ جَهْلًا، وَإِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنْ الْقَوْلِ عِيَالًا».
(الشرح)
نعم في الحديث يقول: «إن من البيان سحرا» يعني البيان الفصيح هو الذي يؤثر على الناس حتى يقرعهم فكرته وهذا بالسحر ××× فهل هذا جاء في الحديث الآخر إن من البيان سحرا فهل هذا ذم للبيان أو مدح له؟
قيل أنه ذم, وقيل أنه مدح, لأن الرجل هو الذي يؤثر في السامعين حتى يقنعهم بما يريده, إن من البيان سحرا, يقول مثال ذلك يعني تقول:
هذا مُجاجُ النحل تمدحهُ *** وإن تشأ قلت هذا قَيْء الزنابير.
هو شيء واحد إذا أردت أن تمدح تقول هذا مجاج النحل, وإذا تذم قلت هذا قيء الزنابير.
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما *** والحق قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
مدحا وذما وما جاوزت وصفها هذا صحيح وقيء الزنابير ومجاج النحل.
ولهذا قيل أن هذا ذم للبيان وقيل أنه مدح له, وإن من العلم جهلا صحيح مثل علم ××× هذا الجهل أحسن منه والعلوم الضارة, وإن من الشاري حكمة هذا واضح, قول أبا العتاهية: ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ. وهذا من الحكمة.
وإن من القول ايش.
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِل وكلُّ أُنَاسٍ سوْفَ تَدخُلُ ...
×××
(المتن)
وعن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ أنه قَالَ يَوْمًا وَقَامَ رَجُلٌ فَأَكْثَرَ الْقَوْلَ فَقَالَ عَمْرٌو: «لَوْ قَصَدَ فِي قَوْلِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ أَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَتَجَوَّزَ فِي الْقَوْلِ فَإِنَّ الْجَوَازَ هُوَ خَيْرٌ». رواهما أبو داود.
آخره والحمد لله رب العالمين حمداً كثيرا.
(الشرح)
وعن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ أنه قَالَ يَوْمًا وَقَامَ رَجُلٌ فَأَكْثَرَ الْقَوْلَ فَقَالَ عَمْرٌو: «لَوْ قَصَدَ فِي قَوْلِهِ» قصد يعني اقتصد وأوجز في الكلام لو قصد في قوله لكان خيرا له, يعني ينبغي للإنسان أن يتجوز وأن يأتي بالقول القليل المفيد إذا كان مفيدا يكفي القول القليل, والثرثرة الكلام الكثير ينسي بعضه بعضا لو قصد يعني اقتصد في القول لكان خيرا له.
سمعت رسول الله r يقول: «لَقَدْ رَأَيْتُ أَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَتَجَوَّزَ فِي الْقَوْلِ» يعني اختصر في القول «فَإِنَّ الْجَوَازَ هُوَ خَيْر» الاختصار إذا كان مؤديا للمعنى والغرض, أما إذا كان الكلام يحتاج إلى بيان فلابد من البيان لكن إذا كان الكلام مختصرا مفيدا مؤديا للغرض فهو المطلوب, وهذا فيه التحذير والتشديد من القول بما لا يفيد.
آخره والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد, نعم.
×××