الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وآله وصحبه وسلم أما بعد فأحسن الله إليكم قال الامام أبو بكر ابن خزيمة رحمه الله تعالي في كتابه كتاب التوحيد
وما زال الكلام متصل علي صفة الرؤية قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيي وقرأه علي من كتابي قال حدثنا سفيان قال حدثنا سلمة وهو ابن كهيل عن أبي الزعراء قال ذكر الدجال عند عبد الله فقال تفترقون أيها الناس عند خروجه ثلاث فرق فذكر الحديث بطوله وقال ثم يتمثل الله للخلق فيلقى اليهود فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله لا نشرك به شيئا فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن ولا مؤمنة إلا خر لله ساجدا وذكر باقي الخبر قال خرجت هذا الحديث بتمامه في كتاب الفتن في ذكر خروج الدجال قال أبو بكر في هذه الأخبار دلالة على أن قوله جل وعلا (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين) إنما أراد الكفار الذين كانوا يكذبون بيوم الدين بضمائرهم وينكرون ذلك بألسنتهم دون المنافقين الذين كانوا يكذبون بضمائرهم ويقرون بألسنتهم بيوم الدين رياء وسمعة ألا تسمع إلى قوله عز وجل (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) المطففين) إلى قوله (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) المطففين) إلى قوله (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين) المكذبون بيوم الدين (شرح الشيخ:) (يعني الحجب للكفار نعم دون المؤمنين نعم) (قارئ المتن:) أحسن الله اليكم قال ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن منافقي هذه الأمة يرون الله حين يأتيهم في صورته التي يعرفون هذا في خبر أبي هريرة وفي خبر أبي سعيد فيكشف عن ساق فيخرون سجدا أجمعون وفيهما دل على أن المنافقين يرونه للاختبار والامتحان فيريدون السجود فلا يقدرون على ذلك وفي خبر أبي سعيد فلا يبقى من كان يعبد صنما ولا وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطون في النار فالله سبحانه وتعالي يحتجب عن هؤلاء الذين يتساقطون في النار (شرح الشيخ:) (فلا إيش فلا يبقى) (قارئ المتن:) وفي خبر أبي سعيد فلا يبقى من كان يعبد صنما ولا وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطون في النار(شرح الشيخ:) (نسأل الله العافية) (قارئ المتن:) فالله سبحانه وتعالي يحتجب عن هؤلاء الذين يتساقطون في النار (شرح الشيخ:) (نسأل الله العافية) (قارئ المتن:) فالله سبحانه وتعالى يحتجب عن هؤلاء الذين يتساقطون في النار ويبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب (شرح الشيخ:) (يعني بقايا من أهل الكتاب آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم نعم ) (قارئ المتن:) أحسن الله اليكم ثم ذكر في الخبر أيضا أن من كان يعبد غير الله من اليهود والنصارى يتساقطون في النار ثم يتبدا الله عز وجل لنا في صورة غيرَ الصورة التي رأيناه فيها (شرح الشيخ:) في صورة غيرِ (قارئ المتن:) في صورة غيرِ الصورة التي رأيناه فيها وفي هذا الخبر ما بان وثبت وصح أن جميع الكفار قد تساقطوا في النار وجميع أهل الكتاب الذين كانوا يعبدون غير الله وأن الله جل وعلا إنما ترآى لهذه الأمة برها وفاجرها ومنافقها بعد ما تساقط أولئك في النار (شرح الشيخ:) يعني في اثبات الرؤية أن المؤمنون يرونه والمنافقون يرونه ثم يحتجب عن المنافقين بعدما سقط الكفار في النار فيبقى فقط هذه الأمة وفيها منافقوها البر والفاجر فيتبدا الله لهم يعني يكشف عن ساق فيرونه نعم ثم بعد ذلك يسجدون ويبقي ظهر المنافق طبقا لا يستطيع السجود نعم) (قارئ المتن:) أحسن الله اليكم قال فالله جل وعلي كان محتجبا عن جميعهم لم يره منهم أحد كما قال تعالى (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين) فأعلمنا الله عز وجل أن من حجب عنهم يومئذ هم المكذبون بذلك في الدنيا ألا تسمع قوله تعالى: (... هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين) وأما المنافقون فإنما كانوا يكذبون بذلك بقلوبهم ويقرون به بألسنتهم رياء وسمعة فقد تراءى لهم رؤية امتحان واختبار وليكون حجبه إياهم بعد ذلك عن رؤيته حسرة عليهم وندامة (شرح الشيخ) (نعم يصير عذاب نسأل الله العافية) (قارئ المتن:) اذ لم يصدقوا به بقلوبهم وضمائرهم وبوعده ووعيده وما أمر به ونهى عنه وبيوم الحسرة والندامة وفي خبر سهيل عن أبيه (شرح الشيخ:) (وهذا الصواب أن الله تعالى يرى المؤمنون والمنافقون ثم يحتجب عن المنافقين، والقول الثاني: لأهل العلم أنه لا يراه إلا المؤمنون نعم، والقول الثالث: أنه يراه أهل الموقف كلهم، ومنهم الكافرون، ثم يحتجب عن الكفار ثلاثة أقوال: لأهل العلم، نعم) (قارئ المتن:) أحسن الله إليكم قال وفي خبر سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك (شرح الشيخ:) أي فل أي أي فلان ترخيم، ترخيم فلان نعم، الترخيم حذف بعض الكلمة نعم آخر الكلمة نعم) (قارئ المتن:) إلى قوله فاليوم أنساك كما نسيتني فاللقاء الذي في هذا الخبر غير الترائي (شرح الشيخ:) (فاللقاء) (قارئ المتن:) فاللقاء الذي فيه هذا الخبر غير الترائي (شرح الشيخ:) غير إطرادي (قارئ المتن:) الترائي (شرح الشيخ:) غير الترائي يعني هل اللقاء يلزم من الرؤية؟ قوله: (... بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (77) التوبة) قال بعضهم: أنه يلزم الرؤية، وقيل: أنه لا يلزم، نعم) (قارئ المتن:) قال فاللقاء الذي في هذا الخبر غير الترائي لا أن الله عز وجل ترأى لمن قال له هذا القول (شرح الشيخ:) (إيش ما هو القول؟) (قارئ المتن:) قول أي فل ألم أكرمك (شرح الشيخ:) ( هذا محل نظر، قد يكون ترأى، أن الله يخلوا بالعبد يوم القيامة، ويقربه منه، نعم) (قارئ المتن:) قال وهذا الكلام الذي يكلم به الرب جل ذكره عبده الكافر يوم القيامة كلام من وراء حجاب (شرح الشيخ:) (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) المطففين) نعم الكافر محجوب عن الله، نعم) (قارئ المتن:) من غير نظر الكافر إلى خالقه في الوقت الذي تكلم به ربه عز وجل (شرح الشيخ:) (نعم هذا لا شك فيه نعم) (قارئ المتن:) وإن كان كلام الله إياه كلام توبيخ وحسرة وندامة للعبد لا كلام بشر وسرور وفرح ونضرة وبهجة (شرح الشيخ:) (مثل كلامه لأهل النار: (قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) المؤمنون) نسأل الله العافية كلام عذاب نعم) (قارئ المتن:) ألا تسمعه يقول في الخبر بعد ما يتبع أولياء الشيطان واليهود والنصارى أوليائهم إلى جهنم قال ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا فيقول على ما هؤلاء قيام فيقولون نحن عباد الله المؤمنون (شرح الشيخ:)فيقول علي ما هؤلاء (قارئ المتن:) علي ما هؤلاء قيام (قارئ المتن:) فيقولون نحن عباد الله المؤمنون وعبدناه وهو ربنا وهو آتينا ويثبتنا وهذا مقامنا فيقول أنا ربكم قال فيوضع الجسر أفلا تسمع أن قوله فيأتينا ربنا إنما ذكره بعد تساقط الكفار واليهود والنصارى في جهنم (شرح الشيخ:) (نسأل الله العافية) (قارئ المتن:) فهذا الخبر دال علي أن قوله فيلقى العبد وهو لقاء غير رؤية قال الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا ... (7) يونس) وقال: (...فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) وقال: (... فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف) وقال: (... قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ... (15)يونس) والعلم محيط أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله من لقي الله لم يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقي الله يشرك شيئا به دخل النار لم يرد من يرى الله وهو يشرك به شيئا (شرح الشيخ:) (ايش لم يرد) (قارئ المتن:) قال والعلم محيط أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقي الله يشرك شيئا به دخل النار لم يرد من يرى الله وهو يشرك به شيئا (شرح الشيخ:) (نعم المشرك محجوب ما شك نعم) (قارئ المتن:) واللقاء هو غير الرؤية والنظر ولا شك ولا إرتياب أن قوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ ... (147) الأعراف) ليس معناه رؤية الآخرة قال أبو بكر قد بينت في كتاب الإيمان في ذكر شعب الايمان وأبوابه معنى اللقاء فأغنى ذلك عن تِكراره في هذا الموضع (شرح الشيخ:) عن تَكراره (قارئ المتن:)أحسن الله إليكم فأغني ذلك عن تَكراره في هذا الموضع (شرح الشيخ:) (قلنا أن تَكرار تَعداد التاء كلها مفتوحة تَكرار تَعداد تَرداد إلا في مصدران تِلقاء وتِبيان مكسور والباقي كله مفتوح، والسائد بين الناس تِكرار تِعداد يقرأ هكذا تِعداد السكان وهذا من الأخطاء الشائعة، تَكرار وتَعداد وتَرداد إلا تِلقاء وتِبيان نعم) (شخص ثالث) إلا تِبيان (شرح الشيخ:) (وتِلقاء تِلقاء وتِبيان هذا بالكسر) (قارئ المتن:) أحسن الله إليكم قال باب ذكر البيان أن جميع المؤمنين يرون الله يوم القيامة مَخْلِيَّا به عز وجل وذكر تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم رؤية القمر خالقهم ذلك اليوم بما يدرك علمه في الدنيا عَيانا ونظرا ورؤية (شرح الشيخ:) عِيانا بارك الله فيكم، ووفق الله الجميع لطاعته.
