قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصل الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه عليه وآله وصحبه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر الأخبار المأثورة: في إثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، خالقه العزيز العليم، المحتجب عن أبصار بريته، قبل اليوم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت يوم الحسرة والندامة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قبل يوم القيامة، نعم) وذكر اختصاص الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، بالرؤية كما خص نبيه إبراهيم بالخلة، من بين جميع الرسل، والأنبياء جميعا، وكما خص نبيه موسى بالكلام خصوصبة خصه بها، من بين جميع الرسل، (الشيخ حفظه الله تعالى) (شارك نبينا خليل الله في الخلة، فهو خليل الله، وإبراهيم خليل الله، قال عليه الصلاة والسلام: (فإن الله تعالى اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، من حديث جندب، رضي الله عنه، في صحيح مسلم ((532)). وكذلك شارك موسى في التكليم، الله كلم نبيه وعبده ورسوله نبينا صلى الله عليه وسلم، ليلة المعراج من دون واسطة، وفرض عليه الصلاة خمسين صلاة، نعم ) قال(قارئ المتن): وخص الله كل واحد منهم بفضيلة وبدرجة سنية كرماً منه وجوداً. كما خبرنا عز وجل في محكم تنزيله في قوله: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ (253) البقرة).
قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، وأبو موسى محمد بن المثنى، إمامان
من أئمة علماء الهدى، قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، عليه السلام، والكلام لموسى، عليه السلام، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم،) (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه) قال(قارئ المتن): (قال: صحيح إسناده حسن رواه اللالكائي، وابن أبي عاصم في السنة، والحاكم، نعم )
قال(قارئ المتن): قال: حدثنا محمد بن يحيى أسكنه الله جنته قال: ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، قال: ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة يقول : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما وسئل: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه؟ قال: نعم، قال: فقلت لابن عباس رضي الله عنهما: أليس الله يقول: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103) الأنعام) قال: لا أم لك، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال سألت من عمن، من الراوي عن ابن عباس) قال(قارئ المتن): (عكرمة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وسئل) قال(قارئ المتن): وسئل: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه؟ قال: نعم، قال: فقلت لابن عباس رضي الله عنهما: أليس الله يقول: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103) الأنعام) قال: لا أم لك، ذلك نوره إذا تجلى بنوره لم يدركه شيء. قال: محمد بن يحيى: امتنع علي إبراهيم بن الحكم في هذا الحديث. فخار الله لي هذا أجل منه، يعني أن يزيد بن أبي حكيم أجل من إبراهيم بن الحكم، أي أنه أوثق منه.
قال: محمد بن يحيى، قال: له ابنه: يعني ابن إبراهيم بن الحكم تعالى حتى يحدثك، فلم أذهب.
قال: حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا موسى بن عبد العزيز القنباري: قال: ثنا عبدالرحمن موسى أصله فارسي سكن اليمن، قال: حدثني الحكم بن أبان، قال: حدثني عكرمة، قال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه، قال: نعم قلت أنا لابن العباس رضي الله عنهما: أليس يقول الرب عز وجل: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103) الأنعام) فقال: لا أم لك، وكانت كلمته لي :(ذلك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء).
قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال:حدثني محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة، عن عبدالله بن أبي سلمة، أن عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، بعث إلى عبدالله بن العباس، رضي الله عنهما، يسأله: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه؟ فأرسل إليه عبدالله بن العباس رضي الله عنهما: أن نعم. فرد عليه عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل إليه أنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد. (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش قال على تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (قال: ضعيف، وعلته محمد بن إسحاق، مدلس، وقد عنعن، وسلمة بن الفضل صدوق له أخطاء، ومحمد بن عيسى هو الدامغاني، قال عنه أبوحاتم يكتب حديثه) (الشيخ حفظه الله تعالى) (ثم هذا أيضا لا يصح هذا في الرؤيا، حديث جاء مثله في الرؤيا، في المنام وليس في اليقظة نعم، هذا لا يصح نعم،).
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق الشيخ الصالح قال: ثنا هاشم بن القاسم، عن قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: ( إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم، بالرؤية). (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (قال: رجاله ثقات عدا قيس بن الربيع، في حفظه ضعف، وهو متابع كما سيأتي، وأما عاصم فهو ابن سليمان، ورواه الآجري في الشريعة)
قال(قارئ المتن): قال: حدثنا أبوبكر محمد بن سليمان الواسطي بالفسطاط، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا عن عاصم عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: (إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، ومحمدا صلى الله عليه وسلم، بالرؤية).
قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا عن عاصم، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه).
قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا، عن عاصم، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: (رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه).
قال: حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز المقوم، قال: ثنا أبو بحر يعني عبدالرحمن بن عثمان البكراوي عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه).
قال: حدثني عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني المعتمر بن سليمان، عن المبارك بن فضالة، قال: (كان الحسن يحلف بالله لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه). (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه؟) قال(قارئ المتن): (قال: رجاله كلهم ثقات، وإسماعيل بن خزيمة هو عم المصنف لم أقف على ترجمة له، ويكفي في توثيقه رواية ابن أخيه عنه، ) (الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا موقوف على الحسن، نعم) قال(قارئ المتن): ( فيه تنبيه قال الشيخ هراس رحمه الله: كيف يحلف الحسن سامحه الله على أمر لم يتبين صدقه، وهو محل خلاف بين الصحابة، وجمهورهم على نفيه) (الشيخ حفظه الله تعالى) (المتن كان الحسن يحلف) قال(قارئ المتن): (كان الحسن يحلف بالله لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه). قال أحد الطلبة: (مبارك بن فضالة صدوق فيه كلام، وأما إسماعيل بن خزيمة، لم أقف على ترجمته) (الشيخ حفظه الله تعالى) ( هذا الباب يدل على أن المؤلف ابن خزيمة يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه، بعين رأسه، وهذا مذهب طائفة قليلة، من أهل العلم أن رأى ربه ليلة المعراج، منهم ابن خزيمة، والنووي، والقاضي عياض، وجماعة، والجمهور من الصحابة، والأئمة، والعلماء، على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعيني رأسه، وإنما رآه بعين قلبه، وهذا هو الصواب، وأن الله احتجب عن خلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم من خلقه، ولو كشف الحجاب لاحترق الخلق، والله تعالى قال: ((وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشاءُ ... (51) الشورى )) فالنبي صلى الله عليه وسلم كلمه الله من وراء حجاب، سمع كلام الله، ولكن لم ير الله، وما روي عن ابن عباس من آثار كما سيأتي، محمول على الرؤية بالفؤاد، بعضها مطلق قال رآه، وبعضها قال: رآه بفؤاده، يحمل المطلق على المقيد، وكذلك روي عن الإمام أحمد، أنه رآه ، وروى أنه رآه بفؤاده، فيحمل المطلق على المقيد، وعلى هذا فتجتمع الأدلة، فالأدلة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه، محمولة على أنه رآه بفؤاده، والأدلة التي تدل على أنه لم يره، لم يراه بعين رأسه، قالت عائشة رضي الله عنها لما سألها مسروق هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم، ربه؟ قالت لقد قف شعري ما قلت ثم قالت: من حدثك أن محمدا رأى ربه، فقد كذب (أعظم على الله الفرية) البخاري (4612) (4855) ومسلم (177) (289) وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم جمعا بين الآثار والنصوص، لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، أن الآثار، والأدلة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه، محمولة على الرؤيا بالفؤاد، أنه رآه بفؤاده والآثار والنصوص التي فيها أنه لم يره محمولة على أنه لم يراه بعين رأسه، وبهذا تجتمع الأدلة ولا تختلف، وهذا هو الصواب والذي تدل عليه النصوص، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى رضي الله عنه، في صحيح مسلم (179) إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط يخفضه ، حجابه النور، وفي رواية النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وحديث أبي ذر رضي الله عنه، عند مسلم (178) هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه، يعني النور حجابه يمنعني من رؤيته، لكن ابن خزيمة يرى أنه رآه بعين رأسه، هذا رأي طائفة قليلة من أهل العلم، خلاف ما دلت عليه النصوص وخلاف ما رآه الجماهير، نعم ) آخر درس في التسهيل، معكم التسهيل، قال الطلبة: معنا. اقرأ الكتاب معك.
