قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
ومازال الكلام على أبواب الشفاعة.
قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي، قال: ثنا أبو مسعود الجريري، أو غيره وأكثر ظني الجريري عن الحسن عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: ((إن الناس يحشرون يوم القيامة فيحبسون ماشاء الله أن يحبسوا، فيهم المؤمنون، فيجتمعون فيقولون: انظروا من يشفع لنا إلى ربنا؟ فيريحنا من منزلنا هذا، يقترون (قال: والمعنى يقتفون أثر الأنبياء، ويطلبونه) (في نسخة فيقصدون) يقترون الأنبياء كلهم، ثم يقولون: لست هناكم، لست هناكم، ثم يعودون إلى آدم، عليه السلام، فيقول: لهم: يا بني أرأيتم لو أن أحدكم جعل متاعاً في عيبة ثم ختم عليها، أيؤتى متاعه إلا من قبل الخاتم، وإن محمداً صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين، وهو يفتح الساعة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني هذه الساعة، نعم) فعليكم به، فأوتى، حتى آتي باب الجنة، فأستفتح الباب، فيفتح لي، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا، فيدعني ساجدا، ما شاء الله ثم يعلمُني محامده، أحمده بها، لم يحمده بها أحد قبلي، ولا يحمده بها أحد بعدي، ثم يقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، اشفع تشفع، وسل تعط، قال: ثم أقول: يا رب شفاعتي في كل طفل صغير يريد من مات صغيرا فيقال له: أن تلك ليست لك يا محمد وعزتي وجلالي وعظمتي لا أدع في النار عبدا مات لا يشرك بي شيئا، إلا أخرجته منها، فذكر لي أن رجلا يقول: يا رب إنه كان لي صديق، فحرم النار علي حتى أخرج صديقي، فتحرم عليه حتى يخرج صديقه)).
قال أبوبكر: إن ثبت هذا الخبر بأن يكون عن الجريري بلا شك، أو عن ثقة غيره، فمعنى الخبر: ثم أقول يا رب شفاعتي في كل طفل، لأن في الأخبار التي قدمنا ذكرها عن أنس رضي الله عنه، دلالة على أنه يؤذن له في الشفاعة ثلاث مرات. (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه تعليق عليه) قال(قارئ المتن): (قال: الجريري سعيد بن إياس اختلط قبل موته، عبدالوهاب ممن روى عنه قبل الاختلاط، غير أن الشك في شيخ عبدالوهاب الثقفي أهو الجريري، أم غيره، وكذلك عنعة الحسن البصري رحمه الله، تمنعان من إطلاق القول بالصحة،) (الشيخ حفظه الله تعالى) (هات السند) قال(قارئ المتن): (قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي، قال: ثنا أبو مسعود الجريري، أو غيره وأكثر ظني الجريري عن الحسن عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، ) (الشيخ حفظه الله تعالى) (تخريجه) قال(قارئ المتن): (قال: ورواه في كتاب الحجة من طريق محمد بن بشار به) (الشيخ حفظه الله تعالى) (الشيخ حفظه الله تعالى) (بس فقط هكذا نسخة واحدة عندكم، نعم، الحديث فيه أشياء منكرة، وعنعنة الحسن، وفيه الشك هذا، نعم، وفيه كون يأتي رجل من أهل الجنة، ويدخل النار ويخرج صديقا له هذا فيه نكارة، هو أن الله يحرم عليه النار، فيخرج صديقه، الشفاعة الشفاعة تشفع ولا يلزم من الشفاعة دخول النار، وكذلك الشفاعة في الأفراد، الأفراد الأفراد هم يشفعون، كيف يكون لهم الشفاعة، فيها في نكارة، نقول عليها باطلة، نعم )
قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: قد حدثنا بخبر سعيد موسى بن عبدالرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أسامة قال: حدثنا سعيد أبو عروبة قال: ثنا قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا اجتمع المؤمنون يوم القيامة ...)) فذكر الحديث بطوله. إلى قوله: فآتيه الرابعة فأقول: يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، قال قتادة: أي وجب عليه الخلود، قال قتادة: وثنا أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة)).
قال قتادة: وأهل العلم يرون أن المقام المحمود الذي قال الله عز وجل
((...عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (79) الإسراء)) قال: الشفاعة يوم القيامة.
قال أبوبكر: فهذا الخبر يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم،(الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) يشفع مرات، ولهذا الفصل باب طويل، سيأتي في موضعه من هذا الكتاب، إن الله وفق لذلك وشاءه. (الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم وفيه أنه يشفع فيها الشفاعات، ومنها النكارة في الحديث السابق، ونقول سيأتي مترجح هذا يأتي في الموطن بعده، والمواطن في الأحاديث الصحيحة، ثلاث مرات ما في رابع، الحديث السابق يقول يأتي في المرة الرابعة، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع ثلاث شفاعات، ثلاث مرات، كل مرة يحد له حدا، حتى يقال له في المرة الأخيرة، أخرج من كان في قلبه، أدنى، أدنى، أدنى، مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجهم بالعلامة، التي يراها) أحد الطلبة: يقول مشرك. (الشيخ حفظه الله تعالى) ( ماهو مشرك، ما يشفع، النكارة في كونه يدخل النار، يحرم عليه النار، فيدخل النار، ويخرجه، إذا ما يشفع ما لازم الشفاعة ، أن يدخل النار، وهي محرمة عليه حتى يخرجه، هذه النكارة في هذا الباب، ما في كلام في المشرك، ما وردت هذه اللفظة، وإنما فيه أنه، حتى يخرج صديقه، فيحرم الله عليه النار، هذا الرجل من أهل الجنة الذي يشفع، يدخل النار ويحرمه الله عليها، حتى يخرج صديقه، هذا فيه نكارة نعم، لكن ما هو مشرك نعم، النكارة في كونه يأتي من الجنة، ويدخل النار وتحرم عليه حتى يخرج صديق، نعم )
قال(قارئ المتن): قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان، قال: ثنا محمد بن أبي عدي، قال: ثنا سعيد، نحو حديث أبي موسى بطوله.
قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا عفان يعني ابن مسلم قال: ثنا حماد هو ابن سلمة قال: ثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه)
قال: وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن كثير العبدي، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: ((يطول يوم القيامة على الناس فيقول: بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم، عليه السلام، أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربه، فليقض بيننا، فيأتون آدم، عليه السلام، فيقولون: يا آدم عليه السلام،: أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا نوحا، عليه السلام، فإنه رأس النبيين، فيأتون نوحا، عليه السلام، فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله، عليه السلام، فيأتون إبراهيم، عليه السلام، فيقولون: يا إبراهيم: عليه السلام، اشفع لنا إلى ربك، فيقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا موسى، عليه السلام، الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه، قال: فيأتون موسى عليه السلام، فيقولون: يا موسى عليه السلام،: اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، (معناه لست أهلا، يوضحها رواية: لست لها) ولكن ائتوا عيسى عليه السلام، روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، عليه السلام، فيقولون: يا عيسى عليه السلام، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختم عليه، كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الختم، قال: فيقولون: لا، قال فإن محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قد حضر اليوم، وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمدا، صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمد صلى الله عليه وسلم، اشفع بنا إلى ربك، فليقض بيننا، فأقول: نعم أنا لها، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى قال: فآتي باب الجنة فأقرع الباب فيقال من أنت؟ فأقول محمد صلى الله عليه وسلم، فيفتح لي فآتي ربي وهو على سريره أو على كرسيه فأخر ساجدا، فأحمده بمحامد، لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: يا محمد صلى الله عليه وسلم، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فيقال: فأخرجهم ثم أعود فأسجد، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: يا محمد صلى الله عليه وسلم، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي، أمتي أمتي، فيقول أخرج من كان في قلبه مثقال بُرة، فأخرجهم ثم أعود فأسجد، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: يا محمد صلى الله عليه وسلم، ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي، أمتي أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة، فأخرحهم، وقال حميد في الثالثة: ((أخرج من كان في قلبه أدنى شيء)).
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حرب بن ميمون، عن النضر، عن أنس، قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: إني قائم أنتظر أمتي يعبرون الصراط، إذ جاءني عيسى بن مريم، فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الأنبياء قد جاءتك يسألونك أن يجتمعوا إليك، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال إني إيش؟ قائم إيش؟) عن أنس، قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: إني قائم أنتظر أمتي يعبرون الصراط، إذ جاءني عيسى بن مريم، عليه السلام، فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الأنبياء قد جاءتك يسألونك أن يجتمعوا إليك، فيدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء لِغَمِ ما هم فيه، فالخلق ملجمون في العرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (ما يصيب المزكوم) وأما الكافر فيتغشاه الموت، قال: انتظر حتى أرجع إليك، فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقام تحت العرش، فلقي ما لم يلق ملك مصطفى، ولا نبي مرسل، قال: فأوحى الله إلى جبريل، عليه السلام، أن اذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقل له ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فشفعت في أمتي إلى أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنساناً واحداً، (الشيخ حفظه الله تعالى) (قبلها بسطرين) قال(قارئ المتن): قال: فأوحى الله إلى جبريل، عليه السلام، أن اذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقل له ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فشفعت في أمتي إلى أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنساناً واحداً، قال: فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم مقاماً إلا شفعت، حتى أعطاني من ذلك أن قال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله ومات على ذلك)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال: فما زلت إيش) قال(قارئ المتن): قال: فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم مقاما إلا شفعت، حتى أعطاني من ذلك أن قال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله ومات على ذلك)). زاد الإمام أحمد في المسند ((يوما واحدا مخلصا)) (الشيخ حفظه الله تعالى) (قال: فما زلت إيش) قال(قارئ المتن): قال: فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم مقاماً إلا شفعت، حتى أعطاني من ذلك أن قال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله ومات على ذلك)). (قال في الحاشية: زاد الإمام أحمد في المسند ((يوما واحدا مخلصا)) (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني المراد ومات على ذلك، وفيه دليل على أن أهل التوحيد ناجون ولو دخلوا النار، لأنهم يدخلون بذنوبهم يطهرون من الذنوب والمعاصي، النبي صلى الله عليه وسلم، يشفع لهم ما يبقى في النار موحد، العصاة يدخلون لها ولا تغمرهم من جميع الجهات، بخلاف الكافر فإنها تحيط به من جميع الجهات، لا يصلاها إلا الأشقى، المؤمنون يدخلونها للتطهير، وهي ليست مقرا له فإنما هي امتحان، واختبار، وتمحيص، من الذنوب حتى إذا نقي وطهر، وتأهل لدخول الجنة، أدخله الله الجنة، والنار أعدت للكفرة، نسأل الله السلامة والعافية، نعم ) (الشيخ حفظه الله تعالى) (التعليق عليه، تخريجه) قال(قارئ المتن): قال: إسناده قوي، شيخ المصنف وهو من رجال البخاري وهو ثقة حافظ، تكلم كلام كثير) قال أحد الطلبة: قال إسناده صحيح، رجاله رجال مسلم.
باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه وسلم، أول شافع وأول مشفع، يوم القيامة،
