قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أول شافع وأول مشفع، يوم القيامة، وفيه دلالة أن يوم القيامة قد يشفع بعد نبينا غيره على ما سأبينه بعد ذلك، إن شاء الله، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وفيه دلالة) قال(قارئ المتن): وفيه دلالة أن يوم القيامة قد يشفع بعد نبينا غيره على ما سأبينه بعد ذلك، إن شاء الله، إذ غير جائز في اللغة أن يقال أول لما لا ثاني له بعد ولا ثالث.
قال: حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول شفيع في الجنة، وقال: ما صدق نبي ما صدقت، وإن من الأنبياء نبي لم يصدقه من أمته، إلا رجل واحد)).
قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق، قال: ثنا ريحان يعني ابن سعيد قال: ثنا عباد، وهو ابن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة، أول من يدخل الجنة، وأول من يشفع)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه).
قال: وروى الأوزاعي، عن قتادة، عن عبد الملك العتكي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع)) قال: حدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن الأوزاعي.
قال أبوبكر: لست أعرف عبدالملك هذا، بعدالة ولا بجرح، وولا أعرف نسبه أيضاً، (الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش عبدالملك؟ في هذا الحديث) قال(قارئ المتن): (عبد الملك العتكي) (الشيخ حفظه الله تعالى) (نص الحديث) قال(قارئ المتن): قال: وروى الأوزاعي، عن قتادة، عن عبد الملك العتكي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع)) (الشيخ حفظه الله تعالى) (لست أعرف) قال(قارئ المتن): قال أبوبكر: لست أعرف عبدالملك هذا، بعدالة ولا بجرح، ولا أعرف نسبه أيضاً، والأخبار التي قدمنا ذكرها: ((يأتي الناس آدم، عليه السلام فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا)) الأخبار بطولها،(الشيخ حفظه الله تعالى) (يأتي الناس آدم) قال(قارئ المتن): ((يأتي الناس آدم، عليه السلام فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا)) الأخبار بطولها، فيها بينا أن نبينا محمد أول شافع وأول مشفع)).
وقد روى علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ((يفزع الناس ثلاث فزعات)) فذكر حديثاً طويلا، وقال: فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم، فأنطلق، فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقها فيقولون: من هذا؟ فأقول: محمد صلى الله عليه وسلم، فيقولون: قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم، فيرحبون بي. حدثناه أبو قدامة، قال: ثنا سفيان قال: ثنا ابن جدعان.
باب ذكر شدة شفقة النبي ورأفته ورحمته بأمته (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وفضل شفقته على أمته، على شفقة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، على أممهم. (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليهم)
إذ الله عز وجل أعطى كل نبي دعوة وعد إجابتها، فعجل كل نبي منهم صلى الله وسلم عليهم مسألته فأعطى سؤله في الدنيا، وأخر نبينا صلى الله عليه وسلم، دعوته ليجعلها شفاعة لأمته ، لفضل شفقته ورحمته، ورأفته بأمته، فجزى الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، أفضل ما جزى رسولا عمن أرسل إليهم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) وبعثه المقام المحمود الذي وعده ليشفع فيه لأمته فإن ربنا عز وجل غير مخلف وعده، ومنجز نبيه صلى الله عليه وسلم، ما أخر من مسألته في الدنيا وقت شفاعته لأمته يوم القيامة.
قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: ثنا شعيب يعني ابن الليث، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبدالرحمن بن هرمز، أنه قال، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لكل نبي دعوة يدعو بها، فتستجاب له، فأريد إن شاء الله أؤخر دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)).
قال: حدثنا يونس بن عبدالأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبيء دعوتي، شفاعة لأمتي في الآخرة)).
قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن عمارة وهو ابن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، فتستجاب له، فيؤتاها وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي)).
قال: حدثنا يونس ين عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، فأريد أن أخبيء دعوتي، شفاعة لأمتي، في الآخرة)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني أؤخرها نعم عليه الصلاة والسلام، نعم)
قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن عمارة وهو ابن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، فتستجاب له، فيؤتاها وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (عليه الصلاة والسلام نعم).
قال: حدثنا يونس ين عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن جارية الثقفي أخبره أن أبا هريرة رضي الله عنه قال لكعب رضي الله عنه إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة يدعو بها، فأريد إن شاء الله أخبيء دعوتي، شفاعة لأمتي، يوم القيامة) (الشيخ حفظه الله تعالى) (أصل الحديث في مسلم، نعم) في البخاري (6304) (6305) (7474) ومسلم (198) (199) (200) (201).
قال: حدثني يوسف ين موسى، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (اختبأت يعني أخرت، وهي نائلة في الحديث إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا، شفاعة العصاة الذين يخرجون من النار نعم، أهل الجنة لهم شفاعة في رفع درجاتهم وزيادة ثوابهم نعم).
قال: حدثني محمد بن عزيز الأيلي، قال: ثنا سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية أن أبا هريرة رضي الله عنه قال لكعب رضي الله عنه فذكر بمثل حديث ابن وهب سواء، وزاد، فقال كعب رضي الله عنه لأبي هريرةرضي الله عنه، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال أبو هريرة رضي الله عنه: نعم، قال يونس بن عبدالأعلى: عمرو بن أبي سفيان: وقال ابن عزيز: عمر بن أبي سفيان، والصحيح في علمي (الشيخ حفظه الله تعالى) (علمي يعني فيما أعلم) قال(قارئ المتن): والصحيح في علمي عمرو ابن أبي سفيان وهو ابن أسيد بن جارية لا كما ذكر ابن عزيز، ونسيته.
قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة في أمته وإني اختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي، يوم القيامة)).
قال: حدثنا بندار، مرة أخرى، ولم يقل ، (في أمته).
قال: حدثناه يونس بن عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة، فأريد أن أختبيء دعوتي إن شاء الله، شفاعة لأمتي، يوم القيامة)).
قال: حدثنا محمد بن يحيى، وعبدالرحمن بن بشر، قالا: ثنا عبدالرزاق، قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي دعوة تستجاب له، فأريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي، شفاعة لأمتي إلى يوم القيامة)).
وقال محمد بن يحيى: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل نبي دعوة يدعو بها وإني أريد أن أخبيء دعوتي شفاعة لأمتي)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه)
قال أبوبكر: هذه اللفظة التي في هذه الأخبار : ((إن لكل نبي دعوة)) فيها اختصار كلمة أي كانت لكل نبي دعوة، وقوله في هذه الأخبار : ((يدعو بها فتستجاب له)) هو من الجنس الذي، قد أعلمت في مواضع، من كتبي أن العرب قد تقول: يفعل كذا، ويكون كذا، على معنى فعل كذا وكان كذا، وبيقين يعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين نزلت بهم مناياهم، قبل خطاب النبي صلى الله عليه وسلم، أمته بهذا الخطاب، لو كانت دعواتهم باقية، قد وعد الله استجابتها لهم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (وبيقين إيش؟) قال(قارئ المتن): وبيقين يعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين نزلت بهم مناياهم، قبل خطاب النبي صلى الله عليه وسلم، أمته بهذا الخطاب، لو كانت دعواتهم باقية، قد وعد الله استجابتها لهم، لم يكن لقوله: ((فإني اختبأت دعوتي، معنى إذ لو كان الأنبياء قد تركوا دعوتهم، قبل نزول المنايا بهم، وأنهم يدعون بها يوم القيامة فتستجاب لهم دعوتهم ،لكانوا جميعاً قد أخروا دعوتهم إلى يوم القيامة، فتستجاب لهم دعوتهم، في ذلك اليوم فيكونوا جميعا في الدعوة والإجابة، كالنبي صلى الله عليه وسلم.
باب ذكر الدليل على صحة ما أولت قوله ((يدعو بها)) أن معناها قد دعا بها (الشيخ حفظه الله تعالى) (دعا بها في الدنيا واستجيبت، كل نبي دعا بها في الدنيا واستجيب له، وليس المراد أنه يوم القيامة، لو كان يوم القيامة؛ لصار النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره سواء، نقف على هذا الباب، يعني كل نبي تعجل، ويؤيد هذا الحديث الآخر، إن لكل نبي دعوة تعجل بها، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، يعني كل نبي تعجل دعوته في الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم، أجل دعوته يوم القيامة، لو كان كل نبي يدعو يوم القيامة لصار ما في فرق بينهم، وبين النبي صلى الله عليه وسلم وإنما المراد أن كل نبي دعى بها في الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم أخرها يوم القيامة، نعم) .