قال(قارئ المتن): الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) أما بعد: فأحسن الله إليكم، وغفر لكم وللحاضرين والمستمعين، يقول الإمام أبوبكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد:
قال: باب ذكر الدليل على صحة ما أولت قوله ((يدعو بها)) أن معناها قد دعا بها على ما حكيته عن العرب أنها تقول: يفعل في موضع فعل.
قال: حدثنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((إن لكل نبي دعوة، دعا بها، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)). وقال زيد مرة: دعوة يدعو بها وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي.
قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته واختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) فهي نائلة إن شاء الله، من مات منكم، لا يشرك بالله شيئاً)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (أما من مات على الشرك فلا شفاعة فيه ((فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) المدثر )) بينما تكون للعصاة الموحدين، أولى لهم الشفاعة، يدخلون النار، فيخرجون منها، وكذلك من استحق دخول النار فلا يدخلها، أما المؤمنون، وغير العصاة، فلهم شفاعة في الجنة، في رفع الدرجات، وزيادة ثوابهم، نعم)
قال(قارئ المتن): قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد يعني ابن جعفر قال: ثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل نبي دعوة، دعا بها في أمته، فتستجاب له، وإني أريد ؟إن شاء الله أن أسأل الله أن يجعل دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)).
قال: حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر عن أبيه، عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل نبي قد سأل سؤالا، أو قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها قومه، فاستخبأت دعوتي، (الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني خبأتها وأخرتها، نعم) قال(قارئ المتن): فاستخبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة)).
قال أبوبكر: يريد بقوله: (قومه) ((إن كانت حفظت هذه اللفظة، أي على قومه، أو لقومه))
قال: حدثنا بهذا الحديث بشر بن معاذ العقدي، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن لكل نبي دعوة، أو قال: سؤالا، قد دعا بها، فاستخبأت دعوتي شفاعة لأمتي)). هذا لفظ حديث بشر.
قال إسحاق: ((كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل نبي سأل سؤالا ولكل نبيّ دعوة، فاستخبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة)) هكذا وجدته في كتابي: ((ولكل نبي دعوة))، والصحيح ما قال: الصنعاني، وبشر بن معاذ، على معنى الشك، في الدعوة أو السؤال ويشبه أن يكون هذا الشك، من سليمان التيمي، فإنه كثير الشكوك في أخباره، على أني قد أعلمت في بعض كتبي أن العرب قد تضع الواو في موضع أو، كقوله تعالى: ((... فَانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ... (3) النساء)) ولا شك ولا امتراء أن معناه، أو ثلاث أو رباع.
وفي خبر أبي بحر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، رضي الله عنه، في الحديث الطويل الذي قد أمليته، في آخره. ((إن لكل نبي دعوة، دعا بها في أمته)) دلالة على صحة ما تأولت قوله: ((قد دعا بها قومه)) وفي رواية الصنعاني، أنه أراد قد دعا بها في قومه، أو على قومه وفيه أيضاً بيان على صحة ما تأولت ألفاظ من قال: ((يدعو بها)) أي إن معناها، دعا بها.
قال: حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، قال: ثنا خالد يعني ابن الحارث قال: ثنا شعبة، عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة دعا بها، تستجاب في قومه، وإني أريد إن شاء الله، أن أؤخر دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة)).
قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا معاذ بن هشام قال:
حدثني أبي، عن قتادة، قال: ثنا أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن لكل نبيّ دعوة، دعا بها في أمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، يوم القيامة)).
قال أبوبكر: هذه اللفظة ((دعا بها في أمته)) كخبر أبي بحر، عن شعبة.
قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا مسعر، عن قتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: ((إن لكل نبي دعوة، دعا بها فاستخبأت دعوتي شفاعة لأمتي، يوم القيامة، قوله: قال: يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، كذا قال: لنا محمد بن يحيى: (إن لكل نبي دعوة)، وهذا لا شك ولا امتراء، أنه من قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
قال أبوبكر: إني استخبأت، هو في الخبر، ليس من كلامي، ولا يجوز هذا الكلام، أن يقوله غير النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى زكريا بن أبي زائدة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((أعطى كل نبي دعوة فتعجلها، وإني أخرت دعوتي للشفاعة، لأمتي يوم القيامة، وإن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الفئام من الناس، الجماعات الكثيرة) قال(قارئ المتن): وإن الرجل ليشفع للعصبة وللثلاثة، والإثنين والواحد)). (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه إثبات الشفاعة، والرد على الخوارج، والمعتزلة في إنكار الشفاعة، وأن أحاديث الشفاعة متواترة، وقد أنكرها الخوارج والمعتزلة، وزعموا أن العاصي يخلد في النار، وليس لهم شفاعة على زعمهم، فجعلوا حكمه حكم الكافر، نعم)
قال(قارئ المتن): حدثنا أبو موسى، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا زكريا.
قال: وروى هشام بن حسان، عن الحسن، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لكل نبي دعوة، دعا بها في أمته، وإني استخبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة)).
قال: حدثناه إسماعيل بن بشر بن منصور السَّلِيمي قال(قارئ المتن): ( قال: محقق النسخة تحرف في الأصول إلى السلمي، وهو من رجال التهذيب، ووقع في نسخة حدثنا بشر بن منصور السلمي) (الشيخ حفظه الله تعالى) (صحح واكتب عندها صح، نعم) قال(قارئ المتن): قال: حدثناه إسماعيل بن بشر بن منصور السَّلِيمي قال:ثنا عبدالأعلى عن هشام.
قال أبوبكر: إنما قلت في هذا الخبر، روى هشام، عن الحسن لأن بعض علمائنا، كان ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر رضي الله عنهما. (الشيخ حفظه الله تعالى) (المؤلف يروي عندك الحديث عن جابر) قال(قارئ المتن): نعم وروى هشام بن حسان، عن الحسن، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، (الشيخ حفظه الله تعالى) (الخلاف في سماع الحسن من جابر) قال(قارئ المتن): (قال المحقق للنسخة: وقد نقل المصنف رحمه الله تعالى هذا الخلاف في صحيحه قال: قد اختلف أصحابنا في سماع الحسن من جابر رضي الله عنه، قلت: والراجح عدم السماع كما ذهب إلى ذلك غير واحد منهم أبوحاتم، وأبوزرعة، وعلي بن المديني، انظر في المراسيل) (الشيخ حفظه الله تعالى) (المشهور أن الحسن سمع من سمرة بن جندب حديث العقيقة) أحد الطلبة: قال سماع الحسن من الصحابة. (الشيخ حفظه الله تعالى) (فيه خلاف في الترجيح، الخلاف معروف نعم) قال(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
باب ذكر ما كان من تخيير الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بين إدخال نصف أمته الجنة وبين الشفاعة فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الشفاعة ...