منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي (1) من بداية المنظومة إلى قوله: وسائل الأمور كالمقاصد...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

(المتن)

قال الإمام ابن سعدي رحمه الله تعالى:

(الشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. أما بعد: 

فهذه الخطبة تسمى عند أهل العلم خطبة الحاجة, الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي, وفي قراءة ثلاثة آيات آية في سورة آل عمران يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران/102] .

وآية في سورة النساء: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء/1] .

وآية في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب/70-71] .

هذه تسمى خطبة الحاجة وتقرأ عند عقد النكاح, وفي غيرها أيضًا من الحوائج.

 كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كثيرًا ما يفتتح رسائله وكتبه بهذه الخطبة خطبة الحاجة, سميت: خطبة الحاجة يعني النكاح.

جاء في حديث ابن مسعود يسن عند عقد النكاح أن تقرأ هذه الخطبة, تقرأ هذه الآيات الثلاثة التي سمعتموها, ولا بأس بافتتاحها في كل أمر في خطبة الجمعة أو في الرسائل وما أشبه ذلك, كان شيخ الإسلام رحمه الله كثيرًا ما يفتتح رسائله بهذه الخطبة, خطبة الحاجة.

(أما بعد) هذه الكلمه تقال للانتقال من شيء إلى شيء, الانتقال من الخطبة للدخول في صلب البحث في صلب الموضوع.

(المتن)

(الشرح)

المؤلف رحمه الله يبيّن أنه وضع قواعد منظومة فيها قواعد تشتمل على أمهات الدين, ووضعها في منظومة ليسهل حفظها؛ لأن النظم يسهل حفظه, فوضع قواعد قواعد أمهات الدين ووضعها في هذه المنظومة, منظومة مختصرة أبيات يحفظها الإنسان لتشتمل على أمهات الدين كما سيتبين فرحمه الله وغفر له ولنا.

(المتن)

(الشرح)

نعم الحمدلله العلي الارفق؟ كذا الحمد لله العلي؟ إيه.

الحمد لله العلي الأرفق

وجامع الأشياء والمفرق

 هذا وصفه , فهو  من أسمائه الرفيق, جاء في الحديث في صحيح مسلم: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.

(وجامع الأشياء والمفرق) هو يجمع  الأشياء ويفرق على مقتضى ما تقضي حكمته وله الحكمة البالغة ﷺ, يجمع ويفرق ويحيي ويميت, ويعز ويذل, ويفقر ويغني, وله الحكمة البالغة وأفعاله مبنية على الحكمة, كما أن خلقه مبني على الحكمة وأفعاله مبنية على الحكمة.

(المتن)

(الشرح)

هذا وصفه سبحانه بالنعم الغزيرة والحكم الباهرة, نعمه تترًا على عباده وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل/53] .

 كل ما في العباد من النعم الظاهرة والباطنة فمن الله, وحكمه تظهر للعقول ؛ لأنه حكيم يضع الأشياء في مواضعها, يخلق لحكمة ويعطي لحكمة ويمنع لحكمة, ويذل لحكمة, ويعز لحكمة ويفقر لحكمة ويغني لحكمه , ولكن الحكم قد يطلع عليها العباد وقد لا يطلعون عليها.

(المتن)

(الشرح)

ابتدأ المؤلف رحمه الله بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي ﷺ, فالصلاة على النبي القرشي ﷺ وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي الخاتم, خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام هو من قريش, ومن ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام, هو خاتم الأنبياء وأفضلهم وسيدهم عليه الصلاة والسلام.

(المتن)

(الشرح)

بعد أن صلى على النبي ﷺ ثني بالصلاة على الآل والأصحاب, الآل اختلف العلماء في المراد بالآل.

قيل: الآل أهل بيته, ويدخل في أهل بيته أزواجه.

وقيل: أتباعه على دينه, ويدخل في ذلك الأصحاب, وإذا عطف الأصحاب على الآل يكون هذا من عطف الخاص على العام, وعلى آله أتباعه على دينه, ويدخل في هذا الدخول الأول الصحابة,ثم عطف عليه قوله: وأصحابه, فيكون صلى على الصحابة مرتين: مرة في دخلوهم في الآل في العموم, ومرة بالخصوص.

فآله أتباعه على دينه ويدخل في ذلك أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين وعمه العباس وحمزة  وأزواجه وذريته, وكل أتباعه على دينه هم من آله, ثم قال: وأصحابه تخصيصًا بعد تعميم.

(المتن)

(الشرح)

(اعلم) اعلم يعني: تيقن واجزم, والعلم هو حكم الذهن الجازم, والأشياء إما تكون: علم أو ظن أو شك أو وهم.

فالمدركات أربعة أنواع:

فالعلم: هو اليقين, يقين القلب هذا يقال علم.

والظن: هو الراجح من الأمرين إذا كان ثَمة تردد بين أمرين أحدهما أرجح من الآخر فالراجح يسمى ظنا والمرجوح  يسمى وهماً.

والشك: هو أن يتساوى الأمران, يكون الأمران متساويين، أن يكون الأمران متساويين, إذا كانا متساويين فهذا شك, وإذا كان أحدهما أرجح من الآخر فالراجح ظن والمرجوح وهم.

 فالمؤلف يقول: (اعلم) يعني تيقن لا تظن ولا تشك ولا تتوهم اجزم, العلم هو اليقين حكم الظن الجازم

(اعلم أن أفضل المنن) الذي يمن بها الله على العبد أن يعطيه العلم الذي يزيل الشك, يكون عنده علم ويقين, علم بشرع الله ودينه حتى يعبد الله على بصيرة هذه أعظم المنن.

اعلم هديت أن أفضل المنن

علم يزيل الشك عنك والدرن

(اعلم) يعني: تيقن (هديت), قوله: هديت يعني دعاء له بالهداية هذا من نصحه رحمه الله, يعلمك ويدعو لك هذا من نصحه, المؤلف يعملك ويدعو لك بالهداية, اعلم هديت كقول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (اعلم أرشدك الله لطاعته) فهو يعلمك ويدعو لك من نصحه .

(اعلم هديت), يعني هداك الله, دعاء له بالهداية (أن أفضل المنن), جمع منة أفضل منة يمن الله بها عليك أن يعطيك العلم الذي يزيل الشك والدرن, يكون عندك علم ويقين بما تتعبد به ربك تكون على بصيرة, ما تتعبد على جهل وضلال, تعبد الله على بصيرة وعلم,نعم ولهذا قال الله سبحانه لنبيه الكريم: قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف/108] .

(المتن)

(الشرح)

نعم العلم هو الذي يكشف يكشف الجهل عن القلوب ويوصل(..).

(المتن)

(الشرح)

نعم احرص على حفظ القواعد,القواعد التي تجتمع شتات المسائل؛ لأنها إذا حفظت القاعدة تندرج تحتها الفروع والمسائل, يقول: (احرص رحمك الله على فهم حفظ القواعد التي تجتمع شتات المسائل) نعم.

(المتن)
 

(الشرح)

نعم يعني إذا ابتغيت الشروع في الخيرات فاقتفي بالعلماء تكون من أهل العلم الذين نور الله بصائرهم وعبدوا ربهم على بصيرة نعم .

(المتن)

(الشرح)

يقول المؤلف: ( هذه القواعد) قواعد تشتمل تشمل على مهمات أمهات الدين (نظمتها من كتب أهل العلم), ما أتيت بشيء من عندي ولكن لي الجمع والترتيب, أنا جمعها من كتب أهل العلم فاحرص على حفظها حتى تستفيد؛ لأن الإنسان إذا عرف القواعد والأصول فإنه يكون عنده أصول يستطيع أن يفهم الفروع؛ لأن هذه الفروع والمسائل كلها تندرج تحت هذه القواعد نعم  .

(المتن)

(الشرح)

هذا يدعو للعلماء الذين جمع من كتبهم يقول: (جزآهم الله عظيم الأجر) والثواب والعقو والإحسان.

نعم نظم من كتب أهل العلم ودعا لأهل العلم هكذا ينبغي للإنسان إذا استفاد من العلماء أن يدعو لهم, مثلاً: قرأ في كتاب فقال المؤلف رحمه الله تعالى, يدعو له بالرحمة, يدعوا لمن احتاج منه ولمن علمه ولمن أفاده نعم .

(المتن)

(الشرح)

هذه القاعدة الأولى (النية شرطٌ لصحة العمل) بها الصلاح وبها الفساد, دليل هذه القاعدة قول الله النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. (النية شرطٌ لصحة العمل) هذه قاعدة عظيمة, فالعلماء قعدوها وأخذوها من النصوص.

أخذوها من هذا الحديث: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى». النية بها الصلاح وبها الفساد.

فإذا كبر الإنسان للصلاة صحت صلاته, ولو نوى قطعها بطلت صلاته بالنية, إذا صام رمضان ونوى الصيام صح الصيام, ومن نوى الإفطار قطع النية بطل الصيام, ولهذا يقول العلماء: " ومن نوى الإفطار أفطر " .

إذًا النية فيها الصلاح وفيه الفساد, (النية شرطٌ لصحة العمل) النية تفرق بين الفريضة والنافلة, ما الذي يفرق بين الفريضة والنافلة؟ النية, إنسان ينوي يصلي الظهر في الجماعة وبعد الصلاة تنوي السنة الراتبة, تنوي تصلي في آخر الليل تنوي صلاة الوتر, تنوي صلاة الضحى, تنوي الصلاة الفائتة, ما الذي يحدد؟ الذي يحدد هي النية والنية في القلب لا تتلفظ بها, النية محلها القلب.

فالنية شرطٌ لصحة العمل بها الصلاح وبها الفساد, وكذلك الإنسان إذا أخلص العمل لله ونوى بعمله وجه الله والدار الآخرة صار عملاً مقبولًا, وإذا نوى بعمله الرياء مراءاة الناس بطل العمل, إذا نوى مراءاة الناس  أو نوى بعمله الدنيا وحطامها أو نوى به مقصدا من المقاصد السيئة حبط العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله, فالنية عليها مدار صحة الأعمال وفسادها هذه قاعدة عظيمة.

(المتن)

(الشرح)

نعم (الدين مبني على المصالح) هذه القاعدة الثانية, الدين مبني على جلب المصالح ودرأ المفاسد, فإذا أمكن درأ المفسدة فإن الدين يزيل هذه المفسدة ويجلب المصلحة, وإذا لم يمكن درأ المفسدة واجتمعت مفسدتان لابد من ارتكاب إحداهما فإنه ترتكب المفسدة الصغرى وتدفع المفسد الكبرى.

وإذا وجد مصلحتان فالدين يأمر بفعل المصلحتين, فإذا لم يتمكن من فعلهما ماذا نعمل؟ نفوت المصلحة الصغرى لتحقيق المصلحة الكبرى, الدين مبني على جلب المصالح ودرأ المفاسد مثلا من درأ المفاسد .

ودليل هذه القاعدة قول الله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام/108] .

سب آلهة المشركين مطلوب, لكن إذا كان يؤدي إلى سب الله أو سب الدين ممنوع, إذا سبيت آلهة المشركين وأوثانهم سبوا إلهك ومعبودك وهو الله  فلا تسب, فلا تسب دينهم لئلا يسبوا دينك وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام/108].

هذا درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح, نحن ندرأها للمفسدة, وهو أنه لا نسب آلهة المشركين لئلا يسب الله عدوًا بغير علم.

ومن ذلك أيضًا من درأ المفاسد: قول النبي ﷺ  في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي ﷺ  قال لعائشة: لولا قومك حديثُ عهدٍ بشرك أو بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابين وأدخلت الحجر.

قريش الآن بنوا الكعبة قبيل قبل بعثة النبي ﷺ أرادوا أن يبنوا الكعبة بمالٍ حلال جمعوا مالًا حلال لبناء الكعبة, فلم يتوفر لهم مال حلال ليكفي بناءها, كل الناس المال الحرام (..) ما في مال حلال يكفي لبناء الكعبة ماذا يعملون؟ طلعوا الحجر, بنوا جزءاً منها وطلعوا جزءاً منها, لا يريدون أن يبنوا الكعبة بالمال الحرام وما وجدوا المال الحلال يكفي, فأخرجوا الحجر هذا.

والحجر هذا ستة أذرع ونصف من الحجر إلى الكعبة, فالنبي ﷺ قال لعائشة: لولا قومك حديثُ عهد بشرك, يعني: لولا أخاف أن تنكر قلوبهم ولا يتحملون ويخشى عليهم من الردة لنقضت الكعبة وأدخلت الحجر؛ لأنه من الكعبة, وفتحت لها بابًا غربيًا – الكعبة-  وأنزلت الباب الشرقي, باب يدخل منه الناس ويخرجوا منها, لكن ما الذي منع النبي ﷺ من هذا؟ درأ المفسدة لولا قومك حديثُ عهد بشرك لنقضت الكعبةوجعلت لها بابين.

عبد الله بن الزبير لما تولى الحجاز بعد وفاة يزيد بن معاوية طبق الحديث, قال: الآن تمكن الإسلام من القلوب, ولا ولا أحدث شيء الآن, فهدم الكعبة وأدخل الحجر وفتح لها بابًا غربيًا ووضع الباب الشرقي, فصار بذلك صارت الكعبة على الأركان الأربعة على قواعد إبراهيم, فصار عبد الله بن الزبير يستلم الأركان الأربعة, الحجر والركن اليماني والركن الشامي والركن العراقي.

النبي ﷺ ما كان يستلم إلا الركنين اليمانيين؛ لأنهما على قواعد إبراهيم, أما ركني الشام والعراق ليسا على قواعد إبراهيم؛ لأن الحجر أخرجهما, فكان عبد الله بن الزبير لما بنى الأركان الأربعة كلها على قواعد إبراهيم صار يستلم الأركان الأربعة.

لكنه لم يتم له الأمر, بل كان عبد الملك بن مروان قاتل عبد الله بن الزبير ووكل المهمة إلى الحجاج بن يوسف أمير العراق, فكان يرسل الجيوش إلى مكة يقاتل عبد الله بن الزبير, فأرسل جيشا وانتصر على عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق وهدمها وبناها من جديد وأخرج الحجر وسد الباب الغربي ورفع الباب الشرقي وأعادها على ما كانت عليها في الجاهلية اعادها من ....

فقيل له (..) عبد الملك بن مروان لقيه بعضهم وهو يطوف بالبيت وقال: إن عبد الله بن الزبير يكذب على النبي ﷺ ويقول كذا وكذا, فقال له: لا تقل (..) سمعت كذا وكذا, فنكث رأسه وقال: ليتنا تركناه وما أراد ليتنا تركناه وما أراد, وسيجمع الله بينهما يوم القيامة ... عنده ويحكم بينهم  بحكمه العادل.

 كان معاوية بن أبي سفيان كان إذا طاف بالبيت جعل يستلم الأركان الأربعة كلها, الركن اليماني والحجر والشام والعراق, من وراء الحجر, فأنكر عليه ابن عباس, فقال ابن عباس: كيف تستلم الأركان الأربعة والنبي ﷺ ما استلم إلا الركن اليماني والحجر الأسود؟ فقال معاوية بن أبي سفيان: يا ابن عباس أفي البيت شيء مهجور؟ البيت فيه شي مهجور ما نهجر شي من البيت ؟ فقال ابن عباس: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب/21] . ولم أرَ النبي ﷺ  يستلم إلا الركنين اليمانيين, فقال: صدقت, فرجع إلى قوله.

نعم هذا مثال لدرأ المفاسد, درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح نعم .

(المتن)

(الشرح)

نعم هذه هذه كما سبق إذا تزاحم المصالح صار عندنا مصلحتان أو ثلاث مصالح أو أربعة ولا نستطيع أن نفعلهما نفعل المصالح الكبرى ولو ضاعت المصالح الصغرى.نعم.

والمفاسد إذا اجتمعت ولا يمكن تركهما لا بد من فعل مفسدة نرتكب نرتكب المفسدة الصغرى ونزيل الكبرى نعم .

(المتن)

(الشرح)

نعم كما سابق تزاحمت المفاسد ترتكب الأدنى, إذا تزاحمت المصالح ترتكب الأعلى من المصالح نعم .

(المتن)

(الشرح)

والشرع من أصوله التيسير حيث التسهيل, يعضد هذا القاعدة أدلة كثيرة منها قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة/185]. ومن الأدلة قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج/78] . ومن أدلتها قوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة/286]. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق/7] .

ومن ذلك أن الله تعالى رخص للمسافر والمريض الفطر في رمضان وفي قصر الرباعية في السفر هذا من أرادة اليسر ومن نفي الحرج نعم .

ومن ذلك أيضًا شرعية التيمم عند عدم الماء أو العجز عن استعماله كل هذا من التيسير الذي جاءت به الشريعة نعم .

(المتن)

(الشرح)

نعم القاعدة: لا واجب مع عجز ولا محرم مع ضرورة, ليس شيء واجب مع عدم القدرة, إذا لم يستطيع الإنسان على الشيء فإنه يسقط عنه, ومن أدلة هذا قول النبي ﷺ لعمران بن حصين: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب. زاد النسائي: فإن لم تستطع فمستلقيًا.

لا واجب مع عجز, القيام في الصلاة هذا ركن لا تصح الصلاة إلا به, لكن إذا عجزت سقط هذا الواجب وجاز له أن يصلي قاعداً, فإن عجز صلى على جنبه فإن عجز صلى مستلقيًا.

لا واجب مع عجز، ولا محرم مع ضرورة أكل الميتة حرام إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ [النحل/115] . وإذا اضطر الإنسان ولم يجد شيئًا وخاف على نفسه الهلاك جاز له أكل الميتة بل يجب على الإنسان أن يأكل الميتة ولا يستسلم للهلاك لا يموت, أكل الميتة حرام لكن إذا وصلت به الحال إما أن يموت وإما أن يأكل من الميتة يأكل من الميتة ولا يموت, بل إنه يأثم لو لم يأكل, يجب يكون واجبا عليه أكل الميتة في هذه الحال, يكون واجبا عليه حتى ينقذ نفسه من الهلاك.

ومن ذلك إذا صام الإنسان في رمضان واشتد به العطش وخاف على نفسه الهلاك لا يموت يفطر يشرب حتى يحفظ حياته وصحته ويلزم بقية اليوم ثم يقضي هذا اليوم, يجب عليه في هذه الحالة أن ينقذ نفسه, يعني إذا اشتد به العطش وخاف إما أن أموت وإما أن يفطر, يفسد صومه أو يموت ماذا يعمل؟ يفطر ولا تهلك نفسك وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ[الحج/78] . افطر اشرب حتى تحفظ حياتك ثم بعد ذلك الزم بقية اليوم وتقضي هذا اليوم والحمد لله وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ[الحج/78] .

أو مثلاً: لو احتاج إلى انقاذ معصوم من هلكة, سقط إنسان في الماء يهلك وفي سباح قال: ما أستطيع أن أطلعه إلا أن أفطر, أنا تبعان, نقول له: أفطر وانزل طلعه وتقضي الحمد لله وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ[الحج/78] .هذا من التيسير التي جاءت به الشريعة واضح هذا .

  ومن ذلك الحلف إذا حلف إنسان, حلف بعض الناس (..) يحلف أنه ما يزور فلان ولا يأكل طعامه, ثم تكون عنده مناسبة جاره يقول: يا فلان,(..) قال: والله أنا حالف ما أزور بيت جاري, حلف اليمين ما تمنع من فعل الخير كفر عن يمينك والحمد لله, كفر عن يمينك وزر قريبك وكل طعامه, قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى خيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير. وفي الحديث: لئن أن يلج أحدكم في يمينه آثم له عند الله من أن يعطي الكفارة التي أوجبها الله, أو كما جاء في الحديث, كونه يلج في يمينه ويستمر هذا آثم له عند الله, أشد له إثماً من كونه يكفر عن يمينه ويفعل ما حلف على تركه أو فعله نعم.

(المتن)

(الشرح)

نعم كل محظور محرم مع الضرورة يفعله الإنسان ما يضطر إلى فعله, كل محظور يعني: ممنوع شرعًا, مثلاً أكل الميتة محرم شرعًا, فإذا اضطر الإنسان يأخذ مقدار الضرورة التي ينقذ بها حياته.

محظور يعني ممنوع كل ممنوع إذا اضطر الإنسان إلى فعله جاز له أن يفعل حتى تزول الضرورة حتى تزول ضرورته,لكن ما معنى الضرورة؟ الضرورة ماهي معناها الضرورة  يعني: ضرورة ملجئة التي هذا فيه إما أن يفعل وإما أن يموت, وليس معنى ذلك أن الإنسان يفعل ويقول: أنا مضطر وهو له مندوحة ووعنده سعة لا, الضرورة عرفنا الضرورة ملجئة نعم.

(المتن)

(الشرح)

نعم وترجع الأحكام إلى اليقين فلا يزيل الشك لليقين نعم هذه قاعدة ما وجب بيقين فلا يخرج عنه إلا بيقين.

 مثل ذلك: الإنسان إذا توضأ تيقن أنه متوضئ ثم شك هل أحدث أم لم يحدث؟ نقول: الأصل أنك على وضوئك فلا تنتقل عن هذا لا تنتقل عن اليقين وهو الوضوء إلا بيقين, إذا تيقنت الحدث وإلا فالأصل أنك على وضوء.

وبالعكس إنسان متيقن أنه أحدث لكن شك هل توضأ أم لم يتوضأ, نقول: الأصل أنك محدث,الاصل اليقين أنك محدث, أنت مع اليقين, أما الشك الذي طرأ هل توضأت أم لم أتوضأ اطرحه, اعتبر نفسك غير متوضأ وخليك مع اليقين.

ومن ذلك ما جاء في الحديث من أدلة هذه القاعدة قول النبي ﷺ في الحديث: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه فلا يخرج حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. وجاء في الحديث الآخر: إذا وجد أحدكم في بطنه قرقرة فلا يخرج حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. يعني: حتى يتيقن الحدث, إذا شك الإنسان أنه أحدث فلا يخرج حتى يسمع صوتاً صوت الحدث أو يجد ريحاً ريح حدث. كما في حديث أبي هريرة: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط.

 والمعنى: أنه لا بد أن يتيقن هل خرج من ذكره شيء؟ هل خرج شك هو توضأ لكن شك هل خرج من ذكره شيء, نقول: لا تخرج حتى تتيقن يغلب على ظن أو يكون عندك علم أنه خرج من ذكرك شيء رطوبة, أما الشكوك والوساوس اطرحها نعم .

(المتن)

(الشرح)

نعم هذه قاعدة: الأصل في المياه الطهارة والأصل في الأرض الطهارة, والأصل في الحجارة الطهارة الأصل في المياه الطهارة.

إذا كان في ماء ما تدري هل هو طاهر أو غير طاهر؟ يقول: الأصل أنه طاهر, حتى تتيقن, الأرض طاهرة وإلا غير طاهرة؟ الأصل أنها طاهرة, الحجارة ما تدري هل هي طاهرة أو غير طاهرة, الأصل أنها طاهرة تبقى على الأصل.

وهذا بعكس مثلاً: الذبائح, الذبائح الأصل فيها المنع, فإذا كانت ذبيحة ما تدري هل ذبحت على الشريعة أو غير الشريعة تمتنع, الأصل المنع, الأصل في الذبائح المنع حتى تتيقن أنها ذبح على الشريعة.

كالأصل في الأبضاع والفروج التحريم, شك الإنسان مثلاً في زوجته, هل هي زوجته أو غير زوجته يمتنع حتى يتيقن.

فالأصل في المياه الطهارة والأصل في الأرض الطهارة والأصل في الحجارة الطهارة, والأصل في الذبائح التحريم والأصل في الأبضاع التحريم نعم (....).

(المتن)

(الشرح)

 نعم إذا عرف أن الأصل القاعدة الأولى: أن الأصل في المياه والأرض والحجارة الطهارة, والعكس: الأبضاع, واللحوم, وعصمة المسلم الأصل أن دمه معصوم, (...)

والأصل في الأبضاع واللحوم

والنفس والأموال للمعصوم

نعم الأصل في الأبضاع واللحوم والنفس والأموال والأصل الحرمة فيها الأموال الحرمة, الأصل في الأبضاع يعني الفروج النكاح الأصل فيها المنع حتى تتيقن الحل.

والأصل في اللحوم التحريم كيف هذا اللحم ذبح على الطريقة الشرعية الأصل المنع.

 والأصل في المال, المال ما تدري هل هو لك أو غير لك؟ الأصل فيه المنع حتى تتيقن الحل, ما تدري هذا المال لك وإلا لزميلك, إذًا: تتوقف حتى تتيقن, الأصل في الأموال المنع.

الأصل في النفس العصمة, يبقى الأصل في نفس الإنسان أنه معصوم, فأنت عندك إنسان وأنت شكيت هل هذا الإنسان هو الذي اعتدى على قريبك أو غيره حتى تقتص منه, يقول: الأصل العصمة توقف, قف حتى تتيقن أن هذا الشخص هو الذي اعتدى على قريبك.

والأصل في الأبضاع التحريم, الأبضاع الفروج, والأصل في اللحوم التحريم, والأصل في المال المنع, والأصل في النفس العصمة.

والأصل في الماء الطهارة والأصل في الأرض الطهارة والأصل في الحجارة الطهارة.

نعم هذه أصول, والأصل في البيوع الحل أيضًا, البيع الأصل فيه الحل,نعم إذا أشكل عليك هل البيع هذا حلال أو غير حلال تبقى مع الأصل حتى يأتي ما يدل على أنه فيه ما يمنع نعم.

(المتن)

(الشرح)

فافهم هداك الله هذا من نصحه دعا له بالهداية, فافهم رحمك الله ما يملُ يعني: ما نملي ونكتب, كما في قوله تعالى: فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ [البقرة/282] . يملُ يعني: يُكتب يملي يمل يعني يكتب .

(فافهم هداك الله ما يملُ) افهم ما يكتب افهم ما كتبت هنا, ما أمليه وما أكتبه نعم .

(المتن)

(الشرح)

نعم الأصل في العادات الإباحة حتى يأتي التحريم, عادات الناس مثلاً: طريقة في السيارات هل مثلا يركب السائق يكون عن اليمين أو عن اليسار نقول: هذه عادة خلاص هذه عادة ما يخالف فيها أحد,الأصل مثلاً: في كيفية بناء المنازل الأصل عادة ما يقال: هذا حلال أو حرام الأصل الحل. يكون البيت على طريقة كذا تجعل المجلس عن يمينه أو عن يساره, تجعل الصالة في الوسط أو في غير الوسط هذه عادات الأصل فيها الحل, في ركوب السيارة في كذا الأصل في العادات الإباحة.

عادة الناس التي لا تتعلق بالعبادة الأصل فيها الإباحة.

نعم عادة في كيفيه مثلا كذا  تقديم الطعام أو تقديم كذا هل تكون القهوة قبل أو بعد ذلك أو في الوسط, هذه عادات الأصل فيها الإباحة ما هي بعبادة حتى يقال: لا بد أن تعمل كذا أو تعمل كذا نعم والأصل في العادات الإباحة.

(المتن)

(الشرح)

ليس هناك مشروع إلا ما جاء به الشرع هذه قاعدة, ما لم يأت به الشرع ما يقال له مشروع, كل ما يخالف الشرع ما يقال له: مشروع, المشروع ما جاء به الشرع, والشرع هو كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وفيها الصحيح المأخوذ من النصوص. ما جاء من الكتاب والسنة هذا هو المشروع, ما خالف الكتاب والسنة ما يقال له مشروع نعم .

(المتن)

(الشرح)

(وسائل الأمور كالمقاصد) يعني ما عدا الغايات فيكون مقاصد, ماذا قال الشارح؟ كلام الشارح ماذا قال قوله وسائل الأمور .

(المتن)

قال الشارح:
 

(الشرح)

نعم المقاصد لها حكم الغايات, فمثلاً: الله تعالى أوجب على المسلم أن يصلي في المسجد جماعة, لا بد من وسيلة, الوسيلة ما هي أن تمشي من بيتك إلى المسجد, إذًا يجب عليك المشي, المشي إلى المسجد واجب, الله أوجب عليك صلاة الجماعة ما هي الوسيلة؟ الوسيلة المشي, وسيلة إلى الواجب, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

مثلاً: أوجب الله الصلاة فلا بد من الوضوء فالوضوء وسيلة مع أنه جاء به الشرع, فالوسيلة هي توصل إلى الغاية لها حكم الغاية, والوسائل لها حكم الغايات نعم .