شعار الموقع
  1. الصفحة الرئيسية
  2. الدروس العلمية
  3. متفرقات
  4. الإبانة الصغرى
  5. الإبانة الصغرى لابن بطة (4) من قوله: "وقال صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى..." إلى قوله: "وعن ابن عباس: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض"

الإبانة الصغرى لابن بطة (4) من قوله: "وقال صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى..." إلى قوله: "وعن ابن عباس: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض"

00:00
00:00
تحميل
178

( متن )

و قال ﷺ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ

 (المحقق)

رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح و ابن ماجة و ابن أبي عاصم في السنة، و عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى سنن سعيد بن منصور و أحمد و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر  و ابن مردويه و البيهقي في شعب الإيمان، و رواه الآجري، و في سنده الحجاج ابن دينار لا بأس به، و قد ذكره مسلم في مقدمته و قال أبو غالب صدوق يخطئ و باقي السند ثقات و رواه المصنف في الكبرى و اللالكائي و الهروي  .

( شرح )

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين وصلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.            أما بعد :

فهذا الحديث لا بأس بسنده رواه الترمذي بسند لا بأس به، و رواه الإمام مسلم في مقدمته و هو قوله ﷺ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ الآية الكريمة مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون 

و فيه التحذير من الجدال و هذا الجدل اختص به أهل البدع من الجهمية و المعتزلة و الأشاعرة و المرجئة والرافضة و غيرهم ،كلهم أهل جدل -نسأل الله السلامة و العافية- تجدهم يجادلون في النصوص و يأولونها و يحرفونها و يجادلون أهل الحق.

و فيه التحذير من الجدل في هذا الحديث التحذير من الجدل ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل و يدل على أن من أوتي الجدل و عارض النصوص فإنه ضال -نسأل الله السلامة والعافية-.

فالواجب الحذر من الجدال و العمل بالكتاب و السنة و ترك المراء و الجدال .

( متن )

 و قال ﷺ المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيداً.

(المحقق)

رواه الطبراني في الأوسط، و أبو نعيم في الحلية، و ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة، و كذا في تخريجه للمشكاة .

( شرح )

و هذا الحديث المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيداً و في رواية مشهورة له أجر خمسين من دون التقييد بشهيد.

 و الحديث له شواهد والأقرب أنه ثابت و العلامة ابن القيم -رحمه الله ذكره في الكافية الشافية و قال  إن المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين و جا في بعضها قالوا يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال  منكم و في لفظ القابض على دينه كالقابض على الجمر والمتمسك بسنتي له أجر خمسين قالوا يا رسول الله منا أو منهم قال منكم تجدون على الخير عوناً و لا يجدون على الخير عوناً.

 و لا يدل هذا على أن المتمسك بالسنة أفضل من الصحابة بالمراد له أجر خمسين من هذه الناحية و في هذا الجانب و في هذه الخصلة و هي التمسك بالسنة و العض عليها مع كثرة الفساد ممن حوله و لا يجد على الخير عونا يعينونه فالأجل ذلك صار له أجر خمسين، و لكن ليس معنى ذلك أنه أفضل من الصحابة، لا ،، الصحابة لهم مزايا متعدة مزية الصحبة لا يحلق بها من بعدهم إلى يوم القيامة مزية الجهاد في سبيل الله مع رسول الله ﷺ و مزية تبليغ الشريعة و تبليغ الدين هذه الصحابة لا يلحقهم من بعدهم.

 و القاعدة أن المزية الخاصة أو الفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة قاعدة هذه فضيلة خاصة , الفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة فالذي يتمسك بالسنة عند فساد الأمة في آخر الزمان له أجر خمسين من الصحابة في هذا الجانب و هذه المحن و في هذه المزية و هذه الفضيلة , مزية خاصة و هو التمسك بالسنة له أجر خمسين، لكن الصحابة أفضل منه، مزية الصحبة لا يمكن أن يساويها ولا أن يحققها، و مزية الجهاد في سبيل الله، فالمزية الخاصة لا تقضي على المزية العامة و الفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة.

 و من ذلك أيضا ما جاء في الحديث الصحيح أنه أول من يكسا يقوم القيامة إبراهيم الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا، و قال الرسول ﷺ  وأول من يكسا إبراهيم ، هذه مزية خاصة لإبراهيم عليه الصلاة و السلام، و لكن نبينا عليه الصلاة و السلام هو حفيده أفضل من جده إبراهيم و هو يليه في المرتبة، و لهذا يتأخر عن الشفاعة يوم القيامة، ونبينا ﷺ تقدم في الشفاعة، الشفاعة العظمى التي يغبطه بها الأولون والآخرون لنبينا محمد ﷺ، و إبراهيم له هذه المزية الخاصة و هي أنه أول من يُكسا يوم القيامة.

 و كذلك من المزايا الخاصة لموسى عليه الصلاة و السلام ما جاء في الحديث أن النبي ﷺ قال إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش وفي لفظ وإذا بموسى باطش بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة يوم الطور فهذه منقبة و مزية لموسى ، و هو أنه إما أن يكون صعق أو لم يصعق فإن كان لم يصعق فهي مزية له، لأن الناس صعقوا ومنهم النبي ﷺ، و إن كان صعق و أفاق قبل النبي ﷺ فهي مزية لكنها مزية خاصة، و النبي ﷺ له مزايا أخرى كثيرة.

 فالمقصود أن هذا الحديث لا بأس بسنده له شواهد و صححه العلامة ابن القيم -رحمه الله- في الكافية الشافية و غيره، و لكن ليس معناه أن المتمسك بالسنة أفضل من الصحابة إنما المعنى كما سبق أن هذه مزية خاصة للمتمسك بالسنة و جاء في اللفظ الآخر وجه ذلك قال: تجدون على الخير عوناً و لا يجدون على الخير عوناً. فالمتمسك بالسنة في هذا الزمن لا يجد عونا و الصحابة يجدون عونا فلهذا صار له أجر خمسين و صارت له هذه المزية الخاصة.

 و فيه الحث على التمسك بالسنة و لزومها عند ظهور البدع و المنكرات.

 و فيه التحذير من البدع و هذا وجه إتيان المصنف -رحمه الله- بهذا الأثر يحذر من البدع فإن المتمسك بالسنة بعيد عن البدع و الجهمية و المعتزلة و الخوارج والرافضة كل هؤلاء لم يتمسك بالسنة، فالواجب التمسك بالسنة و الحذر من البدع و المحدثات في الدين .

( متن )

و قال ﷺ المتمسك بدينه عند فساد الناس كالقابض على الجمر.

(المحقق) 

رواه الترمذي بلفظ قريب منه و قال هذا حديث غريب من هذا الوجه و أشار ابن حجر الهيثمي إلى وجود شاهد له من حديث أبي أمامة .

( شرح )

الحديث لا بأس في سنده و المعنى صحيح  المتمسك بالسنة عند فساد الناس كالقابض على الجمر  و هذا واقع لأنه تحمل يتحمل و يتصبر لوجود الفساد ممن حوله و الفتن و البدع، فهو يتصبر و يتحمل و يلزم السنة و يصبر على الأذى الذي يصيبه فهو كالقابض على الجمر و فيه الحث على التمسك بالسنة و التحذير من البدع و المحدثات في الدين .

( متن )

و قال ﷺ المتمسك بدينه في الهرج كالمهاجر إلي

 رواه مسلم و ابن ماجة بلفظ العبادة في الهرج و رواه الآجري و عبد بن حميد في مسنده و المصنف في الكبرى .

( شرح )

و الحديث لا بأس به وهو رواه مسلم -رحمه الله- بلفظ العبادة في الهرج كهجرة إلي و الهرج الاختلاط و الفتن و الحروب و هو من أشراط الساعة كثرة الفتن و الاختلاط و القتال فعند وجود الفتن إذا تمسك الإنسان بالسنة فله أجر المهاجر إلى النبي ﷺ.

المتمسك بدينه في الهرج يعني: القتال و الفتن و اختلاط الأمور و خفايا الحق و كثرة الاشتباه، فالمتمسك بالسنة في هذه الحالة و المتمسك بدينه كالمهاجر إلى النبي ﷺ.

و الحديث صحيح لا بأس به، فالمتمسك بدينه في الهرج عند الإختلاط و الفتن و خفاء السنة و إعجاب كل ذي رأي برأيه، فالمتمسك بالسنة كالمهاجر إلى النبي ﷺ فيه الحث على التمسك بالسنة و التحذير من البدع و المحدثات في الدين و البعد عن الشبهات والمتشبهات .

( متن )

و قال ﷺ  بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. قالوا يا رسول الله و من الغرباء ؟ قال الذين إذا فسد الناس صلحوا.

(المحقق)

رواه مسلم إلى قوله فطوبا للغرباء فقط، و الترمذي بلفظ قريب منه و قال حديث حسن صحيح، و أحمد و ابن وضاح في البدع و النهي عنها، و رواه ابن ماجة بلفظ قيل من الغرباء قال: النزاع من القبائل،  وكذا الدارمي في سننه، و رواه المصنف في الكبرى و رواه ابن قتيبة في تأويل الحديث .

( شرح )

و هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه و هو قوله بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء و المعنى أن الإسلام بدأ غريبا لم يدخل في الإسلام إلا القلائل، فالنبي ﷺ هو أول المسلمين من هذه الأئمة ثم أسلم أبو بكر الصديق و أسلم بلال و آمنت خديجة زوج الرسول ﷺ  و علي جميعا.

 فنبينا ﷺ أول المسلمين من هذه الأمة و لهذا قال وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ثم أول من آمن به من الأحرار عليه الصلاة و السلام أبو بكر الصديق و من العبيد و الأرقاء بلال و من الصبيان علي بن أبي طالب و من النساء خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ثم أسلم صهيب و عمار بن ياسر و جماعة فالإسلام بدأ غريبا، ما اعتنقه إلا قلة، ثم انتشر الإسلام و كثر و هاجر النبي ﷺ إلى المدينة.

 ثم لما فتح الله مكة للنبي ﷺ دخل الناس أفواجا و في سند صحيح جاءت الوفود إلى النبي ﷺ وفود القبائل من جميع أنحاء بلاد العرب حتى دخل الناس في دين الله أفواجا و انتشر الإسلام، ثم الخلفاء الراشدون في زمن الخلفاء الراشدين انتشر الإسلام و توسع.

 و في آخر الزمان يعود غريباً كما بدأ يخرج الناس من دين الله و لا يبقى فيه إلا قلة القلائل.

 بدأ الإسلام غريباً الغريب: هو الذي ليس معه أحد قلة يعني و منه الغريب سمي الغريب في البلد لأنه منفرد وحده من بين أهل البلد, أهل البلد الناس بين أهليهم و أبنائهم وهذا منفرد غريب.

 فطوبى للغرباء طوبى شجرة في الجنة هذا فيه الحث على التمسك بالسنة و التمسك بالدين في وقت غربته و عدم وجود من يعين عليه يلزم الإنسان الحق فيتمسك بالسنة بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء  يعني وعد بالجنة و الكرامة للغرباء الذين يتمسكون بدين الإسلام و يعضون عليه بالنواجد و يلزمونه و يتمسكون بالسنة ويبتعدون عن أهل البدع و أهل الإشراك، قالوا يا رسول الله من الغرباء ؟ -هذه في غير مسلم- قال الذين إذا فسد الناس صلحوا و في لفظ: الذين يصلحون إذا فسد الناس هذا تفسير الغرباء،  الذين يصلحون إذا فسد الناس ، و في لفظ: الذين يصلحون ما أفسد الناس، و في لفظ: هم النزاع من القبائل و في لفظ: هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير أربعة ألفاظ جاءت.

اللفظ الأول: قيل للرسول ﷺ من الغرباء قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس يعني: يصلحون بأنفسهم هم , هم يصلحون بأنفسهم و يلزمون الحق و يعضون عليه بالنواجد و يتمسكون بالسنة عند فساد الناس.

و في اللفظ الآخر الذين يصلحون ما أفسد الناس يعني دعاة يصلحون هم بأنفسهم يعني صلحوا بأنفسهم ثم أصلحوا غيرهم، و المصلح لا بد أن يكون صالحا في نفسه لا يسمى مصلحا إلا إذا صلح في نفسه، فهذه اللفظة فيها زيادة معنى على المعنى الأول , المعنى الأول: يصلحون إذا فسد الناس صالحون بأنفسهم، أما اللفظة الثانية: الذين يصلحون ما أفسد الناس يعني دعاة الإصلاح، يصلحون ما أفسد الناس يأمرون بالمعروف و ينهون  عن المنكر و يدعون إلى السنة و يحذرون من البدعة.

 و في لفظ: هم النزاع من القبائل من كل قبيلة واحد أو اثنين يعني: تجد القبيلة كلها على البدعة و على الفساد و ينزع منها واحد أو اثنين، هم النزاع من القبائل.

و في اللفظ الرابع: هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير  قيل من الغرباء قال:  هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير قوم صلحوا في أنفسهم قلة في مجتمع كثير فاسد .

( متن )

و قال ﷺ : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، و من آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه

(المحقق)

رواه الترمذي و قال حديث حسن غريب، ورواه أحمد في فضائل الصحابة بلفظ اتقوا الله في أصحابي و رواه ابن حبان في صحيحه، وأورده السيوطي في الجامع الصغير و رمز لحسنه و قال شارحه المناوي و فيه عبد الرحمن بن زياد قال الذهبي: لا يعرف .

( شرح )

و الحديث لا بأس بسنده، و فيه الحث على تعظيم الصحابة و تقديرهم و إجلالهم و احترامهم و معرفة منزلتهم و سابقتهم و فضلهم و إنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها بالعدل و الإنصاف لا بالهوى و التعصب، و الترضي عنهم و الحذر من عيبهم و تنقصهم.

و لهذا حذر النبي ﷺ في هذا الحديث بقوله الله الله في أصحابي يعني: الزموا أصحابي و اعرفوا لهم فضلهم و سابقتهم و مكانتهم و سبقهم إلى الإسلام و جهادهم مع النبي ﷺ و نشرهم لدين الله.

 لا تتخذوهم غرضاً الغرض الهدف, الهدف التي ترمى إذا كان هناك أشخاص يترامون يضعون هدفا يرمونه، فالذي يسب الصحابة جعلهم هدف, الذي يسب الصحابة جعلهم غرض و لهذا قال النبي ﷺ في الحديث:  الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي يعني لا تسبونهم و لا تعيبونهم و لا تتنقصوهم و لا تسبوهم و لا تعيبوهم و لا تنكروا فضائلهم.

فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم من أحبهم فإنما أحبهم لمحبة النبي ﷺ لأنهم أصحابه  وزراؤه و أخلاؤه، و الله لم يكن ليختار لنبيه إلا أفضل الناس فهم خير الناس و أفضل الناس و لا كان و لا يكون بعدهم، و من أبغضهم فيلزم من ذلك أن يكون مبغضا للرسول ﷺ ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ما أبغضهم إلا لأنه يبغض الرسول عليه الصلاة و السلام ومن أحبهم فقد أحب النبي ﷺ و من أبغضهم  فقد أبغض النبي ﷺ.

 ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه  فيكون هالكا، و لا يلزم من الأذى لحوق الضرر , الله تعالى لا يلحقه ضرر من خلقه و لا يضره أحد من خلقه كما في الحديث الآخر يقول الله في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر هذا فيه أذية لله لكن لا يلزم من الأذية إلحاق الضرر، العباد لا يمكن أن يضروا الله المخلوق لا يمكن أن يضر الخالق، و لهذا قال الرب سبحانه في الحديث القدسي يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فالعباد لا يضرون الله و لا ينفعونه لا يحلقه ضرر و لا نفع من عباده، فدل هذا على أنه لا يلزم من الأذى لحوق الضرر.

 إذاً من أحب الصحابة فإنما أحبهم لحبه للنبي ﷺ و من أبغضهم فإنما أبغضهم لبغضه للنبي ﷺ، لازم هذا كيف تحب شخصا و تبغض صاحبه ما يمكن هذا تحب شخصا و تبغض خليله و صديقه ووليه لا يمكن هذا فمحبة الولي يلزم أن تحب وليه، و إذا أبغضت شخصا فلا بد أن تبغض صاحبه أتبغض (أعدائي) (أصحابي) و تدعي حبي لا يمكن هذا، و لهذا فإن من سب الصحابة فإن ذلك يدل على غل و حقد في قلبه على الإسلام و من كفر الصحابة أو فسقهم فهو كافر لأنه مكذب لله لأن الله زكاهم و عدلهم -كما سمعنا بالأمس- ، و يضاف إلى هذا أيضا أن من كفر الصحابة و فسقهم فقد طعن في دين الإسلام, من الذي نقل إلينا الشريعة القرآن و السنة من الذي نقلها ؟ الصحابة. فإذا كانوا كفارا فكيف يوثق بدين نقله كفار؟ فالطعن في أصحابه طعن في القرآن و السنة، الذي يقولإن الصحابة كفروا أو فسقوا هذا طعن في القرآن و السنة، لأن الذي نقل إلينا الشريعة و نقل إلينا القرآن و بلغ لنا القرآن و بلغنا السنة من هم ؟ الصحابة. فإذاً كفار فكيف يوثق بدين نقله كفار و حمله كفار ؟

فدل على أن تكفير الصحابة و تفسيقهم كفر و ردة من جهتين: من جهة أنه كذب بالله لأن الله زكاهم و عدلهم و من جهة أنه طعن في القرآن و السنة لأن الذي نقله هو الصحابة و لا يوثق بدين حمله كفار و فساق، و كذلك أيضا من قال أن القرآن طار ثلثيه و لم يبقَ إلا الثلث هذا أيضا نوع ثالث من الكفر لأنه مكذب لله في قوله إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فمن قال أن القرآن غير محفوظ و أنه طار ثلثيه ولم يبقَ إلا الثلث و أنه يوجد مصحف لفاطمة يعادل المصحف الذي بين أيدينا ثلاث مرات هذا كفر و ردة لأنه مكذب لله في قوله إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ كذلك من عبد آل البيت و دعاهم من دون الله و استغاث بهم فهذا كفر و ردة نسأل الله السلامة و العافية .

( متن )

و قال ﷺ لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه.

(المحقق)

 رواه البخاري و مسلم والترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه أحمد في فضائل الصحابة ورواه ابن حبان في صحيحه و أبو داود .

( شرح )

و هذا الحديث حديث عظيم يبلغ من المؤمن العجب، النبي ﷺ يقول لا تسبوا أصحابي الحديث له سبب، الحديث رواه الشيخان البخاري و مسلم رحمهما الله في كتابيهما الذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله ، و سبب الحديث أنه حصل شيء من الكلام و الأخذ و المرادة بين صحابيين جليلين أحدهما عبد الرحمن بن عوف و الثاني خالد بن الوليد حصل بينهما شيء من الكلام و عبد الرحمن بن عوف كان ممن أسلم قبل الفتح قبل صلح حديبية و خالد بن الوليد أسلم بعد صلح الحديبية، و صلح الحديبية سمي فتحا سماه الله فتحا في قوله إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لماذا سمي فتحا؟ لأن بعد صلح الحديبية استقرت الأحوال و عقد الصلح بين النبي ﷺ و بين المشركين و وضعت الحرب أوزارها و أمن الناس و صار المشركون يأتون إلى المسلمين و يسمعون القرآن فأسلم جمع غفير و تفرغ النبي ﷺ لفتح خيبر و فتحت خيبر، ثم نقض المشركون العهد بعد سنتين فقاتلهم النبي ﷺ و غزاهم و فتح مكة، فالله تعالى سماه فتحا مبينا لما يعقبه من النصر و فتح مكة أيضا فتح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا  و سماه الله فتحا في قوله لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ لا يستوي من أنفق و جاهد، من أنفق ماله و جاهد في سبيل الله قبل فتح الحديبية و من أنفق و جاهد بعد صلح الحديبية, صلح الحديبية حد فاصل بين السابقين الأولين من المهاجرين، من أسلم قبل صلح الحديبية هو من السابقين الأولين و من أسلم بعد صلح الحديبية ليس من السابقين الأوليين، -واضح هذا- فالصحابة على مراتب، و هناك أيضا بعض الصحابة أسلموا بعد فتح مكة و يسمون الطلقاء منهم أبو سفيان و معاوية و ابنه يزيد، فصارت المراتب كم؟ السابقون الأولون من الصحابة الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، ثم يليهم من أسلم بعد الحديبية و قبل فتح مكة ثم يليهم من أسلم بعد فتح مكة، ثلاث مراتب: السابقون الأولون الذين أسلموا قبل صلح الحديبية منهم عبد الرحمن بن عوف أسلم قبل صلح الحديبية من السابقين الأولين، و خالد بن الوليد أسلم بعد صلح الحديبية فليس من السابقين الأوليين.

 فلما حصل شيء من سوء التفاهم بين عبد الرحمن بن عوف و خالد بن الوليد و سب خالد عبد الرحمن بن عوف النبي ﷺ نهى خالد عن سب عبد الرحمن و قال لخالد لا تسبوا أصحابي يعني المتقدمين في الصحابة و إن كان خالد من الصحابة لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه.

 فالنبي ﷺ ينهى من له صحبة أخرى أن يسب من له صحبة أولى و يقول عليه الصلاة و السلام إن خالد بن الوليد لو أنفق مثل أحد ذهبا في سبيل الله و أنفق عبد الرحمن بن عوف مدا أو نصف مد ما لحق خالد عبد الرحمن بن عوف للتفاوت العظيم الذي بينهما, المد ما هو؟ ملء كفي الرجل المعتدل أو ملء كفي الرجل المتوسط ملأ يديه اللتين ليستا كبيرتين و لا بصغيرتين يقال لهما مد و الصاع أربع أمداد و النصيف يعني النصف، فخالد بن الوليد لو أنفق مثل أحد ذهبا و أنفق عبد الرحمن مدا ملء الكف أو نصف المد لسبق عبد الرحمن خالد، لماذا ؟ لأن عبد الرحمن من السابقين الأوليين و خالد من المتأخرين في الصحبة.

 فالنبي ﷺ يخاطب خالد يقول لا تسبوا أصحابي المتقدمين من لهم صحبة أولى يخاطب من له صحبة أخرى لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده أقسم عليه الصلاة و السلام و هو الصادق و إن لم يقسم و لكن لتأكيد المقام فولذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم أيه المتأخرون في الصحبة مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم مد السابقين الأوليين ولا نصيفه.

 فإذا كان هذا التفاوت بين الصحابة بين السابقين الأوليين و بين من أسلم بعد صلح الحديبية، فكيف التفاضل بين من أسلم بعد صلح الحديبية و بين من أسلم يوم الفتح، و كيف التفاضل بين الصحابة و من بعد الصحابة لا يعلم إلا الله مقدار التفاضل، فإذا كان النبي ﷺ يخاطب خالدا و يقول لا تسبوا أصحابي فلا يمكن أن تبلغ ما بلغوا، فكيف بمن جاء بعد الصحابة من التابعين و من بعدهم و كيف بمن يسب الصحابة؟

هذا يدل على أن الأمر عظيم و أن سب الصحابة أمر جلل أمر خطير ليس بالأمر الهين.

وفيه التحذير من سب الصحابة و الواجب الترضي عليهم الترضي على أصحاب و إنزالهم منازلهم و معرفة فضلهم و سابقتهم و جهادهم مع النبي ﷺ، و تبليغهم و نشرهم لدين الله ، و الواجب توليهم و الترحم عليهم و اعتقاد أنهم أفضل الناس و أنهم خير الناس و أنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، و أنه لا كان و لا يكون مثلهم، و أنه لا يمكن أن يبلغ منزلتهم أحد من بعدهم، و أن ما صدر منهم من هفوات فهم ما بين مجتهد مصيب له أجران و مجتهد مخطئ له أجر و خطأه مغفور، و ما يروى من الأخبار في حق الصحابة فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الواسطية : أن كثير مما يروى في حق الصحابة كذب لا أساس له من الصحة هذا قسم , قسم كذب لا أساس له من الصحة و قسم له أصل لكن زيد فيه و نقص، و قسم صحيح و الصحيح هم ما بين مجتهد مصيب له أجران و ما بين مجتهد مخطئ له أجر واحد، ثم الذنوب المحققة التي تصدر من الصحابة فهناك أسباب للمغفرة قد يغفر لأحدهم ما لا يغفر لغيره فإذا كان الإنسان من سائر المسلمين يغفر له بالتوبة يغفر له بشفاعة النبي ﷺ و يغفر له بالحسنات، فالصحابة أولى فالذنوب المحققة للصحابة قد يغفر لأحدهم بفضله و جهاده مع النبي ﷺ و سابقته للإسلام قد يغفر له بشفاعة النبي ﷺ و هم أولى الناس بها و قد يمن الله عليه بالتوبة و قد يغفر له بالحسنات الماحية أو المصائب فكيف بعد هذا يأتي قوم في آخر الزمان و يسبون الصحابة و يكفرونهم ؟ نسأل الله السلامة و العافية .

( متن )

و قال معاذ قال لي النبي ﷺ يا معاذ أطع كل أمير وصل خلف كل إمام و لا تسبنَّ أحداً من أصحابي 

(المحقق)

رواه الطبراني في المعجم الكبير و مكحول لم سمع من معاذ و أحمد في فضائل الصحابة .

( شرح )

هذا الحديث ضعيف لانقطاعه لأنه منقطع لكن المعنى صحيح و هو أنه يجب على الإنسان أن يطيع أميره لكن في طاعة الله ، يقول النبي ﷺ من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني.

 و المراد في طاعة الله جمعا بين النصوص، لقول النبي ﷺ في الحديث الآخر لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و لقوله عليه الصلاة و السلام إنما الطاعة في المعروف فمعنى أطع كل أمير يعني: في طاعة الله .

وصل خلف كل إمام هنا المراد الإمام المسلم أما الإمام الكافر فلا يصلى خلفه بالإجماع.

 ولا تسبن أحداً من أصحابي هذا دل عليه النصوص و الحديث و إن كان ضعيف إلا أن معناه صحيح .

( متن )

و وضع رسول الله ﷺ يده على لحية عمر بن الخطاب ثم قال: يا عمر إنا لله وإنا إليه راجعون قال عمر: قلت نعم بأبي و أمي يا رسول الله إنا لله و إنا إليه راجعون فما ذاك؟ قال: إن جبريل أتاني آنفا فقال: يا محمد إنا لله وإنا راجعون إن أمتك مفتونة بعدك بقليل غير كثير قلت: يا جبريل أفتنة ضلال أم فتنة  كفر ؟ قال كل سيكون، قلت :كيف يضلون أو يكفرون و أنا مخلف بين أظهرهم كتاب الله، قال: بكتاب الله يضلون يتأوله كل قوم على ما يهوون فيضلون به.

(المحقق)

 أخرجه الدارمي عن معاذ بن جبل أنه قال يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه المرأة والصبي والرجل فيقول الرجل: قد قرأت القرآن فلم أتبع ) إلى قوله: ( و الله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله و لم يسمعوه عن رسول الله لعلي أتبع ) ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح .

( شرح )

و هذا الحديث فيه اختلاف في روايته, أخرجه الدارمي عن معاذ بن جبل بلفظ آخر مقارب، و المعنى صحيح و هو أنه حصلت فتنة الضلال و فتنة الكفر هناك من ضل و هناك من كفر و ذلك بسبب عدم الإيمان بالقران أو تأويله على غير تأويله و من ذلك ما فعله أهل البدع لأنهم يتأولون القرآن على غير تأويله.

 حتى إن بعض البدع -و العياذ بالله- قالوا الجبت و الطاغوت أبو بكر و عمر و قالوا مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ۝ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ فسروا البحرين بفاطمة و علي يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ فسروا اللؤلؤ و المرجان بالحسن و الحسين، و هكذا -و العياذ بالله- ضل قوم بتأويل القرآن على غير تأويله -نسأل الله السلامة و العافية-.

ففيه التحذير من تأويل القرآن على غير تأويله و التحذير من شبهات المشبهين و ضلالات المضللين و بدع المبتدعين فيجب على المسلم أن يحذر من أهل البدع الخوارج و الجهمية و المعتزلة و الرافضة و المرجئة و غيرهم .

( متن )

و قال الحسن قال النبي ﷺ مثل أصحابي مثل الملح في الطعام ثم قال هيهات ذهب ملح القوم.

(المحقق)

 رواه البخاري بلفظ قريب منه، و رواه عبد الرزاق في مصنفه بسند منقطع، و عن سمرة أن رسول الله ﷺ كان يقول لنا: إنكم توشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام ولا يصلح الطعام إلا بالملح رواه البزار و الطبراني و إسناد الطبراني حسن .

( شرح )

و هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه بلفظ مقارب في قوله:  حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن غسيل قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه بلمحفة و قد أعصب بعصابة جسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد، فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه قوماً آخرين فليقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم كان آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ هذا.

فيه الحث على الإحسان إلى الأنصار و معرفة منزلتهم و فضلهم.

و فيه دليل على أن الأنصار يقلون و يكثر الناس، حتى يكونوا في الناس بمنزل الملح في الطعام، كما أن الملح الآن بالنسبة للطعام كثير كذلك الأنصار يقلون في آخر الزمان، و هذا فيه علم من أعلام النبوة حيث وقع كما أخبر.

 و فيه الحث على احترام الصحابة و تقديرهم و تبجيلهم و إنزاهلم منازلهم و الإحسان إليهم و من الإحسان إليهم الترضي عنهم و توليهم و معرفة فضلهم و سابقتهم و منزلتهم و إنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها بالعدل و الإنصاف لا بالهوى و التعصب.

 و فيه التحذير من سبهم و إيذائهم و تنقصهم و لهذا قال النبي ﷺ فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه قوماً آخرين فيقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم.

( متن )

و دخل ﷺ المسجد و معه أبو بكر عن يمينه و عمر عن يساره و قال هكذا نبعث يوم القيامة وهكذا ندخل الجنة.

(المحقق)

 رواه الترمذي بدون الجملة الأخيرة منه، و قال حديث غريب، و رواه ابن ماجة و قال الهيثمي في مجمع الزوائد، رواه الطبراني في الأوسط و فيه خالد بن يزيد العمري و هو كذاب و رواه الحاكم و ضعف سنده الذهبي و رمز السيوطي لضعفه في الجامع الصغير .

( شرح )

و هذا الحديث و إن لم يصح إلا أن معناه صحيح، أن أبا بكر و عمر ضي الله عنهما هما وزيرا النبي ﷺ ووديعاه في القبر فهما وزيراه في الدنيا و وديعاه في القبر و هما معه يوم القيامة.

 و فيه الحث على معرفة مكانة الشيخين أبي بكر و عمر و منزلتهما العظيمة و الترضي عنهما و توليهما و الحذر من سبهما و تنقصهما وعيبهما، حتى روي عن الإمام أحمد أنه قال: من سب الشيخين فقد كفر و لو لم يسب بقية الصحابة, من ىسب الشيخين أبي بكر و عمر نسأل الله السلامة و العافية .

( متن )

و قال ﷺ ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر و عمر رضي الله عنهما.

 (المحقق)

تفرد به الترمذي و قال حديث حسن غريب في المناقب مناقب الصديق، و ضعفه الألباني في المشكاة، و رواه الطبراني و أبو نعيم في الحلية بلفظ قريب منه، و قال الهيثمي في سند الطبراني محمد بن مجيب الثقفي و هو كذاب و رواه البزار و فيه عبد الرحمن بن مالك ابن مغول و هو كذاب، و رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبي في المستدرك .

( شرح )

و هذا اختلف السلف في تصحيحه و تضعيفه و المعنى صحيح لو لم يصح فالمعنى صحيح، فلا شك أن الشيخين أبا بكر و عمر  هما وزيرا النبي ﷺ و هما وديعاه في القبر و هما معه يوم القيامة.

 فالواجب الترضي عنهما ومعرفة سابقتهما و فضلهما و منزلتهما و توليهما و الحذر من عيبهما و تنقصهما و التحذير ممن فعل ذلك، و أن الذي يسبهما و يتنقصهما ويعيبهما هذا عنده مرض في قلبه و نفاق في قلبه -نسأل الله السلامة و العافية- فمن كان قلبه صحيحا سليما فلا يمكن أن يسب الشيخين أو يعيبهم فمن عاب الشيخين أو تنقصهما أو سبهما فهو لمرض و نفاق في قلبه نسأل الله السلامة و العافية .

( متن )

و قال ﷺ لا تستقر محبة الأربعة إلا في قلب مؤمن تقي أبي بكر وعمر و عثمان وعلي 

 (المحقق)

جاء في سنن أبي داود حديث خير الصحابة أربعة وذكرهم و رواه أيضا الترمذي و الحاكم و جاء في العلل المتناهية لابن الجوزي حديث ما أحب أبا بكر وعمر إلا مؤمن تقي و قال هذا حديث لا يصح .

( شرح )

و هذا الحديث معناه صحيح و لو لم يصح لكن المعنى صحيح، لا شك أن من أحب الخلفاء الأربعة فهذا يدل على إيمانه و أن من أبغضهم أو تنقصهم أو عابهم فذلك لنفاق في قلبه و مرض في قلبه -نسأل الله السلامة و العافية-.

فالخلفاء الراشدون هم أفضل الناس هم أفضل الصحابة أفضل الصحابة هم الخلفاء الراشدون و ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي .

( متن )

و قال ﷺ: إن الله افترض عليكم حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كما افترض عليكم الصلاة والصيام والحج فمن أبغض واحداً منهم أدخله الله النار.

 (المحقق)

ذكر الذهبي في الواهيات حديثا هو حب أبي بكر وشكره واجب على أمتي و فيه عمر بن إبراهيم الكردي وضاع، و أوره السيوطي في الجامع الكبير، و عزاه للحاكم في تاريخه و أبو نعيم في فضائل الصحابة والخرائطي و الديلمي في حديث سهل بن سعد و قال الدارقطني تفرد به عمر بن إبراهيم الكردي و هو ذاهب الحديث .

( شرح )

هذا الحديث ضعيف لكن معناه صحيح أيضا، و أنه يجب على المسلم أن يترضى عن الخلفاء الراشدين و عن الصحابة جميعا و فيه مقدمتهم الخلفاء الراشدون يجب الترضي عنهم و توليهم و معرفة منزلتهم و فضلهم و سابقتهم و الحذر من تنقصهم و عيبهم، و أن تنقصهم و عيبهم و ذمهم و سبهم مرض و نفاق , نفاق في القلب و مرض في القلب نسأل الله السلامة .

( متن )

و قال ﷺ من سب أصحابي فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين.

 (المحقق)

رواه الطبراني من حديث ابن عباس و صحح الألباني سنده في الجامع الصغير و عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أبي نعيم و رواه أحمد في فضائل الصحابة و قد ضعف الهيثمي رواية ابن عباس عند الطبراني .

( شرح )

و هذا الحديث فيه التحذير من سب الصحابة و لا شك أن سب الصحابة من كبائر الذنوب و من سب الصحابة إن كان سبهم لدينهم فهذا كفر و ردة بإجماع المسلمين و إن كان سبهم لغيظ في نفسه فهذا فسق و الفاسق متوعد باللعنة.

قوله عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين هذا دليل على فسقه من توعد بالنار أو اللعن أو الغضب هذا يدل على فسقه.

 فهذا الحديث معناه صحيح، أن من سب الصحابة فهو إما كفر و إما فاسق فإن كان سبهم لدينهم فهو كافر و إن كان سبهم لأشخاصهم و ذواتهم فهو فاسق، أما إذا  كفر الصحابة و فسقهم هذا ردة، فرق بين السب و بين التكفير، الذي يكفر الصحابة و يقول الصحابة كفار و فساق هذا كافر لأنه مكذب لله , لأن الله زكاهم و الذي يسبهم و معنى يسبهم يعني يعيبهم و يتنقصهم و يذمهم و قد يذمهم لأشخاصهم أو لذواتهم مثل من يذم واحد منهم و يقول أنه هو بخيل أو جبان هذا السب، فهذا إن كان سبهم لدينهم فهذا كفر و ردة، و إن كان سبهم لغرض في نفسه فهو فاسق نسأل الله السلامة و العافية.

 كما حقق ذلك الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية - -رحمه الله- - في " الصارم المسلول على شاتم الرسول ﷺ.

( متن )

و قال ﷺ لا تسبوا أصحابي فإنه يجيء قوم في آخر الزمان يسبون أصحابي فلا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم و لا تناكحوهم و لا تجالسوهم و إن مرضوا فلا تعودوهم.

 (المحقق)

الجملة الأولى من لا تسبوا أصحابي تقدم تخريجها و ذكره السيوطي بتمامه في الجامع الكبير و عزاه للخطيب و العسكري من رواية أنس و قال الذهبي هو منكر جدا .

( شرح )

نعم لا تسبوا أصحابي هذا ثابت، أما بقية الحديث قد لا يثبت لكن معناه صحيح، الذي يسب الصحابة لدينهم لا يصلى عليه لكفره و ضلاله و لا يصلى معه و لا يزوج و لا يجالس و لا يعاد إذا مرض لكفره و ضلاله، أما الذي يسبهم لشيء في نفسه فإنه يكون فاسقا نسأل الله العافية.

( متن )

و قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا تسبوا أصحاب محمد ﷺ فإن الله قد أمرنا بالاستغفار لهم و هو يعلم أنهم سيقتتلون.

(المحقق)

رواه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول و عزاه إلى الإمام أحمد .

( شرح )

وهذا صحيح ثبت عند شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وهو إمام، إمام في الحديث و إمام في السنة و إمام في الدعوة إلى معتقد السلف الصالح، فلا يجوز سبهم لأن الله أمر بالاستغفار وهو يعلم أنهم سيقتتلون، القتال الذي حصل بين علي و معاوية والصحابة  هذا نشأ عن اجتهاد لا عن هوى و لا عن تعصب، فهم ما بين مجتهد مصيب له أجران و ما بين مجتهد مخطئ له أجر، و كما قال العلماء وهذه الدماء و القتال الذي حصل بينهم نزه الله أيدينا عنها فيجب أن ننزه ألسنتنا عنهم و وجوب الترضي عليهم و السكوت عما شجر بينهم و اعتقاد سابقتهم و فضلهم و أن لهم من الحسنات و الجهاد مع النبي ﷺ و السبق إلى الإسلام و صحبة النبي ﷺ و نشر الإسلام و تبليغه ما يرد ما صدر منهم من هفوات، هكذا يجب على المسلم .

( متن )

و قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد ﷺ فسبوهم.

(المحقق)

رواه أحمد في فضائل الصحابة و رواه مسلم في صحيحه و رواه الطبراني في الأوسط و في سنده إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ضعيف.

( شرح )

و هذا واقع من كثير من الطوائف المنحرفة أمرهم بالاستغفار فسبوهم فخالفوا كتاب الله و الأمر بالاستغفار في قوله وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.

( متن )

و قال أبو بكر : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.

(المحقق)

أخرجه أبو عبيد في فضائله و عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي قال: سئل أبو بكر عن قوله تعالى وَفَاكِهَةً وَأَبًّا فقال: " أي سماء " و ذكره الذهبي في التذكرة عن الزهري و ذكره البغوي في شرح السنة بدون السند، و قال محققه أخرجه الطبري من طريق أبي معمر عن أبي بكر و هو منقطع و كما حكم بسند أبي عبيد بالانقطاع، و قد سبقه إلى هذا الحكم الحافظ ابن حجر في فتح الباري، و ذكر أن عبد بن حميد رواه من طريقين و بذلك يتقوى سنده و الله أعلم.

 كما صح عن عمر عنه أنه سئل عن الآية السابقة وَفَاكِهَةً وَأَبًّا فقال نهينا عن التكلف رواه البخاري  .

( شرح )

و هذا في الأصل ثابت عن أبي بكر ، أنه لما سئل عن هذه الآية وَفَاكِهَةً وَأَبًّا أشكل عليه معنى الأب فقال ( أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ) و في لفظ ( برأيي أو ما لا أعلم ).

و هذا يدل على ورع الصديق فكيف بعد ذلك يأتي بعض الناس و يسبونه و هو الورع الصديق الفاضل صاحب النبي ﷺ في الغار إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا و هو صاحبه الخاص و هو أفضل الناس بعد الأنبياء وأرضاه، فمن سبه فإنما سبه لمرض في قلبه نسأل الله السلامة و العافية .

( متن )

وقال أبو بكر الصديق  السنة حبل الله المتين فمن تركها فقد قطع حبله من الله.

( شرح )

و هذا صحيح لاشك أن السنة حبل الله المتين لأن السنة تفسر القرآن و توضحه و تفصل تبين مجمله و تخصص عامه و تأتي بأحكام جديدة، فمن ترك السنة فقد كفر من أنكر السنة و لم يعمل بالسنة كفر لأن القرآن ليس كل شيء في القرآن بل السنة جاءت تفصل.

 جاء في القرآن الأمر بالصلاة لكن ليس في القرآن أن صلاة الظهر  أربعة ركعات و العصر أربعة ركعات و المغرب ثلاث ركعات و العشاء أربع ركعات و الفجر ركعتان هذا في السنة، فمن لم يعمل بالسنة كفر لا يصلي لأن ليس في القرآن تحديد الركعات، كذلك أيضا جاء في القران الزكاة وجوب الزكاة لكن ليس في القرآن وجوب شرط الحول و بيان نصب الزكاة، جاء في القران وجوب الحج لكن ليس فيه تفصيل المناسك أنه يجب على الإنسان أن يطوف بالبيت سبعة أشواط يسعى في الصفا و المروة سبعة أشواط و يبيت بمنى و عرفة و مزدلفة كل هذا جاء في السنة، فمن ترك السنة و لم يعمل بها و أنكرها أو ترك العمل بها كفر نسأل الله السلامة و العافية .

و في الحديث ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه و جاء في الحديث الآخر لأتين رجل يجلس على أريكته شبعان يقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدناه في كتاب الله أحللنا حلالاً و حرمنا حراماً و لو لم نجد لا نعمل به ألا إنني أوتيت القرآن و مثله معه و الله تعالى يقول: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فمن زعم أنه يعمل بالقرآن و يترك السن فقد كذب الله في قوله أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ و قوله وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فالمعنى صحيح و لو لم يصح .

( متن )

و قال عمر بن الخطاب  أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم فلم يعوها و قالوا بالرأي فضلوا و أضلوا.

 رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الهروي في ذم الكلام، و ذكره السيوطي في مفتاح الجنة بالاحتجاج للسنة، وعزاه أيضا للبيهقي ابن حجر في فتح الباري .

( شرح )

و هذا الأثر صحيح هذا الأثر صحيح عن عمر بن الخطاب وهو مشهور، و أيضا هو واقع أن أصحاب الرأي هم أعداء السنن أصحاب الرأي المجرد أصحاب الرأي لهم أصحاب الهوى، هم أعداء السنن تركوا السنن و عملوا بآرآئهم و أهوائهم و شهواتهم.

و لهذا قال ( أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها و تفلتت منهم فلم يعوها فقالوا بالرأي فضلوا و أضلوا ) لأن الأحاديث تقيدهم و تمنعهم من العمل بآرآئهم و شهواتهم فأعيتهم الأحاديث أن يحفظوها و تفلتت منهم فلم يعوها لهوى في نفوسهم فلذلك قالوا بالرأي و ترك  السنن فضلوا و أضلوا، ضلوا بأنفسهم و ضلوا غيرهم.

 فيه التحذير من الآراء و الأهواء و البدع و الأمر بلزوم السنة و التحذير من البدع و من الإصغاء إلى أهل البدع من الجهمية و المعتزلة و الرافضة و الخوارج و المرجئة و غيرهم .

( متن )

و قال عمر  القرآن كلام الله فلا تحرفوه إلى غيره.

( شرح )

و هذا لا شك أن معناه صحيح قال عمر : ( القرآن كلام الله فلا تحرفوه إلى غيره ) حتى و لو لم يصح فإن المعنى صحيح، فلا شك أن القرآن كلام الله و هذا بإجماع أهل السنة و الجماعة أن القرآن كلام الله و دلت على ذلك نصوص من كتاب الله و سنة رسوله ﷺ، قال الله تعالى وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فالقرآن كلام الله فلا يجوز لأحد أن يحرفه إلى غيره.

 و هذا فيه التحذير من أهل البدع لأنهم هم الذين حرفوا القرآن و أولوه على غير تأويله، فالواجب البعد عن أهل البدع و الحذر من أهوائهم و تحريفهم و ضلالهم، و الواجب لزوم السنة و العمل بما جاء في الكتاب و السنة و العض على السنة و معتقد أهل السنة بالنواجد .

( متن )

و قال عمر : إن الله لم يأمر عباده إلا بما ينفعهم و لم ينههم إلا عما يضرهم.

( شرح )

و هذا المعنى صحيح لا شك فيه هذا أن الله تعالى حكيم في تشريعه و هو خلق الخلق لحكمة عظيمة ليعبدوه و يوحدوه و ليعرفوه بأسمائه و صفاته، و لم يأمرهم سبحانه إلا بما ينفعهم في دينهم و دنياهم و لم ينههم إلا عن شيء يضرهم في دينهم و دنياهم، و إذا كان كذلك يجب العمل بكلام الله و سنة رسوله ﷺ، و وجب الحذر من البدع و المحدثات في الدين .

( متن )

و قال عثمان ﷺ: الباطل فيما وافق النفس و إن رأيت أن لله فيه طاعة.

( شرح )

لا شك أن هذا المعنى صحيح، الباطل ما وافق النفس و خالف النصوص، و إن رأى في نفسه أن هذا فيه طاعة، لأن هذا الرأي إنما هو بالرأي المجرد، يعني الباطل فيما وافق النفس و خالف النصوص حتى و لو زعم الإنسان أن فيما وافق النفس لله فيه طاعة فهذا باطل فالحق هو ما جاءت به النصوص في كتاب الله و سنة رسوله ﷺ، و الباطل إنما يكون فيما وافق النفس و خالف النصوص.

و فيه التحذير من البدع و المحدثات في الدين و التحذير من أهل البدع و الإصغاء إلى شبههم و بدعهم .

( متن )

و قال علي : الهوى يصد عن الحق.

( شرح )

و هذا صحيح الهوى يصد عن الحق و يعمي أن يكون الإنسان يعمل بهواه و ما تميل إليه نفسه و يخالف النصوص فلا شك أنه يصد عن الحق ويعمي القلب، فالواجب الحذر من الهوى و البدع و العمل بالكتاب و السنة .

( متن )

 وقال علي كرم الله وجهه: الهوى عند من خالف السنة حق و إن ضربت فيه عنقه.

(الشيخ)

قال علي , لا يخص به كل الصحابة كرم الله وجوههم هذا شأن بعض أهل البدع يقولون علي و علي كرم الله وجهه , الصحابة كلهم سواء , الذي يكتب هذا بعض الطابعين بعض الذين يطبعون يكتبون هذا بأنفسهم. .

المتن:

 و قال علي : الهوى عند من خالف السنة حق وإن ضربت فيه عنقه.

( شرح )

 و هذا المعنى صحيح ولو لم يصح , الهوى عند من خالف السنة حق لأنه يعمل بهواه و يرى أنه على الحق و بعضهم يستمر على باطله حتى و لو ضربت عنقه.

 فيه التحذير من الهوى و البدع و المحدثات في الدين .

( متن )

و قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض.

( شرح )

و هذا النهي دلت عليه النصوص و أن الواجب على المسلم أن يعمل بكتاب الله و يعمل بمحكم و يعمل بالتشابه و يرد التشابه إلى المحكم و لا يجوز للإنسان أن يضرب كتاب الله بعضه ببعض، و كذلك السنة لا يضرب بعضها ببعض لا يضرب النصوص بعضها ببعض هذه طريقة أهل الزيغ، فإن النصوص يصدق بعضها بعضا و يوافق بعضها بعضا من الكتاب و السنة و يؤيد بعضها بعضا و ينصر بعضها بعضا، فالمتشابه يرد إلى المحكم، أما أهل الزيغ و أهل الضلال و أهل البدع فإنهم يضربون النصوص بعضها ببعض و يضربون كتاب الله بعضه ببعض هذه طريقة أهل الزيغ و الانحراف، فالواجب البعد عن مسلكهم و الحذر من طريقتهم و الواجب لزوم السنة و والبعد عن أهل البدع و أعمالهم و أخلاقهم .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد