قال رحمه الله تعالى :
( متن )
و قال حماد بن زيد: كنت مع أيوب و يونس و ابن عون فمر بهم عمر بن عبيد فسلم عليه و وقف فلم يردوا عليه ثم جاز فما ذكروه.
(المحقق)
رواه ابن وضاح في البدع و النهي عنها و قصته عن ابن عون .
( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد :
و هذا الأثر الذي رواه حماد بن زيد أنه كان مع أيوب و يونس و ابن عون مر بهم عمر بن عبيد المعتزلي المعروف هو وواصل بن عطاء أسس مذهب الاعتزال عمر بن عبيد و واصل بن عطاء هما اللذان أسسا مذهب الاعتزال، في أوائل المئة الثانية و كان قبل ذلك يجلسان في حلقة الحسن البصري رحمه الله ثم اعتزلا مجلس الحسن البصري فصارا يقرران في حلقة مستقلة أن الفاسق لا مؤمن و لا كافر فقيل لهم إن هؤلاء المعتزلة لأنهم اعتزلوا الجماعة و اعتزلوا مجلس الحسن البصري فعمر بن عبيد معتزلي من أسس مذهب الاعتزال.
و لما مر عمر بن عبيد على هؤلاء الرهط من العلماء حماد بن زيد و أيوب و يونس وابن عون سلم عليهم و وقف فلم يردوا عليه السلام هجرا له لأنه معتزلي أسس مذهب الاعتزال ثم جاز فما ذكروه يعني جاز الموضع ذهب و لم يذكروه.
و هذا فيه دلالة على أن العلماء والأئمة يهجرون أهل البدع و لا يردون السلام عليهم فالمبتدع يهجر، لا يرد السلام عليه و لا تجاب دعوتهم و لا تتبع جنازته إذا مات و لا يعاد إذا مرض و لا يزوج ينبغي هجره و البعد عنه حتى يترك الناس البدع و هذا فيه تأديب و تعزير من العلماء لأهل البدع و فيه تحذير لغيرهم من أن يعتنقوا هذه البدع و هذا محمول على أن الهجر يفيدهم أما إذا كان الهجر لا يفيدهم بل يزيدهم شرا فلا يهجرون لكن يستمر أهل السنة والعالم في نصيحتهم و دعوتهم لعل الله أن ينفعهم، أما إذا كان الهجر يرتدعون به فهنا يجب هجرهم حتى يرتدعوا عن بدعتهم و حتى لا يقتدي بهم غيرهم و حتى تختفي البدع و تظهر السنن .
( متن )
و قال الفضيل: ( يد الله على الجماعة و لا ينظر الله إلى صاحب بدعة) .
( شرح )
فضيل بن عياض يقول يد الله على الجماعة و هم أهل السنة و الجماعة ما كان عليه النبي ﷺ و أصحابه هم الجماعة و لو كانوا قلة فهم يقلون و يكثرون و هم الطائفة المنصورة فهم أهل السنة و الجماعة يد الله معهم و من شذ عنهم شذ في النار من شذ عنهم فهو متوعد بالنار قال الله في كتابه المبين وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا هذا وعيد لمن شاق الله و رسوله و اتبع غير سبيل المؤمنين و من سلك مسلك البدع و خرج عن مذهب أهل السنة و الجماعة فقد اتبع غير سبيل المؤمنين و شاق الله و رسوله فيشمله هذا الوعيد نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا قال عليه الصلاة و السلام افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و افترقت النصارى على اثنتين و وسبعين فرقة و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة و في لفظ هي ما كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي فالجماعة هم الفرقة الناجية و هم أهل السنة و الجماعة و هم الصحابة و التابعون و من تبعهم من العلماء و الأئمة و هم أهل الحق و لو كانوا قلة فمن كان على الحق هو الجماعة و لو كان واحدا كما قال بعض السلف قالوا إن كنت على الحق فأنت الجماعة و إن كنت وحدك فلهذا قال الفضيل: يد الله على الجماعة و لا ينظر الله إلى صاحب بدعة لأنه شاذ و خارج عن الجماعة .
( متن )
و قال زائدة: قلت لمنصور: يا أبا عتاب اليوم الذي يصوم فيه أحدنا ينتقص فيه الذين ينتقصون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما، قال: نعم .
( شرح )
يعني: أراد زائدة حينما سأله منصور يسأله عن غيبة أهل البدع وأهل الكفر هل تعتبر غيبة؟ تبين له أنه لا غيبة لفاسق، الفاسق الذي يظهر البدع و يظهر المعاصي لا غيبة له و هذا مستثنى من الغيبة تستثنى أشياء منها جرح الرواة في سند الحديث حماية لحديث رسول الله ﷺ هذا مستثنى، و كذلك التعريف إذا كان الإنسان لا يعرف إلا بما فيه من اللقب كأن يقال الأعمى و الأعور و الأعرج فهذا مستثنى و كذلك الذي يستفتي كما قالت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيك وولدي بالمعروف فقولها شحيح هذه غيبة و لكنها مستثنى مضطرة إلى أن تسأل، كذلك المظلوم الذي يطلب يسأل حقه عند الحاكم يستثنى، و كذلك الفاسق الذي يظهر فسقه و بدعته لا غيبة له، إنسان يحلق لحيته فقلت في غيبته فلان حالق لحيته هل هذا غيبة؟ لا ليس غيبة هو حلق لحيته أمام الناس كل يراه في الشوارع، في الشارع كل يراه يحلق لحيته هذا هو الذي فضح نفسه مافي غيبة، الغيبة إذا كان مستورا إذا كان شيئا مستورا لا يجوز لك أن تظهره ولا أن تفضحه، أو واحد يشرب الدخان أمام الناس في الشارع فقلت في المجلس فلان يشرب الدخان هل هذا غيبة؟ ليست غيبة لأنه هو الذي فضح نفسه أما الناس يشرب الدخان، كذلك من المبتدع يظهر بدعة المولد أو بدعة الرفض أو بدعة المعتزلة أو بدعة الجهمية أو المرجئة ثم قلت فلان مرجئ فلان خارجي فلان معتزلي فلان رافضي لا، لا غيبة له لأنه هو الذي فضح نفسه و أظهر بدعة، هذا مستثنى من الغيبة فالغيبة أن يكون الإنسان مستور الحال قد اخفى معصيته فهذا لا يذكر في مجامع الناس بل ينبغي للإنسان أن ينصحه فيما بينه و بين الله إلا إذا كان في مصلحة مثلا إذا أظهر بدعة و أظهر فسقا فهذا لا غيبة له، و كذلك إذا أردت أن تزول إذا أردت تشتكي وتزول هذه المعصية تنكر هذه المعصية تتكلم مع ولاة الأمور تتكلم مع رجال الحسبة فهذا مستثنى و لذلك قال زائدة لمنصور اليوم الذي يصوم فيه أحدنا ينتقص فيه الذين ينتقصون أبا بكر و عمر يعني هل يعتبر هذا غيبة ينتقص يعني يعيب إذا عبت الذين يعيبون أبا بكر و عمر لا غيبة لأن هؤلاء الذي يعيب أبا بكر و عمر الرافضي فاسق فلا غيبة له، فدل على أنه لا غيبة لأصاحب البدع الذين يعيبون أصحاب رسول الله ﷺ و يتكلمون فيهم بعيبهم و ذمهم و ذكر شيء من مثالبهم بزعمهم فإن هؤلاء لا غيبة لهم و لو كنت صائما تتكلم فيهم ، تحذر من أهل البدع و تعيب أهل البدع و لو كنت صائما فلا يدخل هذا من الغيبة .
( متن )
و كان الحسن يقول: (ليس لأصحاب البدعة غيبة) .
( شرح )
صدق حتى الحسن البصري يقول: ليس لأصحاب البدعة غيبة لأنه صاحب البدعة هو الذي أظهر بدعته و فضح نفسه أمام الناس فلا غيبة له، لكن لو كان مستورا و لا يجاهر بالبدعة و لا يعلم عنها شيء فلا تتكلم فيه في غيبته .
( متن )
و قال عطاء: ما أذن الله لصاحب بدعة في توبة .
(شرح )
نعم.. هذا عطاء يقول: أن صاحب البدعة بعيد منه التوبة لأنه يعتقد أنه على الحق ففي الغالب أنه لا يتوب و هذا على الأغلب و قد يأذن الله له بالتوبة–وله الحكمة البالغة- قد يتوب قد يمن الله عليه بالتوبة لكن هذا في الغالب في الغالب أن صاحب البدعة لا يتوب و قد يتوب .
( متن )
و قال أبو عبيد: عاشرت الناس و كلمت أهل الكلام فما رأيت قوما أوسخ وسخا و لا أقذر قذرا و لا أضعف حجة و لا أحمق من الرافضة .
( شرح )
و هذا الأثر و المقالة لأبي عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور يبين فساد مذهب الرافضة و خسته و قذارته حيث إنهم يكفرون الصحابة و يعيبونهم و يفسقونهم و يلعنونهم -و العياذ بالله- و هم خير الناس و أفضل الناس بعد الأنبياء فدل على فسوقهم و قذارتهم و لهذا قال عاشرت الناس كلهم أهل الكلام و أهل البدع فما رأيت قوما أوسخ وسخا و لا أقذر قذرا و لا أضعف حجة و لا أحمق من الرافضة ليس لهم حجة و ليس لهم دليل دينهم مبني على الكذب و هم أكذب الطوائف، كما قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية أكذب الطوائف الرافضة أكذب الطوائف الرافضة، هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية، و قال الشعبي: أكذب الطوائف الرافضة لو أردت أن يملؤا لي هذا البيت ذهبا لملؤوه على أن أثلب لهم على أن أكذب لعلي و آل البيت، يقول لو أردت أن يملؤا لي البيت ذهب لملؤوه بشرط أني أثلب لهم و أكذب وأضع لهم حديث في علي و أهل البيت، فهم لا يبالون بالكذب و نسأل الله العافية، دينهم الكذب ومذهبهم مبني على الدلسة و عدم الوضوح و لهذا يقولون إذا اختلفت الإمامية في قولين يعني الرافضة يقولون إذا اختلفت الإمامية في قولين و أحد القولين لا يعرف له قائل فالحق في القول الذي لا يعرف له قائل هذا يدل على أن دينهم مبني على الدلسة و عدم الوضوح .
( متن )
و ذكرت الأهواء عند رقبة بن مصقلة فقال: أما الرافضة فإنهم اتخذوا البهتان حجة و أما المرجئة فعلى دين الملوك و أما الزيدية فأحسب أن الذي وضع لهم رأيهم امرأة و أما المعتزلة فو الله ما خرجت إلى ضيعتي فوجدت أني ارجع إلا و هم قد رجعوا عن رأيهم .
( شرح )
و ذكرت الأهواء يعني البدع عند رقبة بن مصقلة فذكر هذه البدع بدعة الرافضة و المرجئة و الزيدية و الرافضة والمعتزلة خمس بدع.
قال أما الرافضة فإنهم اتخذوا البهتان حجة يعني لأنهم ليس عندهم دليل لا دليل عنهم، فالبهتان هو الكذب أدلتهم البهتان و الكذب اتخذوا البهتان و الكذب حجة فهم يكذبون على علي و يكذبون على أهل البيت و يكذبون على الصحابة و يذكبون على النبي ﷺ و يضعون الحديث فاتخذوا البهتان حجة.
و أما المرجئة فعلى دين ملوكهم المرجئة الذين يقولون أن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان و المعاصي لا تضر على دين الملوك، هذا يوافق الملوك هذا دين الملوك يوافقون دين الملوك الذين يفعلون المعاصي و لا يبالون يوافقهم مذهب المرجئة , المرجئة يقولون الإيمان تصديق في القلب فقط، وأما المعاصي لا تضر الإيمان و الكبائر و هذا يوافق الملوك و المراد الأغلب و إلا هم من ملوكهم الصلحاء فيهم صلحاء و لكن الأغلب المراد أن أغلب الملوك لا يبالون بالكبائر و المعاصي و يناسبهم مذهب المرجئة لأن المرجئة الغلاة الذين و هم الطائفة الأولى يرون أن الإيمان تصديق بالقلب أو معرفة بالقلب و أما الأعمال ليست من الإيمان بل ليست واجبة، لو فعل جميع الكبائر لا يضره و هذا يناسب الملوك و المراد الأغلب و ليس هذا على الأغلب وليس كل الملوك.
و أما الزيدية فأحسب أن الذي وضع لهم رأيهم امرأة الزيدية طائفة من الشيعة لكن من أخف طوائف الشيعة و هم الذي يفضلون عليا على أبي بكر و عمر، و علي طلب الذين يسبون أبا بكر و عمر طلبهم ليقتلهم ففروا منه، قال: من سب أبا بكر و عمر قتلته ففروا من سيفه البتار و طلب الذين يفضلونه على أبي بكر و عمر ليجلد كل واحد منهم ثمانين جلدة حد المفتري، فعلي طلب الزيدية الذي يفضلون عليا ليجلدهم ثمانين جلدة حد المفتري لأنهم افتروا حد القذف، فالسبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر طلبهم ليقتلهم ليقطع رقابهم فهربوا منه، فالزيدية يقول أحسب من وضع لهم مذهبهم امرأة لفساده و نقصه.
و أما المعتزلة فو الله ما خرجت إلى ضيعتي يعني كأنها مزرعة له فظننت أن ارجع إلا و هو رجعوا عن رأيهم لفساده وهم يرون أن العباد خلقوا أفعالهم و أن الإنسان هو الذي خلق فعل نفسه طاعة و معصية و يرون أن العاصي خرج من الإيمان و لم يدخل في الكفر، و يقولون لا مؤمن و لا كافر كيف الإنسان لا مؤمن ولا كافر، خرج من الإيمان و لا يدخل في الكفر في منزلة بين المنزلتين هذا فاسد و فساده واضح، و لهذا قال: ما خرجت إلى ضيعتي يعني إلى مزرعتي أو بستاني فظننت أني أرجع إلا و هم قد رجعوا عن رأيهم لبيانه و وضوح فساده .
( متن )
( شرح )
يعني لكونه مذهبا قولا شنيعا قولا قبيحا و سيئا فهو يحب أن ينزه لسانه إذا كان متوضئا عن قولهم الفاسق و سبهم للصحابة و تكفيرهم لهم فقال: لولا أني على وضوء وأحب أن أنزه لساني عن الكلام البذيء الذي يقوله الرافضة لأخبرتكم بقولهم .
( متن )
و قال مغيرة: ( خرج جرير بن عبد الله و علي بن حاتم و حنظلة الكاتب من الكوفة حتى نزلوا قرقيسيا وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيها عثمان بن عفان) .
( شرح )
قال مغيرة خرج هؤلاء العلماء جرير بن عبد الله من الصحابة جرير بن عبد الله البجلي و عدي بن حاتم الطائي و حنظلة بن الربيع الصيفي التميمي كلهم صحابة حتى نزلوا قرقيسا و هي بلدة على قريبة من نهر الفرات في العراق، و قالوا: لا نقيم في بلدة يشتم فيها عثمان بن عفان خرجوا من الكوفة كان فيها رافضة فيها شيعة و فيها رافضة فخرج هؤلاء الصحابة جرير بن عبد الله البجلي و عدي بن حاتم و حنظلة و نزلوا بلدة أخرى قريبة من الفرات، و قالوا لا نقيم في بلدة يسب فيها الصحابة و يشتم فيها عثمان بن عفان و هذا دليل على إنكارهم لمذهب الرافضة فدل على أن مذهب الرافضة باطل أنكره الصحابة .
( متن )
و قال أحمد بن عبد الله بن يونس باع محمد بن عبد العزيز التيمي داره فقال لا أقيم في الكوفة بلدة يشتم فيها أصحاب رسول الله ﷺ.
( شرح )
و هذا الأثر فيه أن محمد بن عبد العزيز التيمي باع بيته الذي في الكوفة و انتقل إلى بلدة أخرى فرارا من البلدة التي يشتم فيها أصحاب رسول الله ﷺ فهو لا يريد أن يجاور الرافضة، قال: بلدة فيها الرافضة يشتمون أصحاب رسول الله ﷺ لا أقوم فيها فباع داره و انتقل إلى بلد آخر و هذا يدل على الحذر من الرافضة و أصحاب البدع و البعد عنهم وعدم مساكنتهم .
( متن )
و قال العوام بن حوشب: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة بعضهم يقول لبعض: اذكروا محاسن أصحاب رسول الله ﷺ لتأتلف عليه القلوب و لا تذكروا ما شجر بينهم فتحرشوا الناس عليهم.
( شرح )
و هذا المقالة عن العوام بن حوشب يقول: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة و صدر هذه الأمة هم الصحابة و التابعون يقول بعضهم يقول لبعض اذكروا محاسن أصحاب رسول الله ﷺ يعني هم التابعون و من تبعهم و كذلك من أدرك من أصحاب النبي ﷺ، يقول بعضهم لبعض: اذكروا محاسن أصحاب رسول الله ﷺ لتأتلف عليه القلوب يعني لتجتمع القلوب على محبة أصحاب رسول الله ﷺ لأنهم حملة الشريعة و رقبة هذا الدين و لأنهم خير الناس و أفضل الناس بعد الأنبياء و لأن الله اختارهم لصحبة نبيه لا كان و لا يكون مثلهم، فالواجب على المسلم أن يواليهم و أن يترضى عنهم و أن يحبهم و يجب على المسلمين هكذا حتى تأتلف قلوبهم على محبة الصحابة، قال و لا تذكروا ما شجر بينهم يعني لا تذكروا ما حصل بينهم من خلاف و نزاع تحرشوا الناس عليهم يعني تغروا الناس عليهم و تألبونهم عليهم فالواجب غض النظر و الكف عما شجر بين الصحابة من الخلاف و النزاع و ذكر محاسنهم و الترضي عنهم و موالاتهم و ما شجر بينهم و ما حصل بينهم من خلاف فهم مجتهدون ما بين مجتهد مصيب له أجران و ما بين مجتهد مخطئ له أجر و خطأهم مغفور هذا الذي عليه أهل السنة و الجماعة .
( متن )
و قال سفيان بن عيينة: لا يغل قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ إلا كان قلبه على المسلمين أغل .
( شرح )
قال سفيان بن عيينه الإمام المشهور لا يغل قلب أحد على أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا كان قلبه على المسلمين أغل يعني إذا كان فيه حقد على الصحابة فلا بد أن يكون فيه حقد على المسلمين أعظم و أعظم فمثلا الرافضة الذين يحقدون و يغلون على أصحاب رسول الله ﷺ هم على أهل السنة و الجماعة أشد و أشد، و يتمنون زوالهم بل أنهم يتقربون بإراقة دمائهم إن تمكن و يرونه دينا و يرون أن إراقة دماء المسلمين دين يدنون به، فإذا كان يغلون و يحقدون على أصحاب النبي ﷺ فهم على المسلمين أشد و أشد و أعظم -نسأل الله العافية- فالواجب الحذر منهم و البعد عنهم و التحذير منهم و البعد عن أخلاقهم و صفاتهم و الواجب نصيحة من كان يقبل النصيحة منهم و تحذيرهم و تخويفهم .
( متن )
و قال سفيان في قوله تعالى تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وقال أصحاب محمد ﷺ.
( شرح )
(لعله قال بدون واو) قال في تفسيرها، قال سفيان: في قول الله تعالى تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ قال أصحاب محمد ﷺ يعني الآية تشملهم تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ مضت لَهَا مَا كَسَبَتْ من الحسنات و عليها ما اكتسبت من الإثم فيشمل أصحاب النبي ﷺ و كل من مضى كذلك، كل من مضى له ما كسب و عليه ما اكتسب.
و المعنى أنه يجب الكف عمن مات و عمن مضى لأنه قدم على ما قدم فله ما كسب من الحسنات و عليه ما أكتسب من الإثم.
و في معنى هذه الآية الكريمة قول النبي ﷺ في الحديث لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ مضت لَهَا مَا كَسَبَتْ و عليها ما اكتسبت فعليك أن تكف عن الأموات لأنهم أفضوا إلى ما قدموا فلهم ما قدموا من الحسنات و عليهم ما اكتسبوا، فالعادة أن تستغفر لهم و تدعوا الله لهم.
و هذا فيه التحذير من الرافضة الذين لا يعملون بهذه الآية و لا بالحديث بل يسبون الصحابة و يكفرونهم و فيه التحذير من مذهبهم .
( متن )
و قال الشعبي: ( نظرت في الأهواء و كلمت أهلها فلم أرَ قوما أقل عقلا من الخشبية).
(المحقق)
رواه الأثرم في مسائل الإمام أحمد و جاء في طبقات ابن سعد عن إبراهيم النخعي قوله: ( لو كنت مستحلا قتال أحد من أهل القبلة لاستحللت قتال هؤلاء الخشبية) .
( شرح )
و هذه المقالة للشعبي تابعي صغير وهو جبل الحفظ في النقد نقد الرجال، فقال نظرت في الأهواء و هي البدع المراد بالأهواء البدع و كلمت أهلها يعني نظرت في البدع نظرت في بدعة الخوارج و بدعة المرجئة و بدعة المعتزلة و بدعة الجهمية و بدعة الأشاعرة و بدعة الرافضة و كلمت أهلها فلم أرَ قوما أقل عقلا من الخشبية و المراد بالخشبية الرافضة سموا خشبية كان اسمهم في الأول الخشبية لأنهم كانوا يقاتلون بالخشب و لا يقاتلون السيف، و يقولون ما في قتال بالسيف حتى يخرج المهدي في آخر الزمان مهدي الشيعة الذي دخل السرداب في سامراء بالعراق سنة مئتين و ستة و لم يخرج إلى الآن، قالوا: ما في جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي و بعد ذلك يبدأ الجهاد في سبيل الله، و يسمون في الأول الخشبية لأنهم يقاتلون بالخشب ثم بعد ذلك لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين سألوه عن أبي بكر و عمر ما تقول فيهما فقال: هما وزيرا جدي رسول الله ﷺ و ترضى عنهما فتركوه و رفضوه فقال رفضتموني رفضتموني فسموا بعد ذلك الوقع بالرافضة و كانوا في الأول يسمون بالخشبية لأنهم لا يقاتلون إلا بالخشب ما في قتال بالسيف و لا جهاد إلا إذا خرج المهدي و المهدي ما هو مهدي الشيعة ؟ شخص لا حقيقة له لأن أباه الحسن العسكري مات عقيما و لم يولد له مات أبوه عقيم و لم يولد له فجعلوا له ولد و أدخلوه السرداب و هو ابن سنتين أو ثلاث سنين دخل السرداب متى سنة مئتين و ستة و لم يخرج إلى الآن مضى عليه يقول شيخ الإسلام في زمانه مضى عليه أربعمائة سنة و نحن نقول مضى عليه ألف و مئتين سنة الآن و لم يخرج حتى الآن و هم في كل سنة يقفون عند باب السرداب و هو موجود إلى الآن في سامراء بالعراق و يأتون ببغلة أو غيرها و ينادون و يشهرون السلاح بصوت مرتفع يا مولانا اخرج يا مولانا اخرج يا مولانا اخرج يا مولا اخرج هذا موجود إلى الآن و هو الإمام الثاني عشر من نسل الحسين بن علي بزعمهم و يقولون أن هؤلاء الأئمة اثنى عشر إمام نص عليهم النبي ﷺ و هم أئمة منصوصين معصومين:
أولهم علي بن أبي طالب،
ثم الإمام الثاني الحسن بن علي،
ثم علي بن حسين زين العابدين،
ثم محمد بن علي الباقر،
ثم جعفر بن محمد الصادق،
ثم موسى بن جعفر الكاظم،
ثم علي بن موسى الرضا،
ثم محمد بن علي الجواد،
ثم علي بن محمد المهدي،
ثم الحسن بن علي العسكري،
ثم الخلف الحجة المهدي المنتظر الثاني عشر من نسل الحسين محمد ابن الحسن..الذي دخل السرداب بسامراء و لم يخرج إلى الآن.
فيقولون: إن هؤلاء منصوصون معصومين نص عليهم النبي ﷺ لكن أهل السنة مع الصحابة كفروا و ارتدوا بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام و اخفوا النصوص و ولوا أبا بكر زورا و بهتانا ثم ولوا عمرا زورا و بهتانا ثم ولوا عثمان زورا و بهتانا ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول هذا المهدي المنتظر محمد بن الحسن أبوه الحسن مات عقيما و لم يولد له ما له ولد من الأساس عقيم فاختلقوا له ولد و ادخلوه السرداب و قالوا أنه هو المهدي المنتظر، و لا في جهاد حتى يخرج المهدي المنتظر و ينادي مناد من السماء اتبعوه، وبعد ذلك يبدأ الجهاد و القتال بالسيف و الآن لكن قالوا مسألة الوصايا الآن وصاية ولاية الفقيه لما جاء الخميني صار هو ولاية الفقيه ينوب عنه حتى يخرج المهدي.
فالمقصود أن الشعبي يقول: (نظرت في الأهواء و البدع و كلمت أهلها فلم أرَ قوما أقبح من الخشبية) كيف يقبلون هذه الترهات لو كانت عندهم عقول سليمة ما قبلوا هذه الترهات الباطلة، شخص موهوم مات عقيما و لم يولد له و يختلقون له ولد و يدخلونه السرداب و يقولون هو الإمام المنتظر و لا فيه جهاد و لا كذا و هو إمامهم الإمام المعصوم الذي يعملون بتشريعاته إذا خرج و هو شخص موهوم لا حقيقة له .
( متن )
و قال عاصم بن غمرة: قلت للحسن بن علي: ( أن الشيعة يزعمون أن عليا يرجع فقال: كذبوا لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه و ما قسمنا ماله) .
( شرح )
نعم... عاصم بن غمرة السلولي الكوفي يقول: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب: أن الشيعة يزعمون أن عليا يرجع هذه يسمونها مسألة الرجعة عند الشيعة يقولون علي في السحاب و سيرجع مرة ثانية و يخرج مرة ثانية و أن عليا في السحاب و سيرجع هذه مسألة الرجعة و لهذا تجدون في كتب الرجال رجال الحديث أنهم يقولون فلان يقول بالرجعة رافضي يقول بالرجعة ما معنى يقول بالرجعة ؟ يقول أن عليا سيرجع فهذا يكون رافضيا لا تقبل روايته، و عاصم بن غمرة يقول: قلت للحسن بن علي: أن الشيعة يزعمون و الشيعة اسم عام يزعمون أن عليا يرجع قال: كذبوا لو علمنا -يعني أنه يرجع- ما تزوج نساؤه و لا قسمنا ماله، و علي تزوجت نساؤه و قسم ماله لو كان سيرجع كان معناه أنه حي تبقى نساؤه و يبقى ماله ما يقسم، الحسن يقول كذبوا لو كان ما يقولون صدقا لو (لو.. فرض حرف فرض للتقديم ، لو . حرف امتناع لامتناع) لو كان ما يقولون حقا ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ماله، لكن تزوج نساؤه و قسمنا ماله فعلمنا أنهم كذبة .
( متن )
و قال سفيان الثوري: (من فضل عليا على أبي بكر و عمر فقد عابهما و عاب من فضله عليهما) .
( شرح )
هذا الأثر عن إمام مشهور يقول من فضل عليا على أبي بكر وعمر فقد عابهما عاب الشيخين و ذمهم لأنه تنقصهما و تنقصهما و حط من قدرهما يعني هما أفضل الناس أفضل من علي و عاب من فضله عليهما يعني عاب عليا لسكوته و عدم إظهاره لذلك و قد ثبت في الحديث الصحيح أن عليا ثبت في الحديث الصحيح أن عليا صعد منبر الكوفة و قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر فلو كان أفضل منهما لما قال هذا الكلام على منبر الكوفة، و هذا ثابت في الحديث الصحيح فالذي يفضل عليا على أبي بكر تفضيله علي على أبي بكر عيب لهما و عيب لعلي نفسه عيب لهما حيث حط من قدرهما و عيب لعلي نفسه حيث إنه سكت و لم يبين ذلك .
( متن )
و قال جابر بن يزيد الجعفي: قال لي محمد بن علي: يا جابر بلغني أن اقواما في العراق يتناولون أبا بكر وعمر و يزعمون أنهم يحبوننا و يزعمون أني أمرتهم بذلك فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء والذي نفس بيده لو وليت لتقربت بدمائهم إلى الله إن أعداء الإسلام لغافلون عن قلة حراء مع رسول الله ﷺ.
( شرح )
و هذه المقالة لجابر بن يزيد الجعفي و هو من الشيعة من الرافضة أيضا يقول هذه المقالة عن محمد بن علي , محمد بن علي يقول له: يا جابر بلغني أن أقواما بالعراق يتناولون أبا بكر و عمر يعني يسبونهم و هذا محمد بن علي الباقر أو محمد علي بن أبي طالب -يراجع إلى الترجمة- يقول جابر بن يزيد الجعفي: و إن كان هو أيضا متهم من الرافضة جابر الجعفي و مع ذلك نقل هذا الكلام فهو حجة على الرافضة أنفسهم فجابر بن يزيد الجعفي هذا معروف أنه ضعيف و هو رافضي قال لي محمد بن علي: يا جابر بلغني أن أقواما بالعراق يتناولون أبا بكر و عمر يعني يتناولونهم بالذم و العيب و السب و يزعمون أنه يحبوننا نحن أهل البيت محمد بن علي من أهل البيت يقول هناك قوم يتناولون أبا بكر و عمر بالسب و العيب و الشتم و يزعمون أنهم يحبوننا نحن أهل البيت و يزعمون أنني أمرتهم بذلك فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء و هذا من أهل البيت محمد بن علي من أهل البيت، يقول جابر هؤلاء الذين يزعمون يتناولون أبا بكر و عمر و يزعمون أنهم يحبوننا و يزعمون أنني أمرتهم بذلك أبلغهم أني إلى الله منهم بريء، فهم كذبة في محبتهم لنا، لو كانوا يحبوننا ما سبوا أبا بكر و عمر و الذي نفسي بيده لو وليت لو كان لي ولاية أو إمارة أو خلافة لتقربت بدمائهم إلى الله ، يقول: لو وليت كان لي إمارة أو أمامة لقتلتهم و أرى أن قتلهم دين يتقرب به إلى الله لكفرهم و ضلالهم
ثم قال إن أعدء الإسلام لغافلون عن قلة حراء (قلة رأس الجبل رأس جبل حراء) و كأنه يشير إلى الحديث الذي فيه أن النبي ﷺ و أبو بكر و عمر و عثمان كانوا على حراء فتحرك الجبل فقال النبي ﷺ اسكن أو اثبت حراء فما عليك إلا نبي و صديق و شهيدان ما عليك إلا نبي و صديق أبو بكر و شهيدان عمر و عثمان، و ثبت أيضا أن هذا في جبل أحد أنه تحرك فقال أثبت أحد فما عليك إلا نبي و صديق و شهيد كان عليه النبي ﷺ و أبو بكر و عمر فالنبي ﷺ و أبو بكر الصديق و عمر هو الشهيد , يقول غفلوا عن هذا يعني هؤلاء الذين يتناولون أبا بكر و عمر كيف غفلوا عن هذا الحديث الذي فيه أن النبي ﷺ شهد لأبي بكر أنه صديق و شهد لعمر أنه شهيد و كذلك لعثمان فإذا كان هذا محمد بن علي من أهل البيت يقول: لو وليت لتقربت إلى الله بقتلهم لأنهم كفرة، فإذا كان يقول هذا و هو من أهل البيت فدل على أن هؤلاء كذبة رفضة في دعواهم محبة أهل البيت و أن أهل البيت يتبرأون منهم، فالذي يحب أهل البيت هو الذي يوالي الصحابة و يوالي أهل البيت أما الذي يعبد آل البيت ويسب الصحابة هذا ليس مواليا لهم بل هو معاديا لهم .
( متن )
و قال جابر: (جاء نفر من الناس إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه فقال ما أكذبكم و أجرأكم على الله نحن من صالح قومنا و بحسبنا أن نكون من صالح قومنا).
( شرح )
قال جابر جاء نفر من الناس لعلي بن الحسين زين العابدين علي بن الحسين و هو من سلالة علي بن أبي طالب ، أثنوا عليه فقال: لما أثوا عليه ما أكذبكم و أجرأكم على الله نحن من صالح قومنا لا تغلوا فينا و تزيدوا في المدح بحسبنا يكفينا أن نكون من صالح قومنا لا تغلوا، و كان الرافضة يغلون في آل البيت حتى عبدوهم من دون الله، و أما الصحابة كفروهم انظر تناقضهم أهل البيت غلوا فيهم حتى عبدوهم من دون الله و الصحابة غلو في جفائهم و سبهم حتى كفروهم و فسقوهم نعوذ بالله .
( متن )
و قال سليمان بن قرمن الضبي كنت عند عبد الله بن الحسين بن الحسن فقال له رجل: أصلحك الله من أهل قبلتنا رجل ينبغي أن نشهد عليه بشرك؟ قال: نعم، الرافضة أشهد إنهم لمشركون و كيف لا يكونون مشركين و لو سألتهم أذنب النبي ﷺ لقالوا: نعم، و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و لو قلت لهم أذنب علي ؟ قالوا لا، فمن قال ذلك فلقد كفر .
( شرح )
و هذا القول لسليمان بن قرمن الضبي يقو كنت عند عبد الله بن الحسين بن الحسن و هو من أهل البيت هذه مقالة من أهل البيت شهادة، شهادة من أهل البيت على كفر الرافضة و أنهم أهل شرك و أهل كفر، قال له رجل: أصلحك الله من أهل قبلتنا أحد ينبغي أن نشهد عليه بالشرك؟ -يعني هل يشهد على أحد من أهل القبلة بالشرك- قال: نعم، الرافضة، قال: نعم أشهد أنهم مشركون هذه شهادة ممن ؟ من رجل من أهل البيت من عبد الله بن الحسين بن الحسن يشهد أن الرافضة مشركون يشهد أنهم مشركون ثم قال و كيف لا يكونون مشركين و هم يشهدون على أن النبي ﷺ مذنب و علي ليس مذنب فضلوا عليا على النبي ﷺ، لو سألتهم أذنب النبي ﷺ؟ لقالوا نعم، و الله يقول في كتابه لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ و لو قلت لهم أذنب علي؟ لقالوا: لا، و من قال ذلك فقد كفر فالرافضة إذا قلت لهم هل النبي ﷺ أذنب يقولون نعم أذنب و لو قلت لهم هل أذنب علي يقولون لا ما أذنب علي و الذي يقول أن علي مذنب يكفر و الذي يقول أن النبي ﷺ مذنب ما يكفر، إذا فضلوا عليا على النبي ﷺ و لذلك حكم عليهم أنهم مشركون و هو من أهل البيت فهذه شهادة من أهل البيت فدل على أن دعواهم محبة أهل البيت كذب و زور .
( متن )
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي قال: أخبرنا عباس الدوري قال: أخبرنا جعفر بن عون عن فضيل بن مرزوق قال: سمعت عبد الله بن حسن بن الحسين يقول لرجل من الرافضة: و الله إن قتلك لقربة لولا حق الجوار .
( شرح )
و هذا الأثر ذكره المؤلف -رحمه الله- بالسند سند هنا ما حذف السند حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي قال: أنبأنا عباس الدوري قال: أنبأنا جعفر بن عون عن فضيل بن مرزوق قال: سمعت عبد الله بن حسن بن الحسين و هو من أهل البيت عبد الله بن الحسن بن الحسين و هذه شهادة من أهل البيت الحسين من سلالة علي بن أبي طالب يقول لرجل من الرافضة: و الله إن قتلك لقربة لولا حق الجوار، فيرى أن قتله قربة دين يتقرب به إلى الله و لكنه ترك قتله لأنه جار له مراعاة لحق الجار و الجار له حق و إن كان كافرا له حق ، فعبد الله بن حسين راعى حق الجوار لهذا الرافضي و قال لولا حق الجوار لتقربت إلى الله بقتلك و أرى أن قتلك دين و قربة أتقرب به إلى الله.
فهذا تكفير منه للرافضة فدل على أن الرافضة كفار، لأنهم يسبون الصحابة و يكفرونهم و يفسقونهم، و هم نقلة الشريعة و حملة الدين فهم كذبوا الله في تزكيتهم و عدالتهم و هم أيضاً كفروا نقلة الدين و حملة الشريعة و كيف يوثق في دين نقلته كفار و هم كذبوا الله في حفظهم للقرآن و قالوا أن القرآن غير محفوظ و أن القرآن محرف و لم يبقَ منه إلا الثلث، يقولون طار من القرآن ثلثين و لم يبقَ إلا الثلث و الله يقول إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ حتى إن بعض الشيعة ألف كتابا و سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) أثبت فيه أن كتاب الله محرف -نعوذ بالله- أليس هذا مصادم لقول الله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ و هذا يؤلف كتاب و يسميه فصل (الكتاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب) ألا يكون هذا تكذيباً لله و هذا ردة نعوذ بالله .
( متن )
و قال جابر بن رفاعة: سألت جعفر بن محمد عن أبي بكر و عمر رضي الله تعالى عنهما فقال: لا أنالني الله شفاعة محمد إن لم أتقرب إلى الله بحبهما والصلاة عليهما .
( شرح )
جابر بن يزيد بن رفاعة العتري، يقول: أنه سأل جعفر بن محمد و هو من أهل البيت جعفر بن علي بن محمد من أهل البيت و هو جعفر بن محمد الصادق المعروف جعفر بن محمد الصادق، و هو رجل صالح من أهل البيت كلهم صالحون لكن الشيعة شوهوا تاريخهم و أفسدوا تاريخ أهل البيت و جعفر بن محمد يسمى جعفر بن محمد الصادق و هو إمام جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بجعفر الصادق، سأل جعفر عن أبي بكر و عمر، فقال: لا أنالني الله شفاعة محمد ﷺ إن لم أتقرب إلى الله بحبهما و الصلاة عليهما و الصلاة يعني الدعاء، فيقول يبين أنه يتقرب إلى الله بحبهما و الدعاء لهما، فكيف بعد ذلك يأتي الرفضة و يسبون الشيخين أبي بكر وعمر و يشتمونهما .
( متن )
و قال الحسن بن صالح: سألت جعفر بن محمد عن أبي بكر و عمر فقال: أبرأ من كل من ذكرهما إلا بخير قلت: لعلك تقول ذاك تقية، فقال: أنا إذا من المشركين و لا نالتني شفاعة محمد ﷺ إن لم أتقرب إلى الله بحبهما و لكن قوماً يتأكلون من الناس .
( شرح )
و هذا الأثر أيضاً عن حسن بن صالح بن حي سأل جعفر بن محمد و هو جعفر الصادق و هو جعفر بن محمد الصادق الذي مر في الأثر السابق، يقول حسن بن صالح بن حي: سألت جعفر بن محمد و هو جعفر الصادق عن أبي بكر و عمر فقال: أبرأ من كل من ذكرهما إلا بخير تبرأ من كل من ذكرهما بشر إلا من ذكرهما بخير فقال له حسن بن صالح: لعلك تقول هذا تقية يعني مداراة من باب المداراة فقال: أنا إذاً من المشركين إن كنت كاذباً أنا إذا من المشركين و لا نالتني شفاعة محمد ﷺ إن لم أتقرب إلى الله بحبهما، و لكن قوماً يتأكلون من الناس, يتأكلون يعني من الدنيا يأكلون شيئا من المناصب عند الرافضة و أهل البدع و يظهرون محبة أهل البيت و هم يعادون أهل البيت و يسبون الصحابة حتى يبقون في مناصبهم في الدولة الرافضية وما أشبه ذلك يبقون في مناصبهم إذا صاروا يسبون الشيخين، و يتأكلون و ولهذا قال: و لكن قومي يتأكلون بنا ويبقون في مناصبهم و وينالون بها الدنيا و يدعون و يزعمون أنهم يحبون أهل البيت و أهل البيت برءاء منهم .
( متن )
و قال أبو خالد الأحمر سألت عبد الله بن الحسن بن الحسين رضي الله عنهما عن أبي بكر و عمر رضي الله عنهما فقال صلى الله عليهما و لا صلى على من لا يصلي عليهما و نحن غداً برءاء ممن جعلنا طعمته.
( شرح )
و هذا الأثر عن أبو خالد الأحمر و أيضا هذا مخرج من أهل البيت قال سألت عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبي بكر و عمر فقال صلى الله عليهما الصلاة أصح ما قيل فيها هي ثناء الله على عبده في الملأ الأعلى و هو دعاء و سؤال الله أن يثني عليهما في الملأ الأعلى قال: و لا صلى على من لا يصلي عليهما دعاء، و الرافضة لا يصلون عليهم وهم يدعون على الرافضة، و نحن غداً برءاء نحن معشر آل البيت برءاء ممن جعلنا طعماً و جعل آل البيت طعمة له، يعني جعلهم طعمة له يزعم أنه يحب أهل البيت و يسب الصحابة فجعلهم طعمة له كأنهم طعمة مضغه يمضغهم الناس بأفواههم و يتأكلون بهم وجعلوا أهل البيت طعمة و جعلوا محبة البيت تقية و أهل البيت برءاء منهم .
( متن )
و قال محمد بن علي بن الحسين: من فضلنا على أبي بكر و عمر فقد برأ من سنة جدنا ﷺ و نحن خصماؤه غدا عند الله .
( شرح )
و هذا المقالة أيضاً من أهل البيت قال محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب من فضلنا على أبي بكر و عمر يعني من فضل علياً و آل البيت على أبي بكر و عمر فقد برأ من سنة جدنا محمد ﷺ، الرسول جدهم لأن النبي ﷺ زوج علياً فاطمة و أنجبت الحسن و الحسين فيكون الحسن و الحسين جدهما النبي ﷺ و محمد و عبد الله بن الحسن و الحسين يكون جدهم النبي ﷺ فيقول محمد بن علي بن الحسين: من فضلنا على أبي بكر و عمر فقد برأ من سنة جدنا رسول الله ﷺ لأنه جد الحسن و الحسين و نحن خصماؤه غداً عند الله و هذا يدل على أن الرافضة مفترون على الله .
( متن )
و قال علي بن أبي طالب قال لي النبي ﷺ: سيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة أين لقيتهم فقتلهم فإنهم مشركون قلت يا رسول الله: و ما العلامة فيهم قال يقرضونك بما ليس فيك و يطعنون على السلف.
( شرح )
و هذا لم يذكره المخرج لأن في صحته نظر عن النبي ﷺ لكن على فرض صحته قال علي بن أبي طالب قال لي النبي ﷺ سيأتي قوم لهم نبز يعني لقب يقال لهم الرافضة يأتي قوم لهم لقب يعني يلقبون بالرافضة، يخاطب النبي ﷺ عليا يقول أين لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون و هذا صريح لو صح صريح في كفر الرافضة، قال قلت يا رسول الله و ما العلامة فيهم ما علامتهم؟ قال يقرضونك بما ليس فيك، يعني ويثنون عليك بما ليس فيك ويطعنون على السلف، هذه علامتهم، علامتهم يثنون على أهل البيت بما ليس فيهم يعني يزيدوا في مدحهم و يطعنون على السلف من الصحابة، هذا لو صح لكان صريحا في كفر الرافضة لكن هذا يحتاج إلى ثبوت الحديث و المؤلف ما ذكر سنده هنا، يرجع إلى سنده إلى الإبانة الكبرى و ينظر إلى تخريجه و من خرجه و الأقرب أنه لا يصح عن النبي ﷺ و لو صح لكان فيصلا في كفر الرافضة ما فيه إشكال و أنهم مشركون و لم يحدث أدنى شك ولكن في ثبوته نظر .
( متن )
و قال علي تفترق هذه الأمة على نيف و سبعين فرقة شرها فرقة تنتحل حبنا و تخالف أمرنا .
( شرح )
هذا مأخوذ من الحديث هذه المقالة لعلي مأخوذ من حديث افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين و سبعين فرقة و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلى واحدة هنا قال علي تفترق هذه الأمة على نيف وسبعين (والنيف العدد من ثلاثة إلى عشرة مثل البضع، يعني يزيد على السبعين و لا يصل إلى الثمانين) و الحديث دل على أن النيف ثلاثة ستفترق هذه الأمة على ثلاثة و سبعين فرقة دل على أن النيف ثلاثة، ثلاث فوق السبعين قال ستفترق هذه الأمة على نيف و سبعين فرقة شرها فرقة تنتحل حبنا أهل البيت تنتحل يعني تزعم و تدعي حبنا و تخالف أمرنا، يقول: شر هذه الأمة فرقة تدعي حبنا أهل البيت -المتكلم علي- و تخالف أمرنا يدعون حبنا و يخالفون أمرنا و هم الرافضة فدل على أن الرافضة من شر الفرق .
( متن )
و قال علي : يهلك في رجلان محب مفرط و مبغض مفتر .
( شرح )
و هذا واقع هذه المقالة لعلي محب مفرط و مبغض مفتر فالمحب المفرط الرافضة و السبأية الذين ألهوا عليا و قالوا بعصمة علي و قالوا أنه إمام ، الإمام المعصوم و الرافضة و المخطئة كذلك يزعمون أحبوه و أفرطوا في حبه و هم يقولون أي يزعمون أن جبريل أرسله الله إلى علي فخان و أوصل الرسالة إلى محمد يقول خان الأمين جبريل و صدها يعني الرسالة عن حيدرة عن علي هؤلاء يزعمون أنهم يحبون لكنهم مفرطون الإفراط هو الزيادة زادوا حتى جعلوه نبياً، و السبأية يزعمون أنهم يحبونه أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي حتى سجدوا له و قالوا أنت الإله عبدوه، فلما رأى ذلك حفر حفرة في الأرض خد أخدودا و جاء بالحطب و أبرمها نارا و ألقاهم فيها و قال:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً | أججت ناري و دعوت قنبرا |
قنبر مولاه فألقاهم في النار فلما ألقاهم في النار قالوا هذا هو الإله زاد بعضهم و -العياذ بالله- زادوا في كفرهم و ضلالهم هذا الإله يعذب بالنار -نعوذ بالله- فهؤلاء هلكوا , هلكوا في علي الذين ألهوه و جعلوه الها أو الذين جعلوه هو النبي أو الذين جعلوه معصوماً أو الذين عبدوه من دون الله هؤلاء هلكوا هم مفرطون محبون لكنهم أفرطوا في المحبة.
و الثاني مبغض مفتر و هم الخوارج و النواصب الذين كفروا عليا و قالوا أنت كافر كفرت حكمت الرجال في دين الله لما مسألة التحكيم فالخوارج أبغضوه و زادوا في مبغضه حتى كفروه و جعلوه كافرا و الروافض غلوا في حبه و أفرطوا حتى جعلوه إله أو نبياً أو معصوماً فهلك هؤلاء و هلك هؤلاء.
هلك رجلان المراد بالرجال الجنس , جنس الرجل الأول الرافضة محبون مفرطون زادوا حتى جعلوه إلهاً أو نبيا أو معصوماً فهلكوا و جنس الرجل الثاني جنس الخوارج الذين نصبوا العداوة لعلي و أهل البيت حتى كفروا علياً و قالوا إنه كافر هلك هؤلاء و هؤلاء.
و هدى الله أهل الحق فلم يجعلوه إلهاً و لم يعبدوه من دون الله و لم يعادوه كما عادته الخوارج و لم يغلوا في حبه كما تزعم الروافض و لم يغلوا في بغضه كما فعلت الخوارج بل أنزلوه منزلته و تولوه و قالوا الخليفة الراشد و هو الخلفة الرابع و هو ليس بنبي و لكنه صحابي جليل من الخلفاء الراشدين و من أهل البيت و ليس بمعصوم و هو مرتبته المرتبة الرابعة رابع الخلفاء الراشدين و مرتبته في الخلافة الرابع و أنزلوه منزلته التي أنزله الله بدلالة النصوص بالعدل و الانصاف و لا بالهوى و التعصب.
فالناس ثلاثة طوائف , طائفة غلوا فيه حتى عبدوه و هم الروافض فهلكوا و طائفة كفروه و هم الخوارج فهلكوا و طائفة توسطوا و هم أهل الحق الذين أنزلوه منزلته بالعدل و الإنصاف لا بالهوى و التعصب فأحبوه و تولوه و لم يعبدوه مع الله و لم يدعوا عصمته و لم يعادوه كما عادته النواصب و إنما تولوه و أنزلوه منزلته بالعدل و الإنصاف لا بالهوى و التعصب .
( متن )
و قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال لي أحمد بن حنبل -رحمة الله تعالى عليه-: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر رجلا من أصحاب رسول الله ﷺ بسوء فاتهمه على الإسلام .
( شرح )
و هذا السند من الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة و الجماعة يقول لعبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال لي أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: يا أبا الحسن كنية عبد الملك بن عبد الحميد إذا رأيت رجلاً يذكر رجلا من أصحاب رسول الله ﷺ بسوء فاتهمه على الإسلام يعني اتهمه أنه في صحة إسلامه نظر متهم لأن هذا يدل على النفاق و مرض في القلب و لهذا يقول العلماء: إن حب الصحابة دين و قربة دين و إحسان و بغضهم كفر و نفاق و طغيان، كما قال الطحاوي -رحمه الله- يقول حب الصحابة دين و قربة و إحسان، دين يدين الله به الإنسان بحب الصحابة و قربة وإحسان و بغضهم كفر و نفاق و طغيان و لهذا قال الإمام أحمد -رحمه الله- إمام أهل السنة و الجماعة إذا رأيت رجلاً يذكر رجلً من أصحاب النبي ﷺ بسوء و يعيبه فاتهمه على الإسلام , اتهمه في إسلامه نظر متهم في إسلامه ليس إسلامه بسليم، فهو متهم هل هو مسلم أو غير مسلم و هذا شهادة من أهل السنة و الجماعة بأن من يذكر أصحاب الرسول ﷺ بسوء و يعيبهم أن في صحة إسلامه نظر .
( متن )
( شرح )
و هذا رواه عبد الله بن الإمام أحمد ما ورد في السنة و في صحته نظر لأنه لو صح لكان دليلا على كفر الرافضة.
قال علي بن أبي طالب قال لي النبي ﷺ يخرج قبل قيام الساعة قوم يقال لهم الرافضة تسميتهم بأسمائهم يقال لهم الرافضة في صحة هذا الحديث نظر يقال لهم الرافضة برءاء من الإسلام يعني أنهم خارجين عن الإسلام و هذا يحتاج إلى ثبوت و لكنه لو صح لكان دليلاً على كفر الرافضة .