شعار الموقع
شعار الموقع

الإبانة الصغرى لابن بطة 15 من الحساب إلى قوله: "وما روي: من تقرب إلي شبراً...".

00:00

00:00

تحميل
65

قال رحمه الله تعالى :

( متن )

الحساب :

ثم الإيمان بالمسائلة أن الله يسأل العباد عن كل قليل و كثير في الموقف و عن كل ما اجترموا لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ و قال الله فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ويأخذ للمظلومين من الظالمين حتى الجماء من القرناء و للضعيف من القوي .

( شرح )

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبنا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد :

قال المؤلف رحمه الله: ثم الإيمان بالمسائلة يجب على المؤمن أن يؤمن بأنه مسؤول و أن الله يسأل العباد عن كل قليل و كثير في الموقف و عن كل ما اجترموا ، اجترموا يعني اجرموا من السيئات قال تعالى لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ و قال الله  فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

 و ثبت في الحديث أن النبي ﷺ قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.

 فلا بد من الإيمان بهذا لا بد للمسلم أن يؤمن بأنه مسؤول يوم القيامة لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ و قال سبحانه فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ قال فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ يعني الأمم وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فالمرسلون مسؤولون و الأمم مسؤولة فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

 فما جاء من النصوص في نفي السؤال فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ  فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ فهذا الجمع بين النصوص أن هذه مواقف متعددة ففي بعض المواقف لا يسألون و في بعضها يسألون، عند نفخ الصور وقوف الناس لا أنساب بينهم و لا يتسائلون و في وقت يسألون و في وقت لا يسألون , الكفار في وقت يختم على أفواههم و في وقت يخلى بينهم و بين الكلام كما قال أنهم أخبر عن الكفار أنهم ينكرون قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ففي وقت يختم على أفواههم و لا يتكلمون و في وقت يخلى بينهم و بين الكلام فهي مواقف متعددة و المشاهد متعددة.

قد رد الإمام أحمد رحمه الله على الجهمية في كتابه الرد على الزنادقة و بين أن نصوص من كتاب الله و سنة رسوله ﷺ يصدق بعضها بعضا رد على الزنادقة و الجهمية في زعمهم أن القرآن متناقض في مثل هذه الآيات في بعضها يسألون و في بعضها لا يسألون , بين أن المواقف و المشاهد متعددة ففي وقت يسألون و في قت لا يسألون و لهذا قال سبحانه فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ  

و يأخذ للمظلومين من الظالم، حتى الجمَّاء من القرناء و للضعيف من القوي يعني أن الله تعالى يحساب الخلائق و يجزيهم و يأخذ للمظلومين من الظالمين و جاء في الحديث أن النبي ﷺ قال  أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع فقال النبي ﷺ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام -و في أقوال-زكاة وحج ويأتي و قد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاته فطرحت عليه ثم طرح في النار فهذا معنى قوله فيأخذ للمظلومين من الظالمين حتى للجماء من القرناء يعني حتى الشاة الذي لها قرون إذا نطحتها فإنه يقتص منها يوم القيامة يقتص للقرنا من الجما فيقول الله كوني تراباً فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا فالله تعالى يأخذ للضعيف حقه من القوي .

( متن )

ثم الإيمان بأن الله خلق الجنة و النار قبل خلق الخلق و نعيم الجنة لا يزول دائم أبدا في النضرة و النعيم و الأزواج من الحور العين لا يمتن و لا ينقصن و لا يهرمن و لا ينقطع ثمارها و نعيمها كما قال   أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا. و أما عذاب النار فدائم أبدا بدوام الله و أهلها فيها مخلدون خالدون من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد و لا متمسك بالسنة .

( شرح )

لا بد من الإيمان بالجنة و النار و هذا داخل في الإيمان باليوم الآخر فالإيمان باليوم الآخر يشمل الإيمان بالبعث و الحساب و الصراط و الميزان و الجنة و النار ، من لم يؤمن بالجنة و النار فليس بمؤمن و هو مكذب بالله و من كذب الله كفر، فلا بد من الإيمان بأن الله خلق الجنة و النار و خلق للجنة أهلاً و خلق للنار أهلاً و هما الآن مخلوقتان موجودتان دائمتان لا تفنيان و لا تبدان هذا معتقد أهل السنة و الجماعة.

قال سبحانه أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الجنة , و قال في النار أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ و قال في الجنة أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا.

خلافاً للمعتزلة الذين يقولون أن الجنة و النار ليستا مخلوقتان الآن و إنما تخلقان يوم القيامة شبهتهم يقولون إن خلقهما الآن و لا جزاء عبث و العبث محال على الله.

و هذا من أبطل الباطل , أولاً النصوص صريحة بأن الجنة و النار مخلوقتان الآن ثانياً من قال لكم أنهما معتلطان الآن ليستا معطلتين فيهما الأرواح تتنعم روح المؤمن تتنعم في الجنة و أرواح الشهداء و الحور العين و الولدان و المؤمنون تفتح له أبواب الجنة و هو في قبره و الكافر تفتح له أبواب إلى النار و هو في قبره و النصوص في هذا كثيرة.

و منها أن النبي ﷺ قال في ليلة المعراج قال دخلت الجنة و في الكسوف كشف للنبي ﷺ الجنة و النار و قربت له الجنة حتى رأى أنه يتناول عنقودا فتقدمت الصفوف ثم قدمت له النار وقربت له حتى تأخر و تكعكع وتكعكعت الصفوف قال حتى خشيت.

فالجنة و النار دائمتان مخلوقتان دائمتان فلا بد من الإيمان بأن الله خلق الجنة و النار.

و نعيم الجنة لا يزول دائم أبدا في النضرة و النعيم يعني نعيم الجنة لأهل الجنة دائم لا يزول و لهذا قال الله سبحانه و تعالى وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ غير منقطع دائم في النضرة يعني البهجة و السرور و النعيم أهل الجنة في نعيم دائم في نضرة و نعيم و الأزواج من الحور العين لا يمتن و لا ينقصن و لا يهرمن كتب الله لهن الخلود و البقاء فلا يمتن و لا ينقصن و لا يهرمن أهل الجنة كلهم في شباب دائم و صحة دائمة و نعيم دائم ليس في الجنة موت و لا مرض و لا هرم و لا شيخوخة و لا بول و لا غائط و لا مخاط و لا حيض و لا نفاس و لا هم و لا غم ، سرور دائم و صحة دائمة و شباب دائم و حياة دائمة و نعيم دائم نسأل الله أن يجعلنا و إياكم منهم .

و النار و العياذ بالله أيضا عذابها دائم مستمر قال الله تعالى وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ فعذاب النار دائم و لا ينقطع نسأل الله السلامة و العافية هذا هو الصواب.

و ما ورد عن بعض السلف بأن النار تفنى و استدلوا ببعض الآثار فهذه الآثار كلها لا تصح أكثرها لا تصح و هي منقطعة و لا تصح.

يقول المؤلف و لا ينقطع ثمارها يعني الجنة و نعيمها كما قال أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا. و أما عذاب النار فدائم أبدا بدوام الله و أهلها فيها مخلدون خالدون كما سمعتم في الآيات لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا  كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ  وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ مخلدون خالدون من هم أهلها ؟

قال المؤلف من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد و لا متمسكا بالسنة فيكون في النار من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد مشرك فهي لأهل الشرك فمن مات على الشرك و الكفر الأكبر و النفاق الأكبر فهو مخلد في النار أو الفسق الأكبر أو الظلم الأكبر الذي يخرج من الملة , الشرك الأكبر قال تعالى إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ و النفاق الأكبر هو النفاق الأعتقادي و الكفر الأكبر هو الكفر المخرج من الملة و الفسق الأكبر هو فسق الكفر وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ۝ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ قال عن إبليس فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ يعني فسوق الكفر كذلك الظلم الأكبر  إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ الظلم الأكبر هو الشرك و الظلم الأصغر المعاصي و الفسق الأكبر المعصية و الكفر الأصغر معاصي فمن خرج من الدنيا مات على الشرك فمأواه النار نعوذ بالله و هو من أهل النار غير معتقد للتوحيد يعني قد خرج من التوحيد.

 و إذا كان موحداً ثم فعل ناقضاً من نواقض الإسلام بطل توحيده -و العياذ بالله- فإذا مات على الشرك فالجنة عليه حرام و هو من أهل النار سواء كان كفرا عن اعتقاد بأن يعتقد أن لله صاحبة أو ولداً أو كفر باللسان أو القول كــ سب الله أو سب الرسول ﷺ أو سب الدين أو الاستهزاء بالله أو كتابه أو رسوله أو بالفعل كالسجود للصنم و السحر و ما أشبه ذلك كدعاء غير الله و الذبح لغير الله و النذر لغير الله و الطواف للتقرب لغير الله، أو كان كفره بالرفض و الترك و الإعراض عن دين الله لا يتعلمه و لا يعبد الله فمن خرج من الدنيا و قد مات على الشرك الأكبر أو الكفر الأكبر أو النفاق الأكبر أو الفسق الأكبر أو الظلم الأكبر فهو من أهل النار.

قوله و لا متسمك بالسنة و لا معتقد للتوحيد و لا متمسك بالسنة المتمسك بالسنة قد لا يتمسك الإنسان بالسنة و لا يخلد في النار بأن يخل ببعض السنن بأن كانت السنة أو يترك بعض الواجبات يكون ظالماً لنفسه المراد من خرج من الدنيا على الشرك .

( متن )

الشفاعة :

فأما الموحدون فإنهم يخرجون منها بالشفاعة و قال النبي ﷺ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.

( شرح )

الموحدون يخرجون من النار بالشفاعة إذا دخلوها و منهم من يشفع فيه فلا يدخلها منهم من يعفى عنه قبل الدخول.

 و الشفاعة أحاديث الشفاعة في خروج العصاة الموحدين من النار متواترة قد بلغت حد التواتر كما سبق، و نبينا ﷺ يشفع أربعة شفاعات كل مرة يحد الله له حدا فيخرجهم و كذلك الأنبياء يشفعون و الشهداء و الصالحون و الأبرار و لا يبقى في النار أحد من أهل التوحيد كل من في قلبه شيء من التوحيد و لو أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان فإنه يخرج من النار و لا يبقى في النار إلا الكفرة و الكافر ليس في قلبه شيء من التوحيد و لا قليل لكن العاصي يبقى عنده شيء من التوحيد مهما عظمت الذنوب و المعاصي لا تقضي على التوحيد يبقى قد يبقى في القلب أو أقل فيخرج به من النار و قال النبي ﷺ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي والأحاديث الشفاعة متواترة .

( متن )

الملائكة :

ثم الإيمان بالملائكة و أن جبريل أمين الله إلى الرسل و الإيمان بالملائكة واجب مفترض .

( شرح )

الإيمان بالملائكة أصل من أصول الدين و هو ركن من أركان الإيمان و هو الركن الثاني كما في حديث جبرائيل كما في قوله   وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ و في حديث جبريل لما سأله عن الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره و شره.

 فلا بد من الإيمان بالملائكة و أنهم من عالم الغيب مخلوقون من نور كما في الحديث و هم لا يعصون الله كما قال الله لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

و لهم وضائف متعددة منهم من وكل بالنبات و منهم من وكل بالوحي كجبريل و منهم من وكل بالنفخ في الصور كإسرافيل و منهم من وكل بالموت و منهم من وكل بالنطفة وتدبر أمرها و منهم من وكل بكتابة الحسنات و منهم من وكل بكتابة السيئات و منهم من وكلهم بحفظ بني آدم و منهم من وكلهم بالنجوم و منهم من وكل بالشمس و القمر و كل حركة في السماوات و الأرض فهي ناتجة عن الملائكة بأمر الله الكوني و منهم كما في قوله وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ۝ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ۝ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ۝ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ۝ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ۝ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ۝ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ۝ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ۝ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا  وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ۝ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ۝ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا كل هذه أوصاف الملائكة.

من لم يؤمن في الملائكة من أنكر وجود الملائكة فإنه مكذب لله كافر من لم يؤمن بالملائكة فهو كافر .

( متن )

الإيمان بجميع ما جاءت به الرسل:

و كذلك وجوب الإيمان و التصديق بجميع ما جاءت به الرسل من عند الله و بجميع ما قال الله و هو حق لازم فلو أن رجلاً آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلا شيئا واحدا كان برد ذلك الشيء كافرا عند جميع العلماء .

( شرح )

الإيمان بجميع ما جاءت به الرسل واجب يجب على المؤمن أن يصدق بجميع ما جاءت به الرسل آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فيجب على المسلم أن يؤمن بالرسل و بجميع ما جاؤوا به من الشرائع و أنه حق من عند الله و لهذا قال المؤلف: و كذلك وجوب الإيمان و التصديق بجميع ما جاءت به الرسل من عند الله و بجميع ما قال الله كل ما ثبت عن الله و ثبت عن رسوله ﷺ فهو حق يجب الإيمان به و هو حق لازم يقول المؤلف فلو أن رجلاً آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلا شيئا واحدا كان برد ذلك الشيء كافرا عند جميع العلماء، لو أن الإنسان آمن بجميع ما جاءت به الرسل ثم أنكر أمراً واحداً أنكر ملكا من الملائكة كفر أنكر كتابا من الكتب المنزلة كفر أو أنكر رسول من الرسل كفر أو أنكر الجنة كفر أو أنكر النار كفر أو أنكر البعث كفر أو أنكر صفة من صفات الله كفر أو خبراً أخبر الله به كفر ولو آمن بجميع ما أنزل الله لو آمن بجميع ما أنزل الله ثم أنكر شيئا واحداً كان برد ذلك الشيء كافرا عند جميع العلماء .

( متن )

خلق الناس و الجن :

ثم الإيمان بأن الله خلق الخلق و هم خلق من خلق الله خلقهم كما شاء و لما شاء و فيه المؤمنون و الكافرون و بذلك نطق الكتاب و جاءت به الرسل و خلق إبليس و هو رأس جنود الشياطين و هو يغوي بني آدم و يوسوس في صدورهم و يفتنهم و يحسن عندهم القبيح و يدعوهم إلى مخالفة ربهم و هو عدوهم يجري منهم مجرى الدم لا يضر المعتصمين بالله كيده و الآي في كتاب الله بذكره و أخباره أكثر من أن تحصى فمن أنكر أمر الجن و كون إبليس و الشياطين و المردة و إغوائهم بني آدم فهو كافر بالله جاحد بآياته مكذب بكتابه .

( شرح )

الإيمان بأن الله خلق الخلق و هم خلق من خلق الله هذا لا بد منه أن الله هو الخالق قال  اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا فمن أنكر أن الله خلق الخلق فهو كافر لأنه مكذب بالله، فالله خلق الخلق و منهم الناس و بنو آدم و الجن و الملائكة و الحيوانات و كل شيء في هذا الوجود فالله خلقه و أوجده من أنكر ذلك فهو خلقهم كما شاء و لما شاء يعني لحكمة خلق الله الجن و الإنس لحكمة بينها في قوله تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي ليوحدون و ليعرفوه بأسمائه و صفاته كما قال سبحانه اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا

  و فيه المؤمنون و الكافرون و الله خلق منهم الكافر و منهم المؤمن لحكمة بالغة كما قال سبحانه في سورة التغابن هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ و لهذا قال و بذلك نطق الكتاب مشير للآية و جاءت به الرسل و خلق إبليس كما قال تعالى وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ الملائكة خلقوا من نور و إبليس خلق من نار و آدم خلق من تراب من طين و بنوه خلقوا من سلالة من ماء مهين.

و خلق إبليس و هو رأس جنود الشياطين و هو يغوي بني آدم و هذا معلوم يغويهم و أنه طلب الإنظار قال لربه قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فأنظره الله ثم قال فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ.

 فمعلوم أنه يغوي و يوسوس في صدورهم مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ و يفتنهم و يحسن عندهم القبيح و يدعوهم إلى مخالفة ربهم و هو عدوهم كما قال سبحانه إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.

فلا بد من الإيمان بهذا كله يجير منهم مجرى الدم كما في الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم لا يضر المعتصمين بالله كيده من اعتصم بالله كفاه الله كيده و شره و لهذا قال الله إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ و قال عن ابليس أنه قال  لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ.

و الآي يعني الآيات في كتاب الله بذكره يعني ذكر إبليس و أخباره أكثر من أن تحصى فمن أنكر أمر الجن من أنكر الجن فهو كافر لأنه مكذب لله فهم أحد الثقلين قال وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ

فمن قال ليس هناك جن أنكر الجن فهو كافر لأنه مكذب لله و كذلك من أنكر إبليس و الشياطين و المردة و إغوائهم لبني آدم فهو كافر لأنه مكذب لله لأن الله ذكر هذا في القرآن ذكر إبليس و الجن و ذكر أنه يغوي فمن أنكر ذلك فد كذب الله و جحد آياته و من كذب الله كفر، و لهذا قال المؤلف: و من أنكر الجن و كون إبليس و الشياطين و المردة و إغوائهم بني آدم فهو كافر بالله جاحد بآياته مكذب بكتابه لأن هذا موجود في القرآن .

( متن )

بعض الصفات الخبرية:

ثم الإيمان و القبول و التصديق بكل ما روته العلماء و نقله الثقات و أهل الآثار من كلام رسول الله ﷺ ويلقاها بالقبول و لا يرد بالمعاريض و لا يقال لم و كيف و لا تحمل على المعقول و لا يعمل لها المقاييس و لا يعمل لها التفاسير إلا ما فسره رسول الله ﷺ أو رجل من علماء الأمة ممن قوله شفاء و حجة مثل أحاديث الصفات و الرؤية و مثل ما روي أن الله يضع السماوات على إصبع و الأرضين على إصبع و أن الله يضع قدمه على النار فتقول قط قط و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن .

( شرح )

الإيمان بالصفات التي وردت في النصوص في كتاب الله و سنة رسوله هذا لا بد منه يجب على المسلم أن يؤمن بأسماء الله و صفاته التي سمى الله بها نفسه و سماه بها رسوله ﷺ و كذلك الصفات التي وصفه بها نفسه و وصفه بها رسوله ﷺ.

و لهذا قال المؤلف -رحمه الله- ثم الإيمان و القبول و التصديق بكل ما روته العلماء و نقلته الثقات و أهل الآثار عن رسول الله ﷺ وتلقاها بالقبول و لا يرد بالمعاريض أي يجب على المسلم الإيمان و القبول و التصديق بكل ما رواه العلماء ونقله الثقات في الأحاديث الصحيحة الثابتة من الصفات و أنه يجب على المسلم أن يؤمن بها،  كذلك الصفات و الأسماء التي وردت في القران العزيز أو التي رواها العلماء و نقلها الثقات بالأحاديث و تلقوها بالقبول قال و لا ترد بالمعاريض يعني لا يرد الإنسان الصفات بل الواجب القبول فلا يردها بالمعاريض يعني بالتأويل بالتأويلات الباطلة يعرض لها بالتأويل و لا يقال لم و كيف لا يقال لم يعني في أفعال الله و لا كيف يعني في الصفات فأفعال الله لا يتعرض عليها لا تعترض على أفعال الله لا تقول لم كما قال سبحانه لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ و لا كيف في الصفات ما تقول كيف استوى كيف البصر الكيف مجهول لكن معاني الصفات معلومة كما قال الإمام مالك رحمه الله الاستواء معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة فلا يقال لم في أفعال الله فهو اعتراض لم فعل كذا ما تعترض على الله لا يجوز الاعتراض على أفعال الله لم أمات هذا و أحيا هذا لم جعل هذا فقيرا و هذا غنياً هذا لا يجوز هذا اعتراض على أفعال الله و كيف كيف صفة السمع و كيف صفة البصر لا يوجه، لا يقال لم في أفعال الله و لا كيف.

و لهذا قال الصحابة من قال لم فقد رد حكم الكتاب و من رد حكم الكتاب كان من الكافرين فلا يعترض الإنسان على أفعال الله و لا على قضاءه وقدره و لا يوجه السؤال بلمَ كما أنه لا يوجه السؤال بكيف في صفات الله فلا يقال لم و لا كيف و لا تحمل على المعقول لا تحمل صفات الله تكيف على ما يحمله الناس و ويفهمونه و لا تضرب لها المقاييس، ما تقاس بصفات المخلوقين و لا تعمل لها التفاسير يعني الكيفية لا تفسر أما المعنى يفسر معلوم أن البصر ضد العمى و العلم ضد الجهل و الاستواء معناه الاستقرار و العلو و الصعود و الارتفاع كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم لكن المراد التفاسير الكيفية، الكيفية ما تفسر  إلا ما فسره رسول الله ﷺ أو رجل من علماء الأمة ما فسره النبي ﷺ و بينه فإنه يجعل تفسيرا أو  رجل من علماء الأئمة ممن قوله شفاء و حجة حيث يفسرها بالنصوص، إذا فسرها بالنصوص هذا حق لأن النصوص يفسر بعضها بعضا و يضم بعضها إلى بعض مثل أحاديث الصفات و الرؤية فالنصوص يفسر بعضها بعضا.

فمثلا قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  فهذه المعية نقول معية علم و اطلاع و إحاطة، و الدليل على ذلك أن الله افتتح الآية بالعلم و اختتمها بالعلم، فنحن نفسرها نفسر النصوص بالنصوص فإذا فسر رجل من الأئمة كان قوله شفاء و حجة من النصوص فإنه يقبل مثل أحاديث الصفات و الرؤية كل هذه نقبلها و نصدق بها.

 و مثل ما روي أن الله يضع السماوات على إصبع و الأراضين على إصبع فهذا ثابت في الحديث الصحيح أنه يضع السماوات على إصبع و الأرضين على إصبع و الماء و الثرى على إصبع و الشجر على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن بيده فيقول أنا الملك فهذا ثابت في إثبات الأصابع لله و إثبات الرؤية و إثبات الأصبع و بل جاء في الحديث إثبات خمسة أصابع.

و أن الله يضع قدمه على النار فتقول قط قط هذا ثابت في الحدث فيه إثبات القدم لله  لا تزال النار يوضع فيها فتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وينزوي بعضها إلى بعض.

  و قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن كما في الحديث و هذا ثابت في الحديث الصحيح رواه مسلم و البخاري و غيرهما أن النبي ﷺ قال إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن و كان النبي ﷺ يكثر من قول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك تقول عائشة يا رسول الله إنك تكثر من هذا الدعاء فهل تخاف ؟ قال وما يؤمنني يا عائشة وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهم كيف شاء إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه فيه إثبات الأصابع لله .

( متن )

و أن الله على العرش و للعرش أطيط كأطيط الرحل .

( شرح )

و هذه نصوص ثابتة أن الله على العرش و قوله ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ في سبعة مواضع أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ نصوص العلو و الفوقية كثيرة أكثر من ثلاثة آلاف دليل و استواء الله على عرشه ثابت في سبعة مواضع أن الله استوى على عرشه.

و للعرش أطيط كأطيط الرحل الجديد و هذا ثبت في حديث الأطيط المعروف حديث الأطيط من العلماء من ضعفه و منهم من حسنه كشيخ الإسلام ابن تيمية لشواهد و قال أن له شواهد و الأطيط إذا ثبت الحديث يكون شيء يتعلق بالعرش و الله تعالى لا يحتاج إلى العرش ولا إلى غيره بل هو تعالى حامل للعرش بقوته و قدرته .

( متن )

و أن الله أخرج الذرية من ظهر آدم بيده اليمنى و كلتا يديه يمين مباركة فقال هذه لهذه و لا أبالي .

( شرح )

و هذا ثابت في الأحاديث أنه استخرج ذريته من ظهر آدم فقبض قبضة فقال هؤلاء للجنة و لا أبالي و قبض قبض أخرى فقال هؤلاء للنار و لا أبالي.

 و هنا ذكر المؤلف أنه خذ بيده اليمنى و كلتا يديه يمين فقال هذه لهذه يعني هذه القبضة للجنة و هذه القبضة للنار .

( متن )

و لا يقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته .

( شرح )

هذا جاء في الحديث لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته و في حديث آخر  في صحيح البخاري إن الله خلق آدم على صورته، ثم قال طوله في السماء ستون ذراعاً يعني طول آدم .

فيه إثبات الصورة لله الله تعالى له صورة لا يشابه المخلوقين كما أن له سمع و بصر و علم و قدرة .

( متن )

و قال النبي ﷺ رأيت ربي في صورة كذا قد روى هذه الأحاديث

( شرح )

رأيت ربي في صورة كذا جاء في الحديث، حديث اختصام الملأ الأعلى الذي شرحه الحافظ ابن رجب رأيت ربي في أحسن صورة فقال يا محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى فقلت لا يا رب فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله فعلمت ما بين السماء و الأرض أو فعلمت كل شيء فقلت يا ربي في نقل الأقدام إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة إلى آخر الحديث المعروف و هو حديث اختصام الملأ الأعلى .

( متن )

قد روى هذه الأحاديث الثقات من الصحابة و السادات من العلماء من بعدهم مثل ابن عمر و عائشة و أبي هريرة و ابن عباس و جرير بن عبد الله و أنس بن مالك و غيرهم .

( شرح )

هذه الأحاديث كلها ثباتة رواها الصحابة ابن عمر و عائشة وأبي هريرة و ابن عباس و ابن عبد الله البجلي و انس بن مالك و غيرهم كلهم روى هذه الأحاديث الصفات لهذا ثابتة و آمن بها أهل السنة و الجماعة .

( متن )

و أن الله تبارك و تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا

( شرح )

حديث النزول ثابت في الصحاح و السنن و المسانيد بل هو من الأحاديث المتواترة، يقول النبي ﷺ ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر ينزل نزولاً يليق بجلاله و عظمته لا يشابه المخلوقين في نزولهم كما أنه لا يشابه المخلوقين في صفاته فهو ينزل نزولاً يليق بجلاله و عظمته و هو سبحانه فوق العرش و هل يخلو العرش أو لا يخلو ؟ في هذا ثلاث أقوال قيل يخلو و قيل لا يخلو و قيل بالتوقف نصوص المعية و الفوقية هذه ثابتة لا إشكال فيها و النزول فعل يليق بجلاله يفعله سبحانه كما يشاء .

( متن )

لا يقال لهذا كله كيف و لا لم بل تسلمها بقدرة و إيمان بالغيب كلما عجزت العقول عن معرفته فالعلم به وعين الهداية فيه  الإيمان به و التسليم له و تصديق رسول الله ﷺ فيما قاله هو أصل العلم و عين الهداية لا تضرب لهذه الأحاديث و ما شاكلها المقاييس و لا تعارض بالأمثال و النظائر .

( شرح )

لا يقال لهذا كله كيف و لا لم كما سبق لا يقال كيف في الصفات كيف صفته كيف نزوله كيف استواؤه لا يقال كيف هذا السؤال باطل فاسد هذا السؤال و لهذا لما وجه هذا السؤال رجل للإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة جاء إلى الإمام مالك و جلس في حلقته و قال يا مالك الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى ؟ فأطلق مالك رحمه الله ملياً حتى علته الرحضاء العرق ثم قال بعد فترة الاستواء معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة و ما أراك إلا رجل سوء أخرجه عني فأمر بإخراجه، و هذا قال في جميع الصفات العلم إذا قيل كيف العلم نقول العلم معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة , السمع نقول السمع معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة، لا يقال كيف هذا السؤال فاسد لا يوجه السؤال كيف للصفات و لا لم في الأفعال لا يقال لم فعل كذا لا يقال كيف للصفات و لا يقال لم في الأفعال، لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته لأنه حكيم لا يسأل عما يفعل لأنه حكيم لا لأنه يفعل بالقدرة و المشيئة من دون الحكمة كما يقول أهل البدع , لا يقال لهذا كله كيف و لم بل تسليمها بقدرة و إيمان بالغيب نسلم لقدرة الله و نؤمن بالغيب كلما عجزت العقول عن معرفته فالعلم به وعين الهداية فيه الإيمان به، كل شيء تعجز العقول عن معرفته فالعلم به و عين الهداية أن تؤمن به و تسلم تقول آمنت و سلمت فالعلم به و عين الهداية فيه الإيمان به و التسليم له و تصديق رسول الله ﷺ فيما قاله هو أصل العلم و عين الهداية صدق الرسول ﷺ أقبل خبر الله و خبر رسوله ﷺ و صدق و آمن و سلم هذا العلم و هذا عين الهداية لا تضرب لهذه الأحاديث و ما شكلها المقاييس لا تقاسيها بصفات المخلوقين و لا تعارض بالأمثال يجعل لها أمثلة بصفات المخلوقين و النظائر و لا النظائر بل الله لا يماثل أحدا من خلقه لا في ذاته ولا في صفاته و لا في أفعاله كما قال سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا و قال سبحانه فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

( متن )

نزول عيسى :

ثم الإيمان بأن عيسى ابن مريم ينزل من السماء إلى الأرض فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و تكون الدعوة واحدة .

( شرح )

نزول عيسى ابن مريم يجب الإيمان به، و هو أحد أشراط الساعة الكبار و من علامات الساعة كما قال سبحانه وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا يعني نزول عيسى و في قراءة و إنه لعَلم فنزول عيسى ابن مريم حق يجب الإيمان به قال تعالى وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا يجب الإيمان بنزول عيسى ابن مريم و هو ثابت في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين و غيرهما.

فمن أنكره و قد تلقته الأمة بالقبول فمن أنكر نزول عيسى ابن مريم فإنه لا بد أن يعرف و تقام عليه الحجة و تزال الشبهة و بين له الأدلة فإن أنكرها مع صراحتها و وضوحها كفر، قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح والذي نفسي بيده لينزلن فيكم ابن مريم حكماً عدلاً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويأخذ المال حتى لا يقبله أحد هذا ثابت في الصحيح ينزل عيسى ابن مريم ينزل من السماء إلى الأرض و هو مرفوع رفعه الله لما أراد اليهود قتله رفعه الله كما قال تعالى بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ

و هو حي الآن في السماء و ينزل في آخر الزمان فإذا نزل في آخر الزمان صار فرداً من أفرا الأئمة المحمدية يعمل بشريعة محمد عليه الصلاة و السلام فيكون عيسى عليه الصلاة و السلام فردا من أفراد الأمة المحمدية و أفضل هذه الأمة بعد نبينا لأنه نبي لأن كل نبي أخذ الله عليه ميثاق لأن بعث محمد ﷺ و هو حي لتؤمنن به و لتتبعنه وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ فعيسى فرد من أفراد الأمة المحمدية و هو نبي و هو أفضل هذه الأئمة بعد نبينا ثم يليه أبو بكر الصديق و هو أيضاً يطلق عليه صحابي لأنه رأى النبي ﷺ ليلة المعراج حي فيعاير بها و يقال شخص أفضل من أبي بكر في هذه الأمة بالإجماع ؟! رجل أفضل من أبي بكر بالإجماع ؟ و هو من هذه الأمة؟ عيسى  نبي أفضل من أبي بكر بالإجماع و هو فرد من أفراد هذه الأمة المحمدية و هو صحابي أيضاً، لأنه شاهد النبي ﷺ ليلة المعراج لأن الصحابي من لقي النبي ﷺ مؤمناً و مات على الإسلام هذا الصحابي و لو لحظة واحدة صغار الصحابة الذين حنكهم النبي ﷺ ورأوه صحابة، كل من لقي النبي ﷺ مؤمناً و لو لحظة و مات على الإسلام فهو صحابي.

الطالب: (44:37)

ليلة المعراج لما عرج به رآه في السماء الثانية و التقى به و رحب قال مرحبا بالنبي الصالح التقى به عيسى و يحيى ابنا الخالة لكن يحيى مات عيسى حي ثم لقي في السماء آدم الأولى وفي السماء الثانية يحيى و عيسى و الثالثة إدريس و الرابعة يوسف و الخامسة هارون و السادسة موسى و السابعة إبراهيم.

ينزل من السماء إلى الأرض هذا ثبت في الأحاديث الصحيحة فيكسر الصليب لبيان بطلان ما عليه النصارى الذين يعبدون الصليب و هذا من جهل النصارى , النصارى من جهلهم و ضلالهم  يعبدون الصليب كيف يعبدون الصليب ؟ يقولون أن عيسى أنه صلب أنه قتل و صلب هذا من جهلهم إذا كان صلب كيف تعبدون الصليب هل الصليب يعبد وإلا يكسر و يبغض كان الذي ينبغي لهم أنهم يبغضوا الصليب ويكسر لأنه صلب عليه نبيهم فكيف يعبدون الصليب الذي صلب عليه نبيهم ؟ يزعمون أن نبيهم قتل و صلب فإذا كان صلب على الصليب يعبدون الصليب الذي صلب عليه هذا من جهلهم هل الصليب الذي صلب عليه يحب وإلا يبغض ؟ يبغض ينبغي أن يكسر و لا يعبد لكن هم عبدوه كأنهم فرحوا بصلبه فهذا من جهلهم و هذا من أبطل الباطل.

 و ما قتل و ما مات و لكن الله رفعه وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ فهذا من جهلهم و ضلالهم صاروا يعبدون الصليب يعبدون الصليب الذي صلب عليه نبيهم يعبدون الصليب فرحاً بالصليب و لا كراهة للصليب هل هم كرهوا الصليب وإلا فرحوا به ؟ إن كانوا كرهوا وساءهم لصلبه نبيهم إذاً يجب عليهم إبعاد الصليب و البعد عن الصليب لكن كونهم يعبدون الصليب هذا معناه كأنهم فرحوا فهذا من جهلهم و ضلالهم.

 و لهذا عيسى إذا نزل يكسر الصليب ليبين بطلان ما عليه النصارى و يقتل الخنزير , الخنزير يقتل لأنه يأكله النصارى أيضا و تكون الدعوة واحدة يعني لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف و لا يقبل الجزية الدعوة واحدة ما فيه إلا الإسلام اليهود و النصارى الآن يخيرون بين الإسلام أو الجزية أو السيف و هذا مغير بنزول عيسى فإذا نزل عيسى انتهى قبول الجزية صار ما يقبل منه إلا الإسلام أو السيف هذا مغير بنص الحديث مغير بغاية يعني أخذ الجزية من اليهود له حد نهايته نزول عيسى إذا نزل انتهى أخذ الجزية فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و تكون الدعوة واحدة الدعوة للإسلام ما في إلا دعوة واحدة الإسلام .

( متن )

خروج الدجال :

و الدجال خارج في آخر هذه الأمة لا محالة إحدى عينيه كأنها عنبة طافية يطأ الأرض كلها إلا مكة و المدينة و يقتله عيسى ابن مريم م باب لد الشرقي بأرض فلسطين على قدر مسيرة ميل من الرملة .

( شرح )

كذلك خروج الدجال يجب الإيمان به و هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين و غيرهما يجب الإيمان به و من أنكره فإنه يعرف النصوص ثابتة في هذا ففي الصحيحين و غيرهما أن النبي ﷺ قال إذا تشهد أحدكم فاليستعذ بالله من أربع يقول أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال و كذلك أيضا جاء خبر الدجال و أوصافه بالصحيحين و في الحديث الطويل في صحيح مسلم.

و الدجال رجل من بني آدم يخرج في آخر الزمان من جهة الشرق و يدعي أولاً جاء في الحديث أنه مربوط و أنه موثق بالحديد في جزيرة و أنه يخرج آخر الزمان كما في حديث قصة الجساسة في صحيح مسلم فهو يخرج فإذا خرج ادعى الصلاح أولاً ادعى أنه مصلح يدعي الصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية تدرج، أولاً يدعي أنه رجل صالح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية و هو كافر مكتوب بين عينيه كافر ك ف ر يقرؤها كل مؤمن إحدى عينيه طافية و هي اليمنى أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية و لهذ قال و الدجال خارج في هذه الأمة لا محالة إحدى عينيه كأنها عنبة طافية.

يطأ الأرض كلها إلا مكة و المدينة لا يترك بلداً إلا دخله إلا مكة و المدينة لأن الملائكة تمنعه من دخولها تحرسها الملائكة جاء في الحديث أنه يأتي للمدينة و ينزل فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر و كافرة و كل فاسق و فاسقة و كل خبيث و خبيثة و لا يبقى في المدينة إلا المؤمنون في هذه الحالة تنفي المدينة خبثها كما ينفث الكير خبث الحديد، في وقت مجيء الدجال.

و يمكث في الأرض أربعين يوماً يوم طوله كسنة اليوم الأول طوله سنة تطلع الشمس و لا تغرب إلا بعد ثلاثمائة و ستة و خمسين يوما قيل يا رسول الله ... و اليوم الثاني ؟ قال شهر ثلاثين يوما و اليوم الثالث أسبوع سبعة أيام هذه ثلاثة أيام طويلة بقية الأيام كأيامنا فيكون يمكث كم ؟ سنة و شهر و أسبوع و سبعة و ثلاثين يوم هذا مكوثه في الأرض.

 و معه خوارق يضل بها العباد يأمر السماء فتمطر و يأمر الأرض فتنبت.

و معه صورة الجنة و صورة النار.

و يقتل شاباً نصفين فيقال له قم ثم يستوي قائما و يقول للناس أن هذا الدجال اللعين و لما قتله ثم أحياه الله قال ما ازدت فيك إلا بصيرة.

و هو الشرط الثاني من أشراط الساعة الكبار , الشرط الأول خروج المهدي ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى ابن مريم فإذا نزل عيسى ابن مريم ينزل في وقت الدجال في زمن المهدي يخرج الدجال و إذا خرج الدجال نزل عيسى ابن مريم و قتله و لهذا قال و يقتله عيسى ابن مريم بباب لد الشرقي بأرض فلسطين قرية قريبة من بيت المقدس على قدر مسيرة ميل من الرملة فلا بد من الإيمان بهذا .

( متن )

ملك الموت :

ثم الإيمان بملك الموت ﷺو أنه يقبض الأرواح ثم ترد في الأجساد في القبور .

( شرح )

لا بد الإيمان بملك الموت كما قال الله قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﷺ و هو يقبض الأرواح بأمر الله ثم ترد في الأجساد في القبور و الأرواح إذا قبضت كما جاء في الحديث روح المؤمن تذهب للجنة و لها صلة بالبدن و روح الكافر تنقل إلى النار ثم إذا أمر الله أن ينفخ في الصور عادت إلى اجسادها و دخلت كل روح إلى جدها فقام الناس من قبورهم ينفضون التراب عن ؤوسهم لابد من الإيمان بهذا .

( متن )

النفخ في الصور :

و الإيمان بالنفخ في الصور و الصور ينفخ فيه اسرافيل .

( شرح )

لا بد من الإيمان بالنفخ في الصور و إسرافيل ينفخ في الصور نفختان النفخة الأولى نفخة الصعق و الموت يموت فيها كل من خلق الله إلا من شاء الله من استثناه الله و النفخة الثانية نفخة البعث كما قال سبحانه في سورة الزمر وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ هذه نفخة الصعق ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى هذه نفخة البعث فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ و نفخة الصور أولها فزع و آخرها صعق و موت كما قال الله تعالى في سورة النمل وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ فهي نفخة طوية أولها فزع و آخرها صعق و موت ثم النفخة الثانية نفخة البعث قال بعض العلماء أنها ثلاث نفخات نفخة الفزع و نفخة الصعق و نفخة البعث و جاء هذا في حديث طويل و لكنه من رواية إسماعيل بن رافع وهو ضعيف، و الصواب أنها نفختان الأولى أولها فزع و آخرها صعق و موت ثم النفخة الثانية نفخة البعث بعد ذلك .

( متن )

بين الله وأنبيائه و الله كلم موسى تكليما واتخذ إبراهيم خليلا وعيسى ابن مريم روح الله و كلمته وقد أحيا الموتى و أبرأ الأكمه والأبرص و خلق من الطين طائرا كل ذلك بقدرة الله و مشيئته وإرادته.

( شرح )

كل هذا جاءت به النصوص و يجب الإيمان به قال الله تعالى وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا  وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا و عيسى ابن مريم روح الله و كلمته كل هذا جاءت به النصوص روح الله يعني روح من الأرواح التي خلقها و أضيف إلى الله للتشريف و التكريم كما أضيفت الناقة إلى الله و الرسول إلى الله و العبد إلى الله عبد الله و رسول الله و بيت الله و روح الله هذا إضافة مخلوق إلى خالقه والإضافة للتشريف و التكريم , البيت يضاف إلى الله و بيت الله يعني الكعبة روح الله يعني عيسى روح من الأرواح التي خلقها لكن أضيف إلى الله للتشريف و أضيف لأجل التشريف كما أضيف البيت إلى الله و العبد إلى الله و الرسول و كلمته يعني أنه مخلوق بكلمة كن عيسى كلمته يعني أنه مخلوق بكلمة كن كما قال الله سبحانه إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و ليس المراد أن عيسى نفس الكلمة كما يقوله النصارى , النصارى تقول أن عيسى نفس الكلمة و على هذا يكون جزء من الله و هذا كفر وضلال فليس عيسى هو الكلمة بل هو مخلوق من الكلمة و النصارى يقولون عيسى نفس الكلمة يعني جزء من الله -نعوذ بالله- كفر و ضلال و معنى عيسى روح الله و كلمته يعني مخلوق من كلمة كن أعطاه الله من الخوارق و المعجزات أنه يحيي الموتى و يبرأ الأكمه يعني الله تعالى أعطاه من المعجزات أنه يحيي الموتى تكوت آية و معجزة و يبرئ الأكمه و هو الذي لم تشق له عين و الأبرص و يخلق من الطين طائرا يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيخلقه الله طيرا فيكون طيرا بإذن الله يصور و يقدر من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيخلقه الله طيرا قوله وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي كل هذه بقدرة الله و مشيئته و إرادته كل هذا يجب الإيمان به لثبوته في الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية .

( متن )

بعض الصفات الخبرية:

و الإيمان بأن الله خلق آدم بيده و غرس جنة الفردوس بيده و كتب التوراة بيده .

 

( شرح )

كل هذا يجب الإيمان به لأنه ثابت خلق الله آدم بيده قال تعالى لإبليس مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ فالله تعالى خلق آدم بيده و غرس جنة الفردوس بيده كما جاء في الحديث إن الله غرس جنة عدن بيده و كتب التوراة بيده خط التوراة بيده لموسى كل هذا يجب الإيمان به لثبوته في النصوص .

( متن )

و ما روي ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي و اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من الملأ الذي تذكر فيه .

( شرح )

هذا ثابت في الصحيحين لكن بغير اللفظ أذكر في الحديث الذي أذكر في لفظ الحديث أنه قال: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه يحتمل أن هذا لفظ آخر يا ابن آدم اذكرني -ما أذكر أنه ورد يا ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي حتى قال أنه رواه الشيخان ما روي في الحديث من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه

فيه إثبات النفس لله   وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ.

( متن )

و ما روي من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن جاءني يمشي أتيته هرولة.

 

( شرح )

كل هذه الصفات لله و من ثمرات هذه الصفات أن الله أقرب و أسرع بالخير من العبد و أن الله لا يقطع الثواب عن العبد حتى يقطع العبد العمل.

أما ما ذكره النووي و غيره رحمه الله قال معنى هذا أن الله معنى الحديث أن الله لا يقطع الثواب عن العبد حتى يقطع العبد العمل إن الله لا يمل حتى تملوا أن هذا أثر من آثار الصفات فهذه الصفة يجب إثباتها فإذا تقرب العبد إلى الله تقرب الله إليه من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً ومن جاءني يمشي أتيته هرولة كل هذا يليق بجلال الله و عظمته و أنه أسرع بالخير من العبد .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد