(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد..
فهذه الأحاديث كلها يجب الإيمان بها لثبتوها عن النبي ﷺ عجب ربك من شاب ليس له صبوة فيه صفة العجب لله كما يليق بجلاله وعظمته.
والشاب الذي ليس له صبوة يعني ليس له ميل إلى الهوى والشهوات يعني هو شاب مستقيم على طاعة الله.
و أيضا جاء إثبات صفة العجب لله في سورة الصافات بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وفي قراءة بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ فعلى هذه القراءة بل عجبتُ يكون الضمير يعود إلى الله إثبات العجب لله ، هنا عجب ربك من شاب ليس له صبوة وفي لفظ آخر عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيره هنا قال ضحك ربك . .
(المتن)
وقوله ضحك ربك من قنوط عباده وقرب غيره.
(الشرح)
نعم ، ضحك فيه إثبات الضحك لله ، وروي بلفظ آخر عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيره والضحك ثابت لله ، منه حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر وكلاهما يدخلان الجنة نعم .
(المتن)
وقوله لن نعدم من رب يضحك خيراً.
(الشرح)
لن نعدم من رب يضحك خيرا هذا في حديث وفد بني المنتفق ، فيه إثبات الضحك لله ، نعم .
(المتن)
وقوله لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
(الشرح)
هذا ثابت ، لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر وكأن المؤلف رحمه الله حينما استقبل الحديث يوهم بأنه يرى أن الدهر من أسماء الله ، لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر وهذا خطأ الدهر ليس من أسماء الله ، لا تسبوا الدهر ، الدهر هو الليل والنهار والزمان بينما هو الدهر يعني مقلب الدهر ، ومصرف الدهر ويدل على هذا الروايات الأخرى لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره وليس الدهر من أسماء الله.
وقد غلط ابن حزم رحمه الله تعالى فعده ، عد الدهر من أسماء الله فغلطه العلماء ، والمعدود في غلطتاه ، والمؤلف رحمه الله حينما ساقه كأنه يوهم أنه من أسماء الله وليس من أسماء الدهر ، لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر يعني مقلب الدهر ومصرف الدهر وخالق الدهر ، نعم وليس الدهر من أسماء الله ، نعم .
(المتن)
وأن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام ، سمك كل سماء كذلك ، وبين كل سماء كذلك
(الشرح)
نعم ، كذلك جاء هذا في عدة أحاديث رواه ابن خزيمة في التوحيد جاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام ، وجاء في الحديث وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام وسمك كل سماء وفي لفظ وكثف سمك يعني غلظ كذلك ، مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل سماء وسماء كذلك ، نعم .
(المتن)
وكل هذه الأحاديث وما شاكلها تمر كما جاءت لا تعارض ولا تضرب لها الأمثال ولا يواضع فيها القول فقد رواها العلماء وتلقاها الأكابر منهم بالقبول وتركوا المسألة عن تفسيرها ورأوا أن العلم بها ترك الكلام في معانيها.
(الشرح)
نعم هذه الأحاديث وما شاكلها تمر كما جاءت فلا تكيف ، فلا تكيف يعني ولهذا قال بعض السلف امروها كما جاءت بلا كيف ، يعني لا تكيف الصفات ولا يقال صفات الله على كذا وكذا ، وكيفيتها كذا وكذا ولكن المعاني معلومة ، كما قال الإمام مالك :( الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) فالكيف الكيفية ما يقال إن كيفية استواء الله كذا ، كيفية علوه كذا ، الكيف مجهول لا يعلمه إلا الله ، لا يعلم كيفية صفاته إلا هو سبحانه كما أنه لا يعلم كيف ذات الله ولا كيف صفات الله إلا هو سبحانه لكن المعنى معلوم ، فإذاً تمر كما جاءت تمر كما جاءت بلا كيف ، كما قال بعض السلف ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) يعني لا تكيفوا الصفات وإن كانت المعاني معلومة ، ولا تعارض لا يجوز للإنسان أن يعارض الصفات أو أن ينفي صفات الله ، ولا تضرب لها الأمثال ، ما يقال إن صفات الله مثل صفات المخلوقين.
ولا يواضعوا فيها القول ، يعني لا يقال فيها قولا يخالف ما درج عليه أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات والمواضع يطلق على النقص يعني لا يقال فيها قولا يخالف ما درج عليه العلماء بل تثبت الصفات والمعاني وتثبت الصفات ولا تكيف.
فقد رواها العلماء وتلقاها الأكابر منهم بالقبول ، رواها العلماء والأئمة رووها بالأسانيد الصحيحة الثابتة عن الصحابة وعن النبي ﷺ، رووها العلماء وتلقاها الأكابر منهم بالقبول وتركوا المسألة عن تفسيرها لأنها تفسير الكيفية ، تفسير الكيفية لا تفسر الكيفية ولكن المعاني معلومة.
ورأوا أن العلم بها ترك الكلام في معانيها ، يعني في معاني الكيفية المراد الكيفية يكون على هذا ، وليس المراد أن المعاني لا تعلم ، وإلا القول بأن معانيها تفوض هذا مذهب المفوضة ، لكن المراد ترك المسألة عن تفسير الكيفية ورأوا أن العلم بها ترك الكلام في معانيها ، معاني الكيفية ، نعم .
(المتن)
حفظ القرآن:
ثم الإيمان بأن القرآن محفوظ في صدور الرجال ومن استظهر القرآن سمي حامل كتاب الله ، وقال رسول الله ﷺ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب وقال ﷺ لا تغرنكم المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن بغم.
(الشرح)
نعم ،الإيمان بأن القرآن محفوظ في صدور الرجال ، كما سبق هو كلام الله منزل غير مخلوق ، ومحفوظ في صدور الرجال مقروء بالألسن ، مكتوب في المصاحف وهو معلوم وهو محفوظ في صدور الرجال كما قال سبحانه بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
ومن استظهر القرآن سمي حاملا كتاب الله ، استظهر يعني استظهر حفظا ، من حفظ كتاب الله سمي حاملا كتاب الله
قال رسول الله ﷺ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب كما رواه الترمذي في سند لا بأس به ،وفيه أن الإنسان الذي ليس يحفظ شيء من القرآن كالبيت الخرب ، لا بد أن يحفظ شيئا ولو الفاتحه لا بد منها ، الفاتحه لا تصح الصلاة إلا بها ، لا بد يحفظ الإنسان الفاتحه ، وعموم ما تيسر من سور القرآن ، والذي يخلو بيته ، جوفه من القرآن بيت خرب ، هذا في الغالب أنه غير مؤمن ، ما يحفظ الفاتحه ولا يحفظ شيء من القرآن.
وقال ﷺ لا تغرنكم المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلب وعى القرآن هذا يقول المحقق رواه البخاري في خلق العباد بلفظ أقرؤوا القرآن ، ولا تغرنكم المصاحف المعلقة ، فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن وليس بالفم ، اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن ، أقرأؤوا القرآن ولا تغرنكم المصاحف المعلقة ، يعني لا بد من الحفظ ، يعني ما يكفي كون القرآن في المصحف بل ينبغي حفظه ، فحفظه فيه فضل عظيم ، والحافظ له مزية على غيره ، فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن ، هذا محمول على من عمل به ،إذا وعى القرآن وعمل به ، فلا يعذبه الله ، أما إذا حفظ القرآن ولم يعمل به فقد قامت عليه الحجة ، والعياذ بالله نعم .
(المتن)
بين موسى وملك الموت عليهما السلام:
و الإقرار بحديث موسى مع ملك الموت وأنه لطمه ولا يرد الحديث المروي فيه ولا ينكره إلا مبتدع ضعيف الرأي هكذا قالت العلماء في من رده وتوقف عنه.
(الشرح)
نعم ، الحديث ثابت في قصة موسى وثابت في الصحيح وأن ملك الموت جاء إلى النبي موسى ﷺ، في صورة رجل ودخل بيته فلطمه موسى وفقع عينه فرجع إلى ربه فأصلح عينه ، جاء ليقبض روحه فلطمه موسى وفقع عينه ، ورجع إلى ربه وقال ربي: أرسلت إلى عبد لا يريد الموت، فأصلح الله له عينه وقال ارجع إليه وقل له يضع يده على متن ثور أي على ظهر ثور فله بكل ما غطت يده من شعرة سنة ، فقال له ذلك فقال : ثم ماذا يا ربي قال ثم الموت فقال الآن يا رب ، جعل الله في قلبه الآن ، قال ما دام النهاية الموت الآن ، جعل الله في قلبه أنه يختار الموت الآن حتى يوافق ما قدره الله وقضاه ،هو سأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة قدر رمية حجر قال النبي ﷺ فلو كنت هناك لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر هذا ثابت في الصحيح ، لطمه لأنه ما عرفه أولا ، ولأنه جاءه في سورة رجل ودخل بيته ، نعم.
(المتن)
النبي ﷺ والقرين:
وقول النبي ﷺ: ما أحد إلا قد وكل به قرينة من الجن ، قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يؤمرني إلا بخير
(الشرح)
نعم وهذا لا بد من الإيمان به ، ثابت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال : ما منكم أحد إلا وقد وكل به قرينة من الجن قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يؤمرني إلا بخير ، فاختلف العلماء في أسلم قيل فأسلمَ في الفتح يعني فأسلم دخل في الإسلام ، وقيل فأسمُ يعني فأنا أسلمُ من شره وإن كان باقيا على كفره ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يؤمرني إلا بخير ، فأسلمَ ثم يعني دخل في الإسلام أو فاسلمُ يعني فأسلم أنا من شره وإن كان باقيا على كفره ، ومن رجح الرواية قال أن الشيطان لا يسلم ومن رجح فأسلمَ قال إن هذا خاص ، حديث الرسول ﷺ أسلم خلاص فهذا ثابت في الحديث نعم.
(المتن)
ابتداء خلق النبي ﷺ و أنوار ولادته ، وأن نبينا أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا:
(الشرح)
وهذا حديث وأن نبينا أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا ، الحديث غير موجود في الكتب التسعة وشروحها ، كتب الستة و سنن أحمد و سنن الدارمي ومؤطأ مالك لا يوجد في هذا الحديث ، وذكر المحشي أنه روي عن قتادة وعن الحسن عن أبي هريرة والحسن ولا يصل إلى أبي هريرة منقطع ، سند منقطع فلا يثبت هذا الحديث أن النبي ﷺ أول الأنبياء خلقا و آخرهم بعثا بل هو عليه الصلاة والسلام آخرهم خلقا وبعثا ، آخرهم خلقا وبعثا معنى ذلك أن النبي ﷺ خلق أول الأنبياء ، خلق أول الأنبياء يعني قبل آدم خلق ؟ ثم بعث ؟ هذا ليس عليه دليل ، والصواب أنه هو آخر الأنبياء خلقا وبعثا وأما حديث كتبت نبيا وآدم منجدل بطينته المعنى التقدير ، المراد التقدير أن الله هذا كتابة المقادير وليس في خلقه عليه الصلاة والسلام وفي بعضها كتب نبيا وآدم بين الروح والجسد هذا المراد ، المراد المقادير أنه قدر قدر الله التقدير الذي يكون يقدره لهم ويظهره لهم ويكتب ما يكون من المخلوق قبل نفخ الروح فيه ، نعم .
(المتن)
وأن أمه حين وضعته رأت نورا أضاءت له قصور الشام
(الشرح)
نعم وهذا ثابت في حديث العرباوض سارية أن النبي ﷺ قال سأخبركم إني دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ابن مريم ورؤيا أمي التي رأت أنها أضاء لها قصور الشام حين ولادتني ، نعم .
(المتن)
دين النبي ﷺ قبل البعثة:
ومن زعم أنه كان على دين قومه قبل ان يبعث فقد أعظم الفرية على رسول الله ﷺ ولا يكلم من قال بهذا ولا يجالس.
(الشرح)
نعم ، الرسول عليه الصلاة والسلام حفظه الله فلم يعبد صنما ولم يشرب خمرا ولم يحضر احتفالا كان يتعبد في حراء قبل النبوة على دين ابراهيم بل أن بعضا هناك أفراد في الجاهلية اعتزلوا المشركين ، اعتزلوا أصنامهم ولم يشاركوهم ، وطلبوا دين إبراهيم منهم زيد ابن عمرو ومنهم قس بن ساعد الأيادي وغيرهم ،فإذا كان هؤلاء كانوا على الحنفية ، فالنبي ﷺ أولى.
ولهذا قال المؤلف : من زعم، النبي ﷺ لم يعبد الأصنام مع قومه ويشرب الخمور ويحظر الاحتفالات كل هذا لم يفعله عليه الصلاة والسلام ، بل اعتزلهم وبغض الله إليه احتفالاتهم و أعيادهم ولم يحضرها ومن قال هذا يقول المؤلف يجب أن يهجر ، لا يكلم ولا يجالس ، نعم .
(المتن)
ومن الخصائص المحمدية:
ونقول أن نبينا محمدا ﷺ ولد مختونا مسرورا.
(الشرح)
نعم ، هذا جاء ، جاء في الحديث دلائل النبوة أنه عليه الصلاة والسلام ولد مختونا مسرورا جاء في بعض الأحاديث الذي رواه البيهقي أن العباس قال : ولد رسول الله مختونا مسرورا يعني مقطوع السرة هذا رواه عن العباس والإمام أحمد توقف في هذا قال في رواية المروزي سأل أبو عبد الله هل ولد النبي ﷺ مختونا قال: الله أعلم ثم قال: لا أدري .
(المتن)
وكان يرى من خلفه كما يرى من بين يديه
(الشرح)
وهذا ثابت في الصفات الخاصة ثابت له عليه الصلاة والسلام في الصفات خاصة قال : إني أراكم من وراء ظهري وفي لفظه قال: والله لا يخفي علي مكانكم ، كان يراهم من وراء ظهره ، ولما قال: لهم إني لا يخفى علي مكانكم إني أراكم من وراء ظهري وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام كان يراهم من وراء ظهره وهذه صفة خاصة أما في غير الصلاة فظاهر الأدلة أنه لا يرى ولهذا لما كان النبي ﷺ يمشي وكان خلفه أبو ذر يمشي في ظل القمر قال: من هذا؟ قال: أبو ذر: فلو كان يرى من خلفه لما سأله، فدل على أن هذا في الصلاة خاصة أنه يرى من خلفه هذا ثابت في الصحيح من خصائصه عليه الصلاة والسلام قال بعضهم جعل الله له عينين من خلفه الله أعلم ، هذا من خصائصه أنه يرى من خلفه في الصلاة ، أيه نعم .
(المتن)
الإسراء والمعراج:
وأنه ركب البراق وأتى بيت المقدس من ليلته ثم عرج به إلى السماء حتى دنا من ربه فتدلى وكان قاب قوسين أو أدنى.
(الشرح)
نعم ، يجب الإيمان بالإسراء والمعراج والإسراء ثابت في القرآن العظيم قال الله تعالى سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ من أنكر الإسراء كفر لأنه مكذب لله. والمعراج ثابت في الأحاديث الصحيحة.
والصواب أن الإسراء بروحه وجسده ، يقظة لا مناما مرة واحدة قبل الهجرة ، وقيل الإسراء مناما وقيل الإسراء بروحه دون جسده ، وقيل الإسراء مرارا مره بروحه مره يقظة ومرة مناما والصواب: أنه مرة واحدة أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة مرة واحدة يقظة لا مناما هذا هو الصواب.
ركب البراق وهي دابة فوق الحمار ودون البغل خطوه مد البصر البراق من البريق واللمعان أسري به من البراق في صحبة جبرائيل من مكة إلى بيت المقدس وربط البراق بحلقة الباب وصلى بالأنبياء إماما ثم أتي بالمعراج ، وهو كهيئة السلم فعرج به إلى السماء وجاوز السبع الطباق وفرض الله عليه الصلاة خمسين صلاه حتى دنا من ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، يعني كان قاب قوسين أو أدنى يعني من ربه ، حتى دنا من ربه فتدلى ، هذا جاء في وصف جبريل ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، وجاء في حديث شريك بن أبي نمرة وله أوهام وهذا من أغلاطه وإنما الدنو والتدلي ليس دنو الرب وتدنيه وإنما هو دنو جبريل فقوله دنا فتدلى في حديث الإسراء والمعراج أن هذا من أوهام شريك بن أبي نمرة، وشريك بن أبي نمرة له أغلاط في الإسراء وقال: آخرون إن الدنو والتدلي ثابت للرب في حديث الإسراء وأنه غير الدنو والتدلي الذي ذكر في سورة النجم الدنو والتدلي في سورة النجم هذا دنو جبريل وتدليه ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى أي جبريل فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ، وفي حديث الإسراء كذلك فيه دنو الرب وتدنيه لكن بعض العلماء قال: أن هذا من أوهام شريك وأغلاطه ومنهم من أثبته ، نعم .
(المتن)
(الشرح)
نعم ، وهذا ثابت في حديث رأيت ربي في أحسن صورة ، قال أن الله تعالى وضع يده بين كتفي فوجدت برد أنامله ، فيه إثبات هذا وأنه ينبغي للمسلم أن يثبت هذا ، وإثبات اليد لله ثابت في النصوص والأنامل والأصابع ثابتة لله ، نعم .
(المتن)
وأنه يأتي يوم القيامة وهو أشرف الأنبياء ﷺ مقاما وأعلاهم مكانا وأقربهم على الله وأحبهم إليه ، فيشفع فيشفع ويسأل فيعطى ويجلس مع ربه على العرش وليس هذا لأحد غيره .
(الشرح)
نعم كل هذا ثابت أنه يأتي يوم القيامة فيشفع وهو أشرف الأنبياء وأفضلهم على الإطلاق و أفضلهم مقاما و أعلاهم مكانا وأقربهم إلى الله و أحبه إليه فيشفع فيشفعه الله الشفاعة العظمى ولأهل الجنة يأذن لهم في دخلوها ولعمه أبي طالب وللعصاة يشفع الله فيهم ويسأل ربه فيعطى ، ويجلس مع ربه على العرش وليس هذا لأحد غيره ، هذا جاء في أحاديث ، جاء في أحاديث فيها كلام لأهل العلم ، و إقعاد النبي ﷺ على العرش جاء في أحاديث في مسند الإمام أحمد وغيره أن المقام المحمود أن يقعده ربه معه على العرش ومن العلماء من قال: إن القعود على العرش لم يثبت إنما جاء في آثار عن مجاهد وفي الصحيح آثار صحيحة عن مجاهد ومجاهد يروى عن ابن عباس وجاء في أحاديث معروفة لكن بعض العلماء لم يصحح الاحاديث المعروف أنه في إقعاده على العرش وذكر شيخ الإسلام ابن القيم أن هذا أن هذا يختص بأهل السنة وأنه لا يرد هذا إلا الجهمية وعلى هذا فإذا ثبت يكون المقام المحمود شيئان الشفاعة و إقعاده على العرش ، ويكون هذا من خصائصه ، نعم .
(المتن)
كذا روى نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يقعده معه على العرش وهكذا فسره مجاهد فيما رواه محمد بن فضيل عن الليث عنه
(الشرح)
هذا يعني رواه ابن عمر ومن العلماء من ضعف الحديث وشيخ الإسلام وابن القيم يرون أنه ثابت وأن هذا معتقد أهل السنة والجماعة ، نعم .
(المتن)
فضائل الصحابة:
ثم الإيمان والمعرفة بأن خير الخلق وأفضلهم و أعظمهم منزلة عند الله بعد النبيين والمرسلين وأحقهم بخلافة رسول الله ﷺ، أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان وهو عتيق بن إبي قحافة ، وتعلم أنه يوم مات رسول الله ﷺ لم يكن على وجه الأرض أحد بالوصف الذي قدمنا ذكره غيره رحمة الله عليه.
ثم من بعده على هذا الترتيب والصفة أبو حفص عمر بن الخطاب وهو الفاروق.
ثم بعدهما على هذا الترتيب والنعت عثمان بن عفان ، وهو أبو عبد الله وأبو عمر وذي النورين.
ثم على هذا النعت والصفة من بعدهم أبو الحسن علي بن أبي طالب ، وهو الأنزع البطين صهر رسول الله ﷺ وابن عم خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه ورحمته وبركاته عليهم أجمعين،، فبحبهم وبمعرفة فضلهم قيام الدين وتمت السنة وعدلت الحجة.
(الشرح)
نعم ، فضائل الصحابة الإيمان والمعرفة بأن خير الخلق وأفضلهم وأعظمهم منزلة عند الله ، وبعد النبي والمرسلين هم الصحابة ، يجب على المؤمن أن يعتقد أن الصحابة أفضل الناس ، أفضل الناس بعد الأنبياء بعد النبيين والمرسلين الصحابة وأفضلهم وخير الخلق وأفضلهم وأعظمهم منزلة أبو بكر ، وأحقهم بخلافة النبي ﷺ ولهذا اختاره الصحابة والنصوص التي فيها فضائله استدلوا بها على أنه أحق بالخلافة وخلافة أبي بكر قيل ثبت بالاختيار وقيل ثبت بالنص الخفي أو النص الجلي هذا قول لأهل العلم والأرجح أنه ثبت بالاختيار والانتخاب ، وأن الفضائل هذه استدل بها الصحابة على أحقته بالخلافة ولا بد من الإيمان والمعرفة بأن خير الخلق وأفضلهم وأعظمهم منزلة بعد النبي والمرسلين وأحقهم بالخلافة أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان وكان اسمه الأول عتيق ابن أبي قحافة ولا بد أن تعلم أنه أفضل الناس بعد وفاة النبي ﷺ وتعلم أنه يوم مات رسول الله ﷺ لم يكن على وجه الأرض أحد من الوصف الذي تقدم ذكره غيره رحمة الله عليه ، عندما مات النبي ﷺ لا يوجد على وجه الأرض أفضل منه.
ثم من بعده على هذا الترتيب والصفة أبو حفص عمر بن الخطاب وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل ، أفضل الناس بعد الأنبياء أبو بكر ثم يليه عمر.
ثم من بعدهما على هذا الترتيب عثمان بن عفان وهو أبو عبد الله ، وأبو عمر ذي النورين والنبي ﷺ زوجه ابنتين من بناته رقية وأم كلثوم ، إحداهما بعد الأخرى بعد وفاة الأولى زوجه الثانية.
ثم على هذا النعت والصفة من بعده أبو الحسن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن كنية لأن الحسن أكبر أولاده ، علي بن أبي طالب ، ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة ، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي هذا ترتيبهم في الخلافة وفي الفضل.
وعلي هو الأنزع البطين ، الأنزع الذي انحصر الشعر عن جانب جبهته البطين عظيم البطن صهر رسول الله ﷺ لأن النبي ﷺ زوجه فاطمة ابنته فاطمة وابن عم خاتم النبيين صلوات الله عليه ورحمته وبركاته عليهم أجمعين.
فبحبهم وبمعرفة فضلهم قام الدين ، قام الدين بحب النبي ﷺ وحب الصحابة فمن أحب الصحابة فبحبهم أحب النبي ﷺ ومن أبغضهم فقد أبغض النبي ﷺ، كيف يحب الإنسان شخصا ولا يحب أصحابه ، ما يمكن ، إذا أحببت شخصا لا بد أن تحب أصحابه ، وإذا أبغضت شخصا لا بد أن تبغض أصحابه ، فالذي يبغض الصحابة لا بد يبغض الرسول ﷺ والذي يحب الرسول ﷺ لا بد أن يحب الصحابة ، فبحبهم وبمعرفة فضلهم قام الدين وتمت السنة وعدلت الحجة ، نعم .
(المتن)
قال سفيان الثوري رحمه الله لا تشتم السلف وادخل الجنة بسلام
(الشرح)
يقال لا تشتم السلف وادخل الجنة بسلام يعني من عمل بشرع الله وأحب الرسول ﷺ وأحب الصحابة دخل الجنة بسلام ، نعم .
(المتن)
ويشهد للعشرة بالجنة بلا شك ، ولا استثناء وهم أصحاب حراء ، النبي ﷺ و أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجراح وهؤلاء لا يتقدمهم أحد في الفضل والخير ويشهد لكل من شهد له النبي ﷺ بالجنة .
(الشرح)
نعم ، من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه يشهد للعشرة المبشرين بالجنة ، بلا شك ولا استثناء وهم أصحاب حراء يعني اللذين كانوا على جبل حراء وتحرك الجبل وهم النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، قال اثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيد فالنبي ﷺ وأبو بكر والصديق وباقي الشهداء عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير كلهم قتلوا شهداء، وجاء في الأحاديث الشهادة للعشرة بالجنة أبو بكر والعشرة والخلفاء الراشدون الربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيده بن الجراح ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيده كل هؤلاء ، هؤلاء العشرة يشهد لهم بالجنة وكذلك يشهد لكل من شهدت له النصوص : بلال وابن عمر وغيرهم وممن شهد لهم قيس بن شماس وعكاشة بن محصن وعبد الله بن سلام ، وغيرهم ممن شهد لهم بالجنة.
(المتن)
وأن حمزة سيد الشهداء
(الشرح)
كذلك يشهد له بالجنة سيد الشهداء نعم .
(المتن)
وجعفر الطيار شهد له بالجنة
(الشرح)
كما جاء في الحديث قال النبي ﷺ سيد الشهداء حمزة وجعفر الطيار شهد له النبي ﷺ ، نعم .
(المتن)
(الشرح)
كذلك ، نعم ،
(المتن)
والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(الشرح)
نعم مشهود لهما هذا لفظ الحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، نعم .
(المتن)
ويشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان والتوبة والرحمة من الله.
(الشرح)
نعم ، يشهد لهم بالعموم ، لأن الله تعالى قال وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الصحابة كلهم ، كلهم مشهود لهم بالجنة ، على العموم قال الله تعالى لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى فالذين انفقوا قبل الفتح والذين انفقوا بعد الفتح بعد صلح الحديبية وقبلها كلهم موعود بالجنة ، نعم .
(المتن)
ويستقر علمك وتوقن بقلبك أن رجلا رأى النبي ﷺ وشاهده وآمن به واتبعه ولو ساعة ولو ساعة من نهار أفضل ممن لم يره ولم يشاهده ولو أتى بأعمال الجنة أجمعين.
(الشرح)
ولو أتى بأعمال ، يعني يقول أن الصحابي أفضل من غيرهم ، والصواب في تعريف الصحابي هو من رأى النبي ﷺ مؤمنا ومات على الإسلام ولو لحظة ، يسمى صحابيا هذا هو الصواب ، من لقي النبي ﷺ الأحسن يقال من لقي النبي ﷺ ما يقال من رأى حتى يشمل العميان عبد الله ابن أم مكتوم وهو لقي النبي ﷺ ولم يره لكن صحابي ، من لقي النبي ﷺ مؤمنا ومات على الإسلام فهو صحابي يقول لا بد أن يستقر علمه نقول توقن بقلبك أن الذي رأى النبي ﷺ ولو لحظة وشاهده وآمن به واتبعه ومات على الإسلام ولو ساعة أفضل ممن بعده ، أفضل من التابعين ولو أتى بأعمال أهل الجنة أجمعين يعني أن مزية الصحبة لا ينالهم من بعدهم إلى يوم القيامة ، لكن قد يحصل لغير الصحابة مزايا أخرى ، بالعبادة ونشر العلم وغيرها لكن مزية الصحبة خاص بالصحابة ، نعم .
(المتن)
ثم الترحم على جميع أصحاب رسول الله ﷺ صغيرهم وكبيرهم وأولهم وأخرهم وذكر محاسنهم ونشر فضائلهم ، والاقتداء بهديهم و الاقتفاء بآثارهم،وأن الحق في كل ما قالوه والصواب فيما فعلوه.
(الشرح)
نعم ، يجب الترحم على جميع أصحاب النبي ﷺ ،صغيرهم وكبيرهم وأولهم وأخرهم وذكر محاسنهم ونشر فضائلهم هذا معتقد الله السنة والجماعة والاقتداء بهديهم والاقتفاء بآثارهم ، وقولهم أن الحق في كل ما قالوه والصواب فيما فعلوه يعني على العموم إذا أجمعوا عليه أما الواحد منهم فغير معصوم ، بل قد يخطئ ولكن المراد وأن الحق في كل ما قالوه والصواب فيما فعلوه على العموم إذا أجمعوا عليه لا يخرج الصواب عنهم أما الواحد منهم فغير معصوم قد يخطئ ومن الأدلة على هذا قوله تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ أثنى على المتأخرين في دعائهم لمن سبقهم ، نعم .
(المتن)
حكم مرتكب الذنوب:
وقد أجمعت العلماء لا خلاف بينهم أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ، ولا نخرجه من الإسلام بمعصية ، نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ، ولا نقول بذلك بقول المعتزلة فإنها تقول من أتى ذنبا واحدا أو ظلم بحبة في عمره فقد كفر ، فمن قال ذلك فقد أعظم الفرية على الله ، وبرأه مما وصف به نفسه من الرأفة والرحمة والتجاوز والإحسان والغفران وقبول التوبة وقد زعم أن الأنبياء من آدم ومن دونه كانوا كفارا قال الله وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى وقد وصف ذنوب الأنبياء صلوا الله عليهم آجمعين في كثير من القرآن وأخوة يوسف وقد ظلموا أخاهم وعقوا أباهم وعصوا مولاهم ، وهم مع ذلك أخيار أبرار من أهل الجنة وقد قال الله لنبيه ﷺ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وقال الله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ
(الشرح)
نعم هذا في معتقد السنة في مرتكب الذنوب، المؤمنون الذين ارتكبوا الذنوب والكبائر ، أجمع العلماء من غير خلاف أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة ، والمراد من أهل القبلة كل من استقبل القبلة في الصلاة والذبح والتزم بأحكام الإسلام ، ولم يفعل شركا ولا ناقضا من نواقض الإسلام ،مستقبل القبلة ، تحكم عليه بالإسلام ، نحكم عليه بالإسلام ولا نخرجهم من الإسلام بذنب ، إذا فعل ذنبا لا نخرجه من الإسلام ولا نخرجه من الإسلام بمعصية ، خلافا لأهل البدع ، كل من كان من أهل القبلة والتزم في الإسلام واتجه إلى القبلة في الصلاة والذبح وغيرها ولم يفعل شركا ولا ناقضا فهذا مسلم ، ولا يخرج من الإسلام بذنب ، إذا فعل ذنبا لا يخرج من الإسلام ، يضعف إيمانه وينقص ولا يكفر ولا نخرجه من الإيمان بمعصية.
بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ، المحسن نرجو له الخير ، والمسيء نخاف عيه من العقوبة ولا نجزم للمحسن بأنه في الجنة إلا ما شهدت له النصوص ولا نجزم على المسيء بالنار إلا بدليل.
ولا نقول بذلك قول المعتزلة فإنها تقول : من أتى ذنبا واحدا في عمره أو ظلم بحبة بعمره فقد كفر ، هذا في الحقيقة قول الخوارج ، الخوارج يقولون إذا فعل الكبيرة كفر خرج من الإيمان ودخل في الكفر أما المعتزلة يقولون إذا فعل الكبيرة خرج من الإسلام ولم يدخل في الكفر بل صار في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر، فعبارة المؤلف ليست دقيقة وبعضهم يخص هذا بالكبيرة أما إذا فعل الصغيرة فلا ، من أتى ذنبا واحدا في عمره ولو حبة من أتى حبة سرق حبة يكون كافرا هذا على قول بعضهم إذا فعل الصغيرة وبعضهم يقول لا يكفر إلا إذا فعل الكبيرة إذا فعل الصغيرة حبة ما يكفر ، قال بعضهم ، بعضهم يقول إذا فعل الذنب ولو صغير كفر ، وبعضهم يقول لا يكفر إلا بالكبيرة ، هذا الخوارج، والمعتزلة يقولون لا ، خرج من الإيمان لم يدخل دار الكفر، ثم يتفق الخوراج والمعتزلة على أنه يخلد في النار في الآخرة.
يقول المؤلف من قال بهذا فقد أعظم الفرية على الله ، وبرأ الله مما وصف به نفسه ،من الرأفة والرحمة والتجاوز و الإحسان ، هذا الذي يقول بهذا القول إن من فعل الكبيرة كفر، هذا برأ الله مما وصف به نفسه من الرأفة والرحمة والتجاوز والإحسان والغفران وقبول التوبة ، وأيضا يلزمه أن الأنبياء من آدم ومن دونه كانوا كفارا ، لأن الأنبياء لهم ذنوب على مذهب الخوارج والمعتزلة ، يكفرون الأنبياء ، الأنبياء لهم ذنوب ، قال الله عن آدم وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى وقد وصف ذنوب الأنبياء صلوات الله عليهم في كثير من القرآن وكذلك إخوة يوسف ظلموا أخاهم وعقوا أباهم ، وعصوا مولاهم لكنهم تابوا ، وهم مع ذلك أخيار أبرار من أهل الجنة ، يلزم على المعتزلة تكفيرهم والخوارج ، وقد قال الله للنبي محمد ﷺ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فأثبت له ذنبا إلا أنه مغفور ، وقال الله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ هذا إلزام ، يلزم هؤلاء المعتزلة والخوارج أنهم يكفرون الأنبياء ، لأن الله أخبر أن لهم ذنوبا ، وهذا باطل ، نعم .
(المتن)
النهي عن الخوض في أحداث الفتنة الكبرى:
ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله ﷺ، فقد شهدوا المشاهد معه ، وسبقوا الناس في الفضل وقد غفر الله لهم وأمرك بالاستغفار لهم ، والتقرب إليه بمحبتهم وفرض ذلك على لسان نبيه ﷺ ويعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون وإنما فضلوا على سائل الخلق ، لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم ، وكل ما شجر بينهم مغفور لهم .
(الشرح)
هذا معتقد أهل السنة والجماعة ، وهو الكف عما شجر بين الصحابة عما شجر وهو الخلاف ، الخلافات والنزاعات التي صدرت بينهم يجب الكف عنها ، ولا يجب نشرها ، لأنهم شهدوا مشاهد مع النبي ﷺ وسبقوا الناس بالفضل ولهم من السوابق والجهاد مع النبي ﷺ والفضائل ونشر دين الاسلام ما يغطي من الهفوات.
فالواجب عن الكف على الخلافات التي حصلت بين الصحابة ، فقد غفر الله لهم وأنت مأمور بالاستغفار لهم ، فلا يجوز لك أن تنشر مساوئهم ويجب عليك أن تتقرب إلى الله بمحبتهم ، وهذا فرض فرضه الله على لسان نبيه ﷺ، وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون ،الله يعلم ما حصل ومع ذلك قال وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
وإنما فضلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم ، وكل ما شجر بينهم مغفور لهم ، لأنهم ما بين مجتهد مسيء له أجران وما بين مجتهد مخطئ له أجر وخطأه مغفور نعم .
(المتن)
ولا ينظروا في كتاب صفين والجمل ووقعت الدار وسائر المنازعات التي جرت بينهم ، فلا تكتبه لنفسك ولا لغيرك ولا ترويه عن أحد ولا تقرأه على غيرك ولا تسمعه ممن يرويه ، فعلى ذلك اتفق سادات علماء هذه الأمة ، من النهي عما وصفناه منهم حماد بن زيد ويونس بن عبيد وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينه وعبد الله بن إدريس ، ومالك بن أنس وابن أبي ذئب وابن المنكدر وابن المبارك وشعيب بن حرب وأبو اسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وعبد الوهاب الوراق كل هؤلاء قد رأوا النهي عنها والنظر فيها والاستماع إليها ، وحذروا من طلبها والاهتمام بجمعها ، وقد روي عنهم في من فعل ذلك أشياء كثيرة ، بألفاظ مختلفة متفقة المعاني على كراهية ذلك ، والإنكار على من رواها واستمع إليها .
(الشرح)
نعم ، ولا ينظر في كتاب صفين والجمل ، صفين حرب ضروس بين أهل الشام وأهل العراق ، بين معاوية وعلي دارت حرب ضروس وكذلك الجمل ، لما جاءت أم المؤمنين عائشة ومعها طلحة والزبير أثار الخوارج فتنة تحت الجمل وقتل خلق كثير.
يقول المؤلف لا تنظر في كتاب صفين والجمل ، ولا تنشر وقعت الدار ،ووقعت الدار ، الدار يعني عثمان لما أحاطوا بداره وقتلوه ، وكل هذي الأشياء لا تنظر فيها ، ولا تنشرها بين الناس وسائر المنازعات التي جرت بين الصحابة لا تكتبها لنفسك ولا لغيرك ولا ترويها عن أحد ولا تقرأها على غيرك ، ولا تسمع ممن يرويه على هذا اتفق سادة علماء الأمة من النهي عما وصفناه ، سرد مجموعة من العلماء حماد بن زيد إلى آخره كل هؤلاء قد رأوا النهي عنها ، لا تنظر في هذه الكتب والنظر فيها ولاستماع إليها وحذروا من طلبها والاهتمام بجمعها.
وقد روي عنهم في من فعل ذلك أشياء كثيرة حذروا بألفاظ مختلفة المعاني على كراهية ذلك والإنكار على من رواه واستمع لها.
وعلى هذا سيكون الأشرطة مثل طارق السويدان وغيره كلها من هذا الباب ، يجب إتلافها وتكسيرها وعدم الاستماع إليها ، لأنها مما حذروا منها العلماء ، العلماء قالوا لا تنظروا في كتب صفين ، ولا الجمل ولا وقعت الدار ولا سائر المنازعات ، ولا تكتبها لنفسك ولا لغيرك ولا ترويها عن أحد ، ولا تقرأها على غيرك ولا تسمعها ممن يرويها ، وعلى هذا فلا يجوز لك أن تسجل أشرطة فيما جرى بين الصحابة من الخلاف والنزاع ، بل يجب هجر هذه الأشرطة وإعدامها والتسجيل عليها حتى تزول يعني هذه الأشرطة ، فأشرطة طارق السويدان وغيره ممن يكتب النزاع والخلاف الذي بين الصحابة كلها ضلال وكلها تخالف السنة والجماعة فيجب الحذر منها ، وعدم الاستماع إليها والتحذير منها ، نعم .
(المتن)
فضل أم المؤمنين عائشة:
ثم بعد ذلك يشهد لعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها أنها الصديقة المبرأة من السماء على لسان جبريل ،إخباراً عن الله ، متلو في كتابه مثبت في صدور الأمة ومصاحفها إلى يوم القيامة ، أنها زوجة رسول الله ﷺ، مبرأة طاهرة خيرة فاضلة ، وأنها زوجته وصاحبته في الجنة ، وهي أم المؤمنين في الدنيا والآخرة ، فمن شك في ذلك أو طعن فيه أو توقف عنه فقد كذب بكتاب الله وشك فيما جاء به رسول الله ﷺ وزعم أنه من عند غير الله ، قال الله يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فمن أنكر هذا فقد برئ من الإيمان .
(الشرح)
نعم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ في الدنيا والآخرة يشهد لها بأنها الصديقة المبرأة من السماء برأها الله من فوق سبع سماوات وأنزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
هنالك ثمان عشرة آية أنزلها الله في كتابه العظيم ، متلوة في الكتاب وكتب في صدور الأمة ومصاحفها إلى يوم القيامة مبرأة طاهرة خيره فاضلة وهي زوجته في الجنة وهي أم المؤمنين في الدنيا والآخرة فمن شك في ذلك أو طعن فيه أو توقف فيه فقد كذب بكتاب الله ومن كذب في كتاب الله فقد كفر.
ولهذا قال العلماء: من رمى عائشة بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم ، لأنه مكذب بالله وشاك فيما جاء به رسول الله ﷺ وزعم أنه من عند غير الله ، قال الله يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فمن أنكر هذا فقد برأ من الإيمان ، من أنكره كفر ، مكذب لله .
(المتن)
حب الصحابة:
ويحب جميع أصحاب رسول الله ﷺ على مراتبهم ومنازلهم أولا فأول من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة ، الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين .
(الشرح)
نعم ، يجب على كل مسلم حب الصحابة جميع الصحابة وينزلهم منازلهم التي أنزلهم الله ، فبالعدل والانصاف لا بالهوى والتعصب ، أفضل الصحابة أهل بدر ، قال النبي ﷺ لعمر وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وأهل الحديبية وبيعة الرضوان ، قال الله تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وثبت في صحيح مسلم من حديث حفصة لا يلج النار أحد ممن بايع تحت الشجرة وأحد كذلك، وهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة العالية ، اللذين سبقت لهم السوابق ، رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين ، نعم .
(المتن)
معاوية بن أبي سفيان:
وتترحم على أبي عبد الرحمن ، معاوية بن أبي سفيان أخي أم حبيبة زوجة رسول الله ﷺ خال المؤمنين أجمعين ، وكاتب الوحي وتذكر فضائله ، وتروي ما روي فيه عن رسول الله ﷺ، فقد قال ابن عمر كنا مع رسول الله ﷺ، فقال يدخل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة فدخل معاوية رحمه الله ، فتعلم أن هذا موضعه ومنزلته .
(الشرح)
نعم ، معاوية بن أبي سفيان من الصحابة اللذين أسلموا يوم الفتح فيجب الترحم عليه و الترضي عنه ، كغيره من الصحابة ، ولهذا قال ( تترحم على أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان أخي أم حبيبة زوجة رسول الله ﷺ وأخت أم حبيبة زوج النبي ﷺ وهو خال المؤمنين وكاتب الوحي من كتبة الوحي وتذكر فضائله وتروي ما روي فيه عن رسول الله ﷺ وخلافا للرافضة الذين يسبونه ويشتمونه.
أما هذا الحديث قول ( كنا مع رسول الله ﷺ فقال يدخلكم عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة فدخل معاوية فتعلم أن هذا موضع يحتاج إلى ثبوت ولا أعلم أن هذا الحديث ثابت لو ثبت لكان مشهودا له بالجنة ، لكان ممن شهد له بالجنة ولا أعلم أن هذا الحديث ثابت ولا أحد من أهل العلم ذكر أن معاوية مشهود له بالجنة ، لكنه من الصحابة رضوان الله عليهم وأما هذا الحديث فلا أعلم صحته والمحشي والمحقق ترك تخريجه لأنه لم يجد له تخريج ، نعم .
(المتن)
الحب في الله والبغض في الله:
ثم تحب في الله من أطاعه وإن كان بعيدا منك وخالف مرادك في الدنيا ، وتبغض في الله من عصاه ووالى أعداءه وإن كان قريبا منك ووافق هواك في دنياك وتصل على ذلك وتقطع عليه ، ولا تحدث رأيا ولا تصغ إلى قائله ، فإن الرأي يخطئ ويصيب .
(الشرح)
نعم ، الحب في الله والبغض في الله أصل من أصول الإيمان وهو أوثق عرى الإيمان ، أن تحب في الله وتبغض في الله ، معناه أن تحب ما يحب الله من شخص أو فعل أو حكم ، وتبغض ما يبغضه الله من شخص أو فعل أو حكم ، تحب الشخص لا لأنه قريب لك ، أو لا لأنه بينك معاملة دنيوية ولا يلزم بينك وبينه شراكه ، وإنما تحبه لكونه مستقيما على طاعة الله ، ولو كان بعيدا ولو كان أعجميا ولو كنت في المشرق وهو في المغرب أو بالعكس وتبغض العاصي ، تبغضه ولو كان قريبا ولو كان أخاك لأبيك وأمك تبغضه بغضا دينياً وإن كنت تعامله معاملة شيء آخر ، هذا معتقد أهل السنة والجماعة هذا الحب في الله والبغض في الله.
ولهذا قال المؤلف ( تحب في الله من أطاعه وإن كان بعيدا منك وخالف مرادك في الدنيا وتبغض في الله من عصاه ووالى أعداءه وإن كان قريبا منك ووافق هواك في دنياك وتصل على ذلك ولا تقطع ولا تحدث رأيا ولا تصغ إلى قائله، لا تحدث رأيا في الدين فإن الرأي يخطئ ويصيب ، نعم .
(المتن)
النهي عن المراء ومجالسة أصحاب البدع:
ولا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله ، وإياك والمراء والجدال في الدين فإن ذلك يحدث الغل ويخرج صاحبه وإن كان سنيا إلى البدعة لأن أول ما يدخل على السني من النقص في دينه إذا خاصم المبتدع مجالسته للمبتدع ومناظرته إياه ثم لا يأمن أن يدخل عليه من دقيق الكلام وخبيث القول ما يفتنه أو لا يفتنه فيحتاج أن يتكلف له من رأيه مما يرد عليه قوله مما ليس له أصل في التأويل ، ولا بيان في التنزيل ، ولا أثر من أخبار الرسول ﷺ ، ثم من بعد ذلك الكف والقعود في الفتنة ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا .
(الشرح)
نعم ، من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم مجالسة أصحاب الخصومات ، قال تعالى وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ لأنهم يخوضون في آيات الله.
وكذلك أيضا معتقد السنة والجماعة ترك المراء والجدال في الدين ، فإن المراء والجدال يحدث الغل والحقد في قلب صاحبه و يخرج صاحبه وإن كان من أهل السنة إلى البدعة لأن أول ما يدخل على السني من النقص على دينه أن يخاصم المبتدع ثم يجالسه ثم يناظره ، ثم لا يأمن أن يدخل عليه من دقيق الكلام خبيث القول ما يفتنه أو لا يفتنه فيحتاج إن يتكلف له من رأيه ما يرد عليه قوله مما ليس له أصل في التأويل ولا بيان في التنزيل ولا أثر من أقوال الرسول ﷺ، يعني ينبغي للإنسان أن يبتعد عن أهل البدع ويبتعد عن الاختصام والنزاع ولا يجالس أهل البدع ولا يناظرهم ولا يخاصمهم إلا إذا كانت المناظرة يغلب على الظن أنها تفيدهم وأنهم يرجعون عن بدعتهم.
(المتن)
ثم بعد ذلك الكف والعقود في الفتنة، ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا.
(الشرح)
ثم بعد ذلك الكف القعود في الفتنة يعني في وقت القتال بين المسلمين يكف الإنسان ولا يشارك لا هؤلاء ولا هؤلاء ، التي لا يعرف فيها وجه الحق ،ولا تخرج السيف على الأئمة بالسيف وأن ظلموا يعني ولاة الأمور لا تقاتلهم ولا تخرج عليهم ولو ظلموا أصبر على الظلم والجور لأن الخروج عليهم يترتب عليه مفاسد أكبر كما سبق.
وهذا معتقد أهل السنة والجماعة عدم الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي بل الصبر والصبر على جورهم وظلمهم حتى ييسر الله زوالها والنصيحة مبذولة ، نعم .
(المتن)
(الشرح)
نعم ، هذه المقالة لعمر : إن ظلمك يعني ولي الأمر فاصبر وإن حرمك فاصبر يعني لا تخرج عليه ، ظلمك في مال أو غيره أخذ مالك حرمك أخذ شيء من مالك ، أو ظلمك بسجن أو ضرب اصبر ولا تخرج عليه لأن الخروج يترتب عليه مفاسد أكبر ، نعم .
(المتن)
وقال النبي ﷺ لأبي ذر : اصبر وإن كان عبدا حبشيا .
(الشرح)
نعم ، قال أمرني خليلي أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف. لأن الخروج على ولاة الأمور كما سمعتم ،يترتب عليه مفاسد اختلال الأمن وإراقة الدماء واختلال أحوال الناس وتربص الأعداء بهم الدوائر وتحصل فتن لا أول لها ولا آخر ، بخلاف المعصية فإن مفسدتها قليلة يصبر عليها ، المعصية والظلم يصبر عليها ، نعم .
(المتن)
وقد أجمعت العلماء من أهل الفقه والنساك والعباد والزهاد من أول هذه الأمة إلى وقتنا هذا ، أن صلاة الجمعة والعيدين ومنى وعرفات والغزو والجهاد والهدي مع كل أمير بر وفاجر وإعطائهم الخراج والصدقات و الاعشار جائز والصلاة في المساجد العظام التي بنوها والمشي على القناطر والجسور التي عقودها ، والبيع والشراء وسائر التجارة والزراعة والصنائع كلها في كل عصر ومع كل أمير جائز على حكم الكتاب والسنة لا يضر المحتاط لدينه والمتمسك بسنة نبيه ﷺ ظلم ظالم ولا جور جائر ، إذا كان ما يأتيه هو على حكم الكتاب والسنة كما أنه لو باع واشترى في زمن الإمام العادل بيعا يخالف الكتاب والسنة لم ينفعه عدل الإمام والمحاكمة إلى قضاتهم ورفع الحدود والقصاص وانتزاع الحقوق من أيدي الظلمة بأمرائهم و شرطهم والسمع والطاعة لمن ولوه ولو كان عبدا حبشيا إلا في معصية الله فليس لمخلوق فيها طاعة .
(الشرح)
نعم ، هذا معتقد أهل السنة والجماعة ، العلماء الذي أقره أهل العلم والعبادة والزهد من أول الأمة إلى وقتنا هذا من عصر الصحابة إلى وقتنا هذا ، إن صلاة الجمعة والعيدين تصلى خلف الأئمة خلف ولي الأمر ولو كان فاجرا هذا معتقد السنة والجماعة يصلي خلف الإمام ولو كان فاسقا ، الجمعة والعيدين لأن في الغالب أن الجمعة لا تكون إلا في بلد واحد إذا كان ما في البلد إلا جمعة واحدة والإمام فاسق يصلى خلفه ، وكذلك إمام المسلمين ولو كان عليه نقص يصلى خلفه الجمعة والعيدين ويصلى خلفه في منى في الحج في عرفات والغزو معه معتقد أهل السنة يصلون مع الإمام يغزون مع الإمام ولو كان فاجرا ولو كان فاسقا والجهاد والغزو والجهاد مع كل أمير بر أو فاجر ، إن كان قائد الجيش فاسقا ولو كان عاصيا يجاهد معه ويقاتل معه ويكون تحت لوائه و يعطاهم الخراج والصدقات والأعشار والزكاة ، إذا طلب ولي الأمر الزكاة تعطيه ، طلب الخراج الذي يوضع على الأراضي الأعشار وعليها خراج كذلك والصدقات والأعشار ، العشر في الحبوب والثمار يعطى ، يعطى ولي الأمر إذا طلب الزكاة سواء كانت نقدا أو كان من المعشرات الحبوب والثمار تخرج منها العشر أو نصف العشر وكذلك يصلى في المساجد العظام التي بنوها ولاة الأمور أي مسجد بنوه يصلى فيه ، والمشي على القناطر والجسور التي عقدوها والبيع والشراء وسائر التجارات والزراعة والصناعة كلها في كل عصر ومع كل أمير جائز تبيع معهم وتشتري وتصلي خلفهم وكذلك أيضا تتعامل معهم ، كلها جائزة على حكم الكتاب والسنة ، والإنسان الذي يحتاط لدينه لا يضره لا يضر المحتاط لدينه في سنة نبيه ظلم الظالم وجور الجائر إذا كنت متمسكا بدينك متمسكا بالسنة ومحتاطا لدينك فلا يضرك لا يضرك كون هذا ظالم وهذا جائر لا يضرك هذا إذا كان ما يأتيه هو على حكم الكتاب والسنة وإن كنت مستقيما على الطاعة ما يضرك جور الأمير وظلم الأمير ، كما أن الإنسان لو باع واشترى في زمن الإمام العادل بيع يخالف الكتاب والسنة لم ينفعه الإمام العادل أنت في زمن الإمام العادل لكن بعت بيعا تعاملت بالربا ما ينفعك عدل العادل وكذلك أيضا لو بعت بيعا صحيحا في زمن الإمام الجائر ما يضرك ، ما يضرك جوره بيعك صحيح وإذا بعت بيعا فاسدا في زمن الإمام العادل ما نفعك عدل العادل بيعك فاسد ، وهكذا وكذلك المحاكمه إلى القضاة التي ينصبها ولاة الأمور تحاكم إليهم ،ورفع الحدود كذلك والقصاص وانتزاع الحقوق من الظلمة بأمرائهم وشرطهم لك الحلق مظلوم ينتزع الحق من الشرطة التي عينها ولي الأمر والسمع والطاعة للأمراء الذين ولاهم ولاة الأمور ولو كان عبدا حبشيا إلا في معصية الله ، لا أحد يطاع ، لقول النبي ﷺ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق نعم .
(المتن)
النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ثم من بعد ذلك اعتقاد الديانة للنصيحة لأئمة وسائر الأمة في الدين والدنيا ومحبة الخير لسائر المسلمين ، تحب لهم ما تحب لنفسك وتكرهه لهم ما تكرهه لنفسك .
(الشرح)
نعم ، هذا معتقد أهل السنة والجماعة أن المسلم ينصح للمسلمين ينصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، لقول النبي ﷺ الدين النصيحة كررها ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فالنصيحة لله عبادة وإخلاص العبادة له ، وأداء حقه سبحانه والنصيحة لكتاب الله العمل به وتحكيمه والإيمان بمحكمه والعمل بالمتشابه والنصيحة للرسول محبته و اتباع شرعه وتصديق أخباره والنصيحة لأئمة المسلمين محبة الخير لهم وعدم الخروج عليهم ،والدعاء لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر النصيحة لأئمة المسلمين محبة الخير لهم وإبعادهم عن الشر ومحبة الخير لسائر المسلمين تحب له ما تحب لنفسك وتكرهه لهم ما تكرهه لنفسك ،لقول النبي ﷺ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فلا بد أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك سواء في أمور الدين أو في أمور الدنيا فإذا كنت تحب لنفسك أن يوفقك الله لطلب العلم أو يوفقك الله لزوجة صالحة وللمال الحلال حب لأخيك فإذا لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك فأعلم أن إيمانك ناقص يكون إيمانك ناقصا ، لا يؤمن الإيمان الكامل الواجب حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، نعم .
(المتن)
النهي عن مخالطة المبتدعين:
ولا تشاور أحدا من أهل البدع في أمور دينه ولا ترافقه في سفره ، وإن أمكن ألا تقاربه في جوارك ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه وهجرانه والمقت له وهجران من والاه ، ونصره وذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنة .
(الشرح)
نعم ، هذا النهي عن مخالطة المبتدعين هذا سبق للمؤلف رحمه الله هذا ساق النصوص والأدلة والآثار لكن هذا إعادة يقول لا تشاور أحدا من البدع في دينك وإنما شاور أهل السنة ولا ترافقه في سفرك ، لا يكون معك في السفر من أهل البدع وإذا أمكنك أن لا تقربه في جوارك فافعل لا يكون جارك مبتدعا.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئا مما ذكرناه وهجرانه والمقت له يعني بغضه ، تجانب أهل البدع وتهجرهم وتمقتهم وتبغضهم في الله وتهجر من والاهم ونصرهم وذب عنهم ولو كان من أهل السنة ، من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم وصاحبهم ولو كان من أهل السنة يهجر لأنه بفعله هذا صار مبتدعا كونه يوالي أهل البدع صار منهم كونه ينصرهم ويذب عنهم .