(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
ونحن الآن ذاكرون بعقب هذا ما ابتدعه الناس وأحدثوه مما أغفله في كتاب الله ولا جاء في أثر وإن كان الفاعل له غير مباين للدين ولا خارج عن جملة المسلمين فإنه قد أتى بإحداثه ما لم يأذن الله فيه.
ومن ذلك ما حرمه رسول الله ﷺ وغلظ فيه ، النياحة والاستماع إليها وقال إنها من عمل الجاهلية ، وقال كسب النائحة من السحت ولعن النائحة في موضع آخر وقال ابن عمر النياحة حرام ، واستماعها بدعة وقد قال ابراهيم كسب الغناء و النياحة من السحت .
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فهذا هو القسم الرابع من أقسام الكتاب ، يذكر فيه المؤلف -رحمه الله- البدع ، والمحدثات في الدين ، ويذكر طوائف البدع وكذلك رؤساء أهل البدع وأعيانهم للتحذير منها ، والتحذير من البدع ،والمبتدعين ، ولهذا قال المؤلف -رحمه الله- ونحن الآذن ذاكرون بعقب هذا ، يعني بعقب بعد ما سبق من الكلام حينما ساق المؤلف في القسم الأول والنصوص والآثار ، في التحذير من البدع ، ثم في القسم الثاني ساق مسائل الاعتقاد ، ثم في القسم الثالث ساق المسائل الفقهية وبهذا الرابع يقول المؤلف نحن الآن ذاكرون بعقب هذا ما ابتدعه الناس وأحدثوه، مما لا أصل له في كتاب الله.
إذن هذا الشيء المبتدع هو المحدث ، البدع هي الحدث في دين الله ، ما ابتدع وأحدث في دين الله مما لا أصل له في كتاب الله ولا جاء فيه أثر ، كل ما ابتدع في الدين وأحدث مما لا أصل له في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة فإنه يسمى محدثا وإن كان الفاعل له غير مباين للدين ولا خارج من جملة المسلمين ، يعني البدعة لا نقول أن صاحب البدعة يخرج من الدين ويخرج من جملة المسلمين ، بل هو عاص إلا إذا كان فيه بدعة مكفرة ، فإنه قد أتى بإحداث ما لم يأذن الله له فيه ، هذا فيه تقدير محذوف ، تقديره فإنه قد أتى بإحداث ما لم يأذن له فيه بدعة، هنا الجواب فإنه قد أتى بإحداث ما لم يأذن به الله ما لم يأذن له فيه ، التقدير أتى بدعة وحدثا في الدين.
ثم قال فمن ذلك حسب الأمثلة ، يعني المؤلف يقول نحن نذكر البدع ، والبدعة هي التي لا أصل لها في كتاب الله ، والمؤلف الآن أدخل بعض المعاصي في البدع ، لأن بعض العلماء يرى تسمية بعض المعاصي بدعا ، ولهذا قال المؤلف قال : مما لا أصل له في الكتاب ولا في السنة ، بعض العلماء يقول البدعة هي الحدث في دين الله ، وبعضهم يدخل المعاصي ، كل ما خالف الكتاب والسنة فهو بدعة ، فعلى هذا تدخل المعاصي ولهذا ساق المؤلف رحمه الله كثيرا من المعاصي وسماه بدعة ، قال وإن كان الذي يفعل بدعة لا يخرج من الدين ، ولا يكفر ولا يخرج عن جملة المسلمين ، إلا أنه قد أتى بمعصية كبيرة فإنه قد أتى بإحداث ما لم يأذن له به بدعة ، تقدير بدعة وهنا فيه سقط أو جواب إنكان محذوفا تقديره فإنه قد أتى بإحداث ما لم يأذن له به بدعة.
فمن ذلك ما حرمه رسول الله ﷺ وغلظ فيه ، إذن أدخل في البدع المحرمات التي حرمها النبي ﷺ وغلظ فيها فهي داخلة في البدع ، على ما ذهب إليه المصنف ، وعلى ما ذهب إليه بعض العلماء.
فمن ذلك ما حرمه الرسول وغلظ فيه، إذن المحرمات كثيرة ، المنهيات والمحرمات كلها أدخلها في البدع ومن ذلك النياحة والاستماع إليها ، وقال إنها من عمل الجاهلية ، النياحة هي رفع الصوت بالبكاء ، رفع الصوت بالبكاء على الميت ،ويدخل في النياحة أيضا ندب الميت وتعداد محاسنه ، ينوح ويقول كان كذا وكان كذا وكان يطعمنا وكان يسقينا وكان يشتري لنا وكان و كان ، يعدد محاسنه ، ويدخل أيضا في النياحة لطم الخد ، وشق الثوب ونتف الشعر ، ويدخل في النياحة كما سيأتي الاجتماع في بيت الميت ، وصناعة الطعام للناس فالمؤلف يقول : بدأ أولا بالبدعة الأولى النياحة ، والاستماع إليها ،وقال : يعني وقال النبي ﷺ إنها من عمل الجاهلية ، من عمل الجاهلية ، كان الجاهلية هم الذين ينوحون ، وجاء في الحديث الوعيد على النائحة قال النبي ﷺ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. يعني: النائحة إذا لم تتب تسربل ، معنى سربال من قطران ، كأنه لباس ثوب من قطران ، ودرع من جرب ثم تشعل فيه النار حتى يكون اشتعال النار به أشد من لو اشتعلت النار بالجسم إذا كان طلي الجسم بالقطران وجرب وطلي مثلا بالغاز فإنه يكون اشتعاله أشد.
وفي الحديث حديث أنس صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نغمة ورنة عند مصيبة رنة يعني صوت النائحة ، النياحة عند المصيبة.
وقال كسب النائحة من السحت النائحة إذا بعض الجاهلية كانوا يستأجرون من ينوح يستأجر تأتي امرأة تنوح ، وإلى الآن يوجد في بعض المجتمعات ، يستأجرون من ينوح عن الميت ، يستأجرون النساء ، تأتي تنوح كذب ،هذه النائحة تنوح كذب ، تروح تبكي وتصيح كي تأخذ أجرة فقط، إلا ليس لها شيء ، كانوا في الجاهلية هكذا ، كانت المرأة تسعد ، تسعد صاحبتها ، ولهذا لما أخذ النبي ﷺ في صحيح مسلم : أخذ النبي ﷺ على النساء أن لا ينحن قالت أمرأة: يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم أسعدوني فأريد أن أسعدهم، يعني تريد أن تكافئهم ، أنها جاءت يعني بكت عندها فهي تريد أن تبكي عندها فسمعها النبي ﷺوقال كسب النائحة من السحت
إذاً هي من عمل الجاهلية ، النياحة من عمل الجاهلية ومن المحرمات ومن الكبائر لأنه توعد عليها بالوعيد الشديد ، وكسبها النائحة التي تأتي تستأجر سحت ، سحت حرام.
وفي الحديث أربع من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة على الميت، والاستسقاء بالنجوم جميعها من أمر الجاهلية.
ولعن النائحة في موضع آخر : جاء في حديث أبي سعيد: لعن النبي ﷺ النائحة والمجتبرة. رواه ابو داود والبزار والطبراني.
وقال ابن عمر ( النياحة حرام واستماعها بدعة ) ابن عمر الصحابي النياحة حرام ، أخذها من النصوص لأن النبي ﷺ نهى عنها واستماعها بدعة لكون الإنسان يستمع للنائحة ويقول هذا من البدع يعني معصية ، سماها بدعة لأنها معصية ، وقد قال إبراهيم ، ولعله إبراهيم النخعي ( كسب الغنى والنياحة من السحت ) المغني كسبه سحت وحرام ، والنائحة التي تنوح وتستأجر للنياحة كسبها حرام ، نعم .
(المتن)
وأوتي عمر بن الخطاب بنائحة فتعتعت فبدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين أنه قد بدا شعرها ، فقال أبعدها الله إنه لا حرمة لها قيل ولم قال لأنها تأمر بالجزع وقد نهى الله عنه وتنهى عن الصبر وقد أمر الله به وتأخذ الدراهم على دمعتها وتبكي بشجو غيرها وتحزن الحي وتؤذي الميت.
(الشرح)
هذا الأثر ذكره المؤلف ولم يخرجه المحشي أوتي عمر بنائحة فتعتعت يعني كانت تلكعت و تترددت الكلام صوتها من التردد والتقطع فبدا شعرها ، ظهر شيء من شعرها فقيل له يا عمر أنه قد بدا شعرها فقال أبعدها الله ، يعني النائحة هذه النائحة إنه كذلك لا حرمة لها قيل ولم قال لأنها تأمر بالجزع وقد نهى الله عنه ، تأمر بالجزع لأنها تنوح ، فهي تأمر بالجزع يعني تدعو إلى الجزع بفعلها وتنهى عن الصبر لأن فعلها ينافي الصبر وقد أمر الله به ، وتأخذ الدراهم على دمعتها على بكائها وتبكي بشجو غيرها ، يعني بحزن غيرها ، تبكي بحزن غيرها لا ناقة فيها ولا جمل هي ما تنوح لكن تبكي بشجو غيرها ، وتحزن الحي وتؤذي الميت ، تؤذي الميت لأنه جاء في الحديث الميت يعذب ببكاء أهله عليه نعم .
(المتن)
وقال ابن عون : أتيت الكوفة ورأيت رجالا يندبون على الطريق فسألت عن ذلك فقيل يندبون الحسين فأتيت إبراهيم فأخبرته بذلك فقال: لا يزال أهل الكوفة بإحداث البدع في كل عام حتى يصير الحق فيهم بدعة.
(الشرح)
وهذا الأثر عن ابن عون قال: أتيت الكوفة فرأيت رجالا يندبون على الطريق فسألت عن ذلك فقيل يندبون الحسين هذا بدأ جهل طويل البكاء على الحسين ، الشيعة والرافضة يندبون الحسين منذ زمن بعيد ، يندبون الحسين على الطريق ، يبكون عليه وهو مات قبل فترة ، فقيل يندبون الحسين فقال ابن عون: فأتيت إبراهيم لعله إبراهيم النخعي فأخبرته بذلك فقال: لا يزال أهل الكوفة بإحداث البدع في كل عام حتى يصير الحق فيهم بدعة. وهذا من إبراهيم.
فيه أن النياحة والندب من البدع ، سماه بدعة ، قال لا يزال أهل الكوفة في إحداث البدع في كل عام على اعتبار أن المعاصي من البدع ، نعم .
(المتن)
ومن البدع استعمال القينات واستعمال الغناء ، وقال ابن مسعود : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل .
(الشرح)
نعم ، ومن البدع استعمال القينات ، القينات جمع قينة و القينة هي المغنية ، استعمال القينات و اشتراء المغنيات حتى تغني هذا من البدع من المعاصي ، وفي حديث أنس أن النبي ﷺ قال من قعد على قينة يستمع لها صب له في أذنه الآنك يوم القيامة وهو الرصاص المذاب ، الآنك الرصاص المذاب ، واستعمال القينات وهن المغنيات من البدع ، والواجب على الإنسان أن يتقي الله وأن لا يستعمل القينات والمغنيات وأن ينكر عليهم ، واستعمال الغناء من المنكرات أيضا ، فإنه من لهو الحديث ولهذا فسر ابن مسعود لهم الآية بالغناء ، جاء عن ابن مسعود أنه سئل عن قول الله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، اقسم بأن لهو الحديث هو الغناء ، فدل على أنه محرم.
وقال ابن مسعود ( الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) وهذا رواه أبو داود و البيهقي لكن بدون كما ينبت الماء البقل، ورواه البيهقي موقوفا عن ابن مسعود قال النووي يصح رفعه ، وفي رواية ( ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ) فدل على أن الغناء محرم ما دام أنه ينبت النفاق ، دل على تحريمه ، نعم .
(المتن)
(الشرح)
نعم ، من البدع النجوم ، يعني النظر في النجوم والاستدلال بها على المغيبات أو اعتقاد أنها سبب فهذا من البدع.
وفي الحديث من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحت زاد ما زاد كونه ينظر في النجوم ويستدل بها على دعوى علم الغيب ، أو يستدل باجتماعها وافتراقها ، هذا طرف.
يقول المؤلف: بل هو طرف من الشرك وادعاء لعلم الغيب وكل ذلك منهي عنه مثل النجوم ، ادعاء علم الغيب شرك ، شرك أكبر مخرج من الملة ، كون الإنسان ينظر في النجوم ويعتصم بها ويعتقد أنها مؤثرة ، أو يدعي بها علم الغيب أو أنها سبب كل هذا من المحرمات الشركية.
والتنجيم على ثلاثة أحوال : أو ثلاثة أقسام :
القسم الأول : الادعاء أن النجوم فاعلة مختارة ، وأنها مؤثرة وأن الحوادث الأرضية مركبة على تأثير النجوم والروحانيات ، هذا شرك أكبر بالله العظيم ، وهو شرك في الربوبية وهو شرك الصائبة الذين بعث إليهم إبراهيم الخليل ، هذا شرك أكبر أعظم من شرك الجاهلية ، كونه يدعي أن النجوم مؤثرة.
القسم الثاني : أن لا يدعي أن النجوم مؤثرة ولكن يدعي بها علم الغيب ، فيستدل باجتماع النجوم وافتراقها و افتصالها ، وطلوعها وغروبها يستدل بها على علم الغيب ، على نزول المطر أو على غلاء الأسعار أو على قيام الدول ، أو زوالها أو على موت عظيم أو على ولادة عظيم ، ينظر في النجوم فإذا اجتمعت أو افترقت أو طلعت أو غربت ، قال سيحصل غلاء في السعر ، أو استدل بها على أنه يحصل غلاء بالأسعار ، أو على أنه سينزل مطر ، هذا أيضا كفر أكبر وهو مدعي علم الغيب.
القسم الثالث : أن يستدل بالنجوم على معرفة القبلة ، جهة القبلة ومعرفة فصول السنة ومعرفة أوقات البذر والزرع ، وهذا يسمى بعلم التسيير وهذا جائز لا بأس به ، إذا صح قول العلماء علم التسيير ، أما النوعان الأولان يسمان علم التأثير ، علم التأثير أن يعتقد أن النجوم مؤثرة بذاتها ، أو يدعي بها علم الغيب هذا شرك أكبر ، القسم الثاني : علم التسيير وهو أن يستدل بالنجوم على معرفة القبلة ، يعرف مثلا بأن النجم القطب نجم ثابت في جهة الشمال ، فإذا عرف جهة الشمال تحدد بقية الجهات يستدل بها على طريق في السفر في الليل في البحر أو في البر ، معرفة الطرق ، معرفة أوقات البذر وأوقات الزرع وما أشبهه ذلك ، وهذا لا بأس في أصح قول العلماء ، ومع ذلك فقد منع منه بعض العلماء كأبي قتادة وابن عامر السدوسي تعلم منازل القمر ، ولم يرخص فيه ابن عيينة ذكره حرب الكرماني عنه ورخص في تعلم المنازل الإمام أحمد واسحاق بن راهويه وقول الجمهور وهو الصواب ، أنه لا بأس في تعلم المنازل في معرفة القبلة معرفة الطرق الاستدلال في الطرق في السفر أو في الحضر ومعرفة فصول السنة أوقات البذر والزرع ، هذا لا بأس به على الصحيح .
فالمؤلف يقول أن بدع النجوم لا يجب النظر فيها بل هو طرف من الشرك وادعاء علم الغيب وكل ذلك منهي عنه مثل النجوم كما سبق ، نعم .
(المتن)
(الشرح)
القيافة والتكهن والزجر من البدع.
القيافة نوعان : قيافة النسب وقيافة الأثر.
قيافة النسب هذه لا بأس فيها ، وهو أن يعرف الشبهه بعض الناس يكون عنده معرفة بالشبهة ، ينظر في شبه الإنسان فيعرف الدم ، يعرف أن هذا من القبيلة الفلانية ، أو أن هذا الرجل ابن لهذا الرجل وهو لا يعرفه ، لأنه عنده شدة قيافة معرفة بالشبهة ، إذا رأى ولو كان ما يعرفهما عرف أن هذا ابن لهذا أو هذا أبو لهذا ، أو هذا أخ لهذا أو هذا من قبيلة هذا ، هذا لا بأس به ، هذا يسمى القيافة قيافة النسب ومعرفة الشبه ومنه: قيافة مجزز المدلجي ، حين نظر إلى أقدام أسامة بن زيد وزيد بن حارثة رضي الله عنهما وقد التحفا قطيفة وغطيا رؤوسهما وجسمهما وبدت الأرجل الأربعة وهو لا يعرف فلما رأى لما مر ورأى وهو لا يعرف هذه الأرجل ، وكان زيد أبيض وابنه أسامة أسود ، فرجلان سوداوان ورجلان بيضاوان ، قد التحفا بقطيفة ولم يبدو إلا الأرجل ، وهو لا يدري فلما مر قال إن هذه الأرجل بعضها من بعض ، فسر النبي ﷺ ودخل على عائشة تبرق أسارير وجهه ، فقال ألم تري إلى مجزز المدلجي جاء آنفا وقال: إن هذه الأرجل بعضها من بعض وكان بعض الناس يطعنون في نسب أسامة ، قالوا هذا فيه شك، هذا أسود وهذا أبيض ، كيف يكون ابنا له ؟ فكان الناس يطعنون فلما جاء مجزز المدلجي وكان مشهورا بالقيافة وقال أن هذه الأرجل بعضها من بعض سر النبي ﷺ ودخل على عائشة تبرق أسارير وجه ، وقال ألم تري إلى مجزز المدلجي دخل آنفا وقال: إن هذه الأرجل بعضها من بعض
اعتمد النبي ﷺ القيافة في النسب ، وزال الشكوك عند بعض الناس ، يشككون في نسب أسامة من أبيه زيد ، لأن هذا من أهل القيافة معروف بالقيافة وأثبت نسبه منه وأن هذه الأرجل بعضها من بعض ، هذه قيافة النسب.
والثاني قيافة الأثر، قيافة الأثر التي يدعي بها علم الغيب ، ينظر في الأثر في الرجل يعني موطأ الرجل موطأ رجله ، ويستدل بها على... ويدعي بها علم الغيب ، هذه هي الممنوعة القيافة قيافة الأثر التي يدعي بها علم الغيب ، في الأثر ، الأثر أثر المشي يعني أثر مشي الإنسان ، ينظر في أثر المشي ويدعي أن هذا أثر فلان وهذا أثر فلان ، وأنه يدعي بها علم الغيب وهذه هي من البدع التي في الجاهلية ، والتي من التكهن ، والتكهن فعل الكهانة والكاهن الذي يخبر عن مغيبات المستقبل ويخبر عما في الضمير ، ويدعي علم الغيب أو الذي ينظر ويخط في التراب في الرمل ويقال له عراف ، يضرب بالحصى والودع هو الذي ينظر في الكهف ، أو ينظر في الفنجان كل هؤلاء كهان يدعون علم الغيب ، إذا ادعى علم الغيب فإنه يكون مشركا ، يكون كافر ا.
والكاهن هو الذي له رأي من الجن ، يخبره فيدعي علم الغيب ويخبر عن مغيبات المستقبل وله رأي من الجن يأتيه وقيل هو الذي يخبر عما في الضمير، والعراف هو الذي يخبر بمعرفة أمور المقدمات ويستدل بها على المسروق ومكان الضالة ،والمنجم الذي ينظر في النجوم ويدعي بها علم الغيب ، والرمال الذي يخط في الرمل والذي يفتح الكتاب ويحضر الجن ، والذي يقرأ في الفنجان أو في الكف كل هؤلاء إذاً يدعون علم الغيب وهم كفار ، هم كفرة لكن بطرق متعددة ، كل هؤلاء يدعون علم الغيب ، إن كان دعوى علم الغيب عن نظرة النجوم سمي منجما ، وإن كان عن طريق إأخبار علم الغيب في المستقبل سمي كهانا ، وإن كان عن طريق معرفة المسروق ومكان الضالة سمي عرافا وإن كان عن طريق الضرب بالحصى والخط في الرمل سمي رمالا، وكلهم يدعون علم الغيب كلهم كفرة.
والزجر كذلك الزجر يعني زجر الطير ، يزجر الطير وهو العيافة ويتشائم بها ويتايمن، والتطير كذلك التطير والتشاؤم بالمرئيات أو المسموعات وأصل التشاؤم بالطيور وهو العيافة ،والعيافة زجر الطير وكان أهل الجاهلية يتطيرون فإذا أراد أحدهم سفرا زجر الطير ، فإذا طار جهة اليمين تيامن وذهب جهة سفره وإذا طار جهة الشمال تشائم وكذلك إذا أرد زوجا أو تجارة يزجره الطير ، والذي يأتي من الأمام يسمى الناطح و النطيح ، والذي يأتي من الخلف يسمى القاعد والقعيد ، وكان بعض العرب مشهورين بالعيافة وزجر الطير ، فإذا كان الإنسان لا يعرف العيافة يأتي إلى واحد من هذه القبيلة ويقول أزجر الطير اعمل عيافة لشهرتهم بهذا كما يقول الشاعر الجاهلي :
خبير بنو رهب فلا تك ملغيا | مقالـة رهبـي إذا الطير مرَّتِ |
خبير بني رهب عنده خبرة بالعيافة وزجر الطير ، لا تلغي مقالتهم إذا زجروا الطير وأخبروك ، هذا طريقة في الجاهلية
خبير بنو رهب فلا تك ملغيا | مقالـة رهبـي إذا الطير مرَّتِ |
فالقيافة والتكهن وزجر الطير والتطير ، والتشاؤم أصل التشاؤم بالطيور ويشمل التشاؤم بالمرئيات والمسموعات ، وبالأمكنة والأزمنة كل هذا يدخل في التطير ، لا يجوز للإنسان أن يتطير ولا أن يتشائم لا بالطيور ولا بالأماكن ولا بالأسماء ولا بالألفاظ ولا بالبقاع.
وقال ﷺ من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل الله على قلب محمد ﷺ المؤلف -رحمه الله- أتى بهذا اللفظ في سياق آخر ، وفي الحديث من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. استدل بالحديث الآخر من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ المؤلف ساق سياقا آخر فقد كفر بما أنزل الله على قلب محمد ﷺ.
وقال من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر من زاد زاد معروف في الحديث زاد ما زاد ، المؤلف فيه زيادة ومن زاد زاد المعروف في الحديث هذا من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد كل ما اقتبس من النجوم وزاد في علم النجوم فقد زاد في الشرك ، -والعياذ بالله-.
وقال علي بن أبي طالب ( احذركم علم النجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر فإن المنجم كالساحر والساحر كالكاهن والكاهن كافر والكافر في النار ) هذا لم يخرجه المحقق لكن فيه تحذير من علم النجوم واستثنى ما يخرج به في ظلمات البر والبحر هذا علم التسيير مثل ما سبق ، قال المنجم كالساحر ، إذا كان يدعي علم الغيب فهو كالساحر والساحر وكل من الساحر والكاهن كافر والكافر في النار ) نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
ومن البدع أن يخضب الرجل لحيته ورأسه بالسواد أو يأخذ من عارضيه أو يطول شاربه وقد قيل : (أول من خضب بالسواد فرعون ) وقيل إنه خضاب أهل النار ، وأمر ﷺ بإعفاء اللحى وإحفاء الشوارب .
(الشرح)
نعم ، يقول المؤلف ومن البدع أن يخضب الرجل لحيته ورأسه بالسواد ، يعني إذا شاب يخضب لحيته ورأسه بالسواد ، جعله من البدع على ما ذهب إليه بعض العلماء من إدخال المعاصي في البدع ، وكما ذكر المؤلف أن كل ما خالف الكتاب والسنة فهو من البدع.
وقال : إن من البدع أن يخضب الرجل لحيته ورأسه بالسواد ، وقد جاء في الحديث أن والد أبي بكر قحافة جيء به إلى رسول الله ﷺ، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال غيروا هذا وجنبوه السواد، بعض العلماء قال كلمة وجنبوه السواد مدرجة في الحديث والصواب أنها ليست مدرجة.
وجاء أيضا في الحديث الوعيد على من يخضب بالسواد ن أنه في آخر الزمان يأتي قوم يخضبون كحواصل الطير ، لا يريحون رائحة الجنة ، من العلماء من تكلم في الحديث والصواب أن الخضاب بالسواد ممنوع .
والعلماء لهم قولان في هذا كما ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:
منهم من أجاز الخضاب بالسواد نقل هذا عن بعض السلف نقلها عن الحسن والحسين ، وأنهم خضبوا بالسواد.
والقول الثاني المنع ، وهو الصواب ، أنه لا يجوز الخضاب بالسواد ، ولكن يخضب بالحنا ، بالحمرة أو بالصفرة أو بالحنا والكتم ، يخلط بينهما الكتم أسود والحنا أحمر فإذا خلطهما صار بين الحمرة والسواد ، وصار يضرب إلى الحمرة وهذا هو الأفضل ، الأفضل أن يكون بالحنا والكتم وجاء عن أبي بكر أنه خضب بالحنا والكتم وكذلك عمر وغيره.
فالأفضل أن يخلط بالحنا والكتم ، يكون يضرب إلى الحمرة ، بين السواد والحمرة يضرب إلى الحمرة ، أما بالسواد الخالص لا ، الصواب أنه ممنوع ، أو يخضب بالحمرة خالصة أو بالصفرة ، إما بالحنا والكتم فيكون يضرب إلى الحمرة بين السواد والحمرة أو بالحمرة أو بالصفرة ، أما السواد الخالص فالصواب أنه ممنوع وأن أجازه بعض العلماء والحديث في هذا واضح قول النبي ﷺ غيروا هذا وجنبوه السواد لكن بعضهم قال وجنبوه السواد مدرجة ليست كلام النبي ﷺ.
وكذلك حديث أحمد الوعيد الشديد على من يخضب بالسواد ، فإذا المؤلف جعله من البدع ،وهو من المعاصي أن يخضب الرجل لحيته ورأسه بالسواد.
أو يأخذ من عارضيه ، نعم ، هذا معصية ، لأن هذا من اللحية ، اللحية ما نبت على الذقن والعارضين.
أو يطول شاربه ، لأن النبي ﷺ أمر بإحفاء الشارب ، سبق في أحاديث الفطرة أن النبي ﷺ وقت في الأخذ من الشارب وتقليم الأظفار ونتف الابط ، وحلق العانة أن لا يترك أكثر من أربعين ليلة ، فإذا وقت لنا رسول الله ﷺ أن لا يترك أكثر من أربعين ليلة ، فإذا طول شاربه وزاد فهذا من البدع.
قول المؤلف : وقد قيل أول من خضب بالسواد فرعون قيل إنه خضاب أهل النار ، هذا جاء في صيغة التمريض ليس عليه دليل.
وأمر رسول الله ﷺ بإعفاء اللحى وإحفاء الشوارب ، هذا ثابت رواه البخاري في صحيحه أمر بإعفاء اللحى قال اعفوا اللحى وفي لفظ : أوفوا أرخوا وفروا، أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية ، وفي لفظ خالفوا المشركين خالفوا المجوس دل على أن حلق اللحية و اطالة الشوارب من التشبه بالمجوس ، التشبه بالمشركين و إعفاء اللحية فرض كما نقل ذلك أبو محمد ابن حزم ، أن إعفاء اللحية فرض ، واجب ، وإحفاء الشوارب كذلك ، يجب على الإنسان أن يقص شاربه ولا يتركه أكثر من أربعين ليلة ، إذا تأخر ، أخر هذه الأربعة تقليم الأظافر ونتف الإبط أكثر من أربعين ليلة فأقل أحواله الكراهة الشديدة.
(المتن)
ومن البدع أن يتزعفر الرجل أو يخضب يده بالحناء .
(الشرح)
نعم ، هذا من البدع ، أن يتزعفر الرجل ، وأن يتزعفر يعني يفعل الزعفران في ثوبه وبدنه ، يصبغ ثوبه أو بدنه بالزعفران ، وجاء في الحديث النهي عن لبس المزعفر والمعصفر ، أي لبس الثوب المصبوغ بالزعفران أو العصفر.
ثبت في حديث عبد الله بن عمر قال رأى علي النبي ﷺ ثوبان معصفران، قال: أمك أمرتك بهذا؟ وفي رواية أنه قال هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها دل على أنها من لباس الكفار أو أنها من لباس النساء.
كذلك المزعفر ما ينبغي للإنسان أن يتزعفر لأن هذا من خصائص النساء ، لا يلبس الثوب المزعفر لا يتعصفر في ثوبه ولا في بدنه ، لا يلبس الثوب المزعفر ولا المعصفر ، المزعفر المصبوغ بالزعفران ، والمعصفر المصبوغ بالعصفر ، يكون أحمر يشبه لباس النساء ، ولهذا نهى النبي ﷺ أن يتزعفر الرجل أو يخضب يده بالحناء لأن هذا فيه تشبه بالنساء، نعم .
(المتن)
ومن البدع أن يسبل الرجل إزاره وهو السراويل على عقبيه وقال النبي ﷺ لا ينظر الله إلى المسبل إزاره من الخيلاء.
(الشرح)
نعم ، من البدع أن يسبل الرجل إزاره ، هذا من المعاصي وهو السراويل على عقبيه ، والصواب أن هذا عام ليس خاصا بالسراويل ، عام ، لا يجوز للرجل أن يترك ثوبه ينزل تحت الكعب ، سواء كان سروالا أو بنطلونا أو ثوبا أو مشلحا ، عام ، قال النبي ﷺ لا ينظر الله إلى المسبل إزاره من الخيلاء كأن المؤلف رحمه الله رواه بالمعنى ، الحديث معروف لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء وفي لفظ آخر من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه وهذا وعيد شديد.
وإذا جر إزاره ولو لغير الخيلاء فهو محرم ، للحديث الآخر الحديث في البخاري ما أسفل من الكعبين ففي النار جاء الوعيد الشديد أيضا للمسبل إزاره.
ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان بما أعطى دل على أن الإسبال من الكبائر سواء كان للخيلاء أو لغير الخيلاء ، لكن إذا كان للخيلاء يكون أشد ، عقوبته أشد ، لقول النبي ﷺ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وإن كان لغير الخيلاء فهو متوعد في هذا الحديث ما أسفل من الكعبين ففي النار وفي الحديث ثلاثة لا يكلمهم الله: المسبل إزاره.
وجاء في الحديث الآخر إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا لوم عليه فيما بينه وبين الكعبين أو كما جاء عن النبي ﷺ، فالأفضل إلى نصف الساق ولا حرج في أن ينزل إلى الكعب إلى حد الكعب ، فإذا كان إلى نصف الساق يشق على الإنسان أو ينتقده بعض الناس فلا بأس أن ينزل إلى قرب الكعب ، نعم .
(المتن)
ومن البدع : النظر في كتب العزائم و العمل بها وادعاء كلام الجن واستخدامهم و قتل بعضهم .
(الشرح)
من البدع ومن المعاصي النظر في كتب العزائم ،والعمل بها ، العزائم ، العزائم و التعازيم يعني الرقية الشركية ، العزائم والتعزيم ، الرقى الشركية التي يستخدم فيها الجن ، فلا يجوز للإنسان أن ينظر في كتب العزائم ، والطلاسم ، و التعازيم والرقى الشركية ، أو التي لا يعلم معناها لأنها قد تكون بأسماء الشياطين ، بأسماء الشياطين أو بأسماء الجن ، فلا يجوز للإنسان أن ينظر في كتب العزائم ولا أن يعمل بها ولا أن يرقي بها ، لأنها عزائم شركية ، قد تكون رموزاً للأسماء ، تكون رموز أو بلغة غير مفهومة ، فالواجب الحذر.
والرقية الشرعية لا بد فيها من ثلاثة شروط:
الشرط الأول : أن تكون الرقية بآيات من القرآن ، أو بأدعية نبوية ، أو بأدعية مباحة.
الشرط الثاني : أن تكون بلسان عربي ، بكلام مفهوم.
الشرط الثالث : أن يعتقد أنها سبب والشفاء بيد الله.
إذا وجدت هذه الشروط صارت الرقية شرعية ، فالتعازيم والعزائم ليست بهذه الشروط ، ليست بكتاب الله ولا بأدعية مباحة وإنما هي بعزائم ، عزائم مناداة لأسماء الجن و أسماء الشياطين ، وبرموز وكلمات غير مفهومة ، وبلغة غير مفهومة.
وادعاء كذلك ادعاء كلام الجن واستخدامهم وقتل بعضهم يعني بعض الجن، كل هذا من البدع ، فلا يجوز للإنسان أن ينظر في كتب العزائم ولا يدعي أنه يكلم الجن أو يستخدمهم ، أو يقتل بعضهم لأن هذا من الشعوذة ومن الكهانة ، ومن السحر ، لأن الساحر والكاهن هو الذي يستخدم الجن ، ويكون بينه وبين الجني عقد ، الجني بينه وبين الإنسي عقد وهو أن يشرك بالله ، لا بد أن يشرك بالله ، يفعل الشرك والكفر ثم يخدمه الجني ، يعطيه عن المغيبات يعطيه بكذا يعطيه بكذا ، يطيعه يستجيب لمطالبه في لطم كذا أو في خروج كذا ، لكن بعد أن يفي بالشرط وهو الشرك بالله نعوذ بالله.
(المتن)
ومن البدع تعليق التمائم والتعاويذ، من غير حاجة أو علة تحدث بصاحبها .
(الشرح)
نعم ، من البدع تعليق التمائم و التعاويذ من غير حاجة أو علة تحدث بصاحبها.
التمائم : جميع تميمة ، والتميمة هو ما يعلق على الأطفال في رقبة الطفل أو في يده ، يراد بها دفع ، يعلقها لدفع المرض ، يريد أن تكون سبب دفع المرض ، وأصل التمائم خرزات يعلقها العرب على الأطفال لدفع العين أو لدفع الجن ، كل ما يعلق فهو من التمائم ، كل ما يعلق ، يعلق في رقبة الطفل أو في يده أو للرجل أو للمرأة لدفع العين يعتقد أنها سبب فهذا من التمائم.
قد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله عليه وقال: إن الرقى والتمائم والتولة شرك.
ورخص بعض العلماء في تعليق التميمة إذا كانت من القرآن ، وروي عن ابن مسعود عبد الله ابن عمرو بن العاص بالجواز ، والصواب الذي عليه الجمهور ، جمهور الصحابة والعلماء ، المنع ، من التمائم مطلقا ، كانت من القرآن أو من غير القرآن ، لأن النصوص عامة ولم تخصص إن الرقى والتمائم والتولة شرك ولم تخصص في فصل الحديث ، بخلاف الرقى فجاء ما يخصصها ، قال في الحديث الآخر اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً أما التمائم فلم يأت ما يخصصها ، فالتميمة ممنوعة مطلقا ، النصوص عامة ، ولأن تعليق التميمة من القرآن وسيلة إلى تعليق التميمة من غير القرآن ، ولأن تعليق التميمة من القرآن وسيلة إلى امتهانها ، وقضاء حاجة وهي عليه ، فالصواب المنع مطلقا قول المؤلف تعليق التمائم والتعاويذ من غير حاجة أو علة تحدث بصاحبها والصواب المنع مطلقا ، سواء لحاجة أو غير حاجة ، النصوص عامة ، نعم .
(المتن)
ومن البدع اتباع للنساء للجنائز و لطم الخدود فيها ومشي الرجال حفاة منسلبين بين أيديها .
(الشرح)
نعم ، من البدع من المعاصي اتباع النساء للجنائز وقد قال ﷺ : لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج.
اتباع النساء الجنائز وزيارة القبور ممنوع ، والحكمة في ذلك والله اعلم أن المرأة ضعيفة لا تتحمل ، قد تبكي وقد يفتتن بها الرجال بصوتها وقد يختلط بها الرجال ، فلهذا نهي النبي ﷺ النساء اتباع الجنائز ومنعت المرأة من زيارة القبر لعن الله زائرات القبور وفي لفظ زوارات القبور.
وكذلك لطم الخدود هذا من النياحة كما سبق ، لطم الخد وشق الجيب ، ونتف الشعر ، كل هذا من النياحة.
ومشي الرجال حفاة منسلبين بين يديها يعني مسرعين ، مشي الرجال حفاة ، مسرعين بين يدي الجنازة ، مشي الرجال المشي و اتباع الجنازة هذا سنة مشروع ، ذكر المؤلف مشي الرجال حفاة منسلبين يعني مسرعين تصوير حفاة يعتقد أن هذا مشروع ، وأنه يمشي خلفها حافيا مع الإسراع ، إن كان هذا المقصود فهذا ليس عليه دليل ، كونه يمشي حافيا ، السنة يمشي أو يركب ، الركبان يكون أمام الجنازة والمشاة خلفها ، قال العلماء : يسن أن يكون الركبان أمامها والمشاة خلفها ، والأمر في هذا واسع ، المقصود أن الرجال يشرع لهم اتباع الجنائز سواء كانوا مشاة أو ركبانا ، أما كونه يمشون حفاة مسرعين ويعتقدون أن هذا سنة ، فهذا ليس عليه دليل.
(المتن)
ومن البدع الصراخ ولطم الخدود وتشقيق الثياب عند سماع الذكر والقرآن ، فهذا مما أحدثه الناس وابتدعوه .
(الشرح)
هذا من البدع ، الصراخ ولطم الخدود هذا من النياحة ، والنياحة :هو رفع الصوت بالبكاء ، سبق في الحديث النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
ولطم الخد لأنه تسخط من قضاء الله وقدره ، هذا من النياحة ، وشق الجيب والثوب ، ونتف الشعر كل هذا من النياحة ومن المعاصي ، فشق الثوب ولطم الخد ونتف الشعر كل هذا من النياحة ومن المعاصي.
قول المؤلف : تشقيق الثياب عند استماع الذكر و القرآن ، فهذا مما أحدثه الناس وابتدعوه ، هذا قد يفعله بعض الصوفية ، وبعض ضعفاء البصائر إذا استمع القرآن والذكر بعضهم يغمى حتى يحمل وبعضهم يشق ثوبه إذا استمع للذكر ، يشق ثوبه ، هذا من البدع ، هذا مما أحدثه الناس وابتدعوه وليس له أصل ولهذا قال المؤلف أن هذا من البدع ، تشقيق الثياب عند سماع الذكر بالقرآن ، فهذا مما أحدثه الناس وابتدعوه ، نعم .
(المتن)
وقال أنس بن مالك وعظنا رسول الله ﷺ موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون؛ فصرخ صارخ من جانب المسجد، فقال النبي ﷺ من هذا الذي يلبس علينا ديننا إن كان صادقاً فقد شهر نفسه، وإن كان كاذبا فمحقه الله .
(الشرح)
هذا ضعيف ، في سنده يوسف بن عطية ومتروك ، لكن الحديث الثابت وعظنا الرسول ﷺ موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد...، إلى آخر الحديث ، هذا الحديث معروف ـ أما هذا الحديث فيه أنه صرخ صارخ من جانب المسجد فقال النبي ﷺ من هذا الذي يلبس علينا ديننا، إن كان صادقاً فقد شهر نفسه، وإن كان كاذبا فمحقه الله هذا ضعيف في سنده متروك ، فهو ضعيف جداً لا يصلح للاحتجاج.
والمؤلف أراد ان يبين أن الصراخ عند سماع الذكر أنه من البدع ، لكن الحديث ضعيف جدا ، نعم .
(المتن)
وقال الفضيل بن عياض وعظ موسى بن عمران ﷺ قومه فشق رجل ثوبه، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى ﷺ: قل له أن كان صادقا فليشق لي عن قلبه .
(الشرح)
وهذا من أخبار بني إسرائيل لا يعول عليه ، ولهذا قال الذهبي : إنه حديث باطل ، قول الفضيل وعظ موسى بن عمران ﷺ قومه فشق رجل ثوبه ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى ﷺ: قل له أن كان صادقا فليشق لي عن قلبه . الفضيل بن عياض بينه وبين موسى ، دهور وأزمنة طويلة ، تنقطع دونها اعناق المطي ، بين الفضيل بن عياض وبين موسى دهور ، موسى أول أنبياء بني إسرائيل والفضيل بن عياض متأخر ، ولهذا كان هذا من أخبار بني إسرائيل لا يعول عليه ، نعم .
(المتن)
وقال ابن المبارك: هؤلاء الذين يصعقون عند استماع الذكر تقعدهم على الجدران العالية وتقرأ عليهم وتنظر لهم هل يتردون.
وصنف من الناس يظهرون التقشف اتخذوا الاستماع إلى القصائد ، والاجتماع على ذلك سنة لهم ، ليلهو بذلك انفسهم ، ويطربوا قلوبهم ، وفيهم من يرقص ويصفق بيديه ، ويخزق ثيابه ويقولون في قيلهم ، قال الله وقالت الحوراء وقال الولي شيئا لم يقله الله ، ولا جاء في أثر ولا سنة ، ولم تقله حوراء ولا قاله ولي ، وهذا مبتدع كذب وزور.
وصنف آخر يظهرون الزهد والعبادة ، ويحرمون المكاسب والمعيشة ويرون الإلحاف في المسألة ، والكدية ، يدعون الشوق والمحبة ، وسقوط الخوف والرجاء وهذا مبتدع كله ، والمدعي له مقيت ممقوت عند أهل العلم والمعرفة لأن الله قد أباح الكسب والصناعة والتجارة ، على حكم الكتاب والسنة ، إلى أن تقوم الساعة ، وحرم المسألة والكدية مع الغنى عنهما و اجمعت العلماء لا خلاف بينهم أن الله قد افترض على الخلق الخوف والرجاء وأنه دعا عباده إليه بالرغبة والرهبة.
ومن البدع المحدثة التي ليس لها أصل في الكتاب ولا السنة تشبهوا فيها بأفعال الجاهلية.
(مداخلة للشيخ)
لعلها تشبهوا ، محتمل من التشبه يعني المجتمعون ، نعم
(يتبع المتن)
(الشرح)
نعم ، هذا الأثر لابن المبارك رحمه الله في بيان أفعال الصوفية ، وأقوالهم وأنهم أقسام و أنواع.
وذكر ابن الجوزي في تلبيس إبليس عن ابن سيرين أن عبد الله بن عمر مر برجل ساقط من العراق فقال ما شأنه فقال إذا قرأ عليه القرآن تصيبه هذا فقال أن لنخشى الله وما نسقط.
يقول ابن مبارك عبد الله بن مبارك رحمه الله ، الإمام الزاهد المعروف هؤلاء الذين يصعقون عند استماع الذكر ، يعني هؤلاء فعلهم مخالف للسنة ، فعلهم بدعة ، فالصحابة أحسن منهم حالا ، وما كانوا يصعقون وما كانوا يغشى ويغمى عليهم ، وإنما حصل هذا في المتأخرين في أهل الكوفة في التابعين وغيرهم ، الواحد يصعق ويغشى عليه ويغمى عليه ويسقط ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله ، أما الصحابة ما كانوا هكذا ، كانوا أثبت قلوبا ،عندهم ثبات ، وهم أخشى لله من هؤلاء ، فكان الواحد منهم كما قال الله يوجل قلبه عند ذكر الله ، ويزيد إيمانه عند استماع القرآن ، كما قال الله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ولم يكن الواحد يغشى عليه ، ولا يصعق ولا يغمى عليه وكان عندهم ثبات ، مع قوة إيمانهم توجل قلوبهم عند ذكر الله ويزدادون عند تلاوة القرآن ، أما المتأخرون بعض التابعين في الكوفة وفي غيرها عندهم ضعف وعدم ثبات وكان الواحد منهم يصعق إذا سمع القرآن وقد يغمى عليه وقد يموت بعضهم وقد يحمل ، ويفعل هذا أيضا الصوفية ، الصوفية بعضهم يصعقون عند سماع الذكر ، وبعضهم يصعق عند الألفاظ الحسنة ، عند الأنغام والمزمار وكذا يصعق ، هذخ من أفعال الصوفية.
ولهذا قال ابن المبارك رحمه الله : هؤلاء الذين يصعقون عند استماع الذكر يعني جرب معهم الآن أقعدهم على جدار عال اقرأ عليهم القرآن انظر هل يصعقون أو لا يصعقون ؟ اجعلهم فوق الجدار ثم اقرأ عليهم القرآن يعلم أنه سيسقط ويموت ، قال تقعدهم على الجدران العالية وتقرأ عليهم وتنظر هل يتردون إذا كانوا صادقين ، اقعدهم على الجدران العالية واقرأ عليهم وتنظر هل يتردون يعني هل يسقطون أن كانوا صادقين .
وصنف آخر من الصوفية صنف من الناس ، يظهرون التقشف ، يظهرون التقشف والزهد ، اتخذوا الاستماع إلى القصائد والاجتماع على ذلك سنة لهم ، ليلهوا بذلك أنفسهم ليطربوا قلوبهم ، يرون أن الاستماع إلى القصائد يتخذونه عبادة ودينا ، سماع الغناء عند الصوفية يتدينون بهذا ، ويظهرون الزهد ، فيتخذون الاستماع إلى القصائد والاجتماع سنة لهم ، ليلهوا بذلك انفسهم ، ليطربوا قلوبهم.
وفيهم من يرقص إذا استمع أنغاما حسنة ، يرقص ويصفق بيديه ويخزق ثيابه ويقولون في قيلهم ، قال الله ، في قيلهم في غناهم ، قال الله ، وقالت الحوراء وقال الولي، يقولون شيئا لم يقله الله ، وهم يتقولون على الله والعياذ بالله ، يقولون في طربهم وغناهم ، قال الله ، قال الولي ، قالت الحوراء ، يقولون شيئا لم يقله الله ، ولا جاء في أثره ولا سنة ، ولم تقله حوراء ولا قاله ولي، وهذا مبتدع وكذب وزور.
وهؤلاء الشباب الآن بعض الشباب في الصحوة وغيرهم ، تجدهم الآن يستمعون الأناشيد ، يقولون الأناشيد الإسلامية ، الأناشيد الإسلامية ، من أين جاءت الأناشيد الإسلامية ؟ هل هناك أناشيد إسلامية ، ما فيه أناشيد ، إن كانت القصيدة طيبة يقرأ واحد ، والباقي يستمعون ، إن كانت القصيدة طيبة ومفيدة واحد يقرأ ، أما جماعة ينشدون هذا ما فيه فائدة ، ما يستفيد الإنسان إلا من جهة الطرب يطرب ، ينظر متى يرفعون الصوت ومتى ينزلون الصوت ، ولا سيما أنه تطورت الحال في هذه الأناشيد صارت تلحن ، كتلحين الغناء ، حتى إنك لا تفرق بينها وبين تلحين الغناء ، وفيها تأوهات ، وأحيانا ينشد واحد وأيضا يتأوه ويغني ، هكذا استدرجهم الشيطان وصاروا يفعلون مثل فعل الصوفية ، وصاروا يطربون ، يطربون مثل ما ذكر ولا يؤمن أن يكون بعضهم يصفق ، ليس ببعيد هذا ، تجدهم يطربون ويلهون أنفسهم ، جاءهم الشيطان من هذه الناحية.
فأنا أنصح هؤلاء الشباب أن لا يستمع للأناشيد هذه ، وليس هناك أناشيد إسلامية ، هذه أناشيد صوفية ، كان الصحابة يقرأ الواحد القرآن وهم يستمعون ، ويقرأ الحديث وهم يستمعون ، ويقرأ أيضا القصيدة إذا كانت مفيدة بصوت عادي والباقي يستمع ، فيستفيد ، إذا كان معانيها طيبة ومفيدة حتى يستفيد ، أما كون جماعة ينشدون ما حصلت الفائدة ، ما هو المقصود؟ الفائدة وإلا المقصود المعاني ، المقصود الطرب ، ولا سيما إذا كانوا يلحنونها ، يلحنون وتأوهات.
الذي ينبغي للشباب أن يعرضوا عن هذا ، عن هذه الأناشيد وإذا كان القصيدة مفيدة يقرأها واحد بصوت عادي بدون تلحين ، لا جماعي ، فهذا الأناشيد إنما هي معروفة عند الصوفية.
وصنف آخر من الصوفية يظهرون الزهد والعبادة ، ويحرمون المكاسب والمعيشة، تجدهم يعيشون على الصدقات منعزل ولا يكسب ، ويدعي الزهد والعبادة ، والله تعالى أباح المكاسب ، كونه يتكسب في البيع والشراء يعمل في حرفة ، كان النبي ﷺ يرعى الغنم ، كان داود حدادا ، ونوح كان نجارا ، وما من نبي إلا رعى الغنم ، والصحابة كانوا يعملون ويحرثون ويبيعون ويشترون ، والعلماء وغيرهم لا يزالوا يبيعون، المكاسب والمعيشة المطلوب ،، لكن الصوفية يحرمون المكاسب والمعيشة ويظهرون الزهد ويرون الإلحاح في المسألة ، والكدية شدة الإلحاح ، يلحح في المسألة والسؤال ، الإلحاح في المسألة منهي عنه ، لا يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه بذرة لحم من سأل الناس لكثرة فإنما يسأل جمراً
ويدعون الشوق والمحبة، الصوفية يدعون الشوق والمحبة لله ، وسقوط الخوف والرجاء ، ما فيه خوف ولا رجاء ، يدعون المحبة ، هذا باطل ، المسلم يعبد ربه بالحب والخوف والرجاء ، ولهذا قال العلماء: من عبد ربه بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري من الخوارج ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ، هؤلاء يدعون أنهم يعبدون الله بالحب وحده ، ويدلون الخوف والرجاء.
وهذا يقول المؤلف : هذا مبتدع كله ، والمدعي له مقيت ممقوت ، عند أهل العلم والمعرفة ، لأن الله قد أباح الكسب والصناعة والتجارة ، على حكم الكتاب والسنة إلى أن تقوم الساعة ، كما سبق ، وحرم المسألة والكدية -الإلحاح في المسألة مع الغنى عنهم- لا يجوز للإنسان أن يسأل ، والله قد أغناه.
و اجمعت العلماء لا خلاف بينهم ، أن الله قد افترض على الخلق الخوف والرجاء ، نعم ، كما قال الله تعالى عن أنبيائه ورسله إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ يعني يدعون ربهم خوفا وطمعا ، وقال أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ أما هنا الصوفية يقولون ما فيه خوف ولا رجاء ، ما نعبد الله بالخوف ولا بالرجاء ، ويذكر عن رابعة العدوية أنه قال : (ما عبدت الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته فأكون كأسير السوء ولكن عبدته حبا لذاته وشوقا إليه ) هذا تذكرها كتب الوعظ عن رابعة العدوية ، هذا باطل هذه الزندقة الله تعالى يعبد بالحب والخوف والرجاء ، أما أن يقول ما عبدت الله لا خوفا ولا طمعا إنما عبدته حبا لذاته هذه الزندقة ، ولهذا قال المؤلف لا خلاف بين العلماء أن الله فرض على الخلق الخوف والرجاء وأنه دعا عباده إليه ، بالرغبة والرهبة ، رَغَبًا وَرَهَبًا.
ومن البدع المحدثة التي ليس لها أصل في الكتاب ولا السنة التشبه بأفعال الجاهلية في اجتماعاتهم والتحالف بينهم ، على التعاضد والتناصر وهذا مبتدع مكروه ، وكانت الجاهلية تفعله فأذهبه الله تعالى بالإسلام ، ونهى عنه على لسان نبيه ﷺ ، وقال النبي ﷺ لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية فما زاده الإسلام إلا تأكيداً المراد يعني حلف التوارث ما فيه حلف توارث ، لكن التعاضد و التناصر والمؤاخاة فهذا مطلوب ، كونهم يتعضدون ويتناصرون إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً فالتعاضد والتناصر ونصرة المظلوم ، وإظهار الحق ، هذا مطلوب ، أما أحلاف الجاهلية... ولذا قال رسول الله ﷺ لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية ما زاده الإسلام إلا تأكيداً ما فيه نصرة و إعانة و إظهار للحق هذا مطلوب ، وأما أحلاف الجاهلية فأنها باطلة .