بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ والحمد لله والصلاة والسلام على نبيتا محمد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين
نقرأ في كناب أسباب زيادة الإيمان ونقصانه للشيخ
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر باب من تأمل سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
" ولهذا فإن من درس السنة وتأمل في نعوت وصفات النبي صلى الله عليه وسلم التي جاء ذكرها في الكتاب والسنة وكتب السير، فقد استكثر لنفسه من الخير، وازداد حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وأورثته هذه المحبة المتابعة له في القول والعمل "وأصل الأصول العلم، وأنفع العلوم النظر في سيرة الرسول وأصحابه" فمن تأمل مثلاً قول الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}وقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... } وتأمل في السنة ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في نعت
النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، ألا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإذا كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها"
الشيخ قال الله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " يعمل بالقرآن لما سئلت عائشة رضي الله عنها ما خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألم تقرءوا القرآن " وإنك لعلى خلق عظيم " تخلق بالقرآن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويتخلق بالأخلاق الفاضلة إلى غير ذلك
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "خدمته صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فوالله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلته لِمَ فعلت كذا، ولا لشيء"
الشيخ ما قال لشيء فعلت لم فعلت؟ أو شيء ما فعله افعل من يستطيع هذا؟ عشر سنين مدة طويلة بعض الناس ما في لحظ واحدة إلا أوامر ونواهي وكلام وتوبيخ وزجر وتأديب وضرب
وقال رضي الله عنه" "كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجمل الناس، وأشجع الناس" وقال رضي الله عنه" وقال رضي الله عنه: "كان رسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً" " حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وأنه كان يقول:"خياركم أحسنكم أخلاقا" وحديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه" وغيرها مما يطول ذكره. فإن من تأمل ذلك انتفع به غاية الانتفاع، ثم إن هذا من أعظم ما يقوي المحبة في قلب المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم، وزيادةُ المحبة له صلى الله عليه وسلم زيادة في الإيمان، تورث المتابعة والعمل الصالح، وهذا من أعظم أبواب وسبل الهداية. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله، أن للهداية أسباباً متعددة وطرقاً متنوعة، وهذا من لطف الله بعباده، لتفاوت عقولهم وأذهانهم وبصائرهم، وذكر من هذه الأسباب تأمل حال وأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا سبب لهداية بعض الناس. قال رحمه الله: "ومنهم من يهتدي بمعرفته بحاله صلى الله عليه وسلم وما فطر عليه من كمال الأخلاق والأوصاف والأفعال، وأن عادة الله ألا يخزي من قامت به تلك الأوصاف والأفعال،
الشيخ كما قالت خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا في أول البعثة لما جاء وقال خفت (6.25) قالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك تصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق (6,35) لا يمكن يخزي ولا يمكن يصاب من بهذه الصفات فلابد أن يعان ويؤيد في أول البعثة
ومنهم من يهتدي بمعرفته بحاله صلى الله عليه وسلم وما فطر عليه من كمال الأخلاق والأوصاف والأفعال، وأن عادة الله ألا يخزي من قامت به تلك الأوصاف والأفعال لعلمه بالله ومعرفته به، وأنه لا يخزي من كان بهذه المثابة، كما قالت آم المؤمنين خديجة رضي الله عنها له صلى الله عليه وسلم: "أبشر فوالله لن يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق" وقال ابن سعدي رحمه الله: "ومن طرق موجبات الإيمان وأسبابه معرفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية، والأوصاف الكاملة، فإن من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه وصدق ما جاء به من الكتاب والسنة، والدين الحق، كما قال تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}، أي: فمعرفته صلى الله عليه وسلم توجب للعبد المبادرة للإيمان ممن لم يؤمن، وزيادة الإيمان ممن آمن به. وقال تعالى حاثاً لهم على تدبر أحوال الرسول الداعية للإيمان: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} وأقسم تعالى بكمال هذا الرسول وعظمة أخلاقه، وأنه أكمل مخلوق بقوله {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ* مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ* وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فهو صلى الله عليه وسلم أكبر داع للإيمان في أوصافه الحميدة، وشمائله الجميلة، وأقواله الصادقة، وأفعاله الرشيدة، فهو الإمام الأعظم والقدوة الأكمل {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقد ذكر الله عن أولي الألباب الذين هم خواص الخلق أنهم قالوا: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً}وهو هذا الرسول الكريم {يُنَادِي لِلإِيمَانِ} بقوله وخلقه، وعمله ودينه، وجميع أحواله {فَآمَنَّا} أي: إيماناً لا يدخله ريب إلى أن قال: "ولهذا كان الرجل المنصف الذي ليس له إرادة إلا اتباع الحق، بمجرد ما يراه ويسمع كلامه يبادر إلى الإيمان به صلى الله عليه وسلم، ولا يرتاب في رسالته، بل كثير منهم بمجرد ما يرى وجهه الكريم يعرف أنه ليس بوجه كذاب ... "
الرابع- تأمل محاسن الدين الإسلامي:
فإن الدين الإسلامي كله محاسن، عقائده أصح العقائد وأصدقها وأنفعها، وأخلاقه أحمد الأخلاق وأجملها، وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها. وبهذا النظر الجليل، والتأمل الجميل في محاسن هذا الدين، يزين الله الإيمان في قلب العبد، ويحببه إليه كما امتن به على خيار خلقه بقوله {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} فيكون الإيمان في القلب أعظم المحبوبات، وأجمل الأشياء، وبهذا يذوق العبد حلاوة الإيمان، ويجدها في قلبه، فيتجمل الباطن بأصول الإيمان وحقائقه، وتتجمل الجوارح بأعمال الإيمان قال ابن القيم رحمه الله: "وإذا تأملت الحكمة الباهرة في هذا الدين القويم والملة الحنيفية والشريعة المحمدية التي لا تنال العبارة كمالها ولا يدرك الوصف حسنها ولا تقترح عقول العقلاء ولو اجتمعت وكانت على أكمل عقل رجل منهم فوقها، وحسب العقول الكاملة الفاضلة أن أدركت حسنها وشهدت بفضلها، وأنه ما طرق العالمَ شريعةٌ أكمل ولا أجل ولا أعظم منها، فهي نفسها الشاهد والمشهود له، والحجة والمحتج له، والدعوى والبرهان ولو لم يأت الرسول ببرهان عليها لكفى بها برهاناً وآية وشاهداً على أنها من عند الله. ولهذا فإن تأمل محاسن هدا الدين، والنظر فيما جاء فيه من أوامر ونواه، وشرائع وأحكام، وأخلاق وآداب، لمن أعظم الدواعي والدوافع للدخول فيه لمن لم يؤمن، وللازدياد منه لمن آمن، بل إن من قوي تأمله لمحاسن هذا الدين، ورسخت قدمه في معرفته ومعرفة حسنه وكماله، وقبح ما خالفه، كان من أقوى الناس إيماناً وأحسنهم ثباتاً عليه، وتمسكاً به.
ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله: "والمقصود أن خواص الأمة ولبابها، لما شهدت عقولهم حسن هذا الدين وجلالته وكماله، وشهدت قبح ما خالفه ونقصه ورداءته خالط الاسمان به ومحبته بشاشة القلوب، فلو خير بين أن يلقى في النار وبين أن يختار ديناً غيره، لاختار أن يقذف في النار
سؤال تزوجت من رافضي وقتلت زوجها الأول ثم طردت من البلاد فبعد انقطعت العلاقة أربع عشرة سنة ثم بعد الزمن هذا اتصلت بابنتها وقالت إني أحتاج مال لفداء القصاص
الشيخ يحتاج لتأمل هذا