بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ والحمد لله والصلاة والسلام على نبيتا محمد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين
نقرأ في كناب أسباب زيادة الإيمان ونقصانه للشيخ
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
الخامس – قراءة سيرة سلف هذه الأمة:
فإن سلف هذه الأمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم بإحسان، أهل الصدر الأول من الإسلام، هم خير القرون، وحماة الإسلام، وهداة الأنام، وليوث الصدام، وأهل المشاهد والمواقف العظام، وهم حملة هذا الدين ونقلته لمن جاء بعدهم من العالمين، أقوى الناس إيماناً وأرسخهم علماً وأبرهم قلوباً وأزكاهم نفوساً، وخص منهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خصهم الله برؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومتعهم بالنظر إلى طلعته، وأكرمهم بسماع صوته والأنس بحديثه، فأخذوا الدين منه غضاً طرياً
الشيخ الله أكبر منة عظيمة لا يلحقهم من بعدهم خصهم الله برؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومتعهم بالنظر إلى طلعته، وأكرمهم بسماع صوته والأنس بحديثه والإيمان به والجهاد معه وسؤاله عما أشكل
فأخذوا الدين منه غضاً طرياً فاستحكمت به قلوبهم، واطمأنت به نفوسهم، وثبتوا عليه ثبوت الجبال. ويكفي في بيان فضلهم أن الله خاطبهم بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} والمعنى: أنهم خير الأمم، وأنفع الناس للناس. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ... ". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ... "
الشيخ هذه الأثر صحيح خاص بهم لكن " كنتم خير أمة.. " تشملهم وتشمل من بعدهم إلى يوم القيامة
فمن تأمل حال هؤلاء الأخيار، وقرأ سيرهم، وعرفَ محاسنهم، وتأمل ما كانوا عليه من خلق عظيم، وتأسٍ بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعهد للإيمان، وخوفٍ من الذنوب والمعاصي، وحذر من الرياء والنفاق، وإقبالٍ على الطاعة، وتنافسٍ في فعل الخير، وتبصرَ في حالهم وقوة إيمانهم، وشدة تعبدهم لله، وحرصِهم على طاعته، وإعراضهم عن الدنيا الفانية، وإقبالِهم على الآخرة الباقية، فإنه سيقف من خلال هذا التأمل والنظر على جمل من المحاسن وكثيرٍ من النعوت والخلال ما يدعوه إلى صدق التأسي بهم، ومحبة التحلي بنعوتهم، فذكرهم يُذكر بالله، وتأمل أحوالهم يقوى الإيمان ويجلو الفؤاد، وما أحسن ما قيل:
كرر على حدثهم يا حادي ... فحديثهم يجلي الفؤاد الصادي
الشيخ يعني يزيل الصدى
وموضع التأمل والبحث في سير وأخبار هؤلاء الأخيار: كتب التاريخ، والسير والزهد، والرقائق، والورع، وغيرها، والاستفادة مما صح منها، فهذا التأمل والنظر يورث صاحبه حسن التشبه بهؤلاء، وكما يقول شيخ الإسلام: "ومن كان بهم أشبه كان ذلك فيه أكمل" ومن تشبه بقوم فهو منهم. فهذه الأمور المتقدمة جميعها تزيد في الإيمان وتقويه، وهي مندرجة تحت العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة. ثم إن العلوم الأخرى غير العلم الشرعي كعلم الطب والهندسة وعلم الفلك والحساب وعلم النبات، وغيرها من العلوم التي توسع الناس فيها حديثاً وأعطيت من العناية والاهتمام أكثر من حقها، حتى شغلت الكثير ممن اعتنى بها عن تعلم بدائيات الدين، والأمور المعلومة منه بالضرورة فهذه العلوم أيضاً لها أثر بالغ في زيادة إيمان من اشتغل بها واعتنى بتحصيلها، إن أخلص القصد، وأراد الحق، وتجرد من الهوى. وكم من رجل آمن وازداد إيمانه بسبب اشتغاله بالطب، ووقوفه على إعجاز الله ودقة صنعه في خلق الإنسان، وما ركبه فيه من عجائب الخلق ودقة الصنع ما يبهر العقول ويحير الألباب. قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وقال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} وقال: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} وكذلك الاشتغال بباقي العلوم الأخرى يزيد في إيمان الإنسان بحسب تفكره وتأمله وتحريه لنيل الحق، والأمر أولاً وأخيراً بيد الله سبحانه فهو يهدي من شاء إلى صراط مستقيم. ثم إن هذه العلوم لا تؤدي إلى زيادة الإيمان، إلا إذا صحبها تفكر وتأمل في آيات الله الباهرة وحججه الظاهر، فإن عدمت ذلك عدمت هذه الفائدة الجليلة والثمرة العظيمة ولم تنفع صاحبها هذا النفع العائد على إيمانه بالزيادة والقوة والثبات. وهذا يبين أهمية التفكر والتأمل في آيات الله ومخلوقاته، وهو السبب الثاني من أسباب زيادة الإيمان، وهو موضوع البحث التالي.
الشيخ ما الفرق بين التفكر والتأمل الأولى التأمل وهي خمسة
الطالب الخمسة الأولى في التـأمل أسباب زيادة الإيمان السبب الأول تعلم العلم النافع هذا السبب الأول لزيادة الإيمان ثم دخل قراءة القرآن ومعرفة أسماء الله الحسنى وتأمل سيرة النبي ﷺ وتأمل محاسن الدين الإسلامي وقراءة سيرة السلف هذه الخمسة دارجة تحت تعلم العلم النافع السبب الثاني التأمل في آيات الله الكونية السبب الثالث الاجتهاد في الأعمال الصالحة فيدخل تحته أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال الجوارح وأثر الدعوة وأثر مجالسة الأخيار وأثر البعد عامة أسباب نقص الإيمان وبعده ينتهي من أسباب زيادة الإيمان يبدأ بالمبحث الثاني أسباب نقص الإيمان الآن السبب الثاني في زيادة الإيمان التأمل في آيات الله الكونية ثم السبب الثالث الاجتهاد في الأعمال الصالحة أولا تعلم العلم النافع أدرج تحته خمسة من ضمنها قراءة القرآن هذه سبب زيادة الإيمان في العلم النافع ومعرفة الأسماء الله الحسنى تحت العلم النافع وتأمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تحت العلم النافع وتأمل محاسن هذا الدين وقراءة سيرة سلف هذه الأمة في العلم النافع الشيخ هذه أشياء عظيمة والآن وقفنا على ماذا؟
الطالب السبب الثاني التأمل في آيات الله الكونية