شعار الموقع

شرح كتاب تلبيس الجهمية

00:00
00:00
تحميل
63

الشيخ تقرأ يا شيخ ماجد المقدمة هذا أصل الكتاب ثمان رسائل دكتوراة كنت أشرفت عليهم وهو من عيون كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  كتاب عظيم وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حقق أربعة منه ولا وجد مخطوطة زيادة صار ثمانية الآن وهو من الكتب العظيمة بحث الصورة رسالة دكتوراة مبحث الصورة رسالة كاملة ناقشها عدد من مشايخنا الشيخ (2.21) والمفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح عبيد ومجموعة ناقشوا الكتاب وكان أصلا النظام أنه ما يزيد الواحد على أربع لكن (2.39) وقالوا لتوحيد المشرف فلما جاءت طباعة الكتاب قالوا اكتب مقدمة كتابة المقدمة الآن تبين موضوع الكتاب نقرؤها الآن ونرى نتصور كيف نستفيد منه وفيه فكرة أن نختصر الكتاب ثماني مجلدات الناس ضعفوا الآن الهمم ضعفت الآن رئي أن نختصر بمقدار مجلدين وكيف الطريقة كيف نتصور ذلك الشيخ أبو بكر الشيخ أبو سعد إن شاء الله نرى بعد ما نقرأ  المقدمة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه يا رب العالمين قلتم حفظكم الله ووفقكم وثبتكم على الحق الحمد لله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحد في الجلال والكمال والمستحق للحمد في كل حال المتقدس عن الشريك والنظير والمثيل والمتنزه عما لا يليق به من الأقوال والأفعال وهو الكبير المتعال وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين  وإمام المتقين أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أرسله الله على حين فترة الرسل فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وأعز به من الذلة وأغنى به من العيلة فتح الله به آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا غلفا أرسله الله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على الناس أجمعين بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله الحقيقة جهاده حتى أتاه من ربه اليقين ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا بالله ورسله وآياته وآمنوا برسوله محمد وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وهاجروا إلى الله ورسوله وجاهدوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وآووا ونصروا فكانوا من المفلحين فرضي الله عنهم وأرضاهم وعلى التابعين وعلى أتباعهم بإحسان يوم الدين وجعلنا منهم وحشرنا في زمرتهم وجمعنا بهم في دار كرامته إنه جواد كريم أما بعد

فإن من رحمة الله تعالى بعباده وإحسانه إليهم أن أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب والميزان ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وليقوم الناس بالقسط "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقزم الناس بالقسط وقد ختم الله الرسل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فجعله خاتم النبيين والمرسلين فهو خاتمهم وأفضلهم وجعل رسالته رحمة للعالمين " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وجعل رسالته عامة للثقلين الجن والإنس " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا أنزل الله عليه أفضل الكتب وأفضل الشرائع فشريعته أفضل الشرائع وأكملها وأكملا لهذه الدين وأتم عليها النعمة ورضي لها الإسلام دينا " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ثم حفظ الله لهذه الأمة دينها بحفظ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فهيأ الله لهذا الدين رجالا يحملونه فهدى الله صحابة رسوله وشرح صدورهم للإسلام ووفقهم لنصرة دينه والجهاد في سبيله لإعلاء كلمة الله ففتحوا البلدان وعلموا الناس دين الله ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ثم اقتفى أثره التابعون وأتباعهم ومن بعدهم من الأئمة والعلماء يحيون ما اندثر من الإسلام ويجددون لهذه الأمة دينها ويبصرون الناس بالحق ويردون البدع والشبه والضلالات ويكشفون للناس زيفها وزيغها ولبسها الحق بالباطل وكان المسلمون في الصدر الأول يأخذون عقيدتهم من الكتاب والسنة ويرون فيها الكفاية والهداية والشفاء ويرون فيها الوضوح والصفاء والنقاء واليسر وعدم اللبس والغموض ويرون أنها توافق العقول الصريحة والفطر السليمة وكان لهم مع ذلك بصيرة في الدين  ودار كل حكم ونص أحكامها وفهم لوجوه الكلام ومعاني اللغة العربية ففهموا كتاب ربهم وسنة نبيهم فهما سليما صحيحا وعملوا بمقتضى النصوص عن إيمان ويقين وصدق وإخلاص ولما فتحت الفتوح واتسعت رقعة الدولة الإسلامية وترجمت كتب الأمم الأخرى من الفلاسفة من أمة اليونان والفرس والهند والرومان ودخل في الإسلام كثير من أهل الديانات الأخرى ومن أهل النفاق واختلط المسلمون بغيرهم لما حصل ذلك خلف من بعد الرعيل الأول خلوف عدلوا عن جادة الصواب وتنكبوا الطريق القويم فخالفوا الكتاب والسنة ولم يسيروا على نهج الصحابة والتابعين وما عليه أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وبربوبيته وبأسمائه وصفاته وأفعاله وتوحيده في عبادته وإخلاص الدين له بصرف جميع أنواع العبادة لله والإيمان بالقرآن وأنه كلام الله وبجميع الكتب المنزلة والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبجميع الرسول والإيمان باليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب والجزاء والجنة والنار والإيمان بالقدر بمراتبه الأربعة العلم والكتابة والإرادة والخلق والإيجاد وأن القدر خيره وشره من الله فانتشرت البدع من المتكلمين والفلاسفة في أسماء الله وصفاته وأفعاله وفي إثبات الخالق والمعاد وفي الملائكة وفي النبوة والرسالة وأثيرت الفتن والمحن وحصل أنواع من الفساد والاضطراب وابتلي المسلمون وأهل العلم والإيمان بأهل البدع والكفر والنفاق وحصل من الاشتباه والالتباس ما أوجب حيرة كثير من الناس وتقبل كثير من الناس آراء الفلاسفة وأهل الأهواء من الملل والنحل المختلفة واقتضت إرادة الله ومشيئته أن يكون الصراع بين الحق والباطل وأن يكون للحق أهل وأنصار وللباطل أهل وأنصار وأن تكون العاقبة للحق وأهله إذا استعانوا بالله وصبروا كما أخبر الله تعالى عن موس عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه " استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ولله الحكمة البالغة في ابتلائه الأخيار بالأشرار والأشرار بالأخيار والمؤمنين بالكفار والكفار بالمؤمنين ليتبين الصادق من الكاذب وليعلم الله الذيم آمنوا وليتبين المجاهد والصابر وليرفع الله الذين أوتوا العلم درجات " ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين والصابرين ونبلو أخباركم " " وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ولا يزال في هذه الأمة من يعمل بالكتاب والسنة ويطلب الحديث ويعمل به ويرجع إلى النصوص عند التنازع ويتحاكم إليها وهم الطائفة المنصورة كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره أن النبي ﷺ قال " ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى " وقال أبو عيسى في روايته ظاهرين والطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة وهم أهل الحق الذين على الحق يدعون إليه ويناظرون عليه ويجاهدون فيه وفي مقدمتهم أهل العلم والإيمان وأهل الحديث كما قاله جمع من الأئمة والعلماء مثل يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وعبد الله بن المبارك وعلي بن المديني وأحمد بن سنان ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم ومن هؤلاء العلماء والأئمة الأفذاذ الذين حفظ الله بهم العقيدة السلفية المستمدة من الكتاب والسنة الإمام العلامة والحبر الفقيه المجتهد المطلق شيخ الإسلام العالم الرباني المجاهد الصابر أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الذي نذر نفسه وحياته لله وفي سبيل الله ولقد أبلى بلاء حسنا في دفاعه عن الإسلام وعقيدة السلف الصالح بلسانه وقلمه وسنانه أفتى ودرس وألف في جميع فنون العلم التوحيد والتفسير والحديث والفقه وفي أصول الفقه وفي أصول التفسير وفي أصول الحديث وفي حكم الشريعة وأسرارها ولكن النصيب الأوفر من مؤلفاته كان في بيان العقيدة الصحيحة وتقريرها وإيضاحها والاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة وتصدى لجميع الطوائف المنحرفة من المسلمين وغيرهم من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية والخوارج والرافضة والفلاسفة والحلولية والاتحادية والمناطقة وغيرهم من أهل  البدع والإلحاد ورد عليهم بأدلة بعض أصولهم بنفس حججهم كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية ومن العجائب أنه بسلاحه أرداهم    تحت الحضيض الداني

كان رحمه الله تعالى الذاتية غيرة عظيمة قوالا بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم قويا في مواجهة أهل البدع  فهو سيف مسلول على رقاب المبتدعة وأهل الزيغ والضلال حتى كتب الله على يديه نصرة دينه وإعزاز أمره وإعلاء كلمته فكان من المجددين لهذ الدين وهبه الله عناية عظيمة بالأدلة والنصوص وقدرة عجيبة على انتزاع الأدلة الدالة على المسألة التي يوردها ودقة في استنباط الأحكام والمسائل وكل ذلك مع الورع والزهد والتعبد والكرم والتواضع وحسن الخلق والعفو عمن ظلمه قال عنه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى وما رأيت اسرع انتزاعا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها ولا أشد استحضارا للمتون وعزوها منه كان السنة بين عينيه وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة وعين مفتوحة وكان قوالا بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم ومن خالطه وعارفه ينسبني إلى التقصير فيه ومن نابذه وخالفه قد ينسبني إلى التغالي فيه انتهى كلامه رحمه الله وبالجملة قد أجمع أهل الحق و المنصفون من أهل العلم على إمامته وجلالته وفضله وحفظه وإتقانه وورعه وزهده ومتانة دينه وعظيم فوائد كتبه ومؤلفاته وأنه من المجددين لهذا الدين وأنه أهل لأن يلقب بشيخ الإسلام ومن جملة تراثه العظيم ومؤلفاته الكبيرة التي سارت بها الركبان في تقرير عقيدة الأنبياء والمرسلين والرد على المنحرفين من المتكلمين والزنادقة والملحدين كتابه بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وتجمع كافة المصادر العلمية التي تحدثت عن مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  تعالى على صحة نسبة الكتاب إليه كما ذكر ذلك تلميذه محمد بن عبد الهادي في كتابه العقود الدرية وكما ذكره العلامة ابن القيم في الكافية الشافية وفي رسالته أسماء مؤلفات ابن تيمية وذكر أنه الاستواء مجلدات يعني المجلدات الخطية وذكره البزار وذكره في الذيل على طبقات الحنابلة وفي الوافي بالوفيات عد هذا الكتاب من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  وذكر المؤلف نفسه في الرسالة التسعينية فقال كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية فنص المؤلف على اسمه ويسمى أيضا تخليص التلبيس من كتاب التأسيس الذي وضعه أبو عبيدة الرازي

الشيخ هذا تخليص التلبيس يسمى بيان تلبيس الجهمية هذا اسم ثاني لكن هذا الي اخترناه 

في نفي الصفات الخبرية ونص عليه وعلى اسمه في مجموع الفتاوى فقال وقد بسطنا الكلام على هذا بسطا كثيرا في كتابنا بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ويسمى أيضا نقض التأسيس الجهمية وجاء ذلك في بعض النسخ الخطية وهذا الكتاب من أهم مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أصول الدين وأجلها وهو من مصنفاته الكبار وهو من أكبرها وأشملها وأعظمها قدرا ونفعا ويعتبر هذا الكتاب فريدا في نوعه وهو واسع المباحث عظيم الفوائد فيه من التحقيق والتدقيق والترتيب وطول النفس في مباحثه وإيراد الوجوه المتعددة الكثيرة في نقض حجج المبطلين التي تصل إلى أربعين وجها لا توجد في كتاب آخر قال عنه تلميذه محمد بن عبد الهادي ومن مصنفاته كتاب بيان تلبيس الجهمية في بدعهم الكلامية في الاستواء مجلدات وبعض النسخ منه في أكثر من ذلك وهو كتاب جليل المقدار معدوم النظير كشف الشيخ فيه أسرار الجهمية وهتك أستارهم ولو رحل طالب العلم لأجل تحصيله إلى الصين ما ضاعت رحلته انتهى كلامه

فالكتاب أعجوبة كما قال تلميذ المؤلف العلامة ابن القيم عنه في الكافية الشافية وكذلك التأسيس أصبح نقده أعجوبة للعالم الرباني إي والله إن هذا الكتاب أعجوبة وبيان ذلك أن هذا الكتاب موسوعة كبيرة من الموسوعات العلمية في جل المسائل العقدية والأصولية ومسائل في التفسير والحديث والفقه واللغة

ثانيا هذا الكتاب من أعظم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد والنقد بل هو من أعظم كتب النقد المنهجي السلفي عامة فإنه نقض فيه كتاب الرازي تأسيس التقديس الذي رتبه على أربعة أقسام هي

القسم الأول في الدلائل على أن الله تعالى منزه عن الجسمية والحيز

القسم الثاني في تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات

القسم الثالث في تقليد مذهب السلف

القسم الرابع بقية الكلام في هذا الباب

وكل قسم تخته فصول نقض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة ما أسسه الرازي من أصول الجهمية حيث جمع فيه الراوي عامة حجج الجهمية ما لم ير له مثله في غير كتابه نقض المؤلف حججهم وأصولهم وشبههم بأسلوب علمي جيد رصين مبني على أسس وقواعد ثابتة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقواعد الشريعة وأصولها

    ثالث خلص المؤلف في هذا الكتاب ما التبس من الحق بالباطل وكشف أسرار الجهمية وهتك أستارهم قال المؤلف رحمه الله وقد خلصنا ما التبس من الحق بالباطل في تأسيسه يعني كتاب الرازي الذي سماه تأسيس التقديس وقال رحمه الله تعالى الجهمية تدعي أنها تقدسه بنفي الصفات ومنهم من يقول بمخالطته للنجاسات والباقون يلتزمون ذلك فهم منجسون لا مقدسون انتهى كلامه رحمه الله

وقال رحمه الله تعالى وحصل بما ذكره الأئمة أن هؤلاء الجهمية أصل قولهم الذي يموهون به على الناس إنما هو التنزيه ويسمون أنفسهم المنزهين وهم أبعد الناس عن تنزيه الله تبارك وتعالى وأقرب الناس إلى تنجيس تقديسه انتهى كلامه رحمه الله

رابعا أبطل المؤلف في هذا الكتاب حجج أهل الكفر والإلحاد من الفلاسفة والحلولية والاتحادية والجهمية وغيرهم

خامسا فند المؤلف في هذا الكتاب شبه المخالفين والمنحرفين من الفلاسفة والباطنية والجهمية والمعتزلة والأشاعرة وسائر المتكلمين وبين فيه تهافت حججهم ومخالفتها للكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة

سادسا أنصف المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الكتاب خصومه والمخالفين له ببيان ما معهم من الحق ثم رد عليهم بأقوالهم وحججهم وبين أنه عليهم لا لهم

سابعا بين المؤلف في هذا الكتاب تناقض المبتدعة وأهل الكلام في أقوالهم في مواضع من كتبهم

ثامنا اشتمل هذا الكتاب على النقول الكثيرة المستفيضة عن الأئمة والعلماء وأصحاب المقالات مع شدة التحري فيما ينقله أو يعزوه

تاسعا أولى المؤلف قضية تأويل النصوص وصرفها عن ظاهرها اهتماما بالغا في هذا الكتاب فبين أن التأويل سبب للانحراف وسبب الفرقة بين المسلمين وأن تأويل المتكلمين لنصوص الصفات جرأ الفلاسفة والباطنية والقرامطة على تأويل نصوص المعاد واليوم الآخر وعلى تأويل العبادات

عاشرا بين المؤلف في هذا الكتاب عقيدة السلف الصالح من التابعين والأئمة بعدهم التي دلل عليها الكتاب والسنة والعقل الصحيح والفطرة السليمة وأن القرآن الكريم جاء فيه القياس الأولى وهو أن كل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فالخالق أولى به وكل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق أولى بذلك منه

الحادي عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن نفي الجهمية للعلو وفوقية الرب في المكان مثل نفي الفلاسفة لأوليته وتقدمه في الزمان في إلزام كل منهما لافتقار الرب إلى لمخلوقات وذلك أن الملاحدة الفلاسفة قالوا إن الرب مقارن للعالم مقارنة المعلول لعلته وملاحدة المتكلمين قالوا إن الرب حال في المخلوقات وليس مباين لها فاتفقا في القول بافتقار الرب للمخلوقات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

الثاني عشر أفاض المؤلف في هذا الكتاب في مناقشة الفلاسفة عامة وفي مناقشة ابن رشد خاصة في كثير من القضايا التي أوردها في كتابه مناهج الأدلة وفي كتابه فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال

الثالث عشر ناقش المؤلف في هذا الكتاب أصل المتكلمين في إثبات الخالق والمعاد وهو مسألة الجوهر الفرد حيث أسسوا وقرروا أن إثبات الخالق والمعاد موقوف على ثبوت الجوهر الفرد وأن الجوهر الفرد هو الأصل في الإيمان بالله والإيمان بالمعاد فهم يجعلون إثبات الجوهر الفرد دين المسلمين حتى عدوا منكره خارجا عن الدين ولقد أتى المؤلف في بيان ذلك بعجب العجاب بما لا تجده في غير هذا الكتاب

الرابع عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن الطريقة التي سلكها المتكلمون لإثبات وجود الله ومعرفته المبنية على الجواهر والأعراض طريقة مبتدعة مذمومة في الشرع وأن أئمة الإسلام أطبقوا على ذم من بنى دينه على الجوهر والعرض وانحرافه عن جادة الصواب

الخامس عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن دعوى المتكلمين أن الأدلة اللفظية ليست قطعية بل هي ظنية لا تفيد اليقين من أعظم السفسطة وجحد الحقائق التي في الوجود وأن بطلان هذه الدعوى أظهر العلوم الضرورية لجميع الخلق وأن جنس الأدلة اللفظية يظهر أبين عند جميع بني آدم من جنس الأدلة العقلية المجردة

السادس عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن الرازي كثير السفسطة والتشكيك وأنه من أعظم المتكلمين سفسطة وتشكيكا وتقريرا للشكوك والشبهات الباطلة

الشيخ السفسطة تمويه الحقائق

السابع عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن الأخبار والأعمال والأصول الكلية لا يختلف الأنبياء في شيء منها

الثامن عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أن أهل الكلام المذموم تركوا الطريقة السليمة في الاستدلال بالنصوص فوقعوا في الحيرة والندم والشك والتناقض والاضطراب كالرازي وأمثاله

التاسع عشر بين المؤلف في هذا الكتاب أنه ما من مبطل الفرائض من شيء إلا وقع في أشد منه فمن أول الصفات أو نفى شيئا منها فرارا بزعمه من مماثلة المخلوقات فإنه يقع في مماثلة المعدومات

العشرون بين المؤلف في هذا الكتاب أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وذلك بالتمسك بالكتاب والسنة لاشتمالهما على ودلالتهما على الحق وأن من عدل عنهما فمآله الانحراف والضلال

الحادي والعشرون أكثر المؤلف في هذا الكتاب من النقول عن العلماء في تكفير الجهمية وأن قول المعطلة يضاهي قول الدهرية بتعطيل الرب وإنكاره

الثاني والعشرون بسط المؤلف في هذا الكتاب كثيرا من قضايا العقيدة ومباحثها التي لم يكن تطرق إليها في مؤلفاته الأخرى أو ذكرها مجملة مختصرة مثل الجسم والعرض والجوهر والمتحيز والحيز والجهة والتركيب والأجزاء والأبعاض والحد والواحد والأحد والتأويل والساق والجنب والمعية والقرب والصورة والرؤية والشخص والغيرة والنفس والصمد واللقاء والنور والحجاب والمحكم والمتشابه

الثالث والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام في الجسم والجوهر نفيا وإثباتا ونقل حجج الفريقين إطلاق الجسم على الله أو نفيه عنه في كلام بديع لا تجده في غير هذا الكتاب

الرابع والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام عن الحد والجهة والحيز والتركيب والجسم بكلام محكم بديع لا تجده في غير هذا الكتاب وقد بلغ مئات الصفحات

الخامس والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام في الأحد والصمد وأتى فيه بالتحقيق ما لا تجده في غير هذا الكتاب

السادس والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام عن المعية والقرب في صفحات كثيرة لا تجده في غير هذا الكتاب

السابع والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام على الشخص والغيرة في صفحات كثيرة أتى فيها بالعجب ولا تجده في غير هذا الكتاب

الثامن والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام على اللقاء والنور والحجاب في صفحات كثيرة يعوزك أن تجد مثله في غير هذا الكتاب

التاسع والعشرون في هذا الكتاب بسط المؤلف الكلام عن المحكم والمتشابه في صفحات كثيرة بكلام بديع ولا تجده في غير هذا الكتاب

الثلاثون في هذا الكتاب إثبات العلو والرؤية والاستواء على العرش بأدلة العقل والنقل والفطرة مع الإيضاح التام للأدلة المستنبطة بما لا مزيد عليها

الواحد والثلاثون في هذا الكتاب تكلم المؤلف على حديث خلق الله آدم على صورته المخرج في الصحيحين بكلام محكم أبطل فيه تأويلات الرازي للحديث وتأويلات غيره كتأويل ابن خزيمة رحمه الله تعالى وتأويل ابن عقيل وتأويل طائفة من الاتحادية مع بيان سبب الشبهة في تأويل الحديث في القرن الثالث وأنها تفريق ألفاظه في روايته

الشيخ حتى ابن خزيمة يرحمه الله من أهل السنة غلط في هذا حديث الصورة رد عليه

وبين المعنى الصحيح للحديث وأن الضمير يعود إلى الله عز وجل تكلم المؤلف على هذا الحديث بما يقارب ثلاثة وتسعين ومائتي صفحة بخط الآلة الكاتبة بأسلوب علمي جيد رصين أتى فيه المؤلف بالعجب العجاب ولا تجده في غير هذا الكتاب

الثاني والثلاثون في هذا الكتاب تكلم المؤلف على حديث إتيان الله عز وجل عباده يوم القيامة في صورة المخرج في الصحيحين وغيرهما بل هو متواتر عند أهل العلم بالحديث تكلم المؤلف عن هذا الحديث بكلام رصين محكم أبطل فيه تأويلات الرازي للحديث وتأويلات غيره كتأويل الحلولية والاتحادية وتأويل البكرية وتأويل بعض أهل الحديث وبين المعنى الصحيح للحديث وأن تأمل أحاديث الصورة وسياقها يوجب العلم بأن الذي يأتيهم هو الله عز وجل تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  على هذا الحديث بما يقار خمسة وثلاثين ومائة صفحة بخط الآلة الكاتبة بأسلوب علمي بديع أتى فيه بالعجب العجاب ولا تجده في غير هذا الكتاب

الثالث والثلاثون في هذا الكتاب تكلم المؤلف على رحمه الله تعالى على حديث رأيت ربي بأحسن صورة 

وساق المؤلف ألفاظ الحديث وناقش من ضعفه وبين أنه حديث ثابت رواه الأئمة أحمد و الترمذي وابن خزيمة والدارقطني وغيرهم ورد المؤلف على من يكذب بهذا الحديث وغيره من أحاديث الرؤية كما هو اعتقاد كثير من أئمة الجهمية و المعتزلة وغيرهم كما رد على من اعتقد أنه كان في اليقظة ليلة المعراج ويتأولونه ويجعلونه من صفات الرائي ورد المؤلف تأويلات الرازي في هذا الحديث وتأويلات غيره وأبطلها وبين أن ألفاظ الحديث صريحة في أن هذه الرؤية كانت في المنام فيكون هذا الوجه المقطوع به وما سواه باطل وبين أن هذا هو ظاهر الحديث فيكون من باب التأويل تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  تعالى رحمة واسعة بما يقارب خمسة وثلاثمائة من الصفحات بخط الآلة الكاتبة بأسلوب علمي بديع محكم أتى فيه بالعجب العجاب ولا تجده في غير هذا الكتاب

وبالجملة فهذا الكتاب كتاب  عظيم مادته العلمية غزيرة وقيامه على أسس وقواعد متينة قوية عمادها الكتاب والسنة والعقل الصريح والفطرة السليمة و الكتاب يطبع لأول مرة بكماله محققا تحقيقا علميا فهي بشرى تزف للمسلمين عامة وللعلماء خاصة لا أقول لطلبة بل للعلماء فالكتاب أعجوبة للعالم لا للمتعلم كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى عن الكتاب أعجوبة للعالم الرباني فلقد صدق رحمه الله الله في مقالته وقد قامت بتحقيق الكتاب والتعليق عليه وتخريج آثاره والترجمة لأعلامه ورواة أحاديثه وآثاره ودراستها وأهم قضاياه عدد من الباحثين في مرحلة الدراسات العليا نالوا بها درجات علمية من كلية أصول الدين بالرياض وقد بذل الباحثون في هذا الكتاب جهدا يشكرون عليه فحققوا نص الكتاب تحقيقا علميا وذلك بمقابلة مخطوطات الكتاب والقسم الأول المطبوع وعلقوا على ما يحتاج إلى تعليق وتوضيح وخرجوا الأحاديث والآثار وعزوها إلى مصادرها ونقلوا حكم العلماء عليها وإن لم يجدوا حكما درسوا السند والمتن وأتبعوه بالمتابعات والشواهد ثم حكموا على الحديث ببيان درجته بالنسبة لإسناده ومتنه وقاموا بالتراجم للرواة والأعلام وقاموا بوضع فهارس عديدة للكتاب بعد خاتمة استخلصت فيها النتائج والفوائد والثمرات والقواعد المأخوذة من هذا الكتاب العظيم وفي ختام هذه المقدمة أحب أن أنبه على أمور

الأول أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي التي تبنت تحقيق الكتاب ممثلة في كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة فتم توزيع الكتاب وتقسيمه على ثمانية من الباحثين في مرحلة الدراسات العليا نالوا بها درجات علمية هي الشهادة العالمية الدكتوراة فأسأل الله أن يبارك في هذه الجامعة وفي أخواتها من جامعات المملكة

الثاني أن فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم وفقه الله تعالى أخرج ما يقارب نصف الكتاب مطبوعا محققا وأضاف إليه من كتب شيخ الإسلام الأخرى ردودا على شبه أوردها الرازي في كتابه تأسيس التقديس لم يوجد عليها رد في هذا الكتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وسماه تحقيق وتكميل ولم يظفر فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم بما يزيد على النصف الأخير من الكتاب وظفرت به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ولكن فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم له فضل السبق في إخراج القسم الأول من هذا الكتاب فله الثناء والشكر منا والأجر والمثوبة من الله إن شاء الله كما قال جمال الدين بن مالك لما سبقه ابن معطي في ألفية النحو

وهو بسبق حائز تفضيلا   مستوجب ثنائي الجميلا

الثالث أنه يوجد في كتاب تأسيس التقديس للرازي الذي نقده المؤلف ورد عليه في كتابنا هذا بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية يوجد فيه فصول ومباحث ومسائل وشبه لم يتعقب المؤلف الرازي عليها بالرد والمناقشة والأظهر أن المؤلف اعرض عنها وتركها قصدا فطلبت من الأخوة المحققين بهذا الكتاب إتماما للفائدة أن يحيلوا في بيان هذه الأخطاء والردود إلى كتب المؤلف الأخرى أو في كتابنا هذا أو في كتب أئمة أهل السنة فتم ذلك والحمد لله

الرابع أن التقديم للكتاب وبيان محتوياته يتطلب جهدا ووقتا يليق بعظمة هذا الكتاب ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله وأرجو أن يكون فيما كتبت خلاصة موجزة للتصور عن مضمون الكتاب ومحتوياته إجمالا وأسال الله أن يبارك في الجهود وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا هداة مهتدين وأن يختم لنا بخير إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

الشيخ هذا تصور عن الكتاب والكتاب عظيم الآن كيف القراءة يرى بعض الإخوان أنه يختصر فيه طريقة للاختصار والاستفادة

ملحوظ باقي الملف الصوتي حوار خول كيفية اللقاءات ومحتواها مستقبلا    

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد