بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
( متن )
( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى اللهم و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد :
المؤلف رحمه الله لا يزال يرد على هذا المعترض رجل من أهل الخرج يقول أنه لشدة عداوته عد المحاسن للشيخ عبد الرحمن الحسين عدها مثالب و معايب عكس و عد المحاسن مثالب و معايب لشدة عداوته كما قيل:
إذا كانَ المُحِبُّ قليلَ حَظٍّ | فما حَسَناتُهُ إلا ذُنُوبُ |
يعني على حد قول الله تعالى وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ فهذا الرجل عد المحاسن مثالب كما في المثل قيل:
إذا كانَ المُحِبُّ قليلَ حَظٍّ | فما حَسَناتُهُ إلا ذُنُوبُ |
إذا كان فيهم قليل الحظ ما سبب كونه قليل حظ لأن حسناته صارت ذنوبا على حد قول الله تعالى وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .
يقول ( ثم إن هذا الرجل المعترض أخذ يحذر الإمام من أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) يعني كان يحذر الإمام محمد بن سعود و الإمام عبد العزيز محمد بن سعود يحذره من أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و أنه لا يجوز أن يصغي إليهم و يحذر منهم و لا يلين لهم جانب دون جانب ( و يحلف بالله جهد يمينه أنه حمله على ذلك القول محض النصيحة ) يعني هذا الرجل المعترض أتى بوشاية ذهب للإمام محمد بن سعود أو عبد العزيز بن محمد بن سعود و جعل يحذر من أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول لا تصغي لهم و لا تسمع كلامهم و لا تلين لهم و يحلف جهد يمينه أنه ناصح و هو بذلك عدو لأهل التوحيد.
قول المؤلف ( فأقول يكفيك دليل على كذب هذا و غشه و سخافة عقله و قلة دينه و كثرة جهله ما عبر به في أن قيل ) يعني في هذا المقال ( أما كان يعرف ما عليه المؤمنون يناصحون به الإمام فإن كل من يعرف بإسلام حسن يوصيه بالجهاد و المؤمنون الناصحون يوصيه بضد ذلك ) فالمسلمون ينصحون الإمام بموالاة أولاد الشيخ و أنه يدعوا إلى الحق و أنه يدعوا إلى الخير و أنهم ناصحون يقول ( و لا ريب عندهم أن هذا كلام لا يقوله إلا رجل سوء ) كونه يحذر من أهل العلم ( فسل من شئت من غير أهل الفساد و كل إناء بما فيه ينضح و فيما قص الله عن أنبيائه التسلية لعبده المسلم إذا كان له أداء ) ما هي الآية ! قول الله تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا المؤلف رحمه الله قال يؤخذ من هذا فائدة ما هي هذه الفائدة ! أن كل شخص يقول الحق و يتصدى به لا بد أن يسلط الله عليه من يؤذيه ابتلاء و امتحان و ذلك لأن الحق صعب على كثير من النفوس قبوله و إيثار الشهوات على التقوى صعب و لهذا قال المؤلف ( و يؤخذ من هذا أن من قال الحق و دعا إليه فلا بد أن يتصدى له من يوقع الأذى عليه و ما ذاك إلا لصعوبة الحق على النفوس و مخالفته الأهواء و إيثار الشهوات على القوى نسأل الله الثبات على الإيمان و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة.
ثم استشهد بالبيت ( و لقد أحسن من قال في مثل هذه الحال :
يقضى على المرء في أيام محنته | حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن |
يقضى على المرء حين يمتحن حتى يرى القبيح حسنا حينما يمتحن و يقضى عليه في أيام المحنة حتى يرى الحسن سيئا و السيئ حسنا.
يقول المؤلف ( و قائل هذا إنما أخذه من كتاب الله و هو مذكور في عدة آيات من الكتاب ترشد إلى أن من لم يرد الله به خيرا يرى أن نفس الخطأ هو عين الصواب يقول هذا البيت مأخوذ من النصوص
يقضى على المرء في أيام محنته | حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن |
فيرى أن نفس الخطأ هو عين الصواب , ما هي الآية التي تدل على هذا البيت ! قوله تعالى أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ الناظم أخذ من هذه الآية أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فنظم البيت :
يقضى على المرء في أيام محنته | حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن |
ثم ذكر أيضا اعتراض لهذا المعترض و هو أنه قال ( إن ابن ثنيان يطعمهم الحرام ) يطعم الناس الحرام يطعمهم مالا حراما , أجاب المؤلف رحمه الله يقول أن هذا دليل على جهل هذا الرجل و أنه لا يعلم شيئا من أحكام الشريعة و لهذا قال ( و هذا من جهله و قلة دينه و عقله لأن هذا الكلام شاهد على أنه لا يعلم شيئا من الأحكام و لا يتصور الواقع و ذلك لا يخلو إما أن يكون صدر عن سوء طوية و فساد روية خصوصا بأمثاله الذي لم يصله نور التوحيد الذي هدى الله به كثيرا من أهل نجد و غيرهم أو أنه مغفل عن هذا الشأن ) يقول هذا الرجل بين أحد أمرين إما أن يكون عنده سوء قصد سوء طوية و فساد روية أو أنه أعرض و سكت عن الحق مراعاة لأهل الدنيا و أهل المهن فهذا الرجل لا يخلوا من أحد أمرين إما أن يكون عنده سوء قصد سوء طوية أو عنده غفلة و إعراض عن أهل الدنيا و أهل الشهوات يقول ( فلو سألت أحدهم عن الدين الذي بعث الله به المرسلين لما أحسن التعبير عنه و لا عرف حقيقة الإسلام بيقين). المؤلف رحمه الله يقول ( لا ريب أن هذا قصار حال المشار إليه في كتابه عليه إن هذا كلام من لا يدري ما يقول من غير تسول و لا معقول فلا بد من بيان يكشف ما قد يلتبس على بعض الجهال من ذلك الهذيان ) المؤلف رحمه الله يريد أن يكشف كلامه حتى لا يلتبس على الناس .
( متن )
( شرح )
المؤلف رحمه أجاب على قوله أن ابن ثنيان يطعمهم الحرام يقول المؤلف رحمه الله ما أطعموهم الحرام هذه من الغنائم التي أحلها الله لأن الإمام محمد بن سعود رحمه الله لما كان في الدرعية و استجاب لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و قامت دولة توحيد إسلامية و صار من حولهم وثنيون يعبدون الأصنام و الأوثان و يعبدون القبور فدعوهم فامتنعوا فقتلوهم و غنموا أموالهم كما فعل النبي ﷺ و أموال المشركين حلال أموال الوثنيون , فقوله ابن ثنيان يطعمهم الحرام هذا من جهله ما أطعمهم الحرام هذه أموال غنائم أحلها الله لهذه الأمة و كذلك أيضا يقول أنها دخلت بيت المال و صارت من جملة المال ثم يقول و بعضها تركت في أيدي الغاصبين الآن حين تبدلت الحال يعني لما غصبها بعض الناس بعد سقوط الدولة السعودية الأولى و بقيت في أيديهم و بعضهم و قد يكون استولى عليها بتأويل إما بتأويل الجهاد أو أخذه ممن يمنع زكاته يعني الذي يمنع الزكاة يعاقب بعقوبة مالية غرامية مالية كما جاء في الحديث إنا آخذوها أي الزكاة وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا الذي امتنع من الزكاة و يقول أن هذا حصل من الولاة المتقدمين الأمويين و العباسيين فكونه يدعي أن مجموع ما أخذه حرام و أنه يطعم الحرام هذا من جملة الباطل ثم إذا دخلت بيت المال و أعطاها ولي الأمر أعطى هدية أو جائزة لبعض الناس هذه حلال جوائز السلطان حلال و هي أحب من الصلة التي تأتيك من الإخوان لأن جائزة السلطان حلال حتى جاء في الحديث النهي عن السؤال و أن الإنسان لا ينبغي أن يسأل الناس أموالا قال إلا سلطانا معنى الحديث أنه لا يجوز للإنسان أن يسأل لا يزال الرجل يسأل الناس أموالاً حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه ذرة لحم إلا أن يسأل الرجل سلطاناً أو فيما لا بد منه فإذا سألت السلطان لا بأس يعطيك مال هذه من العطية التي تكون حلال.
يقول لمؤلف ( بل هي أحل من الصلة لتي يعطيك الإخوان ) فإذا سألت السلطان يعطيك مالا أو يعطيك قطعة أرض منحة فلا بأس و هذه من الصلات التي استثناها الشارع و أنه لا يجوز للإنسان أن يسأل سؤال الناس حرام ( 18:09 ) قال في الحديث إلا أن يسأل سلطاناً أو في أمر لا بد منه هذا خلاصة الأمر.
يقول المؤلف رحمه الله ( فأقول من المعلوم عند الموافق و المخالف أن أئمة المسلمين الذين أقام الله بهم هذا الدين بعد ما اشتد بين الظلمة و المفسدين ) يعني المراد الدولة السعودية أمراء آل سعود ( أن الله بفضله و رحمته أقامهم على الحق المبين فدعوا إلى التوحيد و أنكروا كل شرك و شك و تنديد ) التنديد هو الشرك أن تجعل لله ندا و الشرك نوعان تنديد أكبر و تنديد أصغر ( و نشروا أعلام الجهاد حتى أدخل الله بدعوتهم كل حاضر و باد ) حتى دخل في الدعوة الحاضر و البدو , الحاضر يسكنون البلد و القرى و البادية يسكنون البادية قال ( فأخذوا تلك الأموال من أهل البغي و الفساد بسيف الحق و الجهاد فهو بحمد الله مقيد بالحلال بلا قيد و لا إشكال ) أخذوا المال غنيمة , غنموا لما دعوهم إلى التوحيد فامتنعوا قاتلوهم و أخذوا أموالهم غنيمة ( فقد أحل الله لرسوله ﷺ و لأمته الغنائم و قد غنم الصحابة أموال من ارتد من العرب ) الصحابة غنموا أموال أهل الردة لما ارتدوا بعد موت النبي ﷺ ( أو شك في الحق و الطلب ) كذلك من شك في دين الله يكون مرتد ( و كل ما لا يؤيد بالدليل فلا التفات إليه و لا تعويل ) كل كلام ليس عليه دليل باطل على أن كثير من هذه الأموال التي أخذت على هذا الوجه الحلال من بيت المال قد تركت في أيدي الغاصبين لها حينما تبدلت الحال ) حينما غصبها أناس و أخذوها من بيت المال بقيت في أيديهم فلما قام هؤلاء مرة أخرى لما سقطت الدولة السعودية و جاءت الدولة لثانية و اجتمع عليهم الناس في هذه الأوقات ( لم يبق في أيديهم من مال الفيء إلا القليل لتغلب الناس عليها من ظلمة ذلك الجيل فإن كان ( فإن كان ابن ثنيان قد استولى عليه فقد فاته الكثير و إن كان أخذ بتأويل الجهاد و بمن منع الزكاة أسوة بأمثاله من أولئك المتقدمين كالأمويين و العباسيين ) يعني يأخذ بتأويل الجهاد أو ممن منع الزكاة أسوة بأمثاله من ولاة الدولة الأموية و العباسية فكون هذا الرجل يدعي أن مجموع ما أخذه حرام هذا باطل.
يقول المؤلف ( فإن القول بحلها هذا هو الصواب في الأحكام كما عند الصحابة و الأئمة في جواز جائزة السلطان ) الجائزة التي يعطيك السلطان و العطية فإنها أحب إلى بعضهم من صلات الإخوان ( و لأن الغنيمة حلال لآل الرسول ﷺ دون الزكاة ) فالزكاة لا تحل لمحمد و آل محمد و لكن تحل لهم الغنيمة فدل على أن الغنائم حلال لأنها تحل لآل محمد و لا تحل الزكاة لقول النبي ﷺ الصدقة أوساخ الناس لا تحل لآل محمد إنما هي أوساخ الناس أما الغنيمة فهي حلال له قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( و امتد الضلال في الأرض من أهل الأهواء من اتخاذ دين لم يشرعه الله أو تحريم ما أحله الله ) شيخ الإسلام يقوا أن أهل الأهواء و أهل البدع اتخذوا دينا لم يشرعه الله و حرموا ما لم يحرمه الله مثل هذا الرجل الذي حرم ما أحله الله و قال أن هذا المال حرام و أنه يطعمهم الحرام .
( متن )
( شرح )
المؤلف رحمه الله أجاب عما يدعيه هذا الرجل من أن ما يؤخذ من أموال المشركين حرام و أن إذا عرف ذلك فلا يخفى حال السلف من الولاة المتغلبين على أهل الجهاد فما يظهر عليه أهل الإسلام أنه يقاتل عليها بغير حق مبين و يأخذون الأموال ظلما و عدوانا بيقين و في تلك المدة وقفوا الأوقاف و ليس في أيديهم إلا تلك الأموال فهل يصح الأخذ من هذا المال إن كان أصله من هذه الأوقاف و كذلك أموال التجار فإنهم يعاملون فيها بالربا في جميع القرى و الأمصار و يكون تلك الأموال فيها امتداد و انتشار من غير سؤال عنها و لا استفسار و مثل هذا ما يأخذه الأعراب المعتدون من أموال الغير و بها يمترون فما قال هذا المشتري عن شيء من هذا أنها حرام و أن فيه إشكالا في حال من الأحوال و كذلك ما وقع في هذه الديار من الأموال الربوية يعني يقول أن الولاة الذين تغلبوا على نجد و غيرها قبل أن يظفر الله أهل الإسلام عليها قبل ظهور الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب و الإمام محمد بن سعود فالولاة السابقين لما كان الشرك يقاتلون على الأموال بغير حق و يأخذون الأموال ظلما و عدوانا بيقين هذا متى ! الولاة قبل دعوة الشيخ قبل دعوة الشيخ ولاتهم ظلمة يقاتلون الناس و يأخذون أموالهم بالظلم لأنهم على الشرك و هم على الشرك جميعا و في تلك المدة وقفوا الأوقاف التي أخذوها من مال الناس ظلما و عدوانا هل تصح هذه الأوقاف ! لا تصح لأن أصلها حرام و لهذا قال المؤلف رحمه الله ( و هل يصح ما كان أصله من تلك الأوقاف ) و كذلك أموال التجار الذين يتعاملون بالربا و تكون المعارضة من هذا الطريق و كذلك ما يأخذه الأعراب ينهبون أموال الناس يسرقون الحديد و غيره لماذا لم يقل أنها حرام الرجل و إنما قال أهل الإسلام إذا قاتلوا الكفار و غنموا أموالهم يقول هذا حرام و لم يقل أن الأموال التي تؤخذ قبل ذلك حرام قال ( و كذلك ما يفعله التجار من الأموال الربوية و ما قال أنها بلية و أي بلية ) التعامل بالربا و هذا في زمانهم كيف التعامل بالربا في زمانهم ! التعامل بالربا في الغالب قلب الدين على المعسر ماذا يعمل يأتي مثلا التاجر و يدين الفلاح الغالب أن الفلاح الزراع ما عندهم شيء يستدين يأتي للتاجر و يستدين يدينه يعطيه مثلا ألفين ثلاثة أربعة خمسة مؤجل فإذا أحل الدين قال أعطني قال ما عندي شيء قال اقلب الدين عليك , كيف يقلب الدين عليه ! يشتري منه سلعة فيبيعه سلعة مؤجلة يبيعه سلعة بخمسة آلاف و هي ما تسوى غير ثلاثة آلاف ثم يقول بعها فإذا باعها يقول أوفني عن الدين الأول فيوفي له الدين الأول و زيادة و هكذا هذه ربا قلب الدين على المعسر يقول المؤلف و أي بلية و بلية لكن الآن منظم الربا و هو صريح في البنوك الآن صريح دراهم بدراهم فكيف إذا رأى ما عليه الوضع الآن في كثير من البلدان الإسلامية المؤلف يقول يتعاملون بالربا في زمانه معاملات فردية و يقول و لا ريب أنها بلية و أي بلية و هذا تعامل أفراد لكن لو رأى الآن تعامل جماعات في البنوك شيء صريح و ظاهر و مشهور علنا تجد البنوك في العالم كلها تتعامل بالربا إلا ما ندر كيف لو رأى هذه الحال الشيخ كيف يقول الآن و هي بلية أي بلية و لا ريب أنها بلية و أي بلية لا شك أن هذا أمر عظيم فكيف إذا كان في هذه الحالة الله تعالى يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ليست هناك معصية من المعاصي توعد الله صاحبها بالحرب إلا الربا الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ يبعث مجنوناً و العياذ بالله نسأل الله العافية آكل الربا.
قال ( و أمر خامس ظاهر في أناس من ظهور إمارات الخيانة عليهم و نسبتها إلى القوة القليلة إليهم و كل ذلك لا عتب فيه و لا بأس و أما السلب منه و العتاب فإنما يتوجه إلى ما يخص أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و إن لم يكن له مدخل في الأموال و لا تعامل لهم فيها بالحال ) يعني يقول أن هذا الرجل يعيب على أولاد الشيخ و يسبهم و هم ما دخلوا في الأموال و ما أخذوا من الأموال و لكنه يرى الخيانة عند كثير من الناس واضحا و يرى الأموال التي تؤكل و تؤخذ من غير حق و يسكت و لا يعيبها و يعيب على أولاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب شيئا لم يعملوه يعيب عليهم و هم ما أخذوا الأموال و ما دخلوا في الأموال و يرى الخيانات و الربا يعمل به كثير من الناس و يسكت عنه يعني هذا الرجل من الخرج يرد عليه.
ثم قال ( أعوذ برب الناس من كل قائل علينا بسوء أو ملح بباطل ).
يقول ( و العارف لا يخفى عليه مثل هذه العداوة ) العارف لا يخفى عليه مثل هذه العداوة أن هذا الرجل من الخرج عدو لأهل التوحيد لذلك يطعن و يسب و يكذب و يدعي و ينفر من أولاد الشيخ و يأتي بالوشاية إلى الإمام لينفر من أولاد الشيخ و هم ما عملوا شيئا و لا تعاملوا بالربا و لا أخذوا الأموال و يرى الناس يتعاملون بالربا و يأخذون الأموال بالباطل و يسكت عنهم , لماذا يعادي أهل التوحيد و أولاد الشيخ لأنه يعادي التوحيد.
ثم أتى بسؤال و جواب ( فإن قيل ما قولكم في حكم ما ذكرتم من هذه الأموال ) الأموال التي تؤخذ عن طريق الربا عن طريق أخذ الأموال بالباطل و ما يأخذه الأعراب ( أمن الحلال هي أم من الحرام ) ما الجواب ! قال المؤلف رحمه الله : الجواب فيه تفصيل ( كل فرد من أفراد هذه الأموال يجب نبحث عنه ) ما نستطيع أن نجيب جواب عام نقول مثلا الربا حرام الذي يذهب لأموال الناس كذلك كل مسألة لها حكم و لهذا قال ( كل ما يتطلب فيه التوقف و البحث عن كل فرد منها و الاستقصاء لكن مع عدم العلم بأعيانها على طريق الإجمال فالمأثور عن السلف و الأئمة في جوائز السلطان و ما كان من هذا الباب أنه من قسم الحلال إلا ما علم أنه بعينه حرام فلا يمنع من أخذه ممن أعطاه الإمام إذا ثبت من يستحقه ) يقول المؤلف رحمه الله نحن الآن نجيب عن كل مسألة بعينها و لكن نجيب جوابا مجملا و هو أن يكون المأثور عن السلف و الأئمة أن جوائز السلطان حلال إذا أعطاك السلطان مال أو عطية أو أرض فهي حلال , و ليس هناك أحد من المسلمين إلا و له في هذه الدراهم حق يعني إن بيت المال مشترك , بيت مال المسلمين كل واحد له حق فيه و لا نقول أنها سحر و الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر أخذوا جوائز السلطان و كثير من الصحابة يأخذون جوائز معاوية و معاوية أول ملوك المسلمين و لأن جوائز السلطان لها وجه في الإباحة و التحليل فجوائز السلطان أولا ورد فيها الحديث ثانيا أن كثير من الصحابة قبلوا الجوائز من معاوية ثالثا أن جوائز السلطان لها وجه في الإباحة لأن المال له جهات يأتي من الفيء يأتي من الصدقة يأتي من الغنائم فلها أوجه متعددة من الإباحة فلذلك صارت حلالا .
( متن )
( شرح )
يقول المؤلف رحمه الله ينقل عن ابن رجب الحنبلي أنه ذكر آثارا قال أنه يوجد آثار و أدلة تدل على أن الأموال التي تؤخذ من المشركين حلال و أنها غنيمة و كذلك أيضا دلت الأدلة على أن المسلمين يعاملون المشركين و الصحابة بالبيع و الشراء و هم يعلمون أنهم يأكلون من السحت و الحرام و مع ذلك يقبلون أموالهم و هديتهم و المعاملة معهم و النبي ﷺ دعاه يهودي إلى خبز و أكل من طعامه و هم يأكلون السحت.
قال ابن رجب رحمه الله ورد في ذلك آثار كثيرة عن السلف منها كان النبي ﷺ يعامل المشركين و أهل الكتاب ويأكل طعامهم و يأخذ هديتهم قال : الهناء لكم و الوزر عليهم أنتم لكم الهناء إذا دعوكم مثل يهودية دعت النبي ﷺ دعته إلى طعام في ذبيحة و سممت الذراع جعلت فيه سما قبل هديتها و أكل من طعامها قال ابن مسعود : الهناء لكم و الوزر عليهم لهم الوزر و أنتم لكم الهناء إذا دعاك صار هنيئا لك و حلالا والوزر عليه كسبه من حرام.
و كذلك في الهدايا قال المؤلف رحمه الله ( قلت : و ما زال العلماء في كل عصر يقبلون جوائز الأمراء و يأخذون حقهم من بيت المال فلم ينكر عليهم أحد و لا غيرهم من العلماء ) ما زال العلماء يقبلون الجوائز من الأمراء و يأخذون حقهم من بيت المال و غيرها و لا ينكر هذا أحد من أهل الورع.
ثم بين المؤلف رحمه الله في سؤال قال ( ما حكم هذه الأموال التي كانت في أيدي أناس تغلبوا عليهم من أئمة المسلمين و جاروا على الحق ) الأموال التي في أيدي الناس و تغلبوا عليها بعد ما قامت دولة التوحيد فما حكم الأموال السابقة ! يقول المؤلف رحمه الله ( إن علم أن ما في أيديهم هو مغصوب بعينه فهذا يرد فيه يرد إلى أصحابه ) إن علم أن هذا المعاين مغصوب فيه فالحكم للأموال المغصوبة و كذلك ما علم أن صاحبه أخذه عن خيانة بكسب معين يرده إليه فينبغي أن يجتنب و إن كان لا يعرف صاحبه يخرجه بالنية عن صاحبه يصرفه في الأموال العامة في المصالح العامة في المساجد و المساكين و المحاويج.
يقول المؤلف رحمه الله ( ينظر حال هذا الرجل المعترض ) يعني الذي يعترض من الخرج ( إن كان متحاشيا من أخذ هذه الأموال و يتباعد عن ما كان في يده و لا يقال أنه جهل الحكم فالأمر أهون ) يعني هذا الشخص الذي يقول أن الأموال حرام هل هو الآن يتحاشى أخذ الأموال و يتباعد عن الحرام و لم يبق عليه إلا أنه جهل الحكم و ما يدري فالأمر هين و إن كان لا يتحاشى من الحرام و يحرم الحلال الذي عرف وجهه صار يساوي به الظن إذا كان لا يتحاشى الحرام و يحرم الحلال صار في إساءة الظن خصوصا إذا عرف أنه لا سبب بينه و بين أولاد الشيخ إلا العداوة إلا لأجل الدين و لأنه ينفر عن أولاد الشيخ و ينفر ولي الأمر و ما بينه و بينهم عداوة إلا الدين يعادون لأجل الدين الذي يعرفونه و يدعون إليه.
قال ( فقد كذب بعض أهل نجد لما أخرج الله ضغائنهم توصلوا إلى مسبة دين الله بمسبة أهله ) سبوا الدين بمسبة أهله كما فعل أشباههم يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ.
قال المؤلف رحمه الله ( ثم إن هذا المعترض وجه الطعن إلى أولئك ) قال ( نظروا إلى سد باب القبلة و مصر و لم ينظروا إلى أبواب السماء يعني أنهم رضوا لمتولي أمرهم أن يداهنوا هذه الجهات ) يعني قال إن في مداهنة بين ولي الأمر و بين الأتراك الذين في مصر إبراهيم باشا و غيرهم قال ( نظروا لسد باب القبلة و مصر و لم ينظروا لأبواب السماء يعني أنهم توصلوا لمتولي أمرهم بأن يداهن تلك الجهات ) يقول الجواب أين أنت يا هذا لما كان أهل مصر يغزون بلاد نجد إبراهيم باشا لما غزا نجد و قاتل أهل التوحيد و سقطت الدرعية أين أنت فيما أخذته مصر من بلاد نجد أصحبتهم ! و أقمت فيهم أم فارقتهم و خالفتهم , هل تبعتهم مع الأتراك الذين غزوا أو مخالف لهم هل أنت موافق أم مخالف؟ فارجع العيب إلى نفسك العيب فيك أنت ليس في أولاد الشيخ.
و يقول أيضا أن هذا الرجل لا يخلو من حالتين إما أن يكون رجلا مغفل شديد البلاهة أو أنه يتعمد الكذب و لا يبالي أحد الأمرين إما أن يكون جاهلا أبله مغفلا و إما أن يكون متعمد الكذب ( إما أن يكون هذا الرجل من أشد الناس غباوة وأجهلهم بأحوال الناس، ولا معرفة له بالواقع أصلا، وإما أنه تعمد الكذب و لا يبالي و أظن أن ولي الأمر لا يعرف الحال فلعله أن ينتبه أن في قلبه من ذلك شك و لا إشكال ) يعني بما أنه يتعمد الكذب و يظن أن ولي الأمر لا يعلم بهذا.
يقول ( و إلا فالمعلوم من رأيهم من ولاة الأمور و نصحهم له التنبيه على أن هذا الأمر لا يصح مع حاله ( وأن المؤازرة لا تصل إلى هذا الحد الذي يفعلونه و أنه كان يكفيهم ما فعلوه معهم كف أيديهم ) يعني يقول من المعلوم أن نصح العلماء لولاة الأمر و التنبيه على أنه لا يجوز أخذ أموال الناس بغير حق و لا يمكن أن يؤازرهم العلماء على أخذ أموال الناس بالباطل.
قال و قد كانوا يعني العلماء كثيرا ما فعلوه معهم كف أيديهم و قد كانوا يوصون الأئمة بتقوى الله و العمل بكتاب الله و سنة رسوله و اتباع شرعه و تنفيذ أحكامه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا أولاد الشيخ و الأئمة هكذا مع الولاة يدعونهم إلى العمل بالكتاب و السنة و يأمرونهم بتقوى الله.
قال و ذلك من فضل الله تعالى عليهم و على الناس , ادعى ما ليس فيه كذبته الشواهد و الامتحان و من كانت هذه حاله لا يتعرض لسبهم وعداوتهم إلا من ذكر هذه الأفعال , يعني إن كان أولاد الشيخ ينصحون العلماء و يوصون الولاة بتقوى الله و اتباع شرعه و تنفيذ أحكامه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هؤلاء لا يتعرض لسبهم و عداوتهم إلا شخص يكره الدين فإن العداوة لها أسباب أعظمها الاختلاف في الدين فلا يسبهم إلا إذا كان مخالفا لدينهم.
يقول ( و الناس إنما يتميزون بأعمالهم لا بأقوالهم فرب ناطق للحق و هو لا يحبه و لا يقبل أهله بل ربما نطق بالحق و هو لا يعرف حقيقة ما يقوله ) يعني بعض الناس يتكلم قوله يخالف فعله فينطق بالحق و هو لا يحب أهل الحق و لا يقبل أهله و ينطق بالحق و هو لا يعلم حقيقة ما يقول.
ثم قال المؤلف ( فعلى من نصح نفسه من أئمة المسلمين أن يبذلوا الجهد في إقامة الدين و الهمة في معرفة التوحيد بالصدق و اليقين و أن يحملوا الناس على ذلك و يجاهدوهم على ما هنالك و أن يحبوا في ربهم و يبغضوا فيه و يعادوا لأجله و يوالوا فيه هذه نصيحة من المؤلف يقول أئمة المسلمين و الولاة عليهم أن يبذلوا جهدهم في إقامة الدين دين الله و يصرفوا الهمة إلى معرفة التوحيد بالصدق اليقين عليهم أن يبذلوا في إقامة الدين و يصرفوا الهمة في معرفة التوحيد و أن يصرفوا الناس إلى ذلك و يلزمونهم و يجاهدونهم على ذلك على الإيمان و التوحيد فإذا تركوا التوحيد و الإيمان و وقعوا في الشرك جاهدوهم و عليهم أن يحبوا في ربهم و يبغضوا فيه يعني يحبوا في الله و يبغضوا في الله هذا الحب في الله و البغض في الله من أوثق عرى الإيمان و يعادوا لأجله و يناصروا الحب في الله و العداوة في الله و البغض في الله هذه من أوثق عرى الإيمان .