الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٌ وعَلَى آله وَصَحِبَهُ أَجَمْعَيْنِ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَنَا وَلِشَيْخَنَا وَالْحَاضِرَيْنِ وَالْمُسْتَمِعِينَ يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ الْإمَامُ الْمُصَنِّفُ الشَّاطِبِيُّ فِي كِتَابِهِ الْاِعْتِصَامَ ومِنهُ وكَذَلِك فعَلّ سَيْرِ الْمُبْدِعَاتِ حَسْب مَا يَأْتِيكَ بِحَوْلِ اللهِ ومِنهُمَا رَوِيَّ عَن عُمَرٍ مِن مُهَاجِرِ قَالِ بَلَغَ عُمَرُ اِبْنِ عَبْدَالعَزِيزِ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى أَنّ غِيلَاَنٍ مِن قَدْرِي يَقُولُ فِي قَدْرٍ فبَات إِلَيْهِ فَحَجَبَهُ أياما ثُمَّ أَدَخَلَهُ عَلِيُّهُ فَقَالُ يَا غِيلَاَنٍ مِن الَّذِي بَلَغَنِي عَنكَ قَالَ عُمَرُ الْمُهَاجِرِ فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنّ لَا يَقُولُ شَيْئًا قَالَ فَقَالَ نِعْم يَا أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنّ اللهِ عِزِّ وَجَلٍّ يَقُولُ ( هَلْ أَْتََىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنُّ شَيْئًا مَّذْكُورًا إِِْنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نّطْفََةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصيرًا إِِْنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِِْمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًاقَالَ عُمَرُ اِقْرَأْ إِلَى آخِرِ السُّورَةَ (وَمَا تَشَاؤُونَ إِِْلَّا أَْنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِِْنّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا ألِيمًاثُمَّ قَالٌ مَا تَقَوُّلِ يَا غِيلَاَنِ قَالٍ أَقَوْلٌ قَد كَنَّتْ أعْمَى فَبَصَّرَتْنِي قَالٌ أَقَوْلٌ قَد كَنَّتْ أعْمَى فَبَصَّرَتْنِي وَأَصُمْ فَأَسْمَعَتْنِي وَضَالًّا فَهَدَيْتُنِي فَقَالَ عُمَرُ اللَّهُمِّ إِنّ كَان عَبْدِكَ غِيلَاَنَ صَادِقًا وإِلَّا فَاُصْلُبْهُ قَالَ لِعُمَرٌ هُو مَن يُقَالُ لَه عُمَرِ اِبْنِ عَبْدَالعَزِيزٍ نِعْم قَالٍ مَا تَقُولُوا يَا غِيلَاَنِ هَذَا غِيلَاَنِ أَوَّل مِن تَكَلُّمٍ فِي الْقَدْرِ مَعْبَدَ الْجَهَنِّيِّ بِالْبَصَرَةِ وأَخَذ عَنهُ غِيلَاَنَ الدِّمَشْقِيِّ الْمُنْكِرِ مِن الْقَدْرِ فَعُمَرِ اِبْنِ عَبْدَالعَزِيزِ دَعَاهُ وَقَالَ إِنّكَ بَصَّرَتْنِي كَنَّتْ أعْمَى فَبَصَّرَتْنِي يَعْنِي ظَاهِرًا أَنّهُ رَجَع عَن قَوْلِهِ نِعْم لَكِنّهُ مَعْرُوفَ أَنّهُ مِمَّن أَخَذ عَن مَعْبَدِ الْجَهَنِّيِّ بِالْبَصَرَةِ أَوَّل مَا تَكَلُّمِ مَعْبَدِ ثُمَّ أَخَذ عَنهُ غِيلَاَنَ الدِّمَشْقِيِّ نِعْم مُبْتَدِعٍ فَقَالٍ لَه نَعَم وَأَصُمْ فَأَسْمَعَتْنِي وَضَالٌّ فَهَدَيْتُنِي فَقَالَ عُمَرُ اللَّهُمِّ إِنّ كَان عَبْدِكَ غِيلَاَنَ صَادِقًا وإِلَّا فَاُصْلُبْهُ قَالَ فَأَمْسَكَ عَن الْكِلَاَمِ فِي الْقَدْرِ فَوُلَّاهِ عُمَرِ اِبْنِ عَبْدَالعَزِيزِ دَارِ الضَّرْبِ بِدِمَشْقِ فلَمَّا مَاتِ عُمَرِهِ عَبْدَ الْعَزِيزِ وَأَفْلَتَ الْخِلَاَفَةُ إِلَى هِشَامِ تَكَلُّفٍ فِي الْقَدْرِ فَبِعْتُ إِلَيْهِ هِشَامَ فَقَطَعَ يَدُهُ فَمَرٌّ بِه رَجُلٍ وَالذُّبَابِ عَلَى يَدِهِ فَقَالِ يَا غِيلَاَنِ هَذَا قَضَاءٍ وَقَدْرِ قَالِ كَذَبَتْ لَعَمْر اللهِ مَا هَذَا قَضَاءٍ ولَا قَدْرٍ فَبَعْثٍ إِلَيْهِ هِشَامَ فَاُصْلُبْهُ وَثَالِثٌ لأَنّ الْحَرُورِيَّةِ جَرَّدَ السُّيوفُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وهُو غَايَةِ الْفَسَادِ فِِي الْأرْضِ وفِي هَذِه الرِّوَايَةِ تُعَالَى عَن سَعْدِ اِبْنِ ابي وَقَاصَّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ قَوْلَهُ تَعَالَى الَّذِين يَنْقُبُونَ عَدَّ اللهِ مِن بَعْد مثاق الْآيَةَ يَشْمَلُ الْبِدْعَةُ لأَنّهَا حَوْرَاءَ اِجْتَمَعَتْ هَذِه الْأَوْصَافُ هِي نَقْبِ وَعْدِ اللهِ وقَبْل مَا أَمْرِ اللّهِ بِهَا يُوصَلُ فَالْأَوَّلَ لأَنّهُمْ خَرَّجُوا عَن طَرِيقِ الْحَقِّ بِشَهَادَةٍ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَّيْهُ وَسَلَّمَ لأَنّهُمْ تَأَوَّلُوا فِيهِ تأويلات فَاسِدَةً وهَكَذَا فَعَلُوا الْبِدْعَةَ وَوَبَاءَهُمْ والَّذِي دَخَلُوا مِنهُ وَالثَّانِي لأَنّهُمْ تَصْرِفُوا فِي حُكَّامِ الْقُرْآنِ وَالسَّنَةِ هَذَا التَّصَرُّفِ وَالثَّالِثِ لأَنّ الْحَرُورِيَّةِ جَرَّدَ السُّيوفُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وهُو غَايَةِ الْفَسَادِ فِِي الْأرْضِ وذَلِك كَثِيرٌ مِن الْبُدُعِ شَائِعٌ وَسَائِرُهُمْ يُفْسِدُونَ بِوُجُوهِهِمْ مِن إيقَاعِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ بَيْنهَا الْإِسْلَامَ وهَذِه الْأَوْصَالِ الثَّلَاثَةَ تَقْتَضِيهَا الْفِرْقَةُ الَّتِي نُبْهٍ عَلَيْهَا الْكِتَابَ وَالسَّنَةَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ولَا تُكَوِّنُوا كالَّذِين تَفَرَّقُوا وَاِخْتَلَفُوا وَقَوْلَهُ تَعَالَى ( إِنّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوًا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِِي شَيْءٍ ۚ إِنّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوًا يَفْعَلُونَوبحيث أَنّ الْأُمَّةِ تَتَفَرَّقُ عَلَى مَرَعْنَ سَبْعِينَ فِرْقَةً وهَذَا التَّفْسِيرِ فِي الرِّوَايَةِ الْأوْلَى لِمُصَعِّبَ اِبْنِ سَعْدٍ أَيْضا فقَد وَافَقَ أَبَاهُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمَعْنَى الْمَذْكُورَ ثُمَّ فَسَّرَ سَعْدُ بْن أبِي وَقَاصَّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ اِبْنِ مَنْصُورٍ أَنّ ذَلِك الْحَاصِلِ فِيهُمْ وذَلِك قَوْلِهِ فلَمَّا زَاغِ وَزَاغِ اللهِ قَلُوبِهِمْ وَأُرَاجِعُ آيَةَ آلَ عُمْرَانٌ فِي قَوْلِهِ فَهَلِمَا الَّذِين فِي قَلُوبِهِمْ زِيغُوا فَيَتْبَعُونَ مَا تَشَابُهٍ مِنهَا الْآيَةَ فإِنّهُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَدَخَلَ حَرُورِيَّةٌ فِي الْآيَتَيْنِ بِالْمُعَنَّى هُو الزَّيْغِ فِي إحْدَاِهِمَا ولَا أَصَافٍ الْمَذْكُورَةِ فِي الْأُخْرَى لأَنّهَا فِيهُمْ مَوْجُودَةِ قَالٍ فإِنّهُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَدَخَلَ حَرُورِيَّةٌ فِي الْآيَتَيْنِ بِالْمُعَنَّى فَالْحَرُورِيَّةِ هُم الْخَوَارِجِ سَمَّوْا حَرُورِيَّةَ هُنَا سَكَّنُوا فِي بَلَدَةٍ تُسَمَّى حَرُورَةُ تَجْمَعُوا فِيهَا قُرْبَ الْعِرَاقِ يُسَمَّى الْحَرُورِيَّةَ وهُم الْخَوَارِجِ مَذْهَبَهُمْ تَكْفيرَ العصاة وَحَمَلَ الْآيَاتِ الَّتِي وَرَدَّتْ الْكَفَّارُ فِي الْمُؤْمِنِينَ وَيَسْحَلُونَ دِمَاءَهُمْ وأضالها فَالْخَوَارِجَ يَقُولُ مَن زَلَعَ كَفَرٍّ مَن سَرَقَ كَفَرٍّ مِن عَقْلٍ ولَيْلِ كَفْرٍ يَقُولُ كُفْرُ نَفْسِهِ الْمَعَاصِي ولَيْلَ قَاتِلِ الصَّحَابَةِ ومَن يُجَاءُ فِي حَديثِ الصَّحِيحَيْنِ أَنّهُمْ يَمْرُقُونَ الدِّينَ كَمَا نَقَصَهُمْ مِن أَرُمِّيَّةً وَأَمْرَنَا بِقَتْلِهِمْ نَعَم يَقُولُ فإِنّهُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَدَخَلَ حَرُورِيَّةٌ فِي الآيتين بِالْمُعَنَّى وهُو الزَّيْغِ فِي إحْدَاِهِمَا وَالْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْأُخْرَى لأَنّهَا فِيهُمْ مَوْجُودَةِ فَآيَةِ الرَّعْدِ حَشَّ الْمَحْشِيُّ ذَكَرَ الْمُؤَنَّثُ آيَةَ الرَّعْدِ ولَم يَذْكُرُ آيَةَ الْبَقَرَةِ آيَةَ الرَّعْدِ مَا هِي ؟ يَقُولُ فَذَكَرَ الْمُؤَنَّثُ الرَّعْدَ مَا نَبْعٍ عَلَيْهَا ولَم يَذْكُرُ آيَةَ الْبَقَرَةِ فَأَكْتُبُ بِالْاِسْتِشْهَادِ بِهَا عَلِمَا بَيْن يَوْمِ الْحَجَرِ فاتكلم عَن آيَةِ الَّتِي اِسْتَشْهَدَ بأساد بِقِصَّةِ اللهِ عَلَى أَنّهَا آيَةَ الْبَقَرَةِ فَآيَةِ الرَّعْدِ تَشْمَلُ بأفضيها لأَنّ النَّفَضِ فِيهَا يَقْتَضِي بِعُمُومِ لُغَةً وَإِنْ حَمَلْنَاهَا عَلَى الْكَفَّارِ خُصُوصًا فهِي تُعْطِي أَيْضا فِيهُمْ حُكْمًا مِن جِهَةِ تَرْتِيبِ الْأَجْزَاءِ عَلَى أَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ آيَةَ الرَّعْدِ فَآيَةِ الرَّعْدِ تَشْمَلُ بِلَفْظِهَا لأَنّ الْفَظِّ فِيهَا يَقْتَضِي بِعُمُومِ لُغَةً وَإِنْ حَمَلْنَاهَا آيَةَ الرَّعْدِ نَعَم أ ( َفَمَنْ يَعْلَمُ أَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبَّكَ الْحَقَّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَهَذَا تَعَالَى فِي تَشْمَلُ الْخَوَارِجُ آيَةَ الرَّعْدِ تَشْمَلُ بِلَفْظِهَا لأَنّ الْفَظِّ فِيهَا يَقْتُلُ الْعُمُومُ لُغَةً وَإِنْ حَمَلْنَاهَا عَلَى الْكَفَّارِ خُصُوصًا فهِي تُعْطِي أَيْضا فِيهُمْ حُكْمًا مِن جِهَةِ تَرْتِيبِ الْجَزَائِرِ عَلَى الْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ حَسْب مَا هُو مُبَيَّنٍ فِي الْوُصُولِ وكَذَلِك آيَةِ الصَّفِّ لأَنّهَا خَاصَّةً بِقَوْمِ مُوسًى عَلَيْهِ السُّلَّامَ ومَن هُنَا كَان سَعْدٍ يُسَمِّيهُمْ الْفَاسِقِينَ أَعْنِي الْحَرُورِيَّةَ لأَنّ مَعْنَى الْآيَةِ آيَةَ الصَّفِّ فلَمَّا زَاغِ وَزَاغِ اللهِ نِعْم آيَةِ الرَّعْدِ آيَهُ الصَّفَّ أَحْسَنُ اللهِ الِيِّكَ يَعْنِي فِي عُمُومِهَا وكَذَلِك آيَةِ الصَّفِّ لأَنّهَا خَاصَّةً بِقَوْمِ مُوسًى عَلَيْهِ السُّلَّامَ ومَن هُنَا كَان سَعْدٍ يُسَمِّيهُمْ الْفَاسِقِينَ أَعْنِي الْحَرُورِيَّةَ لأَنّ مَعْنَى الْآيَةِ وَاقِعٌ عَلَيْهُمْ وقَد جَاءَ فِيهَا وَاللهَ لَا يُهْدِي قَوْمُ الْفَاسِقِينَ وَالزَّيْغِ وأَيْضا كَان مَوْجُودًا فِيهُمْ فَدَخَلُوا فِي الْمُعَنَّى قَوْلَهُ فلَمَّا زَاغُوا وِزَاغَ اللهِ قَلُوبِهِمْ ومَن هُنَا يَفْهَمُ أَنّهَا لَا تَخْتَصِمُ لَهَا الْبِدْعَةِ بِحَرُورِيَّةٍ بَل تَعُمُّ كُلّ مَن يَتَّصِفُ بتِلْك الْأَوْصَافِ الَّتِي أَصْلِهَا الزَّيْغَ هُو مَن يَعْنِي الْحَقَّ اِتِّبَاعٌ لِلْهَوَى نَعَم وإِنَّمَا مِنهُمْ الْخَوَارِجَ وغَيْرَهُمْ وَالْخَوَارِجَ وَغَيْرِهِمْ وَقُدْرِيَّةِ كُلّهُمْ أهْلَ الزَّيْغِ نِعْم أَحْسَنِ اللهِ الِيِّكَ وإِنَّمَا فَسَّرَهَا سَعْدُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ بِحَرُورِيَّةٍ لأَنّهُ إِنَّمَا سُئِلَ عَنهُمْ إِنَّمَا سُئِلَ عَنهُمْ عَلَى الخصوص وَاللهَ أعْلَمَ لأَنّهُ مِن أَوَّل إِذَا اِبْتَدَعَ فِي دَيْنِ اللَّهِ فلَا يَقْضِي ذَلِك تَخْصِيصًا وَقَالَ فِي آخِرِ عَفَرَةِ الصَّحَابَةِ قَدِيمَ ذَلِك قَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ وَقَاتِلُهُمْ أوْلَى نَعَم وأَمَّا الْآيَةَ الْمَسْؤُولَ عَنهَا أَوْلًا وهِي آيَةِ الْكَهْفِ فإِنّ سَعْدِ النَّفَى أَن تَشْمَلُ حَرُورِيَّةٌ نَعَم فهُو كَفَّارِ هَذَا يَظِلُّ فِي دِينِهِ وَيُحْسِنُهُ ثُمَّ قَالُ وَلِيِّكُنَّ لَك فهُو بِآيَةِ رَبِّهِ نِعْم أَحْسَنِ اللهِ الِيِّكَ وقَد جَاءَ عَن عَلِيٍّ أَبْنِ أَبِي طَالِبَ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَنّهُ فَسِرَّ الْأَخْسَرِينَ أعمالا بِحَرُورِيَّةٍ أَيْضا فَرَوْا عَبْدَ الْحَمِيدِ عَن أَبِي الطّفَيْلِ قَالٌ قَام أَبْنِ الْكَوَّاءَ إِلَى عَلِيِّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ مِن الَّذِي يَنْظُرُ لسَائِهم فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمُحْسِنُونَ أَنّهُ يُحْسِنُ صَنَعَا قَالَ مِنهُمْ أَبِي حَرُورَاءُ وهُو أَيْضا مَنْقُولُ فِي تَفْسِيرِ السَّجَّانِ الثَّوْرِيِّ وفِي جَامِعُ بْن وهَبّ أَنّهُ سَأَلَ عَن الْآيَةِ فَقَالٍ لَه وفِي جَامِعُ بْن وهَبّ فِي جَامَعَ اِبْنٌ وهَبّ أَنّهُ سَأَلَ عَن الْآيَةِ فَقَالٍ لَه ارقى إلْي أَقْبَرَكَ وكَان عَلَى الْمِنْبَرِ فَرِقٍّ إِلَى دَرَجَتَيْنِ فَنَتَنَاوَلُهُ بِعَصَى كانت فِي يَدِهِ فجَعَل يَضْرِبُهُ بِهَا ثُمَّ قَالٌ لَه عَلِيِّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَنْت وَأَصْحَابَكَ عَلِيَّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ يَقُولُ أَحْسَنُ اللهِ الِيِّكَ وفِي جَامِعُ بْن وهَبّ أَنّهُ سَأَلَهُ عَن الْآيَةِ قَالَ اِبْنُ الْكَوَّاءِ فَقَالٍ لَه ارقى إلْي أَقْبَرَكَ وكَان عَلَى الْمِنْبَرِ أَخَبَرَكَ أَحْسَنُ اللهِ عَلَيْك جَوَابٍ فِي جَامِعُ الطَّلَبِ أَجَزَمَ أَحْسَنُ اللهِ الِيِّكَ وكَان عَلَى الْمِنْبَرِ فَرُقِيَّةٍ إِلَى دَرَجَتَيْنِ رِقِّيَّةِ الصُّعُودِ عَلَى رُقِيَّةٍ وأَمَّا الرُّقَى هُو الرَّقَّاءِ رَقَّى فُلَان قَرَأَ عَلَيْهِ نَفْس عَلَيْهِ رُقِيَّةً يَعْنِي صُعَّدٌ أَحُسْنَ اللهِ الِيِّكَ فَرُقِيَّةٍ إِلَى دَرَجَتَيْنِ نَعَم فَتَنَاوَلَهُ بِعَصَى كانت فِي يَدِهِ فجَعَل يَضْرِبُهُ بِهَا ثُمَّ قَالٌ لَه عَلِيِّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ أَنْت وَأَصْحَابَكَ إِلَّا أَنّهُ كَان فِي خِلَاَفَتِهِ وَلِيَّ الْأَمْرِ أَنّهُ يُقِيمُ الْحُزْنُ وَيُعَذِّبُ وَيَعْزِلُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُلَكِنّ غَيْرهُ قَالَ لَا يَسْتَطِيعُ بَسّ هَذَا أكْبَرُ لَكِنّ وَلِيِّ الْأَمْرِ لَه سُلْطَةٍ نِعْم أَحْسَنِ اللهِ الِيِّكَ وَخَرَجَ عَبْدُ حَمِيدُ أَيْضا عَن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرَ الْمَطْعَمِ قَالَ أَخْبَارُ أَوََدِينُ عَلِّي رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ مِن الْعِرَاقِ وهُو يَسْمَعُ فَصَاحٍ بِه اِبْنِ الْكَوَّاءِ مِن أقْصَى الْمَسْجِدِ فَقَالِ يَا أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ مَن يُقْصِيَنَّ أعمالا قَالٌ أَنْت وَأَصْحَابَكَ فَقُلْتُ لاِبْنِ الْكَوَّاءِ يَوْمَ الْخَوَارِجِ وَنَقْلِ بَعْضِ هَذِه التَّفْسِيرِ أَنّ اِبْنِ الْكَوَّاءِ سَأَلَهُ فَقَالَ أَنْتُم أهْلِ حَرُورَاءُ وهَل الرياء والَّذِين يُحْبِطُونَ الصَّنِيعَةَ بِالْمَنَّةِ فَالرِّوَايَةِ الْأولَى تَقُولُ عَلَى أَنّ أهْلِ حَرُورَاءُ بَعْضَ مِن شَمْلَتِهِ الْآيَةَ ولَمَّا قَالِ سُبْحَانهُ فِي وَصْفِهِمْ الَّذِين ضَلَّ سَعِيُّهُمْ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَوَصْفَهُمْ بِالضُّلَّالِ مَع ظَنِّ الْاِهْتِدَاءِ دَلَّ عَلَى أَنّهُمْ مُبْتَدِعُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ عُمُومًا وَكَانُوًا مِن أهْلِ الْكِتَابِ أُولَى مِن حَيْث قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلّ بِدْعَةِ ضُلَّالِهِ شَرَحَ ذَلِك بِفَضْلِ اللَّهِ قَد يَجْتَمِعُ التَّفْسِيرَانِ فِِي الْآيَةِ تَفْسِيرَ سَعْدِ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ بأَنّهُمْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَتَفْسِيرَ عَلِيَّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ بأَنّهُمْ أهْلَ الْبِدَعِ لأَنّهُمْ قَد اِتَّفَقُوا عَلَى الإبتداع وذَلِك فَسَّرَ سَعْدُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ كَفْرَ النَّصَارَى مَع أَنّهُمْ تَأَوَّلُوا فِِي الْجَنَّةِ وَلِذُلَّكَ فَسَّرَ سَعْدُ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ كَفْرَ النَّصَارَى بأَنّهُمْ تَأَوَّلُوا فِِي الْجَنَّةِ غَيْرَ مَا هِي عَلَيْهِ
وهُو التأول بِالرَّأْي فَاِجْتَمَعَتْ الْآيَاتُ الثَّلَاثَةَ عَلَى ذَنْبِ الْبِدْعَةِ وَأهْلِهَا وَأَشْعَرَ كَلَاَمُ سَعْدِ اِبْنِ ابيبي وَقَاصَّ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ بأَنّ كُلّ آيَةِ اكثرت وَصَفَا مِن أَوْصَافِ المجتمعه فهُم مَقْصُودُونَ بِمَا فِيهَا مِن الذَّنْبِ والخذر وَسُوءَ الْجَزَاءِ إِمَّا بِعَوْمِ النَّظَرِ وإِمَّا بِمُعَنَّى الْوَصْفِ ورواى اِبْنَ الْوَهْبِ أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَّيْهُ وَسَلَّمَ أَتَى بكِتَابٌ فِِي كَتِفٌ فَقَالُوا كَفَى بِقَوْمِ حُمْقًا أَو قَالَ ضَلَاَلًا أَيَرْغَبُ عَمَّا جَاءَهُمْ بِه نَبِيِّهِمْ إِلَى غَيْرِ نَبِيِّهِمْ أَو كِتَابٌ إِلَى غَيْرِ كِتَابِهِمْ فَنَزِلَتْ أَوْلَا مَن يَكْفِهُمْ أَن أُنْزِلُنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يَتُلُّ عَلَيْهُمْ الْآيَةَ وَخَرَجَ عَبْدُ بْن حَمِيدٌ عَيْن حَسَنَ رَضِّيَّ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَّيْهُ وَسَلَّمَ مِن رُغُبٍ عَن سَنَتِي ولَيْس مَنِّي ثُمَّ تِلَالِيَّ الْآيَةِ وَفُقْ اللهَ الجميع للجَنَّةِ والطَاعَةِ وَثْبَتِكم صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ
