الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
قال المؤلف رحمه الله تعالى
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وقال بعض شعرائهم
ما بال عينك لا يقر قرارها ... وإلام ظلك لا يني متنقلاً
فلسوف تعلم أن سيرك لم يكن ... إلا إليك إذا بلغت المنزلا
فعندهم الإنسان هو غاية نفسه، وهو معبود نفسه
الشيخ يعني الشعراء الملاحدة الاتحادية الذين يقولون بوحدة الوجود نسأل الله السلامة والعافية عندهم الوجود واحد وهذا من أعظم الكفر وأغلظ الكفر والعياذ بالله
فعندهم الإنسان هو غاية نفسه، وهو معبود نفسه
وليس وراءه شيء يعبده أو يقصده، أو يدعوه أو يستجيب له، ولهذا كان قولهم حقيقة قول فرعون وكنت أقول لمن أخاطبه أن قولهم هو حقيقة قول فرعون حتى حدثني بعض من خاطبته في ذلك من الثقات العارفين: أن بعض كبرائهم لما دعا هذا المحدث إلى مذهبهم وكشف له حقيقة سرهم قال: فقلت له هذا قول فرعون، قال: نعم، ونحن على قول فرعون، قلت له والحمد لله الذي اعترفوا بهذا، فإنه مع إقرار الخصم لا يحتاج إلى بينة
الشيخ إذا فرعون قال للناس أنا ربكم الأعلى لكن فرعون إنما قال للناس هذا في الظاهر وابن عربي وغيره يقولون الوجود واحد فرعون ما صرح بأن الوجود واحد لكنه أنكر الرب العظيم الذي قامت به السماوات والأرض والاتحادية قالوا كذلك الوجود واحد الرب هو العبد والعبد هو الرب وفرعون أنكر الرب والاتحادية أنكروا الرب قالوا ما فيه إلا إنسان مذهبهم مذهب فرعون نسأل الله السلامة والعافية
وقد جعل صاحب الطريق المستطيل صاحب خيال، ومدح الحركة المستديرة الحائرة، والقرآن يأمر بالصراط المستقيم ويمدحه
الشيخ مدح الطريق المنحرفة
وقد جعل صاحب الطريق المستطيل صاحب خيال، ومدح الحركة المستديرة الحائرة، والقرآن يأمر بالصراط المستقيم ويمدحه ويثني على أهله لا على المستدير. ففي أم الكتاب (اهدنا الصراط المستقيم) وقال (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل)
الشيخ وهذ يمدح الطريق المستديرة الحائرة نعوذ بالله هذا مضادة لله ورسوله ولحكمه وشرعه..
وقال (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً) الآيتين وقال تعالى في موسى وهارون (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم) وقال تعالى (وهذا صراط ربك مستقيماً، قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون) وقال عن إبليس (فيما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم) الآية وقال تعالى (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين) وهؤلاء الملحدون من أكابر متبعيه، وإنه قعد لهم على صراط الله المستقيم فصدهم عنه حتى كفروا بربهم، وآمنوا أن نفوسهم هي معبودهم وإلههم
الشيخ نسأل الله السلامة والعافية لا شك أنهم من أعظم المتبعين لإبليس هؤلاء الملاحدة وقال بعضهم اعترض وقال إنه تجاوز إبليس وقال إنه كان من جند إبليس ثم تطور به الحال فضار إبليس من جند والعياذ بالله يقول وكنت امرءا من جند إبليس فارتقى بي أحال حتى صار إبليس من جندي
وقال تعالى في حق خاتم الرسل (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله) الآية وأيضاً فإن الله يقول (وردوا إلى الله مولاهم الحق) وقال تعالى (إن إلينا إيابهم ثم علينا حسابهم) وقال تعالى (إلى الله مرجعكم جميعاً) الآية
الشيخ كل هذه الآيات فيها إثبات الخالق والمخلوق وفيه الرد على الملاحدة وأن الناس يردون إلى الله فالله سبحانه هو يرد إليه والناس يردون إلى الله وإلى الله المصير وإلى الله ترجع الأمور كل هذا على الملاحدة الكفرة الذين ينكرون أن يكون هناك خالق ومخلوق
وقال تعالى (إلى الله مرجعكم جميعاً) الآية وقال تعالى (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)
الشيخ فملاقيه وقال إلى الله المصير في الآية كل هذا رد على هؤلاء الملاحدة وهؤلاء عندهم ما ثم إلا أنت وأنت إلى الآن مردود إلى الله وما زلت مردودا إليه وليس هو شيء غيرك حتى ترد إليه أو ترجع إليه
الشيخ هذا مذهبهم ما في رد ومردود الراد والمردود واحد معوذ بالله من زيغ القلوب
وهؤلاء عندهم ما ثم إلا أنت، وأنت من الآن مردود إلى الله، وما رأيت مردوداً إليه وليس هو شيء غيرك حتى ترد إليه أو ترجع إليه، أو تكدح إليه أو تلاقيه، ولهذا حدثونا أن ابن الفارض لما احتضر أنشد بيتين: إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمناً ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
الشيخ ابن الفارض من الملاحدة من كبار الاتحادية نعوذ بالله هذه قالها عند الموت
وذلك أنه كان يتوهم أنه هو الله، وأنه ما ثم مرد إليه ومرجع إليه غير ما كان هو عليه، فلما جاءته ملائكة الله تنزع روحه من جسمه، وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب، تبين له أن ما كان عليه أضغاث أحلام من الشيطان وكذلك حدثني بعض أصحابنا عن بعض من أعرفه وله اتصال بهؤلاء عن الفاجر التلمساني أنه وقت الموت تغير واضطرب، قال: دخلت عليه وقت الموت فوجدته يتأوه، فقلت له: مم تتأوه؟ فقال من خوف الفوت، فقلت سبحان الله، ومثلك يخاف الفوت وأنت تدخل الفقير إلى الخلوة فتوصله إلى الله في ثلاثة أيام؟ فقال ما معناه: زال ذلك كله وما وجدت لذلك حقيقة
الثامن أن عندهم من يدعي الإلهية من البشر
الشيخ وفق الله الجميع لطاعته