بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى اللهم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين
أما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى:
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره).
قال الشيخ: فأبده يعني نظر إليه نظرة مستمرة يعني يريده يريد السواك وقالت آخذه لك فأشار النبي أن نعم.
(فأخذت السواك، فقضمته فطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله ﷺ رفع يده أو إصبعه، ثم قال: «في الرفيق الأعلى»، ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي. رواه البخاري.
وفي لفظ: فرأيته ينظر إليه، فعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. هذا لفظ البخاري، ولمسلم نحوه).
قال الشيخ: هذا الحديث فضل السواك ومحبة النبي للسواك حتى أنه استاك في آخر حياته، تقول استن يعني استاك استن استناناً يعني استاك تسوكا فمن محبته للسواك وهو في مرض الموت ورأسه على صدر عائشة دخل أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر وهو يتسوك يستن، فالنبي نظر إليه كان يحبه فعرفت فقالت آخذه لك فأشار صلى الله عليه وسلم أن نعم فأخذته عائشة فقضمته وطيبته فاستاك به النبي قالت فما رأيت استن استنانا أحسن منه ثم قضى توفي بعد ذلك، فأشار بأصبعه إلى الرفيق الأعلى اللهم في الرفيق الأعلى، فقالت عائشة فعرفت أنه لا يريدنا وأنه كان يقول في حياته: اللهم في الرفيق الأعلى وفي غلالة الملائكة فقالت فعرفت أن هذا الذي يحدثنا به في صحته عرفت أنه قبض، هذا فيه فضل السواك وأنه عليه الصلاة والسلام استاك في آخر حياته محبة للسواك فيه فضل عظيم قال صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وفي رواية عند كل وضوء يعني أمرتهم أمر إيجاب لكنه أمر أمر استحباب، والسواك مستحب في كل وقت، لكن يتأكد عند الوضوء وعند الصلاة وعند الاستيقاظ من النوم وعند دخول البيت ودخول المسجد وعند تغير الفم وفي كل وقت، وله فوائد عظيمة منها أنه يذكر الشهادة عند الموت، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم استن به قبل وفاته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الليل يعد له الوضوء والسواك إذا قام من النوم يتوضأ ويستاك عليه الصلاة والسلام.
سؤال: أبده؟
قال الشيخ: أبده بتشديد الدال يعني نظر إليه يريده.
سؤال: ...
قال الشيخ: عند دخول البيت عند الدخول البيت في كل وقت لكن هذه المواضع يتأكد فيها عند دخول البيت عند الصلاة عند الوضوء وعند الاستيقاظ من النوم وعند تغير رائحة الفم.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى في إملاءاته: (قوله في حديث عائشة رضي الله عنها: «دخل عبد الرحمن...» إلخ فيه دليل على أنه ينبغي التلطف بالمريض، وفعل الأرفق به من تسنيد ونحوه.
وقوله: «فأبده...» إلخ يعني أمده. وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم يحب السواك محبة عظيمة؛ حيث إنه لم يذهل عنه في هذه الحالة).
قال الشيخ: في مرض الموت، من محبته له جعل ينظر إليه فاستن واستاك في آخر حياته وبعدها قضي عليه السلام صار يستاك لما فيه من الفضل وتنظيف الأسنان ثم بعد ذلك لقي ربه وهو طاهر الفم عليه الصلاة والسلام.
(وفيه حسن أدب عائشة رضي الله عنها ومعرفتها، حيث عرفت ذلك، فأخذته له.
وفي الرواية الأخرى: «فقلت: آخذه لك...» إلخ، وأيضا فمن كمال معرفتها أنها لم تدفعه له حين أخذته، بل قضمته وطيبته؛ ليكون ألين له؛ لأنه في حالة ضعف.
واختلف في قولها: «فطيبته»؛ فقيل: جعلت فيه طيبا، ولكن الظاهر القول الآخر: وهو أنه بمعنى حسنته وجعلته لينا طيبا؛ لأنها في حال استناد الرسول صلى الله عليه وسلم إليها ولم تقم).
قال الشيخ: الظاهر أنها ما قامت، لا تستطيع أن تقوم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مسند على صدرها ما قامت تغسله ولكن لينته بأصابعها وقضمته بفمها وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شربت من الإناء يضع فمه مكان الفم الذي تشرب منه ما يمنع أن تقضمه بفمها بأسنانها وتنظفه بيدها ولم تستطع أن تقوم حتى تأتي بطيب وتغسله ما تستطيع لأن الرسول مريض ومسندته على صدرها متكئ على صدرها صلى الله عليه وسلم.
(لأنها في حال استناد الرسول صلى الله عليه وسلم إليها ولم تقم، ولأن الطيب إذا جعل في السواك أضر باللثة، وقيل: إنه يحرك عرق الجذام).
قال الشيخ: التطييب المقصود التليين والتنظيف وليس المراد وضع الطيب، التطييب تليين له يعني انتقل من حالة كونه صلباً إلى كونه ألين بعض الشيء هذا هو التطييب له وقضمته أيضاً الذي استاك به عبد الرحمن قضمته وبقي منها أطرافه ولينته ثم دفعته للنبي صلى الله عليه وسلم.
(وقولها: «فاستن...» إلخ فيه كمال قوته صلى الله عليه وسلم وجلده على العبادة؛ لأنه يقوي نفسه على العبادة).
قال الشيخ: ومع هذه الحال ومع الضعف الشديد وهو يوعك وعكا شديدا صار له شدة مرض حتى قالت أتوعك كما يوعك الرجلان؟ قال أجل، قيل أذلك لأن لك أجرين؟ قال نعم، يوعك كما يوعك الرجلان من شدة الحنو عليه قالت ما أحب لأحد الموت من بعد ما رأيت من شدة الوعكة التي أصابته قالت يوعك كما يوعك الرجلان كان يضع يده في الماء ويمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات عليه الصلاة والسلام.
(وقوله: (في الرفيق الأعلى، ثلاثا)، وفي رواية: (فعرفت أنه خير).
قال الشيخ: فعرفت أنه خير؛ لأن النبي قال ما من نبي يموت إلا يخير عند موته عرفت لما قال في الرفيق الأعلى عرفت أنه خير وأنه اختار قالت إنه لا يختارنا عرفت قالت عرفت قال في الرفيق الأعلى أو خير فأجاب قال في الرفيق الأعلى يريد الرفيق الأعلى وهم الملائكة قال فعرفت أنه لا يختارنا عليه الصلاة والسلام.
(وقوله: (في الرفيق الأعلى، ثلاثا)، وفي رواية: (فعرفت أنه خير). والمراد بالرفيق الأعلى الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فهو سيد العالمين، وأفضل المصطفين).
قال الشيخ: كلهم في العلو الملائكة والأنبياء والصديقين كلهم درجات عالية وأرواحهم عالية في الرفيق الأعلى، فالمؤمن إذا مات تنقل روحه إلى الجنة، ولها صلة بالجسم تنعم الروح مفردة وتفارق الجسم، والفاجر إذا مات نقلت روحه إلى النار وتفارق الجسم تعذب مفردة أو متصلة بالجسم، والروح سريعة الطيران بسرعة تذهب وتأتي ولهذا تخرج روح الميت ثم تعود إليه إذا وضع في قبره تعود الروح إليه ويجلسه الملكان يسألانه من ربك وما دينك ومن نبيك ويسمع قرع نعال المشيعين.
(وقولها: «مات بين حاقنتي وذاقنتي» فيه كمال محبته صلى الله عليه وسلم لعائشة ومحبتها له، حيث إنه توفي في أقرب الحالات إليها).
قال الشيخ: وكان عليه الصلاة والسلام استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة وكانت كل واحدة لها يوم وليلة فلما اشتد عليه المرض استأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة فأذنَّ له فبقي في بيت عائشة رضي الله عنها، وهي أحب زوجاته إليه، ولكنه يعدل عليه الصلاة والسلام لا يفضل واحدة منهن وإن كان العدل قيل إنه واجب ولكنه ليس بواجب ولكنه يعدل عليه الصلاة والسلام.
الذاقنة: تحت الذقن متكئا على الصدر، والحاقنة الحوض في أقرب الحالات إليها محبته لها، وهي أحب زوجاته إليه، قالت عائشة مات بين حاقنتي وذاقنتي وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيامه في الدنيا وأول أيام الآخرة يعني لما قضمت السواك لتلينه. وهؤلاء الرافضة والعياذ بالله يسبون عائشة ويذمونها اشتدت عداوتهم لها ومنهم من يرميها بالعظائم، وبعضهم يرميها بالفاحشة وهذا كفر وردة من رمى عائشة بما رماها به فهو كافر بالله العظيم لأن مكذب لله هي الطاهرة الصديقة بنت الصديق، ومع ذلك هؤلاء الرافضة يسبونها ليل نهار ويلعنونها والعياذ بالله وهذا من أبغضها فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبغض الصحابة فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم كيف تحب إنساناً وتبغض صاحبه ولهذا قال القحطاني: مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم والعدوان
نسأل الله السلامة والعافية.
قال إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان
وهذا من العمل الذي يجري عليها ولهذا قيل لعائشة رضي الله عنها في حياتها إن الناس يتناولون بالسب أبي بكر وعمر قالت وما تعجبون انقطع عمله فأحب الله أن يجري عليه عمله ولا ينقطع، وعائشة رضي الله عنها يجري لها عملها بسبب سب هؤلاء.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: (وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يستاك بسواك رطب. قال: وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: أع أع، والسواك في فيه كأنه يتهوع. رواه البخاري ومسلم).
قال الشيخ: هذا في فضل السواك وأن السواك الرطب أولى وينبغي أن يكون السواك في عود لين لا يتفتت ولا يجرح اللثة ولا يكون صلباً، والسواك مشروع في كل وقت كما سبق، حتى في آخر النهار من الصيام قال بعض العلماء من الحنابلة وغيرهم يكره السواك من الزوال للصائم وقالوا إن السبب في الكراهة أنه ينبغي له ألا يتسوك يكره، ليس بحرام ولكن يكره ولا يتسوك الظهر والعصر إلى غروب الشمس وأن التسوك يكون في أول النهار لأن السواك يزيل الرائحة التي في الفم وهي الخلوف والنبي صلى الله عليه وسلم: لخلفوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فإذا تسوك أزال هذه الخلوف، وهي مستكرهة في مشام الناس ولكنها محبوبة عند الله، فلا ينبغي أن يزيلها واستدلوا بحديث لا تستاكوا بالغداة واستاكوا بالعشي ولكن الصواب الذي عليه المحققون أنه لا يكره لا في أول النهار ولا في آخره بل هو مستحب والأدلة تدل على هذا كقوله عليه السلام لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولم يقل إلا صلاة الظهر والعصر وقال لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء ولم يستثن شيئا في حديث عامر بن ربيعة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسوك مالا أحصي وهو صائم لم يقل آخر النهار وأما حديث إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، وأما قولهم فإنه يزيل الرائحة فلا يزيل الرائحة الرائحة منبعثة من خلو المعدة من الماء والشراب وخلو المعدة موجود سواء تسوك أم لم يتسوك فالصواب أن السواك لا يزيلها على هذا يكون مستحب في أول النهار وفي آخره للصائم ولغيره لكن بشرط أن يكون السواك لينا لا يتفتت فإذا تفتت إلى الحلق ولا يكون صلباً يجرح اللثة ولهذا يقول العلماء يكون السواك عودا لينا ليس بصلب ولا يتفتت إذا تفتت يذهب إلى الحلق وليس بصلب يجرح اللسان ولا يكون فيه طعمية ولا حرارة مثل السواك هذا ما ينبغي للإنسان أن يتسوك في أول الوقت ويكون السواك فيه طعمية وحرارة هذا ما يكون هذا شيء زائد عن السواك فيه مواد وفيه حرارة وفيه طعمية، ما ينبغي للصائم، يكون سواكا عاديا والأفضل أن يكون من عود الأراك وأي شيء يستاك به يحصل به المراد حتى قال العلماء له أن يستاك بالأصبع الخشنة.
سؤال: عود أراك جديد له أن يستاك وهو صائم.
قال الشيخ: لا بأس لا يضر لكن إذا كان ما فيه مواد فلا بأس، وإذا كان فيه طعمية يرفض الطعمية.
سؤال: .............
الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا يقول هذا العود عود الأراك هذا الأعواد هذه الموجودة يسمى عود.
طالب: يؤخذ من الجذر تحت الأرض عروق الشجر.
قال الشيخ: ولكن يسمى عود يمكن التسمية باللغة العربية أم تسمية حادثة هذه تسمية الجذور من جذرها لا يمنع من تسميتها عود هو عود.
سؤال: أي شيء نستخدمه؟
قال الشيخ: كل يستعمله، حتى عود العنب والأعواد الأخرى إذا كانت صلبة ليس خاصاً بالأراك لكن الأراك أفضل شيء أفضل وألين.
سؤال: (12: 18)
قال الشيخ: ما عندك شيء لكن الغالب أن يكون من أراك.
سؤال: 15: 18
قال الشيخ: لا ما فيه مانع لكن لما يستاك في خطبة الجمعة لا يستاك وكذلك في الصلاة ممنوع هذا من العبث والخطبة مثل الصلاة لا يتسوك وقت الموعظة أيضاً كذلك لا يستاك.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى في إملاءاته: (وقوله في حديث أبي موسى: وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: «أع أع». والسواك في فيه كأنه يتهوع. فيه أن السواك يكون على اللسان، كما يكون على اللثة والأسنان، وهذا فيه شدة المبالغة بالسواك).
قال الشيخ: السواك على اللثة وعلى الأسنان واللسان كل ذلك للتنظيف اللثة واللسان والأسنان كل هذا للتنظيف وطرف السواك على اللسان وهو يقول أع أع كأنه يتهوع بشيء من الفتات في حلقه.
سؤال: قوله أع أع يدل على شدة المبالغة؟
قال الشيخ: محتمل، أن يكون شيء من الفتات وهذا أقرب من ذهب إلى الطرف والحلق.