قال المؤلف –رحمه الله تعالى- "كتاب الصلاة" "باب المواقيت" قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي-رحمه الله-
قوله كتاب الصلاة باب المواقيت الصلاة أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم وهي أفضل الأعمال بعد الشهادتين ومن جحد وجوبها كفر بالإجماع واختلف في كفر من تركها تهاونا فقال أحمد والجمهور يكفر وهو إجماع الصحابة ولهذا قال عبد الله بن شقيق كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة وهذا القول هو الصحيح الذي لا ينبغي القول إلا به وهو الذي دلت عليه النصوص.
الصلاة في اللغة الدعاء ومنه قول الله تعالى { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} أي ادع لهم وشرعاً أقوال وأفعال وهيئة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، فهي هيئة من العبادات تشتمل على أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم وهي أفضل الأعمال على الإطلاق وهي الصلة الهمزية من غيرها فهي الفارقة بين المسلم والكافر وهى أول ما يسأل عنها إذا وضع في قبره وهى آخر ما يفقد من الدين ومن تركها جاحداً بوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين ومن تركها تهاونا وكسلاً فإنه كافر عند جمهور العلماء، أحمد والجمهور، وقد نقل الإجماع عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل نقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة ونقله غيره أكثر من واحد على كفر تارك الصلاة كسلاً وتهاونا وذهب بعض العلماء المتأخرين إلى أنه لا يكفر كفراً أكبر و إنما كفرا أصغر غير مخرج من الملة وهذا هو مشهور المذاهب الثلاثة أبى حنيفة والشافعي ومالك وأحمد ذهبوا إلى أنه يكفر كفراً أصغر لا يخرج من الملة وعلى هذا يقتل حداً يغسل ويصلى عليه لأن معه شعبة من شعب الإيمان وهى التصديق فقالوا إنه يعامل معاملة أصحاب الكبائر ولكن الشيخ ابن القيم –رحمه الله- في كتابه "رسالة الصلاة" يبين أن من صور تارك الصلاة أنه لا بد أن يكون كافراً ولا يمكن لمن يقول أنه لا يكفر أن ينفك عنه فيقول ماذا يقول لو أتي بتارك الصلاة كسلاً وتهاونا وقيل له نصبت عيناه والسيف على رأسه ويقال له تصلي وإلا قتلناك فيقول اقتلوني ولا أصلي أبداً هل مثل هذا يكون مؤمنا هذا يصر على ترك الصلاة ويستسلم للقتل ويقتل ويقول أنا مصدق مؤمن لكن لا أصلي ولا يمكن لو كان في القلب تصديق ما يمكن يصل إلى هذه الحالة المقصود أن بعض الفقهاء المتأخرين قالوا أن حكمه حكم أصحاب الكبائر يقولون كفره أصغر لا يخرج من الملة ويقتل حداّ ويغسل ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين في مقابرهم وعلى كل حال هو لا يحكم عليه إلا إذا رفع للحاكم الشرعي الحاكم الشرعي هو الذى يختار أحد القولين عنده الخيار قال بعض أهل العلم إن حكم الحاكم يرفع الخلاف فإذا اختار الحاكم القول بكفره وحكم بكفره فإنه يقتل ولا يصلى عليه ولا يغسل وإذا اختار القول الثاني وأن كفره كفر أصغر فإنه يقتل حداً ويغسل ويصلى عليه، عادي، 5:3
طالب/ الكافر كفر أصغر؟
الشيخ/ إي نعم حداً، إما كفر وإلا حداً، القاتل يقتل، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "إني نهيت عن قتل المصلين" فدل على غير المصلي يقتل، ويقتل إما حداً وإما كفراً، إما كفر ولا يغسل، وإما حداً ويغسل الغسل العادي ويصلى عليه لابد أن يقام عليه الحد، إما حد المعصية أو حد الردة واحد من الأمرين
طالب/ شيخنا هل كل من كفر كفراً أصغر يقام عليه الحد؟
الشيخ/ لا، يختلف، ليس كل من كفر كفراً أصغر، يعاقب بالعقوبة التي وردت، فإذا قال شخص مثلاً رمى شخص بالكفر، هذا كفر أصغر، لكن لا يقتل، وكذلك أيضاً النياحة مثلاً كذلك الطعن في الأنساب والفخر بالأحساب من الكفر الأصغر ولكن لا يقتل
طالب/ الحكم عليهم بالقتل حداً أليس هذا يدل على أنه كفر أكبر؟
الشيخ/ لا، إذا حكموا حداً صار حد من الحدود، مثل القاتل يقتل حداً، قتل شخص عمداً يقتل ولا ما يقتل، يقتل إذا طلب ولي الدم القصاص، وكذلك أيضاً الزاني المحصن يرجم حداً،
طالب/ لكن هل له حد من الكتاب والسنة يدل على أنه يقتل؟
الشيخ/ من هو؟
طالب/ تارك الصلاة
الشيخ/ تارك الصلاة، نعم، الرسول قال" إني نهيت عن قتل المصلين" والمفهوم أن غير المصلي يقتل، إما حد الردة وإما حد المعصية واحدا من الأمرين ولابد من قتله لكن إذا حكم عليه الحاكم بأنه مرتد خلاص لا يصلى عليه وإن حكم عليه بأنه غير مرتد اختار القول الثاني غسل وصلي عليه
طالب/ أليس في الحديث" أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه"
الشيخ/ لا، الحديث هذا ضعيف، فيه ضعف هذا، في هذا الحديث عبادة " ومن لم يأت بها فليس له عهد عند الله" ضعيف، هذا فيه ضعف، فيه مجهول
طالب/ صورة ابن القيم هل تنطبق عل تارك الصلاة تهاونا؟
الشيخ/ الصورة هذه فيمن ترك تهاونا
طالب/ سؤال؟
الشيخ/هو يقول مصدق ما جحدها يقول أنا أومن أن الصلاة واجبة لكن لا يصلي
طالب/ لا يصلي جاحداً؟
الشيخ/ فرق بين الجاحد، الجاحد ما فيه إشكال
طالب/ هو يصلي لكن جاحد؟
الشيخ/ إذا جحد يقتل ولو صلى، كفر، كافر، حتى لو جحد تحريم الزنا أو جحد تحريم الربا أو جحد تحريم الزكاة وتحريم الحج كفر، أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، مثلاً جحد بر الوالدين يكفر، لأنه أمر من الدين بالضرورة، يقول بر الوالدين ما بواجب أنا أعتقد أنه ليس بواجب ولكن أنا أبر والدي فقط من باب العادة هذا يكفر لأنه كذب الله، أمر الله ببر الوالدين وكذلك إن ترك الزكاة يقتل كفراً أو ترك الحج أو قال الربا حلال يقتل لأنه مكذب لله ولرسوله ولو ما تعامل بالربا
طالب/ شيخنا أليس للإمام أحمد قول آخر بأنه لا يكفر؟
الشيخ/ إي وهو المشهور،
طالب/ كيف يقتل عند الحاكم؟
الشيخ/ لا بد إما بإقرار أو بشهود، إما أن يقر وإما بشهود، شاهدي عدل
طالب/ سؤال؟
الشيخ/ إذا حكم عليه بالكفر خلاص يكون زوجته ليست حلالً له، يجب الانفصال إذا حكم عليه
طالب/سؤال؟
الشيخ/ الكلام على التهاون، وأما الجحود هذا ما فيه إشكال، الجحود في كل أمر معلوم من الدين بالضرورة إذا جحد يكفر، ليس خاصا بالصلاة فقط الجحود، إذا جحد تحريم الربا أو الزنا أو جحد وجوب الزكاة أو الصوم أو الحج أو بر الوالدين أو صلة الأرحام لأنه كذب الله ورسوله
طالب/ ألا تقام عليه حجة قبل الحد؟
الشيخ/ نعم يقول يستتاب ثلاثة أيام ويضيق عليه فإن أصر قتل
طالب/سؤال؟
الشيخ/ هذه الصورة ذكرها ابن القيم رحمه الله لأنه لا يكفر بالله ولو كان
طالب/ سؤال؟
الشيخ/ لكن الفقهاء المتأخرون يقولون بهذا إذا كان مصدق ما يكفر.
وعن أبي عمر الشيباني واسمه سعد بن إياس قال حدثني صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم "أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني" وقوله في حديث عمر الشيباني حدثني صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم "أي العمل أحب إلى الله -عز وجل- قال الصلاة على وقتها هذا نص في أنها أفضل الأعمال قلت ثم أي قال بر الوالدين ولهذا كثيراً ما يقرن تعالى بين التوحيد وبر الوالدين وهو آكد الحقوق بعد حق الله تعالى وقوله قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله وفي هذا دليل علي مذهب أهل السنة والجماعة أن الأعمال مراتب متفاضلة كما دلت على ذلك النصوص وفيه أيضاً إثبات صفة المحبة لله تعالى وأنه يحب ويحب كما دل على ذلك الكتاب والسنة وهو مذهب أهل السنة والجماعة خلافاً للجهمية والأشعرية وقوله ولو استزدته لزادني أي لما علم –صلى الله عليه سلم- منه أنه أهل للعلم –رضي الله عنه-
وهذا الحديث حديث عظيم فيه بيان منزلة الصلاة وأنها أفضل الأعمال وفيه دليل على أن الصلاة شرط في صحة الإيمان بدليل أنه قرنها ببر الوالدين والله تعالى كثيراً ما يقرن بر الوالدين بالتوحيد قال الله {ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً}{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا }يقول تعالى { أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً}{ أن اشكر لي ولوالديك} كذلك الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين، الصلاة على وقتها حق الله وهو التوحيد وبر الوالدين هذا حق المخلوقين هذا دليل على أن الصلاة أفضل الأعمال وأنها شرط في صحة الإيمان وأن الإيمان لا يصح إلا بها وهو الصواب أن ترك الصلاة كفر وأن الصلاة شرط في صحة الإيمان فمن لم يصل فليس بمؤمن وبهذا يكون الجواب علي ما جاء في الحديث "أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من خردل من الإيمان" فيقول بعض الناس تارك الصلاة عنده إيمان نقول ليس عنده إيمان، ليس عنده ولو مثقال ذرة من خردل من الإيمان انتهى الإيمان لأن الصلاة توحيد وتركها شرك وكفر ويدل على ذلك الحديث "بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة" فدل على أن تركها شرك وكفر، ثم بر الوالدين هكذا حكم المخلوقين ثم الجهاد في سبيل الله وفيه دليل على أن بر الوالدين فرض عين والجهاد فرض كفاية وفرض العين مقدم على فرض الكفاية ولهذا فإن المجاهد لا بد أن يستأذن والديه قد جاء رجل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- قال يا رسول الله "إني أريد الجهاد قال أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد" فلا يجوز للمجاهد أن يجاهد حتى يستأذن أبويه فإن أذن له وإلا جلس عندهما وهذا يدل على أن بر الوالدين آكد من الجهاد، بر الوالدين فرض عين والجهاد فرض كفاية إلا أن يتعين الجهاد كما إذا دهم العدو بلداً من المسلمين أو استنفر الإمام واحدا أو وقف في الصف ففي هذه الحال يكون الزيادة طبيعية في هذه الأحوال الثلاثة ولا يكون مقدم على بر الوالدين ما يستأذن الوالدين إلا إذا دهم العدو البلد يدافع عن نفسه كل أهل البلد تدافع الرجال والنساء ولا يستأذن والديه في هذه الحالة لكن إذا كان بعيد إذا كان مثلاً في، مثلا الجهاد يكون في أطراف الدولة الإسلامية في الثغور مثلاً فلا يذهب هناك حتى يستأذن والديه
طالب/ هل يجوز إطلاق اسم الحبيب على الله-عز وجل- أو أقول يا حبيب يا الله مثلاً؟
الشيخ/ الله تعالى له المحبة وله أعلى المحبة والخلة، يعنى المحبة، الله تعالى يحب ويحب من باب الخبر لكن إذا أردت أن تسأل ربك فاسأله بأسمائه وصفاته يا حي يا قيوم يا غفار يا أرحم الراحمين، هناك من الأسماء ما هو مشترك بين الله وبين غيره ،بين العزيز والحكيم والسميع والبصير هذه مشتركة تطلق على الله وعلى غيره إذا أطلق على الله فله الكمال وإذا أطلق على المخلوق من باب الخبر أن تخبر عن الله من باب الخبر لا بأس باب الخبر لكن هل هو من أسماء الله الحبيب ليس من أسماء الله لا يشتق من المحبة الحبيب أو المحب الصفة، صفة المحبة ثابتة لله، لكن ما يشتق منها الحبيب
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت لقد كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- " يصلي الفجر..
الشيخ/ قف هنا
طالب/ يا شيخ لو كان أبواه غير مسلمين؟
الشيخ/ إذا كان أبواه غير مسلمين، والظاهر أن هذا خطاب للأبوين المسلمين، والأبوان غير المسلمين يحسن إليهما قال تعالى {وصاحبهما في الدنيا معروفاً} لكن لا يحبهم محبة دينية
طالب/ بالنسبة للجهاد فيهما كيف هو؟
الشيخ/ معلوم أن غير المسلمين، هما يحتاجان إلي جهاد بالدعوة إلى الله والنصيحة