شعار الموقع

1- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
13

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ, وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والسامعين.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله تعالى: 
والله سبحانه جعل الطيب بحذافيره في الجنة، وجعل الخبيث بحذافيره في النار، فدار أخلصت للطيب، ودار أخلصت للخبيث، ودار مزج فيها الخبيث بالطيب، وهي هذه الدار.
(الشرح)
وهي هذه الدنيا, الدنيا ممزوج فيه الخبيث بالطيب, يختلط فيها الحق بالباطل والطيب بالخبيث, وأما الدار الآخرة فالجنة خالصة للطيبين, والنار خالصة للخبيثين, والعاصي فيه نوع من الخبث, الذي يدخل النار يطهر من هذا الخبث, فإذا زال الخبث انتقل إلى الطيبين في الجنة؛ لأن العاصي الذي يرتكب الكبائر وهو مؤمن موحد لم يفعل الشرك وإنما مات على كبائر؛ هذا من أهل الجنة ولكن أصابه خبث وهي الكبائر, وهذه الخبائث من عفا الله عنه طهر, ومن لم يعفو الله عنه لابد أن يطهر بالنار, إما أن يطهر بعذاب القبر أو بشدائد تصيبه, أو يعفو الله عنه فيطهر, أو يشفع فيه فيطهر, وإن لم يحصل لا هذا ولا هذا يطهر بالنار, حتى يزول خبثه مثل النجاسة التي تصيب الثوب تطهر بالماء, إذا زال خبثه أخرج من النار إلى الجنة؛ لأنه من أهلها, والنار إنما هي دار الخبثاء أهل الشرك والكفر نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
فإذا كان يوم المعاد، ميز الله الخبيث من الطيب، فعاد الأمر إلى دارين فقط, والمقصود أن الله جعل للشقاوة والسعادة عنوانًا يعرفان به، وقد يكون في الرجل مادتان، فأيهما غلبت عليه كان من أهلها، فإن أراد الله بعبده خيرًا طهره قبل الموافاة فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار.
(الشرح)
قبل الموافاة يعني قبل الموت يطهره بالتوبة, التوبة النصوح طهارة, أو المصائب تصيبه فيطهر, أو بحسنات ماحية فيطهر من الذنوب, المطهرات متعددة أو بالشفاعة فإن لم يحصل شيء من ذلك طهر بالنار, أو بعفو الله ورحمته, مطهرات متعددة, لكن آخرها التطهير بالنار.
(المتن)
وحكمته تعالى تأبى أن يجاوره العبد في داره بخبائثه، فيدخله النار طهرة له، وإقامة هذا النوع فيها على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها.
(الشرح)
يعني إقامة هذا النوع في النار, بعضهم يطول مكثه؛ لأن خبثه كثير, كالقاتل الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه أنه يخلد, والخلد هو المكث الطويل, إذا كانت الجرائم كثيرة طال مكثه؛ لأن خبثه شديد فهذا يحتاج إلى مدة طويلة, وإذا كان خبثه قليل مكث مدة قصيرة ثم يخرج.
(المتن)
ولما كان المشرك خبيث الذات، لم تطهره النار، كالكلب إذا دخل البحر.
(الشرح)
المشرك ذاته خبيثة ما ينفع فيه الماء, مثل الكلب الآن لو تغسل بالبحر ما يطهر ذاته نجسه, بخلاف مثلاً الثوب إذا أصابته النجاسة أو الجسم إذا أصابته النجاسة تغسله بالماء ويزول؛ لأن النجاسة طارئة والذات طاهرة, لكن إذا كانت ذاته نجسة ما في حلية, كلب وخنزير تطهره ما يطهر, ذاته نجسة, لو تجعله في البحر ليل نهار ما يطهر؛ لأن الذات نجسة, فكذلك المشرك ذاته نجسه فهو مخلد في النار لا يخرج منها أبد الآباد؛ لأن النار دار الخبثاء نسأل الله السلامة والعافية.
(المتن)
ولما كان المؤمن الطيب بريئًا من الخبائث، كانت النار حرامًا عليه، إذ ليس فيه ما يقتضي تطهيره، فسبحان من بهرت حكمته العقول.
 [فصل في وجوب معرفة هدي الرسول]
فصل
في وجوب معرفة هدي الرسول ومن ههنا يعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به، فإنه لا سبيل إلى الفلاح إلا على يديه، ولا إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهته، فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى الرسول فوقها بكثير.
(الشرح)
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن الله, وليس لنا طريق نصل منه إلا من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام, يعرفنا ما يحبه الله ويرضاه فنفعله, وما يكرهه الله ويأباه فنجتنبه, الرسل هم الواسطة بين الله وبين خلقه يبلغون عن الله شرعه ودينه.
(المتن)
وما ظنك بمن إن غاب عنك هديه، وما جاء به طرفة عين فسد قلبك، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي، وما لجرح بميت إيلام.
(الشرح)
الميت ما يشعر بجرح, إذا جرحته ما يشعر بشيء؛ لأنه ما فيه حياة, بخلاف الحي أنه إذا جرحته يتألم, لكن الميت ما فيه حياة ما يتألم, كذلك الإنسان إذا كانت فيه حياة, إذا كان قلبه حي فإنه يحس بأنه إذا فقد هدي الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا حياة له ولا بقاء له, كما أنه لا حياة له إذا فقد الطعام والشراب لجسمه, فكذلك لا حياة لروحه وقلبه إذا فقد هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
(المتن)
وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن خطة الجاهلين.
(الشرح)
يعني من طريقته وسبيلهم.
(المتن)
والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
[فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الوضوء]
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في الوضوء كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد.
وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة، وبأزيد منه تارة . وكان من أيسر الناس صبًا لماء الوضوء، ويحذر أمته من الإسراف فيه.
(الشرح)
وهذا كان هديه عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ لكل صلاة في غالب, وقد يصلي صلاتين أو ثلاث بوضوء واحد, وثبت عنه في يوم الفتح أنه صلى خمس صلوات بوضوء واحد, وثبت أنه صلى ست صلوات, قال له عمر رضي الله عنه: يا رسول الله فعلت شيئًا لم تفعله, قال: «عمدًا فعلته يا عمر», يعني ليعلم الناس السنة وأنه يجوز للإنسان أن يصلي عدة صلوات بوضوء واحد, هذا لا بأس به, وكذلك كان من هديه يتوضأ بالمد, والمد ملء كفي الرجل المتوسط, والصاع أربعة أمداد, وربما توضأ بثلثي مد, وكان لا يكثر الصب عليه السلام.
(المتن)
وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة، وبأزيد منه تارة .
(الشرح)
يعني بأزيد من المد يعني مد ونصف, أو بأزيد من الثلثين.
(المتن)
 وكان من أيسر الناس صبًا لماء الوضوء، ويحذر أمته من الإسراف فيه, وصح عنه أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثًا, وفي بعض الأعضاء مرتين، وبعضها ثلاثًا.
(الشرح)
أربعة أنواع السنة في الوضوء.
السنة الأولى: أن يتوضأ مرة مرة, يعني يغسل كل عضو مرة, يغسل وجهه مرة ويديه مرة, ورجليه مرة, ومسح الرأس معروف أنها مرة.
والمراد بالمرة تعميم العضو بالماء, لي المراد الغرفات, إذا عمم الوجه بغرفة أو غرفتين هذه مرة, العبرة بالتعميم ولا عبرة بغرفة الأخرق الذي يأخذ غرفتين أو ثلاث, إذا عمم وجهه بالماء هذه مرة, فإن عممه بغفرة هذه مرة, وإن لم يعمم بغرفة زاد؛ حتى يعممه, فإذا عمم بغرفتين تعتبر هذه مرة, يعني النوع الأول من وضوءه صلى الله عليه وسلم أنه يغسل الأعضاء مرةً مرة. 
والنوع الثاني: أنه يغسل الأعضاء مرتين مرتين, يغسل وجهه مرتين, يديه مرتين.
الثالثة: أنه يغسل ثلاثًا ثلاثًا يعني يتوضأ ثلاث, يغسل وجهه ثلاثًا, ويديه ثلاثًا, ورجليه ثلاثًا.
السنة الرابعة: أن يتوضأ مخالفًا, بعض الأعضاء يغسلها مرة, بعضها مرتين, وبعضها ثلاث, كل هذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم, أربع سنن في الوضوء, مرة مرة, ومرتين مرتين, وثلاثًا ثلاثًا, ومخالفة, جاء هذا في الأحاديث في الصحيحين وغيرهما.
(المتن)
 وكان يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة، وتارة بغرفتين، وتارة بثلاث.
(الشرح)
والمضمضة والاستنشاق داخلان في غسل الوجه, لابد من المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل, والسنة أن يأخذ كفًا من الماء يتمضمض ببعضه ويستنشق ببعضه, يتمضض ببعضه ويستنشق ببعضه ويستنثر, ثم يأخذ كفًا ثانية ويتمضمض بها ويستنشق ثم كفًا ثالثًا, يعني قد يفعل هذا مرة وقد يفعله مرتين, وقد يفعله ثلاثًا, تابع أعضاء الوضوء.
يعني إذا غسل وجهه مرة يتمضمض مرة ويستنشق مرة, وإن غسل وجهه مرتين تمضمض مرتين واستنشق مرتين, وإن غسل وجهه ثلاثًا تمضمض ثلاثًا, ويجوز أن يتمضمض بغرفة ويستنشق بغرفة, لكن الأفضل يكون المضمضة والاستنشاق بغرف واحدة.
(المتن)
وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق. وكان يستنشق باليمين وينتثر باليسرى.
(الشرح)
كان يصل بينها يعني يتمضمض ويستنشق, يستنشق باليد اليمنى ويتنثر باليد اليسرى, الاستنشاق هو جلب الماء في طرف الأنف, والاستنثار هو استخراجه, فالاستنشاق باليد اليمنى والاستثنار باليد اليسرى؛ لأن الاستثنار إزالة أذى, وإزالة الأذى تكون باليسرى.
طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 12:29)) --؟
الشيخ: لا بأس جائز, لكن الأفضل فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يفصل بينهما بكف واحد يتمضمض ويستنشق.
(المتن)
 وكان يمسح رأسه كله تارة، وتارة يقبل بيديه ويدبر بهما.
(الشرح)
الإدبار هكذا والإقبال هكذا, في الحديث الآخر أقبل بهما وأدبر, يبدأ من مقدم رأسه إلى قفاه, ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه, وكيفما مسح عمم أجزأ, قد يقبل كذا ويدبر كذا, لكن جاء في الحديث أنه يبدأ من مقدم رأسه إلى قفاه ثم يردها إلى المكان الذي بدأ منه, وإن مسح هكذا وعممه أجزأه, المهم يعمم الرأس.
(المتن)
 ولم يصح أنه اقتصر على مسح بعض رأسه البتة، ولكن كان إذا مسح على ناصيته كمل على العمامة، ولم يتوضأ إلا تمضمض واستنشق.
(الشرح)
يعني أنه يعمم الرأس, بعض العلماء يقول: يكفي مسح بعض الرأس يروى عن الشافعية, ولم يثبت عنه أنه مسح بعض الرأس إلا إذا كان عليه عمامة فيمسح الرأس ويكمل على العمامة, ولم يتوضأ إلا تمضمض واستنشق فدل على جوب المضمضة والاستنشاق.
(المتن)
 ولم يحفظ عنه أنه أخل بهما مرة واحدة.
(الشرح)
يعني المضمضة والاستشناق, فدل على جوبهما.
(المتن)
 وقد صرح الإمام ابن القيم في أكثر من موضع من كتبه: بوجوب المضمضة والاستنشاق.
وكذلك الوضوء مرتبا متواليًا، ولم يخل به مرة واحدة.
(الشرح)
كذلك الوضوء يكون مرتب الوجه ثم اليدين ثم الرأس ثم الرجلين, لابد من الترتيب, الترتيب واجب من فروض الوضوء, والموالاة للأعضاء كذلك.
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد