بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":
فصل في قراءة صلاة الفجر.
وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِنَحْوِ سِتِّينَ آيَةً إلى مائة، وصلاها بـ (سورة ق) وصلاها بـ (سورة الرُّومِ)، وَصَلَّاهَا بِ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير/ 1] وصلاها بسورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزلزلة/ 1] في الركعتين كلتيهما.
(الشرح)
يعني في بعض الأحيان، ولا يحتمل أنه قرأ الزلزلة في ركعتين كلتيهما؛ يحتمل أن هذا كان في السفر، وفيه دليل على جواز قراءة السورة بالسورتين كررها، قرأ إذا زلزلت بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وقرأها أيضًا في الركعة الثانية، فهذا له أحوال والغالب أنه r يقرأ من الستين إلى المائة وهذا هو الغالب، وقد يزيد مثل سورة الروم طويلة.
(المتن)
وصلاها (بالمعوذتين).
(الشرح)
هذا في السفر قرأ المعوذتين، وكذلك الزلزلة يحتمل أنها في السفر.
(المتن)
وكان في السفر، وصلاها: فاستفتح سُورَةِ (الْمُؤْمِنُونَ) حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ.
(الشرح)
وهذا دليل على أنه أطال، يعني قرأ من أول سورة المؤمنون ثلاثة أوجه يعني قريب من الثمنين: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[هود/96]، لما وصل إلى هذه الآية أصابته سعلة، يعني كحة فركع r، فهذه قراءة طويلة في الركعة الأولى.
(المتن)
وكان يصليها يوم الجمعة بـ (الم السجدة) وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان/ 1] لِمَا اشتملتا عليه من الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَخَلْقِ آدَمَ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
(الشرح)
وهذا هو الحكمة: "اشتملتا عليه من الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَخَلْقِ آدَمَ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ"، وليس لأجل السجدة كما يظنه بعض الناس، بعض الناس يظن أنه لأجل السجدة فيقرأ سورة فيها سجدة، يقرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ}[الانشقاق/1]، فيها سجدة ويظن أن الحكمة هي السجدة؛ لا، ليست الحكمة من السجدة بل المراد ما اشتملت عليه هذه السور من المبدأ والمعاد وذكر الجنة والنار، والحساب والجزاء.
(المتن)
وذكر ما كان وما يكون في يوم الجمعة، كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ الْعِظَامِ، كَالْأَعْيَادِ والجمعة بـ (سورة ق)، وَ (اقْتَرَبَتْ) وَ (سَبِّحْ) وَ (الْغَاشِيَةِ).
(الشرح)
كذلك: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[الحديد/1] كان يقرؤها في الجمعة، والمنافقون، وأحيانًا يقرأ سبح والغاشية، وأحيانًا يقرأ الجمعة والغاشية، وربما قرأ ب (ق اقتربت) والحكمة والله أعلم في المجامع العظام؛ لأن الناس بحاجة إلى سماع القرآن، وبحاجة إلى الذكر، وكذلك في صلاة الفجر الحكمة من إطالة القراءة؛ لأن الناس بحاجة إلى سماع القرآن بعد النوم.
(المتن)
فصل في هديه في القراءة في باقي الصلوات.
وَأَمَّا الظُّهْرُ، فَكَانَ يُطِيلُ قِرَاءَتَهَا أَحْيَانًا، حَتَّى قَالَ أبو سعيد: كَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ تُقَامُ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَتَوَضَّأُ، وَيُدْرِكُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِمَّا يُطِيلُهَا. رَوَاهُ مسلم.
(الشرح)
والبقيع قريب من المسجد النبوي وبجوار المسجد، فيكون سريع يأخذ الشيء بيده، ويأتي أهله، والبيوت كانت ملاصقة للمسجد، وكان للبيوت أبواب صغيرة على المسجد؛ حتى في آخر حياة النبي r قال: «لا يبقى خرقة في المسجد إلى سُدت إلا خرقة أبي بكر» وكانت الأمور مبسطة ليست مثل شوارعنا الآن شوارع واسعة وسيارات ومعوقات؛ لا، الشوارع قريبة وأوسع شارع يدخل فيه الجمل عليه حمل حطب، فكان البقيع قريب، وصلاة الظهر تلي صلاة الفجر في الطول، وجاء في حديث آخر: «أنه ربما قرأ في الركعة الأولى بمقدار (الم تنزيل) السجدة» في الركعة الأولى من الظهر.
(المتن)
وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا تَارَةً بِقَدْرِ {الم - تنزيل} [السجدة/ 1 - 2].
(الشرح)
الظهر يعني، يقرأ في الركعة الأولى.
(المتن)
وَتَارَةً بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/ 1] {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل/ 1]، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وأما العصر، فعلى النصف من قراءة الظُّهْرِ إِذَا طَالَتْ، وَبِقَدْرِهَا إِذَا قَصُرَتْ.
(الشرح)
يعني العصر على النصف، أقل من الظهر، فإذا كان يقرأ ثلاثين آية في الظهر فإنه يقرأ في العصر خمسة عشر آية، وإذا قرأ في الظهر خمسة عشر آية فإنه يقرأ في العصر سبع آيات.
(المتن)
وَأَمَّا الْمَغْرِبُ، فَكَانَ هَدْيُهُ فِيهَا خِلَافَ عَمَلِ النَّاسِ اليوم، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) في الركعتين، ومرة بـ (الطور)، ومرة بـ (المرسلات).
(الشرح)
يعني المغرب هديه r فيه أحيانًا بالطوال وأحيانًا بالقصار، ما يلازم القصار، قرأ فيه مرة بالأعراف وهي طويلة جزء وربع، وقرأ اقتربت، والمرسلات، وأحيانًا يقرأ بالقصار وما يلازم القصار؛ حتى قيل: إن ملازمة قصار السور في المغرب سنة مروان الحِمار، وهو مروان بن الحكم وهو الذي يلازم القصار في المغرب، وأما سنة النبي r أحيانًا بالطوال، وأحيانًا بالقصار وما يلازم القصار.
(المتن)
وأما المداومة على قراءة قصار المفصل فيها، فهو من فعل مروان، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت.
(الشرح)
مروان الحمار هذا، ملازمة قصار السور في المغرب سنة مروان الحمار وهو مروان بن الحكم كان أمير المدينة وأنكر عليه بعض الصحابة وبينوا له أن السنة عدم ملازمة القصار، يعني أحيانًا وأحيانًا.
(المتن)
قال ابن عبد البر روي عنه أنه قرأ في المغرب بـ (المص)، وبـ (الصافات)، وبـ (الدخان) و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/ 1] وبـ (التين)، وبـ (المعوذتين) وبـ (الْمُرْسَلَاتِ) وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ; وكلها آثار صحاح مشهورة.
(الشرح)
يعني قرأ فيها بالقصار وبالطوال، أحيانًا وأحيانًا.
(المتن)
وأما عشاء الآخرة، فقرأ صلى الله عليه وسلم فيها بـ (التين)، وَوَقَّتَ لمعاذ فِيهَا: بِـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس/1] وبـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/ 1] {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل/ 1] وَنَحْوِهَا.
وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ قِرَاءَتَهُ فِيهَا بـ (البقرة) وقال لَهُ: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا معاذ؟ » فَتَعَلَّقَ النَّقَّارُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا قَبْلَهَا وما بَعْدَهَا.
(الشرح)
يعني: السنة في القراءة في العشاء بأوساط المفصل؛ لأن النبي r أرشد معاذ إلى هذا قال: أفلا قرأت: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس/1] وبـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/ 1] {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل/ 1]، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[الغاشية/1]، هذه السور من أوساط المفصل.
وكان معاذ رضي الله عنه أطال قرأ افتتح بسورة البقرة، كان رضي الله عنه شاب نشيط ويتلذذ بالقرآن، فصلى بالناس فلما صلى وقرأ الفاتحة افتتح بسورة البقرة، فصلى معه رجلٌ من الأنصار يعمل طول النهار في مزرعته ويتعب، فلما استفتح بالبقرة وانتظر أن يركع فاستمر ما استطاع، فنوى الانفراد وصلى لنفسه وانصرف، فقيل لمعاذ ذلك فقال: إنه منافق، لماذا يعمل هكذا ينوي الانفراد وينصرف!
فأتى هذا الرجل للنبي r واشتكاه، قال: يا رسول الله معاذ قرأ بالبقرة وأنا متعب ولا أستطيع فقال عني منافق، فالنبي r أنكر على معاذ وشدد عليه قال: «أفتانٌ أنت يا معاذ» أفلا قرأت: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس/1] وبـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى/ 1] {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}[الليل/ 1]، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[الغاشية/1].
يقول الحافظ بن القيم رحمه الله: إن بعض الناس تعلقوا بهذه الجملة: «أفتان أنت يا معاذ» النقارين اللي ينقرون الصلاة نقر الغراب، السراقين الذين يسرقون من صلاتهم أخذوا هذه اللفظة وقطعوها عما قبلها وعما بعدها، وصاروا يأمرون الناس بنقر الصلاة كنقر الغراب، وفي الحديث: «أسوء الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته، قيل: يا رسول الله كيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها» مثل الذي يقرأ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون/4] ويسكت ويقطعها، طيب كمل: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون/4-5].
وهذا يأخذ: «أفتانٌ أنت يا معاذ» ويقطعها عما قبلها وعما بعدها، انظر لماذا قال النبي r «أفتانٌ أنت يا معاذ» ماذا فعل معاذ؟ قرأ البقرة وهذا لا يستطيع، لو قرأ (ق) ما قال له: «أفتانٌ أنت يا معاذ»، لو قرأ حتى من طوال المفصل ما قال له: «أفتانٌ أنت يا معاذ» لكن انظر ما قبلها وما بعدها، لا تقطع وتأخذ جملة وتقطعها عما قبلها، هؤلاء النقارين الذين ينقرون الصلاة كنقر الغراب والذين لا يبالون بإتمام الصلاة أخذوا هذه اللفظة وقطعوها عما قبلها وقالوا: «أفتانٌ أنت يا معاذ» إذًا المشروع أن ينقر الصلاة كنقر الغراب وألا يتمهن لا في ركوعه ولا في سجوده، فينبغي للإنسان أن يُتم الركوع والسجود.
وقال r في الحديث الآخر: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن من ورائه الضعيف والسقيم وذو الحاجة» وهذا التخفيف تخفيف نسبي لا يرجع إلى شهوة الإمام ولا إلى رغبة المأمومين إنما يرجع إلى السنة، فعل النبي r هو التخفيف وكان النبي r لا يتناقض قوله وفعله، قوله يصدق فعله، وهو الذي قال r: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف» وهو الذي وُصفت صلاته بأنه إذا ركع حذروا له عشر تسبيحات مع التدبر، وإذا رفع من الركوع وقف حتى يقول القائل: قد نسي، وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى جلس حتى يقول القائل: قد نسي، العشر تسبيحات هذا تخفيف، لكن لو سبح ثلاثين تسبيحة أو أربعين نقول: هذا تطويل، فالنبي r لا يتناقض وهذا قوله وهذا فعله، الذي قال: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف»، وقال: «أفتانٌ أنت يا معاذ» هذه صلاته؛ التخفيف فعل النبي r، فلا حجة في قوله: «أفتانٌ أنت يا معاذ» للنقارين الساقين الذين يسرقون من صلاتهم.
الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 14: 07)) –
الشيخ: قالها لمعاذ بسبب فعله وهو إطالته الصلاة، كونه يطيل الصلاة يقرأ سورة البقرة هذا يكون فتنة لبعض الناس ومنهم هذا الرجل.
(المتن)
وَأَمَّا الْجُمُعَةُ، فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِسُورَتَيِ (الجمعة) و (المنافقين)، وسورتي: (سبح) و (الغاشية).
(الشرح)
وفيها أيضًا سنة ثالثة وهي: (الجمعة) و(الغاشية).
(المتن)
وأما الاقتصار على قراءة أواخر السورتين فلم يفعله قط.
(الشرح)
يعني: ما يقرأ أواخر سورة الجمعة أو أواخر سورة المنافقون، يعني: يقرأ السورة بكمالها، ومثلما يفعل بعض الأئمة فجر الجمعة عنده كسل يرى أن سورة السجدة طويلة فيقرأ سورة السجدة ويقسمها بين ركعتين ولا يقرأها في واحدة وهذا مخالفة للسنة، وهذه إضاعة للسنة، ينبغي له أن يقرأ (السجدة) في الأولى، و(الإنسان) في الثانية وإلا يقرأ غيرهما ولا يضيع السنة.
(المتن)
وأما الأعياد، فتارة يقرأ بـ (ق) و (اقتربت) كاملتين، وتارة بـ (سبح) و (الغاشية) وهذا الهدي الذي استمر عَلَيْهِ إِلَى أَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
(الشرح)
لأن مجامع الناس في حاجة إلى سماع القرآن، المجامع كالأعياد والكسوف، وكذلك أيضًا الجمعة والاستسقاء؛ هذه مجامع ينبغي القراءة والإطالة فيها والناس في حاجة إلى سماع القرآن وتذكيرهم وترقيق قلوبهم بسماع كلام الله، وأفضل الكلام كلام الله عز وجل، وهو الذي لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله، فالقلوب أولى بأن ترق لكلام الله عز وجل وتخضع.
(المتن)
وهذا الهدي الذي استمر عَلَيْهِ إِلَى أَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ولهذا أخذ به الخلفاء، فقرأ أبو بكر في الفجر سورة (البقرة) حتى سلم قريبا من طلوع الشمس.
(الشرح)
وهذا اجتهاد، الصديق رضي الله عنه قرأ البقرة في سورة الفجر وهي طويلة، فلما سلم قيل له: يا خليفة رسول الله كادت الشمس أن تطلع، يعني طولت علينا، فقال: لو طلعت لم تجدنا غافلين، يعني نحن الآن نقرأ كلام الله، وهذا اجتهاد من الصديق رضي الله عنه، وعلى كل حال الإمام يراعي حال المأمومين لا يطيل عليهم ولا أيضًا يخالف السنة ويقرأ من القصار مراعاة للناس ويقول: لا يرغبون، ما عليك من الناس اقرأ من الطوال لكن لا تشق عليهم لكن افعل السنة، (ق)، (الذاريات) مثلًا، (الرحمن)، (الواقعة)، كلها هذه طوال المفصل.
(المتن)
وكان بعده عمر يقرأ فيها بـ (يوسف) و (النحل) و (هود) و (بني إسرائيل) ونحوها.
(الشرح)
كان رضي الله عنه يقرأ بهذه السور كاملة، كان النبي r يصلي بغلس وكذلك الصحابة، والغلس يعني اختلاط ضياء ظلام الليل بضياء الصبح، يقرأ بغلس ويطيل فلا يسلم إلا بعد الإسفار لأنه يطيل، كان عمر رضي الله عنه يصلي بالناس يقرأ النحل ويقرأ يوسف، وكان رجلًا يعدل الصفوف، وكان المسجد ممتلئ بالناس حتى إنه لما طُعن رضي الله عنه قدم عبد الرحمن بن عوف ليكمل الصلاة فاختلف عليهم الصوت حتى قالوا: سبحان الله، سبحان الله، المسجد ممتلئ والصفوف كثيرة.
(المتن)
وأما قوله: «أيكم أمّ الناس فليخفف» فالتخفيف أمر نسبي يُرجع فيه إِلَى مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، لا إلى شهوات المأمومين، وهديه الذي كان يواظب عليه، هو الحاكم في كل ما تنازع فيه المتنازعون.
(الشرح)
هذا هو السنة: «أيكم أمّ الناس فليخفف» فالتخفيف المراد به ليس التخفيف اللي يرجع إلى رغبة الإمام ولا إلى رغبة المأمومين، التخفيف المراد به التخفيف المناسب، تخفيف مع إكمال كما فعل النبي r، ففعل النبي r هو التخفيف.
الطالب: التنكيس في القراءة؟.
الشيخ: مكروه، يقرأ في الأولى مثلًا بالغاشية، والثانية بسبح مكروه، الأولى أن يرتب.
وفق الله الجميع لطاعته، وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.