شعار الموقع

10- مختصر زاد المعاد

00:00
00:00
تحميل
37

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

(المتن)

قال المؤلف رحمه الله تعالى في "مختصر زاد المعاد":

وكان يدعو بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَقَبْلَ السَّلَامِ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ فِي حديث أبي هريرة وحديث فضالة.

(الشرح)

قال المؤلف رحمه الله: وكان يدعو بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَقَبْلَ السَّلَامِ, يعني بعد أن يأتي بالتشهد ويصلي على النبي r يدعو, والتشهد كما علمه النبي r لابن مسعود: «التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» وهذا أصح تشهد, والتشهد أنواع لكن هذا أصح تشهد ما روي عن ابن مسعود؛ لأن النبي r علمه التشهد قال: «كفي بين كفيه».

ثم يصلي على النبي r في التشهد الثاني الأخير, وجاء في الأحاديث أن النبي r سُئل قيل له: «قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلي على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حمدٌ مجيد» هذا أكمل ما ورد في الصلاة على النبي r وهو الجمع بين محمد وآل محمد, وإبراهيم وآل إبراهيم, فالصلاة والتبريك, وهذا أفضل وأكمل صلاة على النبي r.

وهذا خفي على بعض الأكابر وقالوا: إنه لم يأتي الجمع بين محمد وآل محمد, وإبراهيم وآل إبراهيم في الصلاة والتبريك, وهذا جاء في البخاري في حديث الأنبياء, وفي بعضها: «اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى ىل محمد كما باركت على آل إبراهيم» هذا نوع, وقد استوفى هذه الأنواع ابن القيم في كتاب خاص سماه "جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام" استوفى الأنواع, ثم بعد الصلاة على النبي r يدعو, وهذا محل استجابة للدعاء, وأول ما يبدأ به أن يستعيذ بالله من أربع كما جاء في الأحاديث يقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم, ومن عذاب القبر, ومن فتنة المحيا والممات, ومن فتنة المسيح الدجال» بعد التشهد وبعد الصلاة على النبي r يدعو بهذه الدعوات الأربع وهذه ينبغي أن يبدأ بها ولا يُخل بها, وهي مستحبة عند جماهير العلماء.

وبعض العلماء كطاووس بن كيسان التابعي الجليل اليماني رأى وجوبها أنه يجب على المصلي أن يدعو بهذه الدعوات الأربع, حتى أنه مرة سأل ابنه لما صلى قال: هل دعوت بالأربع؟ قال: لا, قال: أعد صلاتك, والجمهور على أنها مستحبة, ثم بعد ذلك يدعو بما يعجبه من خير الدنيا والآخرة كما قال النبي r: «ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه» ومن ذلك ما علمه النبي r أبا بكر قال: «علمني دعاءً أدعو به في صلاتي وفي بيتي, فقال: قل الهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا» وفي بعضها: «كبيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» إذا كان الصديق أفضل الأمة بعد الأنبياء يعلم هذا الدعاء فغيره من باب أولى.

ومن ذلك ما ورد أيضًا: «اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من فتن الدنيا ومن عذاب القبر» أيضًا كذلك هذا ورد.

«اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» هذا ورد أنه دبر الصلاة, والدُبر يطلق على آخر الشيء وما يأتي بعده, ودُبر الحيوان هو آخره, شيخ الإسلام رحمه الله يرجح أن الدعاء في الصلاة أفضل من الصلاة بعد السلام, وقال: ما جاء من دُبر الصلاة يعني آخرها, ودبر الحيوان آخره.

(المتن)

وأما الدعاء بعد السلام مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ أَوِ الْمَأْمُومِينَ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ من هديه وَعَامَّةُ الْأَدْعِيَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالصَّلَاةِ إِنَّمَا فَعَلَهَا فِيهَا وَأَمَرَ بِهَا فِيهَا.

(الشرح)

يقول: أن الأدعية التي وردت في الصلاة تكون داخل الصلاة وهذا الأفضل, أما الدعاء بعد السلام إذا كان إمام ومستقبل القبلة فلم يرد هذا, وكذلك المأموم يدعو مستقبلًا القبلة بما ورد, ورفع اليدين كذلك ممنوع حتى نص العلماء أنه من البدع أن يرفع يديه بعد السلام يدعو ما ورد هذا, لكن إذا دعا بعد الأذكار من دون رفع اليدين فلا بأس, أن يرفع يديه بعد السلام من الفريضة هذا من البدع ليس له أصل.

الطالب: في الاستخارة؟.

الشيخ: في الاستخارة لا بأس, أنا أتكلم بعد الفريضة الآن, أما بعد النافلة لا بأس.

(المتن)

وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِحَالِ المصلي، فإنه مقبل على ربه، فإذا سلم زال ذلك.

(الشرح)

وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِحَالِ المصلي؛ لأنه يدعو وهو في صلب الصلاة لأنه مقبل على الله ولأنه يناجي الله U فإذا سلم انتهت العبادة, فكيف يترك الدعاء وهو في صلب الصلاة ثم يدعو بعد أن يسلم.

(المتن)

ثُمَّ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَنْ يساره كذلك» ، هذا كان فعله الراتب، وروي عنه أنه كان يسلم تسليمة واحدة من تلقاء وجهه، لكن لم يثبت، وأجود ما فيه حديث عائشة وهو في " السنن "، لكنه في قيام الليل، وهو حديث معلول، على أنه لَيْسَ صَرِيحًا فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى التَّسْلِيمَةِ الْوَاحِدَةِ.

(الشرح)

هذا هو السنة أن يسلم تسليمتان, عن يمينه يقول: السلام عليكم ورحمة الله, وعن يساره يقول: السلام عليكم ورحمة الله, أما ما ورد من أنه يسلم واحدة تلقاء وجهه من دون التفات فهذا حديث معلول كما ذكره في قيام الليل المؤلف رحمه الله, الصواب أنه يسلم تسليمتين واحدة عن يمينه وأخرى عن يساره.

الطالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 07:39)) –

الشيخ: فيه خلاف, جمهور العلماء على وجوب التسليمة الأولى, فلا ينبغي للإنسان أن يسلم قبل تسليمة الإمام الأولى, فإذا سلم متعمدًا ذلك لم تصح صلاته, أما بعد التسليمة الثانية هذه محل خلاف, على كل حال لا ينبغي للمأموم أن يسلم حتى يسلم الإمام التسليمة الأولى والثانية.

(المتن)

وكان يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ».

(الشرح)

كل هذه الأدعية أيضًا ثابتة في داخل الصلاة: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ ومن غلبة الدين وقهر الرجال, ومن الهم والحزن».

(المتن)

وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي داري، وبارك لي في ما رَزَقْتَنِي».

(الشرح)

هذا الدعاء أيضًا يكون داخل الصلاة وخارج الصلاة, في الحديث الآخر يقول: «ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه, يسأل من خيري الدنيا والآخرة» ولو سأل الله أن يرزقه مالًا حلالًا, وبيتًا فسيحًا وزوجة صالحة فحسن, قال: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» حسنة الدنيا تشمل هذا.

(المتن)

وَكَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليمًا، وأسألك لسانا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تعلم».

(الشرح)

وفي بعضها في آخره: «إنك أنت علام الغيوب» هذا دعاء أيضًا نبوي مشروع.

(المتن)

والمحفوظ في أدعيته كلها في الصلاة بلفظ الإفراد.

(الشرح)

لفظ الإفراد: «اللهم إني أسألك» هذا إذا كان يدعو لنفسه, أما لو كان في القنوت ويؤمن على دعائه فيقول: اللهم إنا نسألك, فيجعل الضمير للجمع, أما إذا كان يدعو وحده فهذا يفلت الضمير لأنه وحده بينه وبين نفسه لا يؤمن على دعائه.

(المتن)

«وكان إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ طَأْطَأَ رَأْسَهُ» ، ذَكَرَهُ أحمد، «وَكَانَ فِي التَّشَهُّدِ لَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إِشَارَتَهُ».

(الشرح)

«وكان إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ طَأْطَأَ رَأْسَهُ» يعني يخفض رأسه قليلًا ما يجعل رأسه مرتفعًا هكذا, «وَكَانَ فِي التَّشَهُّدِ لَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إِشَارَتَهُ» يعني لا يجاوز السبابة التي يشير بها للوحدانية, وأما في سائر الصلاة فإنه ينظر إلى موضوع سجوده.

(المتن)

وقد جعل الله قرة عينه ونعيمه في الصلاة، فكان يقول: «يا بلال أرحنا بالصلاة».

(الشرح)

في الحديث يقول: «وجُعلت قرة عيني في الصلاة», وقال: «أُحب إليَ من دنياكم ثلاثة: النساء, والطيب, وجُعلت قرة عيني في الصلاة» فهي قرة عينه r, وكان يقول لبلال: «أرحنا بالصلاة» وفرق بين قولنا: أرحنا بالصلاة أو أرحنا عن الصلاة, فرق بين من يرتاح بالصلاة أو يرتاح عن الصلاة, الذي يرتاح بالصلاة يعني يتنعم بها, والذي يرتاح عن الصلاة يعني يتركها سأمًا من السأم والملل كأنها شيء ثقيل يلقيه عن نفسه فهذا يرتاح عن الصلاة, أما الذي يرتاح بالصلاة يعني يتنعم بها, وهذا حال النبي r.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد